ولا خصوصيّة التسبيح أو الاستغفار ، ومقتضاه كون الواو في قوله عليهالسلام في صدر الخبر : «تسبّح وتحمد الله وتستغفر لذنبك» وكذا في صحيحة زرارة ، الواردة في المأموم المسبوق : «فإذا سلّم الإمام قام فصلّى الأخيرتين لا يقرأ فيهما ، إنّما هو تسبيح وتكبير وتهليل ودعاء» (١) وفي صحيحته الأخرى : «إنّما هو تسبيح وتهليل وتكبير ودعاء» (٢) للتنويع لا للجمع.
والخدشة في دلالة الصحيحة بعدم وفائها بإثبات الاجتزاء بمطلق الذكر ؛ إذ ربّ ذكر لا يصدق عليه عرفا اسم التسبيح والتحميد والدعاء ، مدفوعة ـ بعد الغضّ عن أنّ كلّ ما ناجيت به ربّك ممّا يسمّى ذكرا لا يخرج عن كونه دعاء أو تسبيحا أو تحميدا ـ بأنّ الصحيحة وإن لم تكن بنفسها وافية بإثبات ذلك ولكنّها كاشفة عن عدم اعتبار خصوصيّة الأذكار الواردة في الأخبار المقيّدة قيدا في ماهيّة المأمور به ، فيبقى إطلاق قوله عليهالسلام في خبر ابن حنظلة : «وإن شئت فاذكر الله» (٣) سليما عن المقيّد ، فالقول بكفاية مطلق الذكر أخذا بظاهر هذه الصحيحة لا يخلو عن وجه ، إلّا أنّ الاعتماد على هذا الظاهر ـ مع مخالفته للمشهور في مقابل الأخبار الكثيرة الدالّة بظاهرها على اعتبار خصوص التسبيح إجمالا فيما هو وظيفة الأخيرتين عند ترك القراءة ـ لا يخلو عن إشكال.
وحكي (٤) عن جماعة من الأصحاب القول بأنّ المصلّي مخيّر بين الإتيان بكلّ ما ذكر حتى مطلق الذكر كما نسب إلى بعضهم (٥) ، ومرجعه إلى
__________________
(١) تقدّم تخريجها في ص ١٦٦ ، الهامش (١ و ٢).
(٢) تقدّم تخريجها في ص ١٦٦ ، الهامش (٣).
(٣) راجع الهامش (٢) من ص ١٥٧.
(٤) الحاكي هو السيّد الشفتي في مطالع الأنوار ٢ : ٨٤.
(٥) راجع الهامش (٣) من ص ٣٦٥.