علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-611-0
ISBN الدورة:
978-964-319-609-7

الصفحات: ٤٢٨

أحمر فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة ، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيضّ البياض ، والباقي على عدد سائر ما خلق الله من الأنوار والألوان ، في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضّة فجلس فيه ، ثمّ عرج به إلى السماء الدنيا ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ثمّ خرّت سجّداً ، فقالت : سبّوح قدّوس (١) ربّنا وربّ الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا.

فقال جبرئيل عليه‌السلام : الله أكبر ، الله أكبر.

فسكتت الملائكة ، وفتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة ، ثمّ جاءت فسلّمت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أفواجاً ، ثمّ قالت : يا محمّد ، كيف أخوك ؟ قال : بخير ، قالت : فإن أدركته فأقرئه منّا السلام ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتعرفونه ؟ فقالوا : كيف لم نعرفه وقد أخذ الله عزوجل ميثاقك وميثاقه منّا ، وإنّا لنصلّي عليك وعليه ؟ !

ثمّ زاده أربعين نوعاً من أنواع النور لايشبه شيء منه ذلك النور الأوّل ، وزاده في محمله حلقاً وسلاسل ، ثمّ عرج به إلى السماء الثانية ، فلمّا قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرّت سجّداً ، وقالت (٢) : سبّوح قدّوس ربّ (٣) الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا.

فقال جبرئيل عليه‌السلام : أشهد أن لاإله إلاّ الله ، أشهد أن لاإله إلاّ الله ، فاجتمعت الملائكة ، وفتحت أبواب السماء ، وقالت : يا جبرئيل ، مَنْ هذا الذي معك ؟

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : في حديث الدعاء : سبّوح قدّوس ، يُرويان بالضمّ ، والفتح أقيس ، والضمّ أكثر استعمالاً ، وهو من أبنية المبالغة ، والمراد بهما التنزيه. انظر : النهاية لابن الأثير ٢ : ٣٣٢ / سبّح.

(٢) في «ع» : وقالوا.

(٣) في «ح» : ربّنا وربّ.

٢٠١

فقال : هذا محمّد ، قالوا : وقد بُعث (١) ! قال : نعم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: فخرجوا إلَيَّ شبه المعانيق (٢) فسلّموا علَيَّ وقالوا : أقرئ أخاك منّا (٣) السلام ، فقلت : هل تعرفونه ؟ قالوا : نعم ، وكيف لانعرفه وقد أخذ الله ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنّا لنتصفّح (٤) وجوه شيعته في كلّ يوم خمساً ، يعنون في كلّ وقت صلاة.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثمّ زادني ربّي عزوجل أربعين نوعاً من أنواع النورلا تشبه الأنوار الاُول ، وزادني حلقاً وسلاسل ، ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، وخرّت سجّداً وقالت : سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ، ما هذا النور الذي يشبه نور ربّنا ؟

فقال جبرئيل عليه‌السلام : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، فاجتمعت الملائكة ، وفتحت أبواب السماء ، وقالت (٥) : مرحباً بالأوّل (٦) ، ومرحباً بالآخر ، ومرحباً بالحاشر (٧) ، ومرحباً بالناشر (٨) ، محمّد

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن يكون سؤالهم لزيادة الاطمئنان. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) في هامش «ل ، ج» : المعناق : الفرس الجيّد العنق ، والجمع معانيق ، انظر : القاموس المحيط ٣ : ٣٦٥ / عنق. وأيضاً ورد في هامش «ل ، ج» : لعلّه عليه‌السلام : شبّههم بها في جودة أعناقهم ، أوسرعتهم ومبادرتهم ، والله يعلم ، (م ق ر رحمه‌الله ).

(٣) كلمة «منّا» أثبتناها من «ع ، ش».

(٤) ورد في هامش «ج ، ل» : صفح في الأمر : نظر ، كتصفّح. القاموس المحيط ١ : ٣٢١ / الصفح.

(٥) في «ش ، ل» : فقالت.

(٦) في حاشية «ج ، ل» : أي : خلقاً أو رتبةً ، والآخر ، أي : بعثةً. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٧) في هامش «ج ، ل» : في النهاية [ ٢ : ٣٨٨ / حشر ] : الحاشر : أي الذي يُحشر الناس خلفهوعلى ملّته دون ملّة غيره. وفي جامع الاُصول [ ١١ : ٢١٥ ، ذيل الرقم ٨٧٦٩ ] : يعني : «أنّي أوّل مَنْ يُحشر من الخلق ، ثمّ يُحشر الناس على قدميّ» (م ق ر رحمه‌الله ).

(٨) في حاشية «ج ، ل» : الناشر ، كالحاشر ، أو لنشره قبل الكلّ ، أو نشره الخيرات والعلوم. (م ق ر رحمه‌الله ).

٢٠٢

خاتم النبيّين ، وعليٍّ خير الوصيّين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سلّموا علَيَّ ، وسألوني عن عليٍّ أخي ، فقلت : هو في الأرض خليفتي ، أوَ تعرفونه ؟

فقالوا : نعم ، وكيف لانعرفه وقد نحجّ البيت المعمور في كلّ سنة مرّة ، وعليه رقّ أبيض فيه اسم : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليٍّ ، والحسن ، والحسين ، والأئمّة عليهم‌السلام ، وشيعتهم إلى يوم القيامة ، وإنّا لنبارك على رؤوسهم بأيدينا .

ثمّ زادني ربّي عزوجل أربعين نوعاً من أنواع النور ، لاتشبه شيئاً من تلك الأنوار الاُول ، وزادني حلقاً وسلاسل.

ثمّ عرج بي إلى السماء الرابعة ، فلم تقل الملائكة شيئاً ، وسمعت دويّاً (١) كأنّه في الصدور ، واجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء ، وخرجت إليَّ معانيق (٢) ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، فقالت الملائكة : صوتين مقرونين (٣) بمحمّد تقوم الصلاة ، وبعليٍّ الفلاح ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، فقالت الملائكة : هي لشيعته أقاموها إلى يوم القيامة .

ثمّ اجتمعت الملائكة فقالوا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أين تركت أخاك وكيف هو ؟

فقال لهم : أتعرفونه ؟ فقالوا : نعم ، نعرفه وشيعته ، وهو نور حول

__________________

(١) ورد في هامش «ج ، ل» : دَويّ الريح : حفيفها ، وكذا من النحل والطائر. القاموس المحيط٤ : ٣٦١ / دوى. وأيضاً ورد : حفّ الطائر والشجر : إذا صوّتته. القاموس المحيط ٣ : ١٧٢ / حفّ.

(٢) في نسخة «ن» : شبه معانيق. وورد في هامش «ج ، ل» : فانطلقنا إلى الناس معانيق ، أي : مسرعين ، جمع معناق. النهاية لابن الأثير ٣ : ٢٨٠ / عنق.

(٣) في حاشية «ج ، ل» : أي : الصلاة مقرونة بالفوز والفلاح ، أو الصلاة ولاية محمّد ، والفلاح ولاية عليٍّ وهما مقرونان ، والله يعلم. (م ق ر رحمه‌الله ).

٢٠٣

عرش الله ، وإنّ في البيت المعمور لرقّاً من نور فيه كتاب من نور ، فيه اسم محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة وشيعتهم لايزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل ، إنّه لميثاقنا الذي أُخذ علينا ، وإنّه ليقرأ علينا في كلّ يوم جمعة ، فسجدتُ لله شكراً ، فقال : يا محمّد ، ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذاأطناب السماء قد خرقت (١) والحجب قد رفعت ، ثمّ قال لي : طأطئ رأسكوانظر ما ترى ؟ فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيتكم (٢) هذا وحرمكم هذا ، فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل ، لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلاّ عليه.فقال لي : يا محمّد ، هذا الحرم وأنت الحرام ، ولكلّ مثل مثال.

ثمّ قال ربّي عزوجل : يا محمّد ، مدّ يدك فيتلقّاك ماء يسيل من ساق عرشي الأيمن ، فنزل الماء فتلقّيته باليمين ، فمن أجل ذلك صار أوّل الوضوء باليمنى (٣) .

ثمّ قال : يا محمّد ، خذ ذلك الماء فاغسل به وجهك وعلّمه غسل الوجه فإنّك تريد أن تنظر إلى عظمتي وأنت طاهر ، ثمّ اغسل ذراعيك اليمين واليسار وعلّمه ذلك فإنّك تريد أن تتلقّى بيديك كلامي ، وامسح بفضل ما في يديك (٤) من الماء رأسك ورجليك إلى كعبيك - وعلّمه

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : من تحتي كما اُفيد ، أو من فوقي ، ولعلّه أظهر ، وعلى الأوّل يكون الخرق لرؤية البيت أو البيت المعمور ، فيكون هذا الخرق بعد طيّ بقيّة السماوات ، أو يكون البيت المعمور في ثخن الفلك الرابع. (مق ر رحمه‌الله ).

(٢) في هامش «ج ، ل» : أي : أوّلاً رأى الكعبة ثمّ رأى البيت المعمور بحذائه. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٣) في حاشية «ج ، ل» : يدلّ على استحباب أخذ الماء باليد اليمنى مطلقاً ، فيمكن فهم الإدارة كما وقع في خبر آخر ، ويدلّ على وجوب المسح بماء الوضوء. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٤) في «ح ، ع» : يدك.

٢٠٤

المسح برأسه ورجليه - وقال : إنّي اُريد أن أمسح رأسك واُبارك عليك ، فأمّا المسح على رجليك فإنّي اُريد أن أوطئك موطئاً لم يطأه أحد من قبلك ، ولايطأه أحد غيرك ، فهذاعلّة الوضوء والأذان.

ثمّ قال : يا محمّد ، استقبل الحجر الأسود (١) وهو بحيالي ، وكبِّرني بعدد حجبي (٢) ، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً ؛ لأنّ الحجب سبعة ، وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سُنّةً ، والحجب (٣) مطابقة ثلاثاً بعدد النور الذي نزل على محمّد ثلاث مرّات ، فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرّات ، فمن أجل ذلك كان التكبير سبعاً ، والافتتاح ثلاثاً.

فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عزوجل : الآن وصلتَ إلَيَّ ، فسمِّ باسمي ، فقال : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فمن أجل ذلك جُعل( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) في أوّل السورة (٤) .

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن تكون الصلاة عند البيت المعمور في السماء الرابعة قبل العروج ، أو بعد النزول ، أو تكون في العرش محاذياً لهما ، فيكون استقبال الحجراستقبال جهته أو محاذاته. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٢) في حاشية «ج ، ل» ، أي : السماوات السبع ، فإنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كبّر عند كلّ سماء ، فقطع كلّها ، فالصلاة معراج المؤمن ، فإذا كبّر سبع تكبيرات فكأنّه قطع سبع سماوات وهي حجب بين العرش والناس ، وحجب المؤمن بُعْده عن الله تعالى ، فإذا كبّر ولاحظ عظمة الله يرتفع عنه حجاب بُعد وهكذا. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٣) في حاشية «ج ، ل» : الظاهر أنّ الحجب سبع ، ثلاث منها ملتصقة ، ثمّ بعد فصل اثنان ، ثمّ اثنان ، فكذا جعل تكبيرات الافتتاح ، ثلاثة منها متّصلة ، ثمّ فصل بالدعاء ، ثمّ اثنان ، ثمّ فصل بالدعاء ، ثمّ اثنان ، وهذا معنى كون الافتتاح ثلاثاً ، وقيل : المراد افتتاح التكبير لافتتاح القراءة ، والتكبير لافتتاح الركوع ، والتكبير لافتتاح السجود ، ولايخفى مافيه . (م ق ر رحمه‌الله ).

(٤) في «ن ، ح» : في أوّل السُّوَر.

٢٠٥

ثمّ قال له : احمدني ، فقال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في نفسه : شكراً ، فقال الله : يا محمّد ، قطعت حمدي فسمِّ باسمي ، فمن أجل ذلك جعل في الحمد ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) مرّتين ، فلمّا بلغ ( وَلاَ الضَّآلِّينَ ) قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحمد لله ربّ العالمين شكراً ، فقال الله العزيزالجبّار : قطعت ذكري ، فسمِّ باسمي (١) ، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرّحمن الرّحيم بعد الحمد في استقبال السورة الاُخرى ، فقال له : اقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) كما أنزلت فإنّها نسبتي ونعتي ، ثمّ طأطئ يديك واجعلهما على ركبتيك ، فانظر إلى عرشي.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فنظرتُ إلى عظمته ذهبت لها نفسي ، وغُشي علَيَّ ، فاُلهمت أن قلت : سبحان ربّي العظيم وبحمده ، لعظم ما رأيت ، فلمّا قلت ذلك تجلّى الغشى عنّي حتّى قلتها سبعاً اُلهم ذلك فرجعت إلَيَّ نفسي كماكانت ، فمن أجل ذلك صار في الركوع سبحان ربّي العظيم وبحمده.

فقال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فنظرت إلى شيء ذهب منه عقلي ، فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي ، فاُلهمت أن قلت : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ؛ لعلوّ ما رأيت ، فقلتها سبعاً فرجعت إليَّ نفسي ، كلّما قلتواحدة منها تجلّى عنّي الغشى ، فقعدت ، فصار السجود فيه : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ، وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الغشى وعلوّ مارأيت ، فألهمني ربّي عزوجل وطالبتني نفسي أن أرفع رأسي ، فرفعت فنظرت إلى ذلك العلوّ فغشي علَيَّ فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويديّ وقلت : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ، فقلتها سبعاً ، ثمّ رفعت

__________________

(١) في «ج» زيادة : فقال : بسم الله الرحمن الرحيم.

٢٠٦

رأسي فقعدت قبل القيام لاُثنّي النظر في العلوّ ، فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة ، ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدةً خفيفة. ثمّ قمت ، فقال : يا محمّد ، اقرأ ( الحمد ) ، فقرأتها مثل ما قرأتها أوّلاً ، ثمّ قال لي : اقرأ ( إِنَّا انزَلْنَاهُ ) فإنّها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ، ثمّ ركعت فقلت في الركوع والسجود مثل ما قلت أوّلاً وذهبت أن أقوم فقال : يا محمّد ، اذكر ما أنعمت عليك وسمِّ باسمي ، فألهمني الله أن قلت : بسم الله وبالله[ و ] لاإله إلاّ الله والأسماء الحسنى كلّها لله ، فقال لي : يامحمّد ، صلِّ عليك وعلى أهل بيتك ، فقلت : صلّى الله علَيَّ وعلى أهل بيتي ، وقد فعل.

ثمّ التفتُّ فإذا أنا بصفوف من الملائكة والنبيّين والمرسلين ، فقال لي : يامحمّد ، سلِّم ، فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال : يامحمّد ، إنّي أنا السلام (١) والتحيّة والرحمة والبركات أنت وذرّيّتك.

ثمّ أمرني ربّي العزيز الجبّار أن لا ألتفت يساراً ، وأوّل سورة سمعتها بعد ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( إِنَّا انزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، فمن أجل ذلك

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : أي : اسمي السلام ، فإذا قيل : السلام عليكم ، يكون معناه : إنّ الله ، أي : رحمته وسلامه عليكم ، و«على» ليس للضرر ، والتحيّة يمكن أن يكون عطفاً على السلام تفسيراً له ، ويكون المعنى أنّ التحيّة التي هي السلام أنا ، وحياتكم بسببي ، وهو الأظهر .

ويمكن أن يكون ابتداءً ، وعلى الأوّل «والرحمة» ابتداءً ، ويكون المراد أنت رحمة للعالمين وذرّيّتك فاطمة والأئمّة المعصومين تغليباً بالنسبة إلى أميرالمؤمنين ، أو لأنّه نفس الرسول بنصّ الكتاب ، بركات على العالمين على اللفّ والنشر ، وهو أظهر.

ويمكن أن يكون كلّ واحد منهم رحمة وبركة ، والظاهر أنّه لاخصوصيّة لهذا المعنى بالسلام الواقع في الصلاة. (م ت ق رحمه‌الله ).

٢٠٧

كان السلام مرّة واحدة تجاه القبلة (١) ، ومن أجل ذلك صار التسبيح في السجود والركوع شكراً.

وقوله : سمع الله لمن حمده ؛ لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سمعت ضجّة (٢) الملائكة ، فقلت : سمع الله لمن حمده بالتسبيح والتهليل ، فمن أجل ذلك جُعلت الركعتان الأوّلتان كلّما حدث فيها حدث كان على صاحبها إعادتها ، وهي الفرض الأوّل ، وهي أوّل ما فرضت عند الزوال ، يعني صلاة الظهر (٣) » (٤) .

- ٢٦٤ -

باب العلّة التي من أجلها فرض الله عزوجل الصلاة

[ ٥٧٩ / ١ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا عليّ بن العبّاس ، عن عمر بن عبدالعزيز ، قال : حدّثنا هشام بن الحكم ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن علّة الصلاة ، فإنّ فيها مشغلة للناس عن

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : من دون التفات إلى اليسار لئلاّ ينافي الالتفات إلى اليمين ، ويدلّ عليه «أن لاألتفت يساراً» ، والله يعلم. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) في هامش «ج ، ل» : أضجّ القوم إضجاجاً : صاحوا وجلّبوا ، فإذا جزعوا وغُلبوا : فضجّوا يضجّون ضجيحاً . القاموس المحيط ١ : ٢٦٩ / ضجّ .

(٣) في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن يكون المراد أنّ الركعتين اللّتين صلاّهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الليل قرّر أن تصلّى في الأرض في وقت الظهر ، أو يكون صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الوقت في جزءمن السماء يكون محاذياً لقطعة من الأرض يكون وقت ظهرهم ، أو يكون ضبط أوقات السماء بحركة غير الشمس ، والله يعلم ، (م ق ر رحمه‌الله ).

(٤) أورده الكليني في الكافي ٣ : ٤٨٢ / ١ (باب النوادر) ، باختلاف في السند والمتن ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٨ : ٣٥٤ / ٦٦ ، و٨٢ : ٢٣٧ / ١.

٢٠٨

حوائجهم ، ومُتعبة لهم في أبدانهم.

قال : «فيها علل (١) ، وذلك أنّ الناس لو تُركوا بغير تنبيه ولا تذكير للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر من الخبر الأوّل ، وبقاء الكتاب في أيديهم فقط ، لكانوا على ماكان عليه الأوّلون ، فإنّهم قد كانوا اتّخذوا ديناً ووضعوا كتباً ودعوا اُناساً إلى ماهم عليه ، وقتلوهم على ذلك ، فدرس أمرهم وذهب حين ذهبوا ، وأراد الله تبارك وتعالى أن لاينسيهم أمر (٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففرض عليهم الصلاة يذكرونه في كلّ يوم خمس مرّات ينادوا (٣) باسمه ، وتعبّدوا بالصلاة وذكر (٤) الله ، لكيلا يغفلوا عنه ، فينسوه فيندرس ذكره» (٥) .

[ ٥٨٠ / ٢ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام كتب إليه (٦) فيما كتب من جواب مسائله : «إنّ علّة الصلاة أنّها إقرار بالربوبيّة لله عزوجل (٧) ، وخلع

__________________

(١) في «ش» زيادة : كثيرة.

(٢) في «ج» : ذكر.

(٣) في المطبوع : ينادون.

(٤) في «ج ، ع» وبحار الأنوار : وذكروا.

(٥) نقله عن العلل الشيخ الحسن بن سليمان في المحتضر : ١٣٧ / ٩٢ ، وكذا المجلسي في بحار الأنوار ٨٢ : ٢٦١ / ٩.

(٦) كلمة «إليه» لم ترد في «س ، ن ، ح» ، وهي في «ج ، ل» عن نسخة.

(٧) في حاشية «ج ، ل» : إمّا لأنّ الصلاة مشتملة على الإقرار بالربوبيّة في ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، وعلى التوحيد في التشهّد ، وعلى الإخلاص في ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ).وإمّا لأنّ أصل عبادته تعالى دون غيره خلع الأنداد وإقرار بالربوبيّة ،

٢٠٩

الأنداد ، وقيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذلّ والمسكنة والخضوع والاعتراف ، والطلب للإقالة من سالف الذنوب ، ووضع الوجه على الأرض كلّ يوم خمس مرّات إعظاماً لله عزوجل ، وأن يكون ذاكراً غير ناس ولابطر ، ويكون خاشعاً متذلّلاً راغباً طالباً للزيادة في الدين والدنيا ، مع مافيه من الانزجار (١) والمداومة على ذكر الله عزوجل بالليل والنهار ؛ لئلاّ ينسى العبد سيّده ومدبّره وخالقه فيبطر ويطغى ، ويكون في ذكره لربّه وقيامه بين يديه زاجراً له عن المعاصي ومانعاً من أنواع الفساد» (٢) .

- ٢٦٥ -

باب علّة القبلة والتحريف إلى اليسار

[ ٥٨١ / ١ ] حدّثنا الحسن بن أحمد (٣) بن إدريس رحمه‌الله ، عن أبيه ، (عن محمّدبن حسّان) (٤) ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن عليّ بن حسّان

__________________

وكذلك «الطلب للإقالة من سالف الذنوب» يحتملهما ، وكذا قوله عليه‌السلام : «طالباً للزيادة في الدين والدنيا مع ما فيه من الإيجاب» يعني : مجرّد إيجاب الله على العبد كماله مع قطع النظر عن الفوائد الدنيويّة والاُخرويّة ، أو إيجاب العبد على نفسه عبادته تعالى ، والمداومة على ذكره كماله أو سبب كماله من القرب والثواب ، وفي بعض النسخ الانجاب بالنون بمعنى الخضوع وهو ظاهر. (م ت ق رحمه‌الله ).

(١) في هامش «ج ، ل» عن مَنْ لا يحضره الفقيه : «الإيجاب» بدل «الانزجار».

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢١٤ / ٦٤٥ مرسلاً ، وفي العيون بسند آخر ٢ : ٢٠٩ - ٢١٠ قطعة من حديث ٧٤٥ ، ونقله المجلسي عن العلل والعيون في البحار ٨٢ : ٢٦١ / ١٠ .

(٣) في نسخة «ن» : الحسين بن أحمد ، وفي المطبوع : الحسن بن محمّد ، وما أثبتناه من بقيّة النسخ .

(٤) ما بين القوسين لم يرد في «ج».

٢١٠

الواسطي ، عن عمّه عبدالرحمن بن كثير ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام في التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة ، وعن السبب فيه ؟

فقال : «إنّ الحجر الأسود لمّا اُنزل به من الجنّة ووُضع في موضعه ، جعل أنصاب (١) الحرم من حيث لحقه النور نور الحجر فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال ، وعن يسارها ثمانية أميال كلّه اثنا عشر ميلاً ، فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة ؛ لعلّة أنصاب الحرم ، وإذا انحرف ذات اليسار لم يكن خارجاً عن حدّ القبلة» (٢) (٣) .

[ ٥٨٢ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبي غرّة قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : «البيت قبلة المسجد ، والمسجد قبلة مكّة ، ومكّة قبلة الحرم ، والحرم قبلة الدنيا» (٤) .

__________________

(١) الأنصاب : هي الأعلام المبنيّة على حدود الحرم ، والفرق بين الحلّ والحرم. انظر : بحارالأنوار ٨٤ : ٧٨.

(٢) في حاشية «ج ، ل» : لعلّ المراد كثرة اتّساع الجهة في طرف اليسار ، فتأمّل. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٣) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٧٢ / ٨٤٥ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٤٢ مرسلاً ، وابن شهرآشوب في مناقبه ٤ : ٢٨٠ ، وشاذان بن جبرئيل في إزاحة العلّة في معرفة القبلة : ٨٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في البحار ٨٤ : ٤٩ / ٤ .

(٤) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٧٢ / ٨٤٤ باختلاف ، وأورد نحوه الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٣٩ و١٤٠ باختلاف في السند ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ٩٤ / ٤.

٢١١

- ٢٦٦ -

باب العلّة التي من أجلها أمر الله تعالى بتعظيم

المساجد (١) ، والعلّة التي من أجلها سلّط

الله تعالى بخت نصّر على بيت المقدس

[ ٥٨٣ / ١ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن العلّة في تعظيم المساجد ، فقال : «إنّما أمر بتعظيم المساجد ؛ لأنّها بيوت الله في الأرض» (٢) .

[ ٥٨٤ / ٢ ] أبي (٣) رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن كليب الصيداوي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «مكتوب في التوراة : أنّ بيوتي في الأرض المساجد ، فطوبى لمن تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي ، وحقّ على المزور أن يُكرم الزائر» (٤) .

[ ٥٨٥ / ٣ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن موسى بن

__________________

(١) في «س» : المسجد.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ٦ / ٧٨ باختلاف في السند.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) ذكره المصنّف في ثواب الأعمال : ٤٥ / ١ ، ومَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٩ / ٧٢٠باختلاف ، والهداية : ١٣٢ ، والمقنع : ٨٩ ، ونقله المجلسي عن العلل والمقنع وثواب الأعمال في بحار الأنوار ٨٤ : ٦ ذيل حديث ٧٨.

٢١٢

بكر ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام قال : «قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عزوجل أوحى إلى موسى : إنّي منزل عليك من السماء ناراً ، فأسرج منها في بيت المقدس ، فقال : لمّا خرّب بخت نصّر (١) البيت المقدس ، وألقى فيه الكناسات اتّخذ حشّاً (٢) ، فشكت تلك البقعة إلى الله عزوجل ، فقالت : يا ربّ ، عمّرتني بملائكتك ، وجعلتني بيتك ، وجعلت فِيَّ مواضع خيارأنبيائك ورُسلك ، وسلّطتَ علَيَّ مجوسيّاً يعبد النيران ففعَلَ فِيَّ ما فَعَل ، قال : فأوحى الله عزوجل إليها : إنّما فعلت بك هذا ؛ ليعلم أهل القرى أنّهم إذا عصوني كانوا علَيَّ أهون» (٣).

- ٢٦٧ -

باب العلّة التي من أجلها لايجوز الوقف على المسجد

[ ٥٨٦ / ١ ] حدّثنا جعفر بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه الحسن بن عليّ الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن أبي الضحّاك ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قلت له : رجل اشترى داراً فبناها فبقيت عرصة فبناها بيت غلّة ، أيوقفه على المسجد ؟

__________________

(١) في هامش «ج ، ل» : بخت نصّر - بالتشديد - أصله بُوخت ، ومعناه ابن ، ونصّر كبقّم : صنم ، وكان وجد عند الصنم ، ولم يعرف له أب ، فنُسب إليه ، خرّب القدس. القاموس المحيط ٢ : ٢٣٦ / نصر.

(٢) في هامش «ج ، ل» : الحشّ - مثلّثةً - : المخرج. القاموس المحيط ٢ : ٤١٥ / حش.

(٣) لم نعثر عليه فيما لدينا من المصادر.

٢١٣

قال : «إنّ المجوس وقفوا (١) على بيت النار» (٢) .

- ٢٦٨ -

باب العلّة التي من أجلها يكره الصوت وإنشاد الضالّة (٣)

وبَرْي المشاقص وأشباه ذلك في المساجد

[ ٥٨٧ / ١ ] أبي (٤) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد ابن أحمد ، بإسناده رفعه أنّ رجلاً جاء إلى المسجد ينشد ضالّةً له ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «قولوا له (٥) : لاردّ الله عليك فإنّها لغير هذا بُنيت». قال : «ورفع الصوت في المساجد يكره». وأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ برجل يبري مشاقص (٦) له في المسجد فنهاه وقال : «إنّها لغير هذا بُنيت» (٧) .

__________________

(١) في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن يكون المراد الكراهة ؛ لمشابهتهم ، كما فهمه الصدوق في الفقيه ونقله بالمعنى ويدلّ عليه العنوان ، أو يكون المراد التحريض بأنّهم مع باطلهم يوقفون على معابدهم وأنتم لاتوقفون على مساجدكم ، وبالمعنى الأوّل بعضهم حملوه على الوقف على أصل المسجد ، فقالوا : ينبغي الوقف على مصلحة المصلّين ، والله يعلم. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٨ / ٧١٩ باختلاف ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٩ : ١٥٠ / ٦١١... عن أبي الصحاري عن أبي عبدالله عليه‌السلام باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ٦ / ٨٠ ، و١٠٣ : ١٨٣ / ١١.

(٣) في «ع ، ح ، ج» : وإنشاد الشعر ، وفي «س» : وإنشاد الشعر وإنشاد الضالّة.

(٤) في «س» : حدّثنا أبي.

(٥) كلمة «له» لم ترد في «ح ، ش ، س ، ن ، ع».

(٦) في هامش «ل» : المشقص كمنبر : نصل عريض أو سهم فيه ذلك ، يُرمى به الوحش.القاموس المحيط ٢ : ٤٧٠ / الشقص.

(٧) هذه الرواية ملفّقة من عدّة أحاديث ، انظر : ما رواه الكليني في الكافي ٣ :

٢١٤

[ ٥٨٨ / ٢ ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن بعض رجاله ، قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : «جنِّبوا مساجدكم الشراء ، والبيع ، والمجانين ، والصبيان ، والضالّة (١) ، والأحكام ، والحدود ، ورفع الصوت» (٢) .

- ٢٦٩ -

باب العلّة في كسر أمير المؤمنين عليه‌السلام المحاريب

[ ٥٨٩ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام : «أنّ عليّاً عليه‌السلام كان يكسر المحاريب (إذا

__________________

٣٦٨ / ٤ (باب بناء المسجد وما يؤخذ منها ، والحدث فيها من النوم وغيره) ، وماذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٧ / ٧١٤ ، و٤ : ٨ قطعة من حديث المناهي ، وفي الأمالي : ٥١٢ قطعة من حديث ٧٠٧ ، وما أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٥٣ / ٦٦٥ ، ونقلها المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ٨ / ٨٢ ، وكذا في المصنّف لابن أبي شيبة ٥ : ٢٩٢ - ٢٩٣ / ٧٩٨٥ ٧٩٨٨ ، وصحيح مسلم ١ : ٤٨٦ / ٥٨٦ ، وسنن ابن ماجة ١ : ٤١٧ / ٧٦٧ ، وسنن أبي داوُد ١ : ٢٢٩ / ٤٧٣.

(١) ورد في هامش «ج ، ل» : إنشاداً ونشداناً ، كما ذكره الأصحاب (م ق ر).

(٢) ذكره المصنّف في الخصال : ٤١٠ / ١٣ ، ومَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٧ / ٧١٥ مرسلاًباختلاف ، وأورده محمّد بن محمّد بن الأشعث في الجعفريّات : ٨٨ / ٣٠٣باختلاف ، وكذا النعمان بن محمّد في دعائم الإسلام ١ : ١٤٩ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٤٩ / ٦٨٢ ، ونقله المجلسي عن الخصال والعلل في بحار الأنوار ٨٣ : ٣٦٢ / ١٧ ، وانظر : المصنّف لعبدالرزّاق ١ : ٤٤١ و٤٤٢ / ١٧٢٦ ١٧٢٨ ، وسنن ابن ماجة ١ : ٤٠٨ / ٧٥٠ ، والمعجم الكبير ٨ : ١٥٦ / ٧٦٠١ ، ومسند الشاميّين ٤ : ٣٠٧ / ٣٣٨٥ ، و٣٢١ / ٣٤٣٦ ، والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ : ١٧٧ / ٢٠٢٦٨.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

٢١٥

رآها في المساجد) (١) ويقول : كأنّها مذابح (٢) اليهود» (٣) .

- ٢٧٠ -

باب العلّة التي من أجلها لايجوز أن تشرّف المساجد

[ ٥٩٠ / ١ ] أبي (٤) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام : «أنّ عليّاً عليه‌السلام رأى مسجداً بالكوفة قد شُرّف ، فقال : كأنّه بيعة ، وقال : إنّ المساجد لاتشرّف (٥) تبنى جُمّاً» (٦) .

- ٢٧١ -

باب العلّة التي من أجلها يجب على مَنْ أخرج الحصاة من

المسجد أن يردّها في مكانها ، أو في مسجد آخَر

[ ٥٩١ / ١ ] حدّثنا (٧) محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن أبيه ، عن أحمد بن

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في «ح ، ع» ، وفي «ج» لم ترد «في المساجد».

(٢) ورد في هامش «ج ، ل» : فقال كعب : أدخلوه المذابح وضَعوا التوراة وحلّفوه بالله ، المذبح واحد المذابح ، وهي المقاصير. وقيل : المحاريب. النهاية لابن الأثير ٢ : ١٤٣ / ذبح.

(٣) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٦ / ٧٠٧ باختلاف ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٥٣ / ٦٩٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٣ : ٣٥٢ / ٥ باختلاف يسير.

(٤) في «س» : حدّثنا أبي.

(٥) في هامش «ج ، ل» : ومنه حديث ابن عبّاس : أُمرنا أن نبني المدائن شرفاً والمساجدجُمّاً ، أي : لا شُرف لها. النهاية لابن الأثير ١ : ٢٨٩ / جمم.

(٦) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٦ / ٧٠٨ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٥٣ / ٦٩٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٣ : ٣٥٢ ، ذيل حديث ٥ .

(٧) في «ل» : أخبرني ، وفي هامشها عن نسخة كما في المتن.

٢١٦

أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : «إذا أخرج أحدكم الحصاة من المسجد فليردّها مكانها ، أوفي (١) مسجد آخر فإنّها تسبّح» (٢) .

- ٢٧٢ -

باب علّة مدّ العنق في الركوع

[ ٥٩٢ / ١ ] أخبرني عليّ بن حاتم ، قال : حدّثنا (إبراهيم بن عليّ) (٣) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الأنصاري ، قال : حدّثنا الحسين بن عليّ العلوي ، عن أبي حكيم الزاهد ، عن أحمد بن عبدالله ، قال : قال رجل لأميرالمؤمنين عليه‌السلام : يابن عمّ خير خلق الله ، ما معنى رفع يديك في التكبيرة الاُولى ؟

فقال عليه‌السلام : «قوله : الله أكبر ، يعني : الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء ، لا (٤) يقاس بشيء (ولايلتبس بالأجناس) (٥) ، ولايدرك بالحواسّ (٦) » ، قال الرجل : ما معنى مدّ عنقك في الركوع ؟

قال : «تأويله ، آمنت بوحدانيّتك ولو ضربت عنقي» (٧) .

__________________

(١) كلمة «في» لم ترد في «ع».

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٧ / ٧١٧ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٥٦ / ٧١١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ٧ / ٨١.

(٣) بدل ما بين القوسين في «ج ، ل» : عليّ بن إبراهيم.

(٤) في «ح» : ولا.

(٥) بدل ما بين القوسين في حاشية «ج ، ل» عن نسخة : لايلمس بالأخماس.

(٦) ورد في حاشية «ل ، ج» : بالحواسّ الظاهرة والباطنة فإنّها عشرة بعدد الأصابع ، (م ق ر رحمه‌الله ).

(٧) هذا الحديث ملفّق من صدر حديثين ، ذكرهما المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه

٢١٧

- ٢٧٣ -

باب علّة الرخصة في الجمع بين الصلاتين

[ ٥٩٣ / ١ ] حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه‌الله ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى الظهر والعصر (في مكانواحد) (١) من غير علّة ولاسبب ، فقال له عمر- وكان أجرأ القوم عليه - : أحدث في الصلاة شيء ؟

قال (٢) : لا ، ولكن أردت أن اُوسّع على اُمّتي» (٣) .

[ ٥٩٤ / ٢ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبدالملك القمّي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قلت : أجمع بين الصلاتين من غير علّة ؟

قال : «قد فعل ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أراد التخفيف عن (٤) اُمّته» (٥) .

[ ٥٩٥ / ٣ ] أبي (٦) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالناس الظهر والعصر حين

__________________

١ : ٣٠٦ / ٩٢١ ، و٣١١ / ٩٢٧ ، ونقله بكامله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ٣٦١ / ١٢ ، و٢٧٠ / ١٨ ضمن الحديث باختلاف يسير.

(١) بدل ما بين القوسين في «ج ، ع ، ش ، س ، ح» : مكانه.

(٢) في «ح» زيادة : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٤ / ٨.

(٤) في المطبوع «على». وما أثبتناه من النسخ.

(٥) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٤ / ٩.

(٦) في «س» : حدّثنا أبي.

٢١٨

زالت الشمس في جماعة من غير علّة ، وصلّى بهم المغرب والعشاء الآخرة بعد سقوط الشفق من غير علّة في جماعة ، وإنّما فَعَل ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليتّسع الوقت على اُمّته» (١) .

[ ٥٩٦ / ٤ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، وعليّ بن محمّد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة ، قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا العبّاس بن سعيد الأزرق ، قال : حدّثنا زهير بن حرب ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الظهر والعصر من غير خوف ولاسفر ، فقال : أراد أن لايحرج أحدمن اُمّته (٢) .

[ ٥٩٧ / ٥ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، وعليّ بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني ، قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا العبّاس بن الأزرق ، قال : حدّثنا ابن عون بن سلاّم الكوفي ، عن وهب بن معاوية الجعفي ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس مثله (٣) .

[ ٥٩٨ / ٦ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، وعليّ بن محمّد بن الحسن

__________________

(١) أورده الكليني في الكافي ٣ : ٢٨٦ / ١ (باب الجمع بين الصلاتين) ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ٢٦٣ / ١٠٤٦ ، والاستبصار ١ : ٢٧١ / ٩٨١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٨٢ : ٣٣٤ / ١٠.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٤ / ١١ بتفاوت ، وورد نحوه في المصنّف لعبد الرزّاق ٢ : ٥٥٥ / ٤٤٣٥ ، وصحيح مسلم ١ : ٦٠٧ / ٥٠ ، وسنن أبي داوُد ٢ : ١١ / ١٢١١ ، ومسند أحمد ١ : ٤٦٦ / ٢٥٥٣ ، و٥٨٤ / ٣٣١٣ ، والجامع الكبير (سنن الترمذي) ١ : ٢٢٩ / ١٨٧.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٤ / ١٢.

٢١٩

القزويني ، قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن أبي خلف ، قال : حدّثنا أبو يعلى بن الليث أخو محمّد بن الليث والي قمّ ، قال : حدّثنا عون بن جعفر المخزومي ، عن داوُد بن قيس الفرّاء ، عن صالح مولى التوءمة ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء من غير مطر ولاسفر ، قال : فقيل لابن عبّاس : ما أراد به ؟ قال : أراد التوسّع لاُمّته (١) .

[ ٥٩٩ / ٧ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، قال : حدّثنا أبو خيثمة زهير ابن حرب ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عُليّة ، عن ليث ، عن طاووس ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، في السفروالحضر (٢) .

[ ٦٠٠ / ٨ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، وعليّ بن محمّد بن الحسن القزويني ، قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا العبّاس بن سعيد الأزرق ، قال : حدّثنا سويد بن سعيد الأنباري ، عن محمّد بن عثمان ، عن الجمحي ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، وعن نافع ، عن عبدالله بن عمر : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى بالمدينة مقيماً غير مسافر جمعاً ، وتماماً جمعاً (٣) .

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٥ / ١٤ ، وورد نحوه في المصنّف لابن أبي شيبة ٥ : ٣٩٠ / ٨٣١٥ ، والمصنّف لعبد الرزّاق ٢ : ٥٥٥ / ٤٤٣٤ ، والمعجم الكبير ١٠ : ٣٩٧ / ١٠٨٠٣ و١٠٨٠٤ ، ومسند أبي يعلى ٥ : ٨٠ / ٢٦٧٨.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٥ / ١٥ ، وأورده أحمد بن حنبل في مسنده ١ : ٥٩٤ / ٣٣٨٧.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٢ : ٣٣٤ / ١٣ ، ونحوه في مسند أحمد

٢٢٠