إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

يغني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «لا يغني ..» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : لا ينفع.

(مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بيغني أو بحال مقدمة من «شيئا». شيئا : نائب عن مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف أو صفة له منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : إغناء شيئا.

(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا) (٢٩)

(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى) : الفاء استئنافية. أعرض : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. عن : حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بأعرض. تولى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(عَنْ ذِكْرِنا) : جار ومجرور متعلق بتولى. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى فأعرض عن دعوة من رأيته معرضا عن ذكر. وعلى هذا التفسير يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من ضمير «تولى».

(وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يرد : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء ـ أصله : يريد ـ تخفيفا لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إلا : أداة حصر لا عمل لها.

(الْحَياةَ الدُّنْيا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة منصوبة مثلها بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) (٣٠)

٥٨١

(ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. مبلغ : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه والإشارة إلى طلب الدنيا وزينتها وجاء الضمير «هم» بصيغة الجمع وهو عائد على «من تولى» لأنه جاء هنا على معنى «من» لا على لفظها.

(مِنَ الْعِلْمِ) : جار ومجرور متعلق بمبلغ ـ المصدر على تأويل فعله ـ أو بصفة محذوفة من «مبلغهم» بمعنى طلبهم للحياة الدنيا غاية ما يبلغونه من العلم.

(إِنَّ رَبَّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. والجملة الاسمية بعده «هو أعلم» في محل رفع خبر «إن».

(هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أعلم : خبر «هو» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل. بمن : جار ومجرور متعلق بأعلم و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء.

(ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عن سبيله : جار ومجرور متعلق بضل والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه بمعنى بمن انحرف عن دينه.

(وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) : معطوف بالواو على «هو أعلم بمن ضل» ويعرب إعرابه وكسر آخر «من» لالتقاء الساكنين وعلامة بناء الفعل «اهتدى» الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : اهتدى إلى الصواب.

(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (٣١)

٥٨٢

(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ) : الواو استئنافية. الله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. استقر .. كان. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : له جميع ما في الكون من المخلوقات.

(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بالواو على «ما في الأرض» ويعرب إعرابه.

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ) : اللام لام التعليل وهي حرف جر. يجزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «يجزي الذين ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة بعد اللام وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بقوله «لا تغني شفاعته شيئا» أو متعلق بقوله (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) لأن نتيجة العلم بالضال والمهتدي جزاؤهما.

(أَساؤُا بِما عَمِلُوا) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الباء حرف جر. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأساءوا. عملوا : تعرب إعراب «أساءوا» بمعنى بعقاب ما عملوا من السوء أو بسبب ما عملوا من السوء والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما عملوه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «عملوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : بعملهم بمعنى على إساءتهم أي النار معدة للمسيئين.

(وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يجزي الذين أساءوا» وتعرب إعرابها. بالحسنى : جار ومجرور متعلق

٥٨٣

بيجزي وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر المعنى : بالمثوبة الحسنى وهي الجنة أو بسبب الأعمال الحسنى بمعنى وللمحسنين أعمالهم جزاؤهم الجنة.

** (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. المعنى : ويجزي المحسنين بالمثوبة الحسنى وهي الجنة أو بسبب الأعمال .. فحذف الموصوف «المثوبة .. أو الأعمال» وأقيمت الصفة «الحسنى» مقامه وهي مؤنث : الأحسن.

** (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية والثلاثين .. اللمم : هي صغائر الذنوب وأقلها .. يقال : ألم بالطعام : بمعنى : قل منه أكله .. وألم بالمكان : إذا قل فيه لبثه ـ أي مكوثه ـ واللمم : بمعنى : المس من الجنون واللوثة منه أيضا ويقول السدي : اللمم : الخطرة من الذنوب. وعن الكلبي : هو كل ذنب لم يذكر الله عليه حدا ولا عذابا. وعن عطاء : هو عادة النفس الحين بعد الحين .. وعن سعيد الخدري : اللمم : هي النظرة .. والغمزة .. والقبلة ـ بضم القاف ـ.

** سبب نزول الآية : أخرج الواحدي والطبراني وغيرهما عن ثابت بن الحارث قال : كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير : هو صديق. فبلغ ذلك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : كذبت اليهود .. ما من نسمة يخلقه الله في بطن أمه إلا وهو يعلم أنه شقي أو سعيد .. فأنزل الله تعالى قوله الكريم : «هو أعلم بكم ..».

** (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى .. وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) : هذان القولان هما نصا الآيتين الكريمتين الثالثة والثلاثين والرابعة والثلاثين .. المعنى الذي أعرض عن اتباع الحق .. أي الإسلام وأعطى قليلا من ماله وأمسك أي وقطع عطيته .. قال الزمخشري : أصله : إكداء الحافر وهو أن تلقاه كدية وهي صلابة كالصخرة فيمسك عن الحفر .. ونحوه : أجبل الحافر .. ثم استعير فقيل : أجبل الشاعر إذا أفخم.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة والآيات التي بعدها في الوليد بن المغيرة .. كان قد أسلم فعيره صديق له من المشركين فأجابه بأنه يخشى عذاب الله فضمن له أن يتحمل عنه العذاب إذا أعطاه بعض ماله .. فارتد وأعطى قليلا من ماله الذي شرط ووعد به وبخل بالباقي. فنزلت الآيات .. يقال : أكدى الرجل : بمعنى : قل خيره وقيل : إن عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان يعطي ماله في الخير فقال له عبد الله بن سعد بن أبي سرح ـ وهو أخوه من الرضاعة ـ : يوشك أن لا يبقى لك شيء. فقال عثمان : إن لي ذنوبا وخطايا وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه ؛ فقال عبد الله أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن العطاء. وقوله تعالى : وأكدى : فيه كناية عن التوقف عن العطاء.

** (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. المعنى : ألم يخبر بما جاء في صحف موسى .. أي في أسفار التوراة .. والصحف : جمع : صحيفة وستشرح بصورة أشمل في سورة «البينة».

٥٨٤

** (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والأربعين .. المعنى : وأن الله تعالى هو خلق فعلي الضحك والبكاء أي أوجد أسبابهما أو هو جلت قدرته أضحك المؤمنين وأبكى الكافرين وعلى هذا المعنى حذف مفعولا الفعلين المتعديين «أضحك .. أبكى» اختصارا وهما «المؤمنين .. الكافرين» كما حذف مفعولا الفعلين المتعديين الآخرين في الآية الكريمة التالية «وأنه هو أمات وأحيا» بمعنى : أمات الأموات وأحيا الأجنة ـ جمع جنين أو أمات الأحياء وأحيا الأموات. الفعل الرباعي «أضحك» يتعدى إلى المفعول به وكذلك الفعل «أبكى» أما الفعلان الثلاثيان «ضحك .. بكى» فهما فعلان لازمان .. يقال : ضحك ـ يضحك ضحكا من زيد وضحك به : بمعنى سخر منه أو عجب .. وضحك الرجل : أي انبسط وجهه وانشرح وطابت نفسه والضحك ـ بكسر الحاء هو الاسم ويأتي مصدرا أيضا واسم الفاعل هو ضاحك وضحاك ـ بتشديد الحاء ـ من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى فاعل ـ أي كثير الضحك وبه سمي .. ومنه الضحاك ابن مزاحم : يقال : حملته أمه أربع سنين وقيل : ستة عشر شهرا وحكي عن أم الشاعر : «تأبط شرا» أنها قالت فيه : إنه والله لشيطان ما رأيته قط ضاحكا ولا هم بشيء مذ كان صبيا إلا فعله وقد حملت به في ليلة ظلماء وإن نطاقي لمشدود .. والنطاق هو ما تنتطق به المرأة وتشد وسطها للعمل. ويقال : فلان ضحكة ـ بضم الضاد وفتح الحاء ـ بمعنى : يكثر الضحك من الناس فهو صفة له .. وفلان ضحكة ـ بضم الضاد وسكون الحاء ـ بمعنى : يكثر الناس الضحك منه فهو من صفات الناس .. ويأتي اسم الفاعل «الضاحك» و «الضاحكة» تسمية للسن التي تلي الناب في فم الإنسان قال الشاعر :

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا

من الحسن حتى كاد أن يتكلما

وقد نبه النيروز في غسق الدجى

أوائل وردكن بالأمس نوما

أما «الأضحوكة» فهو ما يضحك منه وجمعه : أضاحيك .. وتجمع «الضاحكة» على «ضواحك» ومنه قيل : افتر عن ضواحكه : أي عن أسنانه التي تبدو عند الضحك .. وتطلق «الكشرة» بكسر الكاف ـ على كشف الأسنان عند الضحك وغيره .. ومنه تكشيرة الأسد .. ولهذا يقال : كشر فلان له : أي تنمر له وأرعده كأنه أسد ويشدد الفعل للمبالغة فيقال : كشر .. أما «الابتسام» فهو دون الضحك وفعله «بسم» وابتسم «وتبسم» بمعنى : ضحك قليلا من غير صوت .. أما قولهم : تبسم ضاحكا : فمعناه : تبسم شارعا في الضحك وآخذا فيه يعني أنه قد تجاوز حد التبسم إلى الضحك .. وكذلك ضحك الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ أما «البكاء» فيأتي أيضا مصدر الفعل «بكى» نحو : بكى الرجل ـ يبكي ـ بكاء : بمعنى : صوت بالبكاء حزنا والبكى ـ بالألف المقصورة ـ مصدر الفعل «بكى» أيضا .. ومعناه : سال دمعه حزنا. وقيل : البكاء بمد الألف : هو الصوت .. والبكى ـ بقصر الألف ـ : هو الدموع وخروجها. والبكاء شأنه شأن «النحيب» الذي يعني رفع الصوت بالبكاء. قال الشاعر :

لما تؤذن الدنيا به من صروفها

يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وإلا فما يبكيه منها وإنه

لأفسح مما كان فيه وأرغد

إذا أبصر الدنيا استهل كأنه

بما سوف يلقى من أذاها يهدد

٥٨٥

يقول الشاعر ابن الرومي : إنما يكون بكاء الطفل ساعة الولادة لما يعلم أن الدنيا موضع الفتن ومكان المحن وإلا فما يبكيه منها والحال أنه قد نجا من ضيق البطن والرحم وانفصل إلى موضع هو أفسح وأرغد منه وبرواية أخرى :

لما تؤذن الدنيا به من صروفها

يكون بكاء الطفل ساعة يوضع

وإلا فما يبكيه منها وإنها

لأروح مما كان فيه وأوسع

إذا أبصر الدنيا استهل كأنه

يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع

** (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. الشعرى : هي كوكب في السماء مضيء خلف الجوزاء كانت خزاعة تعبدها وقيل : تزعم العرب أنهما أختا سهيل .. وهما مرزم والجوزاء وهي التي تطلع وراءها وهما شعريان : الغميصاء والعبور.

** (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والخمسين. المعنى : وأهوى أي وأسقط المؤتفكة وهي قرى قوم لوط ـ عليه‌السلام ـ التي ائتفكت بأهلها : أي انقلبت بهم رفعها إلى السماء ثم أهواها إلى الأرض فصار عاليها سافلها.

** (فَغَشَّاها ما غَشَّى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والخمسين .. المعنى : فغطاها من عذاب الله ما غطاها. وفيه تهويل لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود.

** (وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ) .. وأنتم سامدون : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين الستين والحادية والستين. و «سامدون» بمعنى : شامخون مبرطمون وقيل : لاهون لاعبون. أو مستكبرون من سمد البعير ـ يسمده ـ سمودا .. من باب «دخل» دخولا : بمعنى : رفع رأسه ونصب صدره تكبرا وسمده : ألهاه والسامد : هو اللاهي ـ اسم فاعل أو من السمود أيضا بمعنى الغناء أي مغنون .. لتشغلوا الناس عن الاستماع إلى القرآن .. وفي هذه الآية الكريمة جمعت لفظتا «تضحكون .. وتبكون .. كما جمع الفعلان : أضحك .. أبكى .. في الآية الثالثة والأربعين .. المعنى : وتضحكون استهزاء به ولا تبكون على ما فرطتم والبكاء والخشوع حق عليكم ومن معاني «البكاء» أيضا : العويل .. فهو البكاء والصراخ أو رفع الصوت بالبكاء .. يقال : أعول إعوالا .. وفي الحديث : «المعول عليه يعذب» وهو اسم مفعول بمعنى الذي يعول عليه أي يصرخ ويبكي بصوت عال. يحكى أن وفدا من اليمن قدم على أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فقرأ عليهم القرآن فبكوا .. فقال : هكذا كنا حتى قست القلوب. وجاء في مجمع الأمثال : وقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لكن حمزة لا بواكي له» البواكي : جمع «باكية» قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذلك لما وجد نساء المدينة يبكين قتلاهن بعد أحد .. فأمر سعد بن معاذ وأسيد بن حضير ـ رضي الله عنهما ـ نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلما سمع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بكاءهن على حمزة خرج إليهن وهن على باب مسجده فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ارجعن يرحمكن الله فقد أسأتن لأنفسكن وقال الشاعر :

بكيت كما يبكي الحزين صبابة

وذبت من الشوق والصد

بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن

جزوعا وأبديت الذي لم تكن تبدي

٥٨٦

ويقال : اغرورقت العين : بمعنى : دمعت كأنها غرقت في دمعها .. ومن الأقوال الشهيرة والمتداولة قولهم : دموع المرأة وغيرها كدموع التماسيح .. وفي هذا القول جناية أو تجن وظلم على التمساح والمرأة معا! وأصل هذه التسمية ـ كما جاء في بحث علمي لأحد الأطباء ـ هو أن الناس لاحظوا أن التماسيح تبكي بكاء مرا بدموع رقراقة غزيرة بعد أن تكون قد افترست إحدى ضحاياها وكأنها حزينة على الفريسة التي التهمتها! لهذا السبب أطلق الناس عبارة «دموع التماسيح» كناية عن الخدعة الكاذبة! وقد انجلى هذا الغموض في الآونة الأخيرة عند ما تبين أن التماسيح تخلص نفسها من زيادة الملوحة الممتصة مع الماء والطعام ـ الفريسة ـ وذلك عن طريق القناة الإخراجية للغدة الملحية التي تفتح العين عند التمساح فهي عملية فسيولوجية وطبيعية.

(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) (٣٢)

(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «الذين أحسنوا» الوارد في الآية الكريمة السابقة. يجتنبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «يجتنبون كبائر ..» صلة الموصول لا محل لها. الإثم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والفواحش : معطوف بالواو على «كبائر الإثم» ويعرب إعرابه. أي إعراب «الكبائر» بمعنى ويجتنبون الفواحش .. وكبائر الإثم : هي ما كبر عقابه من الذنوب والفواحش جمع فاحشة .. والكبائر كالشرك والفواحش هي الأعمال القبيحة.

(إِلَّا اللَّمَمَ) : أداة استثناء. اللمم : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو استثناء منقطع بمعنى : إلا صغائر الذنوب بمعنى : ولكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر ويجوز أن تكون «اللمم» صفة الكبائر بمعنى : غير اللمم. أي إلا ما قل وصغر من الذنوب.

(إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ

٥٨٧

ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. واسع : خبر «إن» مرفوع بالضمة. المغفرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لإن. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أعلم : خبر «هو» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل. بكم : جار ومجرور متعلق بأعلم والميم علامة جمع الذكور بمعنى : هو أعلم بأحوالكم منكم وطبائع نفوسكم.

(إِذْ أَنْشَأَكُمْ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بأعلم. أنشأكم : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : خلقكم من تراب الأرض أي من الطين.

(مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ) : جار ومجرور متعلق بأنشأ. الواو عاطفة. إذ : معطوف على «إذ» الأولى وتعرب مثلها. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة «أنتم أجنة في بطون أمهاتكم» في محل جر مضاف إليه.

(أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة المنونة. في بطون : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أجنة» و «بطون» مضاف. أمهاتكم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور.

(فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. لا : ناهية جازمة. تزكوا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أنفس : مفعول به منصوب

٥٨٨

وعلامة نصبه الفتحة و «كم» أعرب في كلمة «أمهاتكم» بمعنى فلا تمدحوا أنفسكم أي فلا تثنوا عليها وتبرئوها.

(هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) : يعرب إعراب «هو أعلم بمن اهتدى» الوارد في الآية الكريمة الثلاثين.

(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) (٣٣)

(أَفَرَأَيْتَ) : الهمزة همزة تقرير وتنبيه بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. رأيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

(الَّذِي تَوَلَّى) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تولى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى الذي أعرض عن اتباع الحق أي الإسلام. والمخاطب في «رأيت» هو الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) (٣٤)

(وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «تولى» وتعرب إعرابها. قليلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأكدى : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «أعطى» وتعرب مثلها بمعنى : أعطى قليلا من ماله وقطع عطيته أي وأمسك بمعنى : وبخل. واللفظة كناية عن التوقف عن العطاء.

(أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) (٣٥)

(أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ) : الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. عنده : ظرف مكان ويجوز أن يكون ظرف زمان على المعنى منصوبا على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخبر محذوف مقدم وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. علم :

٥٨٩

مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. الغيب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(فَهُوَ يَرى) : الفاء استئنافية. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يرى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى فهو يعلم أن ما قاله «الذي تولى» من احتمال أوزاره ـ أي ذنوبه ـ حق؟ أي تحمل ذنوبه وعذابه بدلا عنه في الآخرة.

(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى) (٣٦)

(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ) : حرف إضراب بمعنى «بل» وهي «أم» المنقطعة وهي حرف عطف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. ينبأ : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفعل مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(بِما فِي صُحُفِ مُوسى) : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بينبأ. في صحف : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : جاء. والجملة الفعلية «جاء في صحف موسى» صلة الموصول لا محل لها. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة المقدرة للتعذر على الألف بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة بمعنى : أم لم يخبر بما جاء في أسفار التوراة؟

(وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٣٧)

(وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) : معطوف بالواو على «موسى» ويعرب إعرابه أي وبما في صحف إبراهيم وعلامة جر الاسم الفتحة الظاهرة على آخره بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ لإبراهيم. وفى : الجملة

٥٩٠

الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر بمعنى : أتم ما أمر به.

(أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٣٨)

(أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ) : أصلها : أن : مخففة من «أن» الثقيلة واسمها ضمير الشأن في محل نصب بتقدير : أنه و «لا» نافية لا عمل لها. والجملة الفعلية «لا تزور وازرة» في محل رفع خبر «أن» و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بدل من «ما في صحف موسى» التقدير : بعدم وزر وازرة أو يكون المصدر المؤول في محل رفع خبر مبتدأ محذوف. التقدير : هو عدم وزر وازرة .. أو المكتوب في صحف موسى وإبراهيم عدم وزر وازرة. تزر : فعل مضارع مرفوع بالضمة. وازرة : فاعل مرفوع بالضمة.

(وِزْرَ أُخْرى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. أخرى : مضاف إله مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى لا تحمل أو تتحمل نفس آثمة فحذف الموصوف الفاعل «نفس» وحل النعت «وازرة» محله أي لا تحمل عنها وزر وازرة أخرى أي إثم نفس أخرى فحذف الموصوف أيضا وهو مضاف إليه وأقيمت الصفة مقامه وقيل : لا تحمل عنها حملها من الإثم. وقال الأخفش : لا تأثم آثمة بإثم أخرى.

(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى) (٣٩)

(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ) : الواو عاطفة. أن : مخففة من «أن» الثقيلة داخلة على فعل ماض متضمن الدعاء واسمها ضمير الشأن المحذوف وخبرها جملة فعلية فعلها جامد بمعنى : أنه ليس للإنسان في الآخرة إلا سعيه. ليس : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح. للإنسان : جار ومجرور في محل نصب خبر «ليس» المقدم. والجملة الفعلية «ليس للإنسان إلا سعيه» في محل رفع اسم «ليس».

٥٩١

(إِلَّا ما سَعى) : أداة حصر لا عمل لها. ما : مصدرية. سعى : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع اسم «ليس» التقدير والمعنى : إلا سعيه أي ما عمله في دنياه.

(وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) (٤٠)

(وَأَنَّ سَعْيَهُ) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. سعيه : اسم «أن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه بمعنى وأن عمله سوف يرى في صحيفة أعماله.

(سَوْفَ يُرى) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن». سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ يرى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) (٤١)

(ثُمَّ يُجْزاهُ) : حرف عطف. يجزاه : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : ثم يجزى العبد سعيه ويجوز أن يكون الضمير للجزاء ثم فسر بالجزاء الأوفى أو أبدل عنه.

(الْجَزاءَ الْأَوْفى) : مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الأوفى : صفة ـ نعت ـ للجزاء منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى ثم يجزي على عمله جزاء تاما.

(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (٤٢)

٥٩٢

(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. إلى ربك : جار ومجرور في محل رفع خبر «أن» المقدم والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. المنتهى : اسم «أن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : الانتهاء والمنتهى : مصدر بمعنى الانتهاء أي ينتهي إليه الخلق ويرجعون.

(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) (٤٣)

(وَأَنَّهُ هُوَ) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «أن». هو : ضمير فصل ـ عماد ـ لا محل له والجملة الفعلية «أضحك» في محل رفع خبر «أن» أو يكون «هو» ضميرا منفصلا مبنيا على الفتح في محل نصب بدل من اسم «أن» الهاء في «أنه» أو يكون «هو» في محل رفع مبتدأ فتكون الجملة الفعلية «أضحك» في محل رفع خبر «هو» والجملة الاسمية «هو أضحك ..» في محل رفع خبر «أن».

(أَضْحَكَ وَأَبْكى) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وأبكى : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أضحك» وتعرب إعرابها بمعنى خلق فعلي الضحك والبكاء.

(وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) (٤٤)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : أمات الأموات وأحيا الأجنة ـ جمع جنين ـ أو أمات الأحياء وأحيا الأموات أي أنه سبحانه خلق الموت والحياة للكائنات جمعيا.

(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٤٥)

(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ) : يعرب إعراب و «أنه أضحك». الزوجين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : أوجد الجنسين أو الصنفين.

٥٩٣

(الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) : بدل من «الزوجين» لأن كلا منهما زوج لصاحبه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وقدرت على الألف المقصورة من «الأنثى» منع من ظهورها التعذر و «الأنثى» معطوفة بالواو على «الذكر».

(مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) (٤٦)

(مِنْ نُطْفَةٍ) : جار ومجرور متعلق بخلق بمعنى خلقهما من نطفة ماء الرجل. قال الأخفش تخلق من مني الماني.

(إِذا تُمْنى) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بخلق. تمنى : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد الظرف وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي بمعنى حين يقدر منها الولد ..

(وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) (٤٧)

(وَأَنَّ عَلَيْهِ) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. عليه : جار ومجرور في محل رفع خبر «أن» المقدم.

(النَّشْأَةَ الْأُخْرى) : اسم «أن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الأخرى : صفة ـ نعت ـ للنشأة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : وأن على قدرته تدور النشأة الأخرى.

(وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) (٤٨)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة والأربعين وعلامة بناء الفعل «أغنى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : أرضى أو أعطى ما يقتنى من المال أي أغنى بعض العباد وأعطى بعضهم الآخر القنية وهو ما يغتنى من المال.

(وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) (٤٩)

(وَأَنَّهُ هُوَ رَبُ) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «أن». هو :

٥٩٤

ضمير فصل أو عماد لا محل له. رب : خبر «أن» مرفوع بالضمة أو يكون «هو» ضميرا منفصلا مبنيا على الفتح في محل نصب بدلا من الضمير ـ الهاء ـ في «أنه» أو يكون في محل رفع مبتدأ و «رب» خبره وتكون الجملة الاسمية «هو رب ..» في محل رفع خبر «أن».

(الشِّعْرى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى) (٥٠)

(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «أن». أهلك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(عاداً الْأُولى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الأولى : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عادا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر أي أهلك قوم عاد الأولى أي قوم هود أهلكوا بعد نوح وبعد حذف المضاف المنصوب «قوم» أقيم المضاف إليه «عاد» مقامه وانتصب انتصابه.

(وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (٥١)

(وَثَمُودَ) : معطوف بالواو على «عادا» ويعرب إعرابه وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والتعريف بتأويل القبيلة أي وأهلك قوم ثمود أي قوم صالح وبعد حذف المضاف المنصوب «قوم» حل المضاف إليه «ثمود» محله.

(فَما أَبْقى) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أبقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : فما أبقى أحدا منهم.

(وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) (٥٢)

٥٩٥

(وَقَوْمَ نُوحٍ) : الواو عاطفة. قوم : معطوف على «عادا» منصوب مثله بالفعل «أهلك» وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. نوح : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة ولم يمنع من الصرف رغم عجمته لأنه ثلاثي أوسطه ساكن.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأهلك أي من قبلهم ..

(إِنَّهُمْ كانُوا) : حرف نصب وتوكيد يفيد هنا التعليل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «إن». كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) : ضمير فصل ـ عماد ـ لا محل له أو يكون توكيدا للضمير ـ ضمير الغائبين ـ في «كانوا». أظلم : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل بمعنى كانوا أظلم لأنفسهم من هؤلاء أي أشد ظلما من عاد وثمود والجملة الفعلية «كانوا هم أظلم ..» في محل رفع خبر «إن». وأطغى : معطوف بالواو على «أظلم» ويعرب إعرابه وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر بمعنى : وأشد تجاوزا في ظلمهم.

(وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (٥٣)

(وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) : الواو عاطفة. المؤتفكة : مفعول به منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده أي وأهوى المؤتفكة بمعنى : وأهلك المؤتفكة وأسقطها. أهوى : الجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٥٤)

٥٩٦

(فَغَشَّاها) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «أهوى» وتعرب إعرابها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(ما غَشَّى) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. غشى : أعربت. والجملة الفعلية «غشى» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما غشاها .. بمعنى : ما غطاها.

(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) (٥٥)

(فَبِأَيِّ آلاءِ) : الفاء استئنافية. بأي : جار ومجرور متعلق بتتمارى و «أي» اسم استفهام مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. آلاء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.

(رَبِّكَ تَتَمارى) : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثالث تتمارى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى : فبأي نعم ربك تتشكك أيها الإنسان المكذب .. من المماراة أي المجادلة والخطاب للإنسان على الإطلاق .. أو على معنى : قل يا محمد لمن يتمارى : هذا القول ..

(هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) (٥٦)

(هذا نَذِيرٌ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. نذير : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة.

(مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) : جار ومجرور في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «هذا» بمعنى : هذا الرسول محمد نذير أي منذر من جنس المنذرين الذين أرسلناهم للأمم يحذركم من عذاب الله لمن عصاه شأنه في ذلك شأن الرسل الذين سبقوه ـ النذر : جمع : نذير ـ الأولى : صفة ـ نعت ـ للنذر مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وقال «الأولى»

٥٩٧

بالتأنيث على لفظ «النذر» دون معناها أي على تأويل جماعة النذر. أو على معنى : هذا القرآن أو هذا الرسول أو هذا الذي أنذرتكم به إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم.

(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) (٥٧)

(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين بمعنى : قربت أو دنت. الآزفة : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى قربت الموصوفة بالقرب يعني : القيامة أو دنت الموصوفة بالدنو والموصوفة بالدنو : هي الساعة أو القيامة و «الآزفة» اسم فاعلة من أزف الرحيل : أي دنا.

(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) (٥٨)

(لَيْسَ لَها) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح من أخوات «كان». لها : جار ومجرور في محل نصب خبر «ليس».

(مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «كاشفة». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة. كاشفة : اسم «ليس» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : نفس كاشفة فحذف اسم «ليس» الموصوف «نفس» وحلت الصفة «كاشفة» محله واللفظة «كاشفة» اسم فاعلة بمعنى : مبنية متى تقوم الساعة أو بمعنى : نفس قادرة على كشف الآزفة ـ القيامة ـ أو العذاب. إذا قامت أو وقعت إلا الله والجملة الفعلية «ليس لها من دون الله كاشفة» في محل نصب حال من «الآزفة».

(أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) (٥٩)

(أَفَمِنْ هذَا) : الهمزة همزة تأنيب وإنكار بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. من : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بتعجبون.

٥٩٨

(الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) : بدل أو نعت لاسم الإشارة «هذا» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. تعجبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى أتعجبون من هذا القرآن؟

(وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ) (٦٠)

(وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «تعجبون» وتعرب مثلها بمعنى وتضحكون استهزاء به. الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. تبكون : معطوفة على «تضحكون» وتعرب إعرابها بمعنى ولا تبكون على حالكم أي ولا تبكون حزنا على ما فرطتم؟ أي والبكاء والخشوع حق عليكم.

(وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) (٦١)

(وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) : الواو حالية. والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «تضحكون وتبكون» أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. سامدون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : وأنتم لاهون لاعبون.

(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (٦٢)

(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) : الفاء استئنافية. اسجدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق باسجدوا بمعنى : فاسجدوا لله وحده ولا تسجدوا للآلهة المزعومة : أي الأوثان لأنها لا تغني لكم من عذاب الله شيئا. الواو عاطفة. اعبدوا : معطوفة بالواو على «اسجدوا» وتعرب إعرابها وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله دال عليه بمعنى : واعبدوه أي واعبدوا الله ولا تعبدوا أوثانكم وخصوه بالعبادة وحده.

٥٩٩

سورة القمر

معنى السورة : القمر : كوكب يستمد نوره من الشمس فينعكس على الأرض فيرفع ظلمة الليل .. وسمي القمر بذلك لبياضه .. ومنه : هذه ليلة مقمرة : بمعنى : ليلة بيضاء وهذه ليلة مقمرة : أي ليلة مضيئة ويقال : خسف القمر ـ يخسف ـ خسوفا : بمعنى : ذهب ضوؤه .. ومصدره : خسوفا .. وخسفا .. من باب «ضرب» ومثله القول : خسف المكان : بمعنى : غار في الأرض .. وخسفه الله .. فالفعل يأتي لازما ومتعديا. وقيل : أيضا خسف القمر : أي ذهب ضوؤه أو نقص وهو الكسوف أيضا. وقال «ثعلب» : أجود الكلام : خسف القمر وكسفت الشمس. وقال أبو حاتم في الفرق : إذا ذهب بعض نور الشمس فهو الكسوف وإذا ذهب جميعه فهو الخسوف .. ويقال : أقمرت ليلتنا : أي أضاءت. وأقمرنا : بمعنى طلع علينا القمر. ويسمى القمر في حالة خاصة هلالا. قال الأزهري : ويسمى القمر لليلتين من أول الشهر هلالا وفي ليلة ست وعشرين وسبع وعشرين أيضا هلالا وما بين ذلك يسمى قمرا. وقال الفارابي وتبعه في الصحاح : الهلال لثلاث ليال من أول الشهر ثم هو قمر بعد ذلك وقيل الهلال هو الشهر بعينه ومنه قيل : استهل الشهر واستهللناه .. ففعله «استهل» يكون لازما ومتعديا. ومن اشتقاق «القمر» يقال : قمر الشيء ـ يقمر ـ قمرا : بمعنى اشتد بياضه. والقمران هما الشمس والقمر.

تسمية السورة : ورد ذكر «القمر» كثيرا في القرآن الكريم وقد كرم الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فسمى إحدى سور القرآن الكريم باسمه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وسمى معجزته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ألا وهي القمر لإحدى سور الكتاب الكريم كما كرم جلت قدرته الشمس والقيامة فسمى بعض سور التنزيل بهذه الأسماء وتكمن معجزة الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إضافة إلى القرآن الكريم وهو أعظم المعجزات في انشقاق القمر ـ تصدعه ـ الذي اعتبر من آياته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومعجزاته النيرة. قيل : إن المشركين سألوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

٦٠٠