ويحتمل انتصاب «غدا» برحلة ، وببين (١) ، وبالظاعنين ، والاستدلال بالمحتمل ضعيف مع أن كلامنا فيما ينصب مفعولا به ، والظرف يكفيه رائحة الفعل ؛
وإنما عمل ذو اللام مطلقا ، لكونه في الحقيقة فعلا ، وقال الأخفش ، إنما نصب ذو اللام بمعنى الماضي تشبيها للمنصوب بالمفعول ، لا ، لأنه مفعول به ، كما في : زيد الحسن الوجه ؛ وضعف ما قال : ظاهر ؛
ونقل عن المازني أن انتصاب المنصوب بعده ، بفعل مقدّر ؛ وإنما ارتكب ذلك لأن اللام عنده ليس بموصول ، كما مرّ في الموصولات ، فليس ذو اللام في الحقيقة عنده فعلا ،
واعلم أنه يجوز لاسم الفاعل والمصدر المتعدّيين إلى المفعول به بأنفسهما أن يعمدا باللام. نحو : أنا ضارب لزيد وأعجبني ضربك لزيد ، وذلك لضعفهما لفرعتيهما للفعل ، كما يجوز أن يعمد الفعل باللام إذا تقدم عليه المنصوب ؛ كقوله تعالى : (إن كنتم لرؤيا تعبرون) (٢) ، وقولك : لزيد ضربت ، واختصاص اللام بذلك من بين حروف الجر ، لإفادتها التخصيص المناسب لتعلق الفعل بالمفعول ؛ وعمد ما كان من نحو : علم وعرف ودرى وجهل ، بالباء ، لا غير ، نحو : أنا عالم به ، لجواز زيادتها مع أفعالها ، أيضا ؛ كما يجيئ ؛
[صيغ المبالغة]
[أوزانها وعملها]
[قال ابن الحاجب :]
«وما وضع منه للمبالغة ، كضرّاب وضروب ومضراب»
«وعليم ، وحذر ، مثله ، والمثنى والمجموع مثله» ؛
__________________
(١) يعني بلفظ بين الذي هو مصدر بمعنى الفراق ،
(٢) الاية ٤٣ سورة يوسف ،