إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

(كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. به : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» تمترون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : تشكون أي تتلاجون وتتمارون بمعنى تتجادلون فيه.

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) (٥١)

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المتقين : اسم «إن» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(فِي مَقامٍ أَمِينٍ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إن». أمين : صفة ـ نعت ـ لمقام مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (٥٢)

(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) : جار ومجرور متعلق بخبر ثان لإن. وعيون : معطوفة بالواو على «جنات» وتعرب مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة بمعنى : ينتقلون في بساتين وعيون ماء.

(يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ) (٥٣)

(يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لإن في «إن المتقين» في الآية الكريمة الحادية والخمسين ويجوز أن تكون في محل نصب حالا وحذف المفعول اختصارا لأنه معلوم من سياق القول الكريم. بمعنى : يلبسون ثيابا ويجوز أن يكون المفعول به محذوفا دلت عليه «من» التبعيضية في «من سندس» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من سندس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من المفعول المقدر بمعنى : يلبسون في الجنة ثيابا من رقيق الديباج .. أي ما رق من الحرير.

٢٤١

(وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ) : معطوف بالواو على «سندس» مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة بمعنى ما غلظ من الديباج ـ الحرير ـ أي من غليظه أو سميكه. متقابلين : حال من ضمير «يلبسون» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى يقابل بعضهم بعضا في مقامهم آمنين.

(كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (٥٤)

(كَذلِكَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر كذلك أو يكون في محل نصب مفعولا به أو صفة نائبة عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ بتقدير أثبناهم مثل ذلك الثواب أو أثبناهم إثابة مثل ذلك الثواب بمعنى : جزيناهم. أو يكون في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف. التقدير : مثل ذلك الثواب أثبناهم. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

(وَزَوَّجْناهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على الجملة الفعلية المقدرة «أثبناهم» الواو حرف عطف. زوج : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.

(بِحُورٍ عِينٍ) : جار ومجرور متعلق بزوجنا بمعنى وقرناهم بنساء حور. عين : صفة ـ نعت ـ لحور مجرور مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة .. واللفظة جمع «عيناء» أي واسعة العين مع شدة البياض وشدة السواد. أما «حور» فهي جمع «حوراء» فالعيناء هي الواسعة العين والحوراء هي التي في عينها حور أي شدة بياضها مع شدة سواد.

(يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ) (٥٥)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة والخمسين. و «فاكهة» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور «فيها» متعلق بيدعون بمعنى يطلبون في الجنات كل أنواع الفاكهة.

٢٤٢

(لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) (٥٦)

(لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ) : نافية لا عمل لها. يذوقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيذوقون. الموت : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) : أداة استثناء. الموتة : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الأولى : صفة ـ نعت ـ للموتة منصوبة مثلها وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر وهو من الاستثناء المنقطع على طريقة الحجازيين أو تكون «إلا» أداة حصر لا عمل لها و «الموتة الأولى» بدلا من «الموت».

(وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) : الواو عاطفة. وقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول. عذاب : مفعول به ثان منصوب بوقى المتعدي إلى مفعولين. الجحيم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٥٧)

(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) : مفعول لأجله ـ من أجله ـ التقدير : أعطوا تلك النعم تفضيلا أو تفضلا وإحسانا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون مفعولا مطلقا منصوبا بفعل محذوف تقديره : تفضل الله أو أفضل الله عليهم بتلك النعم تفضلا أو فضلا. من ربك : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فضلا» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(ذلِكَ هُوَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هو الفوز العظيم» في محل رفع خبر «ذلك» بمعنى ذلك الفوز هو الفوز العظيم.

٢٤٣

(الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة. العظيم : صفة ـ نعت ـ للفوز مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة بمعنى لا فوز بعده.

(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٥٨)

(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) : القول الكريم هو مجمل ما فصل في هذه السورة ومعناها : ذكرهم بالكتاب المبين فإنما يسرناه الفاء استئنافية للتعليل. إنما : كافة ومكفوفة. يسرناه : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل يعود على الكتاب أي القرآن الكريم ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بلسانك : جار ومجرور متعلق بيسرنا وعلامة جر الاسم الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه أو يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من الهاء في «يسرناه» بمعنى : فإنما سهلناه حيث أنزلناه عربيا بلسانك أي بلغتك حتى يسهل فهمه.

(لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «لعل». يتذكرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى ليفهموه ويتعظوا بآياته.

(فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) (٥٩)

(فَارْتَقِبْ) : الفاء استئنافية. ارتقب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى فانتظر ما يحل بهم ..

(إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن». مرتقبون : خبرها مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى إنهم منتظرون ما يحل بك من سوء أو موتك أو غيره من المصائب أو بمعنى : فانتظر ما وعدناك من النصر عليهم وإهلاكهم إن لم يؤمنوا إنهم منتظرون ما يحل بك يا محمد متربصون بك.

٢٤٤

سورة الجاثية

معنى السورة : الجاثية : مؤنث «الجاثي» وهو اسم فاعل للفعل «جثا ـ يجثو ـ جثوا .. من باب «علا» وجثا ـ يجثي ـ جثيا .. من باب «رمى» نحو : جثا الرجل على ركبتيه يجثي جثيا فهو جاث ـ اسم فاعل. بمعنى : برك على ركبتيه فهو بارك وهم جثي .. قال تعالى في سورة «مريم» : (وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) أي ونتركهم. قال عزوجل في آية أخرى من السورة نفسها : (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) أي باركين على ركبهم.

تسمية السورة : وردت لفظة «الجاثية» اسم فاعلة مرة واحدة في القرآن الكريم وسميت إحدى سوره الشريفة بها تبعا للآية الكريمة الثامنة والعشرين من السورة المذكورة. قال تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) صدق الله العظيم. المعنى : مجتمعة أي باركة على ركبها.

فضل قراءة السورة : قال هادي الإنسانية إلى الإيمان بالله الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من قرأ «حم» حاميم ـ الجاثية ـ ستر الله عورته وسكن روعته يوم الحساب» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وروعته : بمعنى : فزعته وهي مؤنث «الروع» بفتح الراء ـ أي الفزع .. من راعه ـ يروعه ـ روعا : بمعنى : أفزعه : أي أخافه وأذعره. ويأتي «الفزع» وهو في الأصل مصدر بمعنى : الإغاثة. ومنه قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ للأنصار : «إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع» فالإفزاع : مصدر الفعل الرباعي «أفزع» وهو الإخافة والإغاثة أيضا .. ومنه : فزع إليه يفزع فأفزعه : بمعنى : لجأ إليه فأغاثه وفزع عنه بمعنى ، كشف عنه الخوف ويأتي الفعل الثلاثي «ذعر» متعديا أيضا نحو : ذعره أي أفزعه. والاسم منه : الذعر وقد ذعر فهو مذعور. أما «الروع» بضم الراء فهو القلب والعقل .. ومنه القول : وقع الشيء في روعي : بمعنى : وقع في خلدي وبالي ومنه الحديث الشريف «إن الروح الأمين ـ أي جبريل ـ نفث في روعي» ويقال : راعه الشيء بمعنى : أعجبه. والأروع اسم تفضيل .. نحو : هذا الرجل هو الأروع.

٢٤٥

إعراب آياتها

(حم) (١)

(حم) : شرحت هذه الأحرف الكريمة وغيرها من الأحرف التي تبدأ بها السور الشريفة في سورة «يوسف».

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (٢)

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ) : خبر «حم» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بتقدير : تنزيل حم تنزيل الكتاب وقد حذف المضاف المبتدأ «تنزيل» وحل المضاف إليه «حم» محله.

(مِنَ اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتنزيل أو تكون «حم» تعديدا للحروف فيكون «تنزيل» مبتدأ ويكون الجار والمجرور للتعظيم «من الله» شبه جملة متعلقا بالخبر في محل رفع.

(الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مجروران وعلامة جرهما الكسرة.

(إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) (٣)

(إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في السموات : جار ومجرور في محل رفع خبر «إن» المقدم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها أو يكون المعنى على حذف المضاف المجرور بتقدير : إن في خلق السموات والأرض بدليل الآية الكريمة التالية «وفي خلقكم» فحذف المضاف «خلق» لأن ما بعده يدل عليه.

(لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة. للمؤمنين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : لأدلة وبراهين على قدرته للمصدقين به.

٢٤٦

(وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (٤)

(وَفِي خَلْقِكُمْ) : الواو عاطفة. في خلقكم : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وهو معطوف على «في السموات والأرض» أو في خلق السموات والأرض .. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(وَما يَبُثُ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على «خلق». يبث : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يبث ..» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما يبثه.

(مِنْ دابَّةٍ آياتٌ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : وما يبثه حالة كونها من الدواب بمعنى : وما ينشر في الأرض من مخلوقات تدب عليها. آيات : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات». يوقنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يوقنون» في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم».

** (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. وفي خلق الله لكم في أطوار مختلفة وما يبث فيها أي في الأرض من دابة أي كل ما دب ـ أي مشى ـ على الأرض من إنسان وغيره لدلائل على قدرته سبحانه لقوم يتيقنون أي يصدقون بقدرته ـ جلت قدرته ـ يقال : بث الخبر ـ يبثه ـ بثا .. من باب «رد» وأبثه : بمعنى : نشره وأذاعه. والفعل الرباعي «أبث» نحو : أبثه سره : بمعنى : أظهره له. وبث الله تعالى الخلق ـ يبثهم ـ بثا .. من باب «رد» أو من باب «قتل» بمعنى : خلقهم. وقال ابن فارس : بث السر وأبثه أيضا.

** (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة المعنى وفي إنزال المطر فأحيا به الأرض بالإنبات بعد موتها أي بعد جدبها وسمي «المطر» رزقا .. لأنه سبب الرزق .. وتسمى السحابة الشديدة المطر : رويا .. ويسمى السحاب الذي لا مطر فيه : خلبا ـ بضم الخاء وتشديد اللام ـ ومنه قالت العرب : إنما هو كبرق الخلب .. يضرب هذا المثل لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز .. ويقال : هذا برق خلب

٢٤٧

ـ صفة لبرق ـ وبرق خلب ـ بالإضافة ـ بمعنى : لا غيث ـ لا مطر ـ معه. كأنه خادع. فإذا قيل : هذا برق الخلب فمعناه هذا برق السحاب الخلب بحذف الموصوف «السحاب» وإقامة الصفة «الخلب» مقامه. قال جرير يمدح عمر بن عبد العزيز بهذه الأبيات :

إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا

من الخليفة ما نرجو من المطر

أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت

أم قد كفاني الذي بلغت من خبري

ويسمى القليل من المطر : رشاشا ـ بتخفيف الشين ـ مأخوذا من : رشت السماء : أي أمطرت .. ويقال أرشت السماء أيضا ويقال أرذت السماء : أي أمطرت الرذاذ : وهو المطر الضعيف. ويقال مطرت السماء من باب «نصر» وأمطرت أيضا : بمعنى : نزل مطرها ومطرت السماء القوم وأمطرتهم : بمعنى : أصابتهم بالمطر وأمطر الله السماء وقد مطرنا : أي نزل علينا المطر وأصابنا المطر .. ويقال : أمطر الرجل بمعنى : عرق جبينه ومنه قالوا : كلمته فأمطر واستمطر : أي فأطرق وعرق جبينه. و «المطر» هو ماء السحاب .. أما «النوء» وجمعه : أنواء فهو المطر أيضا. قال الجوهري في صحاحه : النوء : هو سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر ورقيبه من المشرق يقابله من ساعته كل ثلاثة عشر يوما ما خلا الجبهة فلها أربعة عشر يوما .. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها وقيل : إلى الطالع منها لأنه في سلطانه.

** (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) : المعنى : وتوجيهها إلى جهات مختلفة وفي الاتجاهات الأربعة أو وفي تغيير اتجاهاتها من جهة إلى جهة .. وهي جمع «ريح» ومن الأمثلة الشائعة قولهم : ذهب دمه درج الرياح ويروى : أدراج الرياح .. وهي جمع «درج» وهي طريقها .. يقال هذا في الدم إذا كان هدرا ـ بفتح الهاء والدال ـ لا طالب له. بمعنى : لم يؤخذ بثأره ويقال : رجعت أدراجي : أي في الطريق الذي جئت منه أو بمعنى : في أدراجي فحذف الجار «في» وأوصل الفعل بمعنى : رجعت عودي على بدئي ويقال : رجع أدراجه : أي طريقه الذي جاء منه. ويقال : تدرج إلى الشيء : أي تقدم إليه شيئا فشيئا واستدرج الرجل خصمه : بمعنى : خدعه واستدرجه إلى كذا أي قربه إليه. واستدرج الرجل عامله : أي رقاه من درجة إلى درجة. وقيل : الدرجة أوثق من السلم. وقيل في أمثال العرب عن الرجل الخائف : لا يجد في السماء مصعدا ولا في الأرض مقعدا. وعلى ذكر السلم فقد قال الشاعر :

المحبة ثمن كل شيء وإن غلا

وسلم إلى كل شيء وإن علا

وقال زهير بن أبي سلمى :

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه

وإن يرق أسباب السماء بسلم

و «المنايا» جمع «المنية» وهي الموت لأنه قدر علينا. من «المنى» وهو الموت أيضا وبمعنى القصد .. ويعني أيضا : قدر الله .. نحو : أنا راض بمنى الله : أي أنا راض بقدره سبحانه .. أما «أسباب» فهي جمع «سبب» وهو بمعنى : الذريعة .. الطريق .. الحياة .. نحو : قطع الله به السبب : أي الحياة .. وتقطعت بين القوم الأسباب : بمعنى : الوصل ـ بضم الواو وفتح الصاد ـ والمودات.

** (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة .. المعنى : تلك الأدلة والآيات القرآنية آيات الله فحذف المشار إليه ـ

٢٤٨

الأدلة ـ اختصارا لأن ما قبله دال عليه وهو صفة ـ نعت ـ لاسم الاشارة «تلك» أو بدل منه. نقصها عليك بالحق والجار والمجرور «بالحق» إضافة إلى ما ذكر في إعرابه يجوز أن يكون متعلقا بحال محذوفة من الضمير «ها» بتقدير : متصفة بالحق فبأي كلام بعد كلام الله وأدلته يؤمنون فحذف المضاف «كلام» اختصارا أو بمعنى بعد آيات الله يؤمنون وتقديم اسم الله تعالى على آياته للمبالغة والتعظيم .. يقال : تلا المؤمن القران ـ يتلوه ـ تلاوة .. من باب «سما» بمعنى قرأه وتلوت الرجل أتلوه تلوا بمعنى : تبعته وعقبته وهو من باب «سما».

** (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. والبشارة هنا فيها تهكم بالأفاك الأثيم المتكبر والمراد بالقول الانذار والتخويف هنا.

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في النضر بن الحارث الذي كان يشتري أحاديث الأعاجم ويشغل بها الناس عن سماع القرآن.

** (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة. المعنى : وإذا عرف هذا المتكبر الساخر شيئا من آياتنا جعله موضع هزء وسخرية والضمير «ها» يعود للآيات .. أولئك الأفاكون الساخرون لهم عذاب مذل وحذف الصفة ـ النعت ـ أو البدل المشار إليه الأفاكون .. الساخرون .. المتكبرون .. لأن ما قبله دال عليه وجاءت الإشارة بصيغة الجمع وهي تعود على مفرد لأن الإشارة هي إلى كل أفاك أثيم لشموله الأفاكين. وقيل : الضمير المؤنث «ها» فيه وجهان : أحدهما : إنه عائد على «آياتنا» وهي كلمة مؤنثة بمعنى : جعلها .. والثاني : أنه يعود على «شيء» بمعنى : جعله وإن كان مذكرا لأن المعنى : آية واللفظ مذكر وغلب المعنى على اللفظ كقول أبي العتاهية :

نفسي بشيء من الدنيا معلقة

الله والقائم المهدي يكفيها

إني لأيأس منها ثم يطمعني

فيها احتقارك للدنيا وما فيها

الشاعر أراد بشيء : جارية يقال لها : عتبة .. كانت للمهدي من حظاياه وكان أبو العتاهية يهواها ؛ أهدى إلى المهدي في إحدى المناسبات برنية ـ إناء من خزف ـ فيها ثوب في حواشيه البيتان المذكوران .. فهم المهدي بدفعها إليه. فقالت : أتدفعني إلى رجل جرار ـ بائع الجرار أو صانعها ـ جمع «جرة» وهي إناء من الخزف ـ قبيح الوجه متكسب بالتعشق والشعر؟ فانصرف عن ذلك وأمر أن تملأ البرنية مالا وتدفع إليه. فقال أبو العتاهية للخزان : إنما أمر لي بدنانير فقالوا نعطيك دراهم ونراجع .. فإن كان دنانير قاصصناك فاختلفوا في ذلك سنة. فقالت : «عتبة» : لو كان عاشقا كما يصف لما فرق بينهما ولما صرف همته إليها.

** (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) : هذا القول الكريم ورد في مطلع الآية الكريمة العاشرة .. المعنى : من قدامهم جهنم أي تنتظرهم جهنم أو يكون بمعنى : أمامهم لأنهم في الدنيا لأن الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام وهي هاهنا بمعنى : قدامهم.

** (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : قل يا محمد للذين آمنوا بالله ورسالتك اغفروا للذين لا يتوقعون عذاب الله أو وقائع الله بأعدائه ليجزي قوما بما كسبوه من الثواب العظيم بكظمهم الغيظ تجاه أعدائهم.

٢٤٩

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في كافر شتم عمر فهم أن يبطش به فأمره الله بالعفو عنه .. وقيل : الشاتم لعمر ـ رضي الله عنه ـ وللمؤمنين هو عبد الله بن أبي فاشتمل عمر سيفه يريد التوجه إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة في بدء الإسلام قبل إنزال آيات الجهاد فرضخ عمر لأمر الله تعالى.

** (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة. يقال إن الإسلام شريعة سمحة ولا يقال : سمحاء .. لأن «سمحاء» مؤنث «أسمح» وهذه الصيغة غير واردة في اللغة .. أما «سمحة» فهي مؤنث «سمح» وهن نساء سماح .. بمعنى : من أهل الجود والسماحة : أي التساهل والعطاء.

(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٥)

(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : الواو عاطفة. وما بعده : معطوف على «في خلق السموات والأرض» في الآية السابقة ويعرب مثله.

(وَما أَنْزَلَ اللهُ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون لأنه معطوف على مجرور بمعنى وفي اختلاف الليل والنهار وخلق ما أنزل الله. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «أنزل الله» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما أنزله الله بمعنى وفي اختلاف الليل والنهار طولا وقصرا وتعاقبهما ..

(مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. من رزق : يعرب إعراب «من دابة» الوارد في الآية الكريمة السابقة.

(فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ) : الفاء عاطفة. أحيا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. به : جار ومجرور متعلق بأحيا. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(بَعْدَ مَوْتِها) : ظرف زمان متعلق بأحيا منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

٢٥٠

(وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) : معطوف بالواو على «اختلاف الليل» ويعرب إعرابه.

(آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) : يعرب إعراب «آيات لقوم يوقنون» الوارد في الآية الكريمة السابقة.

(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) (٦)

(تِلْكَ آياتُ اللهِ) : تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. آيات : خبر «تلك» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة أو تكون «آيات» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي فتكون الجملة الاسمية «هي آيات الله» في محل رفع خبر «تلك» أي تلك الآيات هي آيات الله.

(نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الآيات» ويجوز أن تكون «آيات الله» في محل رفع بدلا من اسم الإشارة «تلك» وتكون الجملة الفعلية «نتلوها ..» في محل رفع خبر «تلك» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. عليك : جار ومجرور متعلق بنتلو. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : تلاوة ملتبسة بالحق ويجوز أن يكون في محل نصب حالا من الضمير الفاعل في «نتلو» بتقدير : نتلوها محقين أو من الضمير المخاطب ـ الكاف ـ في «عليك» بتقدير : وأنت محق أو ومعك الحق.

(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) : الفاء استئنافية. بأي : جار ومجرور متعلق بيؤمنون. حديث : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(بَعْدَ اللهِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بصفة محذوفة من «حديث» وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.

٢٥١

(وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) : معطوفة بالواو على لفظ الجلالة مجرورة بالإضافة وعلامة جرها الكسرة والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : بعد الله وبعد آياته أو يكون العطف على «الحديث» بتقدير : بعد حديث الله وآياته. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (٧)

(وَيْلٌ لِكُلِ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة وجاز الابتداء بالنكرة لأنها متضمنة معنى الفعل بدعاء. لكل : جار ومجرور متعلق بخبر «ويل» المحذوف أو يكون «ويل» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا ويل أي عذاب وهلاك.

(أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : كذاب. أثيم : صفة ـ نعت ـ لأفاك مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : الكثير الإثم .. ـ فعيل بمعنى فاعل ـ من صيغ المبالغة.

(يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٨)

(يَسْمَعُ آياتِ اللهِ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لأفاك وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. آيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.

(تُتْلى عَلَيْهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الآيات» وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفعل مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. عليه : جار ومجرور متعلق بتتلى بمعنى تقرأ عليه.

(ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً) : حرف عطف. يصر : معطوفة على «يسمع» وتعرب إعرابها. مستكبرا : حال من ضمير «يصر» منصوب بالفتحة المنونة بمعنى : ثم يثبت على كفره مستكبرا عن الإيمان بالآيات معجبا بما عنده.

٢٥٢

(كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) : مخففة من «كأن» والأصل : كأنه واسمها ضمير الشأن في محل نصب وخبرها جملة فعلية فعلها متصرف فصلت بلم. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يسمع : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «لم يسمعها» في محل رفع خبر «كأن» والجملة الفعلية «كأن لم يسمعها» في محل نصب حال ثانية من ضمير «يصر» بمعنى : يصر على كفره مثل غير السامع.

(فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) : الفاء استئنافية. بشره : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بعذاب : جار ومجرور متعلق ببشر. اليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مجرور مثله وعلامة جرهما «الموصوف والصفة» الكسرة المنونة بمعنى : فأخبره بأنه ينتظره عذاب مؤلم يوم القيامة.

(وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٩)

(وَإِذا عَلِمَ) : الواو عاطفة. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط. علم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(مِنْ آياتِنا شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بعلم أو بحال مقدمة من «شيئا» شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «علم من آياتنا شيئا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(اتَّخَذَها هُزُواً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به يرجع إلى الآيات ويجوز أن يرجع على «شيء» وأنث الضمير على أن «شيئا» بمعنى

٢٥٣

الآية. هزوا : مفعول به ثان منصوب بالفعل «اتخذ» المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(أُولئِكَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب والجملة الاسمية بعده في محل رفع خبر «أولئك».

(لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم أي في الآخرة و «عذاب» مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. مهين : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١٠)

(مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لاسم الإشارة «أولئك» من وراء : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى من قدامهم. جهنم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينون الاسم لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة.

(وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يغني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. عن : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بيغني وهو في مقام المفعول به المقدم.

(ما كَسَبُوا شَيْئاً) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : لا يجزي عنهم أي لا ينفعهم. كسبوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. شيئا : مفعول به منصوب بيغني وعلامة نصبه الفتحة أو يكون منصوبا على المصدر كونه صفة أو نائبا عن مفعول مطلق محذوف بتقدير : إغناء شيئا والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به

٢٥٤

التقدير : ما كسبوه من الأموال وغيرها بمعنى لا ينجيهم من عذاب الله شيئا ما كسبوه من أموال الدنيا.

(وَلا مَا اتَّخَذُوا) : معطوفة بالواو على جملة «ما كسبوا» وتعرب إعرابها و «لا» زائدة لتوكيد النفي أي اتخذوهم.

(مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) : جار ومجرور متعلق باتخذوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. أولياء : مفعول به منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه على وزن «أفعلاء» بمعنى من الأوثان.

(وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) : الواو استئنافية وما بعدها أعرب في الآية الكريمة السابقة.

(هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (١١)

(هذا هُدىً) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. هدى : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة والإشارة إلى القرآن الكريم يدل عليه قوله «والذين كفروا بآيات ربهم» لأن آيات ربهم هي القرآن .. فالمعنى : هذا القرآن كامل في الهداية ونون آخر «هدى» لأنه ثلاثي مقصور نكرة.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(بِآياتِ رَبِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بكفروا. رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه ثان.

(لَهُمْ عَذابٌ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «الذين» اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

٢٥٥

(مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عذاب» و «من» حرف جر بياني لبيان جنس العذاب وتمييز له أي الذي هو رجز وهو أشد العذاب. أليم : صفة ـ نعت ـ لرجز مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٢)

القسم الأول من هذه الآية الكريمة أعرب في الآية الكريمة الثانية والثلاثين من سورة «إبراهيم» والقسم الثاني أعرب في الآية الكريمة الثالثة عشرة من سورة «فاطر» و «لتبتغوا» بمعنى : لتشكروا الله على هذه النعم.

(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١٣)

(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما) : معطوفة بالواو على جملة «سخر لكم» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لكم : جار ومجرور متعلق بسخر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(فِي السَّماواتِ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. استقر .. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها بمعنى وذلل لكم ما في السموات ..

(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بالواو على «ما في السموات» ويعرب إعرابه.

(جَمِيعاً مِنْهُ) : حال من الاسم الموصول «ما» أو توكيد له منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. منه : جار ومجرور متعلق بحال ثانية بتقدير : كائنة منه بمعنى : وذلل هذه الأشياء أي جميع ما في السموات وما في الأرض كائنة منه وحاصلة من عنده ويجوز أن يكون «ما» في محل رفع مبتدأ وتكون جملة «سخر لكم» تأكيدا لقوله تعالى : «سخر لكم» ثم ابتدئ قوله : «ما في السموات وما في الأرض» هو جميعا منه. فيكون خبر «ما» هو الجملة «هو جميعا منه» في محل رفع.

٢٥٦

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور «في ذلك» في محل رفع خبر «إن» المقدم بمعنى إن في ذلك التسخير.

(لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إن» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة والجار والمجرور «لقوم» متعلق بصفة محذوفة من «آيات». يتفكرون : الجملة الفعلية في محل جر صفة للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى يتفكرون في صنائع الله.

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١٤)

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ـ أصله : قول ـ حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقل. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب طلب محذوف تقديره : اغفروا يغفروا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعلى هذا التقدير تكون الجملة المقدرة «اغفروا» في محل نصب مفعولا به ـ مقولا للقول ـ للذين : اعرب. والجار والمجرور «للذين» متعلق بيغفروا.

(لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أيام : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو

٢٥٧

مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه .. وقيل : لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها.

(لِيَجْزِيَ قَوْماً) : اللام حرف جر للتعليل أي تعليل للأمر بالمغفرة. يجزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. قوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «يجزي قوما» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بالفعل المقدر «اغفروا».

(بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيجزي. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يكسبون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما كانوا يكسبونه من الثواب العظيم بكظمهم الغيظ واحتمال المكروه.

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (١٥)

(مَنْ عَمِلَ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». عمل : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(صالِحاً فَلِنَفْسِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي عملا صالحا فحذف المفعول «عملا» وأقيمت الصفة «صالحا» مقامه أو بمعنى من عمل صالح الأعمال. الفاء واقعة في جواب الشرط والجار

٢٥٨

والمجرور «لنفسه» في محل رفع خبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر بتقدير : فلنفسه الأجر والثواب والجملة الاسمية «فلنفسه الأجر والثواب» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم أو بمعنى عاد نفعه عليه.

(وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) : الجملة الاسمية معطوفة بالفاء على جملة «من عمل صالحا فلنفسه» وتعرب إعرابها .. التقدير : فعلى نفسه وزر أو تبعة عمله أو بمعنى ومن أساء بالمعصية وقع ضرر إساءته عليها. والجملة الفعلية «عمل صالحا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وجاء الفعل «عمل .. أساء» الضمير في نفسه على لفظ «من» لا معناها.

(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) : حرف عطف. إلى ربكم : جار ومجرور متعلق بترجعون. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. ترجعون : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير المخاطبين وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. ويجوز أن تكون الجملة الفعلية «ترجعون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : أنتم ترجعون وجاء الضمير بصيغة الجمع على معنى «من» لا لفظها.

(وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) (١٦)

(وَلَقَدْ آتَيْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى أعطيناهم التوراة.

(بَنِي إِسْرائِيلَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة ـ أصله : بنين ـ إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف.

(الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) : مفعول به ثان منصوب بالفتحة. والحكم والنبوة : معطوفان بواوي العطف على «الكتاب» ويعربان مثله.

٢٥٩

(وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) : معطوفة بالواو على «آتينا» وتعرب مثلها. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. من الطيبات : جار ومجرور متعلق برزقنا ويجوز أن تكون «من» للتبعيض في مقام مفعول «رزق» الثاني.

(وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) : تعرب إعراب «ورزقناهم» على العالمين : جار ومجرور متعلق بفضلنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. و «الطيبات» بمعنى : الأغذية الطيبات .. وهذه من الصفات التي جرت مجرى الأسماء .. مثل .. الصالحات .. والحسنات .. والسيئات.

(وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (١٧)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثالثة والتسعين من سورة «يونس».

(بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. من الأمر : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بينات» بمعنى وآتيناهم آيات أي معجزات واضحات من أمر الدين.

(إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما) : أداة حصر لا عمل لها. من بعد : جار ومجرور متعلق باختلفوا. ما : مصدرية.

(بَغْياً بَيْنَهُمْ) : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي للبغي أو يكون مصدرا في موضع الحال. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالمصدر «بغيا» وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : وكان ذلك الخلاف منهم عداوة وحسدا.

٢٦٠