شرح الشاطبية

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح الشاطبية

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: أبو عاصم حسن بن عبّاس بن قطب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥

(يا إِبْراهِيمُ)(١) (واللّام) في نحو : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ)(٢)(لَإِلَى اللهِ)(٣)(لِأَبِيهِ)(٤) (والبا) في نحو : (بِأَنَّهُمْ)(٥) ، و (بِآخَرِينَ)(٦) (ونحوها) كالواو والفاء والسين والهمزة نحو : (آمَنُوا)(٧)(فَآمِنُوا)(٨)(وَأْمُرْ)(٩) نحو (١٠) : (فَأْوُوا)(١١)(سَأَصْرِفُ)(١٢)(سَأُرِيكُمْ)(١٣)(أَأَنْذَرْتَهُمْ)(١٤).

(ولا مات تعريف لمن قد تأمّلا) ك (الْأَرْضِ)(١٥) و (الْإِنْسانُ)(١٦) و (الْأُولى)(١٧) إما زوائد ليست كما ذكر بأن تبقى الكلمة لو حذفت غير مفهومة كما في نحو : (نُؤْمِنَ)(١٨) و (يُؤْتى)(١٩)(وَالْمُؤْتُونَ)(٢٠)(وَالْمُؤَلَّفَةِ)(٢١) و (مُؤَجَّلاً)(٢٢) فحكم الهمز معها (٢٣) كالمتوسط بلا خلاف.

وأشمم ورم فيما سوى متبدّل

بها حرف مدّ واعرف الباب محفلا

(وأشمم) في الرفع والضم (ورم) فيما عدا الفتح لحمزة وهشام / (٢٤) (فيما سوى) طرف (متبدّل بها) أي : بالهمزة (حرف مدّ) وذلك لما فيه [من الثقل](٢٥) ك (الْمَرْءِ)(٢٦) و (السُّوءَ)(٢٧) وما فيه البدل والإدغام ك (قُرُوءٍ)(٢٨) و (النَّسِيءُ)(٢٩) بخلاف ما فيه البدل حرف (٣٠) مد ك

__________________

(١) هود : (٧٦).

(٢) الحشر : (١٣).

(٣) آل عمران : (١٥٨).

(٤) الأنعام : (٧٤).

(٥) البقرة : (٦١).

(٦) النساء : (١٣٣).

(٧) البقرة : (٩).

(٨) التغابن : (٨).

(٩) لقمان : (١٧).

(١٠) سقط من د.

(١١) الكهف : (١٦).

(١٢) الأعراف : (١٤٦).

(١٣) الأنبياء : (٣٧).

(١٤) البقرة : (٦).

(١٥) البقرة : (١١).

(١٦) النساء : (٢٨).

(١٧) القصص : (٤٣).

(١٨) البقرة : (٥٥).

(١٩) آل عمران : (٧٣).

(٢٠) النساء : (١٦٢).

(٢١) التوبة : (٦٠).

(٢٢) آل عمران : (١٤٥).

(٢٣) في د : منها.

(٢٤) [٣١ أ / د].

(٢٥) في د ، ك : النقل.

(٢٦) البقرة : (١٠٢).

(٢٧) النساء : (١٧).

(٢٨) البقرة : (٢٢٨).

(٢٩) التوبة : (٣٧).

(٣٠) في ك : وحرف.

١٠١

(يَبْدَؤُا)(١)(٢) و (يُبْدِئُ)(٣) و (اللُّؤْلُؤُ)(٤) و (السَّماءِ)(٥) و (الْماءُ)(٦) و (السَّرَّاءِ)(٧) و (الضَّرَّاءُ)(٨) ، فلا يدخله إشمام ولا روم ؛ لأن الألف والياء والواو فيه كألف (يَخْشَى)(٩) وياء (١٠) «يرمي» (١١) ، وواو «يغزو» فاضبط ذلك (واعرف الباب محفلا) أي : مجتمعا.

وما واو اصلىّ تسكّن قبله

أو اليا فعن بعض بالادغام حمّلا

(وما) من الهمز (واو اصلىّ تسكّن قبله أو اليا) كذا مدين كانا أو لينين فقط ك (السُّواى)(١٢) و (سِيئَتْ)(١٣) ، و (سَوْأَةَ)(١٤) و (كَهَيْئَةِ)(١٥) (فعن بعض بالادغام) بعد إبدال الهمز حرفا مثله (حمّلا) إجراء له مجرى الزائد خلاف ما تقدم من منعه منه (١٦) وإعطائه النقل.

وما قبله التّحريك أو ألف محر

ركا طرفا فالبعض بالرّوم سهّلا

(وما) من الهمز (قبله التّحريك أو) قبله (ألف) حال كونه (محرّكا) (و) حال (١٧) كونه / [٥٤ / ك] (طرفا) ك (بَدَأَ)(١٨) و (يُبْدِئُ)(١٩) و (يَبْدَؤُا)(٢٠) ، وك (السَّماءِ)(٢١) و (الْماءُ)(٢٢) و (الدُّعاءَ)(٢٣) ، وقد تقدم أنه يبدل حرف مدّ من جنس حركة ما قبله بعد تقدير سكونه للوقف (فالبعض) ، وهو سليم [عن حمزة](٢٤) روى فيه عن حمزة وجها آخر ،

__________________

(١) يونس : (٤).

(٢) في د : بدأ.

(٣) البروج : (١٣).

(٤) الرحمن : (٢٢).

(٥) البقرة : (١٩).

(٦) البقرة : (٧٤).

(٧) آل عمران : (١٣٤).

(٨) الأعراف : (٩٥).

(٩) فاطر : (٢٨).

(١٠) في ز : و.

(١١) في ك : يرى.

(١٢) الروم : (١٠).

(١٣) الملك : (٢٧).

(١٤) المائدة : (٣١).

(١٥) آل عمران : (٤٩).

(١٦) في د ، ز : فيه.

(١٧) سقط من ز ، ك.

(١٨) العنكبوت : (٢٠).

(١٩) البروج : (١٣).

(٢٠) يونس : (٤).

(٢١) البقرة : (١٩).

(٢٢) البقرة : (٧٤).

(٢٣) الأنبياء : (٤٥).

(٢٤) سقط من ز.

١٠٢

وهو أنه يقف عليه (بالرّوم) مع كونه (سهّلا) الهمز بينه / (١) وبين (٢) حرف حركته مخصصا ذلك بما عدا الفتح للمعلوم من أنه لا روم في الفتح عند القراء.

ومن لم يرم واعتدّ محضا سكونه

وألحق مفتوحا فقد شذّ موغلا

(ومن لم يرم) أصلا ورد هذه الرواية (واعتدّ محضا سكونه) أي : المسهل أي : أجراه مجرى الساكن ؛ لقربه منه ، والروم لا يدخله (و) من (ألحق مفتوحا) بالمضموم والمكسور ، فأدخل الروم مع التسهيل في الثلاثة عملا بعموم الرواية مع داعية حاجة التسهيل إليه ، وجوازه في العربية (فقد شذّ) كلاهما (موغلا) أي : مبعدا في شذوذه أما الأول فلرده ما ثبتت به الرواية / (٣) ، وجواب ما قاله بزنة المحرك ، ألا ترى قيامه مقامه (٤) في زنة الشعر ، وما كان بزنة المتحرك جاز رومه ، وأما الثاني فلإدخاله في فن القراءة ما ليس من مذهب (٥) القراء ، ولا من عادتهم ، والنقل (٦) العام عمل على ما تقرر في الفن.

وفى الهمز أنحاء وعند نحاته

يضىء سناه كلّما اسودّ أليلا

(وفى الهمز أنحاء) أي : طرق مختلفة في تحقيقه (وعند نحاته) في فن التصريف بيان له (يضيء سناه) أي : يشرق نوره (كلّما اسودّ) ليل حال كونه (أليلا) أي : شديد السواد فليطلبه من أراده منهم.

__________________

(١) [٢١ ب / ز].

(٢) سقط من د.

(٣) [٣١ ب / د].

(٤) سقط من ز.

(٥) في د : ذهب.

(٦) في ز : والفعل.

١٠٣

باب الإظهار والإدغام

قال المصنف لبيان ما اصطلح عليه في هذا الباب :

سأذكر ألفاظا تليها حروفها

بالاظهار والإدغام تروى وتجتلا

(سأذكر ألفاظا) هي خمسة (تليها حروفها) المختلف فيها (بالاظهار والإدغام) معا (تروى وتجتلا) أي : تكشف.

فدونك إذ فى بيتها وحروفها

وما بعد بالتّقييد قده مذلّلا

(فدونك إذ فى بيتها وحروفها) التي تدغم فيها في أوائل الكلم التي تليها (وما بعد) أي : بعد البيت الذي فيه إذ وحروفها (بالتّقييد) يقاربه (١) / [٥٥ / ك] صريحا أو رمزا (قده مذلّلا) أي : مسهلا.

سأسمى وبعد الواو تسمو حروف من

تسمّى على سيما تروق مقبّلا

(سأسمي) أي : أذكر اسم من له القراءة مرموزا أولا ، وآتي بعده بالواو (وبعد الواو تسمو) أي : تعلو (حروف من تسمّى) قبل الواو (على سيما) أي : علامة (تروق) أي : تعجب (مقبّلا) بالتشديد ، [لبى ثغر إذ تقبل](٢) ، ونصبه على التمييز المحول عن الفاعل ، وهذا خلاف مصطلحه ، في سائر القصيدة من تقديم الحرف المختلف فيه على أسماء القراء.

وفى دال قد أيضا وتاء مؤنّث

وفى هل وبل فاحتل بذهنك أحيلا

(وفى دال قد أيضا وتاء مؤنّث وفى) لام (هل وبل) أصنع (٣) ما ذكر من ذكر الكلمة في بيتها تليها حروفها أوائل الكلمة بعدها ثم يبدأ بأسماء القراء ، ويعقب بعد الواو بالحرف المختلف فيه (فاحتل بذهنك) على إدراك المعاني حال كونك (أحيلا) [أي : شديدا](٤).

__________________

(١) في ز : بقارئه.

(٢) في ك : أي : تعز إذا تقتبل. وفي ز : تفر إذا تقبيل.

(٣) في ز : أضع.

(٤) سقط من ز.

١٠٤

ذكر ذال إذ

[نعم إذ (ت) مشّت (ز) ينب (ص) ال (د) لّها

(س) مىّ (ج) مال واصلا من توصّلا]

(نعم إذ) وقع الاختلاف فيها بالإظهار والإدغام مع ستة أحرف ، وهي : التاء ، والزاي ، والصاد ، والدال ، والسين. والجيم ؛ يجمعها أوائل قوله : (تمشّت زينب صال دلّها سمىّ جمال واصلا من توصّلا).

مثاله : (إِذْ تَبَرَّأَ)(١)(وَإِذْ زَيَّنَ)(٢)(وَإِذْ صَرَفْنا)(٣)(إِذْ دَخَلُوا)(٤)(إِذْ سَمِعْتُمُوهُ)(٥)(إِذْ جاؤُكُمْ)(٦).

[فإظهارها (أ) جرى (د) وام (ن) سيمها

وأظهر (ر) يّا (ق) وله واصف (ج) لا]

(فإظهارها) أي : إذ عند الحروف الستة كلها (أجرى دوام نسيمها) أي : قرأ به نافع وابن كثير وعاصم إجراء على الأصل / (٧) (وأظهر ريّا قوله واصف جلا) مراده أن الكسائي ، وخلاد أظهراها عند الجيم خاصة ، وأدغماها في الخمسة الباقية.

[وأدغم (ض) نكا واصل (ت) وم (د) رّه

وأدغم (م) ولى وجده (د) ائم ولا]

(وأدغم ضنكا واصل توم درّه) مراده أن خلفا أدغمها في التاء والدال خاصة ، وأظهر في الأربعة الباقية (وأدغم مولى وجده دائم ولا) مراده أن ابن ذكوان ، أدغمها في الدال خاصة ، والباقي من القراء ، وهو أبو عمرو وهشام أدغماها عند الستة أحرف (٨) طلبا للخفة مع وجود المسوغ ، وهو

__________________

(١) البقرة : (١٦٦).

(٢) الأنفال : (٤٨).

(٣) الأحقاف : (٢٩).

(٤) الحجر : (٥٢).

(٥) النور : (١٢).

(٦) الأحزاب : (١٠).

(٧) [٢٢ أ / ز].

(٨) سقط من د.

١٠٥

التقارب ، فإنها كلها مع الذال من طرف اللسان ، إلا الجيم فمن وسطه ، ولكن حملت على الشين المتصلة لما فيها من التفشي بطرقه ؛ لكونه (١) من مخرجها ، ومن أظهر عند الجيم ألغى / [٥٦ / ك] هذا الحمل ، ومن أدغم في الدال ، أو فيها ، أو (٢) في التاء راعى شدة التقارب ، والعمدة [في الكل : اتباع](٣) الأثر.

والأبيات الثلاثة أوردها / (٤) المصنف مورد الغزل ، والدل : العجب والتيه على المحب ، و (سمي) : عالي المنزلة ، ونصبه على الحال من الدل ، وإضافته إلى الجمال (٥) للملابسة ، و (واصلا) حال منه أيضا ، والمراد : صاحبته أي : وصل (٦) من توصل إليه بصدق الرغبة ، وخالص المحبة ، وإظهارها من إضافة المصدر للفاعل ، وهو ضمير : (زينب) ، والمفعول محذوف أي : السمي (٧) المذكور أجرى منها رائحة طيبة دائمة ، والريا : الرائحة الطيبة أيضا ، كنى به عن الثناء الجميل (٨) ، والوصف بالحسن ، وهو مفعول : أظهر ، والفاعل واصف ، و (جلا) أي : كشف وصفها وأوضحه ، (وأدغم ضنكا) أي : أخفى ضرّا ناله من محبتها ، والواصل ضد القاطع ، والتوم جمع : تومة ، وهي : خرزة من فضة ، وأضافه إلى البدل ؛ لمصاحبته إياه ، (وأدغم مولى) أي : أخفى محب ما نال من (٩) وصلها (وجده) أي : عناءه بما نال من ذلك دائم «ولا» أي : متابعة ، ولو قال المصنف بدل الأبيات :

وأحرف إذ مجموع صدّ تجز ستّه

فأدغمها فيها هشام وذو العلا

__________________

(١) في د : لكونها.

(٢) في ك : و.

(٣) في ز : اتباعا.

(٤) [٣٢ ب / د].

(٥) في د ، ز : الحال.

(٦) في د ، ز : يصل.

(٧) في د : التسمي.

(٨) في د : بالجميل.

(٩) سقط من ك.

١٠٦

[وفي الدّال مز والتّاء والدّال ضف وفي](١)

سوى الجيم خلّاد الكسائي أدخلا

لكان أبين وأخصر.

__________________

(١) في ز : «وفي الذال والدال والتاء صف وفي».

١٠٧

[وقد (س) حبت (ذ) يلا (ض) فا (ظ) لّ (ز) رنب

(ج) لته (ص) باه (ش) ائقا ومعلّلا]

(وقد) أحرفها ثمانية : السين ، والذال ، والضاد ، والظاء (١) ، والزاي ، والجيم ، والصاد ، والشين ، يجمعها أوائل قوله : (سحبت ذيلا ضفا ظلّ زرنب جلته صباه شائقا ومعلّلا).

مثاله : (قَدْ سَمِعَ اللهُ)(٢)(وَلَقَدْ ذَرَأْنا)(٣)(فَقَدْ ضَلَ)(٤)(فَقَدْ ظَلَمَ)(٥)(وَلَقَدْ زَيَّنَّا)(٦)(لَقَدْ جاءَكُمْ)(٧)(وَلَقَدْ صَرَّفْنا)(٨)(قَدْ شَغَفَها)(٩).

[فأظهرها (ن) جم (ب) دا (د) لّ واضحا

وأدغم ورش (ض) رّ (ظ) مآن وامتلا]

(فأظهرها) عند الأحرف كلها (نجم بدا دلّ / [٥٧ / ك] واضحا) أراد عاصما وقالون وابن كثير / (١٠) إجراء على الأصل (وأدغم ورش ضرّ ظمآن وامتلا) أراد في الضاد والظاء خاصة ، وأظهر في الباقي.

[وأدغم (م) رو واكف (ض) ير (ذ) ابل

(ز) وى (ظ) لّه وغر تسدّاه كلكلا]

(وأدغم مرو واكف) أراد ابن ذكوان / (١١) (ضير ذابل زوى ظلّه وغر تسدّاه كلكلا) أراد في الضاد ، والذال ، والزاي ، والظاء ، وأظهر في الباقي.

[وفى حرف زيّنّا خلاف ومظهر

هشام بص حرفه متحمّلا

__________________

(١) سقط من ز.

(٢) المجادلة : (١).

(٣) الأعراف : (١٧٩).

(٤) البقرة : (١٠٨).

(٥) البقرة : (٢٣١).

(٦) الملك : (٥).

(٧) التوبة : (١٢٨).

(٨) الإسراء : (٤١).

(٩) يوسف : (٣٠).

(١٠) [٣٣ أ / د].

(١١) [٢٢ ب / ز].

١٠٨

(وفى حرف زيّنّا) ، ولم تأت الزاي (١) بعد الذال إلا فيه (خلاف) عن ابن ذكوان بالإظهار والإدغام (ومظهر هشام بص) أي : بسورة : «ص» (حرفه) وهو قوله تعالى : (لَقَدْ ظَلَمَكَ)(٢) (متحمّلا).

والباقي من القراء وهم : أبو عمرو وحمزة (٣) والكسائي أدغموها في جميعها لما تقدم ، والأبيات متصلة بما سبق من الغزل ، وضفا : طال ، والزرنب نوع من الطيب ، و (صباه) : ريحه ، والنجم كنى به عن شهرة نسبها ، و (بدا) : ظهر ، و (دل) : أرشد ، والورش : التناول ، أي : أخفى تناول وصل حصل (٤) منها (ضر) محب كان (ظمآن) إلى وصلها و (واكف) : سائل ، و (ضير) : ضر ، و (ذابل) : نحيف ، و (زوى) : قبض ، والوغر : جمع وغرة ، وهي : شدة الحر ، (تسداه) : أي : ركبه ، والكلكل : الصدر ، ولو قال المصنف بدل الأبيات [هذه الثلاثة](٥) :

وأحرف قد جيم وذال وزايها

وظاء وشين الضّاد واثنان أهملا

فأظهر (٦) قالون ومكّ وعاصم

وفي ضادها والطّا فقط ورش ادخلا

وفي ذين والذّال ابن ذكوان واختلف

بزاي وفي صاد هشامهم جلا

لكان أوضح وأخصر.

__________________

(١) سقط من د ، ز.

(٢) ص : (٢٤).

(٣) سقط من ز.

(٤) سقط من ك.

(٥) زيادة من ز.

(٦) في د : فأظهره ، وفي ك : فأظهرها.

١٠٩

ذكر تاء التّأنيث

[وأبدت (س) نا (ث) غر (ص) فت (ز) رق (ظ) لمه

(ج) معن ورودا باردا عطر الطّلا]

(و) تاء التأنيث نحو : (أبدت) أحرفها (١) ستة : السين ، والثاء المثلثة (٢) ، والصاد ، والزاي ، والظاء ، والجيم ، يجمعها أوائل قوله : (سنا ثغر صفت زرق ظلمه جمعن ورودا باردا عطر الطّلا).

/ (٣) مثاله : (أَنْبَتَتْ سَبْعَ)(٤)(كَذَّبَتْ ثَمُودُ)(٥)(حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٦)(خَبَتْ زِدْناهُمْ)(٧)(كانَتْ ظالِمَةً)(٨)(نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ)(٩) / [٥٨ / ص].

[فإظهارها (د) رّ (ن) مته (ب) دوره

وأدغم ورش (ظ) افرا ومخوّلا]

(فإظهارها) عند الأحرف كلها (درّ نمته بدوره) أي : قرأ به ابن كثير وعاصم وقالون (وأدغم ورش) في الظاء خاصة (ظافرا ومخوّلا) وأظهر في الباقي

[وأظهر (ك) هف وافر (س) يب (ج) وده

(ز) كىّ وفىّ عصرة ومحلّلا

مراده أن ابن عامر أظهر عند السين ، والجيم ، والزاي خاصة.

[وأظهر (ر) اويه هشام لهدّمت

وفى وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا]

(وأظهر راويه) أي : راوي ابن عامر (هشام) التاء عند الصاد في قوله : (لَهُدِّمَتْ) صَوامِعُ)(١٠) خاصة (١١) ، وأدغمها ابن ذكوان ، وأدغما معا في :

__________________

(١) في ك : أحرفا.

(٢) في ك : المهملة.

(٣) [٣٣ ب / د].

(٤) البقرة : (٢٦١).

(٥) الشعراء : (١٤١).

(٦) النساء : (٩٠).

(٧) الإسراء : (٩٧).

(٨) الأنبياء : (١١).

(٩) النساء : (٥٦).

(١٠) الحج : (٤٠).

(١١) زيادة من ز.

١١٠

(حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(١) (وفى (وَجَبَتْ جُنُوبُها)(٢) (خلف) بالإظهار والإدغام عن (ابن ذكوان) راوي ابن عامر أيضا (يفتلا) أي : يختبر بخلاف هشام ، فليس عنه إلا الإظهار ، وأظهرا في (نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ)(٣) وأدغما في الظاء والثاء والباقون ، وهم : أبو عمرو وحمزة والكسائي أدغموها في جميعها لما تقدم.

والأبيات متصلة بما سبق [من الغزل](٤) / (٥) ، والظلم بالفتح : ماء الأسنان ، [والعرب تصف الماء الصافي](٦) بالزرقة ، والورود مصدر : ورد الماء ، إذا أتاه ، والعطر : الفائح ، و (الطلا) : الخمر ، و (نمته) : رفعته ونقلته ، (ومخولا) : مملكا ، والعصرة : الملجأ ، والمحلل : المكان الذي يكثر الحلول به ، ونصبهما على الحال.

__________________

(١) النساء : (٩٠).

(٢) الحج : (٣٦).

(٣) النساء : (٥٦).

(٤) سقط من ك.

(٥) [٢٣ أ / ز].

(٦) سقط من ك.

١١١

ذكر لام هل وبل

ألا بل وهل (ت) روى (ث) نا (ظ) عن (ز) ينب

(س) مير (ن) واها (ط) لح (ض) رّ ومبتلا

(ألا بل وهل) لمجموعها (١) ثمانية أحرف (٢) : التاء ، والثاء ، والظاء ، والزاي ، والسين ، والنون ، والطاء ، والضاد ، يجمعها أوائل قوله / (٣) : (تروى ثنا ظعن زينب سمير نواها طلح ضرّ ومبتلا).

مثاله : (هَلْ تَعْلَمُ)(٤)(هَلْ ثُوِّبَ)(٥)(بَلْ ظَنَنْتُمْ)(٦)(بَلْ زُيِّنَ)(٧)(بَلْ سَوَّلَتْ)(٨)(بَلْ نَحْنُ)(٩)(بَلْ طَبَعَ اللهُ)(١٠)(بَلْ ضَلُّوا)(١١).

فأدغمها (ر) او وأدغم (ف) اضل

وقور (ث) ناه (س) رّ (ت) يما وقد حلا

(فأدغمها) أي : اللام في الجميع (راو) وهو الكسائي (وأدغم فاضل وقور) وهو حمزة (ثناه سرّ تيما وقد حلا) أي : في الثاء والسين والتاء.

وبل فى النّسا خلّادهم بخلافه

وفى هل ترى الإدغام (ح) بّ وحمّلا

(و) أدغم (بل) في الطاء من قوله : (بَلْ طَبَعَ اللهُ) (فى) سورة (النّسا خلّادهم) عن حمزة (بخلافه) أي : بخلاف عنه في ذلك ، وأظهرها خلف عنه ، وأظهراها في الأحرف الباقية (وفى (هَلْ) تَرى مِنْ فُطُورٍ)(١٢)(فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) (٨) (١٣) (الإدغام حبّ وحمّلا) / [٥٩ / ك] [لأبي

__________________

(١) في ز ، ك : لمجموعهما.

(٢) سقط من د.

(٣) [٣٤ أ / د].

(٤) مريم : (٦٥).

(٥) المطففين : (٦٣).

(٦) الفتح : (١٢).

(٧) الرعد : (٣٣).

(٨) يوسف : (١٨).

(٩) الحجر : (١٥).

(١٠) النساء : (١٥٥).

(١١) الأحقاف : (٢٨).

(١٢) الملك : (٣).

(١٣) الحاقة : (٨).

١١٢

عمرو خاصة ، وأظهر في الباقي](١).

وأظهر لدى واع (ن) بيل (ض) مانه

وفى الرّعد هل واستوف لا زاجرا هلا

(وأظهر لدى واع) ، وهو هشام (نبيل ضمانه) عند النون والضاد (و) عند التاء في حرف واحد (فى) سورة (الرّعد) ، وهو قوله : (هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(٢) خاصة وأظهر له فيما عدا ذلك ، وأظهر للباقي (٣) ، وهم نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم في الجميع ، وتوجيه ذلك يوجد مما تقدم فاضبطه (واستوف) مواضع (٤) الخلاف ميسرا (لا زاجرا) لك بقول : (هلا) وهي كلمة يزجر بها الخيل.

والأبيات مسوقة (٥) على ما تقدم من الغزل ، والظعن : الارتحال ، والسمير : السامر ، والنوى : البعد ، والطلح ـ بالكسر ـ : الذي [تعب وأعيا](٦) ، و (تيما) مفعول (سرّ) أي : [ذو تيم ، بمعنى اليمين](٧).

__________________

(١) سقط من ز.

(٢) الرعد : (١٦).

(٣) في ز : للباقين.

(٤) في د ، ز : مواقع.

(٥) في د : مستوفية.

(٦) في د ، ك : لعب واعيا.

(٧) في د : أي ذوي تيم ، بمعنى التمين. وفي ز : ذوي تيم بمعنى التيمم.

١١٣

باب اتّفاقهم فى إدغام إذ وقد وتاء التّأنيث وهل وبل وما ضم

إليها (١) من قد ، وأول المثلين المسكن

ولا خلف فى الإدغام إذ (ذ) لّ (ظ) الم

وقد (ت) يّمت (د) عد وسيما تبتّلا

(ولا خلف) بين القراء / (٢) (فى الإدغام) لذال (إذ) في الذال والظاء المشار إليهما ، بقوله : (ذلّ ظالم) نحو : (إِذْ ذَهَبَ)(٣)(إِذْ ظَلَمُوا)(٤) (ولا) في الإدغام لدال (قد) في التاء والدال المشار إليهما بقوله : (تيّمت دعد وسيما تبتّلا) نحو : (قَدْ تَبَيَّنَ)(٥)(وَقَدْ دَخَلُوا)(٦).

وقامت (ت) ريه (د) مية (ط) يب وصفها

وقل بل وهل (ر) اها (ل) بيب ويعقلا

(و) لا (٧) في الإدغام لتاء التأنيث نحو : (قامت) في التاء ، والدال ، والطاء ، المشار إليها (٨) بقوله : (تريه دمية طيب وصفها) نحو : (كانَتْ تَأْتِيهِمْ)(٩)(أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما)(١٠)(قالَتْ طائِفَةٌ)(١١).

(و) لا خلف أيضا في إدغام لام [(قل) و](١٢) (بل وهل) في الراء واللام المشار إليهما بقوله : (راها لبيب ويعقلا) نحو : (قُلْ رَبِّي)(١٣)(قُلْ لِلَّذِينَ)(١٤)(بَلْ رانَ)(١٥) [(بَلْ لَهُ)(١٦)](١٧)(هَلْ لَكَ)(١٨) ، ووجه

__________________

(١) في د : إليهما.

(٢) [٣٤ ب / د].

(٣) الأنبياء : (٨٧).

(٤) النساء : (٦٤).

(٥) البقرة : (٢٥٦).

(٦) المائدة : (٦١).

(٧) سقط من ز.

(٨) في ك : إليهما.

(٩) غافر : (٢٢).

(١٠) يونس : (٨٩).

(١١) الأحزاب : (١٣).

(١٢) سقط من ز ، ك.

(١٣) الكهف : (٢٢).

(١٤) آل عمران : (١٢).

(١٥) المطففين : (١٤).

(١٦) البقرة : (١١٦).

(١٧) سقط من ك.

(١٨) عبس : (١٨).

١١٤

الاتفاق في الجميع : وجود المماثلة ، أو شدة المقاربة المقتضية لعدم بيان الأول منهما في النطق ؛ لازدحامهما في المخرج / (١) ، وعدم الحركة التي تنقل اللسان من موضع إلى آخر.

[وما أوّل المثلين فيه مسكّن

فلا بدّ من إدغامه متمثّلا]

(وما أوّل المثلين) الملتقيين (فيه مسكّن) نحو : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ)(٢)(فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ)(٣)(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ)(٤) (فلا بدّ من إدغامه) / [٦٠ / ك] في الثاني لما ذكر (متمثّلا) أي : ماثلا حاضرا.

__________________

(١) [٢٣ ب / ز].

(٢) النحل : (٥٣).

(٣) الإسراء : (٣٣).

(٤) الحجرات : (١٢).

١١٥

باب إدغام حروف قربت مخارجها

[وإدغام باء الجزم فى الفاء (ق) د (ر) سا

(ح) ميدا وخيّر فى يتب (ق) اصدا ولا]

(وإدغام باء) الفعل حال (الجزم) أو السكون (فى الفاء قد رسا حميدا) إذ قرأ به خلاد والكسائي وأبو عمرو ، وذلك في خمسة لا سادس لها نحو : (أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ)(١)(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ)(٢)(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ)(٣)(قالَ اذْهَبْ فَمَنْ)(٤)(قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَ)(٥) ، ووجهه اشتراك الباء والفاء في الشفة ، والباقون قرءوا بالإظهار على الأصل (وخيّر فى) حرف واحد منها (٦) ، وهو : (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ) / (٧) بين الإظهار والإدغام لخلاد (قاصدا) (٨) بذلك (ولا) أي : اتباعا للأثر.

[ومع جزمه يفعل بذلك (س) لّموا

ونخسف بهم (ر) اعوا وشذّا تثقّلا]

(ومع جزمه يفعل) إدغامه (بذلك سلّموا) إذ قرأ به أبو الحارث عن الكسائي ، وذلك في ستة (٩) مواضع : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ)(١٠) في موضعين (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)(١١)(يَلْقَ أَثاماً)(١٢)(عُدْواناً وَظُلْماً)(١٣)(ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(١٤)(فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ)(١٥) (ونخسف بهم) أي : إدغام فائه في الباء (راعوا) إذ قرأ به الكسائي (وشذّا) أي : النوعان (تثقّلا) أي : إدغاما عند النحاة ؛ لأن أصل الأول الحركة ، ولذهابها في

__________________

(١) النساء : (٧٤).

(٢) الرعد : (٥).

(٣) الحجرات : (١١).

(٤) الإسراء : (٦٣).

(٥) طه : (٩٧).

(٦) في ز : منهما.

(٧) [٣٥ أ / د].

(٨) في د : قاصد.

(٩) في د ، ك : ست.

(١٠) البقرة : (٢٣١).

(١١) المنافقون : (٩).

(١٢) الفرقان : (٦٨).

(١٣) النساء : (٣٠).

(١٤) النساء : (١١٤).

(١٥) آل عمران : (٢٨).

١١٦

الفاء من صفة التفشي في الثاني ، وأجاب القراء بثبوت الرواية فيها (١) مع قصد (٢) التخفيف ، وعدم المبالاة بذهاب ما ذكر.

وعذت على إدغامه ونبذتها

(ش) واهد (ح) مّاد وأورثتمو (ح) لا

(و) ذال (عذت على إدغامه) في التاء (و) كذا (نبذتها شواهد حمّاد) إذ قرأ به حمزة والكسائي ، وأبو عمرو والباقون أظهروا على الأصل ، إذ أصل الذال الحركة ، وسكونها عارض للضمير (٣) (و) من أدغم الثاء في التاء من قوله : (أُورِثْتُمُوها)(٤) ، وهم : أبو عمرو ، وهشام ، وحمزة ، والكسائي (حلا).

(ل) ه شرعه والرّاء جزما بلامها

كو اصبر لحكم (ط) ال بالخلف (ي) ذبلا

(له شرعه) أي : طريقه لما فيه (٥) من الاشتراك ، ومن أظهر ، وهم الباقون راعى الأصل (والرّاء) حال كونها (جزما) أي : مجزومة إدغامها (٦) (بلامها ك (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ) رَبِّكَ)(٧)(يَغْفِرْ لَكُمْ)(٨) و (اغْفِرْ لَنا)(٩) و (أَنِ اشْكُرْ)(١٠) (طال) إذ قرأ به الدوري (بالخلف) عنه والسوسي بلا خلاف / [٦١ / ك] (يذبلا) هو جبل أي (١١) : غلبه في الطول لشهرته ، ووجهه : شدة التقارب في المخرج ؛ ألا ترى أن الألثغ يصير اللام راء مع ما في الراء من التكرار ، فإذا أظهرت (١٢) قبل اللام صار كالنطق بثلاثة أحرف متجانسة ، والستة الباقون أظهروا / (١٣) على الأصل كأحد الوجهين عن الدوري.

__________________

(١) في ز : فيهما.

(٢) في ز : قصة.

(٣) سقط من د.

(٤) الزحرف : (٧٢).

(٥) في ز : فيهما.

(٦) في ز : أدغمها.

(٧) الطور : (٤٨).

(٨) الأحقاف : (٣١).

(٩) آل عمران : (١٤٧).

(١٠) لقمان : (١٤).

(١١) سقط من د.

(١٢) في د ، ز : ظهرت.

(١٣) [٣٥ ب / د].

١١٧

ويس أظهر (ع) ن (ف) تى (حقّ) ه (ب) دا

ون وفيه الخلف عن ورشهم خلا

(ويس أظهر) نونه عند الواو من (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (٢) (١) [راويا له](٢) (عن فتى حقّه بدا) أي : حفص وحمزة وابن كثير وأبي (٣) عمرو / (٤) وقالون ، ووجهه أن الأصل في حروف التهجي : الوقف والوصل على نيته ، فهو في حكم المنفصل ، ولا إدغام فيه ، والباقون أدغموا نظرا للاتصال لفظا كما تدغم النون في الواو ، في نحو : (مِنْ والٍ)(٥) و (مِنْ واقٍ)(٦).

(ن) وَالْقَلَمِ)(٧) ك : (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)(٨) إظهارا أو (٩) إدغاما (و) لكن هذا (فيه الخلف عن ورشهم) بالإظهار والإدغام (خلا) ، وإن لم يخالف في إدغام (يس ،) وحجته : اتباع الأثر.

و (حرمىّ) (ن) صر صاد مريم من يرد

ثواب لبثت الفرد والجمع وصّلا

(وحرمىّ نصر) أي : نافع وابن كثير وعاصم أظهروا (صاد مريم) أي : (كهيعص) (١) (١٠) عند الذال من قوله : (ذِكْرُ رَحْمَتِ)(١١) والباقون أدغموها فيها ، ووجههما ما تقدم في «يس» و «ن» وأظهروا أيضا الدال من قوله : (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ)(١٢) حيث وقع على الأصل ؛ لعروض السكون ، والباقون أدغموها في الثاء للتقارب ، وأظهروا أيضا (لبثت الفرد) أي : تاءه حيث وقع لمتكلم أو مخاطب (و) لبثتم (الجمع) والباقون أدغموها في التاء ، وقوله : (وصّلا) خبر حرمي المبتدأ ناصب لصاد مفعولا مقدما ، وما بعده معطوف على حذف العاطف.

__________________

(١) يس : (٢).

(٢) في ز : راوياه.

(٣) في د : وأبو.

(٤) [٢٤ أ / ز].

(٥) الرعد : (١١).

(٦) الرعد : (٣٤).

(٧) القلم : (١).

(٨) يس : (١ ، ٢).

(٩) في ز ، ك : و.

(١٠) مريم : (١).

(١١) مريم : (٢).

(١٢) آل عمران : (١٤٥).

١١٨

وطس عند الميم (ف) از اتّخذتمو

أخذتم وفى الإفراد (ع) اشر (د) غفلا

(و) إظهار (طس) أي (١) : نون هجائه (عند الميم فازا) إذ قرأ به حمزة ، والباقون أدغموا ، ووجههما ما تقدم في «يس» [و «ن» ، وأظهروا أيضا](٢) الذال عند التاء في (اتّخذتمو) و (أخذتم) / [٦٢ / ك] في الجمع (و) في (اتَّخَذْتُ)(٣) و (أَخَذْتُ)(٤) (فى الإفراد) الذي قرأ به حفص وابن كثير (عاشر دغفلا) أي : زمنا خصبا (٥) / (٦) كناية عن سعة الحجة ، والباقون أدغموا ، ووجههما ما تقدم في (عُذْتُ)(٧).

وفى اركب (ه) دى (ب) رّ (ق) ريب بخلفهم

(ك) ما (ض) اع (ج) ا يلهث (ل) ه (د) ار (ج) هّلا

(و) إظهار الباء عند الميم (فى) قوله : (اركب) معنا (هدى برّ قريب) أي : قرأ به البزي وقالون وخلاد (بخلفهم) أي : بخلاف عنهم.

(كما ضاع) أي : فاح (جا) الإظهار فيه عن ابن عامر وخلف وورش بلا خلاف ، والباقون أدغموا ، وإظهار الثاء عند الذال من قوله : (يَلْهَثْ) ذلِكَ)(٨) الذي قرأ به هشام وابن كثير وورش (له دار جهّلا) أنكروا حصره في الثلاثة ، وضموا إليهم عاصما والمعروف عنه فيه (٩) الإدغام كالباقين.

وقالون ذو خلف وفى البقره فقل

يعذّب (د) نا بالخلف (ج) ودا وموبلا

(وقالون) فيه (ذو خلف) جاء عنه إظهاره وإدغامه (وفى البقره فقل) إظهار الباء عند الميم من قوله : (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ)(١٠) (دنا) لابن كثير (بالخلف) عنه ، ولورش بلا خلاف (جودا وموبلا) وأدغم الباقون.

__________________

(١) سقط من د.

(٢) سقط من ك ، وفي ز : وإظهار.

(٣) الفرقان : (٢٧).

(٤) فاطر : (٢٦).

(٥) في د : حصبا ضر. وفي ز : خصيبا.

(٦) [٣٦ أ / د].

(٧) غافر : (٢٧).

(٨) الأعراف : (١٧٦).

(٩) زيادة من ز.

(١٠) المائدة : (٤٠).

١١٩

باب أحكام النّون السّاكنة والتّنوين

في الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء.

وكلّهم التّنوين والنّون أدغموا

بلا غنّة فى اللّام والرّا ليجملا

(وكلّهم) أي : القراء (التّنوين والنّون) الساكنة المتطرفة (أدغموا بلا غنّة فى اللّام والرّا ليجملا) في اللفظ بهما من غير كلفة ، إذ لو ترك الإدغام ؛ لثقلا بسبب تقارب المخرج ، والغنة صوت يخرج من الخيشوم ، وفي بقائها (١) أصلا ثقل.

وكلّ بينمو أدغموا مع غنّة

وفى الواو واليا دونها خلف تلا

(وكلّ) من القراء أيضا (بينمو) أي : بحروفه وهي : الياء والنون والميم والواو (أدغموا) التنوين والنون الساكنة (مع غنّة وفى الواو واليا دونها) أي : الغنة / (٢) (خلف تلا) مدغما لهما ، وخص الغنة بإدغامها في النون والميم.

وعندهما للكلّ أظهر بكلمة

مخافة إشباه المضاعف أثقلا

(وعندهما) أي : الواو والياء (للكلّ) من القراء (أظهر) النون الساكنة غير المتطرفة بأن كانا (بكلمة) ك (الدُّنْيا)(٣) و «بنين» (٤) و (قِنْوانٌ)(٥) و (صِنْوانٌ)(٦) ، وإنما وجب الإظهار حينئذ (مخافة / (٧) إشباه المضاعف) الأصلي / [٦٣ / ك] لو جئت به (أثقلا) أي : مدغما فقلت : الديا ، وبيان ، وقوان ، وصوان ، إذ لفظ المدغم الذي أصله النون ، والمضاعف سواء ، ولم يقع ذلك في القرآن في غير الواو والياء ، فلذا فرضه فيهما ، ولا وقوع له في التنوين البتة ؛ لأنه لا يكون إلا آخرا.

__________________

(١) سقط من د.

(٢) [٢٤ ب / ز].

(٣) البقرة : (٨٥).

(٤) الصف : (٤).

(٥) الأنعام : (٩٩).

(٦) الرعد : (٤).

(٧) [٣٦ ب / د].

١٢٠