جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المحقق: أبو عاصم حسن بن عبّاس بن قطب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥
وتسهيل الاخرى فى اختلافهما (سما) |
|
تفىء إلى مع جاء أمّة انزلا |
(وتسهيل الاخرى) أي : تغيير الثانية من الهمزتين (فى اختلافهما) بالتحريك بأن تكون الأولى مفتوحة ، [والثانية مكسورة](١) أو مضمومة أو الأولى مضمومة والثانية مفتوحة [أو مكسورة ، أو الأولى مكسورة والثانية مفتوحة](٢) / (٣) ، ولم يقع في القرآن بعدها مضمومة (سما) إذ قرأ به نافع وابن كثير ، وأبو عمرو ، وحصرها بالتغيير لحصول الثقل بها.
مثال النوع الأول : (حَتَّى (تَفِيءَ إِلى) أَمْرِ اللهِ)(٤) ، ومثال الثاني : (مع (جاءَ أُمَّةً) رَسُولُها)(٥) (انزلا) ،
نشاء أصبنا والسّماء أو ائتنا |
|
فنوعان قل كاليا وكالواو سهّلا |
ومثال الثالث : (لَوْ (نَشاءُ أَصَبْناهُمْ)(٦) ، (و) مثال الرابع : (مِنَ (السَّماءِ أَوِ ائْتِنا) بِعَذابٍ)(٧).
ونوعان منها أبدلا منهما وقل |
|
يشاء إلى كالياء أقيس معدلا |
(فنوعان) من هذه الأربعة ، وهما الأولان (قل كاليا) أولهما (وكالواو) ثانيهما (سهّلا) أي : الهمز أي (٨) : الأخير فيهما بينه وبين حذف حركته جريا على القياس.
(ونوعان منها) وهما الآخران (أبدلا) أي : الياء والواو المحضان (منهما) أي : من (٩) الهمز [الأخير فيهما](١٠) ، الياء في المثال الرابع (١١) ، والواو في المثال الثالث ؛ لتعذر التسهيل فيهما لما / [٤٣ / ك] يلزم فيه من إيلاء الألف
__________________
(١) سقط من د.
(٢) سقط من ز.
(٣) [٢٥ أ / د].
(٤) الحجرات : (٩).
(٥) المؤمنون : (٤٤).
(٦) الأعراف : (١٠٠).
(٧) الأنفال : (٣٢).
(٨) سقط من د ، ز.
(٩) زيادة من ز.
(١٠) في د : من الأخير فهما.
(١١) في ز : الخامس.
المسهل الهاء المفتوحة [عن فتحة](١) ؛ فأبدلت بحرف من جنس حركة ما قبلها (وقل) مثال النوع الخامس (٢)(مَنْ (يَشاءُ إِلى) صِراطٍ)(٣) وتسهيل الأخرى فيه (كالياء أقيس معدلا) من [غيره ، أي](٤) : إنه الجاري على القياس ، وعليه النحاة قاطبة.
وعن أكثر القرّاء تبدل واوها |
|
وكلّ بهمز الكلّ يبدا مفصّلا |
(وعن أكثر القرّاء تبدل) الأخيرة (٥) منه (واوها) محضة مكسورة ، وفيهم من يسهلها (٦) بين الهمزة والواو ، [وكلاهما اتباعا للأثر ، وفرارا من وقوع ياء ساكنه بعد ضمة ، ولم يبال بكسر الواو](٧) ؛ لأنه يختلس [فيخفف ثقله](٨) ، والأربعة الباقون يحققون الهمزتين في الأنواع الخمسة على الأصل (وكلّ) من القراء (بهمز الكلّ) من أنواع المتفقتين والمختلفتين (يبدا مفصّلا) أي : مبينا ، أما من حقق في الوصل فواضح ، وأما غيره ؛ فلزوال سبب التخفيف الذي هو استثقال تلاصق الهمزتين.
والابدال محض والمسهّل بين ما |
|
هو الهمز والحرف الّذى منه أشكلا |
(والابدال) المذكور في هذا الباب ، وغيره حيث أطلق / (٩) (محض) أي : حرف خالص لا يشوبه شيء من رائحة الهمز (والمسهّل) المراد : المجعول حرفا (بين ما هو الهمز و) بين (الحرف الّذى منه أشكلا) أي : حرك ، وهو الألف إن حرك بالفتحة والياء إن حرك بالكسرة ، والواو إن حرك بالضمة.
وقد يراد بالتسهيل : مطلق التخفيف كما تقدم في قوله : (وتسهيل الأخرى) ؛ لكن مقيدا لا مطلقا.
__________________
(١) في ز : غير فتحة ياء.
(٢) في ز : الرابع.
(٣) البقرة : (١٤٢).
(٤) في د : غير.
(٥) في ز : لكن الأخيرة.
(٦) في ك : سهلها.
(٧) سقط من ز.
(٨) في د : فيخف نقله.
(٩) [٢٥ ب / د].
باب الهمز المفرد
إذا سكنت فاء من الفعل همزة |
|
فورش يريها حرف مدّ مبدّلا |
(إذا سكنت) حال كونها (فاء من الفعل همزة فورش يريها حرف مدّ مبدّلا) [لها به](١) ألفا / (٢) بعد الفتحة ، وياء بعد الكسرة ، وواوا بعد الضمة طلبا للخفة ، نحو : (يَأْتُونَ)(٣) ، و (يَأْلَمُونَ)(٤) ، و (ائْتِ)(٥) ، و (ائْتُوا)(٦) ، و (يُؤْمِنُونَ)(٧) ، و (يُؤْتُونَ)(٨) ، (وَأْمُرْ)(٩) ، و (اؤْتُمِنَ)(١٠)(١١).
ويجري (١٢) ذلك في فاء ما تصرف من الفعل ك (مَأْمُونٍ)(١٣) و (مَأْكُولٍ)(١٤)(وَالْمُؤْتُونَ)(١٥) و (الْمُؤْمِنُونَ)(١٦) بخلاف ما إذا لم تكن فاء (١٧) فإنه يحققها ك (اقْرَأْ)(١٨) و (نَبِّئْ)(١٩) و (الرَّأْسُ)(٢٠) و (الْبَأْسَ)(٢١) و (الْبَأْساءِ)(٢٢) / [٤٤ / ك].
سوى جملة الإيواء والواو عنه إن |
|
تفتّح إثر الضّمّ نحو مؤجّلا |
(سوى جملة الإيواء) أي : جميع (٢٣) ما وقع من الألفاظ المتصرفة منه
__________________
(١) في د : الجائية.
(٢) [١٨ أ / ز].
(٣) التوبة : (٥٤).
(٤) النساء : (١٠٤).
(٥) يونس : (١٥).
(٦) الجاثية : (٢٥).
(٧) البقرة : (٣).
(٨) النساء : (٥٣).
(٩) طه : (١٣٢).
(١٠) البقرة : (٢٨٤).
(١١) سقط من ز.
(١٢) في ز : ونحن.
(١٣) المعارج : (٢٨).
(١٤) الفيل : (٥).
(١٥) النساء : (١٦٢).
(١٦) آل عمران : (٢٨).
(١٧) سقط من ك.
(١٨) الإسراء : (١٤).
(١٩) الحجر : (٤٩).
(٢٠) مريم : (٤).
(٢١) الأحزاب : (١٨).
(٢٢) البقرة : (١٧٧).
(٢٣) سقط من ك.
نحو : (تُؤْوِي)(١) ، و (تُؤْوِيهِ)(٢) ، و (الْمَأْوى)(٣) ، (وَمَأْواهُ)(٤) و (مَأْواهُمْ)(٥) فإنه لا يبدل فيها ، بل يحققها لما يلزم منه في الأولين من زيادة الثقل باجتماع واوين قبلهما ضمة ، [وطردا للباب](٦) في الباقي ، مع ما فيه أيضا من اجتماع ثلاث من حروف العلة ، وذلك لم يقع إلا في واوي.
(والواو) ترى بدل الهمز الذي هو فاء (عنه) أي : عن ورش (إن تفتّح) الهمز (٧) (إثر الضّمّ) طلبا للخفة ، والتسهيل فيها متعذر لما تقدم في (نَشاءُ أَصَبْناهُمْ)(٨) (نحو (مُؤَجَّلاً)(٩)) و (يُؤَيِّدُ)(١٠) و (يُؤَخِّرَ)(١١) و (يُؤَلِّفُ)(١٢)(وَالْمُؤَلَّفَةِ)(١٣) فإن لم تكن فاء ك (سؤال) و (فُؤادُ)(١٤)(وَلُؤْلُؤاً)(١٥) ، ولم تفتح ك (يؤد) و (تَؤُزُّهُمْ)(١٦) / (١٧) ، أو لم تلي الضم ك (١٨)(تَأَذَّنَ)(١٩) و (فَأْذَنْ)(٢٠) حققه ، ولم يبدله.
ويبدل للسّوسي كلّ مسكّن |
|
من الهمز مدّا غير مجزوم اهملا |
(ويبدل للسّوسيّ كلّ مسكّن من الهمز) فاء أو عينا أو لاما (مدّا) طلبا للخفة ، وخصه دون المتحرك إما لأنه أثقل كما هو أحد القولين ، ووجهه أنه لا يخرج إلا مع حبس (٢١) النفس ؛ لعدم حركة تعينه على الخروج ، ولذلك (٢٢) يصعب بيانه على كثير حال الوقف ، وإما لأنه أخف كما هو
__________________
(١) الأحزاب : (٥١).
(٢) المعارج : (١٣).
(٣) السجدة : (١٩).
(٤) آل عمران : (١٦٢).
(٥) آل عمران : (١٩٧).
(٦) في د : وطرد الباب.
(٧) سقط من ك.
(٨) الأعراف : (١٠٠).
(٩) آل عمران : (١٤٥).
(١٠) آل عمران : (١٣).
(١١) المنافقون : (١١).
(١٢) النور : (٤٣).
(١٣) التوبة : (٦٠).
(١٤) القصص : (١٠).
(١٥) الحج : (٢٣).
(١٦) مريم : (٨٣).
(١٧) [٢٦ أ / د].
(١٨) في د : نحو.
(١٩) الأعراف : (١٦٧).
(٢٠) النور : (٦٢).
(٢١) في د : جنس. وسقط من ز.
(٢٢) في ك : وكذلك.
القول الأخير ؛ لأنه لفظ بصوت واحد ، والمتحرك بصوتين له وللحركة ، فجرى (١) فيه التحقيق على متن واحد (غير) همز (مجزوم اهملا) من الإبدال للسوسي.
وذلك في تسعة عشر كلمة :
تسوء ونشأ ست وعشر يشأ ومع |
|
يهيّئ وننسأها ينبّأ تكمّلا |
(تسؤهم (٢) في «آل عمران» و «براءة» ، و (تَسُؤْكُمْ)(٣) في «المائدة» ، (ونشأ) بالنون في «الشعراء» : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ)(٤) ، وفي «سبأ» : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ)(٥) ، وفي «يس» (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ)(٦) فهذه (ست) (وعشر يشأ) بالتحتية : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ)(٧) في «النساء» و «الأنعام» و «إبراهيم» و «فاطر» (٨) ، [و (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ)(٩)](١٠)(وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ)(١١) ب «الأنعام» و (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ)(١٢) و (إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ)(١٣) ب «الإسراء» (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ)(١٤) و (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ)(١٥) في «شورى».
وهيّئ وأنبئهم ونبّئ بأربع |
|
وأرجئ معا واقرأ ثلاثا فحصّلا |
(ومع (يُهَيِّئْ) لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ)(١٦) في «الكهف» (وننسأها) في «البقرة» (يُنَبَّأْ) بِما فِي صُحُفِ مُوسى)(١٧) ب «النجم» ، وبهذه / [٤٥ / ك] (تكمّلا) العدد.
__________________
(١) في ك : فقوي.
(٢) آل عمران : (١٢٠) ، التوبة : (٥٠).
(٣) المائدة : (١٠١).
(٤) الشعراء : (٤).
(٥) سبأ : (٩).
(٦) يس : (٤٣).
(٧) النساء : (١٣٣) ، الأنعام : (١٣٣) ، إبراهيم : (١٩) ، فاطر : (١٦).
(٨) سقط من د.
(٩) الأنعام : (٣٩).
(١٠) سقط من ك.
(١١) الأنعام : (٣٩).
(١٢) الإسراء : (٥٤).
(١٣) الإسراء : (٥٤).
(١٤) الشورى : (٢٤).
(١٥) الشورى : (٣٣).
(١٦) الكهف : (١٦).
(١٧) النجم : (٣٦).
ووجه استثناء هذه الألفاظ أن السكون فيها عارض فلم يعتد به. (و) غير إحدى عشرة كلمة سكونها بناء فلا تبدل له أيضا ، وهي : (هَيِّئْ) لَنا مِنْ أَمْرِنا)(١) في «الكهف» (و (أَنْبِئْهُمْ) بِأَسْمائِهِمْ)(٢) في «البقرة» (ونبّئ بأربع) آيات : (نَبِّئْ عِبادِي)(٣) ، (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ)(٤) في «الحجر» ، و (نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ)(٥) / (٦) في «يوسف» ، (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ)(٧) في «القمر».
(وأرجي) (٨) و (أَرْجِهْ وَأَخاهُ)(٩) في «الأعراف» و «الشعراء» / (١٠) (معا واقرأ ثلاثا) (اقْرَأْ كِتابَكَ)(١١) في «الإسراء» ، واثنان في «العلق» (١٢) (فحصّلا).
ووجه استثناء هذه أيضا : الحمل على المجزوم لمؤاخاته له.
وتؤوى وتؤويه أخفّ بهمزه |
|
ورئيا بترك الهمز يشبه الامتلا |
(و) غير قوله تعالى : (تُؤْوِي) إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ)(١٣)(وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) (١٣) (١٤) فلا يبدلان له أيضا ، ووجه استثنائهما أن كلّا منهما (أخفّ بهمزه) منه بالإبدال لما فيه من وقوع واو ساكنة بعد ضمة ، وقبل واو مكسورة.
(و) غير قوله تعالى : (رئيا) (١٥) في «مريم» فلا يبدل له أيضا ، ووجه استثنائه [أنه (بترك](١٦) الهمز) ووجود الإبدال اللازم (١٧) عند (١٨)
__________________
(١) الكهف : (١٠).
(٢) البقرة : (٣٣).
(٣) الحجر : (٤٩).
(٤) الحجر : (٥١).
(٥) يوسف : (٣٦).
(٦) [١٨ ب / ز].
(٧) القمر : (٢٨).
(٨) سقط من ك.
(٩) الأعراف : (١١١) ، الشعراء : (٣٦).
(١٠) [٢٦ ب / د].
(١١) الإسراء : (١٤).
(١٢) العلق : (١ ، ٣).
(١٣) الأحزاب : (٥١).
(١٤) المعارج : (١٣).
(١٥) مريم : (٧٤).
(١٦) في د : أن ترك.
(١٧) في د : اللام.
(١٨) في ز : عنه.
الإدغام (يشبه) في اللفظ الري بمعنى : (الامتلا) من الماء فيلتبس (١) فأبقي على الهمز ، ليدل على معناه ، من الرواء والمنظر ، وقد قرأ قالون ، وابن ذكوان بالإبدال ، والإدغام على إرادة معنى الامتلاء اللازم عنه النضارة ، وحسن البشرة.
ومؤصدة أوصدت يشبه كلّه |
|
تخيّره أهل الأداء معلّلا |
(و) غير (مؤصدة) في الموضعين فلا يبدل له أيضا ، ووجه استثنائه أن فيه لغتين : «آصدت» ك «آمنت» ، و «أوصدت» ك «أوفيت» فإبدال «آصدت» على اللغة الأولى (أوصدت يشبه) الذي هو اللغة الثانية فيؤدي إلى التباس إحدى اللغتين بالأخرى ، فترك ، وعلى (٢) هذا من دقيق التعليل ، ولطيفه ، ولما تمت المستثنيات المتفق عليها قال : (كلّه) أي : كل ما ذكر من المستثنيات (تخيّره أهل الأداء) للهمز (معلّلا) بما ذكره من العلل.
وبارئكم بالهمز حال سكونه |
|
وقال ابن غلبون بياء تبدّلا |
(و (بارِئِكُمْ)) في الموضعين (٣) يقرأ / [٤٦ / ك] للسوسي (بالهمز) لا بالإبدال (٤) (حال سكونه) الذي يقرأ به هو ووجه استثنائه (٥) أن أصله الحركة ، وإنما سكن لعارض التخفيف ، فلم يعتد به كالمجزوم (٦) (وقال ابن غلبون) بل هو للسوسي (بياء تبدّلا) إجراء / (٧) له مجرى ما أصله السكون ، والفرق على هذا بينه وبين المجزوم أن ذاك لعامل فكان (٨) أقوى ، والمبني محمول عليه ، وهذا المجرد التخفيف.
ووالاه فى بئر وفى بئس ورشهم |
|
وفى الذّئب ورش والكسائى فأبدلا |
(ووالاه) أي : تابع السوسي في الإبدال (فى بئر وفى بئس) وفي (٩) بئسما
__________________
(١) في ك : فيلبس.
(٢) سقط من ز.
(٣) الموضعان في البقرة : (٥٤).
(٤) في د : الإبدال.
(٥) في د : استثناء.
(٦) سقط من د.
(٧) [٢٧ أ / د].
(٨) في د : فذاك.
(٩) في د : و.
(ورشهم و) تابعه أيضا (فى الذّئب ورش والكسائى فأبدلا) همزه ياء طلبا للخفة في الجميع ، والتخصيص بها اتباعا للأثر ، وتابع (١) السوسي أيضا.
وفى لؤلؤ فى العرف والنّكر شعبة |
|
ويألتكم الدّوري والابدال (ي) جتلا |
(وفى لؤلؤ فى) حال (العرف) ب «أل» (و) حال (النّكر) (٢) بإسقاطها معا (شعبة) فأبدل همزه الأول واوا تخفيفا لثقله ، باجتماع همزتين.
(و) لا (يألتكم) (٣) من : «ألت يألت» قرأه (الدّورى) بالهمز (والابدال) فيه ألفا للسوسي (يجتلا) على أصله السابق ، والباقون قرءوا : (يَلِتْكُمْ) من : «لات يليت» ، أو «ولت يلت».
وورش لئلّا والنّسئ بيائه |
|
وأدغم فى ياء النّسئ فثقّلا |
(وورش) قرأ (لئلّا) حيث وقع بالياء [بدلا من](٤) الهمز ، لكونه كالفاء في وقوعه ، [أولا لأنه](٥) همز : «إن» المصدرية مع رسمه بالياء ، ولم يفعل ذلك في نحو : (مِائَةَ)(٦) و (الخاطئة) ؛ لتأخره ، فلم يشبه الفاء ، ولا في نحو : «بان» / (٧) و «لان» لعدم رسمه بها (و) قرأ ورش أيضا (النّسئ بيائه) بدلا من الهمز تخفيفا (وأدغم) الياء المبدلة (فى ياء النّسئ) الساكنة قبل (فثقّلا) لاجتماع المثلين ، ولم يفعل ذلك في غير (النَّسِيءُ)(٨) ك (بَرِيءٌ)(٩) و (خَطِيئَةً)(١٠) ، و (هَنِيئاً)(١١) و (مَرِيئاً)(١٢) اتباعا للأثر.
وورش لئلّا والنّسئ بيائه |
|
وأدغم فى ياء النّسئ فثقّلا |
(وإبدال أخرى الهمزتين) أي : الأخيرة منهما (لكلّهم) أي : القراء ، وكذا النحاة (إذا سكنت) الأخيرة (عزم) لا بد منه لتأكد الاستثقال ، إذ لا
__________________
(١) في ك : تابع.
(٢) في د : النكرة.
(٣) الحجرات : (١٤).
(٤) في ز : بدل.
(٥) في د : أو لأنه.
(٦) البقرة : (٢٥٩).
(٧) [١٩ أ / ز].
(٨) التوبة : (٣٧).
(٩) الأنعام : (١٩).
(١٠) النساء : (١١٢).
(١١) الطور : (١٩).
(١٢) النساء : (٤).
تنفصل بحال مع (١) خلاف المتحرك مع تعذر التسهيل ، ثم إبدالها بياء (٢) من / [٤٧ / ك] جنس حركة ما قبلها ، فتبدل ألفا بعد الفتح (كآدم) والأصل : «أأدم» ؛ لأنه أفعل من : أديم الأرض ، أو الأدمة ، وياء بعد الكسر كإيمان ، وإيتاء ، والأصل «إإمان» ، و «إإتاء» واوا بعد الضم ك (أُوتُوا)(٣) و (أُوذِينا)(٤) [والأصل : «أؤوتوا» «وأؤذينا»](٥) ، ومثل الناظم له بقوله : (أوهلا) ، وإن لم يقع في القرآن ؛ ليتم به البيت.
__________________
(١) سقط من ز.
(٢) في ز : بمد.
(٣) البقرة : (١٠١).
(٤) الأعراف : (١٢٩).
(٥) سقط من ز.
باب / (١) نقل حركة الهمزة إلى السّاكن قبلها
[وحرّك لورش كلّ ساكن اخر |
|
صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا] |
الذي يليه أول كلمة أخرى (واحذفه) أي : الهمز بعد نقل حركته إلى الساكن المذكور (مسهلا) [أي : طالبا](٢) للتسهيل ، أي : التخفيف بذلك لما في الهمز من الثقل نحو (٣) : (قَدْ أَفْلَحَ)(٤)(قُلْ إِي وَرَبِّي)(٥)(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ)(٦) ، ومن الساكن التنوين نحو : (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ)(٧)(طَعامٌ إِلَّا)(٨) ، ومن الآخر : لام التعريف بدليل سماع الوقف عليها عن العرب نحو : (الْأَرْضِ)(٩)(الْأُولى)(١٠) ، ومن الصحيح الياء والواو الساكن ما قبلهما (١١) نحو : (ابْنَيْ آدَمَ)(١٢)(خَلَوْا إِلى)(١٣)(وَلَوْ أَنَّهُمْ)(١٤) بخلاف ما قبلهما حركة مجانسة ، فلا ينقل إليهما كالألف نحو : (فِي أَنْفُسِكُمْ)(١٥)(قالُوا آمَنَّا)(١٦)(إِلَّا أَنَّهُمْ)(١٧) ، وبخلاف الآخر المتحرك ؛ لأنه لا يقبل حركة غيره إلا بعد سلب حركته ، وذلك غير سهل ، وبخلاف الساكن غير الآخر.
وعن حمزة فى الوقف خلف وعنده |
|
روى خلف فى الوصل سكتا مقلّلا |
(وعن حمزة فى) حال (الوقف خلف) في الساكن الآخر الصحيح ، روي عنه أنه [كان لا يخفف](١٨) الهمز بعده ، ولا ينقل (١٩) حركته إليه ، وروي
__________________
(١) [٢٧ ب / د].
(٢) في د : طلبا.
(٣) سقط من ز.
(٤) المؤمنون : (١).
(٥) يونس : (٥٣).
(٦) الجن : (١).
(٧) القلم : (٤٣).
(٨) الحاقة : (٣٦).
(٩) البقرة : (١١).
(١٠) القصص : (٤٣).
(١١) في ك : قبلها.
(١٢) المائدة : (٢٧).
(١٣) البقرة : (١٤).
(١٤) البقرة : (١٠٣).
(١٥) البقرة : (٢٣٥).
(١٦) البقرة : (١٤).
(١٧) التوبة : (٥٤).
(١٨) في د ، ز : لا يحقق.
(١٩) في د ، ز : نقل.
عنه (١) أنه كان يخففه (٢) بنقل حركته إليه ، ووجه تخصيصه بالوقف على هذا تأكيد الثقل فيه حال التعب (٣) وكلال النفس ، (وعنده) أي : عند الساكن المذكور (روى خلف) عن حمزة (فى) حال (الوصل سكتا مقلّلا) لنستعين به على إخراج الهمز لصعوبته ، وبعد مخرجه ، وخصه بالساكن ؛ لتأهله للوقف عليه دون غيره ، وبالصحيح لحصول الاستعانة بما في غيره من المد / [٤٨ / ك].
ويسكت فى شيء وشيئا وبعضهم |
|
لدى اللّام للتّعريف عن حمزة تلا |
(ويسكت) أي : خلف عن حمزة (فى) الوصل على الياء في (٤) (شيء وشيئا) أيضا إلحاقا لهما بما تقدم ؛ لكثرة دورهما ، وخلاد يترك السكت عنه في جميع ما ذكر (وبعضهم لدى اللّام للتّعريف عن حمزة) من جهة خلف وخلاد معا (تلا) بالسكت.
وشيء وشيئا لم يزد ولنافع |
|
لدى يونس آلآن بالنّقل نقّلا |
(و) كذا (شيء وشيئا لم يزد) على هذه الثلاثة / (٥) ، وترك السكت (٦) فيما عداها ؛ فحصل عن حمزة طريقان (ولنافع لدى) سورة (يونس (آلْآنَ)) في الموضعين : قبل (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ)(٧) وقبل (وَقَدْ عَصَيْتَ)(٨) / (٩) (بالنّقل نقّلا) من طريق ورش وقالون معا أما ورش فعلى أصله [في النقل](١٠) ، وأما قالون فلما فيه من الثقل باجتماع همزتين ومدتين فخفف بحذف إحدى الهمزتين.
وقل عادا الأولى بإسكان لامه |
|
وتنوينه بالكسر (ك) اسيه (ظ) لّلا |
(وقل) قوله تعالى : (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ (عاداً الْأُولى)(١١) بإسكان لامه) المعرفة
__________________
(١) سقط من ز ، ك.
(٢) في ز : يحققه.
(٣) في د ، ز : النعت.
(٤) في د ، ز : من.
(٥) [٢٨ أ / د].
(٦) سقط من ز.
(٧) يونس : (٥١).
(٨) يونس : (٩١).
(٩) [١٩ ب / ز].
(١٠) زيادة من ز.
(١١) النجم : (٥٠).
(وتنوينه) أي : (عاداً) (بالكسر) لالتقاء الساكنين ، الذي هو قراءة ابن عامر ، والكوفيين ، وابن كثير (كاسيه ظلّلا) إذ جاء به على الأصل من عدم النقل ، وعلى اللغة الفاشية من كسر التنوين ؛ لملاقاة الساكن.
وأدغم باقيهم وبالنّقل وصلهم |
|
وبدءهمو والبدء بالأصل فضّلا |
(وأدغم) التنوين في اللام (باقيهم) أي : نافع وأبو عمرو طلبا للخفة (و) على الإدغام يكون (بالنّقل) (١) لحركة الهمزة إلى اللام (وصلهم وبدءهم) بالأولى مبالغة في التخفيف (والبدء بالأصل) وهو سكون اللام ، وتخفيف الهمزة بلا نقل (فضّلا) في وجه آخر.
لقالون والبصرى وتهمز واوه |
|
لقالون حال النّقل بدءا وموصلا |
(لقالون و) أبي عمرو (البصرى) على النقل السابق عنهما فيه ، ولا يأتي ذلك عنهما في الوصل ، ولا عن ورش مطلقا (وتهمز واوه) إبدالا في وجه ثالث (لقالون حال النّقل) لحركة الهمزة إلى اللام (بدءا وموصلا) فيقال : في البدء «والؤلى» بضم اللام ثم همزة ساكنة ، وفي الوصل (عادا لولى) كذلك مع تشديد اللام.
وتبدا بهمز الوصل فى النّقل كلّه |
|
وإن كنت معتدّا بعارضه فلا |
(وتبدأ) لنافع وأبي عمرو (بهمز الوصل فى النّقل كلّه) كما كان قبل النقل ؛ لعدم الاعتداد بالعارض (٢) / [٤٩ / ك] بما (٣) عرض فيه من الحركة (وإن كنت معتدّا بعارضه فلا) تبدأ بهمز الوصل استغناء عنه بحركة الساكن.
ونقل ردا عن نافع وكتابيه |
|
بالاسكان عن ورش أصحّ تقبّلا |
(ونقل) حركة الهمزة إلى الدال من قوله تعالى : (رِدْءاً يُصَدِّقُنِي)(٤) / (٥) فيصير (ردا) بوزن «معا» و «إلى» ، ورد (عن نافع) من طريق راوييه اتباعا
__________________
(١) في ز ، ك : وبالنقل.
(٢) سقط من ز ، ك.
(٣) في ك : مما.
(٤) القصص : (٣٤).
(٥) [٢٨ ب / د].
للأثر ، وإن كان ليس من أصل قالون مطلقا ولا ورش ؛ لكونه لغير الآخر ، إذ هما في كلمة واحدة ، وقد قيل : إنه أصل لا نقل من قولهم : «أردى على المائة» إذا زاد عليها ، (و (كِتابِيَهْ) * إِنِّي ظَنَنْتُ)(١) (بالاسكان) للهاء وترك النقل (عن ورش أصحّ تقبّلا) من نقل حركة «إني» (٢) إلى الهاء الوارد (٣) عنه ايضا ، ووجهه أنها هاء السكت التي لا تدخل إلا في الوقف ووجودها في الأصل على نيته (٤) ، والوقف لا نقل فيه ، ومن نقل راعى اللفظ ، وصورة الاتصال فيه ، وعلم من تسمية (٥) من ذكر في الباب أنه لا نقل لغيرهم.
__________________
(١) الحاقة : (١٩ ، ٢٠).
(٢) في ز : آنية.
(٣) في د : الواو و.
(٤) في ك : صيغة ولا.
(٥) في ز : تسميته.
باب وقف حمزة وهشام على الهمز
وحمزة عند الوقف سهّل همزه |
|
إذا كان وسطا أو تطرّف منزلا |
(وحمزة عند الوقف سهّل همزه) أي : خففه (١) بما يأتي من وجوه (٢) التخفيف ، فرارا من ثقله ، وهو في الوقف أشد لما تقدم (إذا كان) الهمز (وسطا) أي : حشوا (أو تطرّف منزلا) أما الثاني ؛ فلأنه محل الوقف الناشئ عنه زيادة الثقل ، ومحل التغييرات ، وأما الأول فلقربه منه فأجري مجراه بخلاف ما إذا كان بدأ / (٣) فلا يجري مجراه ؛ لبعده عنه.
فأبدله عنه حرف مدّ مسكّنا |
|
ومن قبله تحريكه قد تنزّلا |
(فأبدله) أي : الهمز في الحالين (عنه) أي : عن حمزة (حرف مدّ) ولين من جنس حركة ما قبله حال كونه (مسكّنا و) حال كونه (من قبله تحريكه قد تنزّلا) ، مثاله في المتوسط : (يَأْلَمُونَ)(٤) و (يَأْتُونَ)(٥) ، و (الذِّئْبُ)(٦) ، (وَبِئْرٍ)(٧) و (يُؤْمِنُونَ)(٨) [وفي المتطرف](٩) : (اقْرَأْ)(١٠) و (يَشاءُ)(١١) ، و (نَبِّئْ)(١٢) ، (وَهَيِّئْ)(١٣).
وليس في القرآن ساكن متطرف بعد ضمة ، وشمل المسكن ما كان أصلا كما مثل ، وما كان عارضا للوقف ، نحو : (بَدَأَ)(١٤) و (أَنْشَأَ)(١٥) و (يُبْدِئُ)(١٦)(وَيُنْشِئُ)(١٧) و (اللُّؤْلُؤُ)(١٨) / [٥٠ / ك] و (إِنِ امْرُؤٌ)(١٩).
__________________
(١) في ز : حفظه.
(٢) في د ، ز : وجوده.
(٣) [٢٠ أ / ز].
(٤) النساء : (١٠٤).
(٥) التوبة : (٥٤).
(٦) يوسف : (١٣).
(٧) الحج : (٤٥).
(٨) البقرة : (٣).
(٩) في ز : ويُوقِنُونَ* في التطرف.
(١٠) الإسراء : (١٤).
(١١) البقرة : (٩٠).
(١٢) الحجر : (٤٩).
(١٣) الكهف : (١٠).
(١٤) العنكبوت : (٢٠).
(١٥) الأنعام : (١٤١).
(١٦) البروج : (١٣).
(١٧) الرعد : (١٢).
(١٨) الرحمن : (٢٢).
(١٩) النساء : (١٧٦).
فإن كان محركا أو ما قبله غير متحرك فله حكم آخر كما قال :
وحرّك به ما قبله متسكّنا |
|
وأسقطه حتّى يرجع اللّفظ أسهلا |
(وحرّك به) أي : بحركة الهمز إذا كان محركا (ما) أي : الذي (قبله) حال كونه ذلك الحرف (متسكّنا) بأن تنقلها إليه صحيحا كان أو حرف لين أو حرف مد ولين ، بخلاف الألف مطلقا ، والواو والياء الزائدتين كما سيأتي.
(وأسقطه) أي : الهمز بعد النقل (حتّى يرجع اللّفظ) بذلك (أسهلا) مما كان لما (١) فيه من الخفة ، مثاله في المتوسط : (يَسْئَلُونَ)(٢) و (يَجْأَرُونَ)(٣) و (مسؤلا) (٤) و (مذؤما) (٥) ، وفي المتطرف (جُزْءاً)(٦) و (مِلْءُ)(٧) و (الْمَرْءِ)(٨) و (الْخَبْءَ)(٩) فيقال : في الوقف : (يسلون) و (يجرون) [و (مسولا) و (مذوما)](١٠) و (جز) و (مل) و (الخب) و (المر) ، فيتعذر (١١) السكون في الوقف غيره في الوصل ، وكذا (شَيْئاً)(١٢)(١٣) ، و (كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)(١٤) ، و (سَوْآتِهِما)(١٥) ، و (شَيْءٍ)(١٦) ، و (السَّيِّئِ)(١٧) ، و (ظَنَّ السَّوْءِ)(١٨) ، و (سِيئَتْ)(١٩) ، و (السُّواى)(٢٠) ، (وَجِيءَ)(٢١) ، و (سِيءَ)(٢٢) ، و (السُّوءَ)(٢٣) ،
__________________
(١) سقط من د.
(٢) البقرة : (٢٧٣).
(٣) المؤمنون : (٦٤).
(٤) الأعراف : (٣٤).
(٥) الأعراف : (١٨).
(٦) البقرة : (٢٦٠).
(٧) آل عمران : (٩١).
(٨) البقرة : (١٠٢).
(٩) النمل : (٢٥).
(١٠) سقط من ك.
(١١) في ك : فيقدر.
(١٢) البقرة : (٤٨).
(١٣) في د : يشاء.
(١٤) آل عمران : (٤٩).
(١٥) الأعراف : (٢٠).
(١٦) البقرة : (١١٣).
(١٧) فاطر : (٤٣).
(١٨) الفتح : (٦).
(١٩) الملك : (٢٧).
(٢٠) الروم : (١٠).
(٢١) الزمر : (٦٩).
(٢٢) هود : (٧٧).
(٢٣) النساء : (١٧).
و (الْمُسِيءُ)(١).
سوى أنّه من بعد ما ألف جرى |
|
يسهّله مهما توسّط مدخلا |
(سوى أنّه من بعد ما ألف جرى) الهمز فلا ينقله حمزة ؛ لعدم إمكان تحريك الألف ؛ بل (يسهّله) بين بين (مهما توسّط مدخلا) نحو : (أَبْنائِكُمُ)(٢) و (شُرَكائِكُمْ)(٣) و (دُعاءً)(٤) و (غُثاءً)(٥).
ويبدله مهما تطرّف مثله |
|
ويقصر أو يمضي على المدّ أطولا |
(ويبدله مهما تطرّف) ألفا (مثله) نحو : (الضَّرَّاءُ)(٦) ، و (السَّرَّاءِ)(٧) و (السَّماءِ)(٨) و (الْماءُ)(٩) [و (أَسْماءٍ)(١٠)](١١) ، و (شاءَ)(١٢) ، و (آناءَ)(١٣)(١٤) ، وحينئذ تلتقي الألفان ، وهما ساكنان ، فيحذف إحداهما (ويقصر) على تقدير أن المحذوف الأولى ؛ لأن الثانية المبدلة من الهمز الساكن لا تمد (أو يمضي على المدّ أطولا) على تقدير أن المحذوفة (١٥) الثانية مع الاعتداد بهمزها.
ويدغم فيه الواو والياء مبدلا |
|
إذا زيدتا من قبل حتّى يفصّلا |
(ويدغم) حمزة (فيه) أي : في الهمز (الواو والياء) الواقعين قبله حال كونه (مبدلا) للهمز واوا وياء (إذا زيدتا من قبل حتّى يفصّلا) أي : يفرق بين الزائد والأصلي ؛ لأن الزائد لا أصل له في الحركة ، فلم يجىء فيه النقل بخلاف الأصلي ، مع تعذر التسهيل ليس / (١٦) فيهما من (١٧) قوة
__________________
(١) غافر : (٥٨) ، وهي في ك : النَّسِيءُ.
(٢) النساء : (٢٣).
(٣) يونس : (٣٤).
(٤) البقرة : (١٧١).
(٥) المؤمنون : (٤١).
(٦) الأعراف : (٩٥).
(٧) آل عمران : (١٣٤).
(٨) البقرة : (١٩) ، وهي سقط من ز.
(٩) البقرة : (٧٤).
(١٠) الأعراف : (٧١).
(١١) زيادة من ز.
(١٢) البقرة : (٢٠).
(١٣) آل عمران : (١١٣).
(١٤) في د : أَفاءَ* ، وفي ز : «رؤف».
(١٥) في د : المحذوف.
(١٦) [٢٩ ب / د].
(١٧) في ز : مع.
المد ما يفصل بين الساكنين كما في الألف ، والحذف (١) لما فيه من الإخلال لعدم الدليل عليه ، مثاله : (قُرُوءٍ)(٢) ، و (خَطِيئَةً)(٣) ، و (بَرِيءٌ)(٤) ، و (النَّسِيءُ)(٥).
ويسمع بعد الكسر والضّمّ همزه |
|
لدى فتحه ياء وواوا محوّلا |
(ويسمع) / [٥١ / ك] (بعد) حركة (الكسر والضّمّ همزه لدى فتحه) أي : الهمز (ياء) راجع إلى ما بعد (٦) الكسر (وواوا) راجع إلى ما بعد الضم (محوّلا) نحو : (خاطِئَةٍ)(٧) ، و (ناشِئَةَ)(٨) ، و (مِائَةَ)(٩) ، و (فِئَةٍ)(١٠) ، [و (يُؤَيِّدُ)(١١) ، و (يُؤَلِّفُ)(١٢)](١٣) ، و (يُؤَخِّرَ)(١٤) ، و (مُؤَجَّلاً)(١٥) ، وإنما خفف بذلك لتعذر النقل بتحريك ما قبله ، والتسهيل بلزوم إيلاء الألف غير فتحة.
وفى غير هذا بين بين ومثله |
|
يقول هشام ما تطرّف مسهلا |
(وفى غير هذا) المذكور / (١٦) من الهمز المتحرك (١٧) بعد حركة ، وهو سبعة أنواع مفتوح بعد مفتوح (١٨) ، ومكسور ، ومضموم بعد كل من الحركات الثلاث ، نحو : (سالتهم) و (خاطيين) ، و (بيس) و (سيلت) ، و (روسكم) ، و (روف) ، و (مستهزون) يسهل (١٩) الهمز (بين) لفظه و (بين) حرف حركته ؛ لأنه القياس ، ولا مانع ، هذا تمام مذهب حمزة في الهمز حال الوقف (ومثله يقول هشام) لكن في (ما تطرّف) فقط دون ما توسط
__________________
(١) في ز : الهمز.
(٢) البقرة : (٢٢٨).
(٣) النساء : (١١٢).
(٤) الأنعام : (١٩).
(٥) التوبة : (٣٧).
(٦) في ز : بعده.
(٧) العلق : (١٦).
(٨) المزمل : (٦).
(٩) البقرة : (٢٥٩).
(١٠) البقرة : (٢٤٩).
(١١) آل عمران : (١٣).
(١٢) النور : (٤٣).
(١٣) آل عمران : (١٤٥).
(١٤) في د ، ز : مؤيد ومؤلف.
(١٥) المنافقون : (١١).
(١٦) [٢٠ ب / ز].
(١٧) في د ، ز : المحرك.
(١٨) في ز : فتحة.
(١٩) في ك : بغير.
لاختصاص الطرف بأنه موضع الاستراحة فيخففه (مسهلا) ، ثم تمم الناظم بفروع ؛ فقال :
ورئيا على إظهاره وادّغامه |
|
وبعض بكسر الها لياء تحوّلا |
(ورئيا) إذا [فعل فيه في](١) الوقف ما تقدم من إبدال الهمزة (٢) ياء ساكنة لسكونه بعد كسر جار (على) وجهين : (إظهاره) فيقال : (وَرِءْياً)(٣) مراعاة للأصل ، وعدم اعتداده بالعارض (وادّغامه) فيقال : «ريّا» مراعاة للفظ حيث اجتمع مثلان ، أولهما ساكن ، وللرسم فإنه لم يكتب إلا بياء واحدة ، ومثله فيما ذكر (تُؤْوِي)(٤) و (تُؤْوِيهِ)(٥) (وبعض) من القراء أخذ (بكسر الها) بدل الضم (لياء) (٦) أي : لأجل ياء (تحوّلا) عن الهمز.
كقولك أنبئهم ونبّئهم وقد |
|
رووا أنّه بالخطّ كان مسهّلا |
(كقولك) قارئا (أَنْبِئْهُمْ) بِأَسْمائِهِمْ)(٧) / (٨)(وَنَبِّئْهُمْ) عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ)(٩) ، (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ)(١٠) ولا رابع لها ، وغير هذا البعض يقرأ بضم [الهاء إبقاء](١١) على الأصل ، والأول راعى اللفظ معتدّا بالعارض (وقد رووا) أي : روى سليم عن حمزة غير ما تقدم عنه (أنّه) أي : الهمز (بالخطّ) أي : بحسب رسم المصحف (كان مسهّلا) حال / [٥٢ / ك] الوقف.
ففى اليا يلى والواو والحذف رسمه |
|
والاخفش بعد الكسر ذا الضّمّ أبدلا |
(ففى اليا يلى و) في (الواو و) في الألف وفي (الحذف) أي : يتبع
__________________
(١) في ز : فصل فيه.
(٢) في د : الهمز.
(٣) مريم : (٧٤).
(٤) الأحزاب : (٥١).
(٥) المعارج : (١٣).
(٦) سقط من د.
(٧) البقرة : (٣٣).
(٨) [٣٠ أ / د].
(٩) الحجر : (٥١).
(١٠) القمر : (٢٨).
(١١) في ك : الياء.
(رسمه) بأن يبدل ما رسم بالياء ك (نِسائِكُمْ)(١) و (أَبْنائِكُمُ)(٢) ، و (مَوْئِلاً)(٣) ياء خالصة ، وما رسم بالواو ك (أَبْناؤُكُمْ)(٤) ، و (نِساؤُكُمْ)(٥) ، و (يَذْرَؤُكُمْ)(٦) واوا خالصة ، وما رسم بالألف ك (سَأَلَ)(٧) و (امْرَأَتَهُ)(٨) و (اشْمَأَزَّتْ)(٩) ألفا خالصة ، ويحذف ما لم يصور بشيء ك (المودة) بوزن : «الموزة» ، و (ريا) و (شيء) ، وكله على غير قياس اتباعا للرسم (والاخفش) الأوسط أبو الحسن تلميذ سيبويه (بعد الكسر) للهمز (ذا الضّمّ) ك (أُنَبِّئُكُمْ)(١٠) و (سَنُقْرِئُكَ)(١١) ، و (يَسْتَهْزِؤُنَ)(١٢) (أبدلا)
بياء وعنه الواو فى عكسه ومن |
|
حكى فيهما كاليا وكالواو أعضلا |
(بياء) خالصة [خلافا لما تقدم من تسهيله](١٣) بينه ، وبين الواو (وعنه) أيضا (الواو) تبدل (فى عكسه) أي : في الهمز المكسور بعد الضم ك (يَسْئَلُونَ)(١٤) ، و (سُئِلَتْ)(١٥) خلاف ما تقدم من تسهيله بينه وبين الياء الذي هو رأي سيبويه في الأمرين ، وخالفه فيهما لما قال : إنه يلزم من الأول وقوع ما كواو ساكنة بعد كسرة ، ومن الثاني ما كياء ساكنة بعد ضمة ، وذلك لا يوجد في كلامهم ، وعورض بأن فيما ذهب إليه وقوع ياء مضمومه بعد كسرة وواو مكسورة بعد ضمة ، وهو مرفوض في كلامهم أيضا (ومن حكى) عن الأخفش (فيهما) أنه جعل الأول مسهلا (كاليا و) الثاني مسهلا (كالواو) فرارا عما عورض / (١٦) به فقد (أعضلا)/ (١٧) أيضا
__________________
(١) البقرة : (١٧٨).
(٢) النساء : (٢٤).
(٣) الكهف : (٥٨).
(٤) النساء : (١١).
(٥) البقرة : (٢٢٣).
(٦) الشورى : (١١).
(٧) المعارج : (١).
(٨) الأعراف : (٨٣).
(٩) الزمر : (٤٥).
(١٠) المائدة : (٦٠).
(١١) الأعلى : (٦).
(١٢) الحجر : (١١).
(١٣) في د ، ك : خلاف ما تقدم من تسهيله بين.
(١٤) البقرة : (٢٧٣).
(١٥) التكوير : (٨).
(١٦) [٢١ أ / ز].
(١٧) [٣٠ ب / د].
أي : أتى بأمر معضل لا خلاص منه ؛ لما فيه من التسهيل بحركة ما قبل الهمز ، وإنما المعهود (١) بحركته هو.
ومستهزءون الحذف فيه ونحوه |
|
وضمّ وكسر قبل قيل وأخملا |
(ومستهزءون الحذف فيه) اتباعا للرسم كما تقدم (ونحوه) مما فيه همز مضموم بعد كسرة ، وبعده واو ساكنة ك (خاطئون) (فَمالِؤُنَ)(٢)(يَسْتَنْبِئُونَكَ)(٣)(لِيُواطِؤُا)(٤) ومعلوم أنه إذا (٥) حذف تبقى فيه الواو ساكنة (وضمّ وكسر) لما (٦) (قبل) كلاهما قد (قيل) الثاني إبقاء لما كان ، وعدم اعتداد بعارض الحذف ، والأول نظرا إلى صورة اللفظ (و) كلا الوجهين قد (أخملا) أي : ضعفا لما في الأول / [٥٣ / ك] من النقل إلى متحرك ، وفي الثاني [من سكون](٧) واو بعد كسرة ، وذلك لا يوجد في كلامهم.
وما فيه يلفى واسطا بزوائد |
|
دخلن عليه فيه وجهان أعملا |
(وما فيه يلفى) الهمز (واسطا) أي : في وسط الكلمة حال كونه (بزوائد دخلن عليه) ، ولو جرد منها كان أولا (فيه وجهان أعملا) التحقيق نظرا للفظ ، وإنما صار كالكلمة الواحدة والتحقيق نظرا للأصل.
كما ها ويا واللّام والبا ونحوها |
|
ولا مات تعريف لمن قد تأمّلا |
(كما) في (ها) التنبيه مع [أولاء وأنتم نحو](٨) : (هؤُلاءِ)(٩)(ها أَنْتُمْ)(١٠) (ويا) النداء مع منادى (١١) أوله همزة ك (يا أَيُّهَا)(١٢)(يا آدَمُ)(١٣)
__________________
(١) في د : المشهود.
(٢) الصافات : (٦٦).
(٣) يونس : (٥٣).
(٤) التوبة : (٣٧).
(٥) زيادة من ز.
(٦) سقط من ك.
(٧) سقط من ك.
(٨) في ز : أولى وأنتم و.
(٩) البقرة : (٣١).
(١٠) آل عمران : (٦٦).
(١١) في ك : المنادى.
(١٢) البقرة : (٢١).
(١٣) البقرة : (٣٣).