علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-611-0
ISBN الدورة:
978-964-319-609-7

الصفحات: ٤٢٨

- ٣٤٢ -

باب علّة سجدة الشكر

[ ٧٢١ / ١ ] حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : «السجدة بعد الفريضة شكراً لله تعالى ذكره على ما وفّق العبد من أداء فرضه ، وأدنى ما يجزئ فيها من القول أن يقال (١) : شكراً لله ، ثلاث مرّات».

قلت : فما معنى قوله : شكراً لله ؟

قال : «يقول : هذه السجدة منّي شكراً لله على ما وفّقني له من خدمته ، وأداء فرضه ، والشكر موجب للزيادة ، فإن كان في الصلاة تقصير ، تمّ بهذه السجدة» (٢) .

- ٣٤٣ -

باب علّة غسل المنيّ إذا أصاب الثوب

[ ٧٢٢ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إنّه أصاب ثوبي دم من الرعاف أو غيره أو شيء من منيّ (٤) ، فعلّمت أثره إلى أن

__________________

(١) في «ح» : يقول.

(٢) ذكره المصنّف في العيون ١ : ٣٨٤ / ٢٧ ، الباب ٢٨ ، ونقله المجلسي عن العلل والعيون في بحار الأنوار ٨٦ : ١٩٨ / ٥.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) في «ح» : المنيّ.

٣٠١

اُصيب (١) له ماءً ، فأصبت الماء وحضرت الصلاة ونسيت أنّ بثوبي شيئاً فصلّيت ، ثمّ إنّي ذكرتُ بعدُ ؟

قال : «تعيد الصلاة وتغسله».

قال : قلت : فإن لم أكن رأيت موضعه وقد علمت أنّه قد أصابه فطلبته (٢) فلم أقدر عليه ، فلمّا صلّيت وجدته ؟ قال : «تغسله وتعيد».

قال : قلت : فإن ظننت أنّه قد أصابه ولم أتيقّن ذلك ، فنظرت فلم أرَ شيئاًثمّ طلبت (٣) فرأيته فيه بعد الصلاة ؟

قال : «تغسله ولا تعيد الصلاة».

قال : قلت : ولِمَ ذاك ؟

قال : «لأنّك كنت على يقين من نظافته ثمّ شككت ، فليس ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشكّ أبداً».

قلت (٤) : فإنّي قد علمت أنّه قد أصابه ولم أدر أين هو فأغسله ؟

قال : «تغسل من ثوبك الناحية التي ترى أنّه أصابها ؛ حتّى تكون على يقين من طهارته».

قال : قلت : فهل علَيَّ إن شككت في أنّه أصابه شيء أن أنظر فيه فأُقلّبه ؟

قال : «لا ، ولكنّك إنّما تريد بذلك أن تُذهب الشكّ الذي وقع في نفسك».

قال : قلت : فإنّي رأيته في ثوبي وأنا في الصلاة ؟

قال : «تنقض الصلاة وتعيد إذا شككت في موضع منه ثمّ رأيته فيه ،

__________________

(١) في «س ، ع ، ن ، ج» : حسبت.

(٢) في «ح ، ع» : وطلبته.

(٣) في «ن ، ع» : صلّيت.

(٤) في «ع» : قال : قلت.

٣٠٢

وإن لم تشكّ (١) ثمّ رأيته رطباً قطعتَ وغسلته ثمّ بنيت على الصلاة ؛ فإنّك لاتدري لعلّه شيء وقع عليك ، فليس لك أن تنقض بالشكّ اليقين» (٢) .

- ٣٤٤ -

باب علّة قيام الرجل وحده في الصف

[ ٧٢٣ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن الرجل يقوم في الصفّ وحده ؟ قال : «لا بأس به ، إنّما تبدأ (٤) الصفوف واحدبعد واحد» (٥) .

- ٣٤٥ -

باب العلّة التي من أجلها لا يجب قضاء

النوافل على مَنْ تركها بمرض

[ ٧٢٤ / ١ ] أبي (٦) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن

__________________

(١) في «ع» زيادة : فيه.

(٢) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ١ : ٤٢١ / ١٣٣٥ ، والاستبصار ١ : ١٨٣ / ٦٤١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٠ : ١٢٤ / ٣ ، و٨٣ : ٢٦٧ - ٢٦٨ / ٧.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) ورد في هامش «ج ، ل» : في بعض نُسَخ الفقيه بالواو - أي : تبدو - بمعنى الظهور. (م ق ر).

(٥) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٣٨٩ / ١١٤٧ بتفاوت ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٢٨٠ / ٨٢٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٨ : ٨٥ / ٤١ .

(٦) في «س» : حدّثنا أبي.

٣٠٣

محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ، وعبدالرحمن بن أبي نجران ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قلت له : رجل مرض فتوحّش (١) فترك النافلة ؟ فقال : «يا محمّد ، إنّها ليست بفريضة ، إن قضاها فهو خير له ، وإن لم يفعل فلا شيء عليه» (٢) .

[ ٧٢٥ / ٢ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن مرازم ، قال : سأل إسماعيل بن جابر أباعبدالله عليه‌السلام ، فقال : أصلحك الله ، إنّ علَيَّ نوافل كثيرة فكيف أصنع ؟ فقال : «اقضها» ، فقال له : إنّهاأكثر من ذلك ، قال : «اقضها» ، قال : لااُحصيها ، قال : «توخّه» قال مرازم : فكنت مرضت أربعة أشهر ولم أُصلّ نافلة ، فقال : «ليس عليك قضاء ، إنّ المريض ليس كالصحيح كلّ ما غُلبت عليه ، فالله أولى بالعذر فيه» (٤) .

- ٣٤٦ -

باب العلّة التي من أجلها يُحرَم الرجلُ صلاة الليل

[ ٧٢٦ / ١ ] أبي (٥) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن عمران ابن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ،

__________________

(١) ورد في هامش «ج ، ل» : أي : تغيّر حاله. (م ق ر).

(٢) أورده الكليني في الكافي ٣ : ٤١٢ / ٥ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ٣٠٦ / ٩٤٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ٤١ / ٣٢.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٩٨ / ١٤٣٠ باختصار ، وأورده الكليني في الكافي ٣ : ٤٥١ / ٤ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢ / ٢٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ٤١ ، ذيل الحديث ٣٢.

(٥) في «س» : حدّثنا أبي.

٣٠٤

قال : جاءرجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي قد حُرمت الصلاة بالليل ، قال : فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك» (١) .

[ ٧٢٧ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن هارون بن مسلم ، عن عليّ بن الحكم ، عن حسين بن الحسن الكندي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيُحرم بها صلاة الليل ، فإذا حُرم صلاة الليل حُرم بها الرزق» (٢) .

- ٣٤٧ -

باب علّة صلاة الليل

[ ٧٢٨ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد ابن أحمد ، عن أبي زهير النهدي ، عن آدم بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «عليكم بصلاة الليل فإنّها سُنّة نبيّكم ، ودأب الصالحين قبلكم ، ومطردة الداء عن أجسادكم».

وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : «صلاة الليل تبيّض الوجه (٤) ، وصلاة الليل

__________________

(١) أورده الكليني في الكافي ٣ : ٤٥٠ / ٣٤ (باب صلاة النوافل) ، وذكره المصنّف في التوحيد : ٩٦ / ٣ بسند آخر ، وبتفصيل أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢١ / ٤٥٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٥ ، ذيل الحديث ١٩.

(٢) ذكره المصنّف في ثواب الأعمال : ٦٥ / ٩ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢٢ / ٤٦٣ ، والراوندي في سلوة الحزين (الدعوات) : ١٢٧ / ٢٩٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٦ ، ذيل الحديث ١٩.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) في حاشية «ع» عن نسخة : الوجوه.

٣٠٥

تطيّب الريح ، وصلاة الليل تجلب الرزق» (١) .

[ ٧٢٩ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «يا سليمان ، لاتدع قيام الليل ، فإنّ المغبون مَن حُرم قيام الليل» (٢) .

[ ٧٣٠ / ٣ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن عليّ بن أبي عبدالله ، عن أبي الحسن عليه‌السلام في قول الله عزوجل : ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا (٤) مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ (٥) رِضْوَانِ اللَّهِ ) (٦) ، قال : «صلاة الليل» (٧) .

[ ٧٣١ / ٤ ] أبي رحمه‌الله (٨) ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد

__________________

(١) الحديث ملفّق من حديثين كما ذكره المصنّف في ثواب الأعمال : ٦٣ / ٢ و٣ ، وكذا أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢٠ / ٤٥٣ و٤٥٤ ، ونقله المجلسي عن العللوثواب الأعمال في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٩ ، ذيل الحديث ٢٥.

(٢) ذكره المصنّف في معاني الأخبار : ٣٤٢ / ١ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢٢ / ٤٦٢ ، ونقله المجلسي عن العلل ومعاني الأخبار في البحار ٨٧ : ١٤٦ / ٢٠.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : الظاهر أنّها من السُّنّة الحسنة التي كان أصلها ثابتاً ، ويمكن أن تكون مندوبة ، وأوجبوها على أنفسهم بالنذر وشبهه كما يُفهم من قوله تعالى : ( مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ) أي : ما فرضناها ولكن ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ، أي : طلباً لرضاه تعالى ، قال : «صلاة الليل» أي : كانت تلك البدعة صلاة الليل. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٥) ورد في هامش «ج ، ل» : استثناء منقطع ، أي : لكنّهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله تعالى.تفسير البيضاوي ٣ : ٣٧٧.

(٦) سورة الحديد ٥٧ : ٢٧.

(٧) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٧٢ / ١٣٦٢ ، والعيون١ : ٣٨٥ / ٢٤١ ، وأورده الكليني في الكافي ٣ : ٤٨٨ / ١٢ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢٠ / ٤٥٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٦ / ٢١.

(٨) في «س» : حدّثنا أبي.

٣٠٦

ابن حسّان الرازي ، عن محمّد بن عليّ رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ صلّى بالليل حسن وجهه بالنهار» (١) .

[ ٧٣٢ / ٥ ] أبي (٢) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ (٣) هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ) (٤) ، قال : «يعني بقوله : ( وَأَقْوَمُ قِيلًا ) قيام الرجل عن فراشه (٥) بين يدي الله عزوجل لايريد به غيره» (٦) .

__________________

(١) أورده البرقي في المحاسن ١ : ١٢٥ ، ذيل الحديث ١٤١ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١١٩ / ٤٤٩ ، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين ٢ : ١٤٣ / ٨٠٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٨ / ٢٢.

(٢) في «س» : حدّثنا أبي.

(٣) ورد في هامش «ج ، ل» : ناشئة الليل أي النفس الناشئة بالليل ، أي التي تنشأ من مضجعهاإلى العبادة ، أو العبادة الناشئة بالليل ، أي الحادثة. (م ق ر رحمه‌الله ).

وأيضاً ورد في هامشهما. ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ) أي النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة من نشأ من مكانه : إذا نهض ، أو قيام الليل على أنّ الناشئة له أو العبادة التي تنشأبالليل أي تحدث ، أو ساعات الليل ؛ لأنّها تحدث واحدة بعد أُخرى ، أو ساعاتهاالأُولى من نشأت إذا ابتدأت ( هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ) أي كلفة أو ثبات قدم ، وقرأ أبوعمرو وابن عامر : وعطاء ، أي مواطأة القلب اللسان لها أو فيها أو موافقة ما يراد من الخضوع والإخلاص ( وَأَقْوَمُ قِيلًا ) أي أسدّ مقالاً أو أثبت قراءة لحضور القلب وهدوءالأصوات . تفسير البيضاوي ٣ : ٤٦٠.

(٤) سورة المزّمّل ٧٣ : ٦.

(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي الإخلاص في الليل أيسر ، ودعوى الإخلاص أصدق ؛ لأنّه ليس هناك أحد يريد أن يراه ، فيصير المعنى أنّ عبادة الليل وإن كانت شاقّة لكنّ الإخلاص الذي هو روح العبادة فيه أسهل ، (م ت ق رحمه‌الله ).

(٦) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٧٢ / ١٣٦٤ ، وأورده الكليني في

٣٠٧

[ ٧٣٣ / ٦ ] أبي (١) رحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ، قال : حدّثنا حريش بن محمّد بن حريش ، قال : سمعت جدّي يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «الركعتان في جوف الليل أحبّ إلَيَّ من الدنيا وما (٢) فيها» (٣) .

[ ٧٣٤ / ٧ ] أبي (٤) رحمه‌الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ابن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) (٥) ، قال : «صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب النهار» (٦) .

[ ٧٣٥ / ٨ ] وبهذا الإسناد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قلت : ( [ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ] (٧) آنَاءَ اللَّيْلِ

__________________

الكافي ٣ : ٤٤٦ / ١٧ (باب صلاة النوافل) ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ٣٣٦ / ١٣٨٥ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٨ ، ذيل الحديث ٢٢.

(١) في «س» : حدّثنا أبي.

(٢) في «س ، ش ، ل» : بما ، بدل : وما.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٨ / ٢٣ ، وأورده ابن حبّان في صحيحه٦ : ٢١١ / ٢٤٥٨ بسند آخر ، والبغدادي في تاريخه ١١ : ٢٧٣ / ٦٠٤١.

(٤) في «س» : حدّثنا أبي.

(٥) سورة هود ١١ : ١١٤.

(٦) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٧٣ / ١٣٦٨ ، وثواب الأعمال : ٦٦ / ١١ ، وأورده الكليني في الكافي ٣ : ٢٦٦ / ١٠ (باب فضل الصلاة) ، والعيّاشي في تفسيره ٢ : ٣٢٦ / ٢٠٦٣ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢٢ / ٤٦٦ ، وأماليه : ٢٩٤ / ٥٧٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٨ - ١٤٩ ، ذيل الحديث ٢٣.

(٧) ورد في هامش «ج ، ل» : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ) أي : خاضع أو داع ( ءَانَآءَ الَّيْلِ ) أي : ساعاته.(م ت ق رحمه‌الله ) .

٣٠٨

سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ (١) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (٢) ، قال : «يعني صلاة الليل» (٣) .

[ ٧٣٦ / ٩ ] حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، قال : حدّثني محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عليّ بن محمّد النوفلي ، قال : سمعته يقول : «إنّ العبدليقوم في الليل فيميل به النعاس يميناً وشمالاً ، وقد وقع ذقنه على صدره ، فيأمر الله تبارك وتعالى أبواب السماء فتفتح ثمّ يقول لملائكته : انظرواإلى عبدي ما يصيبه في التقرّب إلَيَّ بما لم أفرض عليه راجياً منّي لثلاث خصال : ذنب أغفره ، أو توبة اُجدّدها له ، أو رزق أزيده فيه ، اُشهدكم ملائكتي أنّي قد جمعتهنّ له» (٤) .

- ٣٤٨ -

باب العلّة التي من أجلها ينبغي للرجل

إذا صلّى بالليل أن يرفع صوته

[ ٧٣٧ / ١ ] أبي (٥) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : حال القنوت أو العبادة أو مطلقاً ، وليس فيه أنّه يعيد لهما حتّى ينافي الإخلاص ، فإنّهما مطلوبان وإن كانت العبادة لهما منافية لإخلاص المقرّبين. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٩.

(٣) أورده الكليني في الكافي ٣ : ٤٤٤ / ١١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٤٩ / ٢٤ .

(٤) ذكره المصنّف في ثواب الأعمال : ٦٤ / ٧ ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢١ / ٤٦٠ ، وابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : ٢٤٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٨٧ : ١٤٨ ، ذيل الحديث ٢٢.

(٥) في «س» : حدّثنا أبي.

٣٠٩

محمّد بن خالد ، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم أنّه سأل أباعبدالله عليه‌السلام عن الرجل يقوم في آخر الليل يرفع (١) صوته بالقراءة ؟ قال (٢) : «ينبغي للرجل إذا صلّى بالليل أن يسمع أهله لكي يقوم النائم ويتحرّك المتحرّك» (٣) .

- ٣٤٩ -

باب العلّة التي من أجلها مدح الله عزوجل

المستغفرين بالأسحار

[ ٧٣٨ / ١ ] أبي (٤) رحمه‌الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في قول الله عزوجل : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٥) قال : «كانوا يستغفرون الله في آخر الوتر في آخر الليل سبعين مرّة» (٦) .

[ ٧٣٩ / ٢ ] أبي (٧) رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن

__________________

(١) في «ش ، ل ، ن» : فيرفع.

(٢) في «ش ، ل» : فقال.

(٣) أورده الشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٢٤ / ٤٧٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٨٥ : ٧٩ / ١٨ ، و٨٧ : ٢٠٩ / ٢١.

(٤) في «س» : حدّثنا أبي.

(٥) سورة الذاريات ٥١ : ١٨.

(٦) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٨٩ / ٤٠٥ ، وأورد نحوه البرقي في المحاسن١ : ١٢٦ / ١٤٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في البحار ٨٧ : ٢٠٧ ، ذيل الحديث١٩ .

(٧) في «س» : حدّثنا أبي.

٣١٠

عبدالله بن مسكان ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «استغفر الله في الوتر سبعين مرّة تنصب يدك اليسرى وتعدّ باليمنى» (١) .

[ ٧٤٠ / ٣ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي ، عن أحمد ابن عبد العزيزالرازي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام ، قال : كان إذا استوى من الركوع في آخر ركعته (٢) من الوتر قال : «اللّهمّ إنّك قلت في كتابك المنزل : ( كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *‏ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٣) طال والله هجوعي (٤) وقلّ قيامي ، وهذا السحر وأنا أستغفرك لذنوبي استغفار مَنْ لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولاحياةً ولا نشوراً»ثمّ يخرّ ساجداً (٥) .

[ ٧٤١ / ٤ ] حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن جدّه الحسن بن عليّ ، عن العبّاس بن عامر ، عن جابر ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «( تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) (٦) ، لعلّك ترى أنّ القوم لم يكونوا

__________________

(١) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٨٩ / ١٤٠٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ٢٠٧ - ٢٠٨ / ٢٠.

(٢) في «ج ، ح ، ع» : ركعة. وفي «ل» نسخة بدل.

(٣) سورة الذاريات ٥١ : ١٧ و١٨.

(٤) ورد في هامش «ج ، ل» : الهجوع والتهجاع : النوم ليلاً. القاموس المحيط ٣ : ١٢٩.

(٥) أورده الكليني في الكافي ٣ : ٣٢٥ / ١٦ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ١٣٢ / ٥٠٨ باختلاف ، ونقله المجلسي عن العلل في البحار ٨٧ : ٢٠٨ ، ذيل الحديث ٢٠.

(٦) سورة السجدة ٣٢ : ١٦.

٣١١

ينامون» ، قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : فقال : «لابُدّ لهذا البدن أن تريحه حتّى يخرج نَفَسه ، فإذا خرج النفس استراح البدن ورجع الروح فيه قوّةً على العمل ، فإنّما ذكرهم : ( تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) اُنزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام وأتباعه من شيعتنا ينامون في أوّل الليل ، فإذا ذهب ثلثا الليل أو ماشاء الله فزعوا إلى ربّهم راغبين مرهبين طامعين فيما عنده ، فذكرهم الله في كتابه ، فأخبرك الله بما أعطاهم أنّه أسكنهم في جواره وأدخلهم (١) جنّتهوآمن خوفهم وأذهب رعبهم».

قال : قلت : جُعلت فداك ، إن أنا قمتُ في آخر الليل أيّ شيء أقول إذاقمتُ ؟

قال : «قُل : الحمد لله ربّ العالمين ، وإله المرسلين ، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويبعث مَنْ في القبور ، فإنّك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشيطانووسواسه إن شاء الله» (٢) .

- ٣٥٠ -

باب العلّة التي من أجلها صار المتهجّدون بالليل

أحسن الناس وجهاً في النهار

[ ٧٤٢ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن

__________________

(١) في المطبوع زيادة : في.

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٤٨١ / ١٣٩١ باختلاف ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٧ : ١٥١ ، ذيل الحديث ٢٦.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

٣١٢

يزيد ، عن إسماعيل بن موسى ، عن أخيه عليّ بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال : «سئل عليّ بن الحسين عليه‌السلام : ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجهاً ؟ قال : لأنّهم خلوا بالله عزوجل ، فكساهم الله من نوره» (١) .

- ٣٥١ -

باب علّة تسبيح فاطمة عليها‌السلام

[ ٧٤٣ / ١ ] حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن الحسين السكري ، قال : حدّثنا الحكم بن أسلم ، قال : حدّثنا ابن عليّة ، عن الحريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن عليٍّ عليه‌السلام أنّه قال لرجل من بني سعد : «ألا اُحدّثك عنّي وعن فاطمة أنّها كانت عندي وكانت من أحبّ أهله إليه ، وأنّها استقت بالقِربة حتّى أثّر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتّى مجلت (٢) يداها ، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتّى دكنت ثيابها (٣) ، فأصابها من ذلك ضرر

__________________

(١) ذكره المصنّف في العيون ١ : ٣٨٥ / ٢٨ ، الباب ٢٨ ، وأورده الشيخ الطوسي في الأمالي : ٦٨٢ / ١٤٥٢ بسند آخر ، ونقله المجلسي عن العلل والعيون في بحار الأنوار ٨٧ : ١٥٩ / ٤٨ .

(٢) ورد في هامش «ج ، ل» : يقال : مجلت يده تمجل مجلاً إذا ثخن جلدها وتعجّر وظهر فيهاما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة. ومنه حديث فاطمة أنّها شكت إلى عليٍّ مجل يديها من الطحن. النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ : ٢٥٦ / مجل.

(٣) ورد في هامش «ج ، ل» : في حديث فاطمة أنّها أوقدت القدر حتّى دكنت ثيابها ،

٣١٣

شديد ، فقلت لها : لوأتيتِ أباكِ فسألتيه خادماً يكفيكِ حرّ (١) ما أنت فيه من هذا العمل ، فأتت النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدت عنده حُدّاثاً (٢) فاستحت وانصرفت».

قال : «فعلم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّها جاءت لحاجة» ، قال : «فغدا علينا ونحن في لِفاعنا (٣) ، فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثمّ قال : السلام عليكم ، فسكتنا ، ثمّ قال : السلام عليكم ، فخشينا إن لم نردّ عليه (٤) ينصرف ، وقد كان يفعل ذلك يسلّم ثلاثاً ، فإن أُذن له وإلاّ انصرف ، فقلت : وعليك السلام يا رسول الله ، ادخل ، فلم يعد أن جلس عند رؤوسنا ،

__________________

دكن الثوب إذا اتّسخ واغبرّ لونه ، يدكن دكناً. النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ : ١٢٠ / دكن.

وورد أيضاً في هامشهما : الدكنة : لون يُضرب إلى السواد ، وقد دكن الثوب يدكن دكناً.الصحاح ٥ : ٥٣٩ / دكن.

(١) ورد في هامش «ج ، ل» : وفي حديث عليِّ أنّه قال لفاطمة : «لو أتيتِ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألتيه خادماً يقيك حرَّ ما أنتِ فيه من العمل» وفي رواية : «حارَّ ما أنتِ فيه» يعني التعبوالمشقّة من خدمة البيت ؛ لأنّ الحرارة مقرونة بهما ، كما أنّ البرد مقرون بالراحةوالسكون . والحارّ : الشاقّ المتعب. النهاية في غريب الحديث والأثر ١ : ٣٥٠ / حرر.

(٢) ورد في هامش «ج ، ل» : في حديث فاطمة أنّها جاءت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدت عنده حُدّاثاً ، أي جماعة يتحدّثون ، وهو جمع على غير قياس ؛ حملاً على نظيره ، نحوسامر وسُمّار ، فإنّ السمّار المحدّثون. النهاية في غريب الحديث والأثر ١ : ٣٣٧ / حدث.

(٣) في «ح ، ع» : لحافنا.

وورد في حاشية «ج ، ل» : الِلفاع : ثوب يجلّل به الجسد كلّه ، كساءً كان أو غيره ، ومنه حديث عليٍّ وفاطمة : «وقد دَخَلْنا في لِفاعنا» أي لحافنا. النهاية لابن الأثير ٤ : ٢٦١ / لفع.

(٤) في المطبوع زيادة : أن.

٣١٤

فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتكِ أمس عند محمّد ؟ » قال : «فخشيت إن لم نُجبه أن يقوم» قال : «فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله أُخبرك يا رسول الله ، إنّها استقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها ، وجرّت بالرحى حتّى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيتِ أباكِ فسألتيه خادماً يكفيكِ حرّ ما أنت فيه من هذاالعمل» .

قال : «أفلا اُعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وكبّرا أربعاً وثلاثين» (١) .

قال : «فأخرجت عليها‌السلام رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله ، رضيت عن الله ورسوله ، رضيت عن الله ورسوله» (٢) .

- ٣٥٢ -

باب نوادر علل الصلاة

[ ٧٤٤ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن محمّد بن أسلم الجبلي ، عن صباح الحذّاء ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : سألت أبا الحسن موسى بن

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : على تقدير صحّة الخبر الواو لا يدلّ على الترتيب ، فيمكن حمله على الترتيب المشهور ، أو يخصّ هذا بحالة النوم ، والأظهر الأوّل ؛ لورود الأخبارالكثيرة على الترتيب المشهور. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ذكره المصنّف باختلاف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ٣٢٠ / ٩٤٧ ، وكذا أورده الطبرسي في مكارم الأخلاق ٢ : ٢٨ / ٢٠٦٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٧٦ : ١٩٣ - ١٩٤ / ٦ ، و٨٥ : ٣٢٩ - ٣٣٠ / ٧.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

٣١٥

جعفر عليهما‌السلام عن قوم خرجوا في سفر لهم ، فلمّا انتهوا إلى الموضع الذي يجب عليهم فيه التقصير قصّروا ، فلمّا أن صاروا على رأس فرسخين أوثلاثة أو أربعة فراسخ تخلّف عنهم رجل لا يستقيم لهم السفر إلاّ بمجيئه إليهم ، فأقاموا على ذلك أيّاماً لا يدرون هل يمضون في سفرهم أوينصرفون ، هل ينبغي لهم أن يتمّوا الصلاة أو يقيموا على تقصيرهم ؟

فقال : «إن كانوا بلغوا مسيرة (١) أربعة فراسخ ، فليقيموا على تقصيرهم أقاموا أم انصرفوا ، وإن ساروا أقلّ من أربعة فراسخ ، فليتمّوا الصلاة ما أقاموا ، فإذا مضوا فليقصّروا».

ثمّ قال عليه‌السلام : «وهل تدري كيف صارت هكذا ؟ » قلت : لا أدري.

قال : «لأنّ التقصير في بريدين ، ولا يكون التقصير في أقلّ من ذلك ، فلمّا كانوا قد ساروا بريداً وأرادوا أن ينصرفوا بريداً ، كانوا قد ساروا سفر التقصير ، وإن كانوا قد ساروا أقلّ من ذلك لم يكن لهم إلاّ إتمام الصلاة».

قلت : أليس قد بلغوا الموضع الذي لا يسمعون فيه أذان مصرهم الذي خرجوا منه ؟

قال : «بلى ، إنّما قصّروا في ذلك الموضع ؛ لأنّهم لم يشكّوا في سيرهم ، وأنّ السير سيجدّ بهم في السفر ، فلمّا جاءت العلّة في مقامهم

__________________

(١) ورد في هامش «ج ، ل» : والحاصل : أنّ منتظر الرفقة متى كان في محلٍّ يسمع فيه أذان بلده أو يرى جداره يتمّ مطلقاً ؛ لعدم شرط القصر ، وبعد تجاوزه يقصّر ، إلاّ أن يكون قبل بلوغ مسافة ويعلّق سفره عليها ، ولا يعلم ولا يظنّ مجيئها ، كما مرّ ، فإنّه يتمّ حينئذ ؛ لرجوعه عن الجزم بالسفر إن كان الانتظار طارئاً ، ولو كان ذلك في نيّته من أوّل السفر بقي على التمام إلى أن يجدّد السفر بعد مجيئها. شرح الإرشاد (روض الجنان في شرح الإرشاد)٢ : ١٠٤٧.

٣١٦

دون البريد ، صاروا هكذا» (١) .

[ ٧٤٥ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي المغراء حميد بن المثنّى العجلي ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لولا نوم الصبي وعلّة الضعيف لأخّرت العتمة إلى ثُلث الليل» (٢) .

[ ٧٤٦ / ٣ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، وعليّ بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، قال : حدّثنا العبّاس بن سعيد الأزرق ، قال : حدّثنا سويد بن سعيد الأنباري ، عن محمّد بن عثمان الجمحي ، عن الحكم بن أبان ، عن عِكرمة ، قال : قلت لابن عبّاس : أخبرني لأيّ شيء حُذف من الأذان : حيّ على خير العمل ؟ قال : أراد عمر بذلك أن لا يتّكل الناس على الصلاة ويدعوا الجهاد ، فلذلك حذفها من الأذان (٣) .

[ ٧٤٧ / ٤ ] حدّثنا عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدّثني محمّد بن أبي عمير أنّه سأل أبا الحسن عليه‌السلام عن حيّ على خير العمل لِمَ تُركت من الأذان ؟

__________________

(١) أورده البرقي في المحاسن ٢ : ٢٧ / ١١٠٠ ، والكليني في الكافي ٣ : ٤٣٣ / ٥ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٩ : ٦١ - ٦٢ / ٣٠.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٣ : ٦٦ / ٣٣.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ١٤٠ ، ذيل الحديث ٣٤.

٣١٧

فقال : «تريد العلّة الظاهرة أو الباطنة ؟ » قلت : أُريدهما جميعاً.

فقال : «أمّا العلّة الظاهرة : فلئلاّ يدع الناس الجهاد اتّكالاً على الصلاة ، وأمّاالباطنة : فإنّ خير العمل الولاية ، فأراد مَنْ أمر بترك حيّ على خير العمل من الأذان أن لا يقع حثٌّ عليها ودعاء إليها» (١) .

[ ٧٤٨ / ٥ ] حدّثنا عليّ بن عبدالله الورّاق ، وعليّ بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني ، قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا العبّاس بن سعيد الأزرق ، قال : حدّثنا أبو بصير عيسى بن مهران ، عن الحسن بن عبد الوهّاب ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «أتدري ماتفسير حيّ على خير العمل ؟ » قال : قلت : لا ، قال : «دعاك إلى البرّ ، أتدري برُّ مَنْ ؟ » قلت : لا ، قال : «دعاك إلى برّ فاطمة ووُلدها عليهم‌السلام » (٢) .

- ٣٥٣ -

باب علّة الزكاة

[ ٧٤٩ / ١ ] أبي (٣) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن يونس ابن عبد الرحمن ، عن مبارك العقرقوفي ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٤ : ١٤٠ / ٣٤.

(٢) ذكره المصنّف في معاني الأخبار : ٤٢ / ٣ ، ونقله ابن طاووس عن الصدوق في فلاح السائل : ٢٦٨ / ١٦٠ ، والمجلسي عن العلل ومعاني الأخبار في بحار الأنوار ٨٤ : ١٤١ / ٣٥.

(٣) في «س» : حدّثنا أبي.

٣١٨

يقول : «إنّما وضعت الزكاة قوتاً للفقراء وتوفيراً (لأموال الأغنياء) (١) » (٢) .

[ ٧٥٠ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ الله عزوجل فرض الزكاة كما فرض الصلاة ، فلو أنّ رجلاً حمل الزكاة فأعطاها علانية لم يكن عليه في ذلك عتب (٣) ، وذلك أنّ الله عزوجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يكتفون به ، ولو علم الله أنّ الذي فرض لهم لم يكفهم لزادهم ، فإنّما يؤتى الفقراء فيما أُوتوا (٤) مِن منع

__________________

(١) بدل ما بين القوسين في «ج ، ش ، ع ، ل» : لأموالهم. وفي حاشية «ج ، ل» : أي الأغنياء ، ويؤيّده ما في النسخ الصحيحة من الكافي : [ ٤ : ٤٩٨ / ٦ ] لأموالكم ، ولأجل ذلك سُمّيت زكاة ؛ لأنّ الإخراج يزيد المال وينميه ، أو لتطهير النفس من الرذائل ، أو المال من حقوق الفقراء ، أو للجميع كما هو الظاهر من الأخبار. واُتي فلان كعُني : أشرف.(م ت ق رحمه‌الله ).

وأيضاً ورد في حاشيتهما : آتى فلاناً شيئاً : أعطاه إيّاه ، وأُتي عليه الدهر : أهلكه.القاموس المحيط ٤ : ٣١٦.

(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ٤ / ١٥٧٥ ، وأورده البرقي في المحاسن ٢ : ٣٨ / ١١١٩ ، والكليني في الكافي ٣ : ٤٩٨ / ٦ باختلاف يسير في السند ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٨ / ٣٩.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : كما أنّه شُرّعت الصلاة جماعة وعلانية ، ولا يدخل غالباً فيهمارياء ، بخلاف المندوبات منهما ، فإنّ الإخفاء فيهما أفضل ، وفي أكثر نسخ مَنْ لايحضره الفقيه عيب بالياء المنقوطة من تحت ، وعلى نسخة الأصل يمكن أن يقرأ[ العَتَب بالتاء ] محرّكة من العتاب ، أو بكسر العين وإسكان التاء ، أي : كثير عتاب. ويرجع إلى المعنى الأوّل. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : وفي الكافي بدون الواو ، وهو أصوب ، يعني : أنّ ما ينقص من حقوق الفقراء ، ويدخل الظلم عليهم فيما نقص وظلموا ، أو فيما اُعطوا من الله على تقدير الواو ، لا من الفريضة ، أي : من نقصانها ؛ فإنّها بقدر حاجتهم ،

٣١٩

مَن منعهم حقوقهم لا من الفريضة» (١) .

[ ٧٥١ / ٣ ] حدّثنا عليّ بن أحمد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : «إنّ علّة الزكاة من أجل قوت الفقراء ، وتحصين أموال الأغنياء ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى كلّف أهل الصحّة القيام بشأن أهل الزمانة (٢) من البلوى ، كما قال عزوجل : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) (٣) في أموالكم إخراج الزكاة ، وفي أنفسكم توطين النفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نِعم الله عزوجل ، والطمع في الزيادة ، مع ما فيه من الزيادة (٤) والرأفة

__________________

ومنع الحقوق إمّامن المعطين كما هو الغالب ، وإمّا من الآخذين مع عدم الاستحقاق ، فيمكن إدخالهم في المانعين تجوّزاً. (م ت ق رحمه‌الله ).

(١) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ٣ / ١٥٧٤ ، وأورده الكليني في الكافي ٣ : ٤٩٨ / ٧ (باب فرض الزكاة وما يجب في المال من الحقوق) ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩٦ : ١٨ / ٤٠.

(٢) الزمانة : آفة في الحيوانات ، ورجل زَمِن أي مبتلى بيّن الزمانة.

انظر الصحاح ٥ : ٢١٣١ ، ومجمع البحرين ٦ : ٢٦٠ / زمن.

وورد في حاشية «ج ، ل» : الآفة والعاهة والبلوى تفسير لها ، أو تعميم بعد التخصيص ليشمل الفقر والفاقة ، فإنّهم مبتلون بهما ليصبروا عليهما ، ويحصل لهم الأجر والثواب ، كما أنّ الأغنياء مبتلون بالغنى ليشكروا الله على نعمائه ، ومنه إحقاق الحقوق الماليّة ، ليستوجبوا المزيد من الله تعالى في الآخرة والاُولى. (م ت ق رحمه‌الله ).

(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٨٦.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : لقوله عليه‌السلام : «اليد العلياء خير من اليد السفلى» وإن كان ينبغي للمعطي أن يعتقد زيادة الفقير ؛ لأنّه سبب لزيادة أجره ومثوباته. (م ت ق رحمه‌الله ).

٣٢٠