الأقوال شاذة ، حيث كان أسماء المكان : مقعد ، ومزجر ، ومناط ، على غير مادة عواملها ، إذ إنهم يجعلون عواملها محذوفة تقدر من مادة الاستقرار ، ولذلك فإنها شاذة ، وهذه يجعلونها مختصة.
ظروف المكان المقدرة :
المقدر من ظروف المكان هو أسماء المقادير المكانية ، نحو ميل ، كيلو متر ، متر ، فرسخ ، ذراع ... إلخ. وقد اختلف النحاة فى توجيه نصبها : فذهب الأكثرون إلى إلحاقها بظروف المكان المبهمة ، حيث إنها قريبة منها ، فإنها وإن كانت معينة المقدار فهى مبهمة المحل ، فعندما أقول : سرت ميلا ، فإن الميل محدد القدر ، لكنه مبهم المكان ؛ لأنه يصلح لأىّ مكان ، كما أن بداياته ونهاياته تتنوع ، وعندئذ يكون منتصبا.
وقد منع بعض النحاة إلحاقه بالمبهم ، فيكون منتصبا على المفعولية ، فإذا قلت : سرت ميلا ، فهو منصوب على المفعول به ، ويضمن (سرت) معنى (قطعت).
ونحاة يرون أن هذه ظروف مكان معدودة ، حيث إنها معلومة المقدار ، مجهولة الصورة.
الظروف والإضافة والإبهام
للظروف علاقة بمصطلحى الإضافة والإبهام بمفهوميهما فى النحو العربى ، من حيث النسبة فى الإضافة ، والتنقل من مسمى إلى آخر فى الإبهام ، مع استحضار لزوم الإضافة فيه.
وإذا استحضرنا مدلول الظروف ووظيفتها المعنوية فى التركيب لأدركنا أنها تجمع بين مدلولى الإضافة والإبهام ؛ لأن الظروف لا يبين معناها إلا من خلال ما تضاف إليه ، فهى ملازمة للإضافة ، سواء أكانت إضافة لفظية ، أم كانت إضافة ذهنية معنوية.
ويذكر ابن يعيش أن (أصل الظروف أن تكون مضافة) (١).
__________________
(١) شرح المفصل ٤ ـ ٨٦ ، ١٠٨.