علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-611-0
ISBN الدورة:
978-964-319-609-7

الصفحات: ٤٢٨

القدر لرُفع القرآن (١) » (٢) .

- ٣٨٧ -

باب العلّة التي من أجلها تنزل المغفرة على

مَنْ صام شهر رمضان ليلة العيد

[ ٨٠٧ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد ابن أحمد ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : قلت : جُعلت فداك ، إنّ الناس يقولون : إنّ المغفرة تنزل على مَنْ صام شهر رمضان ليلة القدر ، فقال : «يا حسن ، إنّ القاريجار (٤) إنّما يعطى اُجرته عندفراغه ، وذلك ليلة العيد».

قلت : جُعلت فداك ، فما ينبغي لنا أن نعمل فيها ؟ فقال : «إذا غربت الشمس فاغتسل وإذا صلّيت ثلاث ركعات المغرب فارفع يديك وقل : ياذاالطول (٥) ، ياذا الحول (٦) ، ياذا الجود ، يا مصطفي محمّد وناصره ، صلّ على محمّد وعلى أهل بيته ، واغفر لي كلّ ذنب أحصيته علَيَّ ، ونسيته وهو

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : هما يُرفعان عند قيام الساعة ، أو يُرفع حكم القرآن ؛ لأنّ القرآن يدلّ على استمرارها. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ١٥٨ / ٢٠٢٣ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٥٨ / ٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٧ : ١٧ / ٣٦.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : القاريجار معرّب كارگر.

(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : الطَّوْل بالفتح : هو الفضل والعلوّ على الأعداء. النهاية لابن الأثير٣ : ١٣١ / طول.

(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : الحول : الحذق وجودة النظر والقدرة على التصرّف والقوّة.القاموس المحيط ٣ : ٤٩٧.

٣٦١

عندك في كتاب مبين ، وتخرّ ساجداً وتقول مائة مرّة : أتوب إلى الله ، وأنت ساجد ، وسَلْ حوائجك (١) » (٢) .

- ٣٨٨ -

باب العلّة التي من أجلها لا توفّق العامّة

لفطر ولا أضحى

[ ٨٠٨ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن السيّاري ، عن محمّد بن إسماعيل الرازي ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، قال : قلت : جُعلت فداك ، ما تقول في العامّة فإنّه قد روي أنّهم لايوفّقون لصوم ؟ فقال لي : «أما إنّهم قد اُجيبت دعوة الملك فيهم» ، قال : قلت : وكيف ذلك ، جُعلت فداك ؟

قال : «إنّ الناس لمّا قتلوا الحسين بن عليّ صلوات الله عليه أمر الله عزوجل ملكاً ينادي : أيّتها الاُمّة الظالمة القاتلة عترة نبيّها لا وفّقكم الله لصوم ولا فطر».

وفي حديث آخَر : «لفطر ولا أضحى» (٣) .

[ ٨٠٩ / ٢ ] حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه‌الله ، قال : حدّثني محمّد بن يعقوب ،

__________________

(١) في «ح» : حاجتك.

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ١٦٧ / ٢٠٣٦ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٧ / ٣ ، وابن طاووس في الإقبال ١ : ٤٥٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩١ : ١١٥ ، ذيل الحديث ١.

(٣) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ٨٩ / ١٨١٢ و١٨١٣ باختلاف ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٩ / ١ (باب النوادر) ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤٥ : ٢١٨ / ٤٣ ، و٩١ : ١٣٥ / ٤.

٣٦٢

عن عليّ بن محمّد عمّن ذكره ، عن محمّد بن سليمان ، عن عبدالله بن لطيف التفليسي ، عن رزين ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «لمّا ضُرب الحسين ابن علي صلوات الله وسلامه عليه بالسيف فسقط ثمّ ابتدر ليقطع رأسه ، نادى مناد من بطنان العرش : ألا أيّتها الاُمّة المتحيّرة الضالّة بعد نبيّها! لا وفّقكم الله لأضحى ولا فطر» (١) ، قال : ثمّ قال أبوعبدالله عليه‌السلام : «فلا جرم والله ما وُفّقوا ولا يوفَّقون حتّى يثور ثائر الحسين عليه‌السلام » (٢) .

- ٣٨٩ -

باب العلّة التي من أجلها يتجدّد لآل محمّد

صلوات الله عليهم في كلّ عيد حزن جديد

[ ٨١٠ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحسن ، عن عمر بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن عبدالله بن دينار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال : «يا عبدالله ، ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلاّ وهو يتجدَّد فيه لآل محمّد عليهم‌السلام حزن» ، قلت : فلِمَ ؟ قال : «لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم» (٤) .

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : أي لاشتباه الهلال ، أو عن صلاتهما ؛ لضلالهم عن الأئمّة. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ١٧٥ / ٢٠٥٩ ، والأمالي : ٢٣٢ / ٢٤٤ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٧٠ / ٣ (باب النوادر) ، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين ١ : ٤٣٧ / ٤١٦ ، ونقله المجلسي عن الأمالي والعلل في بحار الأنوار ٤٥ : ٢١٧ / ٤٢ ، و٩١ : ١٣٤ / ١ و٢.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٥١١ / ١٤٨٠ ، و٢ : ١٧٤ / ٢٠٥٨ ،

٣٦٣

- ٣٩٠ -

باب علّة إخراج الفطرة

[ ٨١١ / ١ ] أبي (١) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن معتب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «اذهب فأعط عن عيالنا الفطرة ، وأعط عن الرقيق بأجمعهم ، ولا تدع منهم أحداً ، فإنّك إن تركت منهم إنساناً تخوّفت عليه الفوت» ، فقلت : وما الفوت ؟ قال : «الموت» (٢) .

- ٣٩١ -

باب العلّة التي من أجلها صار التمر في

الفطرة أفضل من غيره

[ ٨١٢ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن ابن هاشم (٣) ، وأيّوب بن نوح ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، ويعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن

__________________

وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٩ / ٢ ، وفيه : عليّ بن الحسين ، بدل عليّ بن الحسن ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٨٩ / ٨٧٠ باختلاف سنداً ، وابن طاووس في الإقبال ١ : ٤٧٤ عن مَنْ لا يحضره الفقيه ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩١ : ١٣٥ / ٣.

(١) في «س» : حدّثنا أبي.

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ١٨١ / ٢٠٧٨ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٧٤ / ٢١ (باب الفطرة) ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٠٤ / ٥.

(٣) في «س ، ح» : عن إبراهيم بن هاشم.

٣٦٤

أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «التمر في الفطرة أفضل من غيره ؛ لأنّه أسرع منفعة ، وذلك أنّه إذا وقع في يد صاحبه أكل منه» ، وقال : «نزلت هذه الزكاة وليس للناس أموال ، وإنّما كانت الفطرة» (١) .

- ٣٩٢ -

باب العلّة التي من أجلها عدل الناس في الفطرة

من صاع إلى نصف صاع

[ ٨١٣ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبي المغرا ، عن الحسن الحذّاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه ذكر صدقة الفطرة أنّها على كلّ صغير وكبير ، من حُرّ أو عبد ، ذكر أو اُنثى ، صاع من زبيب ، أو صاع من شعير ، أو صاع من ذرّة ، قال : «فلمّا كان زمن معاوية وخصب الناس عدل الناس ذلك إلى نصف صاع من حنطة» (٢) .

[ ٨١٤ / ٢ ] وعنه عن حمّاد بن عيسى ، عن معاوية بن وهب ، قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : «في الفطرة جرت السنّة بصاع من تمر ، أو صاع من زبيب ، أو صاع من شعير ، فلمّا كان في زمن عثمان كثرت الحنطة وقوّمه الناس ، فقال : نصف صاع من برّ بصاع من شعير» (٣) .

__________________

(١) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ١٨٠ / ٢٠٧٥ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ١٧١ / ٣ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٨٥ / ٢٤٨ ، وابن طاووس في الإقبال ١ : ٤٦٥ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٠٦ / ٨.

(٢) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٨٢ / ٢٣٨ ، والاستبصار ٢ : ٤٨ / ١٥٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٠٦ / ٦ ، وفيه عن الحسين الحذّاء.

(٣) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٨٣ / ٢٣٩ ، والاستبصار ٢ : ٤٨ / ١٥٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٠٦ / ٧.

٣٦٥

[ ٨١٥ / ٣ ] وعنه عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما‌السلام : «إنّ أوّل مَنْ جعل مُدّين من البرّ عدل صاع من تمر عثمان» (١) .

[ ٨١٦ / ٤ ] حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ياسر القمّي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : «الفطرة صاع من حنطة ، أو صاع من تمر ، أو صاع من زبيب ، وإنّما خفّف الحنطة معاوية» (٢) .

- ٣٩٣ -

باب العلّة التي من أجلها روي أنّ الجيران

أحقّ بالفطرة (من غيرهم) (٣)

[ ٨١٧ / ١ ] أبي (٤) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام ، قال : سألته عن صدقة الفطرة اُعطيها غير أهل ولايتي من فقراء جيراني ؟ قال : «نعم ، الجيران أحقّ بها لمكان الشهرة» (٥) (٦) .

__________________

(١) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٨٣ / ٢٤٠ ، والاستبصار ٢ : ٤٨ / ١٦٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٠٥ - ١٠٦ / ٤.

(٢) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٨٣ / ٢٤١ ، والاستبصار ٢ : ٤٩ / ١٦١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٠٦ / ٥.

(٣) ما بين القوسين لم يرد في «ج ، ع ، ل».

(٤) في «س» : حدّثنا أبي.

(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : ظاهره جواز الدفع إليهم تقيّةً. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٦) أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٧٤ / ١٩ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٨٨ / ٢٥٩ ، والاستبصار ٢ : ٥١ / ١٧٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٩٦ : ١٠٥ / ٣.

٣٦٦

- ٣٩٤ -

باب العلّة التي من أجلها حرّم الله عزوجل الكبائر (١)

[ ٨١٨ / ١ ] حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عليّ ابن الحسين السعد آبادي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، قال : حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهما‌السلام، قال : «حدّثني أبي الرضا عليّ بن موسى قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام، يقول : دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبدالله عليه‌السلام ، فلمّا سلّم وجلس عنده تلا هذه الآية قوله عزوجل : ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (٢) ثمّ أمسك عنه ، فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : ما أمسكك (٣) ؟ قال : أُحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب الله.

فقال : نعم يا عمرو ، أكبر الكبائر : الشرك بالله (٤) ، يقول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) (٥) .

وبعده : الإياس من روح الله ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( وَلَا تَيْأَسُوا

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : قد تطلق الكبيرة على ما وعد الله عليه النار في صريح القرآن ، وقد يطلق على الأعمّ منه ووعد النبيّ ، وقد يطلق على الأعمّ منهما وممّا ورد فيه تهديد عظيمومبالغة ، فلا تغفل. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) سورة الشورى ٤٢ : ٣٧.

(٣) فيما عدا «ل» : «أسكتك».

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : إطلاق الكبيرة عليه خلاف مصطلح الأصحاب ، فإنّهم يطلقونهاعلى الذنوب غير الكفر ، لكن الظاهر أنّهم يطلقون الشرك على ما به يستحقّ الخلود في النّار ، فيشمل ترك اُصول الدين جميعاً. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٥) سورة المائدة ٥ : ٧٢.

٣٦٧

مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (١) (٢) .

والأمن من مكر الله (٣) ؛ لأنّ الله يقول : ( فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) (٤) .

ومنها : عقوق الوالدين ؛ لأنّ الله عزوجل جعل العاقّ : ( جَبَّارًا شَقِيًّا ) (٥) (٦) ، وقتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحقّ ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا (٧) فِيهَا ) (٨) إلى آخر الآية.

وقذف المحصنات (٩) ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١٠) .

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ : ٨٧.

(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الظاهر من الخبر : أنّ المراد من الآية أنّ اليأس من رحمته تعالى كفر من باب مجاز المشارفة ، حتّى يمكن الاستدلال بها ، ويمكن أن يكون المراد أنّ غير الكفّار نهوا عن اليأس ، أو أنّ اليأس من فعلهم ، فالمؤمن الآيس بمنزلتهم ، والأوّل أظهر . (م ت ق رحمه‌الله ).

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : المراد من المكر : العذاب في الآخرة ، أو مع عذاب الدنيا ، أوالاستدراج بالنعم ، أو المجموع. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٤) سورة الأعراف ٧ : ٩٩.

(٥) سورة مريم ١٩ : ٣٢.

(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : فإنّ الآية وإن وردت في عقوق الوالدة لما لم يكن لعيسى عليه‌السلام والد ، لكن الظاهر أنّهما مشتركان في العقوق والعذاب ، وهذا الخبر أيضاً دالٌّ عليه . (م ت ق رحمه‌الله ).

(٧) ورد في حاشية «ج ، ل» : المراد بالخلود : المكث الطويل ، أو أنّ جزاءه ذلك ، ولكنّه بفضله يخرجهم من النار ، أو إذا قتله لإِيمانه ، وقد وردت الأخبار على الأخير. (م تق رحمه‌الله ).

(٨) سورة النساء ٤ : ٩٣.

(٩) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي رمي العفيفة التي لم تكن مشتهرةً بالزنا (م ق ر رحمه‌الله ).

(١٠) سورة النور ٢٤ : ٢٣.

٣٦٨

وأكل مال اليتيم ظلماً ؛ لقوله عزوجل : ( إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا (١) وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (٢) .

والفرار من الزحف ؛ لأنّ الله عزّوجل يقول : ( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا (٣) لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (٤) .

وأكل الربا ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ (٥) مِنَ الْمَسِّ ) (٦) .

والسحر ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( وَلَقَدْ عَلِمُوا (٧) لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) (٨) .

والزنا ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي هو السبب للنّار ، فكأنّما أكلها ، أو يأكلون ما هو كالنّار في ضرر الدنيا والآخرة . (م ت ق رحمه‌الله ) .

(٢) سورة النساء ٤ : ١٠.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي إلاّ أن يكون الانحراف للقتال بأن يكون للمسلمين كمين ، ويذهب بعضهم بإزاء الكفّار ويهربون لأن يجيء الكفّار بعضهم ، ويخرج الكمينويحوطوهم ( أو متحيّزاً ) أي متنحيّاً ( إلى فئة ) أي : إلاّ إذا ذهب واحد منهم إلى جماعة من المسلمين ليخبرهم حتّى يلحقوا بهم ويعينوهم. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٤) سورة الأنفال ٨ : ١٦.

(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : المجنون الذي أصابه الجنّ ، أي : يُبعثون كالمجنون ، ويعرفون بذلك أنّهم أكلوا الربا. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٦) سورة البقرة ٢ : ٢٧٥.

(٧) في حاشية «ج ، ل» : أي يعلم اليهود من كتبهم ، أو من التوراة أنّ مَنْ جعل السحر تجارته( ما له فى الآخرة من ) نصيب من رحمة الله ، ولا وعيد أعظم من هذا (م ت ق رحمه‌الله ).

(٨) سورة البقرة ٢ : ١٠٢.

٣٦٩

يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ ) (١) .

واليمين الغموس ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ (٢) بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) (٣) .

والغلول ، يقول الله عزوجل : ( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ (٤) بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٥) .

ومنع (٦) الزكاة المفروضة ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ ) (٧) .

وشهادة الزور (٨) ، وكتمان الشهادة ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (٩) .

وشرب الخمر ؛ لأنّ الله عزوجل عدل (١٠) بها عبادة الأوثان.

__________________

(١) سورة الفرقان ٢٥ : ٦٨ ٧٠.

(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : يبيعون العهد مع الله والإيمان به بالثمن القليل الذي هو في الدنيا وإن كان كثيراً. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٣) سورة آل عمران ٣ : ٧٧.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : يكون الشيء الذي سرق ناراً في عنقه ويُعرف بذلك. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٥) سورة آل عمران ٣ : ١٦١.

(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : تجعل الزكاة ناراً وتلصق بهذه المواضع ؛ ليعرف بأنّه مانع الزكاة . وقيل : الحكمة في كيّ هذه المواضع أنّ السائل إذا جاءه من قبل وجهه يعرض بوجهه عنه ، ويجعل جنبه أو ظهره إليه ، أو لأنّ تأثّر هذه المواضع من العذاب أشدّ .(م ت ق رحمه‌الله ).

(٧) سورة التوبة ٩ : ٣٥.

(٨) ورد في حاشية «ج ، ل» : ولم يذكر عقوبة شاهد الزور ، إمّا لأنّه أيضاً كاتم للشهادة ، وإمّا بالطريق الأولى ، أو الظهور. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٩) سورة البقرة ٢ : ٢٨٣.

(١٠) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : سوّى في قوله : (إنّما الخمر والميسر...) (م ق ر رحمه‌الله ).

٣٧٠

وترك الصلاة متعمّداً ؛ لأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) قال : من ترك الصلاة متعمّداًفقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ونقض العهد (٢) ، وقطيعة الرحم ؛ لأنّ الله عزوجل يقول : ( أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٣) .

قال : فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول : هلك مَنْ قال برأيه ، ونازعكم في الفضل والعلم» (٤) .

[ ٨١٩ / ٢ ] حدّثنا أحمد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن بكير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إنّ الكبائر سبع» (٥) .

[ ٨٢٠ / ٣ ] أبي (٦) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تاركوا التُرك ما تركوكم ، فإنّ كلبهم (٧)

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : إنّما لم يذكر الآية ؛ لظهور الآيات في ذلك. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : مع الله في النذر والعهد واليمين في المستقبل ، أو مع الإمام في البيعة ، أو مع الله في جميع الواجبات ، وترك المنهيّات. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٣) سورة الرعد ١٣ : ٢٥.

(٤) ذكره المصنّف في العيون ١ : ٣٩٠ / ٢٤٤ ، ومَنْ لا يحضره الفقيه ٣ : ٥٦٣ / ٤٩٣٢ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ٢١٧ / ٢٤ (باب الكبائر) ، ونقله المجلسي عن العيون والعلل في بحار الأنوار ٧٩ : ٦ / ٧.

(٥) ذكره المصنّف في الخصال : ٣٦٣ / ٥٦ ، ومَنْ لا يحضره الفقيه ٣ : ٥٦١ / ٤٩٣١ ، ونقله المجلسي عن العلل والخصال في بحار الأنوار ٢٧ : ٢١٠ / ١٤ ، و٧٩ : ٥ / ٦.

(٦) في «س» : حدّثنا أبي.

(٧) ورد في حاشية «ج ، ل» : كالبه مكالبةً : أظهر عداوته ومناصبته ، وجاهره به. المصباح المنير : ٥٣٧.

٣٧١

شديد ، وكلبهم (١) خسيس» (٢) .

[ ٨٢١ / ٤ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن شريك ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبّوا قريشاً ، ولا تبغضوا العرب ، ولا تذلّوا الموالي (٤) ، ولا تساكنوا الخوز (٥) ، ولا تزوّجوا إليهم ، فإنّ لهم عرقاً يدعوهم إلى غير الوفاء» (٦) .

[ ٨٢٢ / ٥ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن عبدوس بن أبي عبيدة ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول (٧) : «أوّل مَنْ ركب الخيل إسماعيل وكانت وحشيّة لاتُركب فحشرها الله تعالى على

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن يكون الثاني من باب الإضافة إلى المفعول ، أي : غلبتهم عليكم شديد ، وغلبتكم عليهم خسيس لا وقر لها ولا نفع ، أو أنّهم أخساء بناء أعمالهم على الخسّة والدناءة ، أو أنّهم لخسّتهم ودناءتهم يرضون بالشيء القليل ، فلا يلزم المحاربة معهم ، والله يعلم. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٠٠ : ٦٢ / ٧.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) في «ح» زيادة : والنساء.

(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : الخوز ، بالضمّ : جيل من الناس.

القاموس المحيط ٢ : ٢٨١ / خوز.

أيضاً ورد في حاشيتهما : الخوز جيل معروف ، ويروى بالراء المهملة ، وهو من أرض فارس . النهاية لابن الأثير ٢ : ٨٢ / خوز.

(٦) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٢ : ٣١٣ / ١ ، و٦٧ : ١٧٤ / ٨ ، و٧٤ : ١٩٣ / ١٤ ، وأورده أبو نُعيم في ذكر أخبار إصفهان ٢ : ٣٦١ باختلاف.

(٧) في «س» : قال.

٣٧٢

إسماعيل من جبل منى ، وإنّما سُمّيت الخيل العراب ؛ لأنّ أوّل مَنْ ركبها إسماعيل» (١) .

[ ٨٢٣ / ٦ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عاصم ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سألته عن الرجل يفتري على الرجل من جاهليّة العرب ، قال : «يُضرب حدّاً» ، قلت : حدّاً ؟ قال : «نعم ، إنّه (٢) يدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٣) .

[ ٨٢٤ / ٧ ] حدّثنا الحسين بن أحمد رحمه‌الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الأصبغ ، عن بعض أصحابنا عمّن رواه عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمع أبو عبدالله عليه‌السلام رجلاً من قريش يكلّم رجلاً من أصحابنا فاستطال عليه القرشي بالقرشيّة واستخزى (٤) الرجل لقرشيّته ، فقال له أبو عبدالله عليه‌السلام : «أجبه فإنّك بالولاية أشرف منه نسبةً» (٥) .

[ ٨٢٥ / ٨ ] وبهذا الإسناد ، عن محمّد بن أحمد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الهمداني ، عن العبّاس بن عامر ، عن إسماعيل بن دينار يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «افتخر رجلان عند

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في البحار ١٢ : ١٠٧ / ٢١ ، و٦٤ : ١٥٣ / ٢.

(٢) في «ج ، ح ، س ، ع ، ن» : إن.

(٣) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٩ / ٥٠٦٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٦٧ : ١٧٤ / ٩.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : خزى يخزى خزياً ، أي : ذلّ وهان. النهاية لابن الأثير ٢ : ٢٩ / خزا.وأيضاً ورد في حاشيتهما : خزى أيضاً خزايةً : استحيا. القاموس المحيط ٤ : ٣٥٣ / خزي .

(٥) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٢ : ٣١٤ / ٢.

٣٧٣

أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : أتفتخران بأجساد بالية ، وأرواح في النار ؟ إن يكن لك عقل فإنّ لك خلقاً (١) ، وإن يكن لك تقوى فإنّ لك كرماً ، وإلاّ فالحمارخير منك ، ولست بخير من أحد» (٢) .

[ ٨٢٦ / ٩ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس بن عبدالرحمن رفعه ، قال : قال لقمان لابنه : «يا بُنيّ ، اختر المجالس على عينك (٣) ، فإن رأيت قوماً يذكرون الله عزوجل فاجلس معهم ، فإنّك إن تك عالماً ينفعك علمك ويزيدونك علماً ، وإن كنت جاهلاً علّموك ، ولعلّ الله أن يظلّهم برحمة فتعمّك معهم.

وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم ، فإنّك إن تك عالماً لاينفعك علمك ، وإن تك جاهلاً يزيدونك جهلاً ، ولعلّ الله عزوجل أن يظلّهم بعقوبة فتعمّك معهم» (٤) .

[ ٨٢٧ / ١٠ ] أبي (٥) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، ومحمّد بن

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي الأخلاق الحسنة لازمة للعقل. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) أورده ابن شهر آشوب في مناقبه ٢ : ١٢١ من دون سند وباختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٧٠ : ٢٩١ / ٢٩.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : على بصيرة منك أو بعينك ، فإنّ «على» قد تجيء بمعنى الباء كما صرّح به الجوهري ، أو رجّحه على عينك ، أو ليكن المجالس أعزّ عندك من عينك. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٤) أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٠ / ١ ، والطبرسي في مكارم الأخلاق : ٨٦ / ٢٢٣٢ ، وعليّ بن الحسن الطبرسي في مشكاة الأنوار ١ : ١١٩ / ٢٥٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ١ : ٢٠١ / ١١.

(٥) في «س» : حدّثنا أبي.

٣٧٤

مسلم ، وبريد العجلي ، قالوا : قال رجل لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ لي ابناً قد أُحبّ أن يسألك عن حلال وحرام ، لا يسألك عمّا لا يعنيه ؟ قال : فقال : «وهل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال والحرام ؟ » (١) .

[ ٨٢٨ / ١١ ] حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إذا كان يوم القيامة بعث الله عزوجل العالم والعابد ، فإذا وقفا بين يدي الله عزوجل قيل للعابد : انطلق إلى الجنّة ، وقيل للعالم : قِفْ تشفّع للناس بحسن تأديبك لهم» (٢) .

[ ٨٢٩ / ١٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عليّ بن محمّد القاساني ، عن القاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داوُد المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا فاتّهموه على دينكم ، فإنّ كلّ محبّ يحوط بما أحبّ» .

وقال : «أوحى الله عزوجل إلى داوُد عليه‌السلام : لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدّك عن طريق محبّتي ، فإنّ أُولئك قُطّاع طريق عبادي المريدين ، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم» (٣) .

__________________

(١) أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٥٩ / ٧٦٨ بتفاوت في السند ، ونقله المجلسي عن العللوالمحاسن في بحار الأنوار ١ : ٢١٣ / ٩.

(٢) أورده الصفّار في بصائر الدرجات ١ : ٣٥ / ٣٢ ، بتفاوت في السند ، ونقله المجلسي عن العلل والبصائر في بحار الأنوار ٢ : ١٦ / ٣٦.

(٣) أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٧ / ٤ ، وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول : ٣٩٧ ، وعليّ بن الحسن الطبرسي في مشكاة الأنوار ١ : ٣١٥ / ٧٢٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢ : ١٠٧ / ٧ و٨.

٣٧٥

[ ٨٣٠ / ١٣ ] أبي (١) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي حُصَيْن ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، قال : «لا تكذّبوا بحديث آتاكم مرجئيّ ولا قدريّ ولا خارجيّ نسبه إلينا ، فإنّكم لاتدرون لعلّه شيء من الحقّ فتكذّبوا الله عزوجل فوق عرشه» (٢) .

[ ٨٣١ / ١٤ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الوليد ، والسنديّ بن محمّد ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن محمّد بن بشير ، وحريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قلت له : إنّه ليس شيء أشدّ علَيَّ من اختلاف أصحابنا ، قال : «ذلك من قِبَلي» (٤) .

[ ٨٣٢ / ١٥ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عمّن حدّثه عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : «اختلاف أصحابي لكم رحمة» ، وقال : «إذا كان ذلك جمعتكم على أمر واحد» ، وسُئل عن اختلاف أصحابنا ، فقال عليه‌السلام : «أنا فعلت ذلك بكم ، لو اجتمعتم على أمر واحد لاُخذ برقابكم» (٥) .

[ ٨٣٣ / ١٦ ] أبي (٦) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن

__________________

(١) في «س» : حدّثنا أبي.

(٢) أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٦٠ / ٧٧٥ ، والصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٥٢١ / ١٩٠١بسند آخر ، وسليمان الحلّي في مختصر البصائر : ٢٣٤ / ٢٤٢ ، ونقله المجلسي عن العلل والمحاسن في بحار الأنوار ٢ : ١٨٧ - ١٨٨ / ١٦.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢ : ٢٣٦ / ٢٢.

(٥) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢ : ٢٣٦ / ٢٣.

(٦) في «س» : حدّثنا أبي.

٣٧٦

عبدالجبّار ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن مسألة فأجابني ، قال : ثمّ جاء رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثمّ جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ، فلمّا خرج الرجلان قلت : يابن رسول الله ، رجلان من أهل العراق من شيعتك قَدِما يسألان فأجبتَ كلّ واحد منهما بغير ما أجبتَ به الآخر ! قال : فقال : «يا زرارة ، إنّ هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم ، ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم الناس ولكان أقلّ لبقائنا وبقائكم» ، قال : فقلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : شيعتكم لو حملتموهم على الأسنّة أو على النّار لمضوا وهُم يخرجون من عندكم مختلفين ؟ .

قال : فسكت ، فأعدت عليه ثلاث مرّات ، فأجابني بمثل جواب أبيه (١) .

- ٣٩٥ -

باب العلّة التي من أجلها جعل الله الكعبة البيت

الحرام قياماً للناس

[ ٨٣٤ / ١ ] أبي (٢) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد ابن أحمد ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي المغراء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «لايزال الدين قائماً ماقامت الكعبة» (٣) .

__________________

(١) أورده الكليني في الكافي ١ : ٥٣ / ٥ (باب اختلاف الحديث) ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢ : ٢٣٦ - ٢٣٧ / ٢٤.

(٢) في «س» : حدّثنا أبي.

(٣) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٤٣ / ٢٣٠٧ ، وأورده الكليني في

٣٧٧

- ٣٩٦ -

باب العلّة التي من أجلها وُضع البيت

[ ٨٣٥ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «لو عطّل الناس الحجّ لوجب على الإمام أن يجبرهم على الحجّ إن شاؤوا وإن أبوا ؛ لأنّ هذا البيت إنّما وُضع للحجّ» (١) .

- ٣٩٧ -

باب العلّة التي من أجلها وُضع البيت وسط الأرض

[ ٨٣٦ / ١ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن علىّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن محمّد بن سنان ، أنّ أبا الحسن الرضا عليه‌السلام كتب إليه فيماكتب من جواب مسائله : «علّة وضع البيت وسط الأرض لأنّه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض ، وكلّ ريح تهبّ في الدنيا فإنّها تخرج من تحت الركن الشامي ، وهي أوّل بقعة وُضعت في الأرض ؛ لأنّها الوسط ؛ ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب سواء» (٢) .

__________________

الكافي ٤ : ٢٧١ / ٤ (باب أنّه لو ترك الناس الحجّ لجاءهم العذاب) ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٩ : ٥٧ / ١٠.

(١) أورده الكليني في الكافي ٤ : ٢٧٢ / ٢ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٥ : ٢٢ / ذيل الحديث٦٦ بتفاوت ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٩ : ١٨ / ٦٥.

(٢) ذكره المصنّف في العيون ٢ : ١٨٩ - ١٩٢ / ١ ، الباب ٣٣ ، ونقله المجلسي عن العللوالعيون في بحار الأنوار ٥٧ : ٦٤ / ٣٩ ، و٩٩ : ٥٧ - ٥٨ / ١١.

٣٧٨

- ٣٩٨ -

باب العلّة التي من أجلها لم يكن ينبغي أن

يوضع لدور مكّة أبواب

[ ٨٣٧ / ١ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان الناب ، عن عبدالله بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : ( سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) (١) قال : فقال : «لم يكن ينبغي أن يُصنع على دور مكّة أبواب ؛ لأنّ للحاجّ أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتّى يقضوا مناسكهم ، وإنّ أوّل مَنْ جعل لدور مكّة أبواباً معاوية» (٢) .

- ٣٩٩ -

باب العلّة التي من أجلها سُمّيت مكّة مكّة

[ ٨٣٨ / ١ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن محمّد بن سنان أنّ أباالحسن الرضا عليه‌السلام كتب إليه في ما كتب من جواب مسائله : «سُمّيت مكّة

__________________

(١) سورة الحجّ ٢٢ : ٢٥.

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ١٩٤ / ٢١٢١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٩ : ٨١ - ٨٢ / ٣١.

٣٧٩

مكّة (١) ؛ لأنّ الناس كانوا يمكّون (٢) فيها ، وكان يقال لمن قصدها : قد مكا (٣) ، وذلك قول الله عزوجل : ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) (٤) فالمكاء : التصفير ، والتصدية : صفق اليدين» (٥) .

- ٤٠٠ -

باب العلّة التي من أجلها سُمّيت مكّة بكّة

[ ٨٣٩ / ١ ] أبي (٦) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن العرزمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّما سُمّيت مكّة بكّة (٧) ؛ لأنّ الناس يتباكون فيها» (٨) .

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن يكون أصل مكّة مكوة ، فصار لكثرة الاستعمال هكذا ، أو كان أصل المكان المكّ من باب أمليت وأمللت ، والله يعلم. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : مكّه : أهلكه ونقصه ، ومنه : مكّة ، للبلد الحرام ، أو للحرم كلّه ؛ لأنّها تنقص الذنوب أو تُفنيها أو تُهلك مَنْ ظلم فيها. القاموس المحيط ٣ : ٤٣٦.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : مكا مَكْواً ومُكاءً : صفر بفيه ، أو شبّك بأصابعه ونفخ فيها.القاموس المحيط ٤ : ٤٥٠.

(٤) سورة الأنفال ٨ : ٣٥.

(٥) ذكره المصنّف في العيون ٢ : ١٨٩ - ١٩٢ / ١ ، الباب ٣٣ ، ونقله المجلسي عن العيونوالعلل في بحار الأنوار ٩٩ : ٧٧ / ٦.

(٦) في «س» : حدّثنا أبي.

(٧) ورد في حاشية «ج ، ل» : بكّه : خرقه ومزّقه وفسخه ، وفلاناً زاحمه أو رحمه ، ضدٌّ ، وردّنخوته ووضعه وفسحه ، وعنقَه : دقّها ، ومنه : بكّة لمكّة أو لما بين جبليها أو للمَطاف لدقّها أعناق الجبابرة أو لازدحام الناس بها. (م ق ر رحمه‌الله ).

وورد أيضاً في حاشيتهما : وتباكَّ : تراكم ، والقومُ : ازدحموا ، كتبكبكوا. القاموس المحيط ٣ : ٤٠٢.

(٨) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٩ : ٧٨ / ٧.

٣٨٠