الضم ولا تنوين عوض ، لأنه لا بدّ فيما حذف منه المضاف إليه ، من أحدهما (١) ، إلّا أن يعطف عليه مضاف إلى مثل ذلك المحذوف كقوله :
الا علالة أو بدا |
|
هة سابح نهد الجزارة (٢) ـ ٢٣ |
ولمّا توصّل بإذ ، إلى الغرض المذكور ، وكانت الظروف المذكورة ، قد تكون مستقبلة ، وماضية : جرّد «إذ» عن معنى الماضي ، وصار لمطلق الظرفية ، فيجوز استعماله في المستقبل أيضا ، كقوله تعالى : (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) ، (٣) ونحوه ،
والحق أن «إذ» إذا حذف المضاف إليه منه وأبدل منه التنوين في غير نحو : يومئذ ، جاز فتحه أيضا ، ومنه قوله تعالى حاكيا : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)(٤) ، أي فعلتها إذ ربيتني ، إذ لا معنى للجزاء ههنا كما قيل في «إذن» : انها للجواب والجزاء ؛
وكسر الذال في نحو : حينئذ لالتقاء الساكنين ، لا للجرّ ، خلافا للأخفش فإنه زعم أنه مجرور بالإضافة ، وبناء «إذ» يمنع جرّه ، وأيضا ، نحن نعلم أنه في قوله : «وأنت إذ صحيح» ، ليس بمجرور ، وهو مثله في حينئذ لكنهم إنما ألزموها الكسر لتكون في صورة المضاف إليه الظرف الأول ، ويجوز في غيره الفتح أيضا كقوله تعالى حاكيا : «فعلتها إذا وأنا من الضالين» ، كما بيّنا ؛
واعلم أن الظرف المضاف إلى الجملة ، لمّا كان ظرفا للمصدر الذي تضمنته الجملة ، على ما قررنا قبل ، لم يجز أن يعود من الجملة إليه ضمير ، فلا يقال آتيك يوم قدم زيد فيه ، لأن الربط الذي يطلب حصوله من مثل هذا الضمير ، حصل بإضافة الظرف إلى الجملة وجعله ظرفا لمضمونها ، فيكون كأنك قلت : يوم قدوم زيد فيه أي في اليوم ، وذلك غير
__________________
(١) متعلق بقوله : لا بدّ فيما حذف ..
(٢) تقدم ذكره في الجزء الأول ، وتكرر بعد ذلك.
(٣) الآية ٦ سورة الطور.
(٤) الآية ٢٠ سورة الشعراء ؛