المطابقة العددية
إذا أسند الفعل إلى اسم ظاهر مفرد أو مثنى أو مجموع فإنه يلزم الدلالة على الإفراد ، حيث لا تلحقه علامة تثنية أو جمع ، فيقال : حضر الطالب ، حضر الطالبان ، حضر الطلاب ، فهمت الفتاة ، فهمت الفتاتان ، فهمت الفتيات. تلحظ خلوّ الفعل مما يدلّ على تثنية أو جمع.
ومن العرب (طيئ وأزد شنوءة) من يلحق بالفعل علامة دالة على التثنية أو الجمع إذا سبق الفاعل أو نائب الفاعل حتى يتوافق مع مرفوعه ، وهم فى ذلك يشبهونه بحاله حال إلحاق علامة التأنيث به ، ومن ذلك قول عبد الله بن قيس الرقيات :
تولّى قتال المارقين بنفسه |
|
وقد أسلماه مبعد وحميم (١) |
الفاعل (مبعد وحميم) وهو مثنى ، وقد سبقه الفعل (أسلم) ملحقا به ما يدل على التثنية ، وهو ألف الاثنين (أسلماه).
ويؤول ذلك على عدة أوجه :
ـ أن يكون ألف الاثنين حرفا دالا على التثنية لا محلّ له من الإعراب ، وما بعده هو الفاعل (مبعد وحميم).
__________________
(١) ديوانه ١٩٦ / أمالى ابن الشجرى ١ ـ ١٣٢ / شرح ابن الناظم ٢٢١ / شرح الشذور ١٧٧ / الصبان على الأشمونى رقم ٣٥٦ / ضياء السالك رقم ٢٠٩ / شرح التصريح ١ ـ ٢٧٧.
(تولى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر والفاعل : ضمير مستتر تقديره : هو.
(قتال) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (المارقين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء. (بنفسه) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. نفس : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بحال محذوفة ، أو فى محل نصب ، حال. (وقد) الواو : للابتداء أو واو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب (أسلماه) أسلم : فعل ماض مبنى على الفتح. والألف دال على التثنية حرف لا محل له من الإعراب. وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (مبعد) فاعل أسلم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (وحميم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. حميم : معطوف على مبعد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.