شرح الشاطبية

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح الشاطبية

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: أبو عاصم حسن بن عبّاس بن قطب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥

وتسهيل الاخرى فى اختلافهما (سما)

تفىء إلى مع جاء أمّة انزلا

(وتسهيل الاخرى) أي : تغيير الثانية من الهمزتين (فى اختلافهما) بالتحريك بأن تكون الأولى مفتوحة ، [والثانية مكسورة](١) أو مضمومة أو الأولى مضمومة والثانية مفتوحة [أو مكسورة ، أو الأولى مكسورة والثانية مفتوحة](٢) / (٣) ، ولم يقع في القرآن بعدها مضمومة (سما) إذ قرأ به نافع وابن كثير ، وأبو عمرو ، وحصرها بالتغيير لحصول الثقل بها.

مثال النوع الأول : (حَتَّى (تَفِيءَ إِلى) أَمْرِ اللهِ)(٤) ، ومثال الثاني : (مع (جاءَ أُمَّةً) رَسُولُها)(٥) (انزلا) ،

نشاء أصبنا والسّماء أو ائتنا

فنوعان قل كاليا وكالواو سهّلا

ومثال الثالث : (لَوْ (نَشاءُ أَصَبْناهُمْ)(٦) ، (و) مثال الرابع : (مِنَ (السَّماءِ أَوِ ائْتِنا) بِعَذابٍ)(٧).

ونوعان منها أبدلا منهما وقل

يشاء إلى كالياء أقيس معدلا

(فنوعان) من هذه الأربعة ، وهما الأولان (قل كاليا) أولهما (وكالواو) ثانيهما (سهّلا) أي : الهمز أي (٨) : الأخير فيهما بينه وبين حذف حركته جريا على القياس.

(ونوعان منها) وهما الآخران (أبدلا) أي : الياء والواو المحضان (منهما) أي : من (٩) الهمز [الأخير فيهما](١٠) ، الياء في المثال الرابع (١١) ، والواو في المثال الثالث ؛ لتعذر التسهيل فيهما لما / [٤٣ / ك] يلزم فيه من إيلاء الألف

__________________

(١) سقط من د.

(٢) سقط من ز.

(٣) [٢٥ أ / د].

(٤) الحجرات : (٩).

(٥) المؤمنون : (٤٤).

(٦) الأعراف : (١٠٠).

(٧) الأنفال : (٣٢).

(٨) سقط من د ، ز.

(٩) زيادة من ز.

(١٠) في د : من الأخير فهما.

(١١) في ز : الخامس.

٨١

المسهل الهاء المفتوحة [عن فتحة](١) ؛ فأبدلت بحرف من جنس حركة ما قبلها (وقل) مثال النوع الخامس (٢)(مَنْ (يَشاءُ إِلى) صِراطٍ)(٣) وتسهيل الأخرى فيه (كالياء أقيس معدلا) من [غيره ، أي](٤) : إنه الجاري على القياس ، وعليه النحاة قاطبة.

وعن أكثر القرّاء تبدل واوها

وكلّ بهمز الكلّ يبدا مفصّلا

(وعن أكثر القرّاء تبدل) الأخيرة (٥) منه (واوها) محضة مكسورة ، وفيهم من يسهلها (٦) بين الهمزة والواو ، [وكلاهما اتباعا للأثر ، وفرارا من وقوع ياء ساكنه بعد ضمة ، ولم يبال بكسر الواو](٧) ؛ لأنه يختلس [فيخفف ثقله](٨) ، والأربعة الباقون يحققون الهمزتين في الأنواع الخمسة على الأصل (وكلّ) من القراء (بهمز الكلّ) من أنواع المتفقتين والمختلفتين (يبدا مفصّلا) أي : مبينا ، أما من حقق في الوصل فواضح ، وأما غيره ؛ فلزوال سبب التخفيف الذي هو استثقال تلاصق الهمزتين.

والابدال محض والمسهّل بين ما

هو الهمز والحرف الّذى منه أشكلا

(والابدال) المذكور في هذا الباب ، وغيره حيث أطلق / (٩) (محض) أي : حرف خالص لا يشوبه شيء من رائحة الهمز (والمسهّل) المراد : المجعول حرفا (بين ما هو الهمز و) بين (الحرف الّذى منه أشكلا) أي : حرك ، وهو الألف إن حرك بالفتحة والياء إن حرك بالكسرة ، والواو إن حرك بالضمة.

وقد يراد بالتسهيل : مطلق التخفيف كما تقدم في قوله : (وتسهيل الأخرى) ؛ لكن مقيدا لا مطلقا.

__________________

(١) في ز : غير فتحة ياء.

(٢) في ز : الرابع.

(٣) البقرة : (١٤٢).

(٤) في د : غير.

(٥) في ز : لكن الأخيرة.

(٦) في ك : سهلها.

(٧) سقط من ز.

(٨) في د : فيخف نقله.

(٩) [٢٥ ب / د].

٨٢

باب الهمز المفرد

إذا سكنت فاء من الفعل همزة

فورش يريها حرف مدّ مبدّلا

(إذا سكنت) حال كونها (فاء من الفعل همزة فورش يريها حرف مدّ مبدّلا) [لها به](١) ألفا / (٢) بعد الفتحة ، وياء بعد الكسرة ، وواوا بعد الضمة طلبا للخفة ، نحو : (يَأْتُونَ)(٣) ، و (يَأْلَمُونَ)(٤) ، و (ائْتِ)(٥) ، و (ائْتُوا)(٦) ، و (يُؤْمِنُونَ)(٧) ، و (يُؤْتُونَ)(٨) ، (وَأْمُرْ)(٩) ، و (اؤْتُمِنَ)(١٠)(١١).

ويجري (١٢) ذلك في فاء ما تصرف من الفعل ك (مَأْمُونٍ)(١٣) و (مَأْكُولٍ)(١٤)(وَالْمُؤْتُونَ)(١٥) و (الْمُؤْمِنُونَ)(١٦) بخلاف ما إذا لم تكن فاء (١٧) فإنه يحققها ك (اقْرَأْ)(١٨) و (نَبِّئْ)(١٩) و (الرَّأْسُ)(٢٠) و (الْبَأْسَ)(٢١) و (الْبَأْساءِ)(٢٢) / [٤٤ / ك].

سوى جملة الإيواء والواو عنه إن

تفتّح إثر الضّمّ نحو مؤجّلا

(سوى جملة الإيواء) أي : جميع (٢٣) ما وقع من الألفاظ المتصرفة منه

__________________

(١) في د : الجائية.

(٢) [١٨ أ / ز].

(٣) التوبة : (٥٤).

(٤) النساء : (١٠٤).

(٥) يونس : (١٥).

(٦) الجاثية : (٢٥).

(٧) البقرة : (٣).

(٨) النساء : (٥٣).

(٩) طه : (١٣٢).

(١٠) البقرة : (٢٨٤).

(١١) سقط من ز.

(١٢) في ز : ونحن.

(١٣) المعارج : (٢٨).

(١٤) الفيل : (٥).

(١٥) النساء : (١٦٢).

(١٦) آل عمران : (٢٨).

(١٧) سقط من ك.

(١٨) الإسراء : (١٤).

(١٩) الحجر : (٤٩).

(٢٠) مريم : (٤).

(٢١) الأحزاب : (١٨).

(٢٢) البقرة : (١٧٧).

(٢٣) سقط من ك.

٨٣

نحو : (تُؤْوِي)(١) ، و (تُؤْوِيهِ)(٢) ، و (الْمَأْوى)(٣) ، (وَمَأْواهُ)(٤) و (مَأْواهُمْ)(٥) فإنه لا يبدل فيها ، بل يحققها لما يلزم منه في الأولين من زيادة الثقل باجتماع واوين قبلهما ضمة ، [وطردا للباب](٦) في الباقي ، مع ما فيه أيضا من اجتماع ثلاث من حروف العلة ، وذلك لم يقع إلا في واوي.

(والواو) ترى بدل الهمز الذي هو فاء (عنه) أي : عن ورش (إن تفتّح) الهمز (٧) (إثر الضّمّ) طلبا للخفة ، والتسهيل فيها متعذر لما تقدم في (نَشاءُ أَصَبْناهُمْ)(٨) (نحو (مُؤَجَّلاً)(٩)) و (يُؤَيِّدُ)(١٠) و (يُؤَخِّرَ)(١١) و (يُؤَلِّفُ)(١٢)(وَالْمُؤَلَّفَةِ)(١٣) فإن لم تكن فاء ك (سؤال) و (فُؤادُ)(١٤)(وَلُؤْلُؤاً)(١٥) ، ولم تفتح ك (يؤد) و (تَؤُزُّهُمْ)(١٦) / (١٧) ، أو لم تلي الضم ك (١٨)(تَأَذَّنَ)(١٩) و (فَأْذَنْ)(٢٠) حققه ، ولم يبدله.

ويبدل للسّوسي كلّ مسكّن

من الهمز مدّا غير مجزوم اهملا

(ويبدل للسّوسيّ كلّ مسكّن من الهمز) فاء أو عينا أو لاما (مدّا) طلبا للخفة ، وخصه دون المتحرك إما لأنه أثقل كما هو أحد القولين ، ووجهه أنه لا يخرج إلا مع حبس (٢١) النفس ؛ لعدم حركة تعينه على الخروج ، ولذلك (٢٢) يصعب بيانه على كثير حال الوقف ، وإما لأنه أخف كما هو

__________________

(١) الأحزاب : (٥١).

(٢) المعارج : (١٣).

(٣) السجدة : (١٩).

(٤) آل عمران : (١٦٢).

(٥) آل عمران : (١٩٧).

(٦) في د : وطرد الباب.

(٧) سقط من ك.

(٨) الأعراف : (١٠٠).

(٩) آل عمران : (١٤٥).

(١٠) آل عمران : (١٣).

(١١) المنافقون : (١١).

(١٢) النور : (٤٣).

(١٣) التوبة : (٦٠).

(١٤) القصص : (١٠).

(١٥) الحج : (٢٣).

(١٦) مريم : (٨٣).

(١٧) [٢٦ أ / د].

(١٨) في د : نحو.

(١٩) الأعراف : (١٦٧).

(٢٠) النور : (٦٢).

(٢١) في د : جنس. وسقط من ز.

(٢٢) في ك : وكذلك.

٨٤

القول الأخير ؛ لأنه لفظ بصوت واحد ، والمتحرك بصوتين له وللحركة ، فجرى (١) فيه التحقيق على متن واحد (غير) همز (مجزوم اهملا) من الإبدال للسوسي.

وذلك في تسعة عشر كلمة :

تسوء ونشأ ست وعشر يشأ ومع

يهيّئ وننسأها ينبّأ تكمّلا

(تسؤهم (٢) في «آل عمران» و «براءة» ، و (تَسُؤْكُمْ)(٣) في «المائدة» ، (ونشأ) بالنون في «الشعراء» : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ)(٤) ، وفي «سبأ» : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ)(٥) ، وفي «يس» (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ)(٦) فهذه (ست) (وعشر يشأ) بالتحتية : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ)(٧) في «النساء» و «الأنعام» و «إبراهيم» و «فاطر» (٨) ، [و (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ)(٩)](١٠)(وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ)(١١) ب «الأنعام» و (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ)(١٢) و (إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ)(١٣) ب «الإسراء» (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ)(١٤) و (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ)(١٥) في «شورى».

وهيّئ وأنبئهم ونبّئ بأربع

وأرجئ معا واقرأ ثلاثا فحصّلا

(ومع (يُهَيِّئْ) لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ)(١٦) في «الكهف» (وننسأها) في «البقرة» (يُنَبَّأْ) بِما فِي صُحُفِ مُوسى)(١٧) ب «النجم» ، وبهذه / [٤٥ / ك] (تكمّلا) العدد.

__________________

(١) في ك : فقوي.

(٢) آل عمران : (١٢٠) ، التوبة : (٥٠).

(٣) المائدة : (١٠١).

(٤) الشعراء : (٤).

(٥) سبأ : (٩).

(٦) يس : (٤٣).

(٧) النساء : (١٣٣) ، الأنعام : (١٣٣) ، إبراهيم : (١٩) ، فاطر : (١٦).

(٨) سقط من د.

(٩) الأنعام : (٣٩).

(١٠) سقط من ك.

(١١) الأنعام : (٣٩).

(١٢) الإسراء : (٥٤).

(١٣) الإسراء : (٥٤).

(١٤) الشورى : (٢٤).

(١٥) الشورى : (٣٣).

(١٦) الكهف : (١٦).

(١٧) النجم : (٣٦).

٨٥

ووجه استثناء هذه الألفاظ أن السكون فيها عارض فلم يعتد به. (و) غير إحدى عشرة كلمة سكونها بناء فلا تبدل له أيضا ، وهي : (هَيِّئْ) لَنا مِنْ أَمْرِنا)(١) في «الكهف» (أَنْبِئْهُمْ) بِأَسْمائِهِمْ)(٢) في «البقرة» (ونبّئ بأربع) آيات : (نَبِّئْ عِبادِي)(٣) ، (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ)(٤) في «الحجر» ، و (نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ)(٥) / (٦) في «يوسف» ، (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ)(٧) في «القمر».

(وأرجي) (٨) و (أَرْجِهْ وَأَخاهُ)(٩) في «الأعراف» و «الشعراء» / (١٠) (معا واقرأ ثلاثا) (اقْرَأْ كِتابَكَ)(١١) في «الإسراء» ، واثنان في «العلق» (١٢) (فحصّلا).

ووجه استثناء هذه أيضا : الحمل على المجزوم لمؤاخاته له.

وتؤوى وتؤويه أخفّ بهمزه

ورئيا بترك الهمز يشبه الامتلا

(و) غير قوله تعالى : (تُؤْوِي) إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ)(١٣)(وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) (١٣) (١٤) فلا يبدلان له أيضا ، ووجه استثنائهما أن كلّا منهما (أخفّ بهمزه) منه بالإبدال لما فيه من وقوع واو ساكنة بعد ضمة ، وقبل واو مكسورة.

(و) غير قوله تعالى : (رئيا) (١٥) في «مريم» فلا يبدل له أيضا ، ووجه استثنائه [أنه (بترك](١٦) الهمز) ووجود الإبدال اللازم (١٧) عند (١٨)

__________________

(١) الكهف : (١٠).

(٢) البقرة : (٣٣).

(٣) الحجر : (٤٩).

(٤) الحجر : (٥١).

(٥) يوسف : (٣٦).

(٦) [١٨ ب / ز].

(٧) القمر : (٢٨).

(٨) سقط من ك.

(٩) الأعراف : (١١١) ، الشعراء : (٣٦).

(١٠) [٢٦ ب / د].

(١١) الإسراء : (١٤).

(١٢) العلق : (١ ، ٣).

(١٣) الأحزاب : (٥١).

(١٤) المعارج : (١٣).

(١٥) مريم : (٧٤).

(١٦) في د : أن ترك.

(١٧) في د : اللام.

(١٨) في ز : عنه.

٨٦

الإدغام (يشبه) في اللفظ الري بمعنى : (الامتلا) من الماء فيلتبس (١) فأبقي على الهمز ، ليدل على معناه ، من الرواء والمنظر ، وقد قرأ قالون ، وابن ذكوان بالإبدال ، والإدغام على إرادة معنى الامتلاء اللازم عنه النضارة ، وحسن البشرة.

ومؤصدة أوصدت يشبه كلّه

تخيّره أهل الأداء معلّلا

(و) غير (مؤصدة) في الموضعين فلا يبدل له أيضا ، ووجه استثنائه أن فيه لغتين : «آصدت» ك «آمنت» ، و «أوصدت» ك «أوفيت» فإبدال «آصدت» على اللغة الأولى (أوصدت يشبه) الذي هو اللغة الثانية فيؤدي إلى التباس إحدى اللغتين بالأخرى ، فترك ، وعلى (٢) هذا من دقيق التعليل ، ولطيفه ، ولما تمت المستثنيات المتفق عليها قال : (كلّه) أي : كل ما ذكر من المستثنيات (تخيّره أهل الأداء) للهمز (معلّلا) بما ذكره من العلل.

وبارئكم بالهمز حال سكونه

وقال ابن غلبون بياء تبدّلا

(بارِئِكُمْ)) في الموضعين (٣) يقرأ / [٤٦ / ك] للسوسي (بالهمز) لا بالإبدال (٤) (حال سكونه) الذي يقرأ به هو ووجه استثنائه (٥) أن أصله الحركة ، وإنما سكن لعارض التخفيف ، فلم يعتد به كالمجزوم (٦) (وقال ابن غلبون) بل هو للسوسي (بياء تبدّلا) إجراء / (٧) له مجرى ما أصله السكون ، والفرق على هذا بينه وبين المجزوم أن ذاك لعامل فكان (٨) أقوى ، والمبني محمول عليه ، وهذا المجرد التخفيف.

ووالاه فى بئر وفى بئس ورشهم

وفى الذّئب ورش والكسائى فأبدلا

(ووالاه) أي : تابع السوسي في الإبدال (فى بئر وفى بئس) وفي (٩) بئسما

__________________

(١) في ك : فيلبس.

(٢) سقط من ز.

(٣) الموضعان في البقرة : (٥٤).

(٤) في د : الإبدال.

(٥) في د : استثناء.

(٦) سقط من د.

(٧) [٢٧ أ / د].

(٨) في د : فذاك.

(٩) في د : و.

٨٧

(ورشهم و) تابعه أيضا (فى الذّئب ورش والكسائى فأبدلا) همزه ياء طلبا للخفة في الجميع ، والتخصيص بها اتباعا للأثر ، وتابع (١) السوسي أيضا.

وفى لؤلؤ فى العرف والنّكر شعبة

ويألتكم الدّوري والابدال (ي) جتلا

(وفى لؤلؤ فى) حال (العرف) ب «أل» (و) حال (النّكر) (٢) بإسقاطها معا (شعبة) فأبدل همزه الأول واوا تخفيفا لثقله ، باجتماع همزتين.

(و) لا (يألتكم) (٣) من : «ألت يألت» قرأه (الدّورى) بالهمز (والابدال) فيه ألفا للسوسي (يجتلا) على أصله السابق ، والباقون قرءوا : (يَلِتْكُمْ) من : «لات يليت» ، أو «ولت يلت».

وورش لئلّا والنّسئ بيائه

وأدغم فى ياء النّسئ فثقّلا

(وورش) قرأ (لئلّا) حيث وقع بالياء [بدلا من](٤) الهمز ، لكونه كالفاء في وقوعه ، [أولا لأنه](٥) همز : «إن» المصدرية مع رسمه بالياء ، ولم يفعل ذلك في نحو : (مِائَةَ)(٦) و (الخاطئة) ؛ لتأخره ، فلم يشبه الفاء ، ولا في نحو : «بان» / (٧) و «لان» لعدم رسمه بها (و) قرأ ورش أيضا (النّسئ بيائه) بدلا من الهمز تخفيفا (وأدغم) الياء المبدلة (فى ياء النّسئ) الساكنة قبل (فثقّلا) لاجتماع المثلين ، ولم يفعل ذلك في غير (النَّسِيءُ)(٨) ك (بَرِيءٌ)(٩) و (خَطِيئَةً)(١٠) ، و (هَنِيئاً)(١١) و (مَرِيئاً)(١٢) اتباعا للأثر.

وورش لئلّا والنّسئ بيائه

وأدغم فى ياء النّسئ فثقّلا

(وإبدال أخرى الهمزتين) أي : الأخيرة منهما (لكلّهم) أي : القراء ، وكذا النحاة (إذا سكنت) الأخيرة (عزم) لا بد منه لتأكد الاستثقال ، إذ لا

__________________

(١) في ك : تابع.

(٢) في د : النكرة.

(٣) الحجرات : (١٤).

(٤) في ز : بدل.

(٥) في د : أو لأنه.

(٦) البقرة : (٢٥٩).

(٧) [١٩ أ / ز].

(٨) التوبة : (٣٧).

(٩) الأنعام : (١٩).

(١٠) النساء : (١١٢).

(١١) الطور : (١٩).

(١٢) النساء : (٤).

٨٨

تنفصل بحال مع (١) خلاف المتحرك مع تعذر التسهيل ، ثم إبدالها بياء (٢) من / [٤٧ / ك] جنس حركة ما قبلها ، فتبدل ألفا بعد الفتح (كآدم) والأصل : «أأدم» ؛ لأنه أفعل من : أديم الأرض ، أو الأدمة ، وياء بعد الكسر كإيمان ، وإيتاء ، والأصل «إإمان» ، و «إإتاء» واوا بعد الضم ك (أُوتُوا)(٣) و (أُوذِينا)(٤) [والأصل : «أؤوتوا» «وأؤذينا»](٥) ، ومثل الناظم له بقوله : (أوهلا) ، وإن لم يقع في القرآن ؛ ليتم به البيت.

__________________

(١) سقط من ز.

(٢) في ز : بمد.

(٣) البقرة : (١٠١).

(٤) الأعراف : (١٢٩).

(٥) سقط من ز.

٨٩

باب / (١) نقل حركة الهمزة إلى السّاكن قبلها

[وحرّك لورش كلّ ساكن اخر

صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا]

الذي يليه أول كلمة أخرى (واحذفه) أي : الهمز بعد نقل حركته إلى الساكن المذكور (مسهلا) [أي : طالبا](٢) للتسهيل ، أي : التخفيف بذلك لما في الهمز من الثقل نحو (٣) : (قَدْ أَفْلَحَ)(٤)(قُلْ إِي وَرَبِّي)(٥)(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ)(٦) ، ومن الساكن التنوين نحو : (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ)(٧)(طَعامٌ إِلَّا)(٨) ، ومن الآخر : لام التعريف بدليل سماع الوقف عليها عن العرب نحو : (الْأَرْضِ)(٩)(الْأُولى)(١٠) ، ومن الصحيح الياء والواو الساكن ما قبلهما (١١) نحو : (ابْنَيْ آدَمَ)(١٢)(خَلَوْا إِلى)(١٣)(وَلَوْ أَنَّهُمْ)(١٤) بخلاف ما قبلهما حركة مجانسة ، فلا ينقل إليهما كالألف نحو : (فِي أَنْفُسِكُمْ)(١٥)(قالُوا آمَنَّا)(١٦)(إِلَّا أَنَّهُمْ)(١٧) ، وبخلاف الآخر المتحرك ؛ لأنه لا يقبل حركة غيره إلا بعد سلب حركته ، وذلك غير سهل ، وبخلاف الساكن غير الآخر.

وعن حمزة فى الوقف خلف وعنده

روى خلف فى الوصل سكتا مقلّلا

(وعن حمزة فى) حال (الوقف خلف) في الساكن الآخر الصحيح ، روي عنه أنه [كان لا يخفف](١٨) الهمز بعده ، ولا ينقل (١٩) حركته إليه ، وروي

__________________

(١) [٢٧ ب / د].

(٢) في د : طلبا.

(٣) سقط من ز.

(٤) المؤمنون : (١).

(٥) يونس : (٥٣).

(٦) الجن : (١).

(٧) القلم : (٤٣).

(٨) الحاقة : (٣٦).

(٩) البقرة : (١١).

(١٠) القصص : (٤٣).

(١١) في ك : قبلها.

(١٢) المائدة : (٢٧).

(١٣) البقرة : (١٤).

(١٤) البقرة : (١٠٣).

(١٥) البقرة : (٢٣٥).

(١٦) البقرة : (١٤).

(١٧) التوبة : (٥٤).

(١٨) في د ، ز : لا يحقق.

(١٩) في د ، ز : نقل.

٩٠

عنه (١) أنه كان يخففه (٢) بنقل حركته إليه ، ووجه تخصيصه بالوقف على هذا تأكيد الثقل فيه حال التعب (٣) وكلال النفس ، (وعنده) أي : عند الساكن المذكور (روى خلف) عن حمزة (فى) حال (الوصل سكتا مقلّلا) لنستعين به على إخراج الهمز لصعوبته ، وبعد مخرجه ، وخصه بالساكن ؛ لتأهله للوقف عليه دون غيره ، وبالصحيح لحصول الاستعانة بما في غيره من المد / [٤٨ / ك].

ويسكت فى شيء وشيئا وبعضهم

لدى اللّام للتّعريف عن حمزة تلا

(ويسكت) أي : خلف عن حمزة (فى) الوصل على الياء في (٤) (شيء وشيئا) أيضا إلحاقا لهما بما تقدم ؛ لكثرة دورهما ، وخلاد يترك السكت عنه في جميع ما ذكر (وبعضهم لدى اللّام للتّعريف عن حمزة) من جهة خلف وخلاد معا (تلا) بالسكت.

وشيء وشيئا لم يزد ولنافع

لدى يونس آلآن بالنّقل نقّلا

(و) كذا (شيء وشيئا لم يزد) على هذه الثلاثة / (٥) ، وترك السكت (٦) فيما عداها ؛ فحصل عن حمزة طريقان (ولنافع لدى) سورة (يونس (آلْآنَ)) في الموضعين : قبل (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ)(٧) وقبل (وَقَدْ عَصَيْتَ)(٨) / (٩) (بالنّقل نقّلا) من طريق ورش وقالون معا أما ورش فعلى أصله [في النقل](١٠) ، وأما قالون فلما فيه من الثقل باجتماع همزتين ومدتين فخفف بحذف إحدى الهمزتين.

وقل عادا الأولى بإسكان لامه

وتنوينه بالكسر (ك) اسيه (ظ) لّلا

(وقل) قوله تعالى : (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ (عاداً الْأُولى)(١١) بإسكان لامه) المعرفة

__________________

(١) سقط من ز ، ك.

(٢) في ز : يحققه.

(٣) في د ، ز : النعت.

(٤) في د ، ز : من.

(٥) [٢٨ أ / د].

(٦) سقط من ز.

(٧) يونس : (٥١).

(٨) يونس : (٩١).

(٩) [١٩ ب / ز].

(١٠) زيادة من ز.

(١١) النجم : (٥٠).

٩١

(وتنوينه) أي : (عاداً) (بالكسر) لالتقاء الساكنين ، الذي هو قراءة ابن عامر ، والكوفيين ، وابن كثير (كاسيه ظلّلا) إذ جاء به على الأصل من عدم النقل ، وعلى اللغة الفاشية من كسر التنوين ؛ لملاقاة الساكن.

وأدغم باقيهم وبالنّقل وصلهم

وبدءهمو والبدء بالأصل فضّلا

(وأدغم) التنوين في اللام (باقيهم) أي : نافع وأبو عمرو طلبا للخفة (و) على الإدغام يكون (بالنّقل) (١) لحركة الهمزة إلى اللام (وصلهم وبدءهم) بالأولى مبالغة في التخفيف (والبدء بالأصل) وهو سكون اللام ، وتخفيف الهمزة بلا نقل (فضّلا) في وجه آخر.

لقالون والبصرى وتهمز واوه

لقالون حال النّقل بدءا وموصلا

(لقالون و) أبي عمرو (البصرى) على النقل السابق عنهما فيه ، ولا يأتي ذلك عنهما في الوصل ، ولا عن ورش مطلقا (وتهمز واوه) إبدالا في وجه ثالث (لقالون حال النّقل) لحركة الهمزة إلى اللام (بدءا وموصلا) فيقال : في البدء «والؤلى» بضم اللام ثم همزة ساكنة ، وفي الوصل (عادا لولى) كذلك مع تشديد اللام.

وتبدا بهمز الوصل فى النّقل كلّه

وإن كنت معتدّا بعارضه فلا

(وتبدأ) لنافع وأبي عمرو (بهمز الوصل فى النّقل كلّه) كما كان قبل النقل ؛ لعدم الاعتداد بالعارض (٢) / [٤٩ / ك] بما (٣) عرض فيه من الحركة (وإن كنت معتدّا بعارضه فلا) تبدأ بهمز الوصل استغناء عنه بحركة الساكن.

ونقل ردا عن نافع وكتابيه

بالاسكان عن ورش أصحّ تقبّلا

(ونقل) حركة الهمزة إلى الدال من قوله تعالى : (رِدْءاً يُصَدِّقُنِي)(٤) / (٥) فيصير (ردا) بوزن «معا» و «إلى» ، ورد (عن نافع) من طريق راوييه اتباعا

__________________

(١) في ز ، ك : وبالنقل.

(٢) سقط من ز ، ك.

(٣) في ك : مما.

(٤) القصص : (٣٤).

(٥) [٢٨ ب / د].

٩٢

للأثر ، وإن كان ليس من أصل قالون مطلقا ولا ورش ؛ لكونه لغير الآخر ، إذ هما في كلمة واحدة ، وقد قيل : إنه أصل لا نقل من قولهم : «أردى على المائة» إذا زاد عليها ، (كِتابِيَهْ) * إِنِّي ظَنَنْتُ)(١) (بالاسكان) للهاء وترك النقل (عن ورش أصحّ تقبّلا) من نقل حركة «إني» (٢) إلى الهاء الوارد (٣) عنه ايضا ، ووجهه أنها هاء السكت التي لا تدخل إلا في الوقف ووجودها في الأصل على نيته (٤) ، والوقف لا نقل فيه ، ومن نقل راعى اللفظ ، وصورة الاتصال فيه ، وعلم من تسمية (٥) من ذكر في الباب أنه لا نقل لغيرهم.

__________________

(١) الحاقة : (١٩ ، ٢٠).

(٢) في ز : آنية.

(٣) في د : الواو و.

(٤) في ك : صيغة ولا.

(٥) في ز : تسميته.

٩٣

باب وقف حمزة وهشام على الهمز

وحمزة عند الوقف سهّل همزه

إذا كان وسطا أو تطرّف منزلا

(وحمزة عند الوقف سهّل همزه) أي : خففه (١) بما يأتي من وجوه (٢) التخفيف ، فرارا من ثقله ، وهو في الوقف أشد لما تقدم (إذا كان) الهمز (وسطا) أي : حشوا (أو تطرّف منزلا) أما الثاني ؛ فلأنه محل الوقف الناشئ عنه زيادة الثقل ، ومحل التغييرات ، وأما الأول فلقربه منه فأجري مجراه بخلاف ما إذا كان بدأ / (٣) فلا يجري مجراه ؛ لبعده عنه.

فأبدله عنه حرف مدّ مسكّنا

ومن قبله تحريكه قد تنزّلا

(فأبدله) أي : الهمز في الحالين (عنه) أي : عن حمزة (حرف مدّ) ولين من جنس حركة ما قبله حال كونه (مسكّنا و) حال كونه (من قبله تحريكه قد تنزّلا) ، مثاله في المتوسط : (يَأْلَمُونَ)(٤) و (يَأْتُونَ)(٥) ، و (الذِّئْبُ)(٦) ، (وَبِئْرٍ)(٧) و (يُؤْمِنُونَ)(٨) [وفي المتطرف](٩) : (اقْرَأْ)(١٠) و (يَشاءُ)(١١) ، و (نَبِّئْ)(١٢) ، (وَهَيِّئْ)(١٣).

وليس في القرآن ساكن متطرف بعد ضمة ، وشمل المسكن ما كان أصلا كما مثل ، وما كان عارضا للوقف ، نحو : (بَدَأَ)(١٤) و (أَنْشَأَ)(١٥) و (يُبْدِئُ)(١٦)(وَيُنْشِئُ)(١٧) و (اللُّؤْلُؤُ)(١٨) / [٥٠ / ك] و (إِنِ امْرُؤٌ)(١٩).

__________________

(١) في ز : حفظه.

(٢) في د ، ز : وجوده.

(٣) [٢٠ أ / ز].

(٤) النساء : (١٠٤).

(٥) التوبة : (٥٤).

(٦) يوسف : (١٣).

(٧) الحج : (٤٥).

(٨) البقرة : (٣).

(٩) في ز : ويُوقِنُونَ* في التطرف.

(١٠) الإسراء : (١٤).

(١١) البقرة : (٩٠).

(١٢) الحجر : (٤٩).

(١٣) الكهف : (١٠).

(١٤) العنكبوت : (٢٠).

(١٥) الأنعام : (١٤١).

(١٦) البروج : (١٣).

(١٧) الرعد : (١٢).

(١٨) الرحمن : (٢٢).

(١٩) النساء : (١٧٦).

٩٤

فإن كان محركا أو ما قبله غير متحرك فله حكم آخر كما قال :

وحرّك به ما قبله متسكّنا

وأسقطه حتّى يرجع اللّفظ أسهلا

(وحرّك به) أي : بحركة الهمز إذا كان محركا (ما) أي : الذي (قبله) حال كونه ذلك الحرف (متسكّنا) بأن تنقلها إليه صحيحا كان أو حرف لين أو حرف مد ولين ، بخلاف الألف مطلقا ، والواو والياء الزائدتين كما سيأتي.

(وأسقطه) أي : الهمز بعد النقل (حتّى يرجع اللّفظ) بذلك (أسهلا) مما كان لما (١) فيه من الخفة ، مثاله في المتوسط : (يَسْئَلُونَ)(٢) و (يَجْأَرُونَ)(٣) و (مسؤلا) (٤) و (مذؤما) (٥) ، وفي المتطرف (جُزْءاً)(٦) و (مِلْءُ)(٧) و (الْمَرْءِ)(٨) و (الْخَبْءَ)(٩) فيقال : في الوقف : (يسلون) و (يجرون) [و (مسولا) و (مذوما)](١٠) و (جز) و (مل) و (الخب) و (المر) ، فيتعذر (١١) السكون في الوقف غيره في الوصل ، وكذا (شَيْئاً)(١٢)(١٣) ، و (كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)(١٤) ، و (سَوْآتِهِما)(١٥) ، و (شَيْءٍ)(١٦) ، و (السَّيِّئِ)(١٧) ، و (ظَنَّ السَّوْءِ)(١٨) ، و (سِيئَتْ)(١٩) ، و (السُّواى)(٢٠) ، (وَجِيءَ)(٢١) ، و (سِيءَ)(٢٢) ، و (السُّوءَ)(٢٣) ،

__________________

(١) سقط من د.

(٢) البقرة : (٢٧٣).

(٣) المؤمنون : (٦٤).

(٤) الأعراف : (٣٤).

(٥) الأعراف : (١٨).

(٦) البقرة : (٢٦٠).

(٧) آل عمران : (٩١).

(٨) البقرة : (١٠٢).

(٩) النمل : (٢٥).

(١٠) سقط من ك.

(١١) في ك : فيقدر.

(١٢) البقرة : (٤٨).

(١٣) في د : يشاء.

(١٤) آل عمران : (٤٩).

(١٥) الأعراف : (٢٠).

(١٦) البقرة : (١١٣).

(١٧) فاطر : (٤٣).

(١٨) الفتح : (٦).

(١٩) الملك : (٢٧).

(٢٠) الروم : (١٠).

(٢١) الزمر : (٦٩).

(٢٢) هود : (٧٧).

(٢٣) النساء : (١٧).

٩٥

و (الْمُسِيءُ)(١).

سوى أنّه من بعد ما ألف جرى

يسهّله مهما توسّط مدخلا

(سوى أنّه من بعد ما ألف جرى) الهمز فلا ينقله حمزة ؛ لعدم إمكان تحريك الألف ؛ بل (يسهّله) بين بين (مهما توسّط مدخلا) نحو : (أَبْنائِكُمُ)(٢) و (شُرَكائِكُمْ)(٣) و (دُعاءً)(٤) و (غُثاءً)(٥).

ويبدله مهما تطرّف مثله

ويقصر أو يمضي على المدّ أطولا

(ويبدله مهما تطرّف) ألفا (مثله) نحو : (الضَّرَّاءُ)(٦) ، و (السَّرَّاءِ)(٧) و (السَّماءِ)(٨) و (الْماءُ)(٩)(أَسْماءٍ)(١٠)](١١) ، و (شاءَ)(١٢) ، و (آناءَ)(١٣)(١٤) ، وحينئذ تلتقي الألفان ، وهما ساكنان ، فيحذف إحداهما (ويقصر) على تقدير أن المحذوف الأولى ؛ لأن الثانية المبدلة من الهمز الساكن لا تمد (أو يمضي على المدّ أطولا) على تقدير أن المحذوفة (١٥) الثانية مع الاعتداد بهمزها.

ويدغم فيه الواو والياء مبدلا

إذا زيدتا من قبل حتّى يفصّلا

(ويدغم) حمزة (فيه) أي : في الهمز (الواو والياء) الواقعين قبله حال كونه (مبدلا) للهمز واوا وياء (إذا زيدتا من قبل حتّى يفصّلا) أي : يفرق بين الزائد والأصلي ؛ لأن الزائد لا أصل له في الحركة ، فلم يجىء فيه النقل بخلاف الأصلي ، مع تعذر التسهيل ليس / (١٦) فيهما من (١٧) قوة

__________________

(١) غافر : (٥٨) ، وهي في ك : النَّسِيءُ.

(٢) النساء : (٢٣).

(٣) يونس : (٣٤).

(٤) البقرة : (١٧١).

(٥) المؤمنون : (٤١).

(٦) الأعراف : (٩٥).

(٧) آل عمران : (١٣٤).

(٨) البقرة : (١٩) ، وهي سقط من ز.

(٩) البقرة : (٧٤).

(١٠) الأعراف : (٧١).

(١١) زيادة من ز.

(١٢) البقرة : (٢٠).

(١٣) آل عمران : (١١٣).

(١٤) في د : أَفاءَ* ، وفي ز : «رؤف».

(١٥) في د : المحذوف.

(١٦) [٢٩ ب / د].

(١٧) في ز : مع.

٩٦

المد ما يفصل بين الساكنين كما في الألف ، والحذف (١) لما فيه من الإخلال لعدم الدليل عليه ، مثاله : (قُرُوءٍ)(٢) ، و (خَطِيئَةً)(٣) ، و (بَرِيءٌ)(٤) ، و (النَّسِيءُ)(٥).

ويسمع بعد الكسر والضّمّ همزه

لدى فتحه ياء وواوا محوّلا

(ويسمع) / [٥١ / ك] (بعد) حركة (الكسر والضّمّ همزه لدى فتحه) أي : الهمز (ياء) راجع إلى ما بعد (٦) الكسر (وواوا) راجع إلى ما بعد الضم (محوّلا) نحو : (خاطِئَةٍ)(٧) ، و (ناشِئَةَ)(٨) ، و (مِائَةَ)(٩) ، و (فِئَةٍ)(١٠) ، [و (يُؤَيِّدُ)(١١) ، و (يُؤَلِّفُ)(١٢)](١٣) ، و (يُؤَخِّرَ)(١٤) ، و (مُؤَجَّلاً)(١٥) ، وإنما خفف بذلك لتعذر النقل بتحريك ما قبله ، والتسهيل بلزوم إيلاء الألف غير فتحة.

وفى غير هذا بين بين ومثله

يقول هشام ما تطرّف مسهلا

(وفى غير هذا) المذكور / (١٦) من الهمز المتحرك (١٧) بعد حركة ، وهو سبعة أنواع مفتوح بعد مفتوح (١٨) ، ومكسور ، ومضموم بعد كل من الحركات الثلاث ، نحو : (سالتهم) و (خاطيين) ، و (بيس) و (سيلت) ، و (روسكم) ، و (روف) ، و (مستهزون) يسهل (١٩) الهمز (بين) لفظه و (بين) حرف حركته ؛ لأنه القياس ، ولا مانع ، هذا تمام مذهب حمزة في الهمز حال الوقف (ومثله يقول هشام) لكن في (ما تطرّف) فقط دون ما توسط

__________________

(١) في ز : الهمز.

(٢) البقرة : (٢٢٨).

(٣) النساء : (١١٢).

(٤) الأنعام : (١٩).

(٥) التوبة : (٣٧).

(٦) في ز : بعده.

(٧) العلق : (١٦).

(٨) المزمل : (٦).

(٩) البقرة : (٢٥٩).

(١٠) البقرة : (٢٤٩).

(١١) آل عمران : (١٣).

(١٢) النور : (٤٣).

(١٣) آل عمران : (١٤٥).

(١٤) في د ، ز : مؤيد ومؤلف.

(١٥) المنافقون : (١١).

(١٦) [٢٠ ب / ز].

(١٧) في د ، ز : المحرك.

(١٨) في ز : فتحة.

(١٩) في ك : بغير.

٩٧

لاختصاص الطرف بأنه موضع الاستراحة فيخففه (مسهلا) ، ثم تمم الناظم بفروع ؛ فقال :

ورئيا على إظهاره وادّغامه

وبعض بكسر الها لياء تحوّلا

(ورئيا) إذا [فعل فيه في](١) الوقف ما تقدم من إبدال الهمزة (٢) ياء ساكنة لسكونه بعد كسر جار (على) وجهين : (إظهاره) فيقال : (وَرِءْياً)(٣) مراعاة للأصل ، وعدم اعتداده بالعارض (وادّغامه) فيقال : «ريّا» مراعاة للفظ حيث اجتمع مثلان ، أولهما ساكن ، وللرسم فإنه لم يكتب إلا بياء واحدة ، ومثله فيما ذكر (تُؤْوِي)(٤) و (تُؤْوِيهِ)(٥) (وبعض) من القراء أخذ (بكسر الها) بدل الضم (لياء) (٦) أي : لأجل ياء (تحوّلا) عن الهمز.

كقولك أنبئهم ونبّئهم وقد

رووا أنّه بالخطّ كان مسهّلا

(كقولك) قارئا (أَنْبِئْهُمْ) بِأَسْمائِهِمْ)(٧) / (٨)(وَنَبِّئْهُمْ) عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ)(٩) ، (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ)(١٠) ولا رابع لها ، وغير هذا البعض يقرأ بضم [الهاء إبقاء](١١) على الأصل ، والأول راعى اللفظ معتدّا بالعارض (وقد رووا) أي : روى سليم عن حمزة غير ما تقدم عنه (أنّه) أي : الهمز (بالخطّ) أي : بحسب رسم المصحف (كان مسهّلا) حال / [٥٢ / ك] الوقف.

ففى اليا يلى والواو والحذف رسمه

والاخفش بعد الكسر ذا الضّمّ أبدلا

(ففى اليا يلى و) في (الواو و) في الألف وفي (الحذف) أي : يتبع

__________________

(١) في ز : فصل فيه.

(٢) في د : الهمز.

(٣) مريم : (٧٤).

(٤) الأحزاب : (٥١).

(٥) المعارج : (١٣).

(٦) سقط من د.

(٧) البقرة : (٣٣).

(٨) [٣٠ أ / د].

(٩) الحجر : (٥١).

(١٠) القمر : (٢٨).

(١١) في ك : الياء.

٩٨

(رسمه) بأن يبدل ما رسم بالياء ك (نِسائِكُمْ)(١) و (أَبْنائِكُمُ)(٢) ، و (مَوْئِلاً)(٣) ياء خالصة ، وما رسم بالواو ك (أَبْناؤُكُمْ)(٤) ، و (نِساؤُكُمْ)(٥) ، و (يَذْرَؤُكُمْ)(٦) واوا خالصة ، وما رسم بالألف ك (سَأَلَ)(٧) و (امْرَأَتَهُ)(٨) و (اشْمَأَزَّتْ)(٩) ألفا خالصة ، ويحذف ما لم يصور بشيء ك (المودة) بوزن : «الموزة» ، و (ريا) و (شيء) ، وكله على غير قياس اتباعا للرسم (والاخفش) الأوسط أبو الحسن تلميذ سيبويه (بعد الكسر) للهمز (ذا الضّمّ) ك (أُنَبِّئُكُمْ)(١٠) و (سَنُقْرِئُكَ)(١١) ، و (يَسْتَهْزِؤُنَ)(١٢) (أبدلا)

بياء وعنه الواو فى عكسه ومن

حكى فيهما كاليا وكالواو أعضلا

(بياء) خالصة [خلافا لما تقدم من تسهيله](١٣) بينه ، وبين الواو (وعنه) أيضا (الواو) تبدل (فى عكسه) أي : في الهمز المكسور بعد الضم ك (يَسْئَلُونَ)(١٤) ، و (سُئِلَتْ)(١٥) خلاف ما تقدم من تسهيله بينه وبين الياء الذي هو رأي سيبويه في الأمرين ، وخالفه فيهما لما قال : إنه يلزم من الأول وقوع ما كواو ساكنة بعد كسرة ، ومن الثاني ما كياء ساكنة بعد ضمة ، وذلك لا يوجد في كلامهم ، وعورض بأن فيما ذهب إليه وقوع ياء مضمومه بعد كسرة وواو مكسورة بعد ضمة ، وهو مرفوض في كلامهم أيضا (ومن حكى) عن الأخفش (فيهما) أنه جعل الأول مسهلا (كاليا و) الثاني مسهلا (كالواو) فرارا عما عورض / (١٦) به فقد (أعضلا)/ (١٧) أيضا

__________________

(١) البقرة : (١٧٨).

(٢) النساء : (٢٤).

(٣) الكهف : (٥٨).

(٤) النساء : (١١).

(٥) البقرة : (٢٢٣).

(٦) الشورى : (١١).

(٧) المعارج : (١).

(٨) الأعراف : (٨٣).

(٩) الزمر : (٤٥).

(١٠) المائدة : (٦٠).

(١١) الأعلى : (٦).

(١٢) الحجر : (١١).

(١٣) في د ، ك : خلاف ما تقدم من تسهيله بين.

(١٤) البقرة : (٢٧٣).

(١٥) التكوير : (٨).

(١٦) [٢١ أ / ز].

(١٧) [٣٠ ب / د].

٩٩

أي : أتى بأمر معضل لا خلاص منه ؛ لما فيه من التسهيل بحركة ما قبل الهمز ، وإنما المعهود (١) بحركته هو.

ومستهزءون الحذف فيه ونحوه

وضمّ وكسر قبل قيل وأخملا

(ومستهزءون الحذف فيه) اتباعا للرسم كما تقدم (ونحوه) مما فيه همز مضموم بعد كسرة ، وبعده واو ساكنة ك (خاطئون) (فَمالِؤُنَ)(٢)(يَسْتَنْبِئُونَكَ)(٣)(لِيُواطِؤُا)(٤) ومعلوم أنه إذا (٥) حذف تبقى فيه الواو ساكنة (وضمّ وكسر) لما (٦) (قبل) كلاهما قد (قيل) الثاني إبقاء لما كان ، وعدم اعتداد بعارض الحذف ، والأول نظرا إلى صورة اللفظ (و) كلا الوجهين قد (أخملا) أي : ضعفا لما في الأول / [٥٣ / ك] من النقل إلى متحرك ، وفي الثاني [من سكون](٧) واو بعد كسرة ، وذلك لا يوجد في كلامهم.

وما فيه يلفى واسطا بزوائد

دخلن عليه فيه وجهان أعملا

(وما فيه يلفى) الهمز (واسطا) أي : في وسط الكلمة حال كونه (بزوائد دخلن عليه) ، ولو جرد منها كان أولا (فيه وجهان أعملا) التحقيق نظرا للفظ ، وإنما صار كالكلمة الواحدة والتحقيق نظرا للأصل.

كما ها ويا واللّام والبا ونحوها

ولا مات تعريف لمن قد تأمّلا

(كما) في (ها) التنبيه مع [أولاء وأنتم نحو](٨) : (هؤُلاءِ)(٩)(ها أَنْتُمْ)(١٠) (ويا) النداء مع منادى (١١) أوله همزة ك (يا أَيُّهَا)(١٢)(يا آدَمُ)(١٣)

__________________

(١) في د : المشهود.

(٢) الصافات : (٦٦).

(٣) يونس : (٥٣).

(٤) التوبة : (٣٧).

(٥) زيادة من ز.

(٦) سقط من ك.

(٧) سقط من ك.

(٨) في ز : أولى وأنتم و.

(٩) البقرة : (٣١).

(١٠) آل عمران : (٦٦).

(١١) في ك : المنادى.

(١٢) البقرة : (٢١).

(١٣) البقرة : (٣٣).

١٠٠