__________________
في الوافي.
والظاهر أنّ كلامه ناظر إلى الموضع الأوّل من التهذيب ، وقد أرجع الضمير في « سأله » إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، ويمكن أن يكون منشؤه وجود كلمة « عليهالسلام » في نسخة من التهذيب بعد كلمة « سأله ».
وكيف كان فهذا التفسير غير تامّ جزماً ، كما يفهم من متن الخبر ؛ إذ لو كان المسؤول هو أبا عبد الله عليهالسلام ، فأيّ وجه لدخالة عبد الله بن جندب بإيراده رواية عنه عليهالسلام ، خصوصاً مع ملاحظة أنّ ابن جندب يروي عمّن رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه سئل. ففي موضعين من عبارته إبهام : « من رواه » ، و « أنّه سئل ».
ثمّ إنّه ما هو الوجه في تعبيره : « سمعت من رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام » إذا كان المفروض حضور الإمام عليهالسلام في المجلس ، فالضمير في « سأله » لا يرجع إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، وليس هو المسؤول ، بل الضمير راجع إلى عبد الله بن جندب والضمير في « قال » ـ بعد عبد الله بن جندب ـ لا يرجع إلى ابن جندب ، بل يرجع إلى راويه ، فهو نظير ما ورد في بعض الأسناد : عن أبي بصير ـ مثلاً ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام. راجع : الكافي ، ح ٤٧٢١ ولاحظ أيضاً : الكافي ، ح ٢٤٧ و ١٤٩٠٠.
فمعنى العبارة أنّ الراوي عن عبد الله بن جندب كان حاضراً حين ما سأل عبّادُ بن ميمون عبد الله بن جندب ، فأجابه ابن جندب بنقل رواية عن أبي عبد الله عليهالسلام. نبّه على ذلك في مستدرك الأخبار الدخيلة ، ج ٤ ، ص ١٠.
يبقي الكلام في تعيين الراوي عن عبد الله بن جندب ، فنقول : صرّح في التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٠٨٤ ، بكون الراوي عن عبد الله بن جندب هو إسحاق بن عمّار ، وتبعه في الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٣١٣ ، ح ٢٩٦٣٤ ؛ والوافي ، ج ١١ ، ص ٥١٥ ، ح ١١٢٢٤ ، لكن ورد في الوسائل رواية إسحاق بن عمّار ، عن عبد الله بن ميمون ، عن عبد الله بن جندب ، قال : سأل عبّاد بن ميمون. و « عن عبد الله بن ميمون » في سند الوسائل زائد. وكأنّه كان مصحّفاً ، وأصله « عبّاد بن ميمون » ساقطاً من السند ، فادرج في المتن في غير محلّه.
فعليه ، قوله « بهذا الإسناد » في ما نحن فيه ، إشارة إلى السند السابق بتمامه ، لكنّ الظاهر عدم صحّته ؛ إذ لم نجد رواية إسحاق بن عمّار عن عبد الله بن جندب ، بل الظاهر تقدّم طبقته على طبقة عبد الله بن جندب ؛ فإنّ إسحاق قد أكثر من الرواية عن أبي عبد الله عليهالسلام ، ويروي عن الكاظم عليهالسلام. وقد وردت في رجال الكشّي ، ص ٤٠٩ ، الرقم ٧٦٨ ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي الحسن عليهالسلام ـ والظاهر إرادة الكاظم عليهالسلام منه ـ قال عليهالسلام : يا إسحاق ، أما إنّه قد بقي من عمرك سنتان. والظاهر وفاة إسحاق في زمن الكاظم عليهالسلام ، وعدم إدراكه لزمن الرضا عليهالسلام ؛ إذ كان الكاظم عليهالسلام في السجن سنين من اخريات حياته ، واستشهد في السجن ، فإخباره لإسحاق بن عمّار كان قبل سجنه أي قبل وفاته بسنتين ، فإذا كان وفاة إسحاق بعد الإخبار بسنتين لكانت وفاته في زمن الكاظم عليهالسلام لا محالة.
والظاهر أنّ إسحاق بن عمّار كان كبيراً في زمن أبي عبد الله عليهالسلام ، بل قد ورد في بعض الأسناد روايته عن