إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

(جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور. مستخلفين : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيه : جار ومجرور متعلق باسم المفعولين «مستخلفين» بمعنى وابذلوا في سبيل الله بعض الأموال التي جعلكم خلفاء الذين سبقوكم عليها.

(فَالَّذِينَ آمَنُوا) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : فالذين آمنوا بالله ورسوله منكم.

(مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين» والميم علامة جمع الذكور. التقدير : حال كونهم منكم و «من» حرف جر بياني. وأنفقوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب مثلها.

(لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. أجر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. كبير : صفة ـ نعت ـ لأجر مرفوع بالضمة المنونة.

(وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٨)

(وَما لَكُمْ) : الواو استئنافية. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ يفيد الإنكار لعدم الإيمان. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «ما» والميم علامة جمع الذكور بمعنى : أي شيء لكم؟ بمعنى لا مانع لكم من الإيمان.

٧٠١

(لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير المخاطبين في «ما لكم» أي من معنى الفعل في «ما لكم» بتقدير : وما لكم كافرين. لا : نافية لا عمل لها. تؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتؤمنون وبمعنى : كيف تكفرون بالله؟

(وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) : الواو حالية والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال فهما حالان متداخلان. الرسول : مبتدأ مرفوع بالضمة. يدعوكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : يطالبكم بالتصديق.

(لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. تؤمنوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بربكم : جار ومجرور متعلق بتؤمنوا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «تؤمنوا بربكم» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيدعو. بمعنى : وأي عذر لكم في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه.

(وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال. قد : حرف تحقيق. أخذ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. ميثاق مفعول به منصوب بالفتحة و «كم» أعرب في «بربكم».

(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم

٧٠٢

«كان» والميم علامة جمع الذكور. مؤمنين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وحذف جواب الشرط اختصارا ولأن ما بعده يفسره بمعنى : إن كنتم مؤمنين لموجب ما فإن هذا الموجب لا مزيد عليه بمعنى إن أردتم الإيمان فقد حان وقته بعد أن نبهكم الرسول عليه وتلا عليكم الكتاب الناطق بالبراهين والحجج وأخذ الله العهد عليكم بإيجاد الدلائل لكم ..

(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٩)

(هُوَ الَّذِي) : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره.

(يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على عبده : جار ومجرور متعلق بينزل والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. أي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(آياتٍ بَيِّناتٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بينات : صفة ـ نعت ـ لآيات منصوبة مثلها بالكسرة المنونة للسبب نفسه.

(لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ) : اللام لام التعليل حرف جر. يخرج : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «يخرجكم ..» صلة حرف مصدري لا محل لها. من الظلمات : جار ومجرور متعلق بيخرج و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بينزل بمعنى : من ظلمات الكفر والضلال.

٧٠٣

(إِلَى النُّورِ) : جار ومجرور متعلق بيخرج بمعنى : إلى نور الإيمان والحق.

(وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. بكم : جار ومجرور بخبر «إن» والميم علامة جمع الذكور.

(لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ رءوف رحيم : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

(وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (١٠)

(وَما لَكُمْ) : الواو عاطفة. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «ما» والميم علامة جمع الذكور.

(أَلَّا تُنْفِقُوا) : أصلها : أن : حرف مصدري ناصب و «لا» مدغمة بنون «أن» فحصل التشديد وهي نافية لا عمل لها. تنفقوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «تنفقوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال من معنى الفعل في «ما لكم» بمعنى وأي غرض لكم مقترين غير باذلين أموالكم أو أي غرض لكم في ترك الإنفاق فيكون المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر المقدر «في».

(فِي سَبِيلِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتنفقوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة وحذف مفعول «تنفقوا» اختصارا وإيجازا لأنه معلوم من السياق بمعنى في أن لا تبذلوا بعض أموالكم في سبيل الله بمعنى : المراد : الطلب منهم الإنفاق في سبيل إعلاء كلمة الله أي الإسلام.

٧٠٤

(وَلِلَّهِ مِيراثُ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. لله : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. ميراث : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ) : نافية لا عمل لها. يستوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. منكم : جار ومجرور متعلق بيستوي والميم علامة جمع الذكور.

(مَنْ أَنْفَقَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. أنفق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «أنفق ..» صلة الموصول لا محل لها. وحذف مفعول «أنفق» اختصارا لأنه مفهوم بمعنى : من بذل ماله منكم في سبيل الله.

(مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) : جار ومجرور متعلق بأنفق. الفتح : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وقاتل : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أنفق» وتعرب إعرابها بمعنى : من قبل فتح مكة أي قبل عز الإسلام وقوة أهله ومن أنفق من بعد الفتح فحذف لوضوح الدلالة أي بين التفاوت بين المنفقين منهم قبل الفتح وبعده.

(أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. أعظم : خبر «أولئك» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. درجة : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.

(مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأعظم. أنفقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وحذف مفعول «أنفقوا» اختصارا. من بعد : جار ومجرور متعلق بأنفقوا بمعنى من بعد الفتح.

٧٠٥

(وَقاتَلُوا وَكُلًّا) : معطوفة بالواو على «أنفقوا» وتعرب مثلها. الواو استئنافية. كلا : مفعول به مقدم منصوب بوعد وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الإضافة بمعنى : وكل واحد من الفريقين.

(وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم الضمة. الحسنى : مفعول به ثان منصوب بوعد وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : المثوبة الحسنى وهي الجنة.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة بمعنى : والله ذو خبرة بعملكم أو خبير بأعمالكم.

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١١)

(مَنْ ذَا الَّذِي) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر «من». الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من «ذا» أو صفة ـ نعت ـ له.

(يُقْرِضُ اللهَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. والجملة الفعلية «يقرض الله ..» صلة الموصول لا محل لها.

(قَرْضاً حَسَناً) : مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون مفعولا به على المعنى أي يسلفه مالا حسنا ـ تعبير مجازي ـ أو هو مصدر في موضع المفعول. حسنا : صفة ـ نعت ـ للمصدر «قرضا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَيُضاعِفَهُ لَهُ) : الفاء سببية. يضاعفه : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء الواقعة في جواب الاستفهام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. له : جار ومجرور متعلق بيضاعف بمعنى فيعطيه أجره على إنفاقه مضاعفا أضعافا من فضله.

٧٠٦

(وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) : الواو استئنافية. له : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. أجر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. كريم : صفة ـ نعت ـ لأجر مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٢)

(يَوْمَ تَرَى) : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بقوله «له أجر كريم» وعلامة نصبه الفتحة أو يكون اسما مفعولا به بفعل محذوف تقديره : اذكر ـ تعظيما لذلك اليوم ـ ترى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت بمعنى يوم القيامة ترى.

(الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الفعلية «ترى المؤمنين ..» في محل جر مضاف إليه. والمؤمنات : معطوف بالواو على «المؤمنين» منصوب مثله وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

(يَسْعى نُورُهُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. نور : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه أي يضيء نور إيمانهم الطريق لهم.

(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيسعى وهو مضاف. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَبِأَيْمانِهِمْ) : معطوف بالواو على «بين أيديهم» وهو أيضا شبه جملة متعلق بيسعى و «هم» أعرب أي وفي أيمانهم أو عن أيمانهم.

٧٠٧

(بُشْراكُمُ الْيَوْمَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي يقول لهم الملائكة الذين يتلقونهم : بشراكم بمعنى : لكم البشارة. بشرى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ اليوم : ظرف زمان متعلق بالبشرى منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(جَنَّاتٌ تَجْرِي) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

(مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير : كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «تجري الأنهار» في محل رفع صفة لجنات.

(خالِدِينَ فِيها) : حال من ضمير المخاطبين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «خالدين».

(ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ثان. الفوز : خبر «هو» مرفوع بالضمة. العظيم : صفة ـ نعت ـ للفوز مرفوع مثله بالضمة والجملة الاسمية «هو الفوز العظيم» في محل رفع خبر المبتدأ «ذلك» بمعنى : ذانك النور والبشرى هما الفلاح والنجاح العظيم ..

(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) (١٣)

(يَوْمَ يَقُولُ) : يدل من «يوم» في الآية الكريمة السابقة ويعرب مثله. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة.

٧٠٨

(الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ) : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والمنافقات : معطوف بالواو على «المنافقون» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة والجملة الفعلية «يقول المنافقون ..» في محل جر مضاف إليه.

(لِلَّذِينَ آمَنُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيقول. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية بعده «انظرونا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول.

(انْظُرُونا نَقْتَبِسْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. نقتبس : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

(مِنْ نُورِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بنقتبس. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : يقول المنافقون للمؤمنين وهم مارون بهم في طريقهم إلى الجنة انتظرونا نستضىء بنوركم ..

(قِيلَ ارْجِعُوا) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ارجعوا : تعرب إعراب «انظروا» والجملة الفعلية «ارجعوا» في محل رفع نائب فاعل وهو قول المؤمنين للمنافقين طردا لهم وتهكما بهم : ارجعوا إلى الدنيا ..

(وَراءَكُمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بارجعوا وهو مضاف و «كم» أعرب في «نوركم».

(فَالْتَمِسُوا نُوراً) : معطوفة بالفاء على «ارجعوا» وتعرب مثلها. نورا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٧٠٩

(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) : الفاء عاطفة للتسبيب والمعطوف عليه محذوف بتقدير : فرجعوا إلى موقف المؤمنين فحيل بينهم فضرب .. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. بسور : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل «ضرب» بمعنى فضرب بين المؤمنين والمنافقين بحائط حائل بين شق الجنة وشق النار. والظرف «بين» متعلق بضرب.

(لَهُ بابٌ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ـ نعت ـ لسور على اللفظ. له : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. باب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى لذلك السور باب لأهل الجنة يدخلون منه.

(باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية لسور على اللفظ أو في محل رفع صفة لباب. باطنه : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه يعود على السور أو على الباب بمعنى : باطن السور أو باطن الباب وهو الشق الذي يلي الجنة. فيه : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. الرحمة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والجملة الاسمية «فيه الرحمة» في محل رفع خبر «باطنه».

(وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) : معطوف بالواو على «باطنه فيه الرحمة» ويعرب مثله والهاء في «قبله» في محل جر مضاف إليه بمعنى : وظاهر الباب من جهته النار أو ما ظهر لأهل النار من عند الباب ومن جهته الظلمة والنار.

(يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (١٤)

(يُنادُونَهُمْ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي ينادي المنافقون المؤمنين قائلين لهم هذا القول الهمزة همزة استفهام

٧١٠

للإنكار دخلت على المنفي فرجع إلى معنى التقرير بمعنى همزة إنكار للنفي مبالغة في الإثبات. لم : حرف نفي وجزم وقلب. نكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين ـ أصله : نكون ـ واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. مع : ظرف مكان يدل على الاجتماع والمصاحبة متعلق بخبر «نكن» وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور أي يريدون موافقتهم في الظاهر.

(قالُوا بَلى) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بلى : حرف جواب لا عمل له للتحقيق بمعنى : نعم كنتم معنا.

(وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) : الواو استدراكية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لكن» والميم علامة جمع الذكور. فتنتم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. أنفس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «كم» أعرب في «معكم» بمعنى : فتنتموها بالنفاق وانتظرتم الدوائر والدوائر هي بالمؤمنين وشككتم في الدين.

(وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «فتنتم» وتعربان إعرابها بمعنى وانتظرتم وشككتم.

(وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) : الواو عاطفة. غرتكم : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. والميم علامة جمع الذكور وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الأماني : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره بمعنى : وخدعتكم الأماني أي طول الأماني والطمع في امتداد العمر.

٧١١

(حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ) : حرف غاية وابتداء. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أمر : فاعل مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة بمعنى : إلى أن جاءكم الموت والجملة الفعلية «جاء أمر الله» ابتدائية لا محل لها.

(وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) : معطوفة بالواو على جملة «غرتكم الأماني» وتعرب إعرابها. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بغر بمعنى : حتى خدعكم عن الله والإيمان به الشيطان بأن الله لا يعذبكم. و «الغرور» هو لقب الشيطان.

(فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٥)

(فَالْيَوْمَ) : الفاء استئنافية. اليوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيؤخذ.

(لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) : نافية لا عمل لها. يؤخذ : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. منكم : جار ومجرور متعلق بيؤخذ والميم علامة جمع الذكور. فدية : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها معطوفة على «لا يؤخذ» بمعنى ولا يؤخذ. من : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بيؤخذ. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(مَأْواكُمُ النَّارُ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ النار : خبر «مأواكم» مرفوع بالضمة وحذف الفعل «يؤخذ» قبل «من الذين» اختصارا واكتفاء بذكره أول مرة.

٧١٢

(هِيَ مَوْلاكُمْ) : الجملة تفسيرية لا محل لها بمعنى : النار تتولى أمركم. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ و «مولى» خبر «هي» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «كم» أعرب في «مأواكم».

(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : الواو عاطفة. بئس : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح. المصير : فاعل «بئس» مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم اختصارا لأن ما قبله يدل عليه بمعنى : وبئس المصير النار.

** (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة .. وفيه حذف المخصوص بالذم اختصارا لأن ما قبله يدل عليه أي وبئس المصير النار وفيه أيضا ذكر الفعل «يؤخذ» مع نائب الفاعل «فدية» لأنه مفصول عنه بفاصل ولأن «فدية» بمعنى «فداء» وهو ما يفتدى به من التعويض والبدل. وقوله : هي مولاكم : معناه : هي أولى بكم أو مأمولكم ـ على سبيل الاستهزاء.

** (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : المتصدقين والمتصدقات .. أدغمت التاء في الصاد فشدد الصاد وجملة «أقرضوا» معطوفة بالواو على معنى الفعل في «المصدقين» لأن اللام بمعنى «الذين» واسم الفاعل «مصدقين» بمعنى : تصدقوا بتقدير : إن الذين تصدقوا وأقرضوا وعطف الفعل هنا على الاسم لشبهه بالفعل أي عطف الفعل الماضي على اسم الفاعل المصاحب لأل وذلك يدل على أن المقترن بال يعمل بمعنى الماضي فقط .. أو يكون التقدير : والذين أقرضوا فحذف المعطوف «الذين» المعنى : إن المتصدقين ـ المنفقين ـ أموالهم على المحتاجين إليها وأنفقوا شيئا منها في سبيل الله يضاعف الله تعالى ما دفعوه وأنفقوه في الدنيا ولهم أجرهم العظيم في الآخرة. و «المتصدق» اسم فاعل للفعل «تصدق» بمعنى : أعطى .. والمتصدق : هو المعطي .. ومن الألفاظ التي تضعها العامة غير موضعها قولهم : فلان يتصدق ـ إذا سأل الناس ـ قال ابن قتيبة : ذلك غلط. إنما المتصدق هو المعطي. قال تعالى في سورة «يوسف» : (فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) بمعنى : فأتم لنا الكيل وتصدق علينا : أي أعطنا .. ومثله قوله تعالى في سورة «الحديد» أما «الصديق» فهو من صيغ المبالغة أي الكثير التصديق والملازم للصدق الكامل في الصدق وهو لقب أبي بكر .. أحد الخلفاء الراشدين. قال الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أصحابي بأيهم اقتديتم اهتديتم».

** (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة عشرة .. و «الشهداء» هم الذي قتلوا في سبيل الله وتأتي بمعنى : القائمون بالشهادة على الأمم. يوم القيامة .. والشهداء لهم المنزلة الثالثة عند الله تعالى .. جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لا تعطه مالك. قال أرأيت إن قاتلني؟ قال : قاتله. قال : أرأيت إن قتلني؟ قال : فأنت

٧١٣

شهيد. قال : أرأيت إن قتلته؟ قال : هو في النار. وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في شهداء أحد : زملوهم بدمائهم ولا تغسلوهم فإنه ما من جريح يجرح في سبيل الله إلا وهو يأتي يوم القيامة وأوداجه تشخب ـ تجري ـ دما. اللون لون الدم والريح ريح المسك. والأوداج : جمع «ودج» وهو عرق يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة .. ويقال في الجسد : عرق واحد حيثما قطع مات صاحبه وله في كل عضو اسم فهو في العنق «الودج والوريد أيضا» وفي الظهر : النياط : وهو عرق ممتد فيه. والأبهر : وهو عرق مستيطن الصلب والقلب متصل به و «الوتين» في البطن .. و «النسا» في الفخذ و «الأبجل» في الرجل .. و «الأكحل» في اليد و «الصافن» في الساق. وقيل : الوريد : عرق كبير يدور في البدن و «الودجان» : عرقان غليظان يكتنفان ثغرة النحر يمينا ويسارا.

** (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العشرين .. و «كمثل» معناه : مثلها كمثل مطر أعجب الزراع نباته وخضرته .. قال صاحب «التفسير الوجيز» سمي الزراع كفارا لأنهم يسترون الحب في التراب كما يستر الكافر نور الإيمان .. يقال : عجب منه ـ يعجب ـ عجبا .. من باب «طرب» والاسم هو العجب والعجب .. بفتح العين وضمها مع تسكين الجيم .. والثاني أي «العجب : هو أصل الذنب ـ بفتح النون ـ أما كلمة «العجب» بفتح العين والجيم فهي الأمر الذي يتعجب منه ومثله «العجاب» و «الأعجوبة» وقيل : لا يجمع «عجب» ولا «عجيب» وقيل : جمع «عجيب» هو : عجائب .. وقولهم : أعاجيب كأنه جمع «أعجوبة» مثل «أحدوثة» و «أحاديث» وقيل : جمع «عجيب» هو «عجائب» وقال الشاعر :

ألا يا قوم للعجب العجيب

وللغفلات تعرض للأريب

الغفلات : جمع «غفلة» وهي إهمال الأمر وترك الأخذ باليقظة والتنبه للحوادث .. والأريب : هو العاقل المجرب العالم بعواقب الأمور .. ويكثر استعمال «الأريب» مع كلمة «الأديب».

** (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والعشرين .. العرض ـ بفتح العين : هو خلاف الطول يقال : عرض الشيء ـ عرضا وعراضة : أي اتسع عرضه وهو تباعد حاشيته فهو عريض وجمعه : عراض. والعرض ـ بكسر العين ـ هو ما يفتخر به الإنسان من حسب أو شرف أي ما يصونه من نفسه أو من يلزمه أمره. يقال : أكرمت عنه عرضي : بمعنى : صنت عنه نفسي .. وفلان نقي العرض : أي بريء من العيب .. أما «العرض» بفتح العين والراء ـ فهو ما يعرض للإنسان من مرض ومنه قولهم : فعله عرضا : بمعنى : من دون روية أو قصد والتعريض هو خلاف التصريح .. يقال : عرضت له وبه تعريضا : إذا قلت قولا وأنت تعنيه .. بمعنى : إذا سألت رجلا : هل رأيت فلانا وقد رآه ويكره أن يكذب فيقول : إن فلانا ليرى .. فيجعل كلامه معراضا فرارا من الكذب .. وهذا هو معنى المعاريض في الكلام .. ومنه قولهم : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب .. أي سعة وفسحة ويسمى هذا النوع من الكلام في البلاغة : التورية.

** (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. بمعنى : ما أصابكم .. وقد ذكر الفعل «أصاب» مع الفاعل «مصيبة» لأنه على معنى : مصاب.

٧١٤

** (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والعشرين .. يقال : بخل ـ يبخل ـ بخلا .. من بابي : تعب .. وقرب .. وقيل : من بابي : فهم وطرب والاسم : البخل ـ على وزن فلس ـ فهو بخيل وجمعه : بخلاء .. والبخل : ضد الجود والسخاء وبخيل ـ اسم فاعل .. فعيل بمعنى فاعل ـ أي باخل .. ومن مترادفات «البخل» لفظتا «الضن» و «الشح» بكسر الضاد والشين وبضم الشين ويجوز فتح الضاد وقد جمع الشاعر أبو تمام بين الفعل «ضن» وبين اسم الفاعل للفعل «بخل» بقوله :

وإن امرأ ضنت يداه على امرئ

بنيل يد من غيره لبخيل

** (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة والعشرين المعنى تالله لقد أرسلنا رسلنا بالمعجزات إلى الأمم وأنزلنا معهم الكتب السماوية وأنزلنا الميزان أي العدل وأوجدنا الحديد .. والمراد بالحديد في الآية المذكورة هو استعمال الأسلحة في مجاهدة الكفار أعداء الدين أو استعمال السيوف والرماح وسائر أنواع السلاح. قيل : نزل آدم من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد : السندان والكلبتان والميقعة ـ أي المطرقة أو خشبة يدق عليها أو المسن الطويل الذي يحدد به ـ والمطرقة والإبرة .. وروي : ومعه المر والمسحاة أي الحبل والمسحاة .. وعن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض .. أنزل الحديد والنار والماء والملح. وقوله «أنزلنا الحديد» معناه : أوجدناه أو خلقناه كقوله عزوجل في سورة «الزمر» : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ) أما قوله تعالى : «فيه بأس شديد» فمعناه : القتال .. وقوله «منافع للناس» معناه : منافع في مصالحهم ومعايشهم وصنائعهم فما من صناعة إلا والحديد آلة فيها أو يعمل بالحديد. ونقول يسير القطار على «سكك حديد» ولا نقول على «سكك حديدية» بل نقول على السكك الحديدية مع ياء النسب كما نقول : حجر الأساس والحجر الأساسي ونقول سكة الحديد ولا نقول : ركب المسافر القطار أو عربات القطار لأنه لا يركب القطار كله أو العربات كلها.

** (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والعشرين. المعنى : وأن الفضل في ملكه وتصرفه سبحانه وقدرته لأن «اليد» تطلق على القدرة نحو قوله تعالى في سورة «التوبة» : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) بمعنى : عن قدرة عليهم وغلب كقولهم : أعطى بيده بمعنى : انقاد واستسلم. ووردت لفظة «يد» في شعر أحمد شوقي في مديح جراح مصري شهير .. فقال :

يد إبراهيم لو جئت لها

بذبيح الطير عاد الطيرانا

لو أتت قبل نضوج الطب ما

وجد التنويم عونا فاستعانا

ويقال : الدار في يد فلان : بمعنى : هي في ملكه. والقوم يد على غيرهم : أي إنهم مجتمعون متفقون.

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (١٦)

٧١٥

(أَلَمْ يَأْنِ) : الهمزة همزة استفهام لفظا وهمزة تقرير معنى. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يأن : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليه .. بمعنى : ألم يجىء أو يحن .. من «أنى الأمر ـ يأني .. كرمى يرمي .. إذا جاء إناه : أي وقته. بمعنى : حان.

(لِلَّذِينَ آمَنُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيأني. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : ألم يأت الوقت للمؤمنين لأن تخشع قلوبهم .. فيكون الفاعل محذوفا ..

(أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) : حرف مصدري ناصب. تخشع : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. قلوب : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية «تخشع قلوبهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «يأني» أو في محل جر باللام.

(لِذِكْرِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتخشع. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور أي لذكر الله ولما نزل من الحق وهو القرآن. نزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «نزل من الحق» صلة الموصول لا محل لها. من الحق : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من الحق.

(وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يكونوا : فعل مضارع ناقص معطوف على «تخشع» منصوب مثله وعلامة نصبه حذف

٧١٦

النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسمه والألف فارقة. الكاف حرف جر للتشبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بخبر «يكونوا» أو تكون الكاف اسما بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل نصب خبر «يكون» والاسم الموصول «الذين» في محل جر مضاف إليه.

(أُوتُوا الْكِتابَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. الكتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأوتوا أي من قبلهم.

(فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) : الفاء استئنافية. طال : فعل ماض مبني على الفتح. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى .. والجار والمجرور متعلق بطال. الأمد : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : طال عليهم الزمان بينهم وبين أنبيائهم.

(فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) : الفاء عاطفة للتسبيب. قست : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. قلوبهم : أعرب. بمعنى : طال عليهم الدهر أو الزمان بينهم وبين أنبيائهم وصلبت قلوبهم ولم تلن لذكر الله.

(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) : الواو استئنافية. كثير : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير». فاسقون : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (١٧)

٧١٧

(اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة و «أن» وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «اعلموا».

(يُحْيِ الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(بَعْدَ مَوْتِها) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحيي وهو مضاف. موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(قَدْ بَيَّنَّا) : حرف تحقيق. بين : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : يحيي الأرض بالماء والنبات قد وضحنا ..

(لَكُمُ الْآياتِ) : جار ومجرور متعلق ببينا والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الآيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) : حرف مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل بمعنى «لكي» وهو من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تعقلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

٧١٨

(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١٨)

(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المصدقين : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. أي المتصدقين والمتصدقات أدغمت التاء في الصاد فحصل التشديد ـ تشديد الصاد ـ والمصدقات : معطوفة بالواو على «المصدقين» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم.

(وَأَقْرَضُوا اللهَ) : الواو عاطفة. أقرضوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(قَرْضاً حَسَناً) : مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون مفعولا به على المعنى أي يسلفه مالا حسنا أو هو مصدر في موضع المفعول. حسنا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرضا» منصوب بالفتحة المنونة.

(يُضاعَفُ لَهُمْ) : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيضاعف. والجملة الفعلية «يضاعف لهم» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : يضاعف الله لهم ما دفعوه في الدنيا أضعافا مضاعفة.

(وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) : الواو استئنافية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. أجر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. كريم : صفة ـ نعت ـ لأجر مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (١٩)

٧١٩

(وَالَّذِينَ آمَنُوا) : الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(بِاللهِ وَرُسُلِهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بآمنوا. الواو عاطفة. ورسله : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين». أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ ثان وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الصديقون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم الصديقون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك».

(وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : معطوف بالواو على «الصديقون» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بالشهداء ـ على ـ تأويل فعله ـ بمعنى والشهداء يقومون بالشهادة على الأمم يوم القيامة عند ربهم : رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه ثان. ويجوز وقوف القول عند «الصديقون» فتكون كلمة «الشهداء» مبتدأ وخبره الجملة الاسمية «لهم أجرهم» في محل رفع لأنهم المضحون في سبيل الله وإعلاء دينه.

(لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «أولئك» وعلى الوجه الثاني من إعراب «الشهداء» تكون الجملة الاسمية في محل نصب حالا من «الصديقين والشهداء» اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم.

٧٢٠