سورة الواقعة
معنى السورة : الواقعة : اسم فاعل مؤنث .. ومذكره : الواقع من الفعل «وقع» يقع ـ وقوعا بمعنى : سقط ـ يسقط ـ سقوطا. ويقال : وقع المطر ـ يقع ـ وقعا : بمعنى : نزل. قالوا : ولا يقال سقط المطر .. ووقع الشيء : بمعنى : سقط وله معان أخرى منها : وقع فلان في فلان وقوعا ووقيعة : بمعنى : سبه .. ووقعت بالقوم : أي قتلت وأثخنت .. وتميم تقول : أوقعت بهم .. ووقع الطير وقوعا ويسمى موقع الغيث ـ المطر ـ موضعه الذي يقع فيه. وفي الحديث : «اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان» أي أنها لا تغني الشبعان فلا ينبغي له أن يبخل بها فإذا تصدق هذا بشق وهذا بشق وهذا حصل له ما يسد جوعته ووقع موقعا من كفايته .. أي أغنى غنى. و «الوقعة» هي صدمة الحرب .. والواقعة : هي القيامة. والوقيعة في الناس : الغيبة وتأتي بمعنى : القتال .. وجمعها : وقائع.
تسمية السورة : وردت لفظة «الواقعة» مرتين في القرآن الكريم مرة في سورة «الحاقة» أي القيامة ومرة في سورة سميت باسمها سمى الله تعالى إحدى سور كتابه الكريم بها لهولها وفظاعتها .. فالواقعة .. والحاقة .. والآزفة .. هي من أسماء يوم القيامة .. قال تعالى في مستهل هذه السورة الشريفة : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ) صدق الله العظيم. المراد بالواقعة : القيامة .. أي إذا حدثت القيامة فلا يكون حين حدوثها نفس تكذب على الله تعالى أو على نفسها .. وسميت «القيامة» : الواقعة لتحقق وقوعها وخافضة : بمعنى تخفض قوما ورافعة : بمعنى : وترفع آخرين. وحذف الموصوف اسم «ليس» المؤخر وهو «نفس» وحلت الصفة «كاذبة» محلها. أي وليس في وقعة الواقعة نفس كاذبة بمعنى : تكذب في تكذيب الغيب أي لم تكن لها رجعة ولا ارتداد. و «الواقعة» اشتق اسمها من الوقوع قطعا للشك فيها فهي واقعة لا محالة لأنها بمعنى الساعة ووقوع القيامة.