ينصب الفعل المضارع بعد أربعة من حروف العطف ، وهى : الواو ، والفاء ، وثم ، وأو ، بشرط أن يكون العطف بها على مصدر صريح (١).
وهذه الحروف الأربعة تعطف ما بعدها من مصدر مؤول مكون من (أن) المضمرة والفعل المضارع المنصوب على المصدر الصريح المشترط ذكره قبلها ؛ لذا فإن الفعل المضارع المذكور بعدها يكون منصوبا ؛ حتى يكون مصدرا مؤولا يعطف على الصريح المذكور. فتكون صورة التركيب البنيوية مع هذه الأحرف على النحو الآتى : مصدر صريح ... حرف العطف (و ـ ف ـ ثم ـ أو) مصدر مؤول (أن مضمرة+ فعل مضارع منصوب مباشر لحرف العطف).
ومثالها ما يأتى :
ـ الواو :
ينصب الفعل المضارع بعد الواو إذا عطفته على مصدر صريح ، كما هو فى قول ميسون بنت بحدل زوج معاوية بن أبى سفيان :
للبس عباءة وتقرّ عينى |
|
أحبّ إلىّ من لبس الشّفوف (٢) |
__________________
(١) ينظر : التسهيل ٢٣٠ / الجامع الصغير ١٧٢ / شرح الشذور ٢١٢.
(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٤٥ / المقتضب ٢ ـ ٢٧ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٢٥ / شرح ابن عقيل ٢٣٦ / شرح الشذور ٣٢٨ / شرح القطر ٨٩ / أوضح المسالك رقم ٥٠٥ ، ٣ ـ ١٨١.
(للبس) اللام : حرف ابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. لبس : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
وهو مضاف ، و (عباءة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وتقر) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تقر : فعل مضارع منصوب بعد الواو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة.
(عينى) عين فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والمصدر المؤول فى محل رفع بالعطف على المبتدإ. (أحب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلى) إلى حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بإلى. وشبه الجملة متعلقة بالحب. (من لبس) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. لبس : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالحب. (الشفوف) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.