إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

١

٢

٣

٤

سورة المجادلة

معنى السورة : المجادلة ـ بفتح الدال ـ مصدر الفعل «جادل ـ يجادل ـ جدالا ـ ومجادلة .. والاسم هو الجدل ـ بفتح الجيم والدال ـ وهو شدة الخصومة .. والفعل الثلاثي «جدل» من باب «تعب» واسم الفاعل منه «جدل» بفتح الجيم وكسر الدال .. يقال : جادله : بمعنى خاصمه وقيل : الجدل أو الجدال : الغرض منه إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان .. وقولهم : جادل الرجل صديقه : معناه : خاصمه بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب .. هذا أصله ثم استعمل على لسان حملة الشرع في مقابلة الأدلة لظهور أرجحها وهو محمود إن كان للوقوف على الحق وإلا فمذموم.

تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بالمصدر الثاني للفعل «جادل» وهو المجادلة وقد استهلت هذه السورة الشريفة في آيتها الأولى بقوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) صدق الله العظيم. وتحاوركما : بمعنى : تراجعكما الكلام أي تجادلك في شأن زوجها .. وهذه السورة الكريمة عدد آياتها : اثنتان وعشرون آية ومن إعجاز القرآن أن هذه السورة الكريمة دون سائر السور الشريفة قد ورد في كل آية من آياتها الكريمات اسم لفظ الجلالة وقد ورد اسم لفظ الجلالة في هذه السورة الشريفة أربعين مرة وقد ذكر لفظ الجلالة خمس مرات في آيتها الكريمة الثانية والعشرين. والمجادلة ـ اسم فاعلة بكسر الدال ـ هي خولة بنت ثعلبة «امرأة أوس بن الصامت» أخي «عبادة» رآها وهي تصلي .. فلما سلمت راودها فأبت فغضب وكان به خفة ولمم «أي جنون خفيف» فظاهر منها ـ أي قال لها : أنت علي كظهر أمي .. وكان هذا القول ـ الظهار ـ طلاقا في الجاهلية فنهوا عنه .. فأتت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقالت : إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلي سني ونثرت بطني ـ أي كثر ولدي ـ جعلني عليه

٥

كأمه. وروي أنها قالت له : إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا. فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما عندي في أمرك شيء. وروي أنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال لها : حرمت عليه. فقالت : يا رسول الله ما ذكر طلاقا وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إلي. فقال : حرمت عليه. فقالت : أشكو إلى الله فاقتي ووجدي كلما قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حرمت عليه هتفت وشكت إلى الله وقد قبل الله دعاءها فنزلت الآية.

فضل قراءة السورة : قال الرسول المبارك محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «المجادلة» كتب من حزب الله يوم القيامة» صدق رسول الله.

إعراب آياتها

(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١)

(قَدْ سَمِعَ اللهُ) : حرف تحقيق بمعنى التوقع. سمع : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(قَوْلَ الَّتِي) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. في زوج : جار ومجرور متعلق بتجادل و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى في شأن زوجها فحذف المضاف «شأن» وحل المضاف إليه «زوجها» محله.

(وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «تجادل» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الياء للثقل. إلى الله جار ومجرور متعلق بتشتكي.

٦

(وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) : الواو عاطفة. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يسمع : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. تحاور : مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه و «ما» علامة التثنية.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب وعلامة النصب الفتحة.

(سَمِيعٌ بَصِيرٌ) : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة أي يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر أو سميع لقولهما بصير بعملهما.

(الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (٢)

(الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يظاهرون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها .. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. منكم : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين» و «من» حرف جر بياني والميم علامة جمع الذكور. التقدير : حال كونهم منكم.

(مِنْ نِسائِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بيظاهرون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه وفي القول توبيخ لهم وتهجين لعادتهم.

(ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) : الجملة في محل رفع خبر المبتدأ «الذين». ما : نافية بمنزلة «ليس» أي تعمل عملها. هن : ضمير منفصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما». أمهات : خبر «ما» منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة.

(إِنْ أُمَّهاتُهُمْ) : مخففة غير عاملة. بمعنى «ما» النافية. أمهات : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» أعرب.

٧

(إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) : أداة حصر لا عمل لها. اللائي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ وهي جمع «التي» ومثلها : اللواتي .. اللاتي. ولدن : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الإناث الغائبات والنون ضمير متصل «نون النسوة» في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ يقولون : تعرب إعراب «يظاهرون» وجملة «يقولون» في محل رفع خبر إن.

(مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من القول : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «منكرا» و «من» حرف جر بياني أي الذي هو القول المنكر. وزورا : معطوف بالواو على «منكرا» ويعرب إعرابه.

(وَإِنَّ اللهَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ عفو غفور : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة والكلمتان من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ بمعنى : لكثير العفو والمغفرة.

(وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٣)

(وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ) : معطوف بالواو على مثيله في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. ثم : حرف عطف. يعودون : معطوفة على «يظاهرون» وتعرب مثلها بمعنى ثم يحبون الرجوع إلى زوجاتهم.

٨

(لِما قالُوا) : اللام حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيعودون. قالوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : لما قالوه أي قالوا هذا القول المنكر أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «قالوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. أي لقولهم.

(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» الفاء واقعة في جواب «الذين» لأنه متضمن معنى الشرط. تحرير : خبر مبتدأ محذوف تقديره : فكفارتهم تحرير مرفوع بالضمة وهو مضاف. رقبة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. أو يكون «تحرير رقبة» مبتدأ مؤخرا وخبره المقدم محذوفا .. التقدير : فعليهم تحرير رقبة بمعنى فعليهم كفارة عتق رقبة ـ أمة أو عبد ـ.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) : جار ومجرور متعلق بتحرير ـ على تأويل فعله ـ أن : حرف مصدري ناصب. يتماسا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل .. والجملة الفعلية «يتماسا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر مضاف إليه بمعنى من قبل استمتاع أحدهما بالآخر أي المظاهر والمظاهر منها.

(ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى : ذلكم الحكم. توعظون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ذلكم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والميم في «ذلكم» علامة الجمع. به : جار ومجرور متعلق بتوعظون.

٩

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبير. تعملون : تعرب إعراب «يظاهرون» خبير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما تعملونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعملون» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : خبير بعملكم.

(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤)

(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». لم : حرف نفي وجزم وقلب. يجد : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وهو في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى فمن لم يجد ما يعتقه أو ثمنه.

(فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) : يعرب إعراب «فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا» الوارد في الآية الكريمة السابقة وعلامة جر «شهرين» الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد أي فعليه صيام. متتابعين : صفة لشهرين وتعرب مثلها. والجملة الاسمية «فعليه صيام ..» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

(فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) : يعرب إعراب «فمن لم يجد فصيام شهرين» وعلامة جر «ستين» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. مسكينا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة بمعنى فمن لم يستطع الصيام وحذفت ياء «يستطيع» لالتقاء الساكنين.

(ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب اللام حرف جر للتعليل. تؤمنوا : فعل مضارع

١٠

منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «تؤمنوا» صلة حرف مصدري لا محل لا. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» المحذوف أي ذلك البيان والتعليم للأحكام والتنبيه عليها لتصدقوا ويجوز أن يكون «ذلك» في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف تقديره : فعلنا ذلك لتصدقوا بما جاءكم فتؤمنوا بالله ورسوله في العمل بشرائعه التي شرعها من الظهار وغيره ورفض ما كنتم عليه في جاهليتكم.

(بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتؤمنوا. الواو عاطفة. رسوله : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه بمعنى لتصدقوا بالله ورسوله.

(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) : الواو استئنافية. تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. بمعنى : وتلك الأحكام .. حدود : خبر «تلك» مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. ويجوز أن تكون «حدود» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي فتكون الجملة الاسمية «هي حدود الله» في محل رفع خبر «تلك» بمعنى : وتلك الأحكام هي حدود الله التي لا يجوز تعديها.

(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) : الواو استئنافية. للكافرين : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى : وللذين لا يتبعون فرائض الله. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

** (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : قد سمع الله أي قد استجاب الله دعاء المرأة التي تراجعك يا محمد في شأن زوجها .. فحذف الموصوف «المرأة» وحلت الصفة «التي» محله كما حذف المضاف «شأن» وأقيم المضاف إليه «زوجها» مقامه. والله يسمع

١١

تراجعكما الكلام إن الله يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر أو سميع لقولهما بصير بعملهما. وقيل : قد قبل الله دعاءها ففرج عنها كربها ووضع حدا لعادة المظاهرة.

** سبب نزول الآية : روي أن خولة بنت ثعلبة .. ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت فاستفتت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : حرمت عليه. فقالت : ما طلقني. فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

حرمت عليه. فاغتمت ـ أي فحزنت لصغر أولادها وشكت إلى الله تعالى فما برحت تحاور الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حتى نزل جبريل ـ عليه‌السلام ـ بهذه الآية الكريمة والآيات الثلاث التاليات وفيها استجاب الله دعاءها فحرم الإسلام هذه العادة القبيحة ـ عادة الظهار ـ التي كانت متبعة في الجاهلية .. كان من عادتهم أنه إذا غضب أحد من زوجته قال لها : أنت علي كظهر أمي فتحرم عليه لأن «الظهار» كان عندهم طلاقا باتا. قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات .. لقد كانت المجادلة تكلم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع وقد سمع لها. وعن عمر ـ رضي الله عنه ـ كان إذا دخلت عليه أكرمها وقال لقد سمع الله لها. وقيل : لقد سمح رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بمحاورته لأنه كان يتوقع أن يسمعها الله سبحانه فنزلت هذه الآيات التي تنبذ هذه العادة القبيحة لأن الإسلام وهو دين حنيف قد أخرجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الهداية والإيمان.

يروى أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ خرج يوما من المسجد ومعه الجارود العبدي فبينما هما خارجان إذ امرأة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه‌السلام ثم قالت : رويدك يا عمر حتى أكلمك كلمات قليلة قال لها : قولي. قالت : يا عمر عهدي بك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تصارع الفتيان فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت : فقال الجارود : هيه! لقد اجترأت على أمير المؤمنين فقال عمر : دعها أما تعرف هذه يا جارود؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سمائه فعمر والله أحرى أن يسمعها. يريد بذلك قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) صدق الله العظيم و «التحاور» في الآية الكريمة المذكورة هو التجاوب والمحاورة هي المجاوبة .. يقال حاورته : أي راجعته الكلام تحاورا .. وأحار الرجل الجواب : أي رده وما أحاره : بمعنى : ما رده .. ومنه الحوار ـ بكسر الحاء وليس بضمها : هو المحاورة والتحاور : أي المجاوبة والتجاوب والمراجعة في الكلام. أما «الحوار» بضم الحاء فهو ولد الناقة .. ولا يزال حوارا حتى يفصل فإذا فصل عن أمه فهو فصيل ومنه : طحنت الطاحنة فما أحارت شيئا : أي ما ردت شيئا من الدقيق .. أما «الحائر» أي المتحير فهو اسم فاعل للفعل «حار ـ يحور ـ حورا ..» من باب «قال» بمعنى : تحير .. ويقال : فلان أسقط في يده : بمعنى : لم يرد جوابا أي لم يحر جوابا.

** (إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية .. أي ما أمهاتهم في الحقيقة وفي الواقع نساؤهم وإنما هن اللاتي ولدنهم وفي هذا الرد الكريم تقريع للمظاهرين بمعنى : هن الوالدات الحقيقيات وغيرهن ملحقات بهن لدخولهن في حكمهن فالمرضعات مثلا أمهات لأنهن لما أرضعن دخلن بالرضاع في حكم الأمهات وكذلك أزواج الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمهات المؤمنين لأن الله تعالى حرم زواجهن على الأمة فدخلن في حكم الأمهات ومنه قيل : إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أم المؤمنين.

١٢

** (وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والمراد بهم اليهود والمنافقون أي لم يحيوك بتحية الله : السلام عليك .. أو سلام على عباده الذين اصطفى .. بل حيوك بقولهم : السام عليك ـ يقولونها سريعا لالتباسها بالسلام المعنى : الموت والهلاك عليك أي يقولون : السام عليك يا محمد .. و «السام» هو الموت. والله تعالى يقول : وسلام على عباده الذين اصطفى .. ويا أيها الرسول ـ ويا أيها النبي ـ وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقالوا : السام عليكم! قالت عائشة ففهمتها فقلت : وعليكم السام واللعنة قالت : فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : مهلا يا عائشة ـ أي تأني وارفقي ـ إن الله يحب الرفق في الأمر كله. فقلت : يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : قد قلت : وعليكم لنكون أقرب إلى الرفق. كان أهل الجاهلية يقول الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته : حييتم صباحا وحييتم مساء ثم يدخل. وفي الحديث : من سبقت عينه استئذانه فقد دمر وفي رواية : من سبق طرفه استئذانه فقد دمر ـ يقال : دمر الرجل ـ يدمر ـ دمورا ودمارا على الناس : بمعنى : دخل عليهم بدون إذن وهجم هجوم الشر و «الدمور» مشتق من «الدمار» وهو الهلاك وزنا ومعنى.

** (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة .. المعنى : إنما التسار بالإثم والعدوان من وسواس الشيطان.

** سبب نزولها : قال قتادة : كان المنافقون يتناجون بينهم وكان ذلك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم ـ أي ويشق ويصعب عليهم ـ فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥)

(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن».

(يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. الواو عاطفة. رسوله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى يعادون ويشاقون.

(كُبِتُوا كَما كُبِتَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة بمعنى أخزوا وأهلكوا. الكاف حرف جر للتشبيه. ما : مصدرية. كبت : فعل ماض مبني للمجهول مبني

١٣

على الفتح والجملة الفعلية «كبت الذين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف. التقدير : كبتوا كبتا ككبت الذين .. أو تكون الكاف اسما بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل نصب صفة ـ نعتا ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف. التقدير : كبتوا كبتا مثل كبت الذين.

(الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل. من قبل : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجدوا .. مضوا .. كانوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية «وجدوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : كما فعل بسابقيهم من كفار الأمم.

(وَقَدْ أَنْزَلْنا) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال. قد : حرف تحقيق. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(آياتٍ بَيِّناتٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصب الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بينات : صفة ـ نعت ـ لآيات وتعرب مثلها. بمعنى معجزات واضحات تدل على صدق الرسول.

(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة بمعنى وللكاذبين الكافرين بهذه الآيات عذاب مذل ذو إهانة.

(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٦)

(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ) : ظرف زمان متعلق بمهين منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة أو يكون مفعولا به بفعل مضمر تقديره اذكر .. ونكر تعظيما لذلك اليوم. يبعث : فعل مضارع مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ

١٤

ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين والجملة الفعلية «يبعثهم الله» في محل جر مضاف إليه.

(اللهُ جَمِيعاً) : لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. جميعا : توكيد لضمير الغائبين «هم» في «يبعثهم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : كلهم لا يترك منهم أحدا غير مبعوث أو يكون حالا بمعنى مجتمعين في حال واحدة.

(فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا) : معطوفة بالفاء على جملة «يبعثهم» وتعرب إعرابها. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بينبئ. عملوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما عملوه في الدنيا.

(أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى : أحاط الله به عددا لم يفته منه شيء. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «عملوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بينبئ أي فينبئهم بعملهم. الواو عاطفة. والجملة الفعلية «نسوه» تعرب إعراب «عملوا» وعلامة بناء الفعل الضمة الظاهرة على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(وَاللهُ عَلى كُلِ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. على كل : جار ومجرور متعلق بشهيد.

(شَيْءٍ شَهِيدٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. شهيد : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

١٥

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٧)

(أَلَمْ تَرَ) : الألف ألف استفهام لفظا ومعناه التقرير. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ويجوز أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره : هو.

(أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يعلم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «أن» مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر سد مسد مفعولي «ترى» أي ألم تعلم.

(ما فِي السَّماواتِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر .. وجد .. والجملة الفعلية «استقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها.

(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بالواو على «ما في السموات» ويعرب إعرابه.

(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى) : نافية لا عمل لها. يكون فعل مضارع تام مرفوع بالضمة. من : حرف جر زائد لتأكيد النفي. نجوى : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل «يكون» وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره للتعذر.

(ثَلاثَةٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى من نجوى ثلاثة نفر أو من أهل نجوى

(إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) : حرف تحقيق بعد النفي لا عمل له. هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ و «رابع» خبره مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

١٦

(وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) : معطوف بالواو على «ثلاثة إلا هو رابعهم» و «لا» زائدة لتأكيد معنى النفي بمعنى : إلا الله رابعهم وإلا الله سادسهم.

(وَلا أَدْنى) : الواو عاطفة. لا : أعربت. أدنى : معطوفة على «نجوى» مجرور مثلها لفظا وعلامة جرها الفتحة بدلا من الكسرة لأنها اسم ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» وبوزن الفعل والحركة مقدرة على آخره للتعذر ويجوز أن تكون «لا» نافية للجنس و «أدنى» اسمها مبنيا على الفتح المقدر للتعذر في محل نصب وخبرها محذوفا ..

(مِنْ ذلِكَ) : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن. اللام للبعد والكاف للخطاب والجار والمجرور متعلق بأدنى أو بخبر «لا» المحذوف وجوبا على الوجه الثاني من إعراب «لا».

(وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ) : معطوف بالواو على «ولا أدنى» ويعرب إعرابه. إلا هو : أعرب.

(مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر «هو» المحذوف يدل على الاجتماع والمصاحبة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. أين : ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم. ما : زائدة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة بمعنى في أي مكان كانوا.

(ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ) : حرف عطف ينبئ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به بمعنى : ثم يخبرهم يوم القيامة.

(بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. يوم : ظرف زمان متعلق بينبئ وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

١٧

(إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. بكل : جار ومجرور متعلق بعليم. شيء : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٨)

(أَلَمْ تَرَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة وهو هنا من رؤية القلب وقد عدي بإلى على معنى : ألم ينته علمك إليهم؟

(إِلَى الَّذِينَ) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بترى.

(نُهُوا عَنِ النَّجْوى) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. والجار والمجرور «عن النجوى» متعلق بنهوا وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وكسر نون «عن» لالتقاء الساكنين.

(ثُمَّ يَعُودُونَ) : حرف عطف. يعودون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(لِما نُهُوا عَنْهُ) : اللام حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيعودون. نهوا : أعربت. عنه : جار ومجرور متعلق بنهوا أي لارتكاب ما نهوا عن التسار في سبيل أذى المؤمنين والتآمر عليك وعليهم.

(وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) : معطوفة بالواو على «يعودون» وتعرب مثلها. بالإثم : جار ومجرور متعلق بيتناجون الواو عاطفة. العدوان : معطوف على «الإثم» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

١٨

(وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) : معطوفة بالواو على «الإثم» وتعرب إعرابه. الرسول : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَإِذا جاؤُكَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاءوك : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(حَيَّوْكَ بِما لَمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وتعرب إعراب «جاءوك» والفتحة دالة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بحيوك. لم : حرف نفي وجزم وقلب والجملة الفعلية «لم يحيك به الله» صلة الموصول لا محل لها.

(يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. به : جار ومجرور متعلق بيحيي. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة.

(وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) : الواو عاطفة. يقولون : تعرب «يعودون». في أنفس : جار ومجرور متعلق بيقولون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ) : حرف تحضيض بمعنى «هلا» لا عمل له. يعذب : فعل مضارع مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة بمعنى : ما له إن كان نبيا حقا لا يدعو علينا حتى يعذبنا الله بما نقول قالوا ذلك ساخرين!

١٩

(بِما نَقُولُ) : أعرب. نقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والجملة الفعلية «نقول» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير : بما نقوله أي بسبب ما نقوله فالباء في «بما» هي باء السببية. وحذف المضاف «سبب».

(حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي فقال الله تعالى : كفاهم جهنم عذابا وهي مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. جهنم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون آخرها لأنها ممنوعة من الصرف للمعرفة والتأنيث بمعنى كافيهم جهنم ..

(يَصْلَوْنَها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : يدخلونها.

(فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : الفاء استئنافية. بئس : فعل ماض لإنشاء الذم مبني على الفتح. المصير : فاعل «بئس» مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم اختصارا لأن ما قبله دال عليه.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٩)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : اسم مبني على الضم في محل نصب لأنه منادى و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب لأنه بدل من «أي» على الموضع لا الحركة. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(إِذا تَناجَيْتُمْ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. تناجيتم : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على

٢٠