يقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) (١)؟
قال : يقولون : إنها في القيامة. قال ليس كما يقولون ، إن ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلِّ امَّة فوجاً ويدع الباقين؟ إنما آية القيامة ( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) (٢). وقوله ( وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) (٣) ، أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجِعُونَ في الرجعة ، وأمّا يوم القيامة فيرجعون (٤) الخبر.
ومنه بسنده عن عليّ بن إبراهيم (٥) : بسنده عن ابن مُسكان : عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) (٦). قال ما بعث الله نبيّاً من آدم عليهالسلام : إلّا ويرجع إلى الدنيا فينصر أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو قوله ( لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ) يعني برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ( وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام. قال علي بن إبراهيم : بعد هذا الخبر : ومثله كثير ممّا وعد الله الأئمّة عليهمالسلام من الرجعة والنصر ، فقال ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) (٧).
قال عليّ بن إبراهيم : وهذا إنما يكون إذا رجَعوا إلى الدنيا (٨).
قال (٩) : وقوله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ) (١٠) ، فهذا كلّه ممّا يكون في الرجعة.
قال عليّ بن إبراهيم : وحدّثني أبي عن أحمد بن أبي نصر : عن عمرو بن شمر : قال
__________________
(١) النمل : ٨٣.
(٢) الكهف : ٤٧.
(٣) الأنبياء : ٩٥.
(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٤١ ـ ٤٢.
(٥) تفسير القمّيّ ١ : ١٣٤.
(٦) آل عمران : ٨١.
(٧) النور : ٥٥.
(٨) تفسير القمي ٢ : ١٠٨ ، وليس فيه : ( ومثله كثير ).
(٩) تفسير القمي ٢ : ١٣٤ ـ ١٣٥.
(١٠) القصص : ٥ ـ ٦.