ـ (ما) و (لا) النافيتان ، نحو : ما علىّ خرج ، ولا محمد جاء. من الأحسن ـ على رأى كثير من النحاة ـ أن يكون كلّ من (على ومحمد) فاعلا مرفوعا لفعل محذوف يفسره المذكور. ويجوز أن يعرب على الابتداء ، والجملة التى تليه تكون فى محلّ رفع ، خبر.
تنبيه :
يجوز أن يكون من هذا الباب الفعل الذى في معنى الأمر أو النهى أو الدعاء وقد تقدمه اسم ، فيجوز أن يكون هذا الاسم فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور ، نحو : سمير ليكتب ، علىّ لا يقم ، والتّقدير : ليكتب سمير ، لا يقم عليّ ، فيكون كلّ من (سمير وعلى) فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور. ويجوز أن يكون الاسم المرفوع مبتدأ عند من يجيز أن يكون الخبر طلبيا.
تنويه :
يجب أن ينوّه إلى أن هناك تراكيب أخرى ثابتة البنية يحذف فيها الفعل وجوبا ، تدرس فى الصفحات التالية ؛ لأن حذف الفعل فيها يكون مقرونا بحذف الفاعل ، وهذه التراكيب : الاختصاص ، والإغراء ، والتحذير ، والنداء ، والاشتغال ، وقطع النعت عن منعوته ، والأمثال ، والمصادر الواقعة بدلا من أفعالها ، مع تفاوت بين النحاة فى كون حذف بعضها وجوبا أم جوازا.
ملحوظتان :
أ ـ حذف الفاعل وحده :
يرى بعض النحاة ـ وعلى رأسهم الكسائى ـ أنه يجوز حذف الفاعل دون الفعل ، ولكن هذا غير جائز ؛ لأنه لا يجوز حذف أحد الركنين الأساسين دون وجود دليل عليه ، كما أن الفعل لا يجوز أن يكون بدون فاعل مذكور ، فالفاعل لا يحذف إلا مع الفعل ، وما يستدلون به مردود عليه على النحو الآتى :
ـ قوله تعالى : (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا)(١) [غافر : ٣٥] ، فاعل (كبر) ضمير مستتر تقديره : (هو) يعود على سابق (من هو مسرف ، أو : جدال الذين آمنوا).
__________________
(١) (مقتا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.