[الموصول](١)
[التعريف ، وشرحه]
[قال ابن الحاجب :]
«الموصول : ما لا يتمّ جزءا إلّا بصلة وعائد» ؛
[قال الرضى :]
انتصاب «جزءا» على أنه خبر «يتمّ» ، لتضمنه معنى «يصير» ، وذلك أن الأفعال الناقصة لا حصر لها ، على ما يتبيّن في بابها ، فمعنى يتم جزءا : يصير جزءا تامّا ، وكذا تقول : كان تسعة (٢) ، فكملتها عشرة ، أي : صيّرتها عشرة كاملة ؛ قال المصنف : ليس قولنا : الموصول ما لا يتم جزءا إلا بصلة ، من قبيل : العالم من قام به العلم ؛ أي من باب تعريف الشيء بنفسه وذلك محال (٣) ، وذلك ، أن المجهول في قولك «العالم» : ماهية العلم لا كونه ذا علم ، إذ كل أحد يعلم أن الفاعل : ذو الفعل ، فلو بيّن العلم في الحدّ وقال : العالم من قام به الماهية الفلانية ، لتمّ الحدّ ، وكذلك ههنا ؛ كل أحد يعرف أن
__________________
(١) هذا أول الجزء الثالث ، وهو يوافق أول الجزء الثاني من تقسيم الشارح الرضى كما جاء في هامش النسخة المطبوعة ، بالنسبة إلى بعض النسخ ، وقد أشرنا إلى ذلك في نهاية الجزء الثاني من تقسيمنا لهذا الشرح
(٢) إما أن نعتبر كان ، تامة ، أي وجد تسعة ، أو نقول إن خبر كان محذوف ولا يتعلق الغرض بذكره لأن القصد إلى مجرد التمثيل للمعنى الذي أشار إليه.
(٣) أي تعريف الشيء بنفسه ، وقوله بعد هذا : وذلك أن المجهول ، بيان لكونه ليس من قبيل تعريف الشيء بنفسه ، ولا شك أن في عبارته بعض التعقيد.