إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور والواو لاشباع الميم و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان وقد أوصل مع الضمير الأول و «ها» يعود على الأموال أي إن يسألكم إياها لانفاقها في سبيله عزوجل.

(فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «يسألكم» وتعرب إعرابها وعلامة جزم الفعل حذف آخره ـ حرف العلة ـ بمعنى : فيجهدكم ويطلبها كلها. تبخلوا : فعل مضارع جواب الشرط وجزاؤه مجزوم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : تبخلوا بها وتمتنعوا عن أدائها. والجملة الفعلية «تبخلوا» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها من الإعراب.

(وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «تبخلوا» والفعل مجزوم بإن لأنه داخل في حيز جواب الشرط وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أضغانكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : فيظهر أو يبزر أحقادكم على الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (٣٨)

(ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) : للتنبيه لا عمل لها. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. الهاء للتنبيه. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع خبر «أنتم».

(تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير المخاطبين أو تكون في محل رفع بدلا من اسم الإشارة «هؤلاء» أو تكون في محل رفع خبرا ثانيا للمبتدإ «أنتم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول

٣٨١

مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. اللام حرف جر للتعليل. تنفقوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «تنفقوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتدعون. التقدير والمعنى : يطلب إليكم الإنفاق بالزكاة.

(فِي سَبِيلِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتنفقوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ) : الفاء استئنافية. منكم : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يبخل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى من يبخل بها أي بالزكاة والصدقات بمعنى فمنكم ناس يبخلون بها.

(وَمَنْ يَبْخَلْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يبخل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يبخل» صلة الموصول لا محل لها. المعنى : فمنكم ناس يبخلون به أو بها على معنى الزكاة لأن القول «تنفقوا في سبيل الله» معناه : النفقة في الغزو أو الزكاة.

(فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. إنما : كافة ومكفوفة. يبخل : أعرب. عن نفسه : جار ومجرور متعلق بيبخل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه. و «عن» هنا حرف جر للاستعلاء بمعنى «على» أي ومن يبخل بالصدقة وأداء الفريضة فلا يتعداه ضرره .. بمعنى فإنما يعود وبال بخله على نفسه لا غيره.

٣٨٢

(وَاللهُ الْغَنِيُ) : الواو استئنافية تفيد التعليل هنا. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الغني : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى الغني عن إنفاقكم أو يكون «الغني» خبر مبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسمية «هو الغني» في محل رفع خبر المبتدأ.

(وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) : الواو عاطفة. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل رفع مبتدأ وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الفقراء : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة بمعنى وأنتم الفقراء إلى الله مهما بلغت ثروتكم.

(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) : الواو عاطفة. إن : حرف شرط جازم. تتولوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة معطوفة بالواو على جملة «وإن تؤمنوا» الواردة في الآية الكريمة السادسة والثلاثين بمعنى : وإن تعرضوا عن الدين أو عن طاعة الله سبحانه.

(يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وهي فعل مضارع جواب الشرط ـ جزاؤه ـ مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : يخلق أو يجعل بدلكم أو يخلق قوما سواكم راغبين في الإيمان والتقوى. قوما غيركم : مفعولا «يستبدل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة ونون آخر «قوما» لأنه اسم نكرة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور وقد تعدى الفعل بنفسه إليهما لأنه بمعنى : يجعل ويصير أي ينحي الأول ويجعل الثاني مكانه أي يقيم مقامكم غيركم بمعنى قوما آخرين.

(ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) : حرف عطف. لا : نافية لا عمل لها. يكونوا : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه معطوف على مجزوم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكون» والألف فارقة. أمثال : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. كم : أعرب في «غيركم» بمعنى لا يكونوا مثلكم معرضين عن الدين وعن طاعة الله والإنفاق في سبيله.

٣٨٣

سورة الفتح

معنى السورة : المراد بالفتح : هو فتح مكة وبمعنى نصر الله تعالى رسوله الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نصرا مؤزرا على المشركين في صلح الحديبية وقد وعده سبحانه وتعالى عند مرجعه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن مكة عام الحديبية عدة ـ أي وعدا ـ له بالفتح وجيء الفعل «فتح» على لفظ الماضي .. وذلك على طريقة رب العزة سبحانه في إخباره لأنها في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر ما لا يخفى .. وللفعل «فتح» معان كثيرة .. ومنها : فتح الله على نبيه : بمعنى : نصره .. ويقال : فتح الرجل الباب يفتح الباب فتحا .. من باب «قطع» وهو خلاف : أغلق. وفتح ـ بتشديد التاء ـ بمعنى : فتح ـ أيضا وشدد للكثرة والفتاح ـ فعال بمعنى فاعل ـ ويأتي بمعنى : الحاكم أيضا نقول : افتح بيننا : أي احكم .. و «الفتح» هو النصر ومنه «الاستفتاح» أي الاستنصار.

تسمية السورة : لقد حقق الله تعالى رؤيا رسوله الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ التي رآها وقيل : رأى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فتح مكة .. ورؤيا الأنبياء وحي .. رأى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه وأصحابه دخلوا مكة آمنين قد حلق بعضهم رءوسهم وقصر بعضهم شعورهم .. وفتحا قريبا : هو فتح خيبر .. وسميت إحدى سور هذا الكتاب العظيم ـ كتاب الله الكريم ـ بهذا الفتح المبين الذي وعد الله جلت قدرته نبيه الكريم ـ محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ به مستهلا السورة الشريفة بآيتها الأولى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) وهذا القول الكريم الجليل وعد منه سبحانه لرسوله بفتح مكة .. أي إنا قررنا يا محمد أن نفتح لك أي ننصرك نصرا واضحا بينا هو غلبك وتمكنك من مكة وإزالة الكفر عن أهلها ودعوتهم إلى الطريق القويم المستقيم واتباع صراط الله الحق ونصرة دينه الحنيف وسبيله الحنيف وهو الإسلام.

٣٨٤

فضل قراءة السورة : قال رسول الله الشافع محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «الفتح» فكأنما كان ممن شهد مع محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فتح مكة» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ روى أحمد والبخاري وغيرهما عن عمر أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) وقيل نزلت سورة «الفتح» بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها.

إعراب آياتها

(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (١)

(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». فتحنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع خبر «إن». لك : جار ومجرور متعلق بفتحنا.

(فَتْحاً مُبِيناً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مبينا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «فتحا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يسرنا لك فتح مكة ونصرناك على عدوك.

(لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٢)

(لِيَغْفِرَ لَكَ) : اللام حرف جر للتعليل أو بمعنى «كي» يغفر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. لك : جار ومجرور متعلق بيغفر. والجملة الفعلية «يغفر الله» صلة حرف مصدري لا محل لها. وأن المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام ـ لام كي ـ التعليلية والجار والمجرور متعلق بفتحنا.

(اللهُ ما تَقَدَّمَ) : لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية

٣٨٥

«تقدم» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) : جار ومجرور متعلق بتقدم والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. وما تأخر : معطوف بالواو على «ما تقدم» ويعرب إعرابه بمعنى قبل الفتح وبعده.

(وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يغفر» وتعرب إعرابها. نعمته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. عليك : جار ومجرور متعلق بيتم أي بإعلاء الدين.

(وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) : الجملة الفعلية تعرب إعراب «ويتم النعمة». مستقيما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «صراطا» منصوب مثله وعلامة نصبهما ـ الموصوف والصفة ـ الفتحة المنونة. وفاعل «يتم» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف في «يهديك» ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والفعل «يهدي» هنا تعدى بنفسه إلى مفعوله وكما في قوله تعالى في سورة «الفاتحة» (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) والفعل «هدى» ورد في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه : معدى بنفسه كما في الآيتين المذكورتين وفي سورة البلد (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) ومعدى باللام مثل قوله تعالى في سورة «يونس» (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) ومعدى بإلى كقوله تعالى في سورة «ص» : (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ).

(وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) (٣)

(وَيَنْصُرَكَ اللهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يتم» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعراب «يهديك» لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(نَصْراً عَزِيزاً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عزيزا : صفة للموصوف «نصرا» منصوب بالفتحة المنونة أي فيه عز.

٣٨٦

** (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى وفيه جاء الفعل «فتح» على لفظ الماضي للدلالة على شأن المخبر وعلوه في ما لا يخفى .. والماضي في إخبار الله سبحانه بمنزلة الكائن الموجود .. المعنى : يسرنا لك يا محمد فتح مكة ونصرناك على عدوك.

** (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. المعنى المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات الذين يظنون أن الله لا ينصر رسوله أي ظن الأمر السوء فحذف المضاف إليه الموصوف «الأمر» وحلت الصفة «السوء» محله. عليهم دائرة السوء أي عليهم ما يظنونه ويتوقعونه أو دائرة ظنهم السيئ بالمؤمنين وقيل : هي الداهية التي تحيط بهم بمعنى : عليهم الهزيمة والشر .. يقال : ساءه ما قلت له : بمعنى : أحزنه وهو عكس «سره» والاسم منه : السوء ـ بضم السين ـ ويقال هذا رجل سوء ـ بفتح السين ـ فذكرت الكلمتان بضم السين وفتحها والفرق بينهما أن مفتوح السين غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمه من كل شيء ـ كما أضيف رجل إلى سوء ـ أما مضموم السين فهو جار مجرى الشر الذي هو نقيض الخير .. يقال : أراد به السوء ـ بضم السين ـ أو أراد به الخير ولذلك أضيف الظن إلى مفتوح السين لكونه مذموما كما في الآية الكريمة المذكورة. قال رجل لعائشة ـ رضي الله عنها ـ : يا أم المؤمنين متى أعلم أني مسيء؟ قالت : إذا علمت أنك محسن.

** (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والجمل الفعلية فيه جاءت بصيغة المخاطبين .. الجمع .. وجاءت المخاطبة في الآية الكريمة السابقة بصيغة المفرد (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وهنا جاءت المخاطبة للناس لأن مخاطبة الرسول هي مخاطبة لأمته والمراد بتعزيز الله : تقوية دينه ورسوله.

** (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة .. والمراد بهذا القول الكريم : يد رسول الله التي تعلو أيدي المبايعين هي يد الله لأن الله تعالى منزه عن الجوارح ـ أي الأعضاء ـ وعن صفات الأجسام فحذف المضاف إليه «رسول» وبقي المضاف إليه الثاني لفظ الجلالة بمعنى إنه تعالى مطلع على مبايعتهم أي عهدهم وهذا تأكيد للبيعة. ولفظة «يد» لفظة مؤنثة .. وللإنسان يدان ـ مثنى يد ـ وتجمع على «أيد» ـ جمع قلة ـ وعلى «أياد» وهو جمع كثرة .. واليد : هي من المنكب ـ بفتح الميم وكسر الكاف ـ إلى أطراف الأصابع والمقصود بالمنكب كونه عونا يعتمد عليه لأن أصله : نكب الرجل قومه نكابة ـ بكسر النون ـ فهو منكب : أي كان منكبا لهم : بمعنى : عونا لهم يعتمدون عليه .. ومنه القول : تنكب المقاتل سلاحه : أي ألقاه على منكبه ومنكب الرجل : هو مجتمع رأس العضد والكتف. ومثل هذا القول الكريم قوله تعالى في سورة «المائدة» : «بل يداه مبسوطتان» وفيه أيضا كناية عن الجود بمعنى هو جواد ـ أي سخي كريم ـ من غير تصور يد ولا بسط لأن الله ـ كما ذكر ـ منزه عن الجوارح ـ جمع جارحة أي عضو ـ سميت بذلك لأنها تكتسب مأخوذة من الفعل «جرح» الرجل : بمعنى : اكتسب .. فهو جارح ـ اسم فاعل ـ.

** (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية عشرة .. سيقول لك يا محمد الذين تخلفوا عن نصرتك ولم يخرجوا معك إلى الحديبية أو إلى مكة للعمرة .. والأعراب : هم سكان البادية خاصة والنسبة إليهم : أعرابي وليست كلمة «الأعراب» جمعا لكلمة «العرب» بل هي اسم جنس .. والعرب : هم جيل

٣٨٧

من الناس والنسبة إليهم : عربي وهم أهل الأمصار ولغتهم هي اللغة العربية و «العرب» بفتح العين والراء .. والعرب ـ بضم العين وسكون الراء ـ بمعنى واحد كلفظة «العجم» و «العجم» وشغلتنا : بمعنى : ألهتنا .. يقال : شغل عنه بكذا بمعنى : التهى به عنه وشغله بكذا : بمعنى : جعله مشغولا به .. وشغله الأمر ـ يشغله ـ شغلا .. من باب «نفع» فالأمر شاغل ـ اسم فاعل ـ وهو مشغول ـ اسم مفعول ـ ويقال أشغلته فاشتغل مثل أحرقته فاحترق أي جاء الفعل هنا مطاوعا وقد هجر ـ ترك ـ استعمال الفعل الرباعي «أشغل» في فصيح الكلام .. أي يقال : شغله ولا يقال أشغله لأنه ـ أي الفعل الرباعي ـ لغة رديئة وقولهم : هو في شغل شاغل .. توكيد له كليل لائل. وقال أحدهم : نفسك إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .. ويقال : فلان اشتغل قلبه .. وهو كناية عن تشويش أفكاره واضطرابها .. وقالت العرب في أمثالها : شغلني الشعير عن الشر والبر ـ بضم الباء ـ وعن البر ـ بكسر الباء ـ البر ـ بضم الباء هنا بمعنى القمح .. والبر ـ بكسر الباء ـ بمعنى الطاعة والصدق وقد ورد الفعل «شغل» في قول الشاعر :

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الاعراق

الأم روض إن تعهده الحيا

بالري أورق أيما إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الأولى

شغلت مآثرهم مدى الآفاق

وردت هذه الأبيات في قول الشاعر حافظ إبراهيم عن منزلة «الأم».

** (فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) : المعنى فاستغفر لنا ربك يا محمد قالوا ذلك ناطقين بألسنتهم نفاقا .. وألسنة : جمع «لسان» وقد يكنى به عن الكلمة فيؤنث حينئذ فمن ذكره قال : ثلاثة ألسنة ومن أنثه قال : ثلاث ألسن .. ويقال : هذا الرجل لسان القوم : بمعنى : المتكلم عنهم .. قال أبو حاتم : تذكير اللسان «أي ألسنة» هو الأكثر وهو في القرآن الكريم كله مذكر .. واللسان : هو اللغة فيؤنث وقد يذكر باعتبار أنه لفظ فيقال : لسانه فصيح وفصيحة أي نطقه فصيح ولغته فصيحة .. وقيل : المرء بأصغريه قلبه ولسانه .. فلفظة «قلبه» هي جزء من لفظة «أصغريه» لأن الأصغرين هما القلب واللسان .. وسويداء القلب : هي حبته وقيل ثمرته .. وسواد القلب وأسوده وسوداؤه : كلها مثل «سويدائه».

** (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : وكنتم قوما هلكى. وهو جمع «بائر» ولغة لا جمع لبائر مثل «بشر» ولذلك وصف به الواحد والجمع والمذكر والمؤنث.

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (٤)

(هُوَ الَّذِي) : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو».

(أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. السكينة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

٣٨٨

(فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. المؤمنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «أنزل السكينة ..» صلة الموصول لا محل لها أي أوجد الطمأنينة.

(لِيَزْدادُوا إِيماناً) : اللام حرف جر للتعليل. يزدادوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إيمانا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : زادوا إيمانا لأنفسهم زيادة على ما كان في أنفسهم من إيمان. أو يكون «إيمانا» تمييزا منصوبا بالفتحة المنونة. والجملة الفعلية «يزدادوا إيمانا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأنزل بمعنى أنزل الثبات في وسط المخاوف في قلوبهم ليزدادوا.

(مَعَ إِيمانِهِمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بصفة محذوفة من «إيمانا» وهو مضاف. إيمان : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَلِلَّهِ جُنُودُ) : الواو استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم. جنود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

(وَكانَ اللهُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة.

(عَلِيماً حَكِيماً) : خبرا «كان» على التتابع ـ خبر بعد خبر ـ منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة أي بأحوال خلقه حكيما في صنعه وتدبيره.

٣٨٩

(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً) (٥)

(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ) : اللام حرف جر للتعليل. يدخل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. المؤمنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «يدخل المؤمنين ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأنزل .. والأفصح أن يكون الجار والمجرور متعلقا بفعل محذوف على معنى «لله جنود» أي يبتلي الله بجنوده من يشاء ليدخل ..

(وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ) : معطوف بالواو على «المؤمنين» منصوب مثله وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. جنات : مفعول به ثان منصوب بيدخل وعلامة نصبه الكسرة المنونة نيابة عن الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير : تجري الأنهار كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.

(خالِدِينَ فِيها) : حال من المؤمنين والمؤمنات منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «خالدين» ويمحو عنهم أعمالهم السيئة التي يسترها.

(وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «ليدخل جنات» وتعرب إعرابها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. عن : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بيكفر.

٣٩٠

(وَكانَ ذلِكَ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى وكان ذلك الوعد بالجنة.

(عِنْدَ اللهِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف متعلق بحال محذوفة من «فوزا» لأنه صفة له قدمت عليه. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(فَوْزاً عَظِيماً) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. عظيما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «فوزا» منصوب بالفتحة المنونة.

(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) (٦)

(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ) : معطوف بالواو على «يدخل المؤمنين والمؤمنات» في الآية الكريمة السابقة ويعرب مثله.

(وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ) : معطوف بالواو على «المنافقين والمنافقات» ويعرب إعرابه و «الظانين» صفة ـ نعت ـ للأسماء الموصوفة قبله ويعرب إعراب «المؤمنين». بالله : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «الظانين».

(ظَنَّ السَّوْءِ) : مصدر ـ مفعول مطلق ـ لبيان النوع في موضع المفعول لاسم الفاعلين «الظانين» وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. السوء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وأضيف الظن إلى السوء المفتوحة السين للذم.

(عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. دائرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. السوء : أعرب. بمعنى : عليهم دائرة ظن ما يظنونه من ظنهم السيئ.

٣٩١

(وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) : الواو استئنافية. غضب : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. عليهم : جار ومجرور متعلق بغضب. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى بمعنى وسخط الله عليهم وطردهم من رحمته وهيأ لهم جهنم.

(وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ) : الفعلان معطوفان بواوي العطف على «غضب» ويعربان إعرابه وفاعل «لعن» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «أعد» يعرب إعراب «لعن» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(لَهُمْ جَهَنَّمَ) : جار ومجرور متعلق بأعد و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. جهنم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَساءَتْ مَصِيراً) : الواو عاطفة. ساءت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفعل «ساءت» لانشاء الذم لأنه بمعنى «بئست» والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي أي جهنم. مصيرا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مآلا.

(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (٧)

هذه الآية الكريمة أعربت في آخر الآية الكريمة الرابعة. وجنود السموات : هم الملائكة وجنود الأرض : هم الكوارث كالطوفان والزلازل والصواعق.

(إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٨)

(إِنَّا أَرْسَلْناكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «أرسلناك ..» في محل رفع خبر «إن».

٣٩٢

(شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) : حال من الكاف ـ ضمير المخاطب ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أرسلناك يا محمد شاهدا على أمتك بتبليغ الرسالة. ومبشرا ونذيرا : معطوفان بواوي العطف على اسم الفاعل «شاهدا» ويعربان مثله بمعنى ومبشرا على الطاعة ومحذرا على المعصية أو يكون مفعولا اللفظتين محذوفين اختصارا وهما يعملان عمل فعلهما المتعدي إلى المفعول. التقدير : مبشرا بالجنة من صدقك ومخوفا بالنار من عصاك.

(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٩)

(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. تؤمنوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتؤمنوا. الواو عاطفة. رسوله : جار ومجرور متعلق بتؤمنوا بمعنى ولتصدقوا برسوله والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «تؤمنوا بالله ورسوله» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأرسلنا وفي القول الكريم مخاطبة الناس لأن مخاطبة الرسول هي مخاطبة لأمته. ويجوز أن تكون اللام لام الأمر ويكون الفعل مجزوما بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون.

(وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ) : الجمل الفعلية معطوفة بواوات العطف على جملة «تؤمنوا» وتعرب إعرابها. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : وتقووه بالنصرة .. والمراد بتعزير الله : تقوية دينه ورسوله .. وتعظموه وتنزهوه عن كل شائبة أي عما لا يليق به سبحانه.

(بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بتسبحوه بمعنى : صباحا. وأصيلا : معطوف بالواو على «بكرة» ويعرب مثله بمعنى ومساء أو وقت صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.

٣٩٣

(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (١٠)

(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». يبايعونك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : يعاهدونك على البقاء معك نصرة للإسلام.

(إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» ويجوز أن تكون الجملة الفعلية لا محل لها أكدها سبحانه فتكون الجملة الاسمية «يد الله فوق أيديهم» في محل رفع خبر «إن». إنما : كافة ومكفوفة. يبايعون : أعربت. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة بمعنى يعاهدونه سبحانه على مقارعة أعدائه.

(يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. فوق : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر المبتدأ وهو مضاف. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : إن الله مطلع على عهدهم.

(فَمَنْ نَكَثَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» نكث : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : فمن نقض العهد منهم أو البيعة. والجملة الفعلية «نكث» صلة الموصول لا محل لها.

٣٩٤

(فَإِنَّما يَنْكُثُ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. إنما : كافة ومكفوفة. ينكث : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(عَلى نَفْسِهِ) : جار ومجرور متعلق بينكث والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : فإنما ضرر ذلك النكث عائد عليه.

(وَمَنْ أَوْفى) : معطوف بالواو على «من نكث» ويعرب إعرابه وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(بِما عاهَدَ) : الباء حرف جر. ما : مصدرية. عاهد : تعرب إعراب «نكث» والجملة الفعلية «عاهد عليه الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأوفى بمعنى ومن وفى بعهده لله ..

(عَلَيْهُ اللهَ) : جار ومجرور متعلق بعاهد. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة وحرك الهاء بالضم على الأصل لأن ما قبله حرف ساكن ولم يتبع حركة الياء مثل «منه» والأصل في الضمائر الشبيهة المتصلة بأحرف الجر المنتهية بالياء أو بالألف مثل «على» المنقلبة ياء لارتباط الضمير بها مثل «عليه» الأصل في هذه الضمائر أن تبنى على الكسر مراعاة واتباعا للياء إلا أن الضمير هنا في «عليه» جيء مضموما على لغة من يبقي حرف الجر «على» كما هي عند ارتباط الضمير به فيقول : علاه. ومع هذا فخط المصحف سنة تتبع.

(فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. السين : حرف تسويف ـ استقبال للقريب ـ يؤتيه : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به أول. أجرا : مفعول به ثان منصوب بيؤتي المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عظيما : صفة ـ نعت ـ

٣٩٥

للموصوف «أجرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بمعنى : سيعطيه ثوابا عظيما في الدنيا والآخرة. وجاء جواب الشرط «ينكث» مرفوعا لأنه سبق بإنما فتكون الجملة في محل جزم ومثله «فسيؤتيه» لأنه اقترن بسين الاستقبال.

(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (١١)

(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ) : السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة. لك : جار ومجرور متعلق بيقول. المخلفون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي الذين تخلفوا عن نصرتك حين دعوتهم للحرب.

(مِنَ الْأَعْرابِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «المخلفون» و «من» حرف جر بياني.

(شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح. التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. أموال : فاعل مرفوع بالضمة. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وأهلونا : معطوفة على «أموالنا» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الاسم الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ـ أصله : أهلوننا ـ حذفت النون الأولى للإضافة.

(فَاسْتَغْفِرْ لَنا) : الفاء استئنافية تفيد هنا التسبيب. استغفر : فعل طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باستغفر أي فاستغفر لنا ربنا على التخلف عن الخروج معك.

٣٩٦

(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بألسنة : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المتكلمين بتقدير : ناطقين بألسنتهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح من أخوات «كان» واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. في قلوب : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «ليس» التقدير : ما ليس كائنا في قلوبهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه بمعنى يقولون ذلك نفاقا.

(قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ـ أصله : قول ـ حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الفاء واقعة في جواب شرط مقدم. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يملك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يملك» وما بعدها في محل رفع خبر «من».

(لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بيملك والميم علامة جمع الذكور. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال مقدمة من «شيئا». شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وجاءت صيغة الاستفهام في «من» بمعنى النفي أي لا أحد يملك لكم شيئا بمعنى : لا أحد يمنعكم من إرادته سبحانه.

(إِنْ أَرادَ) : حرف شرط جازم. أراد : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه بمعنى : إن شاء وحذف جواب الشرط لتقدم معناه.

(بِكُمْ ضَرًّا) : جار ومجرور متعلق بأراد والميم علامة جمع الذكور. ضرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٣٩٧

(أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً) : حرف عطف للتخيير. أراد بكم نفعا : معطوفة على جملة «أراد بكم ضرا» وتعرب إعرابها .. بمعنى : ومن يحرمكم النفع إن أراد بكم نفعا؟

(بَلْ كانَ اللهُ) : حرف استئناف للإضراب. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة.

(بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) : الباء حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. تعملون : تعرب إعراب «يقولون» والجملة الفعلية «تعملون» صلة الموصول لا محل لها. خبيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما تعملونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعملون» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل «خبيرا» التقدير والمعنى كان بأعمالكم خبيرا.

(بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) (١٢)

(بَلْ ظَنَنْتُمْ) : حرف إضراب للاستئناف. ظننتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : بل خيل لكم.

(أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ) : مخففة من الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمها ضمير شأن محذوف تقديره : أنه أي الشأن وخبرها : الجملة الفعلية بعدها في محل رفع و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «ظن» ويجوز أن تكون «أن» ملغاة لأن العرب إذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما. لن : حرف نفي ونصب واستقبال. ينقلب : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة بمعنى لن يرجع.

٣٩٨

(الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة. والمؤمنون : معطوف بالواو على «الرسول» مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى بل أحسبتم أن الرسول والمؤمنين لن يرجعوا.

(إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً) : جار ومجرور متعلق بينقلب وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ـ أصله : أهلين ـ حذفت النون للإضافة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. أبدا : ظرف زمان للمستقبل يدل على الاستمرار وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الاضافة متعلق بينقلب.

(وَزُيِّنَ ذلِكَ) : الواو عاطفة. زين : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. اللام للبعد والكاف للخطاب بمعنى : وزين الشيطان ذلك الامتناع من الخروج مع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(فِي قُلُوبِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بزين. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) : معطوفة بالواو على «ظننتم» الأولى وتعرب إعرابها. ظن : مفعول مطلق ـ مصدر ـ لبيان النوع منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. السوء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى وظننتم ظنا سيئا ما ذكر أي تخلي الله عن نصرة نبيه. وأضيف الظن إلى السوء للذم.

(وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) : الواو عاطفة. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان». قوما : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والميم في «كنتم» علامة جمع الذكور. بورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف ـ المنعوت ـ قوما منصوب بالفتحة المنونة.

٣٩٩

(وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً) (١٣)

(وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبره. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يؤمن : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «لم يؤمن بالله ورسوله» صلة الموصول لا محل لها.

(بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيؤمن. الواو عاطفة. رسوله : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(فَإِنَّا أَعْتَدْنا) : الجملة المؤولة وما بعدها جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بمن. الفاء واقعة في جواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أعتدنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : إنا هيأنا.

(لِلْكافِرِينَ سَعِيراً) : جار ومجرور متعلق بأعتدنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. سعيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (١٤)

(وَلِلَّهِ مُلْكُ) : الواو استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم. ملك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها.

٤٠٠