شرح الشاطبية

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح الشاطبية

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: أبو عاصم حسن بن عبّاس بن قطب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥

بِجالُوتَ)(١)(كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ)(٢).

ووجه ما ذكر من الإخفاء أن الإظهار ثقيل ؛ لكونهما من الشفتين (٣) والإدغام يؤدي / [٣١ / ك] إلى الإخلال بالغنة ، فعدل إليه لحصول التخفيف به مع بقاء الغنة.

وفى من يشاء با يعذّب حيثما

أتى مدغم فادر الأصول لتأصلا

(وفى من يشاء با يعذّب حيث ما أتى) وذلك ستة (٤) مواضع في «البقرة» و «آل عمران» ، واثنان في «المائدة» وفي (٥) «العنكبوت» و «الفتح» (مدغم) ، ولم يطرد ذلك في سائر الكلم ، نحو : (أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً)(٦)(سَنَكْتُبُ ما قالُوا)(٧) لزيادة ثقل (يُعَذِّبُ)(٨) [بكسر الذال وضم الباء](٩) ، لوجوده في المجزوم في «البقرة» فأتبعه / (١٠) الباقي (١١) (فادر الأصول لتأصلا) أي : لتكون أصيلا أي : ذا أصل يرجع إليه في هذا الباب.

ولا يمنع الإدغام إذ هو عارض

إمالة كالأبرار والنّار أثقلا

(ولا يمنع الإدغام) في بابي المثلين والمتقاربين معا (إذ هو عارض إمالة) ما أميل لكسر رائه (الْأَبْرارَ) لَفِي نَعِيمٍ)(١٢) (و) (عَذابَ (النَّارِ) * رَبَّنا)(١٣) (أثقلا) حال أي : لا يمنع إمالته حال ثقله ، أي : تشديده بالإدغام ، وذهبت طائفة إلى أنه يمنعها ؛ لأنها إنما كانت للكسر ، وقد زال به ، ورد بكونه منونا (١٤) والإدغام عارض كما أشار إليه المصنف.

__________________

(١) البقرة : (٢٤٩).

(٢) الأعراف : (١٧٩).

(٣) سقط من ك. وفي د : متحركين.

(٤) في ز ، ك : خمسة.

(٥) في ك : و.

(٦) البقرة : (٢٦).

(٧) آل عمران : (١٨١).

(٨) الفجر : (٢٥).

(٩) في ز : بالكسر في الذال وضمة.

(١٠) [١٣ ب / ز].

(١١) في ز : الباقون.

(١٢) الانفطار : (١٣).

(١٣) آل عمران : (١٩١ ، ١٩٢).

(١٤) في ك : منويّا.

٦١

وأشمم ورم فى غير باء وميمها

مع الباء أو ميم وكن متأمّلا

(وأشمم) في البابين حركة الحرف (١) المدغم إذا كانت ضمة [(ورم) حركته إذا كانت ضمة](٢) أو كسرة تنبيها على ما كان عليه حال الإظهار ، ولا شيء من ذلك إذا كانت فتحة ، وذلك (٣) (فى غير باء وميمها) أدغم كل منهما (مع الباء أو ميم) لما يلزم عليه فيهما من التكلف المؤدي إلى قبح اللافظ / (٤) نحو : (يُكَذِّبُ بِهِ)(٥)(يُعَذِّبُ مَنْ)(٦)(الرَّحِيمِ* مالِكِ)(٧)(يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ)(٨) فافهم ذلك (وكن متأمّلا).

وإدغام حرف قبله صحّ ساكن

عسير وبالإخفاء طبّق مفصلا

(وإدغام حرف) في البابين (قبله) حرف (صحّ ساكن عسير) أي : يعسر النطق به ، والدلالة على صحته ، بخلاف ما قبله ساكن حرف مد لقيام المد مقام الحركة ، وما روي في الأول من الإدغام [تجوز عمن](٩) عبر عنه (وبالإخفاء طبّق مفصلا) أي : أصاب ، لأنه عبر بالحقيقة ، وذلك نحو :

خذ العفو وأمر ثمّ من بعد ظلمه

وفى المهد ثمّ الخلد والعلم فاشملا

((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ) بِالْعُرْفِ)(١٠) ، فإن قبل الواو فاء ساكنة ، (ثمّ (مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ)(١١) و (فِي الْمَهْدِ) صَبِيًّا)(١٢) / [٣٢ / ك] (ثمّ) (دارُ (الْخُلْدِ) جَزاءً)(١٣) ، فإن قبل الدال فيهما صحيح ساكن (الْعِلْمِ) ما لَكَ مِنَ اللهِ)(١٤) ، فإن قبل الميم [لام ساكنة](١٥) (فاشملا).

__________________

(١) سقط من د.

(٢) سقط من د.

(٣) سقط من د.

(٤) [١٩ أ / د].

(٥) المطففين : (١٢).

(٦) المائدة : (٤٠).

(٧) الفاتحة : (٣ ، ٤).

(٨) البقرة : (١١٣).

(٩) في د ، ز : يجوز فمن.

(١٠) الأعراف : (١٩٩).

(١١) المائدة : (٣٩).

(١٢) مريم : (٢٩).

(١٣) فصلت : (٢٨).

(١٤) البقرة : (١٢٠).

(١٥) في ز : ساكن.

٦٢

باب هاء الكناية

أي : الضمير.

ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن

وما قبله التّحريك للكلّ وصّلا

(ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن) بواو وياء حذرا من الجمع بين ساكنين نحو : (لَهُ الْمُلْكُ)(١) ، و (عَلَيْهُ اللهَ)(٢) (و) ما قبل محرك نوعان : (ما قبله التّحريك) أيضا ، وهو (للكلّ وصّلا) بواو في المضموم بأن ضم أو فتح ما قبله ، نحو : [(يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ)(٣)](٤) ، وبياء في المكسور بأن كسر ما قبله نحو : «به» ، إذ لا مانع من ذلك مع وجود المقتضي له ، وهو : قصد إخراجها من الخفاء إلى الإبانة.

وما قبله التّسكين لابن كثيرهم

وفيه مهانا معه حفص أخو ولا

(وما قبله التّسكين) ، وهو يوصل (لابن كثيرهم) بخلاف غيره ، نحو : (فِيهِ هُدىً)(٥) ، (وَيَخْلُدْ (فِيهِ مُهاناً)(٦) معه) أي : مع ابن كثير (حفص أخو ولا) ، وإنما وافقه في هذا الحرف خاصة اتباعا للأثر.

وسكّن يؤدّه مع نولّه ونصله

ونؤته منها (ف) اعتبر (ص) افيا (ح) لا

(وسكّن) هاء ((يُؤَدِّهِ) إِلَيْكَ)(٧) (مع (نُوَلِّهِ) ما تَوَلَّى (وَنُصْلِهِ) جَهَنَّمَ)(٨) (نُؤْتِهِ مِنْها)(٩)) حيث جاء لحمزة ، وأبي بكر ، وأبي عمرو ، [واكسرها للباقين ، وهما](١٠) لغتان (فاعتبر صافيا حلا).

__________________

(١) البقرة : (٢٤٧).

(٢) الفتح : (١٠).

(٣) الحديد : (٢٥).

(٤) في د ، ك : ينصر رسله بالغيب.

(٥) البقرة : (٢).

(٦) الفرقان : (٦٩).

(٧) آل عمران : (٧٥).

(٨) النساء : (١١٥).

(٩) آل عمران : (١٤٥).

(١٠) في ز : وكسرها للباقين وكلاهما.

٦٣

ولو قال المصنف :

وسكّن يؤدّه لابن عيّاش حمزة

نولّه ونصله نؤته وفتى (١) العلا

لوفى بالتسمية / (٢).

وعنهم وعن حفص فألقه ويتّقه

(ح) مى (ص) فوه (ق) وم بخلف وأنهلا

(وعنهم) أي : الثلاثة المذكورين (وعن حفص) أيضا يسكن (٣) هاء (فَأَلْقِهْ)(٤) والباقون يكسرونها ، ((وَيَتَّقْهِ)(٥) حمى صفوه قوم) أي :

سكنه / (٦) أبو عمرو ، وأبو بكر بلا خلاف ، وخلاد (بخلف) عنه ، فإن عنه رواية (٧) بالكسر (وأنهلا).

ولو قال بدل [الشطر الثاني](٨) :

 ...

أبو بكر والبصري وخلّاد مع خلا

لو فى بالتسمية ، وكان فيه نوع بديعي ، وهو : الاكتفاء.

وقل بسكون القاف والقصر حفصهم

ويأته لدى طه بالاسكان (ي) جعلا

(وقل) قرأه (٩) (بسكون القاف) مع كسر الهاء (والقصر حفصهم) ، والباقون كسروا القاف ، والهاء.

(وَ) مَنْ (يَأْتِهِ) مُؤْمِناً)(١٠) (لدى طه بالاسكان) لهائه (يجتلا) عند (١١) السوسي ، ولو قال :

 ...

ويأته بطه صالح ساكنا جلا

__________________

(١) في ك : وفّق.

(٢) [١٩ ب / د].

(٣) في ك : فسكن.

(٤) النمل : (٢٨).

(٥) النور : (٥٢).

(٦) [١٤ أ / ز].

(٧) سقط من ك.

(٨) في د : الشرط.

(٩) في ك : قراءة.

(١٠) طه : (٧٥).

(١١) في ك : عنه.

٦٤

لو فى بالتسمية.

وفى الكلّ قصر الهاء (ب) ان (ل) سانه

بخلف وفى طه بوجهين (ب) جّلا

(وفى) هذه الألفاظ / [٣٣ / ك] (الكلّ) (يُؤَدِّهِ)(١) وما بعده (قصر الهاء) عند من كسرها (بان لسانه) أي : قرأ به قالون بلا خلاف ، وهشام (بخلف) ، والباقون وصلوها بالياء ، (و) (يَأْتِهِ)(٢) (في طه بوجهين) عند (٣) قالون القصر والصلة (بجّلا) ولو قال :

وفي الكلّ قالون بقصر هشامهم

بخلف وساواه بطه فأعملا

لوفى بالتسمية.

وإسكان يرضه (ي) منه (ل) بس (ط) يّب

بخلفهما والقصر (ف) اذكره (ن) وفلا

(وإسكان) هاء (يَرْضَهُ) لَكُمْ)(٤) في «الزمر» (يمنه لبس طيّب) أي : قرأ به السوسي ، بلا خلاف ، وهشام والدوري (بخلفهما) أي : بخلف عنهما (والقصر) مع الكسر في (يَرْضَهُ) (فاذكره نوفلا) أي : كثيرا.

(ل) ه (ا) لرّحب والزّلزال خيرا يره بها

وشرّا يره حرفيه سكّن (ل) يسهلا

(له الرّحب) إذ (٥) قرأ به حمزة ، وعاصم وهشام ونافع والباقون كسروا ووصلوا (و) سورة (الزّلزال) (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ (خَيْراً يَرَهُ)(٦) بها) (وَ) مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ (شَرًّا يَرَهُ)(٧) حرفيه) أي : الهاء من : (يَرَهُ) في الموضعين (سكّن) عند (٨) هشام (ليسهلا) ، وضم مع الصلة عند الباقين ، ولو قال بدل البيتين :

وصالح يرضه مع هشام ودورهم

بخلفهما والقصر فانسبه (٩) الاوّلا

__________________

(١) آل عمران : (٧٥).

(٢) طه : (٧٥).

(٣) في ك : عنه.

(٤) الزمر : (٧).

(٥) في د : إذا.

(٦) الزلزلة : (٧).

(٧) الزلزلة : (٨).

(٨) سقط من ز.

(٩) في ز : فاشية.

٦٥

وحمزة معه (١) نافع ثمّ عاصم

يره لهشام في كلا (٢) حرف زلزلا

لو فى بالتسمية.

وعى (نفر) أرجئه بالهمز ساكنا

وفى الهاء ضم (ل) فّ (د) عواه (ح) رملا

(وعى نفر) وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (أرجئه) في الموضعين (٣) (بالهمز ساكنا) ، ومن عداهم يتركون الهمز من أرجئ وأرجي لغتان.

(وفى الهاء) من (أَرْجِهْ) (ضم لفّ دعواه حرملا) أي : جمع دواء قويّا ، إذ قرأ به هشام وابن كثير وأبو عمرو ، وأما من همز فعلى الأصل ، وأما من لم يهمز فلم يعتد بكسر الجيم لنية الفاصل (٤) ، وهو حرف العلة المحذوف.

وأسكن (ن) صيرا) (ف) از واكسر لغيرهم

وصلها (ج) وادا (د) ون (ر) يب (ل) توصلا

(وأسكن) الهاء (نصيرا فاز) أي : عند عاصم وحمزة (واكسر) الهاء (لغيرهم) ، وهم : نافع ، وابن ذكوان والكسائي مراعاة لكسرة الجيم.

(وصلها) بواو على الضم ، وياء على الكسر (جوادا دون ريب لتوصلا) أي : عند ورش وابن كثير والكسائي وهشام ، واقصرها عند أبي عمرو وقالون وابن (٥) ذكوان.

__________________

(١) في د : مع.

(٢) في ز : كل.

(٣) أي : في الأعراف : (١١١) ، وفي الشعراء : (٣٦).

(٤) في ز : الفصل.

(٥) في ز : عند ابن.

٦٦

باب المدّ والقصر

الأول : الزيادة على المد الطبيعي ، في حروف المد واللين ، وهي : / [٣٤ / ك] الألف والواو والياء ، والثاني : ترك ذلك.

إذا ألف أو ياؤها بعد كسرة

أو الواو عن ضمّ لقي الهمز طوّلا

(إذا ألف) ولا تكون إلا بعد فتحة (أو ياؤها بعد كسرة أو الواو عن ضمّ) أي : بعده (لقى الهمز) أي : استقبله ، بأن كان الهمز بعده (طوّلا) أي : مدّ باتفاق القراء ، وإن اختلفوا / (١) في قدره ، قال الداني : «أطولهم مدّا ورش وحمزة ، ودونهما عاصم ، ودونه ابن عامر والكسائي ، ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق ، وقالون من طريق أبي نشيط ، بخلاف عنه ، وهذا (٢) كله على التقريب من غير إفراط». انتهى.

وحكمة المدّ حينئذ أن حروفه خفيفة ، والهمز جلد (٣) بعيد المخرج ، صعب اللفظ مهم به في النطق ، فإذا (٤) لاصق حرفا قويّا خفيّا خيف أن يزاد خفاء ، فقوي بالمدّ احتياطا ، لإبانته وظهوره ، وشرط في الياء والواو ، وقوعهما بعد حركة تجانسهما ؛ لأن مشابهتهما للألف التي هي الأصل في المدّ إنما تكون بذلك ، فإن فقد كانا حرفي (٥) لين فقط.

فإن ينفصل فالقصر (ب) ادره (ط) البا

بخلفهما (ي) رويك (د) رّا ومخضلا

(فإن / (٦) ينفصل) حرف المد من الهمز ، بأن كان في كلمة ، والهمز في كلمة (٧) أخرى (فالقصر بادره طالبا) راويا له عن قالون والدوري (بخلفهما)

__________________

(١) [١٤ ب / ز].

(٢) سقط من ز.

(٣) سقط من ك.

(٤) في ز : فإن.

(٥) في د : حرفين في.

(٦) [٢٠ ب / د].

(٧) سقط من د.

٦٧

فإن عنهما (١) رواية بالمد وعن السوسي وابن كثير بلا خلاف عنهما (يرويك درّا ومخضلا) أي : [مطرا سائلا وابلا](٢) وباردا لغير المذكورين ، ووجه القصر في هذا أن الهمز بصدد الزوال في الوقف فناسب انحطاطه عن الأول للزوم الهمز فيه ، وصلا ووقفا.

كجيء وعن سوء وشاء اتّصاله

ومفصوله فى أمّها أمره إلى

(كجيء وعن سوء وشاء اتّصاله) أي : هذه أمثلته (ومفصوله) أمثلته (فِي أُمِّها) رَسُولاً)(٣)(أَمْرُهُ إِلَى) اللهِ)(٤)(بِما أَنْزَلَ اللهُ)(٥).

وما بعد همز ثابت أو مغيّر

فقصر وقد يروى لورش مطوّلا

(وما) وقع من حروف المد واللين (بعد همز ثابت) أي : محقق (٦) (أو مغيّر) بالبدل أو التسهيل أو الحذف بعد النقل (فقصر) أي : فحكمه : القصر لجميع القراء حتى ورش (وقد يروى لورش مطوّلا) أي : ممدودا رواه عنه / [٣٥ / ك] مكي إلحاقا لتقدم الهمز بتأخره (٧) ، وفرق الأولون بأن تأخره يؤدي إلى صرف همة القارئ إليه ؛ لقوته وصعوبته ، فيخل بحرف المد ، بخلاف تقدمه.

ووسّطه قوم كآمن هؤلا

ءآلهة آتى للايمان مثّلا

(ووسّطه قوم) عن ورش أيضا ، وهو الذي اقتصر عليه في «التيسير» لحصول الخفاء في الجملة لكن دونه في القسم الأول فجعل المد بجنسه (كآمن) في المحقق (هؤلاء آلهة) في المبدل (٨) (آتى) في المحقق أيضا (للايمان) في المنقول (جاءَ آلَ لُوطٍ)(٩) في المسهل (مثّلا) بذلك أنواع

__________________

(١) في د : عنهم.

(٢) في ك : نظرا سائلا ، وإلا.

(٣) القصص : (٥٩).

(٤) البقرة : (٢٧٥).

(٥) البقرة : (٩٠).

(٦) في ز : مخفف.

(٧) في ز ، ك : بآخره.

(٨) في ز : البدل.

(٩) الحجر : (٦١).

٦٨

المد بعد الهمز المذكور ، وسوى بين المغير وغيره ، لكون التغيير عارضا.

سوى ياء إسراءيل أو بعد ساكن

صحيح كقرآن ومسئولا اسألا

(سوى ياء إسراءيل) حيث وقع فإن ورشا لا يمدها باتفاق لاستثقال مدين في كلمة أعجمية كثيرة الحروف والدور (أو) ما وقع من حروف المد واللين بعد همز ذلك الهمز واقع (بعد ساكن صحيح) فإنه أيضا لا يمد باتفاق ؛ [لأنه عارض نحو : (ائْتِ)(١)](٢) ؛ لأن الهمز فيه معرض لنقل حركته إلى الساكن قبله ، وحذفه ، فكأنه حذف (كقرآن) و (الظَّمْآنُ)(٣) / (٤) (ومسئولا) و (مَذْؤُماً)(٥) ، وقوله : (اسألا) تتمة للبيت.

وما بعد همز الوصل إيت وبعضهم

يؤاخذكم آلان مستفهما تلا

(و) سوى (ما) وقع / (٦) (بعد همز الوصل) فإنه لا يمد أيضا باتفاق ؛ لأنه عارض نحو : (ائْتِ) بِقُرْآنٍ)(٧) ، (ائْذَنْ لِي)(٨)(اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ)(٩) (وبعضهم) استثنى له أيضا (يؤاخذكم) مبدلا حيث وقع ، (آلان) منقولا حال كونه (مستفهما تلا) أي : وقع بعد همزة الاستفهام.

وعادا الاولى وابن غلبون طاهر

بقصر جميع الباب قال وقوّلا

(وعادا الاولى) منقولا ؛ فقال : إنه لا يمد في المذكورات أيضا ؛ لأن الأول واوي الأصل ؛ لثبوت : واخذ يواخذ ، فلم يتيقن الهمز ، والثاني يؤدي إلى اجتماع مدتين وهمزتين ملفوظة ومنوية ، وذلك مستثقل ، والثالث : اعتد فيه بحركة اللام بدليل إدغام التنوين فيها ، فلم تنو الهمزة فعدم سبب المد (١٠).

__________________

(١) الشعراء : (١٠).

(٢) سقط من د ، ز.

(٣) النور : (٣٩).

(٤) [٢١ أ / د].

(٥) الأعراف : (١٨).

(٦) [١٥ أ / ز].

(٧) يونس : (١٥).

(٨) التوبة : (٤٩).

(٩) البقرة : (٢٨٣).

(١٠) سقط من د.

٦٩

وأجيب : بأن الواو في : واخذ عن همز بأن المنوية ؛ لأن / [٣٦ / ك] دخولها في اللفظ ، والثقل راجع إليه ، ويمنع الاعتداد بالحركة المنقولة.

(وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال) عن ورش ، (وقوّلا) من نسب إليه المدّ أي : جعله متقولا عليه ما لم يقله غلطا ، وإنه إنما أراد التحقيق ، [وإعطاء اللفظ](١) حقه ، فتوهمه إشباعا.

ووجه المنع [بأنه يؤدي إلى](٢) التباس الخبر بالاستفهام.

وعن كلّهم بالمدّ ما قبل ساكن

وعند سكون الوقف وجهان أصّلا

(وعن) القراء (كلّهم) القراءة (بالمدّ) في (ما) وقع من حروف المد واللين (قبل ساكن) لازم غير همز نحو : (الطَّامَّةُ)(٣) و (الصَّاخَّةُ)(٤) و (الضَّالِّينَ)(٥) و (الْعادِّينَ)(٦) و (أَتُحاجُّونِّي)(٧) على التشديد ، (وَمَحْيايَ)(٨) و (اللاي) على الإسكان ، ووجهه : إرادة التخلص من الساكنين ؛ لقيام المد مقام الحركة.

(وعند سكون الوقف) ، وهو العارض بأن يكون آخر الكلمة متحركا ، وقبله : حرف مدّ نحو : (مَتابِ)(٩) و (مَآبٍ)(١٠) و (الْعالَمِينَ)(١١) و (نَسْتَعِينُ)(١٢) و (يَعْلَمُونَ)(١٣) و (يَسْمَعُونَ)(١٤)(١٥) إذا أشم أو ترك (وجهان) الطول والتوسط (أصّلا) لكلهم ، وذكر قوم من المتأخرين فيه ثالثا ، وهو القصر (١٦) ، ووجه الأول : الاعتداد بالسكون ؛ لوجوده / (١٧)

__________________

(١) في ز : وعطاء.

(٢) في د ، ز : بأن يؤدي.

(٣) النازعات : (٣٤).

(٤) عبس : (٣٣).

(٥) الفاتحة : (٧).

(٦) المؤمنون : (١١٣).

(٧) الأنعام : (٨٠).

(٨) الأنعام : (١٦٢).

(٩) الرعد : (٣٠).

(١٠) الرعد : (٢٩).

(١١) البقرة : (٤٧).

(١٢) الفاتحة : (٥).

(١٣) البقرة : (٧٧).

(١٤) البقرة : (٧٥).

(١٥) في ز : سَيَعْلَمُونَ.

(١٦) سقط من ز.

(١٧) [٢١ ب / د].

٧٠

في اللفظ ، الثالث : عدم الاعتداد به لعروضه ، والثاني : مراعاة الأمرين ، فأعطي حكما بين الحكمين ، فإن وقف بالروم ، فليس إلا القصر ، إذ لا موجب لسواه.

ومدّ له عند الفواتح مشبعا

وفى عين الوجهان والطّول فضّلا

(ومدّ له) أي : للسكون ، أي : لأجله (عند الفواتح) للسور ، نحو : لام ، ميم ، نون (مشبعا) لوجود الموجب له (١) ، وهو السكون اللازم ، (وفى عين) من (كهيعص (١))(٢) و (حم* عسق)(٣) (الوجهان) الطول والتوسط (والطّول فضّلا) لما فيه من اجتماع الساكنين.

ووجه التوسط : كون الحركة قبل الياء (٤) غير مجانسة ، فكان دون ما قبله في المزية.

وفى نحو طه القصر إذ ليس ساكن

وما فى ألف من حرف مدّ فيمطلا

(وفى) ما لا ساكن بعده من حروف المد في الفواتح (نحو طه) أي : الطاء والهاء معا ، وراء وحاء (القصر) لا غير باتفاق (إذ ليس) بعده (ساكن) يوجب المد ، (وما فى ألف) من (الم)(٥) و (الر)(٦) ، ونحوهما (من حرف) / [٣٧ / ك] (مدّ) قبل ساكن (فيمطلا) ، ومده من أشنع الخطأ.

وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة

بكلمة او واو فوجهان جمّلا

(وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة بكلمة) ك (شَيْءٍ)(٧) ، (او) تسكن / (٨) (واو) بين فتح وهمزة بكلمة ك (السُّوءَ)(٩) و (سَوْأَةَ أَخِيهِ)(١٠) ويسميان حينئذ

__________________

(١) سقط من ك.

(٢) مريم : (١).

(٣) الشورى : (١ ، ٢).

(٤) في د ، ك : الباء.

(٥) البقرة : (١).

(٦) يونس : (١).

(٧) البقرة : (١١٣).

(٨) [١٥ ب / ز].

(٩) النساء : (١٧).

(١٠) المائدة : (٣١).

٧١

حرف لين (فوجهان) فيهما (جمّلا) ما بعد اللين همزا كان أو غيره.

بطول وقصر وصل ورش ووقفه

وعند سكون الوقف للكلّ أعملا

(بطول وقصر) أي : توسط (١) (وصل ورش ووقفه) قياسا لهما على حرفي المد واللين بجامع الخفاء ، وإن كانا أنقص في الرتبة ، ووجه التوسط : مراعاة النقص بكلمة ؛ لأن ورشا فيما كان بكلمتين ينقل ، ومن عداه يقصر محضا في الوصل ، ويعتبر الفرق (وعند سكون) لأن السكون موجب في (الوقف) الوجهان (للكلّ أعملا).

وعنهم سقوط المدّ فيه وورشهم

يوافقهم فى حيث لا همز مدخلا

(وعنهم) وجه ثالث أيضا ، وهو (سقوط المدّ فيه) لأن السكون عارض ، فلم (٢) يعتد به ، (وورشهم يوافقهم) في إجراء الأوجه الثلاثة (فى) الوقف (حيث لا همز مدخلا) في آخر الكلمة ك (الْمَيِّتِ)(٣) و (الْمَوْتِ)(٤) ، فإذا (٥) كان آخرها همزا قال بوجهيه ، ولم يوافقهم على سقوط المد / (٦) ؛ لأن الهمز عنده موجب.

وفى واو سوآت خلاف لورشهم

وعن كلّ الموءودة اقصر وموئلا

(وفى واو سوآت) المجموع (خلاف) بين أهل الأداء (لورشهم) فمنهم من مده عنه كالمفرد ، ومنهم من قصره ؛ لأن أصل واوه الحركة ، كما هو [القاعدة في باب فعلات كتمر وتمرات](٧) ، وإنما تركت خوف الإعلال ، والباقون على أصولهم في ترك الهمز.

(وعن كلّ الموءدة اقصر وموئلا) أما الجماعة فعلى أصلهم ، وأما ورش فرأى أن أصل واويهما الحركة ؛ لأنهما من (٨) : «وأد» و «وأل» ، وإنما سكنتا ؛ لدخول الميم ؛ فلم يعتد بالسكون العارض.

__________________

(١) في ك : بوسط.

(٢) في ز : فلا.

(٣) الروم : (١٩).

(٤) البقرة : (١٩).

(٥) في د ، ز : فإن.

(٦) [٢٢ أ / د].

(٧) في د ، ك : قاعدة باب فعلات كثمرة وثمرات.

(٨) سقط من ز.

٧٢

باب الهمزتين من كلمة

وتسهيل أخرى همزتين بكلمة

(سما) وبذات الفتح خلف (ل) تجملا

(وتسهيل أخرى) أي : ثانية (همزتين بكلمة) مفتوحة كانت أو مكسورة أو مضمومة (سما) أي : قرأ به نافع وابن كثير وأبو عمرو ، وهو لغة مشهورة للعرب خصوصا [أهل الحجاز](١) ، والباقون يحققونها كالأولى خلا مواضع الاستثناء الآتية (وبذات الفتح خلف) عن هشام ، فقد روي فيها عنه التحقيق ، والتسهيل (لتجملا)

وقل ألفا عن أهل مصر تبدّلت

لورش وفى بغداد يروى مسهّلا

(وقل ألفا عن أهل مصر تبدّلت) ذات الفتح (لورش وفى بغداد يروى) عن ورش تغييرها (٢) (مسهّلا) بين بين / [٣٨ / ك].

وحقّقها فى فصّلت (صحبة) ءأع

جمىّ والاولى أسقطنّ (ل) تسهلا

(وحقّقها) أي : الثانية المفتوحة مع تحقيق الأولى (فى) سورة (فصّلت صحبة) أي : حمزة والكسائي وأبو بكر (ءَ أَعْجَمِيٌّ) وَعَرَبِيٌ)(٣) (والاولى) منهما في (ءَ أَعْجَمِيٌّ ،) وهي همزة الاستفهام (أسقطنّ) عن هشام (لتسهلا) فاقرأ (٤) له بهمزة واحدة ، والباقون على ما تقدم من التسهيل ، وما يأتي من المد والقصر.

وهمزة أذهبتم فى الاحقاف شفّعت

بأخرى (ك) ما (د) امت وصالا موصّلا

(وهمزة (أَذْهَبْتُمْ) طَيِّباتِكُمْ)(٥) (فى) سورة (الأحقاف شفّعت بأخرى) ، فقرئت بهمزتين عند ابن عامر وابن كثير (كما دامت وصالا موصّلا) ، وعند غيرهما لم تشفع ؛ فقرئت بهمزة واحدة ، وحذفت همزة / (٦)

__________________

(١) سقط من ك. وفي ز : قريشا.

(٢) في ك : تغيير ما.

(٣) فصلت : (٤٤).

(٤) في ز : فاقرأها.

(٥) الأحقاف : (٢٠).

(٦) [١٦ أ / ز].

٧٣

الاستفهام / (١) ، ثم ابن كثير يسهل كما تقدم ، ويقصر كما يأتي ، وابن عامر يحقق ، ويقصر في رواية ابن ذكوان ، ويحقق ، ويسهل مع المد في رواية هشام.

وفى نون فى أن كان شفّع حمزة

وشعبة أيضا والدّمشقى مسهّلا

(وفى) سورة (ن) في قوله : (فى (أَنْ كانَ) ذا مالٍ وَبَنِينَ)(٢) (شفّع حمزة) الهمزة بأخرى (وشعبة أيضا) فحققا [بلا مد (و) شفعها ابن عامر](٣) (الدّمشقى) بأخرى (٤) (مسهّلا) للثانية بمد لهشام (٥) ، ودونه لابن ذكوان اتباعا للأثر ، والباقون لم يشفعوا ؛ فقرءوا بهمزة واحدة ، وأسقطوا همزة الاستفهام.

وفى آل عمران عن ابن كثيرهم

يشفّع أن يؤتى إلى ما تسهّلا

(وفى) سورة (آل عمران عن ابن كثيرهم يشفّع) الهمزة في (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ)(٦) بهمزة أخرى للاستفهام مضافا (إلى ما تسهّلا) أي : إلى ما قال بتسهيله ، ومن عداه لا يشفع فيقرأه بهمزة واحدة.

وطه وفى الأعراف والشّعرا بها

ءآمنتم للكلّ ثالثا ابدلا

(وطه وفى الأعراف والشّعراء بهاءآمنتم للكلّ) همزا فيه (ثالثا) للكلمة (ابدلا) ألفا.

وحقّق ثان (صحبة) ولقنبل

بإسقاطه الأولى بطه تقبّلا

(وحقّق ثان) منه بعد تحقيق الأولى (صحبة) أي : حمزة والكسائي ، وأبو بكر (ولقنبل بإسقاطه الأولى بطه تقبّلا)

وفى كلّها حفص وأبدل قنبل

فى الاعراف منها الواو والملك موصلا

(و) أسقط الأولى منه (فى) السور (كلّها حفص) وقرأ بلفظ الخبر (وأبدل

__________________

(١) [٢٢ ب / د].

(٢) القلم : (١٤).

(٣) سقط من ز.

(٤) في ز : مثل حمزة.

(٥) في ك : هشام.

(٦) آل عمران : (٧٣).

٧٤

قنبل فى الاعراف منها) أي : من الأولى (الواو و) كذا أبدل منها الواو مسهلا الثانية في (أَأَمِنْتُمْ)(١) في سورة «تبارك» (الملك) حال كونه (موصلا) ل (قالَ آمَنْتُمْ) بقوله : (قالَ آمَنْتُمْ)(٢) ، وبقوله : (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ* أَأَمِنْتُمْ)(٣)(٤) وفي حال الابتداء في السورتين حقق الأولى ، وسهل الثانية ، وكذا فعل في «الشعراء» في الحالين ، وفعله الباقون في محلها (٥).

ووجه تحقيق الكل ، وتسهيله ظاهر ، ومن نقص (٦) اتبع الأثر / [٣٩ / ك] ووجه الإبدال [في الأصل](٧) إرادة التحقيق ، والتسهيل بعده ؛ لأن الإبدال في الأولى عارض ، فكانت كالمحققة.

وإن همز وصل بين لام مسكّن

وهمزة الاستفهام فامدده مبدلا

(وإن) وقع (همز وصل بين لام مسكّن و) بين (همزة الاستفهام / (٨) فامدده) أي : همز الوصل حال كونك (مبدلا) له (٩) ألفا.

فللكلّ ذا أولى ويقصره الّذى

يسهّل عن كلّ كآلان مثّلا

(فللكلّ) أي : لكل السبعة (ذا) الإبدال (أولى) من تسهيله الجائز أيضا الجاري على القياس ، ووجه الأولوية ما فيه من الخفة بذهاب لفظ الهمزة أصلا (ويقصره الّذى يسهّل عن كلّ) من السبعة ، وذلك (كآلان) في موضعي (١٠) «يونس» ، و (آللهُ أَذِنَ)(١١) فيها ، وفي «النمل» و (آلذَّكَرَيْنِ)(١٢) في موضعي (١٣) «الأنعام» (مثّلا) ، ولا سابع لها إلا آلسحر في «يونس» (١٤) عند أبي عمرو وحده (١٥) ، وإنما خالفت هذه

__________________

(١) الملك : (١٦).

(٢) طه : (٧١).

(٣) سقط من د ، ز.

(٤) الملك : (١٥ ، ١٦).

(٥) في د ، ز : كلها.

(٦) في ك : بعض.

(٧) في د ، ز : من الوصل.

(٨) [٢٣ أ / د].

(٩) سقط من د.

(١٠) في ز : موضع.

(١١) يونس : (٥٩).

(١٢) الأنعام : (١٤٣ ، ١٤٤).

(١٣) في ز : موضع.

(١٤) يونس : (٧٧).

(١٥) والباقون قرءوا بغير مد على الخبر.

٧٥

القاعدة في إسقاط همز الوصل بعد المتحرك ؛ لما (١) يلزم عليه فيها من التباس (٢) الاستفهام بالخبر.

ولا مدّ بين الهمزتين هنا ولا

بحيث ثلاث يتّفقن تنزّلا

(ولا مدّ بين الهمزتين هنا) أي : في (٣) الاستفهام الداخل على الوصل كمن مد في (أَأَنْذَرْتَهُمْ)(٤) لضعف همزة الوصل فلم يفتقر إلى فاصل بخلاف همزة القطع ؛ لقوتها (٥).

(ولا) مد له أيضا / (٦) (بحيث ثلاث) من الهمزات (٧) (يتّفقن تنزّلا) وذلك في أأمنتم في السور الثلاث (٨) ، و (أَآلِهَتُنا)(٩) في «الزخرف» ؛ لأن الثانية [فيها تسهيلها](١٠) قريبة من الألف ، وبعدها ألف ، فلو مدت بألف قبلها كان كاجتماع ثلاث ألفات ، وهي مستنكرة ، ومن هنا أخذ بعضهم أن طول المد لا يوصل به إلى هذا الحد ، بل الوجه (١١) أن يكون بقدر ألفين أو واوين أو ياءين.

وأضرب جمع الهمزتين ثلاثة

ءأنذرتهم أم لم أئنّا أءنزلا

(وأضرب جمع الهمزتين) في هذا الباب (ثلاثة) ؛ لأنهما إما مفتوحان نحو : ((أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ) تُنْذِرْهُمْ)(١٢) ، أو الأولى مفتوحة ، والثانية مكسورة نحو : (أَإِنَّا) لَمَبْعُوثُونَ)(١٣) ، أو الأولى مفتوحة والثانية مضمومة نحو : (اءنزلا) (عَلَيْهِ الذِّكْرُ)(١٤) ، وقد تقدم الثانية ، وتحققها (١٥) في الأصول الثلاثة.

__________________

(١) في د : لا.

(٢) في ك : إلباس.

(٣) في د ، ز : من.

(٤) البقرة : (٦).

(٥) في د : لثبوتها.

(٦) [١٦ ب / ز].

(٧) في ك : الثمرات.

(٨) الأعراف : (١٢٣) ، طه : (٧١) ، الشعراء : (٤٩).

(٩) الزخرف : (٥٨).

(١٠) في ز : فيه تسهيلا.

(١١) في ز : الأوجه.

(١٢) البقرة : (٦).

(١٣) المؤمنون : (٨٢).

(١٤) ص : (٨).

(١٥) في ز : وتحقيقها.

٧٦

ومدّك قبل الفتح والكسر (ح) جّة

(ب) ها (ل) ذ وقبل الكسر خلف (ل) ه ولا

(ومدّك) بإدخال ألف / (١) بين الهمزتين (قبل) الثانية في حال (الفتح والكسر) لها من (حجّة بها لذ) إذ قرأ به أبو عمرو ، وقالون ممن يسهل ، وهشام ممن يحقق (٢) ، وتركه لغيرهم / [٤٠ / ك] (و) المد (قبل) الثانية في حال (الكسر) لها فيه (خلف له) أي : لهشام (ولا) أي : ولا خلاف عنه (٣) في حال الفتح ، ولا عنهما في الحالين.

وفى سبعة لا خلف عنه بمريم

وفى حرفى الأعراف والشّعرا العلا

(وفى) مواضع (سبعة) من الكسر (لا خلف (٤) عنه) أي : عن هشام من المد ، وهي : (أَإِذا ما مِتُ)(٥) (بمريم وفى حرفي الأعراف) أإنكم (لَتَأْتُونَ الرِّجالَ)(٦) أإن (لَنا لَأَجْراً)(٧) (و) (أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً)(٨) في (الشّعرا العلا).

أئنّك آئفكا معا فوق صادها

وفى فصّلت حرف وبالخلف سهّلا

و (أَإِنَّكَ) لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ)(٩) ، و (أَإِفْكاً) آلِهَةً)(١٠) (معا فوق صادها) أي : في «الصافات» (وفى فصّلت حرف) ، وهو : (أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ)(١١) (وبالخلف) عن هشام (سهّلا) حرف فصلت كما روي عنه التحقيق فيه (١٢) أيضا الذي هو قاعدته في المكسورة.

وآئمّة بالخلف قد مدّ وحده

وسهّل (سما) وصفا وفى النّحو أبدلا

(وآئمّة) حيث وقع (بالخلف قد مدّ) هشام (وحده) ، وعنه رواية بالقصر ؛ لأنه مكسور (١٣) (وسهّل) همزه كالباقين (سما وصفا) إذ قرأ به

__________________

(١) [٢٣ ب / د].

(٢) في ز : يخفف.

(٣) في د : فيه.

(٤) في د : خلاف.

(٥) مريم : (٦٦).

(٦) الأعراف : (٨١).

(٧) الأعراف : (١١٣).

(٨) الشعراء : (٤١).

(٩) الصافات : (٥٢).

(١٠) الصافات : (٨٦).

(١١) فصلت : (٩).

(١٢) سقط من ك.

(١٣) سقط من ز ، ك.

٧٧

نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وحققه لغيرهم (وفى) علم (النّحو أبدلا) همزة ياء مكسورة مضعفا ففيه التحقيق والتسهيل بين بين ؛ لأن أصله «أأممة» ك «أفعلة» ، إذ هو جمع إمام ، وقياسه أمة بإبدال الهمز الساكن بعد الفتح ألفا لكن خيف التباسه بجمع «أم» بمعنى : قاصد ؛ فنقلت إليه كسرة الميم ، ثم أبدل ياء على لفظه ، بعد النقل.

وأجاب القراء بأنما قالوه قياس ، فقدم (١) عليه الأثر ، ووجهه : مراعاة اللفظ ، دون الأصل.

ومدّك قبل الضّمّ (ل) بّى (ح) بيبه

بخلفهما (ب) رّا وجاء ليفصلا

(ومدّك قبل) الهمزة الثانية في حال (الضّمّ) لها (لبّى حبيبه) أي : قارئه ، وهو هشام ممن يحقق ، وأبو عمرو ممن يسهل (بخلفهما برّا) أي : قالون القارئ / (٢) به أيضا بلا خلاف عنه مع التسهيل ، أي : أجاباه بمعنى :

وافقاه ، بخلاف الباقين (وجاء) المد هنا عندهم (ليفصلا) بين الهمزتين ؛ لاستثقال اجتماعهما ، ولم يقع ذلك في القرآن إلا في ثلاثة مواضع (أَأُنَبِّئُكُمْ)(٣) في «آل عمران» و (أَأُنْزِلَ)(٤) في «ص» ، و (أَأُلْقِيَ)(٥) في «القمر».

وفى آل عمران رووا لهشامهم

كحفص وفى الباقى كقالون واعتلا

(وفى) حرف (آل عمران رووا لهشامهم)/ (٦) أيضا القصر مع التحقيق (كحفص) وغيره ممن قرأ به (و) رووا لهشامهم أيضا (فى الباقى) أي : حرفي «ص» و «القمر» / [٤١ / ص] التسهيل مع المد (كقالون واعتلا) أي : هشام حيث اجتمع عنه في الأحرف الثلاثة ثلاث روايات تحقيقها (٧) مع المد ، ومع القصر ، وتحقيق الأولى مقصورا ، وتسهيل الآخرين (٨) ممدودين ، ووجه هذا التبعيض اتباع الأثر.

__________________

(١) في د : تقدم ، وفي ز : ما تقدم.

(٢) [٢٤ أ / د].

(٣) آل عمران : (١٥).

(٤) ص : (٨).

(٥) القمر : (٢٥).

(٦) [١٧ أ / ز].

(٧) في ك : تخفيفها.

(٨) في ك : الأخرى ، وفي ز : الأخيرين.

٧٨

باب الهمزتين من كلمتين

وأسقط الاولى فى اتّفاقهما معا

إذا كانتا من كلمتين فتى العلا

(وأسقط الاولى) من الهمزتين (فى) حال (اتّفاقهما معا) في الفتح أو (١) الكسر أو الضم (إذا كانتا من كلمتين) أبو عمرو (فتى العلا) طلبا للخفة ، وخص الإسقاط بالأولى ؛ لأنها طرف ، والحذف أولى به (٢) ، وقيل : الساقط الثانية ؛ لأن الثقل بها حصل.

كجا امرنا من السّما إنّ أوليا

أولئك أنواع اتّفاق تجمّلا

فالمفتوحتان (ك جا أمرنا) والمكسورتان نحو : (من السما إن) (كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(٣) ، والمضمومتان (أوليا أولئك) ، وليس في القرآن غيره ، فهذه (أنواع اتّفاق تجمّلا) أي : تحسن.

وقالون والبزّىّ فى الفتح وافقا

وفى غيره كاليا وكالواو سهّلا

(وقالون والبزّىّ فى) حال (الفتح) لهما (وافقا) أبا عمرو في إسقاط الأولى (وفى غيره) أي : حال [كسرهما وضمهما](٤) (كاليا) في الكسر (وكالواو) في الضم (سهّلا) الأولى جريا (٥) على القياس.

وبالسّوء إلّا أبدلا ثمّ أدغما

وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا

(و) في قوله تعالى : (لَأَمَّارَةٌ (بِالسُّوءِ إِلَّا) ما رَحِمَ)(٦) (أبدلا) أي : قالون ، والبزي الهمزة الأولى واوا لقربها بالتسهيل من الساكن ، وسكون الواو قبلها (ثمّ أدغما) الواو الأصلية / (٧) في المبدلة (وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا) فقد روى عنهما تسهيل الأولى ، وتحقيق الثانية ، ويقال : إنه

__________________

(١) في د : و.

(٢) سقط من ز.

(٣) الشعراء : (١٨٧).

(٤) في ز : كسرها وضمها.

(٥) في ز : وفي غيره.

(٦) يوسف : (٥٣).

(٧) [٢٤ ب / د].

٧٩

عن البزي أشهر ، وأن (١) الإبدال عن قالون أكثر.

والاخرى كمدّ عند ورش وقنبل

وقد قيل محض المدّ عنها تبدّلا

(و) تغيير الهمزة (الاخرى) أي : الثانية ؛ لأنها أولى به لحصول الثقل بها (كمدّ) بأن يجعل في الفتح بين الهمزة والألف ، وفي الكسر بينها وبين الياء الساكنة ، وفي الضّم بينها وبين الواو الساكنة ، ويسمّى ذلك تسهيلا (عند ورش وقنبل وقد قيل) عنهما أيضا (محض المدّ عنها) أي : عن الهمزة الثانية (تبدّلا) بأن تجعل ألفا أو ياء أو واوا محضة ساكنة ؛ لأن في الأول ثقلا / [٤٢ / ك] ما ، وإن كان هو القياس.

وفى هؤلا إن والبغا إن لورشهم

بياء خفيف الكسر بعضهم تلا

(وفى (هؤُلاءِ إِنْ) كُنْتُمْ)(٢) (و) (عَلَى (الْبِغاءِ إِنْ) أَرَدْنَ)(٣) (لورشهم) وجه ثالث زيادة على التسهيل والبدل السابقين (٤) ، وهو البدل (بياء خفيف الكسر) كذا (بعضهم) عنه (تلا) ، ووجهه أن فيه مع الخفة مبالغة في التحقيق.

وإن حرف مدّ قبل همز مغيّر

يجز قصره والمدّ ما زال أعدلا

(وإن) وقع (حرف مدّ قبل همز مغيّر) بتسهيل ، أو حذف (يجز قصره) لزوال الهمز الموجب لمده (والمدّ) أي : إبقاؤه (ما زال أعدلا) ؛ لأنه الأصل ، ولا اعتداد بما اعترض ، والوجهان مبنيان على الوجه (٥) السابق أن الساقطة (٦) هي الأولى ، أما على أنها الثانية فلا يجوز إلا المد قولا واحدا ؛ لاتصال حرف المد بالهمز في كلمة واحدة ، وعلم / (٧) من تسميته من ذكر أن من عداهم ، وهم (٨) الكوفيون وابن عامر يحققون الهمزتين في الأحوال الثلاثة على الأصل.

__________________

(١) في د : و.

(٢) البقرة : (٣١).

(٣) النور : (٣٣).

(٤) سقط من ز.

(٥) في د ، ك : الأرجح.

(٦) في ز : البناء لفظة.

(٧) [١٧ ب / ز].

(٨) في د : وهو.

٨٠