قائمة الکتاب
أحكام الوقت والقبلة
٦٨
إعدادات
المقتصر
المقتصر
تحمیل
بناء على أن توجههم الى الحرم.
أقول : وجوب التياسر مذهب الشيخ في الجمل (١) والمبسوط (٢) ، وهو ظاهر المفيد ، واستحبابه مذهب المصنف والعلامة ، وكان فخر المحققين يختار لزوم السمت ويمنع من الانحراف يمينا ويسارا ، وهو الأقوى.
قوله « وهو بناء على أن توجههم الى الحرم » اعلم أن لأصحابنا قولين :
أحدهما : أن الكعبة قبلة لمن كان في الحرم ولمن خرج عنه ، والتوجه إليها هو المتعين ، لكن مع المشاهدة العين ، ومع البعد الجهة.
والأخر : أنها قبلة لمن كان في المسجد ، والمسجد قبلة لمن كان في الحرم ، والحرم قبلة لمن خرج عنه ، وتوجه هذا القائل من الافاق ليس إلى الكعبة بل الى الحرم ، وإذا كان كذلك فقد يخرج بهذا (٣) المستقبل من الاستناد الى العلامات عن سمته ، بأن يكون منحرفا الى اليمين ، وقدر الحرم يسير عن يمين الكعبة ، فلو اقتصر على ما يظن أنه جهة أمكن أن يكون مائلا إلى جهة اليمين ، فيخرج عن الحرم وهو يظن استقباله ، إذ محاذاة العلائم على الوجه المحرر قد يخفى على المهندس الماهر ، فيكون التياسر يسيرا عن سمت العلائم مؤديا إلى المحاذاة.
ويؤيد هذا التأويل ما رواه المفضل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار [ عن القبلة ] (٤) وعن السبب فيه؟ فقال : ان الحجر الأسود لما أنزله الله سبحانه من الجنة ووضع في موضعه ، جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور ، نور الحجر في يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية
__________________
(١) الجمل والعقود ص ٢٢.
(٢) المبسوط ١ ـ ٧٨.
(٣) في « ق » : هذا.
(٤) الزيادة من التهذيب.