وقول الآخر :
إذا ما الغانيات برزن يوما |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا (١) |
أى : وكحّلن العيون.
وجوب حذف الفعل
يذهب جمهور النحاة إلى أن بعض الأدوات تطلب الفعل ، أى : لا يذكر بعدها إلا فعل ، فإذا ورد بعدها اسم فإنهم يقدرون فعلا محذوفا ، وهم يعللون لذلك بأن هذه الأدوات يلزمها الفعل ، فلما ظهر الفعل بعد الفاعل التزموا حذف الفعل ، وجعلوا المذكور بعد الاسم مفسرا له ، وهذه الأدوات :
ـ أدوات الشرط ، لا يدخل منها في هذا الباب إلا (إن ، ولو ، وإذا) ، حيث ذكر الاسم بعد هذه الأدوات الثلاث دون غيرها.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) [التوبة : ٦] ، حيث يجعلون أحدا فاعلا مرفوعا لفعل محذوف يفسره المذكور ، والتقدير : وإن استجارك أحد ... فلا يجمع بين المحذوف والمفسر (٢).
__________________
(١) شرح الشذور رقم ١١٦ ص ٢٤٢ / ضياء السالك رقم ٢٥٩ / الأشمونى رقم ٤٤٢.
(إذا) اسم شرط غير جازم ظرف لما يستقبل من الزمان مبنى فى محل نصب خافض لشرطه منصوب بجوابه. (ما) حرف زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الغانيات) فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (برزن) برز : فعل ماض مبنى على السكون. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية مفسرة ، لا محل لها من الإعراب. (يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق ببرز. (وزججن) الواو :حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. زجج : فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل والجملة فى محل جر بالعطف على جملة برزن. (الحواجب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والعيونا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب.
العيونا : مفعول به لفعل محذوف. أو معطوف على الحواجب على أن يتضمن الفعل زجج معنى جمل أو حسّن أو زيّن.
(٢) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ١٩٦ / مشكل إعراب القرآن ١ ـ ٣٢٤ / ويرجع إلى الكتاب ١ ـ ٢٦٣.
(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (امرأة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة لفعل محذوف يفسره المذكور ، وهو فعل الشرط. (خافت) فعل ماض مبنى على الفتح مفسر للمحذوف ، لا محل له من الإعراب. والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (من بعلها)