المريض قائما ، فإن لم يستطع (١) صلّى جالسا» (٢).
وعن الصدوق (٣) مرسلا نحوه ، إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة عليه.
وقد ظهر ممّا تقدّم أنّ العجز المسوّغ للقعود حدّه العجز عن القيام أصلا ولو في بعض صلاته ، كما هو المشهور على ما ادّعاه في الحدائق (٤) وغيره (٥) ، وليس لتشخيصه طريق تعبّديّ ، بل معرفته موكولة إلى نفس المكلّف ؛ فإنّه أعلم بنفسه.
كما يشهد له خبر عمر بن أذينة ـ المرويّ عن الكافي ـ قال : كتبت إلى أبي عبد الله عليهالسلام أسأله ما حدّ المرض الذي يفطر فيه صاحبه ، والمرض الذي يدع صاحبه الصلاة قائما؟ قال : «بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ» وقال :«ذاك إليه هو أعلم بنفسه» (٦).
ورواه الشيخ بإسناده عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عمّن أخبره عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٧).
وصحيحة جميل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام : ما حدّ المرض الذي يصلّي صاحبه قاعدا؟ فقال : «إنّ الرجل ليوعك ويحرج ، ولكنّه أعلم بنفسه ، إذا قوي فليقم» (٨).
__________________
(١) كذا في النسخ الخطّيّة والحجريّة ، وفي المصدر : «فإن لم يقدر على ذلك» بدل «فإن لم يستطع».
(٢) التهذيب ٣ : ١٧٦ / ٣٩٣ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب القيام ، ذيل ح ١٣.
(٣) الفقيه ١ : ٢٣٥ / ١٠٣٣ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب القيام ، ح ١٣.
(٤) الحدائق الناضرة ٨ : ٦٧.
(٥) جواهر الكلام ٩ : ٢٥٧.
(٦) الكافي ٤ : ١١٨ / ٢ ، الوسائل ، الباب ٦ من أبواب القيام ، ح ١.
(٧) التهذيب ٣ : ١٧٧ / ٣٩٩ ، الوسائل ، الباب ٦ من أبواب القيام ، ذيل ح ١.
(٨) تقدّم تخريجها في ص ٢٨ ، الهامش (٣).