شرح الشاطبية

سورة الأنعام

(وصحبة) أي : حمزة والكسائي وأبو بكر قرءوا :/ (١)(مَنْ (يُصْرَفْ) عَنْهُ يَوْمَئِذٍ)(٢) بالبناء للفاعل فلهم فيه (فتح ضمّ) في الياء (٣) (وراؤه بكسر) ، والباقون بالبناء للمفعول فلهم ضم الياء ، وفتح الراء (وذكّر) (ثُمَّ (لَمْ تَكُنْ) فِتْنَتُهُمْ)(٤) لحمزة / [١٢١ / ك] والكسائي (شاع) ذلك (وانجلا) وأنثه للباقين.

(و (فِتْنَتُهُمْ) بالرّفع) اسم (تَكُنْ) والخبر : (أَنْ قالُوا)(٥) (عن دين كامل) أي : حفص وابن كثير وابن عامر ، وبالنصب عن الباقين خبرها (وبا) بالموحدة (رَبِّنا) ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)(٦) (بالنّصب) على النداء لحمزة والكسائي (شرّف وصّلا) من رواته وبالجر للباقين صفة للجلالة أو بيان أو بدل.

(وَلا (نُكَذِّبَ) بِآياتِ رَبِّنا)(٧) (نصب الرّفع) الذي قرأ به الأكثر بالعطف على (نُرَدُّ)(٨) (فاز عليمه) أي : حمزة وحفص بتقدير [«أن» بعد الواو في](٩) جواب التمني (وفى (وَنَكُونَ) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(١٠) (انصبه) (١١) لهما ولابن عامر أيضا (فى كسبه علا) وارفعه للباقين.

__________________

(١) [٧٠ ب / د].

(٢) الأنعام : (١٦).

(٣) في د : التاء.

(٤) الأنعام : (٢٣).

(٥) الأنعام : (٢٣).

(٦) الأنعام : (٢٣).

(٧) الأنعام : (٢٧).

(٨) الأنعام : (٢٧).

(٩) في د : أن تعدلوا أو.

(١٠) الأنعام : (٢٧).

(١١) في د : انصب.

(وَلَلدَّارُ) الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)(١) الذي قرأ به الستة بلامين : لام الابتداء ولام التعريف ، (حذف اللّام الاخرى) أي : الأخيرة منه قرأ به (ابن عامر) ، وأدخل لام الابتداء على دار (والاخرة المرفوع) في قراءة غيره على الصفة (٢) (بالخفض) على الإضافة في قراءته (وكّلا) فصار : ولدار الآخرة ، وهو من باب (٣) إضافة الموصوف إلى الصفة.

(وعمّ علا) عن نافع وابن عامر وحفص أف (لا (٤) يعقلون) (٥) في هذه السورة (و) التي (تحتها) أي : «الأعراف» [(خطابا) ، والباقون قرءوه فيهما بالغيبة](٦) (وقل) (أَفَلا يَعْقِلُونَ)(٧) (فى يوسف) (٨) بالخطاب عن نافع وابن عامر وعاصم (عمّ نيطلا) أي : نصيبا ، وبالغيبة (٩) عن الباقين.

(و) «أفلا تعقلون» (١٠) [في (يس)](١١) بالخطاب (١٢) / (١٣) (من أصل) عن ابن ذكوان ونافع ، وبالغيبة عن الباقين (ولا يكذبونك الخفيف أتى رحبا) عن نافع والكسائي (وطاب تأوّلا) إذا كان معناه : لا يجدونك كاذبا ، ولا ينسبونك إلى الكذب ، والتشديد للباقين.

(أريت) (١٤) الكائن (فى الاستفهام) بأن دخل عليه الهمزة سواء اتصل به

__________________

(١) الأنعام : (٣٢).

(٢) في ز : الستة.

(٣) سقط من د.

(٤) في د : لا.

(٥) الأنعام : (٣٢).

(٦) سقط من د.

(٧) يوسف : (١٠٩).

(٨) سقط من ز.

(٩) في د : وبالغيب.

(١٠) يس : (٦٨).

(١١) سقط من ز.

(١٢) سقط من ك.

(١٣) [٧١ أ / د].

(١٤) في د : رأيت.

حرف خطاب ، ك «أريتك» ، و «أريتكم» أم لا ك «أرأيت» (لا عين) منه ، وهي (١) الهمزة الساقطة في المضارع / (٢) (راجع) فيه إلى (٣) الماضي عند الكسائي تخفيفا لاستثقاله اجتماع همزتين / [١٢٢ / ك] فيقرأ : [أريت أريتك أريتكم](٤) (وعن نافع سهّل) الهمزة الثانية بين بين لحصول التخفيف بذلك (وكم مبدل) لها ألفا عن ورش (جلا) والباقون يثبتونها محققة (٥) على الأصل.

(إِذا فُتِحَتْ) يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ)(٦) في «الأنبياء» (شدّد) تاءه (لشام) أي : ابن عامر (و) شدد له (هاهنا) (حَتَّى إِذا (فَتَحْنا) عَلَيْهِمْ)(٧) (وفى الأعراف) (لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ)(٨) (و) في (اقتربت) (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ)(٩) (كلا) أي (١٠) : ابن عامر ذلك أي : حققه (١١) ، والستة خففوا في الجميع.

(وبالغدوة الشّامىّ) قرأ (بالضّمّ) للغين (ها هنا) في قوله : (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ)(١٢) (وعن ألف) أي : بدلها (واو) مفتوحة ساكن ما قبلها (وفى الكهف) أيضا (وصّلا) والستة قرءوا فيهما بفتح الغين والدال ، وألف.

(وإنّ) في قوله : (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ)(١٣) (بفتح) للهمزة (عمّ نصرا) عن نافع وابن عامر وعاصم على البدل من (الرَّحْمَةَ)(١٤) (و) إن (بعد) في

__________________

(١) في د : وهو.

(٢) [٤٧ ب / ز].

(٣) في د : في.

(٤) في د : أريتك أريتك أرايتكم.

(٥) في د : مخففة.

(٦) الأنبياء : (٩٦).

(٧) المؤمنون : (٧٧).

(٨) الأعراف : (٩٦).

(٩) القمر : (١١).

(١٠) سقط من د.

(١١) في د ، ز : حفظه.

(١٢) الأنعام : (٥٢).

(١٣) الأنعام : (٥٤).

(١٤) الأنعام : (٥٤).

قوله : (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١) بالفتح (كم نما) أي : ورد (٢) عن ابن عامر وعاصم على تأويلها / (٣) وجريها بالمفرد ، أي : فالمغفرة حاصلة له (٤) ، والباقون كسروا فيهما استئنافا ول (يستبين صحبة) أي : أبو بكر وحمزة والكسائي (ذكّروا) ذوي (ولا) أي : متابعة والباقون [أنثوا السبيل](٥) يذكر ويؤنث.

(سَبِيلُ) الْمُجْرِمِينَ)(٦) (برفع) على الفاعلية (خذ) للستة وبالنصب على المفعولية وتاء (وَلِتَسْتَبِينَ)(٧) للخطاب لا للتأنيث لنافع (ويقض) الذي قرأ به الأكثر بسكون القاف ، وكسر الضاد المعجمة الخفيفة من : «القضاء» ، اقرأه (بضمّ ساكن) في [القاف (مع ضمّ الكسر)](٨) في الصاد و (شدّد وأهملا) الصاد لعاصم وابن كثير ونافع.

(نعم دون إلباس (٩) وذكّر مضجعا) أي : ممالا إمالة كبرى (توفاه) (رُسُلُنا)(١٠) (واستهواه) (الشَّياطِينُ)(١١) (حمزة منسلا) بضم أوله وكسر ثالثه ، أي : متقدما ، والستة أنثوا (١٢) ، فقرءوا : (تَوَفَّتْهُ)(١٣) ، و (اسْتَهْوَتْهُ)(١٤).

(معا) هنا ، وفي «الأعراف» (خفية فى ضمّه) الذي قرأ به الأكثر في

__________________

(١) الأنعام : (٥٤).

(٢) سقط من ز ، ك.

(٣) [٧١ ب / د].

(٤) سقط من د ، ك.

(٥) سقط من ك.

(٦) الأنعام : (٥٥).

(٧) الأنعام : (٥٥).

(٨) سقط من د.

(٩) في د : الناس.

(١٠) الأنعام : (٦١).

(١١) الأنعام : (٧١).

(١٢) في د : أنثوهما.

(١٣) الأنعام : (٦١).

(١٤) الأنعام : (٧١).

الخاء (كسر شعبة و (أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ)(١) الذي قرأ به الأربعة بالخطاب (للكوفىّ أنجانا (٢) بالغيبة (تحوّلا)

(قل الله ينجاكم) (٣) الذي قرأ به ثلاثة وراو (٤) مخففا (يثقّل) ه (معهم) أي : مع الكوفيين (هشام) وراوي ابن عامر (وشام) أي : ابن عامر ، وأما (يُنْسِيَنَّكَ)(٥) الذي قرأ به الستة مخفف السين ساكن النون قبلها / [١٢٣ / ك] من «أنسى» (ثقّلا) سينه ، وفتح النون قبلها من «نسي».

(وحرفى رأى) [أي : راؤه ، وهمزه](٦) حيث وقع ، والمراد به ما ظهرت فيه الألف ك (رَأى كَوْكَباً)(٧) ، و (رَأى أَيْدِيَهُمْ)(٨) ، و (رَآكَ)(٩)(١٠) و (رَآهُ)(١١) (كلّا) منهما (١٢) (أمل) إضجاعا (مزن صحبة) أي : ابن ذكوان وأبو (١٣) بكر وحمزة والكسائي (و) الإمالة / (١٤) (فى همزه) دون الراء (حسن) أي (١٥) : لأبي عمرو (و) الإمالة (فى الرّاء) مع الهمزة (يجتلا) للسوسي.

(بخلف) عنه (وخلف فيهما) حال كونه (مع مضمر) ك «رآك» ، و «رآه» (مصيب) عن ابن ذكوان (وعن عثمان) أي (١٦) : ورش (فى الكلّ قلّلا)

__________________

(١) الأنعام : (٦٣).

(٢) الأنعام : (٦٤).

(٣) الأنعام : (٦٤).

(٤) في ز : وراء.

(٥) الأنعام : (٦٨).

(٦) في د : رأى وحمزته.

(٧) الأنعام : (٧٦).

(٨) هود : (٧٠).

(٩) الأنبياء : (٣٦).

(١٠) في د : ورأى.

(١١) النمل : (٤٠).

(١٢) في ز : مدغما.

(١٣) في د : وأبي.

(١٤) [٧٢ أ / د].

(١٥) سقط من د.

(١٦) سقط من د.

أي : الإمالة ، ومن عدا / (١) من ذكر فتح الراء ، والهمزة مطلقا.

(و) رأى الواقع (قبل السّكون) ك (رَأَى الْقَمَرَ)(٢) ، و (رَأَى الشَّمْسَ)(٣) (الرّا) منه (أمل فى صفا يد) لحمزة ، وأبي بكر بلا خلاف ، والسوسي (بخلف وقل فى) إمالة (الهمز خلف) عن السوسي ، وأبي بكر (يقى) العلم به (صلا) ، أي : حر نار الجهل ، ومن عدا الثلاثة فتح الراء ، والهمزة ، وفتح حمزة الهمزة بلا خلاف.

(وقف فيه) أي : في «رأى» قبل السكون (كالأولى) (٤) أي : كرأى قبل الحركة بالإمالة [كبرى وصغرى](٥) لمن تقدم لظهور الألف المحذوفة وفي الوصل للساكنين حال الوقف ، ثم المراد بالسكون هنا لام التعريف ، أما (نحو رأت) و (رأوا) و (رأيت) فإنه (بفتح الكلّ وقفا وموصلا) [لذهاب الألف منه](٦) لفظا وتقديرا.

(وخفّف نونا) من (أَتُحاجُّونِّي)(٧) (قبل فى الله من له بخلف أتى) ، وهم ابن ذكوان ونافع بلا خلاف ، وهشام بخلاف (٨) على حذف إحدى النونين (والحذف) عند القراء (لم يك أوّلا) بل في الثانية ، وهي : نون الوقاية ؛ لأن الثقل (٩) بها حصل ؛ ولأن الأولى علامة الرفع ، وقال النحاة : المحذوفة (١٠) الأولى ؛ لأنها طرف ، وغير دالة على معنى ،

__________________

(١) [٤٨ أ / ز].

(٢) الأنعام : (٧٧).

(٣) الأنعام : (٧٨).

(٤) في د : كرأى.

(٥) في د : الكبرى والصغرى.

(٦) سقط من د.

(٧) الأنعام : (٨٠).

(٨) في د : به.

(٩) في د ، ز : النقل.

(١٠) في ك : المحذوف.

فكان الحذف (١) بها أولى بخلاف الثانية ، ومن عدا المذكورين شدد إبقاء (٢) للنونين على الأصل.

(وفى (دَرَجاتٍ) مَنْ نَشاءُ)(٣) (النّون) أي : التنوين هنا (مع) سورة (يوسف ثوى) للكوفيين والباقون قرءوا فيهما بحذفه / (٤) والإضافة (وواللّيسع الحرفان) هنا ، وفي «ص» (حرّك) اللام بالفتح (مثقّلا) لها.

(وسكّن) الياء عن حمزة والكسائي (شفاء) والباقون سكنوا اللام ، وفتحوا الياء فأصل الاسم في القراءة الأولى «ليسع» ، وفي الثانية «يسع» / [١٢٤ / ك] دخله لام التعريف (واقتده حذف هائه) في الوصل (شفاء) عن حمزة والكسائي والباقون أثبتوها (وبالتّحريك) لها (بالكسر) لابن عامر (كفّلا).

(ومدّ) أي : وصل بياء لابن ذكوان راويه (٥) (بخلف) عنه (ماج) أي : اضطرب ، فإن عنه طريقان : ترك (٦) المد كهشام والأربعة سكنوها (والكلّ) أي : السبعة (واقف) بإثبات الهاء و (بإسكانه) على قاعدة الوقف ، (يذكو عبيرا ومندلا).

(و) (قَراطِيسَ (تُبْدُونَها) و َ(تُخْفُونَ) كَثِيراً)(٧) (مع يجعلونه) قبل (على غيبه) لابن كثير وأبي عمرو و (حقّا) وعلى الخطاب للباقين (وَ) لِتُنْذِرَ

__________________

(١) سقط من د.

(٢) في ك : أيضا.

(٣) الأنعام : (٨٣).

(٤) [٧٢ ب / د].

(٥) سقط من ك.

(٦) في د : بترك.

(٧) الأنعام : (٩١).

أُمَّ الْقُرى)(١) على الغيب لأبي بكر (صندلا) وعلى الخطاب الباقين.

(و) (تَقَطَّعَ (بَيْنَكُمْ)(٢) ارفع) على الفاعلية (فى صفا نفر) أي : حمزة وأبي بكر وابن كثير وأبي عمرو [وابن عامر] والباقون نصبوا على الظرفية (وجاعل) الليل (٣) الذي قرأ به الأربعة (اقصر) أي : اترك ألفه (وفتح الكسر) في عينه (و) فتح (الرّفع) في لامه اللذين هما في القراءة الأولى (ثمّلا) أي : صلح (٤) للكوفيين ، فقرءوه : (وَجَعَلَ)(٥) فعلا ماضيا.

(وعنهم بنصب اللّيل) مفعوله (٦) ، والأولون خفضوا (اللَّيْلَ)(٧) بالإضافة (واكسر بمستقرّ القاف) لابن كثير وأبي عمرو (حقّا) وافتحه / (٨) للباقين / (٩) (خرّقوا ثقله) أي : الراء (انجلا) لنافع والباقون خففوه.

(وضمّان) في قوله : (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ)(١٠) ، و (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ)(١١) هنا (مع) قوله : (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ)(١٢) في (يس) [(فى) ثاء وميم (ثمر شفا) لحمزة والكسائي والباقون فتحوهما الأولى جمع : ثمر ، والثاني جمع ثمرة (ودارست](١٣) حقّ مدّه) لابن كثير وأبي عمرو (ولقد حلا) والباقون قصروه بترك الألف.

__________________

(١) الأنعام : (٩٢).

(٢) الأنعام : (٩٤).

(٣) الأنعام : (٩٦).

(٤) في د : أصلح ، وفي ز : صاغ.

(٥) الأنعام : (٩٦).

(٦) في د : مفعول.

(٧) الأنعام : (٩٦).

(٨) [٧٣ أ / د].

(٩) [٤٨ ب / ز].

(١٠) الأنعام : (٩٩).

(١١) الأنعام : (١٤١).

(١٢) يس : (٣٥).

(١٣) سقط من د.

(وحرّك) سينه بالفتح (وسكّن) تاءه (١) لابن عامر (كافيا) واعكس للأربعة الباقين (واكسر) همز (أنّها) إذا جاءت استئنافا عن أبي عمرو ، وأبي بكر وابن كثير (حمى صوبه بالخلف) عن أبي بكر (درّ وأوبلا) والباقون فتحوها مفعول : (يُشْعِرُكُمْ)(٢) أو بمعنى «لعل».

(وخاطب فيها) (لا (يُؤْمِنُونَ)(٣) ابن عامر وحمزة (كما فشا) والباقون قرءوا بالغيبة (وصحبة كفؤ) أي : أبو بكر وحمزة والكسائي وابن عامر (فى الشّريعة) في قوله : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ)(٤) (وصّلا) الخطاب ، والباقون قرءوا فيه بالغيبة.

(وكسر) للقاف (وفتح) للباء الذي قرأ به نافع وابن عامر (ضمّ) كلاهما (فى قبلا) في قوله : (وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً)(٥) للخمسة والباقين / [١٢٥ / ك] (حمى ظهيرا) والأول بمعنى المقابلة ، والثاني بمعنى (٦) قبيل (وللكوفىّ) ضمهما (٧) في قوله : (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً)(٨) (فى الكهف وصّلا (٩)) والأربعة قرءوا بالكسر فالفتح ، وهو بمعنى المقابلة ، والأول لغة فيه ، ومنه (قُدَّ مِنْ قُبُلٍ)(١٠).

__________________

(١) في د : ياءه.

(٢) الأنعام : (١٠٩).

(٣) الأنعام : (١٠٩).

(٤) الجاثية : (٦).

(٥) الأنعام : (١١١).

(٦) في د : جمع.

(٧) في د : ضمها.

(٨) الكهف : (٥٥).

(٩) سقط من د.

(١٠) يوسف : (٢٦).

(وقل) وتمت (كلمات) ربك (١) الذي قرأ به الأربعة بالألف جمعا قرأ به فردا (٢) (دون ما ألف) مفردا (ثوى) للكوفيين (و) (حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ)(٣) في موضعين (فى يونس و) ثالث في (الطّول) بلا ألف (حاميه ظلّلا) ، وهم : أبو عمرو ، وابن كثير ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، والباقيان قرآ في الثلاثة بألف (٤).

(وشدّد حفص منزل) من / (٥) ربك أي : زايه (٦) مع فتح النون (وابن عامر) والباقون خففوا الزاي مع سكون النون (و (حَرَّمَ) عَلَيْكُمْ)(٧) (فتح الضّمّ) في حائه (و) فتح (الكسر) في رائه [اللذين قرأ بهما](٨) الأكثر بناء للمفعول قرأ به نافع وحفص بناء للفاعل (إذ علا).

(وفصّل) ضمه وكسره كذلك الذي قرأ به الثلاثة فتحه كذلك نافع والكوفيون (إذ ثنّى) وإن كثيرا ل (يضلّون ضمّ) ياؤه (مع) ل (يضلوا) عن سبيلك (٩) (الّذى فى) سورة (يونس) عند الكوفيين ضمّا (ثابتا ولا) نصرا (١٠) ، والباقون فتحوا فيهما الأول من «أضل» والثاني من «ضل».

(رسالات) من قوله : حيث يجعل رسالاته (١١) الذي [قرأ به](١٢) الأكثر بالجمع وكسر التاء (فردا (١٣) وافتحوا) تاءه لابن كثير وحفص (دون

__________________

(١) : (١١٥).

(٢) في ك : كلمة.

(٣) يونس : (٣٣ ، ٩٦) ، غافر : (٦).

(٤) في د : بالألف.

(٥) [٧٣ ب / د].

(٦) سقط من د.

(٧) الأنعام : (١١٩).

(٨) في ك : الذي قرأهما.

(٩) يونس : (٨٨).

(١٠) سقط من ز.

(١١) الأنعام : (١٢٤).

(١٢) في ز ، ك : قرأه.

(١٣) في د : فرد.

علّة وضيقا) هنا (مع الفرقان حرّك) ياءه (مثقّلا) أي : مشددا.

(بكسر) على الأصل للجميع (١) (سوى المكّى) أي : ابن كثير ، فإنه يسكنها بحذف أحد حرفي التضعيف تخفيفا / (٢) (ورا حرجا هنا على كسرها) وصفا (٣) (إلف صفا وتوسّلا).

وهو نافع وأبو بكر والباقون فتحوها مصدرا

(و (يَصَّعَّدُ) فِي السَّماءِ)(٤) (خفّ ساكن) صاده لابن كثير (دم) والباقون شددوا الصاد ، وفتحوها (٥) (ومدّه) بألف بعد الصاد المشددة (٦) (صحيح) عن أبي بكر ، فقرأ (يصاعد) ، ومن عداه قرأ (٧) : (يَصَّعَّدُ) بلا ألف (وخفّ العين) لابن كثير وأبي بكر (داوم صندلا) ، والباقون شددوها أيضا على أن (٨) الأصل : «يتصعد» أدغمت التاء في الصاد.

(ونحشر) من قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً)(٩) هنا (مع ثان بيونس) ، وهو قوله : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا)(١٠) بخلاف الأول (وهو في سبا) أي : قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً)(١١) (مع) «ثم (نقول)» (١٢) اليا فى الأفعال (الاربع عمّلا) لحفص ، وغيره قرأ فيهما بالنون.

__________________

(١) سقط من ك.

(٢) [٤٩ أ / ز].

(٣) في د : صفا.

(٤) الأنعام : (١٢٥).

(٥) في ك : وفتحها.

(٦) في ك : الساكنة.

(٧) سقط من د.

(٨) سقط من ز.

(٩) الأنعام : (١٢٨).

(١٠) يونس : (٤٥).

(١١) سبأ : (٤٠).

(١٢) سبأ : (٤٠).

(وخاطب شام) أي : ابن عامر / [١٢٦ / ك] عما / (١) (يعملون) وغيره قرأ بالغيب (و (مَنْ تَكُونُ) لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ)(٢) (فيها) أي : الأنعام (و) السورة التي (تحت النّمل) ، وهي (٣) القصص (ذكّره) لحمزة والكسائي (شلشلا) ، وأنثه لغيرهما.

(مكانات) حيث وقع (مدّ النّون) بزيادة ألف (فى الكلّ شعبة) والباقون قرءوا إمكانه بلا ألف (بزعمهم الحرفان) هنا (بالضّمّ) (٤) في الزاي للكسائي (رتّلا) والباقون بفتحها ، وهما لغتان.

(و) كذلك (زَيَّنَ) لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٥) (فى ضمّ) للزاي (وكسر) للياء بالبناء للمفعول (ورفع قتل) نائبا عن الفاعل (أولادهم بالنّصب) مفعول : «قتل» المصدر العامل (شاميّهم) ابن عامر (تلا)

(ويخفض عنه الرّفع فى شركاؤهم) على أنه فاعل المصدر مضافا إليه (وفى مصحف الشّامين بالياء مثّلا) شركائهم (٦) ، وذلك مما يقوي هذه القراءة ، إذ الرسم من (٧) الوجوه المعتمد عليها في هذا الفن.

(ومفعوله) ، وهو أولادهم (بين المضافين) ، وهم : (قَتْلَ)(٨)

__________________

(١) [٧٤ أ / د].

(٢) الأنعام : (١٣٥).

(٣) في د ، ز : أي.

(٤) في د : بضمّ أي.

(٥) الأنعام : (١٣٧).

(٦) الأنعام : (١٣٧).

(٧) في د : في.

(٨) الأنعام : (١٣٧).

وشركائهم (١) (فاصل) وقد قدح بعض قاصري النحاة في هذه القراءة لما فيها من الفصل المذكور ، (و) قال : إنه (لم يلف (٢) غير الظّرف فى الشّعر فيصلا) أي : فاصلا بين المضافين ، وإنما روي الفصل بالظرف لتوسعهم فيه.

(ك) قول عمرو بن قمئة (٣) :

أراد : لله در من لامها اليوم ، ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف ، و «ساتيدما» (٧) جبل ، وهذا القدح مردود أما أولا ؛ فلأن ابن عامر لم يقرأ من تلقاء نفسه ، ولا اعتمادا على الرسم فقط ، بل بما تواتر عنده ، وصح نقله لديه مع أنه (٨) قد سبق اللحن ، قال المصنف : (فلا تلم من مليمى) ابن عامر على / (٩) هذه (١٠) القراءة من جهة / (١١) (النّحو إلّا مجهّلا) له فيما قرأ (١٢) لا مستشكلا من غير إقدام على تجهيل (١٣) ، ولا تخطئة.

(و) أما ثانيا ؛ فلأنه (مع رسمه) بالهاء (١٤) [الذي هو](١٥) أحد المقويات

__________________

(١) الأنعام : (١٣٧).

(٢) في د : يرو.

(٣) في د : قتيبة ، وفي ز : تمير.

(٤) في ز : لا تكبر.

(٥) في ز : طرت.

(٦) في د : القوم.

(٧) في ز : وساتيه.

(٨) سقط من د.

(٩) [٤٩ ب / ز].

(١٠) في د : هذا.

(١١) [٧٤ ب / د].

(١٢) في د : ترى.

(١٣) في د : تجهيلا.

(١٤) في ز : بالياء.

(١٥) في د : التي هي.

للقراءة كما تقدم ، قد ورد من كلام العرب / [١٢٧ / ك] الفصل بغير الظرف ، وهو المفعول خلاف دعوى المعترض (١) السابقة ، قال :

هكذا (الأخفش النّحوىّ أنشد) هذا البيت (مجملا) أي : محسنا (٢) في تصحيحه لهذه القراءة بالاستشهاد ، فبطل ما قيل من القدح فيها.

واعلم أن (٣) غالب ما يقدح به قادحون في قراءات (٤) ثابتة ، وأحاديث صحيحة ، وأحكام مقررة في سائر الفنون ، إنما سببه قصورهم في ذلك الفن ، وعدم الاطلاع على دقائقه وأسراره كما قال الغزالي ـ رحمه‌الله ـ في كتابه : «التفرقة» في مثل ذلك : لو سكت من لا يعلم قل الخلاف.

ولو عرف القادح في هذه القراءة الثابتة (٥) المجمع على نزولها من عند (٦) الله أن من أسرار التنزيل الاحتواء على جميع لغات العرب كثيرها ، وقليلها [غالبها ، ونادرها](٧) ، والانطواء (٨) على جميع ما استعملته (٩) كثيرا فيما أكثرت ، وقليلا [فيما أقلت](١٠) تارة باللفظ ، وتارة بقراءة فيه (١١) حتى لا يفوته شيء من لغاتها ، لاهتدى إلى وجه (١٢) الصواب ، ولأدرك من بدائعة (١٣) العجب العجاب ، [وقد أوردت في «أسرار التنزيل» شواهد أخر غير هذا البيت](١٤).

ومن عدا ابن عامر قرأ بفتح الزاي والياء بناء للفاعل ، و (شُرَكاؤُهُمْ)(١٥)

__________________

(١) في ز : التعرض.

(٢) في د : مجيبا.

(٣) في د : أنه.

(٤) في د : قراءة.

(٥) في ك : الشامية.

(٦) سقط من ك.

(٧) في د : غالبا ونادرا.

(٨) في ك : وإلا فعلوا.

(٩) في د : استعمله.

(١٠) في د : أيرون.

(١١) سقط من د.

(١٢) في د : وجوه.

(١٣) في د : تداعيه.

(١٤) سقط من د.

(١٥) الأنعام : (١٣٧).

بالرفع فاعله ، و (قَتْلَ)(١) بالنصب مفعوله ، و (أَوْلادِهِمْ)(٢) بالجر مضافا إليه.

(وَإِنْ يَكُنْ) مَيْتَةً)(٣) (انّث كفؤ صدق) لابن عامر وأبي بكر ، وذكر لغيرهما (وميتة) بالرفع على أنها تامة (دنا) لابن كثير وابن عامر (كافيا) وبالنصب على أنها ناقصة للباقين (وافتح) حاء (حصاد) ه (٤) (كذى حلا)

(نما) عن / (٥) ابن عامر وأبي عمرو وعاصم واكسرها للباقين ، وهما لغتان (وسكون) عين (المعز حصن) أي : قرأ به الكوفيون ونافع والباقون قرءوا بالفتح (وأنّثوا) أي : ابن عامر وحمزة / [١٢٨ / ك] وابن كثير إلا أن (تكون) ميتة (٦) ، والباقون ذكروا (كما فى دينهم ميتة) بالرفع لابن عامر (كلا) وللباقين بالنصب.

(وتذّكّرون) الذي قرأ به الأكثر مشددا (الكلّ) أي : حيث وقع (خفّ) لحفص وحمزة والكسائي (على شذا (وَأَنَّ) هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً)(٧) (اكسروا) همزه استئنافا (شرعا) لحمزة والكسائي [(وبالخفّ كمّلا) لابن عامر والباقون بالفتح عطفا على ما قبله](٨).

__________________

(١) الأنعام : (١٣٧).

(٢) الأنعام : (١٣٧).

(٣) الأنعام : (١٣٩).

(٤) الأنعام : (١٤١).

(٥) [٧٥ أ / د].

(٦) الأنعام : (١٤٥).

(٧) الأنعام : (١٥٣).

(٨) في د : وافتحوه للباقين على تقدير الكلام ، وبالخف للنون مع الفتح لابن عامر (كملا) والأربعة شددوه مع الفتح.

(ويأتيهم) الملائكة (١) بالتذكير عن حمزة والكسائي (شاف) هنا (٢) (مع) الذي في (النّحل) ، والباقون أنثوا فيهما (فارقوا) دينهم (٣) هنا (مع) الذي في (الرّوم مدّاه) أي : قرآه بألف (٤) بعد الفاء (خفيفا) راؤه (وعدّلا) والباقون / (٥) قرءوه (فَرَّقُوا)(٦) بلا ألف مشددا الراء.

(وكسر) للقاف (وفتح) للياء حال كونه (خفّ فى قيما) الذي قرأه الثلاثة بفتح القاف [وكسر الياء](٧) (ذكا) للكوفيين وابن عامر (وياءاتها) أي : ياءات الإضافة في هذه السورة ثمانية (٨)(وَجْهِيَ) لِلَّذِي فَطَرَ)(٩)(وَ (مَماتِي) لِلَّهِ)(١٠) (مقبلا) ، (و (رَبِّي) إِلى صِراطٍ)(١١) ، (صِراطِي) مُسْتَقِيماً)(١٢) (ثمّ إنّى ثلاثة) : (إِنِّي أُمِرْتُ)(١٣)(إِنِّي أَخافُ)(١٤)(إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ)(١٥).

(وَمَحْيايَ) وَمَماتِي)(١٦) وقد تقدم الفتح في الأولى عن نافع وحفص ، وفي الثانية والخامسة عن نافع ، وفي الثالثة عن نافع وأبي عمرو ، [وفي الرابعة عن ابن عامر ، وفي السادسة والسابعة عن نافع وابن كثير وأبي عمرو](١٧) ، وفي الثامنة عمن سوى نافع ، وعن ورش في أحد الوجهين

__________________

(١) الأنعام : (١٥٨).

(٢) سقط من د.

(٣) الأنعام : (١٥٩).

(٤) في د : بالمد.

(٥) [٥٠ أ / ز].

(٦) الأنعام : (١٥٩).

(٧) في د : كسروا الياء مشددا.

(٨) سقط من ك.

(٩) الأنعام : (٧٩).

(١٠) الأنعام : (١٦٢).

(١١) الأنعام : (١٦١).

(١٢) الأنعام : (١٥٣).

(١٣) الأنعام : (١٤).

(١٤) الأنعام : (١٥).

(١٥) الأنعام : (٧).

(١٦) الأنعام : (١٦٢).

(١٧) سقط من د ، ز.

(والإسكان) في (وَمَحْيايَ)(١) الذي / (٢) قرأ به قالون وورش في الوجه الآخر (صحّ تحمّلا) أي : من حيث التحمل ، أي : النقل فلا التفات إلى من طعن فيه من النحاة.

__________________

(١) الأنعام : (١٦٢).

(٢) [٧٥ ب / د].

سورة الأعراف

(و (تَذَكَّرُونَ)) بعد (قَلِيلاً ما)(١) الذي قرأ به الأكثر ، بتشديد الذال بلا ياء في أوله (الغيب) أي : ياؤه (زد قبل تائه) لابن عامر (كريما) فيصير يتذكرون (٢) ، وبتخفيف الذال (وخفّ (٣) الذّال) منه بالسكون (٤) عن حفص وحمزة والكسائي (كم شرفا علا).

قوله تعالى : هنا ، (وَمِنْها تُخْرَجُونَ)(٥) (مع) قوله : (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ)(٦) في (الزّخرف اعكس تخرجون) الذي قرأه / [١٢٩ / ك] الأكثر بضم التاء ، وفتح الراء بناء للمفعول فاقرأه (بفتحة) للتاء ، (وضمّ) للراء بناء للفاعل لحمزة والكسائي وابن ذكوان (وأولى الرّوم) أي : (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ)(٧) كذلك أيضا (شافيه مثّلا).

(بخلف مضى) عن ابن ذكوان (فى الرّوم) بخلاف ثانيها ، وهو : (إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ)(٨) فإنه بالبناء للفاعل بلا خلاف (لا يخرجون) في «الجاثية» قرأه (٩) حمزة والكسائي بفتح الياء وضم الراء (فى رضا) والباقون بالعكس (وَلِباسُ) التَّقْوى)(١٠) (الرّفع) فيه على الابتداء (فى حقّ نهشلا) أي :

__________________

(١) الأعراف : (٣).

(٢) الأعراف : (٣).

(٣) في د : وخفف.

(٤) في ك : فالسكون.

(٥) الأعراف : (٢٥). وفي ك : لباس.

(٦) الزخرف : (١١).

(٧) الروم : (١٩).

(٨) الروم : (٢٥).

(٩) في د : قرأ.

(١٠) الأعراف : (٢٦).