جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المحقق: أبو عاصم حسن بن عبّاس بن قطب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥
وعند حروف الحلق للكلّ أظهرا |
|
(أ) لا (ه) اج (ح) كم (ع) مّ (خ) اليه (غ) فّلا |
(وعند حروف الحلق للكلّ) من القراء (أظهرا) أي : التنوين ، والنون الساكنة لبعد [مخارجها من](١) مخرجها ، ومسوغ الإدغام إنما هو التقارب ، وحروف الحلق ستة : الهمزة والهاء من أقصاه ، والحاء والعين من أوسطه ، والخاء والغين من أدناه يجمعها أوائل قوله : (ألا هاج حكم عمّ خاليه غفّلا).
مثاله : (مَنْ آمَنَ)(٢)(مَنْ هاجَرَ)(٣)(مِنْ حَكِيمٍ)(٤)(يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(٥)(يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)(٦)(نارٌ حامِيَةٌ) (١١) (٧).
وقلبهما ميما لدى البا وأخفيا |
|
على غنّة عند البواقى ليكملا |
(وقلبهما) أي : التنوين والنون الساكنة (ميما) كائن (٨) (لدى البا) لكل القراء ، وذلك بدل الإدغام ، [إلا أن يكون](٩) فيه غنة ؛ لأن الميم الساكنة تصحبها الغنة نحو : (أَنْ بُورِكَ)(١٠)(أَنْبِئْهُمْ)(١١)(سَمِيعٌ بَصِيرٌ)(١٢).
ووجهه : تعذر الإدغام لبعد المخرج ، وقبح الإظهار للكلفة من أجل الاحتياج إلى إخراجهما (١٣) من مخرجهما على ما يجب لهما (١٤) من التصويب بالغنة [فيحتاج الناطق ، إلى فتور يشبه الوقف ، فإخراج الهاء بعدهما من مخرجها يمنع من التصويت](١٥) بالغنة من أجل انطباق
__________________
(١) سقط من ز.
(٢) البقرة : (٦٢).
(٣) الحشر : (٩).
(٤) فصلت : (٤٢).
(٥) النمل : (٨٩).
(٦) الغاشية : (٢).
(٧) الهمزة : (١١).
(٨) سقط من ز.
(٩) في ز : الآن.
(١٠) النمل : (٨).
(١١) البقرة : (٣٣).
(١٢) الحج : (٦١).
(١٣) في د : إخراجها.
(١٤) في د ، ك : لها.
(١٥) سقط من د.
الشفتين ، وقبح الإخفاء للأمرين ؛ لأنه بين الإدغام والإظهار ، فأبدلا حرفا يواخيهما في الغنة والباء في المخرج ، محافظة على المصلحتين ، ولم يخف الإلباس في وسط الكلمة ، إذ (١) لم تقع الميم الساكنة قبل الباء في شيء من كلامهم.
(وأخفيا) أي : التنوين والنون الساكنة إخفاء كائنا (على غنّة عند البواقى) من الحروف لكل القراء ووجهه أنهن (٢) لم يبعدن منهما بعد حروف الحلق ، فيجب الإظهار ، ولم يقربن قرب / [١٤ / ك] حروف «يرملون» فيجب الإدغام فأعطين حكما متوسطا بينهما ، ويفارق الإخفاء الإدغام بأنه لا تشديد فيه ، وأنه / (٣) عند الحرف لا فيه والإدغام عكسه ، وقد ختم بذكر الإخفاء (ليكملا) أحكام التنوين والنون الساكنة بالنسبة إلى جميع الحروف.
__________________
(١) في د : إذا.
(٢) في ز ، ك : أنه.
(٣) [٣٧ أ / د].
(باب الفتح والإمالة)
إضجاعا (و) الإمالة (بين اللّفظين).
الأول : استقامة النطق بالألف والفتحة ، وهو الأصل ، والثاني / (١) : انحرافه بهما متناهيا إلى الياء والكسرة ، والثالث : متوسطا بين بين.
وحمزة منهم والكسائىّ بعده |
|
أمالا ذوات الياء حيث تأصّلا |
(وحمزة منهم والكسائىّ بعده أمالا) ألفات الكلم (ذوات الياء) من الأسماء والأفعال (حيث تأصّلا) فيها الياء (٢) ، وكانت الألف منقلبة عنها (٣).
وتثنية الأسماء تكشفها وإن |
|
رددت إليك الفعل صادفت منهلا |
(وتثنية الأسماء تكشفها) عند الالتباس : هل هي يائية أم لا؟ فإن التثنية ترد الأشياء إلى أصولها ، فهديان دلت على أن «هدى» يائي ، وعصوان دلت على أن «عصى» واوي (وإن رددت إليك الفعل) أي : وصلته بضمير نفسك (صادفت منهلا) يروى «عليك» عند الالتباس (٤) في الأفعال فتعرف منه : أيائي هو أم لا؟ (٥) ، فإن الضمير أيضا يرد الأشياء إلى أصولها ، فرميت تدل على أن «رمى» يائي ، وعفوت تدل على [أن «عفى»](٦) واوي.
هدى واشتراه والهوى وهداهم |
|
وفى ألف التّأنيث فى الكلّ ميّلا |
كما قال (هدى واشتراه) من الأفعال (والهوى وهداهم) من الأسماء كلها يائية ؛ لقولك في الأولين (٧) : هديت واشتريت ، وفي الأخيرين (٨) : هويان وهديان ، فتأمل (٩) (وفى ألف التّأنيث فى الكلّ ميّلا) أي : حمزة
__________________
(١) [٢٥ أ / ز].
(٢) سقط من د.
(٣) في ك : عن ياء.
(٤) في ك : الإلباس.
(٥) في ز : واوي.
(٦) في ز : أنه بمعنى.
(٧) في د : الأول.
(٨) في ك : الآخرين.
(٩) زيادة من ز.
والكسائي ، وإن كانت زائدة غير منقلبة حملا على الأصلية المنقلبة عن الياء بجامع قلبها (١) ياء في التثنية والجمع.
وكيف جرت فعلى ففيها وجودها |
|
وإن ضمّ أو يفتح فعالى فحصّلا |
(وكيف جرت فعلى) بفتح الفاء و (٢) كسرها و (٣) ضمها (ففيها وجودها) أي : ألف التأنيث كمرضى ، وسيما ، ودنيا.
(وإن ضمّ أو يفتح) فا (فعالى) ففيه وجود ألف التأنيث أيضا (فحصّلا) ك (فُرادى)(٤) ، (نَصارى)(٥).
وفى اسم فى الاستفهام أنّى وفى متى |
|
معا وعسى أيضا أمالا وقل بلى |
(و) أوقعا / [٦٥ / ك] أيضا الإمالة و (فى اسم / (٦) فى الاستفهام) وهو (أنّى) نحو : (أَنَّى لَكِ هذا)(٧) (أنى تؤفكون) (وفى متى معا) الأول لشبهه ب «فعلى» ، والثاني [لقلب ألفه](٨) في التثنية ياء (وعسى أيضا أمالا) لأنه فعلى يائي بدليل عسيت ، ولا عبرة بقول بعضهم : إنه حرف ، ولهذا الخلاف أفرده المصنف بالذكر مع دخوله في الضابط السابق (وقل) أمالا أيضا (بلى) ، وإن كان حرفا ، والإمالة قليلة في الحروف لضعفها وجمودها لما قيل من (٩) أن أصله بل زيدت عليه ألف التأنيث ، كما زيدت التاء في «رب» ، و «ثمّ» ؛ لتأنيث الكلمة.
وما رسموا بالياء غير لدى وما |
|
زكى وإلى من بعد حتّى وقل على |
(و) أمالا أيضا (ما رسموا) في المصحف (بالياء) مما لم يتقدم ذكره ، وأصله الواو اتباعا للرسم (غير) خمس كلمات (لدى) في سورة «غافر» ،
__________________
(١) في د : قلبهما.
(٢) في ك : أو.
(٣) في ك : أو.
(٤) الأنعام : (٩٤).
(٥) البقرة : (١١١).
(٦) [٣٧ ب / د].
(٧) آل عمران : (٣٧).
(٨) في ك : لقلبه ألفا.
(٩) سقط من د.
أما الذي في سورة «يوسف» عليهالسلام ، فإنه رسم بالألف (و (ما زَكى) مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ)(١) في سورة «النور» (وإلى من بعد حتّى وقل على) ؛ لأن الثلاث حروف لا مدخل لها في الإمالة ، [ولدى اسم](٢) فعل واوي يقال [فيها : لدوان](٣) وإنما كتب بالياء تشبيها ب «قضى» و «رمى» من حيث كونها مع الظاهر بالألف ومع المضمر بالياء ، ولا يلزم من هذه النسبة التسوية في كل الأحوال.
وكلّ ثلاثىّ يزيد فإنّه |
|
ممال كزكّاها وأنجى مع ابتلى |
(وكلّ ثلاثىّ يزيد) حرفا أو أكثر (فإنّه ممال) لحمزة والكسائي ، وإن كان ثلاثيه من ذوات الياء (٤) (كزكّاها وأنجى مع ابتلى) لقلب ألفه ، والحالة هذه أخذه / (٥) ياء مع الضمير ك «زكيت» و «أنجيت» و «ابتليت» ، ويقال في ثلاثة : «زكوت» ، و «نجوت» ، و «بلوت» وشملت الزيادة حرف المضارعة ك «يرضى» ، و «يبلى».
ولكنّ أحيا عنهما بعد واوه |
|
وفيما سواه للكسائىّ ميّلا |
(ولكنّ أحيا) أميل (عنهما بعد واوه) في قوله تعالى في سورة «النجم» : (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا)(٦) (وفيما سواه)/ (٧) نحو : (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ)(٨)(إِنَّ الَّذِي أَحْياها)(٩) (للكسائىّ ميّلا) دون حمزة.
ورؤياى والرّؤيا ومرضات كيفما |
|
أتى وخطايا مثله متقبّلا |
(و) ميل للكسائي وحده أيضا (رؤياى) المضاف إلى ياء المتكلم (والرّؤيا) المعرف باللام (ومرضات كيفما أتى) أي : منصوبا مجرورا مضافا إلى الظاهر وإلى المضمر ، (وخطايا مثله) أي : كيفما أتى / [٦٦ / ك] مضافا إلى ضمير
__________________
(١) النور : (٢١).
(٢) في د : وزكى. وسقط من ز.
(٣) في ز ، ك : فيه : لدواني.
(٤) في د ، ز : الواو.
(٥) [٢٥ ب / ز].
(٦) النجم : (٤٤).
(٧) [٣٨ أ / د].
(٨) البقرة : (١٦٤).
(٩) فصلت : (٣٩).
المتكلمين أو المخاطبين أو الغائبين نحو : (خَطايانا) (١) (خَطاياكُمْ) (٢) (خَطاياهُمْ) (٣) (متقبّلا).
ومحياهم أيضا وحقّ تقاته |
|
وفى قد هدان ليس أمرك مشكلا |
(ومحياهم) المضاف إلى ضمير الغائبين (أيضا و (حَقَّ تُقاتِهِ)) في «آل عمران» (٤) (وفى) وَ (قَدْ هَدانِ) في «الأنعام» (٥) (ليس أمرك مشكلا)
وفى الكهف أنسانى ومن قبل جاء من |
|
عصانى وأوصانى بمريم يجتلا |
(وفى الكهف) وما (أنسانى ومن قبل جاء) في سورة «إبراهيم» (وَ (مَنْ عَصانِي) فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٦) (وَأَوْصانِي) بِالصَّلاةِ) (٧) (بمريم يجتلا).
وفيها وفى طس آتانى الّذى |
|
أذعت به حتّى تضوّع مندلا |
(وفيها) أي (٨) : سورة «مريم» (وفى) سورة (طس (آتانِيَ) الْكِتابَ) (٩) (فَما آتانِيَ اللهُ) (١٠) جملة ما تفرد به الكسائي هذا (الذّى أذعت به) أي : أفشيته بسرده (حتّى تضوّع مندلا) أي : فاح طيبا ، وكلها على شرط الإمالة ، وإنما لم يملها حمزة اتباعا للأثر.
وحرف تلاها مع طحاها وفى سجى |
|
وحرف دحاها وهى بالواو تبتلا |
(وحرف تلاها مع طحاها وفى سجى وحرف دحاها) يمال للكسائي وحده أيضا (وهى بالواو) حين (تبتلا) فلهذا لم يملها حمزة ، وأما الكسائي فناسب بها ما قبلها وما بعدها من الفواصل اليائية الممالة ، وذلك من الأسباب المعروفة (١١) للعرب.
وأمّا ضحاها والضّحى والرّبا مع ال |
|
قوى فأمالاها وبالواو تختلا |
__________________
(١) طه : (٧٣).
(٢) البقرة : (٥٨).
(٣) العنكبوت : (١٢).
(٤) آل عمران : (١٠٢).
(٥) الأنعام : (٨٠).
(٦) إبراهيم : (٣٦).
(٧) مريم : (٣١).
(٨) في ز ، ك : في.
(٩) مريم : (٣٠).
(١٠) النمل : (٣٦).
(١١) في د ، ز : المعروف.
(وأمّا ضحاها والضّحى والرّبا مع القوى فأمالاها) كلاهما (و) هي (بالواو تختلا) بالخاء المعجمة تستفاد استعارة من الاختلا (١) ، وهو قطع الخلا أي : الرطب من المرعى بدليل «ضحوة» و «ربوة» ، و «قوة» ، ولكن نظرا (٢) إلى تثنيتها بالياء عند كثير من العرب فرارا من الواو بعد الضم أو الكسر مع كسر أول الربا ، والباقي بالياء ، ووقوعه فاصلة ممالا كأخواتها.
ورؤياك مع مثواي عنه لحفصهم |
|
ومحياي مشكاة هداى قد انجلا |
(ورؤياك) ممال (مع مثواى) المضاف إلى / (٣) ضمير المخاطب (عنه) أي : الكسائي (لحفصهم) دون أبي الحارث (ومحياى) المضاف إلى ياء المتكلم ، و (مشكاة) و (هداى) أي : المضاف إلى ياء المتكلم (قد انجلا) كذلك أيضا ، وكلها يائية إلا مشكاة فللكسرة قبل الألف ، وترك الإمالة الكل لأبي الحارث وحمزة اتباعا للأثر.
وممّا أمالاه أواخر آى ما |
|
بطه وآى النّجم كى تتعدّلا |
(وممّا أمالاه) أي : حمزة والكسائي (أواخر آى ما بطه و) وآخر (آى النّجم) وإن كان بعضها واويّا (كى تتعدّلا) أي : تتساوى الآي في الإمالة ، وذلك أمر مستحق عند العرب ، يميلون الواوي الواقع مع الياء للمناسبة.
وفى الشّمس والأعلى وفى اللّيل |
|
وفى اقرأ وفى والنّازعات تميّلا |
والضّحى
(وفى) سورة / (٤) (الشّمس والأعلى وفى اللّيل والضّحى وفى اقرأ وفى والنّازعات تميّلا) / [٦٧ / ك] أواخر آيها الواوية أيضا لما ذكر.
ومن تحتها ثمّ القيامة ثمّ فى ال |
|
معارج يا منهال أفلحت منهلا |
(ومن تحتها) أي : «عبس» (ثمّ القيامة ثمّ فى المعارج) أمالا أيضا أواخر آيها الواوية كذلك فهذه أحد عشرة سورة (يا منهال) أي : يا كثير الإنهال ،
__________________
(١) في ك : الإخلاء.
(٢) في ز : نظر.
(٣) [٣٨ ب / د].
(٤) [٢٦ أ / ز].
أي : العطية (أفلحت منهلا) بضم أوله أي : معطيا.
رمى (صحبة) أعمى فى الاسراء ثانيا |
|
سوى وسدى فى الوقف عنهم تسبّلا |
(رمى) في (١) «الأنفال» في قوله : (وَلكِنَّ اللهَ رَمى)(٢) أماله (صحبة) أي : أبو بكر وحمزة والكسائي ، وأمالوا أيضا (أعمى فى الاسراء ثانيا) أي : [قوله : (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى)(٣) ، وأماله : (مَكاناً (سُوىً)(٤) و) (أَنْ يُتْرَكَ (سُدىً)(٥) فى الوقف) خاصة (عنهم) أي : أبي بكر وحمزة والكسائي (تسبّلا)](٦) أي : [تقيس وثبت](٧).
وراء تراءى (ف) از فى شعرائه |
|
وأعمى فى الاسرا (ح) كم (صحبة) اوّلا |
(وراء تراء) أي (٨) : الجمعان (فاز) بالإمالة لحمزة (فى شعرائه [وأعمى) أماله](٩) (فى الاسرا حكم صحبة أوّلا) أي (١٠) : أبي بكر وأبي عمرو وحمزة والكسائي [حال كونه](١١) (أولا) ، أي : قوله : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى)(١٢) الثلاثة سووا بين اللفظين ، وهما يائيان ، وأبو عمرو غاير بينهما ؛ لتغايرهما في المعنى ؛ لأن الأول صفة لا تفضيل فيه ، والثاني للتفضيل فحسن التغاير في اللفظ أيضا ، وخص الأول بالإمالة ؛ لأن ألفه آخر (١٣) حقيقة ، والإمالة / (١٤) أنسب بالآخر ، لأنها تغيير وأما الثاني فلاحتياجه إلى الصلة ممن كانت ألفه كأنها وسط الكلمة والحجة باتباع الأثر هي العمدة فيه ، وفي سائر ما ذكر ويذكر من التفرقة.
__________________
(١) في د : وفي.
(٢) الأنفال : (١٧).
(٣) الإسراء : (٧٢).
(٤) طه : (٥٨).
(٥) القيامة : (٣٦).
(٦) سقط من ز.
(٧) في ك : أي تحسن وتثبت.
(٨) سقط من ك.
(٩) في د : إمالته (وأعمى).
(١٠) سقط من ك.
(١١) سقط من د.
(١٢) الإسراء : (٧٢).
(١٣) في ك : أمر.
(١٤) [٣٩ أ / د].
وما بعد راء (ش) اع (ح) كما وحفصهم |
|
يوالى بمجراها وفى هود أنزلا |
(وما بعد راء) من الألفات المنقلبة عن الياء (١) ك (الْقُرى)(٢) ، و (نَرَى)(٣) و (أدرى) ، وألفات التأنيث ك (أَسْرى)(٤) ، و (ذِكْرى)(٥) ، و (يُسْراً)(٦) (شاع حكما) في الإمالة لحمزة والكسائي وأبي عمرو (وحفصهم يوالى) أي : يتابع المذكورين (بمجراها) خاصة اتباعا للأثر (وفى هود أنزلا).
نأى (ش) رع (ي) من باختلاف وشعبة |
|
فى الاسرا وهم والنّون (ض) وء (س) نا (ت) لا |
وإمالة الألف من (نَأى) بِجانِبِهِ)(٧) في «فصلت» (شرع يمن) أي : قرأ به حمزة والكسائي بلا خلاف ، والسوسي (باختلاف) عنه (وشعبة) أماله (في الاسرا وهم) أي : حمزة والكسائي والسوسي ، بخلفه أيضا (والنّون) من «نأى» في السورتين إمالتها (ضوء سنا تلا) أي : قرأ بها خلف ، وأبو الحارث ، والدوري عن الكسائي.
إناه (ل) ه (شا) ف وقل أو كلاهما |
|
(ش) فا ولكسر أو لياء تميّلا |
وإمالة ألف (إناه) في «الأحزاب» (له) دليل (شاف) إذ قرأ به هشام وحمزة والكسائي ، وهو يائي ، ولذا رسم بها (وقل) إمالة (أو كلاهما) في «الإسراء» (شفا) إذ قرأ به حمزة والكسائي ، وقد اختلف هل هو (ولكسر) (٨) في الكاف (أولياء) انقلبت عنها ألف كلا (تميّلا) / [٦٨ / ك] والأول مذهب الكسائي (٩) ، والثاني مذهب سيبويه.
وذو الرّاء ورش بين بين وفى أرا |
|
كهم وذوات اليا له الخلف جمّلا |
__________________
(١) في ك : ياء.
(٢) الأنعام : (٩٢).
(٣) البقرة : (٥٥).
(٤) الأنفال : (٦٧).
(٥) الأنعام : (٦٩).
(٦) الشرح : (٥).
(٧) الإسراء : (٨٣).
(٨) في د : لكسر.
(٩) في ز : الأخفش.
(وذو الرّاء) أي : الألف الواقع بعدها السابق إمالته عن حمزة والكسائي وأبي عمرو ، إمالة (ورش بين بين) لا إضجاعا لحصول الغرض بذلك لما قيل : إن للعرب في كسر الراء رأيا ليس لها في غيره (وفى) (وَلَوْ (أَراكَهُمْ) كَثِيراً)(١) (و) جميع الألفات (ذوات اليا) اللاتي ليس قبلهن / (٢) راء (له) أي : لورش (الخلف) بالفتح والإمالة اليسيرة (جمّلا).
[ووجه استثنائه](٣) من ذوات الراء / (٤)(أَراكَهُمْ)(٥) على الفتح ، وقوع ضميرين متصلين بعد ألفه.
ولكن رءوس الآى قد قلّ فتحها |
|
له غير ما ها فيه فاحضر مكمّلا |
(ولكن رءوس الآي) في السور الإحدى عشر السابقة (قد قلّ فتحها) أي : تمال بين بين (له) أي : لورش (غير ما ها) مؤنث بعد الألف (فيه) فإنه لا يميله أصلا لبعد ألفه عن الطرف ك (ضُحاها)(٦) ، و (طَحاها)(٧) ، والمراد من الواوي لما تقدم الذي لا راء فيه بخلاف اليائي ك (بَناها)(٨) ، و «سواها» (٩) ، [(وَمَرْعاها)(١٠) فإنه يقرؤه بالوجهين ، وما فيه راء ك (ذِكْراها)(١١) فإنه يميله بين بين على أصله السابق](١٢) (فاحضر مكمّلا)
وكيف أتت فعلى وآخر آى ما |
|
تقدّم للبصرى سوى راهما اعتلا |
(وكيف أتت فعلى) من فتح لها أو كسرة أو ضمة (وآخر آي ما تقدّم) من السور الإحدى عشرة (١٣) (للبصرى) أبي عمرو ، وإمالته بين بين (سوى راهما) أي : النوعين فعلى ، وآخر الآي المذكورة فإنه (اعتلا) فيه إلى الإمالة المحضة لما تقدم من أن للعرب في إمالة الراء (١٤) رأيا ليس لها في غيره.
__________________
(١) الأنفال : (٤٣).
(٢) [٢٦ ب / ز].
(٣) في ز : ووجهه.
(٤) [٣٩ ب / د].
(٥) الأنفال : (٤٣).
(٦) النازعات : (٤٦).
(٧) الشمس : (٦).
(٨) الشمس : (٥).
(٩) الشمس : (٧).
(١٠) النازعات : (٣١).
(١١) النازعات : (٤٣).
(١٢) سقط من د.
(١٣) في د : عشر.
(١٤) سقط من د.
ويا ويلتى أنّى ويا حسرتى (ط) ووا |
|
وعن غيره قسها ويا أسفى العلا |
(ويا ويلتى) و (أنّى) الاستفهامية (ويا حسرتى طووا) بالإمالة بين بين عن الدوري أي : عن أبي عمرو (وعن غيره قسها) بأشباهها من ذوات الياء ، فاقرأ لكل قارئ على قاعدته من المحضة لحمزة والكسائي والفتح للباقين (ويا أسفى) مثل : (يا وَيْلَتى)(١) وما ذكر معه ، وألف ما عدا «أتى» (٢) منقلبه عن ياء الإضافة ، وقوله : (العلا) صفة [للكلم المذكورة تمم](٣) به البيت.
وكيف الثّلاثى غير زاغت بماضي |
|
أمل خاب خافوا طاب ضاقت فتجملا |
(وكيف) جاء (٤) (الثّلاثى) من الأفعال الآتية (غير زاغت) متصلا بضمير أو تاء تأنيث أم لا ، حال كونه (بماضى) بإظهار الكسرة على الياء (٥) ضرورة (أمل) لحمزة ، والأفعال المذكورة تسعة : (خاب) و (خافوا) و (طاب) و (ضاقت فتجملا)
وحاق وزاغوا جاء شاء وزاد (ف) ز |
|
وجاء ابن ذكوان وفى شاء ميّلا |
(وحاق وزاغوا / [٦٩ / ك] جاء شاء وزاد) وقوله : (فز) تتمة ، وسبب إمالتها كسر أوائلها عند الإسناد إلى ضمير المتكلم ك (جِئْتَ)(٦)(٧) و (خِفْتِ)(٨)(٩) و «طبت» مع أن ألفاتها سوى «خاف» منقلبة (١٠) عن ياء ، وألف خاف عن واو مكسورة / (١١) ، ولذا لم يمل الرباعي (١٢) منها ك «أجاء» و (أَزاغَ)(١٣) ، و «يشاؤن» (١٤) و (يَخافُونَ)(١٥)
__________________
(١) المائدة : (٣١).
(٢) النحل : (١).
(٣) في د : تم.
(٤) زيادة من ز.
(٥) في ك : التاء.
(٦) البقرة : (٧١).
(٧) في د : خبت.
(٨) القصص : (٧).
(٩) في ز : خبت.
(١٠) سقط من د ، ز.
(١١) [٤٠ أ / د].
(١٢) في د : الربا.
(١٣) الصف : (٥).
(١٤) ق : (٣٦).
(١٥) المائدة : (٢٣).
(وَخافُونِ)(١) ، ولا ثلاثي غيرها ك «شاء» و «باء» أما (زاغَتِ) في «الأحزاب» و «ص» فلم يملها اتباعا للأثر (و) أمال (جاء ابن ذكوان وفى شاء) أيضا (ميّلا).
فزادهم الأولى وفى الغير خلفه |
|
وقل (صحبة) بل ران واصحب معدّلا |
وقوله : (فَزادَهُمُ) اللهُ مَرَضاً)(٢) (الأولى) أي (٣) : التي في «البقرة» (وفى الغير) أي : زاد غير التى في «البقرة» (خلفه) أي : خلف عنه ، ولم يمل بقية الأفعال المذكورة اتباعا للأثر (وقل) أمال (صحبة) أي : أبو بكر وحمزة والكسائي (بل ران) ، ولم يوافق أبو بكر والكسائي حمزة (٤) على باقي الأفعال اتباعا للأثر (واصحب معدّلا) أي : مشهودا له بالعدالة.
وفى ألفات قبل را طرف أتت |
|
بكسر أمل (ت) دعى (ح) ميدا وتقبلا |
(وفى ألفات قبل را) واقعة في (طرف) بأن كانت لام الكلمة ، / (٥) وإن اتصل بها ضمير حال كونها (أتت (٦) بكسر) جر إعرابي (أمل) للدوري عن الكسائي ، وأبي (٧) عمرو (تدعى حميدا وتقبلا) لما في ذلك من مراعاة الخفة بقرب الألف من الياء والفتحة قبلها من الكسرة المناسب للكسرة بعدها.
كأبصارهم والدّار ثمّ الحمار مع |
|
حمارك والكفّار واقتس لتنضلا |
وذلك (كأبصارهم والدّار ثمّ الحمار مع حمارك والكفّار واقتس) على هذه الأمثلة غيرها مما لم يذكر ك «الفجار» (٨) و (النَّهارِ)(٩) و (الْأَبْرارَ)(١٠)(١١) و (النَّارَ)(١٢) و «دينار» و «قنطار» و «مقدار» (لتنضلا) أما غير المتطرفة
__________________
(١) آل عمران : (١٧٥).
(٢) البقرة : (١٠).
(٣) سقط من د.
(٤) سقط من ك.
(٥) [٢٧ أ / ز].
(٦) سقط من ك.
(٧) في د : ولأبي.
(٨) الانفطار : (١٤).
(٩) آل عمران : (٢٧).
(١٠) الإنسان : (٥).
(١١) في ز : الإبكار.
(١٢) البقرة : (٢٤).
ك (نَمارِقُ)(١) ، والمتطرفة ، وهي عين ك «ثمار» فلا يميلان ما قبلها.
ومع كافرين الكافرين بيائه |
|
وهار (ر) وى (م) رو بخلف (ص) د (ح) لا |
(و) أمل لهما أيضا (مع (كافِرِينَ)) المنكّر ((الْكافِرِينَ)) المعرف حال كونه (بيائه) مجرورا أو منصوبا لا بالواو مرفوعا بخلاف (كافِرٍ) المفرد ؛ لأنه ليس فيه ما في الجمع من توالي كسرتين ، وياء ، ولم يلحق به نحو : (الذَّاكِرِينَ)(٢)(٣) و (الشَّاكِرِينَ)(٤) / (٥) اتباعا للأثر.
(و) إمالة (هار) من قوله : (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ)(٦) (روى مرو) أي : الكسائي بلا خلاف وابن ذكوان (بخلف) عنه وأبو بكر وأبو عمرو وقالون بلا خلاف أيضا / [٧٠ / ك] وقوله : (صد) أي : عطشان مفعول مرو على حذف الياء (٧) ضرورة ، وقوله : (حلا بدار) مستأنفان ، أي : عذب نقل ذلك فبادر إلى الأخذ به.
(ب) دار وجبّارين والجار (ت) مّموا |
|
وورش جميع الباب كان مقلّلا |
(و) إمالة (جبّارين والجار) للدوري عن الكسائي وحده (تمّموا) أي : اقرأ بها تامة كبرى ، ولم يملها أبو عمرو مع كونها على أصله من كسر الراء المتطرفة بعد الألف اتباعا للأثر (وورش جميع الباب) أي : الألفات قبل الراء ، وما ذكر معها (كان) يميلها (مقلّلا) فيها الإمالة بين بين بلا خلاف عنه في غير (جَبَّارِينَ)(٨)(وَالْجارِ)(٩).
وهذان عنه باختلاف ومعه فى ال |
|
بوار وفى القهّار حمزة قلّلا |
(وهذان عنه باختلاف ومعه فى البوار وفى القهّار) فقط (حمزة قلّلا) أي :
__________________
(١) الغاشية : (١٥).
(٢) الأحزاب : (٣٥).
(٣) في د : آلذَّكَرَيْنِ*.
(٤) الأعراف : (١٤٤).
(٥) [٤٠ ب / د].
(٦) التوبة : (١٠٩).
(٧) سقط من د.
(٨) المائدة : (٢٢).
(٩) النساء : (٣٦).
أماله (١) بين بين اتباعا للأثر.
وإضجاع ذى راءين (ح) جّ (ر) واته |
|
كالابرار والتّقليل (ج) ادل (ف) يصلا |
(وإضجاع ذى راءين) واحدة قبل الألف ، وأخرى مكسورة متطرفة بعدها (٢) (حجّ رواته) ، وهما أبو عمرو والكسائي أي : غلبوا من حاجهم (ك «الأبرار») و (الْأَشْرارِ)(٣) (والتّقليل) أي : الإمالة في ذلك بين بين [لورش وحمزة](٤) (جادل فيصلا) أي : حاج بقول فصل.
وإضجاع أنصارى (ت) ميم وسارعوا |
|
نسارع والبارى وبارئكم تلا |
(وإضجاع) (مَنْ (أَنْصارِي) إِلَى اللهِ)(٥) في الموضعين (تميم) أي : تام قرأ به الدوري عن الكسائي ، ولم يقرأ به أبو عمرو مع كونه على أصله اتباعا للأثر (و) إضجاع (سارعوا) في «آل عمران» ، و (نسارع) في «قد أفلح» (والبارى) في «الحشر» (وبارئكم) في موضعين في «البقرة» (تلا) به الدوري عن الكسائي أيضا ؛ لوقوع الألف قبل راء مكسورة ، وإن لم تكن طرفا ، وذلك من جملة أسباب (٦) الإمالة ، وليس من أصل أبي عمرو.
وآذانهم طغيانهم ويسارعو |
|
ن آذاننا عنه الجواري تمثّلا |
(و) إضجاع (آذانهم) في سبعة مواضع و (طغيانهم) في خمسة مواضع / (٧) (ويسارعون) في سبعة مواضع و (آذاننا) في موضع واحد / (٨) (عنه) أي : الدوري عن الكسائي أيضا ؛ لوقوع الألف قبل كسرة ، وذلك من جملة أسباب الإمالة ، وليس من أصل أبي عمرو ، وإضجاع (الجواري) في ثلاثة مواضع (تمثّلا) (٩) به الدوري عن الكسائي أيضا.
يوارى أوارى فى العقود بخلفه |
|
ضعافا وحرفا النّمل آتيك (ق) وّلا |
__________________
(١) في ك : أمال.
(٢) في ك : بعد هل.
(٣) ص : (٦٢).
(٤) سقط من ك.
(٥) آل عمران : (٥٢).
(٦) في د ، ز : أسبابها.
(٧) [٢٧ ب / ز].
(٨) [٤١ أ / د].
(٩) في د : تميلا.
وإضجاع (يُوارِي) سَوْأَةَ أَخِيهِ)(١) ف (أوارى) (سَوْأَةَ أَخِي)(٢) كلاهما (فى) سورة (العقود) للدوري عن الكسائي أيضا لكن (بخلفه) أي : بخلاف عنه ، ووجهه : إيلاء الألف براء مكسورة ، وياء ، ولا خلاف عنه في ترك إمالة / [٧١ / ك] (يُوارِي سَوْآتِكُمْ)(٣) في «الأعراف» اتباعا للأثر ، وإضجاع (ضعافا) في «النساء» ، (و) كذا (حرفا) سورة (النّمل) (أَنَا (آتِيكَ) بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ)(٤)(أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)(٥) (قوّلا) أي : قال به خلاد.
بخلف (ض) ممناه مشارب (ل) امع |
|
وآنية فى هل أتاك (ل) أعدلا |
(بخلف) عنه في الثلاثة (ضممناه) ، وخلف بلا خلاف عنه فيها ، ووجهه تقدم الكسرة في الأول ، وتأخرها مع الياء في الآخرين ، وإضجاع (مشارب) في «يس» (لامع) قرأ به هشام ؛ لوقوع الراء المكسورة بعدها (و) إضجاع (مِنْ عَيْنٍ (آنِيَةٍ)(٦) فى) سورة «(هل أتاك) حديث الغاشية» (لأعدلا) أي (٧) : لقارئه شديد العدالة ، وهو هشام ؛ لوقوع الكسرة ثم الياء بعدها ، ولم يمل «آنية» في (٨) سورة «هل أتى على الإنسان» اتباعا للأثر مع افتراق الكلمتين في المعنى والمادة ، فإن تلك بمعنى : جارية ، وألفها زائدة ، إذ هي ألف فاعل ووزنها : «فاعلة» ، وهذه جمع إناء ، وألفها بدل همزة هي فاء الكلمة ، ووزنها : «أفعلة».
وفى الكافرون عابدون وعابد |
|
وخلفهم فى النّاس فى الجرّ (ح) صّلا |
(وفى) سورة (قُلْ يا أَيُّهَا (الْكافِرُونَ) الإضجاع لهشام أيضا في (٩)(وَلا أَنْتُمْ (عابِدُونَ)(١٠) في الموضعين (وَ) لا أَنا (عابِدٌ)(١١) كذلك ؛
__________________
(١) المائدة : (٣١).
(٢) المائدة : (٣١).
(٣) الأعراف : (٢٦).
(٤) النمل : (٣٩).
(٥) النمل : (٤٠).
(٦) الغاشية : (٥).
(٧) سقط من ك.
(٨) سقط من ك.
(٩) سقط من ز.
(١٠) الكافرون : (٣).
(١١) الكافرون : (٤).
لوقوع الكسرة بعدها ، ولم يقرأ به في : (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ)(١) / (٢) اتباعا للأثر (وخلفهم فى النّاس) حيث وقع (فى) حال (الجرّ حصّلا) عن أبي عمرو ، وقلّ ، والفتح عنه أشهر من طريق السوسي ، والإضجاع أشهر من طريق الدوري ؛ لوقوع الكسرة بعدها مع قربها من الطرف.
حمارك والمحراب إكراههنّ وال |
|
حمار وفى الإكرام عمران مثّلا |
والإضجاع في (حمارك والمحراب) و (إكراههنّ والحمار وفى الإكرام) و (عمران مثّلا).
وكلّ بخلف لابن ذكوان غير ما |
|
يجرّ من المحراب فاعلم لتعملا |
وكلّ منها (٣) (بخلف لابن ذكوان غير ما يجرّ من المحراب) وذلك في «آل عمران» ، و «مريم» فإنه لا خلاف عنه في إضجاعه (فاعلم لتعملا) ، وقد تقدم وجه إمالة هذه الألفاظ ، وتخصيص ابن ذكوان لها دون سائر ما تقدم اتباعا للأثر.
ولا يمنع الإسكان فى الوقف عارضا |
|
إمالة ما للكسر فى الوصل ميّلا |
(ولا يمنع الإسكان فى الوقف) ؛ لكونه (٤) (عارضا إمالة ما للكسر (٥)) المتطرف (فى الوصل ميّلا).
وقبل سكون قف بما فى أصولهم |
|
وذو الرّاء فيه الخلف فى الوصل (ي) جتلا |
وإذا كانت الألف الممالة طرفا (وقبل سكون قف) عليها (بما فى أصولهم) من الإمالة / [٧٢ / ك] أو التقليل أو الفتح وصل بترك الإمالة والتقليل لذهاب / (٦) الألف بملاقاة الساكن (و) لكن (ذو الرّاء فيه الخلف فى الوصل) عن السوسي (يجتلا).
__________________
(١) البقرة : (١٣٨).
(٢) [٤١ ب / د].
(٣) في ز : منهما.
(٤) سقط من ك.
(٥) في د : لكسر.
(٦) [٢٨ أ / ز].
ووجه رواية الإمالة له (١) ما تقدم من أن للعرب في إمالة الراء مذهبا ليس لهم في غيرها ، فالذي وليها (٢) ساكن ، ولا راء فيه
كموسى الهدى عيسى ابن مريم والقرى ال |
|
لتى مع ذكرى الدّار فافهم محصّلا |
(كموسى الهدى عيسى ابن مريم) ، (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ)(٣) ، و (الرُّؤْيَا الَّتِي)(٤) ، (و) الذي فيه الراء نحو : (القرى التي مع ذكرى الدّار) (حَتَّى نَرَى اللهَ)(٥) ولو ترى الذين ظلموا (٦) ، وجملة الوارد منه ثلاثون كلمة (فافهم محصّلا)
وقد فخّموا التّنوين وقفا ورقّقوا |
|
وتفخيمهم فى النّصب أجمع أشملا |
(وقد فخّموا) المقصور ذا (التّنوين وقفا) بترك الإمالة في أحوال الإعراب الثلاث (ورقّقوا) بالإمالة فيها فهذه طريقان لأهل الأداء (وتفخيمهم)/ (٧) له (فى) حال (النّصب) والترقيق في حال الجر والرفع الذي هو الطريق الثالث (أجمع أشملا) ومأخذ الخلاف : الاختلاف في الألف الموجودة في الوقف هل هي المبدلة من التنوين أو الأصلية عادت للتنوين ، وعلى الأول المازني ، فلا يمال ، وعلى الثاني السيرافي ، فتمال ، وقال سيبويه والحذاق : هي في الجر والرفع الأصلية ، وفي النصب المبدلة من التنوين كما في الصحيح ، فتمال في الأولين دون الأخير.
مسمّى ومولى رفعه مع جرّه |
|
ومنصوبه غزّى وتترا تزيّلا |
مثال ذلك : (مسمّى ومولى) ، وجد في كل منهما (رفعه مع جرّه) الأول
__________________
(١) سقط من ك.
(٢) في د : وليه. وفي ز : يليه.
(٣) الرحمن : (٥٤).
(٤) الإسراء : (٦٠).
(٥) البقرة : (٥٥).
(٦) البقرة : (١٦٥) ، وهي قراءة نافع وابن عامر.
(٧) [٤٢ أ / د].
في قوله تعالى : (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)(١)(يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى)(٢) والثاني في قوله تعالى : (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)(٣)(عَنْ مَوْلًى)(٤).
(ومنصوبه) مثاله : (أَوْ كانُوا (غُزًّى)(٥) (و) (رُسُلَنا (تَتْرا)(٦) تزيّلا) أي : تميز ، وقد علم من [تسمية من ذكر](٧) في الباب أن كلّا من القراء الستة أمال [في الجملة](٨) ، وأن ابن كثير لم يمل شيئا البتة.
__________________
(١) الأنعام : (٢).
(٢) الدخان : (٤١).
(٣) البقرة : (٢٨٢).
(٤) الدخان : (٤١).
(٥) آل عمران : (١٥٦).
(٦) المؤمنون : (٤٤).
(٧) في د : تسميته.
(٨) سقط من د.
باب مذهب الكسائي في إمالة هاء التّأنيث فى الوقف
تشبيها لها بألفه ، ثم قيل : محلها الحرف قبلها فقط ، بأن [ينحى بفتحة نحو الكسرة](١) ، وتبقى هي بحالها ، وقيل : هما معا ، وهو الوجه ، وإليه ذهب الداني ، والناظم كما قال :
وفى هاء تأنيث الوقوف وقبلها |
|
ممال الكسائي غير عشر ليعدلا |
(وفى هاء تأنيث الوقوف و) كل حرف (قبلها / [٧٣ / ك] ممال الكسائى) أي : إمالته (غير) أحرف (عشر) إذا وقعت قبل الهاء لم تمل (ليعدلا) ، وهي : الحاء ، والقاف ، والضاد ، والغين ، والألف ، والطاء ، والعين ، والصاد ، والخاء ، والظاء.
ويجمعها حقّ ضغاط عص خظا |
|
وأكهر بعد الياء يسكن ميّلا |
(ويجمعها) قولك : (حق ضغاط عص خظا) ، ومعناه : أن ضغط العاصي الذي سمن (٢) من تناول الشهوات في القبر حق ، وأمثلتها (النَّطِيحَةُ)(٣) / (٤) ، و (الْحَاقَّةُ)(٥) ، و (قَبْضَةً)(٦) ، و (بالِغَةٌ)(٧) ، و (الصَّلاةَ)(٨) ، و (بَسْطَةً)(٩) ، و (الْقارِعَةُ)(١٠) ، و (خَصاصَةٌ)(١١) ، و (الصَّاخَّةُ)(١٢) ، و (مَوْعِظَةٌ)(١٣).
ووجه استثنائها أن سبعة منها حروف الاستعلاء المانعة للإمالة في الألف في محال كثيرة ، والحاء والعين ألحقتا بالخاء والغين ؛ لقربهما مخرجا ،
__________________
(١) في ز : ينحني بفتحه نحو الكسر.
(٢) في د : سمي.
(٣) المائدة : (٣).
(٤) [٤٢ أ / د].
(٥) الحاقة : (١).
(٦) طه (٩٦).
(٧) القمر : (٥).
(٨) البقرة : (٣).
(٩) البقرة : (٢٤٧).
(١٠) القارعة : (١).
(١١) الحشر : (٩).
(١٢) عبس : (٣٣).
(١٣) البقرة : (٢٧٥).
والألف ساكنة فلا تمال ، ولو أميل ما قبلها ؛ لظن أن الإمالة للألف لا للهاء.
[(و) غير ما وقع فيه (١) قبل الهاء أحد حروف (أكهر) أي : الهمزة ، والكاف ، والهاء](٢) ، والراء ، وليس قبله كسرة ولا ياء ساكنة فإنه لا يمال أيضا ك (النَّشْأَةَ)(٣) و (التَّهْلُكَةِ)(٤) ، و (سَفاهَةٍ)(٥) ، و (بَرَرَةٍ)(٦) لمشابهة الهمزة والهاء للألف (٧) / (٨) مخرجا والكاف للقاف ، والراء لما فيها من التكرير وحرف (٩) الاستعلاء ، فألحقت بها في المنع فإن وقع قبلها أحدها وهو (١٠) (بعد الياء) الذي (يسكن ميّلا)
أو الكسر والإسكان ليس بحاجز |
|
ويضعف بعد الفتح والضّمّ أرجلا |
(أو) بعد (الكسر) ؛ لضعف المشابهة المذكورة حينئذ بقوة السبب (والإسكان) لحرف بينه ، وبين الكسر (ليس بحاجز) ولو (١١) كان حرف استعلاء فلا يمنع الإمالة في مثل ذلك (ويضعف) التميل (بعد الفتح والضّمّ) ولو بحاجز ساكن (أرجلا).
لعبره مائه وجهه وليكه وبعضهم |
|
سوى ألف عند الكسائىّ ميّلا |
مثال ذلك : (لعبره) و (مائه) و (وجهه وليكه) فإن كان (١٢) حرف أكهر قبله في الأخير ياء ساكنة ، وفي الثاني كسر بلا حاجز ، وفي الأول والثالث [كسر بحاجز ساكن](١٣) فتمال ، وكذا (فِطْرَتَ)(١٤) ، ومثال ما بعد الفتح (النَّشْأَةَ)(١٥) ، و (سَوْأَةَ)(١٦).
__________________
(١) سقط من د.
(٢) سقط من ز.
(٣) العنكبوت : (٢٠).
(٤) البقرة : (١٩٥).
(٥) الأعراف : (٦٦).
(٦) عبس : (١٦).
(٧) في د ، ك : في الألف.
(٨) [٢٨ ب / ز].
(٩) في د : حرف.
(١٠) سقط من ز.
(١١) في ز : بضعفه ولو.
(١٢) سقط من ز ، ك.
(١٣) في د : بحاجز.
(١٤) الروم : (٣٠).
(١٥) العنكبوت : (٢٠).
(١٦) المائدة : (٣١).