كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ـ فِي الطَّوَافِ ، فَنَظَرَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ إِلى جَمَاعَةٍ ، فَقَالَ : « مَا هذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ » فَقَالُوا : هذَا مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ (١) الزُّهْرِيُّ اخْتَلَطَ عَقْلُهُ ، فَلَيْسَ يَتَكَلَّمُ ، فَأَخْرَجَهُ (٢) أَهْلُهُ لَعَلَّهُ إِذَا رَأَى النَّاسَ أَنْ يَتَكَلَّمَ.
فَلَمَّا قَضى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام طَوَافَهُ خَرَجَ حَتّى دَنَا مِنْهُ ، فَلَمَّا رَآهُ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ عَرَفَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « مَا لَكَ؟ (٣) » فَقَالَ : وُلِّيتُ وِلَايَةً ، فَأَصَبْتُ دَماً ، قَتَلْتُ (٤) رَجُلاً فَدَخَلَنِي مَا تَرى.
فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « لَأَنَا عَلَيْكَ مِنْ يَأْسِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ أَشَدُّ خَوْفاً مِنِّي عَلَيْكَ مِمَّا أَتَيْتَ ».
ثُمَّ قَالَ لَهُ : « أَعْطِهِمُ الدِّيَةَ » قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ فَأَبَوْا ، فَقَالَ (٥) : « اجْعَلْهَا صُرَراً ، ثُمَّ انْظُرْ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ ، فَأَلْقِهَا فِي دَارِهِمْ ». (٦)
١٨ ـ بَابُ قَتْلِ اللِّصِّ
١٤١٩١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ (٧) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ : « إِذَا قَدَرْتَ عَلَى اللِّصِّ ، فَابْدُرْهُ وَأَنَا (٨) شَرِيكُكَ فِي
__________________
(١) في « بف » : « سهل ».
(٢) في « ن » : « وأخرجه ».
(٣) في « ن ، جد » : + « مالَكَ ».
(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : « فقتلت ».
(٥) في « بن » والوافي والوسائل : « قال ».
(٦) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٦٣ ، ح ٦٥٣ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج ١٦ ، ص ٥٧٨ ، ح ١٥٧١٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٧٣ ، ح ٣٥١٨١ ملخّصاً.
(٧) في « ع ، م ، ن ، جد » : « أحمد بن أبي نصر ».
(٨) في « جت » والوافي والتهذيب : « فأنا ».