لجاز : مذ كم سرت فيه؟ كما يجوز : يوم الجمعة سرت فيه. وامتناعهم من ذلك دليل على أنهما حرفا جر (١).
والفرق بين كونهما اسمين أو حرفين فى هذا التركيب :
ـ إذا احتسبا حرفين فإن ما بعدهما يجر بحرف الجر. أما إذا كانا اسمين فإن ما بعدهما يجر بالإضافة.
ـ إذا كانا حرفين كان الكلام جملة واحدة ، وأصبحت شبه الجملة متعلقة بما قبلها ، وإذا احتسبا هنا ظرفا أصبحا شبه جملة ـ كذلك ـ متعلقة بما قبلها ، ويصبح الكلام بجملته يدخله تصديق واحد ، أو تكذيب واحد.
لكن الأمر يختلف حال ما إذا كانا اسمين وقد رفع ما بعدهما ، حيث يصبح الكلام جملتين ، يدخل فى كل منهما التصديق والتكذيب ، دون التعلق بالأخرى.
ـ إذا كانا حرفين دلّا على أن المعنى الكائن فيما دخلتا عليه ، لا فى أنفسهما.
أما إذا كانا اسمين فإن المعنى الكائن فيهما باحتساب ما أضيفا إليه.
ملحوظة :
يذكر ابن مالك أنه قد يجرّان المستفهم به عن الوقت ، نحو : مذ متى رأيته؟ ومذ كم فقدته؟
وهو ما يتخذونه دليلا على حرفيتهما ـ كما ذكرنا سابقا ـ حيث يوصل بهما الفعل إلى اسمى الاستفهام (متى وكم). ولا يجوز عود الضمير عليهما ـ حينئذ ـ حيث لا يجيزون : مذ متى رأيته فيه؟ كما يمكن أن تقول : يوم الجمعة رأيته فيه.
التركيب الخامس : منذ (مد) + مصدر صريح معين الزمان ، أو مصدر مؤول :
يذكر ابن مالك : «ويجوز الأمران ـ الاسمية والحرفية ـ قبل أنّ وصلتها ... ويعامل المصدر المعين زمانه بعد مذ ومنذ معاملة الزمان المعين فى الرفع والجر» (٢).
__________________
(١) ينظر : المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٥١٤.
(٢) شرح التسهيل ٢ ـ ٢١٦ ، ٢١٧.