وفي خبر رجاء بن أبي الضحّاك الحاكي لفعل الرضا عليهالسلام : كان يقرأ في الركعتين الأوليين منها في كلّ ركعة الحمد مرّة و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثلاثين مرّة (١).
ولا ينافي هذا كون أوّلتي صلاة الليل إحدى المواطن السبعة التي عرفت استحباب قراءة الجحد والتوحيد فيها ؛ لما أشرنا إليه مرارا من أنّه لا معارضة بين المستحبّات ، فإنّ الكلّ حسن.
ويحتمل أن يكون المراد بالركعتين في أوّل صلاة الليل ـ في خبر معاذ (٢) ، الوارد في تعداد المواطن ـ الركعتين المسنونتين قبل نافلة الليل ، والله العالم.
(وفي البواقي) من الثمان ركعات من صلاة الليل (بسور الطوال) كما حكي عن غير واحد من الأصحاب (٣) التصريح به ، وهو كاف في إثبات مثله من باب المسامحة ، وإلّا فلم نقف على نصّ خاصّ يدلّ عليه.
نعم ، في بعض الأخبار الحثّ على الإكثار في قراءة القرآن في صلاة الليل (٤) ، كما أنّ في بعضها الحثّ على قراءة جملة من السّور الطوال في الفرائض (٥) ، فيناسبهما استحباب اختيار شيء من تلك السّور المنصوص
__________________
ـ في الصلاة ، ح ١ وذيله ، وعنهما أيضا في مطالع الأنوار ٢ : ٦٥.
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٠ ـ ١٨١ (الباب ٤٤) ح ٥ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ٢٤.
(٢) راجع الهامش (٤) من ص ٣١٣.
(٣) كما في جواهر الكلام ٩ : ٤١٤ ، ومنهم : الطوسي في المبسوط ١ : ١٠٨ ، وابن حمزة في الوسيلة : ١١٦ ، والعلّامة الحلّي في قواعد الأحكام ١ : ٢٧٥.
(٤) الفقيه ١ : ٣٠٠ ـ ٣٠١ / ١٣٧٧ ، الوسائل ، الباب ٦٢ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٢.
(٥) التهذيب ٢ : ٩٥ ـ ٩٦ / ٣٥٤ و ٣٥٥ ، الوسائل ، الباب ٤٨ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ١ و ٢.