شرح الشاطبية

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح الشاطبية

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: أبو عاصم حسن بن عبّاس بن قطب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥

باب البسملة

هي : مصدر بسمل ، إذا قال : [بسم الله] (١).

وبسمل بين السّورتين (ب) سنّة

(ر) جال (ن) موها (د) رية وتحمّلا

(وبسمل بين السّورتين بسنّة رجال نموها) أي : عزوا البسملة ، ونقلوها (درية) أي : دراية (وتحمّلا) أي : رواية (٢) ، وهم : قالون ، والكسائي وعاصم وابن كثير ؛ لورود الأحاديث الصحيحة بها ، ومن عداهم لم يبسملوا ؛ لعدم ثبوتها عندهم قرآنا ، والتحقيق في الأمرين أن القرآن أنزل على سبعة أحرف : مرات ، فنزل في بعضها البسملة ، ولم تنزل في [البعض الآخر](٣) ، فمن قرأ بها ؛ فقد تواترت [٢١ / ك] عنده ؛ لنزولها في حرفه ، ومن لم يقرأ بها لم تنزل في حرفه كقراءة تحتها (٤) و (مِنْ تَحْتِهَا)(٥) فثبت بذلك تواترها ، وانتفى الإشكال في إثباتها ونفيها ، ولو قال المصنف :

وقالون بين السّورتين وعاصم

مع ابن كثير والكسائيّ بسملا

لو فى بالتسمية.

ووصلك بين السّورتين (ف) صاحة

وصل واسكتن (ك) لّ (ج) لاياه (ح) صّلا

(ووصلك بين السّورتين) بلا سكوت (٦) (فصاحة) قال به حمزة ممن لم يبسمل ؛ لأن القرآن عنده كسورة واحدة ، ولو قال : بدل فصاحة لحمزة ؛ لو فى بالتسمية (وصل واسكتن) أي : أنت مخير في ذلك عند ابن عامر وورش وأبي عمرو المشار إليهم بقوله : (كلّ جلاياه حصّلا) ، ووجه السكت : الإيذان بالانقضاء والابتداء ، و (الجلايا) : جمع جلية بمعنى : واضحة ،

__________________

(١) في ز : بسم الله الرحمن الرحيم.

(٢) في ز : رواته.

(٣) في ز ، ك : بعضها.

(٤) التوبة : (١٠٠).

(٥) البقرة : (٢٥).

(٦) في ز : سكون.

٤١

ولو قال (١) : بدل كلمات الرمز ورش وشام (٢) / (٣) ، وذو العلا ؛ لوفى بالتسمية.

ولا نصّ (ك) لّا (ح) بّ وجه ذكرته

وفيها خلاف (ج) يده واضح الطّلا

(ولا نصّ) في الفصل بين السورتين ، ولا في تركه ، عن ابن عامر وأبي عمرو ، والذي ذكر عنهما فيما تقدم من تركه إنما هو استحباب من المشايخ (كلّا) ردع أي : انته عن انتقاد نص في / (٤) ذلك لهما (حبّ وجه ذكرته) من ترك الفصل بها ، أي : استحب ذلك المشايخ (وفيها خلاف) عن ورش (جيده واضح الطّلا).

حكى الداني أن أبا [غانم بن حمدان](٥) كان يأخذ لورش بالفصل بالبسملة بين السورتين في جميع القرآن ، وتابعه على ذلك الآخذون عنه ، وإن سائر المصريين (٦) المحققين على ذلك.

والجيد : العنق ، وله طليتان أي : صفحتان ، وأتى بالجمع موضع المثنى ؛ لعدم الإلباس ، ولو قال : بدل البيت :

ولا نصّ عن بصريّهم وابن عامر

وعن (٧) ورش فيها الخلف فادر واقبلا

لوفى بالتسمية [مع زيادة فائدة](٨).

وسكتهم المختار دون تنفّس

وبعضهم فى الأربع الزّهر بسملا

(وسكتهم) أي : الثلاثة المذكورين ، (المختار) عندهم / [٢٢ / ك] على الأصل (دون تنفّس) أي : من غير قطع نفس ؛ لحصول الغرض من الإيذان السابق بذلك (وبعضهم) أي : و (٩) بعض أهل الأداء (فى) السور (الأربع الزّهر) «القيامة» و «المطففين» و «البلد» و «الهمزة» (بسملا)

__________________

(١) في ز ، ك : قيل.

(٢) في ز : وهشام.

(٣) [١٠ أ / ز].

(٤) [١٣ ب / د].

(٥) في ز : غاثم بن أحمدان.

(٦) في ز : المقرئين.

(٧) في ز : و.

(٨) زيادة من ز.

(٩) سقط من د ، وفي ز : في.

٤٢

لهم دون نصّ وهو فيهنّ ساكت

لحمزة فافهمه وليس مخذّلا

(لهم) أي : للثلاثة المذكورين اختيارا منه (دون نصّ) عنهم في ذلك ، ووجه ما اختاره بشاعة وصل أواخر ما قبلهن بأوائلهن إذا قيل : (لِلَّهِ) * (وَيْلٌ)(١) (بِالصَّبْرِ) * (وَيْلٌ)(٢) (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) * (لا أُقْسِمُ)(٣) (وَادْخُلِي جَنَّتِي) * (لا)(٤) والفرار من مثل ذلك معهود ، والأكثرون لم يعتبروا ذلك.

(وهو) أي : البعض الذي بسمل للثلاثة في الأربع المذكورة (فيهنّ ساكت) أي : مكتف بالفصل بالسكوت دون بسملة (لحمزة فافهمه وليس) هذا الصنيع (مخذّلا) أي : متروكا نصرة لما تقدم من توجيهه.

ومهما تصلها أو بدأت براءة

لتنزيلها بالسّيف لست مبسملا

(ومهما تصلها) أي : «براءة» بآخر «الأنفال» (أو بدأت براءة لتنزيلها بالسّيف لست مبسملا) بإجماع القراء ؛ لأن البسملة أمان ، ولا أمان مع السيف ؛ وذلك مأخوذ من حديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» ، ووجه كون البسملة أمانا ؛ لاشتمالها على وصفي الرحمة ، و (براءة) بدل / (٥) أو بيان لضمير (تصلها) (٦) ، ولا يصلح تخريجه على التنازع ؛ لامتناع إضمار المنصوب على الأول إلا ضرورة ، كقوله : إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب.

ولا بدّ منها فى ابتدائك سورة

سواها وفى الأجزاء خيّر من تلا

(ولا بدّ منها فى ابتدائك سورة سواها) باتفاقهم أيضا عملا بالأحاديث

__________________

(١) الانفطار : (١٩) ، والمطففين : (١).

(٢) العصر : (٣) ، والهمزة : (١).

(٣) المدثر : (٥٦) ، والقيامة : (١).

(٤) الفجر : (٣٠) ، والبلد : (١).

(٥) [١٤ أ / د].

(٦) في د ، ك : فصلها.

٤٣

الواردة في ذلك (وفى الأجزاء) أي : الابتداء من أثناء السورة (خيّر من تلا) أي : أئمة التلاوة القارئين بين الإتيان بالبسملة ، وتركها (١).

ومهما تصلها مع أواخر سورة

فلا تقفنّ الدّهر فيها فتثقلا

(ومهما تصلها) أي : البسملة (مع أواخر سورة) على رأي من يفصل بها بين السورتين (فلا تقفنّ الدّهر فيها) ثم تبتدئ بأول السورة (فتثقلا) حيث جعلتها من المنقضية ، وهي بالمستأنفة أحرى بل عليك أن تصلها بها أيضا فإن لم تصلها بآخر السورة بأن وقفت عليه / [٢٣ / ك] فلك الوقف على البسملة أيضا ، ولك على هذا الوصل بالأول المستأنفة ، وهو أحسن الأوجه.

__________________

(١) في ز ، ك : وتركه.

٤٤

سورة أمّ القرآن

ومالك يوم الدّين (ر) اويه (ن) اصر

وعند سراط والسّراط ل قنبلا

(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(١)) بالألف (راويه ناصر) ، وهما (٢) الكسائي وعاصم ، والباقون قرءوا ملك بلا ألف ، ولو قال :

ومالك يروي عن علي وعاصم

 ...

لو فى بالتسمية.

(وعند سراط والسّراط ل) فعل أمر (٣) أي : اتبع (قنبلا) في قراءته إياه بالسين.

بحيث أتى والصّاد زايا أشمّها

لدى خلف واشمم لخلّاد الاوّلا

(بحيث أتى) في جميع القرآن مفردا أو معرفا ، أو مضافا ، والباقون يقرءون ذلك (٤) بالصاد ، إلا من يستثنى في قوله : (والصّاد زايا أشمّها) أنت (لدى خلف) حيث وقع أيضا (٥) (واشمم لخلّاد الاوّلا) وهو (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٦) دون (صِراطَ الَّذِينَ)(٧) ، وسائر ما في القرآن ، والثلاث لغات فيه ، والسين هي الأصل ، والصاد لغة الحجاز ، وأكثر العرب.

عليهم إليهم حمزة ولديهم

جميعا بضمّ الهاء وقفا وموصلا

(عليهم) و (إليهم) قرأهما (٨) (حمزة ولديهم) أيضا (جميعا) حيث وقع (٩) في القرآن (بضمّ الهاء) على الأصل (وقفا وموصلا) حالان ، والباقون قرءوا بالكسر لمناسبة الياء.

__________________

(١) الفاتحة : (٤).

(٢) في ز : وهو.

(٣) سقط من ك.

(٤) سقط من ز.

(٥) سقط من د.

(٦) الفاتحة : (٦).

(٧) الفاتحة : (٧).

(٨) في ك : قراءتهما.

(٩) في ز : وقعت.

٤٥

وصل ضمّ ميم الجمع قبل محرّك

(د) راكا وقالون بتخييره جلا

(وصل ضمّ ميم الجمع)/ (١) بواو (قبل محرّك دراكا) أي : لابن كثير ، ولو قال بدله : «لمكّ» لو فى بالتسمية ، وهو حال من ضمير (صل) بمعنى : المتابعة والوصل المذكور ، وهو الأصل فيها (٢) بدليل عوده عند الاتصال بالضمير الذي يرد الأشياء إلى أصولها نحو : (أعطيتموه) و (أَنُلْزِمُكُمُوها)(٣) (وقالون بتخييره) حينئذ بين الضم موصلا ، وبين الإسكان تخفيفا (جلا)

ومن قبل همز القطع صلها لورشهم

وأسكنها الباقون بعد لتكملا

(ومن قبل همز القطع صلها لورشهم) ، بخلافها قبل غيرها ، ووجهه أن مذهبه : نقل حركة الهمزة [إلى الساكن قبلها ، فلو أبقى الميم الساكنة ؛ لتحركت بحركة الهمزة](٤) ؛ فرأى تحريكها بحركتها الأصلية أولى (وأسكنها الباقون بعد) قبل المتحرك ، ولو همزة قطع (لتكملا)

مع الكسر قبل الها أو الياء ساكنا

وفى الوصل كسر الهاء بالضّمّ (ش) مللا

(ومن دون وصل ضمّها) أي : ميم الجمع (قبل ساكن لكلّ) من القراء نحو : (عَلَيْكُمُ الصِّيامُ)(٥) [٢٤ / ك] (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)(٦) [(قالَ لَهُمُ النَّاسُ)(٧) وذلك لالتقاء الساكنين عند من سكن أو وصل ، فإذا كان غير الهاء نحو : (عَلَيْكُمُ الْقِتالُ)(٨) (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)](٩) أو الهاء بعد الضم ، نحو : (يَلْعَنُهُمُ اللهُ)(١٠).

(و) لكن الميم (بعد الهاء) فيهما (كسر) أبي عمرو (فتى العلا)

__________________

(١) [١٤ ب / د].

(٢) في ك : فيهما.

(٣) هود : (٢٨).

(٤) سقط من ز.

(٥) البقرة : (١٨٣).

(٦) آل عمران : (١٣٩).

(٧) آل عمران : (١٧٣).

(٨) البقرة : (٢١٦).

(٩) سقط من ز.

(١٠) البقرة : (١٥٩).

٤٦

مع الكسر قبل الها أو الياء ساكنا

وفى الوصل كسر الهاء بالضّمّ شمللا

إذا كان (مع الكسر قبل الها أو الياء) قبل الهاء (ساكنا) اتباعا ، وسيأتي مثالهما بخلاف غير الهاء والياء محركا ، نحو : (لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ)(١) (وفى الوصل كسر الهاء بالضّمّ) اتباعا لضم الميم الذي هو الأصل (شمللا) أي : أسرع عند حمزة والكسائي دون الوقف ، ولو قال :

 ...

وضم على الهاء وحمزة موصلا

لو فى بالتسمية.

كما بهم الأسباب ثمّ عليهم ال

قتال وقف للكلّ بالكسر مكملا

(كما) قال : (وَتَقَطَّعَتْ (بِهِمُ الْأَسْبابُ)(٢) ثمّ) (كُتِبَ)(٣) (عَلَيْهِمُ الْقِتالُ)(٤)) مثالان لما كسر فيه أبو عمرو الميم ، وضم حمزة والكسائي فيه الهاء وصلا (وقف للكلّ بالكسر مكملا).

__________________

(١) هود : (٣١).

(٢) البقرة : (١٦٦).

(٣) سقط من ك.

(٤) النساء : (٧٧).

٤٧

باب الإدغام الكبير

هو إدغام حرف متحرك في مثله في كلمة أو كلمتين ، والصغير : إدغام الساكن / (١) ، وسيأتي ، وسمي الأول : كبيرا ؛ لكثرة وقوعه ، إذ الحركة أكثر من / (٢) السكون ، وقيل : لتأثيره في إسكان المتحرك قبل إدغامه ، وقيل : لصعوبته.

ودونك الادغام الكبير وقطبه

أبو عمرو البصرىّ فيه تحفّلا

(ودونك الادغام الكبير وقطبه) الذي يدور عليه (أبو عمرو البصرىّ) لكونه (فيه تحفّلا) أي : اجتمع ؛ لأنه قرأ بمجموعه : [واشتهر به](٣).

ففى كلمة عنه مناسككم وما

سلككّم وباقى الباب ليس معوّلا

(ففى كلمة) أي : فأدغم الحرف في مثله في كلمة ، جاء (عنه) في موضعين لا ثالث لهما ، الأول : (فَإِذا قَضَيْتُمْ (مَناسِكَكُمْ)(٤) (و) الثاني : (ما سَلَكَكُمْ) فِي سَقَرَ)(٥) (و) ما روي عنه ممن طرد الإدغام في (باقى الباب) نحو : (جِباهُهُمْ)(٦) و (وُجُوهُهُمْ)(٧) و (أَتُحَاجُّونَنا)(٨) و (بِشِرْكِكُمْ)(٩) (ليس معوّلا) عليه.

في الثاني سواء تحرك ما قبل الأول ، أم سكن ، أم اعتل

وما كان من مثلين فى كلمتيهما

فلا بدّ من إدغام ما كان أوّلا

كيعلم ما فيه هدى وطبع عّلى

قلوبهم والعفو وأمر تمثّلا].

(يَعْلَمُ ما) فِي قُلُوبِكُمْ)(١٠) (فِيهِ هُدىً) لِلْمُتَّقِينَ)(١١) ((وَطُبِعَ عَلى

__________________

(١) [١١ أ / ز].

(٢) [١٥ أ / د].

(٣) في ك : واشتريه.

(٤) البقرة : (٢٠٠).

(٥) المدثر : (٤٢).

(٦) التوبة : (٣٥).

(٧) آل عمران : (١٠٦).

(٨) البقرة : (١٣٩).

(٩) فاطر : (١٤).

(١٠) الأحزاب : (٥١).

(١١) البقرة : (٢).

٤٨

قُلُوبِهِمْ)(١) و) (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ)(٢) تمثّلا).

إذا لم يكن تا مخبر أو مخاطب

أو المكتسى تنوينه أو مثقّلا

هذا (إذا لم يكن) الأول (تا مخبر) أي : متكلم (أو) تاء (مخاطب أو المكتسى تنوينه أو مثقّلا) / [٢٥ / ك] فإن (٣) كان أحد هذه الأربعة امتنع فيه (٤) الإدغام ؛ لما يلزم في الأولين من الإجحاف ؛ لكونهما على حرف واحد ، مع سكون ما قبلهما ، وفي الثالث من زوال التنوين الذي هو زينة الاسم مع كونه فاصلا بين المثلين ، وفي الرابع من إدغام حرفين في حرف ، وهو ممتنع.

ككنت ترابا أنت تكره واسع

عليم وأيضا تمّ ميقات مثّلا

فالأول (كُنْتُ)(٥)) والثاني نحو (٦) : (أنت (تُكْرِهُ) النَّاسَ)(٧) ، والثالث نحو : (وَاللهُ (واسِعٌ عَلِيمٌ)(٨) وأيضا تم (مِيقاتُ) رَبِّهِ)(٩) الرابع (١٠) (مثّلا).

وقد أظهروا فى الكاف يحزنك كفره

إذ النّون تخفى قبلها لتجمّلا

(وقد أظهروا) أي : أهل الأداء (فى) فصل (الكاف (يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ)(١١) إذ النّون) الساكنة (تخفى قبلها) والإخفاء قريب من الإدغام ، فكما لم يدغم ما أدغم فيه كذلك ، لا يدغم ما أخفي فيه (لتجمّلا)/ (١٢) بالإظهار.

وعندهم الوجهان فى كلّ موضع

تسمّى لأجل الحذف فيه معلّلا

(وعندهم) أي : أهل الأداء (الوجهان) الإدغام والإظهار جائزان (فى كلّ موضع تسمّى لأجل الحذف فيه معلّلا)

__________________

(١) التوبة : (٨٧).

(٢) الأعراف : (١٩٩).

(٣) في ز : فإذا.

(٤) سقط من د.

(٥) النبأ : (٤٠).

(٦) سقط من ك.

(٧) يونس : (٩٩).

(٨) البقرة : (٢٦٨).

(٩) الأعراف : (١٤٢).

(١٠) في ز : وللربع.

(١١) لقمان : (٢٣).

(١٢) [١٥ ب / د].

٤٩

كيبتغ مجزوما وإن يك كاذبا

ويخل لكم عن عالم طيّب الخلا

(يَبْتَغِ) غَيْرَ الْإِسْلامِ)(١) (مجزوما) وأصله : يبتغي ، وإنما التقى المثلان بعد حذف (٢) الياء ((وَإِنْ يَكُ كاذِباً)(٣)) وأصله : «يكن» ، وإنما التقى المثلان بعد حذف النون (يَخْلُ لَكُمْ) وَجْهُ أَبِيكُمْ)(٤) ، أصله :

«يخلو» ، وإنما التقى المثلان بعد حذف الواو ، ووجه الإدغام : النظر إلى التقاء المثلين ، ووجه الإظهار : الفرار من توالي إعلالين : إعلال الإدغام ، وإعلال الحذف ، فانقل (٥) ذلك (عن عالم طيّب الخلا) أي : حسن الحديث.

ويا قوم مالى ثمّ يا قوم من بلا

خلاف على الإدغام لا شكّ أرسلا

((وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ)(٦) (ثمّ (يا قَوْمِ مَنْ) يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ)(٧) (بلا خلاف على الإدغام لا شكّ أرسلا) وإن كان ظاهره أنه من المعتل بحذف الياء منه ، إذ أصله : «قومي» لكن لما كان ذلك لغة فيه صار بمنزلة ما لم يحذف منه شيء ، فلم يجز فيه قياس الإظهار.

وإظهار قوم آل لوط لكونه

قليل حروف ردّه من تنبّلا

(وإظهار قوم) [من أهل الأداء](٨) / (٩) (ءال لوط) حيث وقع (لكونه قليل حروف ردّه من تنبّلا) منهم.

بادغام لك كّيدا ولو حجّ مظهر

بإعلال ثانيه إذا صحّ لاعتلا

(بإدغام لك كّيدا) باتفاق ، وهو أقل حروفا منه (ولو حجّ) أي : احتج (مظهر بإعلال ثانيه) أي : الألف (إذا صحّ) النقل [بمنع الإدغام](١٠)

__________________

(١) آل عمران : (٨٥).

(٢) سقط من ز.

(٣) غافر : (٢٨).

(٤) يوسف : (٩).

(٥) في ز : فأثقل ، وفي ك : فأصل.

(٦) غافر : (٤١).

(٧) هود : (٣٠).

(٨) سقط من د.

(٩) [١١ ب / ز].

(١٠) زيادة من ز.

٥٠

(لاعتلا) لما فيه حينئذ (١) من توالي إعلالين / [٢٦ / ك].

فإبداله من همزة هاء اصلها

وقد قال بعض النّاس من واو ابدلا

(فإبداله) أي : ألف «ال» (من همزة هاء أصلها) إذ أصله كما قال سيبويه : «أهل ثم أأل (٢) ثم آل» (وقد قال بعض النّاس) وهو الكسائي (من واو ابدلا) ألفه ، وإن أصله «أول» تحركت الواو ، وانفتح ما قبلها ، قلبت ألفا.

وواو هو المضموم هاء كهو وّ من

فأدغم ومن يظهر فبالمدّ علّلا

(وواو هو المضموم هاء) إذا تلاها واو (هُوَ وَمَنْ) يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ)(٣) ، و (هُوَ وَجُنُودُهُ)(٤) ، و (هُوَ وَالْمَلائِكَةُ)(٥) (فأدغم ومن يظهر فبالمدّ علّلا)/ (٦) ؛ لأنها تصير عند ما تسكن للإدغام واوا ساكنة قبلها ضمة ، فلا تدغم كما لا تدغم الواو في (آمَنُوا وَاتَّقَوْا)(٧).

ويأتى يوم أدغموه ونحوه

ولا فرق ينجى من على المدّ عوّلا

(و) رد هذا بأن قوله : ((يَأْتِيَ يَوْمٌ)(٨) أدغموه ونحوه) مع أن الياء تصير فيه ساكنة بعد كسرة ، وذلك شأن حروف المد ؛ فينبغي أن لا تدغم كما لا تدغم نحو (٩) : (فِي يَوْمٍ)(١٠) (ولا فرق) بين الواو والياء (ينجى من على المدّ) في واو هو (عوّلا)

وقبل يئسن الياء فى اللّاء عارض

سكونا أواصلا فهو يظهر مسهلا

__________________

(١) سقط من د.

(٢) في ز : آل ، وفي د : أل.

(٣) النحل : (٧٦).

(٤) القصص : (٣٩).

(٥) آل عمران : (١٨).

(٦) [١٦ أ / د].

(٧) البقرة : (١٠٣).

(٨) البقرة : (٢٥٤).

(٩) في د ، ز : نحوه.

(١٠) البلد : (١٤).

٥١

(وقبل (يَئِسْنَ)(١) الياء فى اللّاء عارض سكونا أو اصلا) ؛ لأن أصله :

اللاي بياء ساكنة بعد الهمزة فحذفت الياء تخفيفا ، ثم أبدلت الهمزة ياء مكسورة على غير قياس ، ثم سكنت الياء فرارا من ثقل الحركة عليه ، ولم يبال الساكنين (٢) للمد فالياء ثم سكونها عارضان (فهو) في آية «الطلاق» (يظهر مسهلا) ولا يدغم في ياء (يَئِسْنَ)(٣) ؛ لكونه بدلا مما لا يدغم.

__________________

(١) الطلاق : (٤).

(٢) في ك : الساكن.

(٣) الطلاق : (٤).

٥٢

باب إدغام الحرفين المتقاربين فى كلمة وفى كلمتين

وإن كلمة حرفان فيها تقاربا

فإدغامه للقاف فى الكاف مجتلا

(وإن كلمة حرفان فيها تقاربا فإدغامه) أي : أبي (١) عمرو (للقاف فى الكاف) خاصة (مجتلا) أي : منظورا (٢) إليه.

وهذا إذا ما قبله متحرّك

مبين وبعد الكاف ميم تخلّلا

(وهذا إذا ما قبله) أي : القاف (٣) (متحرّك مبين و) إذا كان (بعد الكاف ميم) للجمع (تخلّلا) ؛ لتأكد الثقلين بالأمرين

كيرزقكم واثقكّم وخلقكّم

وميثاقكم أظهر ونرزقك انجلا

(كيرزقكم واثقكّم وخلقكّمو) أمثلة لما اجتمع فيه الشرطان (وميثاقكم أظهر) لفقد الشرط الأول (ونرزقك انجلا) إظهاره أيضا ؛ لفقد الشرط الثاني ، ووجه الإظهار فيهما : حصول الخفة بالسكون ، وعدم الميم ، وتخصيصه الإدغام بهذين الشرطين (٤) اتباعا للأثر.

وإدغام ذى التّحريم طلّقكنّ قل

أحقّ وبالتّأنيث والجمع أثقلا

(وإدغام ذى التّحريم) وهو قوله : (عَسى رَبُّهُ إِنْ (طَلَّقَكُنَ)(٥) قل أحقّ) من إظهاره ، [(و) وجّه أنه](٦) (بالتّأنيث / [٢٧ / ك] (والجمع أثقلا) فخفف بالإدغام ، ووجه الإظهار الذي أخذ به طائفة : الفرار من توالي ثلاث مشددات ، وذلك مستثقل.

ومهما يكونا كلمتين فمدغم

أوائل كلم البيت بعد على الول

__________________

(١) في د : أبو.

(٢) في د ، ك : منظور.

(٣) سقط من ز.

(٤) في د ، ك : الحرفين.

(٥) التحريم : (٥).

(٦) في ز : ووجهه أن ، وفي ك : ووجهه و.

٥٣

(ومهما يكونا) أي : المتقاربان (١) / (٢) في (كلمتين فمدغم) ستة عشر حرفا فيما يقاربها على ما يذكر ، والستة عشر : الشين ، واللام ، والتاء ، والنون ، والباء ، والراء (٣) ، والدال ، والضاد ، والثاء ، والكاف / (٤) ، والذال ، والحاء ، والسين ، والميم ، والقاف ، والجيم (أوائل كلم البيت) الآتي (بعد على الولا) وهو :

(ش) فا (ل) م (ت) ضق (ن) فسا (ب) ها (ر) م (د) وا (ض) ن

(ث) وا (ك) ان (ذ) ا (ح) سن (س) أى (م) نه (ق) د (ج) لا

(وشفا) اسم المحبوبة ، [والضنى : المهذول](٥) ، وثوى : أقام ضناه ، وسأى : مقلوب ساء (٦) وضمير منه للضنا ، و (جلا) : بان واتضح ، وإنما يدغم (٧) كل حرف مما ذكر فيما يقاربه.

إذا لم ينوّن أو يكن تا مخاطب

وما ليس مجزوما ولا متثقّلا

(إذا لم ينوّن) الأول (أو يكن تا مخاطب وما) كان آخر فعل (ليس مجزوما ولا متثقّلا).

فإن (٨) كان أحد هذه الأربعة لم يدغم نحو : (وَلا نَصِيرٍ* لَقَدْ)(٩) (خَلَقْتَ طِيناً)(١٠) (وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً)(١١) و (الْحَقُّ كَمَنْ)(١٢) لما تقدم من التعليل في إدغام المثلين ، ولم يقع هنا تاء المخبر فلذا لم يذكره.

فزحزح عن النّار الّذى حاه مدغم

وفى الكاف قاف وهو فى القاف أدخلا

(فزحزح عن النّار الّذى حاه مدغم) في العين لا غير ، وطرده (١٣) بعضهم

__________________

(١) في د : المتقاربين

(٢) [١٦ ب / د].

(٣) في ز : والواو.

(٤) [١٢ أ / ز].

(٥) في ز : والضيق : المهذل.

(٦) في ز : أساء.

(٧) بعدها في د : في.

(٨) في ز : فإذا.

(٩) التوبة : (١١٦ ، ١١٧).

(١٠) الإسراء : (٦١).

(١١) البقرة : (٢٤٧).

(١٢) الرعد : (١٩).

(١٣) في د : وطرد.

٥٤

في جميع القرآن نحو : (الْمَسِيحُ عِيسَى)(١) (وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ)(٢) و (الرِّيحَ عاصِفَةً)(٣) والحاء والعين متقاربان ؛ لأنهما من وسط الحلق ، وعلة تخصيصه بهذا [الحرف (٤) اتباع الأثر](٥) (وفى الكاف) تدغم (قاف وهو) أي : الكاف (فى القاف أدخلا) أي : أدغم ، وهما متقاربان.

خلق كلّ شيء لك قّصورا وأظهرا

إذا سكن الحرف الّذى قبل أقبلا

فالأول نحو : (خلق كلّ شيء) والثاني نحو : (لك قّصورا) وإنما يدغمان إذا تحرك ما قبلهما كما مثل (وأظهرا إذا سكن الحرف الّذى قبل أقبلا) فرارا من التقاء الساكنين ، نحو : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ)(٦) (وَتَرَكُوكَ قائِماً)(٧).

وفى ذى المعارج تّعرج الجيم مدغم

ومن قبل أخرج شطأه قد تثقّلا

(وفى ذى المعارج (تَعْرُجُ) الْمَلائِكَةُ)(٨) (الجيم مدغم) في التاء لا غير (ومن قبل أخرج شطأه قد تثقّلا) بإدغام الجيم في الشين ، وذلك / [٢٨ / ك] فيه لا غير ، والجيم والشين متقاربان ؛ لأنهما معا من وسط اللسان / (٩) ، وما فوقه من الحنك ، وحمل عليها التاء ؛ لأنها لما فيها من التفشي تتصل بمخرج التاء (١٠).

وعند سبيلا شين ذى العرش مدغم

وضاد لبعض شأنهم مدغما تلا

(وعند سبيلا شين ذى العرش مدغم) في سينه لا غير ؛ لأن الأولى لما فيها من التفشي تتصل بما يقرب من مخرج الثانية ، (وضاد لبعض شأنهم مدغما (١١)) في الشين حال من ضمير قوله : (تلا) أي : تبع ما قبله من

__________________

(١) آل عمران : (٤٥).

(٢) المائدة : (٣).

(٣) الأنبياء : (٨١).

(٤) في ز : الموضع.

(٥) في د : الأثر اتباعا للأثر.

(٦) يوسف : (٧٦).

(٧) الجمعة : (١١).

(٨) المعارج : (٤).

(٩) [١٧ أ / د].

(١٠) سقط من ز.

(١١) سقط من ز ، ك.

٥٥

الحروف المدغمة ، والضاد والشين متقاربان ؛ لأن الثانية من وسط اللسان ، والأولى (١) من أقصى حافتيه ، وخص بهذا الموضع اتباعا للأثر.

وفى زوّجت سين النّفوس ومدغم

له الرّأس شيبا باختلاف توصّلا

(وفى) زاي (زوّجت) مدغم (سين النّفوس) باتفاق ، وهما متقاربان ؛ لأنهما من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا (ومدغم له) أي : لأبي عمرو شين : (وَاشْتَعَلَ (الرَّأْسُ شَيْباً)(٢) في الشين (باختلاف) عنه (توصّلا) ووجه ما تقدم من إدغام الشين من وجه الإظهار : الاستغناء / (٣) بتخفيف الهمز عن تخفيف الإدغام.

وللدّال كلم (ت) رب (س) هل (ذ) كا (ش) ذا

(ض) فا (ث) مّ (ز) هد (ص) دقه (ظ) اهر (ج) لا

(وللدّال كلم) أي : حروف عشرة تدغم هي فيها ، وهي : التاء ، والسين ، والذال ، والشين ، والضاد ، والثاء ، والزاي ، والصاد ، والظاء ، والجيم ، يجمعها أوائل قوله :

 ... (ت) رب (س) هل (ذ) كا (ش) ذا

(ض) فا (ث) مّ (ز) هد (ص) دقه (ظ) اهر (ج) لا

وال (ترب) : التراب ، و (سهل) بن (٤) عبد الله التستري أحد الزهاد ، و (ذكا) : عبق ، والشذا : الطيب ، و (ضفا) : طال ، و (ثمّ) : هناك ، و (جلا) بالقصر ضرورة ، وأصله : [المدّ ، أي : بيّن](٥) ، مثال ذلك.

(الْمَساجِدِ تِلْكَ)(٦) ، (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ)(٧) ، (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ)(٨) ، (وَشَهِدَ شاهِدٌ)(٩) ، (مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ)(١٠) ، (نُرِيدُ ثُمَ)(١١) ، (يَكادُ

__________________

(١) في ك : والثانية.

(٢) مريم : (٤).

(٣) [١٢ ب / ز].

(٤) في ك : أبي.

(٥) في ك : المدتين.

(٦) البقرة : (١٨٧).

(٧) النور : (٤٣).

(٨) البقرة : (٥٢).

(٩) يوسف : (٢٦).

(١٠) يونس (٢١).

(١١) الإسراء : (١٨).

٥٦

(زَيْتُها)(١) ، (فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)(٢) ، (مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ)(٣) ، (الْخُلْدِ جَزاءً)(٤) ، وكلها مقاربة للدال في المخرج ؛ لأنها من طرف اللسان إلا الشين فمن (٥) وسطه ؛ لكنها تتصل لتفشيها به ، وحمل عليها الجيم ؛ لأنها من مخرجها.

ولم تدّغم مفتوحة بعد ساكن

بحرف بغير التّاء فاعلمه واعملا

(ولم تدّغم) الدال (مفتوحة بعد ساكن بحرف بغير التّاء فاعلمه واعملا) نحو : (بَعْدَ ذلِكَ)(٦) و (بَعْدَ ضَرَّاءَ)(٧) / [٢٩ / ك] و (داوُدَ زَبُوراً)(٨) و (داوُدَ شُكْراً)(٩) بخلاف ما إذا فتحت بعد غير ساكن ، وتلت ساكنا ، [وهي غير مفتوحة ، فإنها تدغم كما تقدم ، وبخلاف التاء فإنها تدغم فيها مطلقا ، وإن فتحت بعد ساكنة](١٠) نحو : كاد تزيغ (١١).

ووجهه أن المنع فيما ذكر ؛ لتأكد الخفة بالفتحة بعد السكون المغني عن الإدغام ، الملجئ إليه ثقل النطق بالمتقاربين ، والتاء من مخرج الدال ، فأشبها المثلين ، فقوي الثقل ، ولم تقاومه الخفة الحاصلة بما ذكر ، وبغير بدل من حرف (١٢) بإعادة (١٣) الجار.

وفى عشرها والطّاء تدغم تاؤها

وفى أحرف وجهان عنه تهلّلا

(وفى عشرها) أي : في الأحرف العشرة التي تدغم فيها الدال (و) في (الطّاء) أيضا (تدغم تاؤها) ، وكلها متقاربة ، نحو : (الشَّوْكَةِ تَكُونُ)(١٤) (الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ)(١٥) (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١))(١٦) (بِأَرْبَعَةِ

__________________

(١) النور : (٣٥).

(٢) مريم : (٢٩).

(٣) المائدة : (٣٩).

(٤) فصلت : (٢٨).

(٥) في د : من.

(٦) المؤمنون : (١٥).

(٧) هود : (١٠).

(٨) الإسراء : (٥٥).

(٩) سبأ : (١٣).

(١٠) سقط من ز.

(١١) التوبة : (١١٧). قرأ حمزة وحفص كادَ يَزِيغُ بالتذكير ، والباقون بالتأنيث.

(١٢) في د ، ز : عرف.

(١٣) سقط من د.

(١٤) الأنفال : (٧).

(١٥) النساء : (٥٧).

(١٦) الذاريات : (١).

٥٧

شُهَداءَ)(١) (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١))(٢) (الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا)(٣) (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢))(٤) (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣))(٥) (الْمَلائِكَةُ ظالِمِي)(٦) (الصَّالِحاتِ جُناحٌ)(٧) (الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ)(٨) ، ومن العشرة (٩) التاء والإدغام فيها من باب المثلين لا المتقاربين.

(وفى أحرف) من هذا النوع (وجهان) بالإدغام والإظهار (عنه) أي : عن أبي عمرو (تهلّلا) أي: أضاء.

فمع حمّلوا التّوراة ثمّ الزّكاة قل

وقل آت ذا ال ولتأت طائفة علا

(فمع حمّلوا التّوراة (ثُمَّ) لَمْ يَحْمِلُوها)(١٠) ، (وَآتُوا (الزَّكاةَ) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ)(١١) (قل) من الأحرف ذات الوجهين (وقل) أيضا منها (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)(١٢) في «الإسراء» و «الروم» (وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ) أُخْرى)(١٣) (علا) فوجه الإدغام فيها : التقارب ، ووجه الإظهار : وجود الخفة بفتح الآخر ، وسكون ما قبله في الأولين ، وقلة الحروف والاعتدال بحذف الآخر في الآخرين.

وفى جئت شيئا أظهروا لخطابه

ونقصانه والكسر الادغام سهّلا

(وفى) (لَقَدْ (جِئْتِ شَيْئاً) فَرِيًّا)(١٤) الوجهان (١٥) أيضا ، فأدغموا للتقارب و (أظهروا لخطابه)/ (١٦) ، وقد تقدم أنه مانع من الإدغام (ونقصانه) بالاعتلال بحذف عين الفعل ، فكره توالي

__________________

(١) النور : (٤).

(٢) العاديات : (١).

(٣) المائدة : (٩٣).

(٤) الصافات : (٢).

(٥) العاديات : (٣).

(٦) النساء : (٩٧).

(٧) المائدة : (٩٣).

(٨) النحل : (٣٢).

(٩) في د : العشر.

(١٠) الجمعة : (٥).

(١١) البقرة : (٨٣).

(١٢) الإسراء : (٢٦) ، الروم : (٣٨).

(١٣) النساء : (١٠٢).

(١٤) مريم : (٢٧).

(١٥) في ز : فبالوجهين.

(١٦) [١٨ أ / د].

٥٨

إعلالين (١) ، فإن قيل / (٢) : مقتضى الخطاب المنع من الإدغام البتة ، وتعين الإظهار ، فكيف جاز فيه الوجهان؟ / [٣٠ / ك] فالجواب : ما ذكره بقوله : (والكسر) في التاء (الادغام سهّلا) ؛ لثقله ؛ ففارق سائر تاءات الخطاب المفتوحة ، ولذلك (٣) أجمع على الإظهار في : (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً)(٤) ونحوه.

وفى خمسة وهى الأوائل ثاؤها

وفى الصّاد ثمّ السّين ذال تدخّلا

(وفى خمسة) من أحرف الدال العشرة (وهى الأوائل) أي : التاء والسين والذال والشين والضاد (ثاؤها) تدغم ، وكلها متقاربة ، إلا الشين (٥) فلما تقدم نحو [(حَيْثُ تُؤْمَرُونَ)(٦) (الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ)(٧) (وَالْحَرْثِ ذلِكَ) (٨)](٩) (حَيْثُ شِئْتُما) * (١٠) (حَدِيثُ ضَيْفِ)(١١).

(وفى الصّاد ثمّ السّين ذال تدخّلا) نحو : (مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً) (١٢) (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ)(١٣).

وفى اللّام راء وهى فى الرّا وأظهرا

إذا انفتحا بعد المسكّن منزلا

(وفى اللّام) تدغم (راء وهى) أي : اللام تدغم (فى الرّا) نحو (١٤) : (سَيُغْفَرُ لَنا) (١٥) (كَمَثَلِ رِيحٍ)(١٦).

(وأظهرا إذا انفتحا بعد المسكّن منزلا) لتأكد الخفة بذلك ، نحو : (الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ) (١٧) (رَسُولَ رَبِّهِمْ) (١٨) بخلاف ما إذا انفتحا بعد

__________________

(١) في د : اعتلالين.

(٢) [١٣ أ / ز].

(٣) في د : وكذلك.

(٤) الكهف : (٧١).

(٥) في د : السين.

(٦) الحجر : (٦٥).

(٧) القلم : (٤٤).

(٨) آل عمران : (١٤).

(٩) سقط من ك.

(١٠) البقرة : (٣٥).

(١١) الحجر : (٢٤).

(١٢) الجن : (٣).

(١٣) الكهف : (٦١).

(١٤) سقط من د.

(١٥) الأعراف : (١٦٩).

(١٦) آل عمران : (١١٧).

(١٧) الحج : (٧٧).

(١٨) الحاقة : (١٠).

٥٩

متحرك ، أو حركا (١) بغير الفتح بعد سكون فلا يمتنع الإدغام ، نحو : (سَخَّرَ لَكُمْ)(٢) و (الْمَصِيرُ* لا يُكَلِّفُ)(٣) و (بِالذِّكْرِ لَمَّا)(٤) و (جَعَلَ رَبُّكِ)(٥) و (يَقُولُ رَبَّنا)(٦) و (فَضْلِ رَبِّي)(٧).

سوى قال ثمّ النّون تدغم فيهما

على إثر تحريك سوى نحن مسجلا

(سوى) لام (قال) فإنها تدغم في الراء ، وإن كانت مفتوحة بعد ساكن ، بلا خلاف ، لقوة مد الألف ، نحو : (قالَ رَجُلانِ)(٨) (قالَ رَبِ)(٩) [(ثمّ النّون تدغم فيهما) أي : في اللام والراء إذا كانت (على إثر تحريك) نحو](١٠) : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ)(١١) (أَنُؤْمِنُ لَكَ)(١٢) ولا تدغم فيهما إذا وقعت بعد سكون الخفة ، نحو : (يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)) (١٣) (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ)(١٤) (سوى نحن) فإن / (١٥) نونه تدغم فيهما ، وإن كانت بعد سكون (مسجلا) أي : مطلقا لثقلها بالضمة ، ولزومها ، نحو : (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(١٦)(وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ)(١٧).

وتسكن عنه الميم من قبل بائها

على إثر تحريك فتخفى تنزّلا

(وتسكن عنه) أي : عن أبي عمرو (الميم من قبل بائها على إثر تحريك فتخفى تنزّلا) نحو : (لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ)(١٨)(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١))(١٩)(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١))(٢٠) ، بخلاف ما إذا وقعت بعد ساكن ، نحو : (الْيَوْمَ

__________________

(١) في ز : حركة.

(٢) الحج : (٦٥).

(٣) البقرة : (٢٨٥ ، ٢٨٦).

(٤) فصلت : (٤١).

(٥) مريم : (٢٤).

(٦) البقرة : (٢٠٠).

(٧) النمل : (٤٠).

(٨) المائدة : (٢٣).

(٩) نوح : (٥).

(١٠) سقط من ز.

(١١) الأعراف : (١٦٧).

(١٢) الشعراء : (١١١).

(١٣) الزخرف : (٣٢).

(١٤) الإسراء : (٩١).

(١٥) [١٨ ب / د].

(١٦) البقرة : (١٣٣).

(١٧) البقرة : (١٣٨).

(١٨) آل عمران : (٢٣).

(١٩) البلد : (١).

(٢٠) القيامة : (١).

٦٠