قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان

الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان

الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان

تحمیل

الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان

13/407
*

مثلها إلا مثله.

وأما الفصاحة فقالوا : اشتقاقها من الفصيح ، وهو اللبن الذي أخذت منه الرغوة ، وذهب لباؤه يقال فصح الرجل اذا صار كذلك وأفصحت الشاة اذا فصح لبنها.

الثالث في الفرق بينهما : قال قوم من أرباب علم البيان : الفصاحة والبلاغة متعاقبان على معنى واحد .. وقال قوم : البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ. يقال معنى بليغ ، ولفظ فصيح ( وليست ) الفصاحة والبلاغة مختصين بالالفاظ العربية وانما يطلقان على كل ما لفظه غريب وفهمه قريب.

وإذا تقرر هذا فقد احتوى الكتاب العزيز على جمل من ذلك أفرغت في قالب الجمال ، وأترعت لها كئوس الاحسان والإجمال ، وأتت على معظمها وأجلّها ، واستوفت نصاب ملكها ، لازمة علم البيان ، وأدلّها ، وأنا أذكرها نوعا نوعا ، وقسما قسما ، محلا ببراهينه وشواهده ، سافرا عن نضارة وجوه نظائره وفوائده بعد استيفاء الكلام على الحقيقة والمجاز ، إذ الكلام لا يخلو عنهما أو عن أحدهما.

فنبدأ بالكلام على الحقيقة ، والكلام فيها من ثلاثة أوجه : الأول :اشتقاقها. الثاني : حدها. الثالث : أقسامها.

أما الأول فالحقيقة فعيلة بمعنى مفعولة وفي اشتقاقها قولان. أحدهما : انها مشتقة من حقّق الشيء يحققه اذا أثبته ، والآخر : أنها من حققت الشيء أحقه إذا كنت منه على يقين.

وأما الثاني : فلها حدان. الأول في المفردات. والثاني في الجمل .. فأما حدها في المفردات : فهي كل كلمة أريد بها ما وقعت به في وضع واضع وقوعا لا يسند فيه إلى غيره ، كالأسد للحيوان