أولا : امتناع الحذف :
يجب ذكر عامل المفعول المطلق إذا كان مؤكدا للفعل ، ولا يجوز حذفه مطلقا ـ حينئذ ـ ذلك لأنه إنما يؤتى بالمفعول المطلق هنا لتأكيد الفعل وتقويته ، والحذف يتنافى مع هذا الغرض.
ثانيا : جواز الحذف :
يجوز حذف عامل المفعول المطلق فى الأحوال الآتية :
١ ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق إذا كان مبيّنا لنوع الفعل ، أو مبيّنا لعدد مراته ، وكان هناك قرينة لفظية. كأن يقال : أىّ فهم فهمت؟ فتقول : فهم المتقنين. وتكون (فهم) مفعولا مطلقا لفعل محذوف لدلالة ما سبق عليه.
كما تقول : إصابتين ، لمن يقول : أأصبت الهدف؟ والقرينة المعنوية هنا هى القرينة المقالية ، وتكون (إصابتين) نائبا عن المفعول المطلق منصوبا.
٢ ـ كما يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع والمبين للعدد إذا كان هناك قرينة معنوية ، ذلك نحو : قدوما مباركا ، حجا مبرورا ، سعيا مشكورا. أى : قدمت قدوما ، وحججت حجا ، وسعيت سعيا. ويكون كلّ من (قدوما ، وحجا ، وسعيا) مفعولا مطلقا لفعل محذوف ، وتكون القرينة المعنوية هنا هى قرينة الحال والمقام.
ومما سبق يمكن أن يقال : أما فهمت؟ فتقول : بلى : فهما متقنا.
أما جلست؟ بلى : جلوسا طويلا.
وجاز الحذف هنا لأن المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين لعدد مرات الفعل إنما يؤتى به لزيادة معنى على معنى التوكيد.