إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

* (إِلَيْهِ يُرَدُّ) : جار ومجرور متعلق بيرد. يرد : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

(عِلْمُ السَّاعَةِ) : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف. الساعة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : إلى من يسأل عن قيام الساعة إليه يرد علم قيامها دون غيره سبحانه.

(وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. تخرج : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. من : حرف جر زائد لتوكيد النفي. ثمرات : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «تخرج» بمعنى وما تخرجه الأشجار.

(مِنْ أَكْمامِها) : جار ومجرور متعلق بتخرج و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى من أوعيتها أو أغطيتها.

(وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «ما تخرج من ثمرات» وتعرب إعرابها وعلامة جر «أنثى» الكسرة المقدرة على الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر بمعنى وما تحمل الإناث في بطونها.

(وَلا تَضَعُ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. تضع : معطوفة على «تحمل» وتعرب مثلها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على «أنثى» أي وما تضعه من الأولاد ..

(إِلَّا بِعِلْمِهِ) : أداة حصر لا عمل لها. بعمله : جار ومجرور متعلق بحال محذوف بمعنى إلا مقرونا بعلمه أو إلا عالما به. أي إلا وهو عالم به والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) : الواو استئنافية. يوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة أو يكون مفعولا به لفعل مضمر ـ محذوف ـ تقديره : واذكر يوم. ينادي : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير

٦١

مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أي ينادي الله تعالى المشركين يوم القيامة ..

(أَيْنَ شُرَكائِي) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بتقدير : قائلا أي شركائي؟ أضافهم إليه تعالى على زعمهم وفيه تهكم وتوبيخ بمعنى : أين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بخبر مقدم. شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها تجانس ياء المتكلم ـ مجانسة لياء المتكلم وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى الذين أشركتموه وعبدتموهم من الأصنام ..

(قالُوا آذَنَّاكَ) : الجملة الفعلية استئنافية لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. آذناك : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : أعلمناك يا ربنا ..

(ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) : نافية لا عمل لها. من : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. من : حرف جر زائد لتوكيد معنى النفي وتقويته. شهيد : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر بمعنى : ليس فينا شاهد لهم بإشراك أحد معك. و «شهيد» من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ.

(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٤٨)

(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما) : الواو استئنافية. ضل : فعل ماض مبني على الفتح. عن : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعن والجار والمجرور

٦٢

متعلق بضل بمعنى وغاب عنهم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(كانُوا يَدْعُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يدعون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما كانوا يدعونه بمعنى يعبدونه في الدنيا من الأوثان.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بيدعون.

(وَظَنُّوا) : الواو عاطفة. ظنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى وأيقنوا والجملة بعدها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «ظن» أو تكون لا محل لها لأنها مسبوقة بحرف لا عمل له فلم تعمل فيه «ظن» بمعنى : واعتقدوا أنه ..

(ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. محيص : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر بمعنى وأيقنوا أن لا مهرب لهم أو لاخلاص لهم من عذاب الله.

(لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) (٤٩)

(لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ) : نافية لا عمل لها. يسأم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة.

(مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) : جار ومجرور متعلق بيسأم وعدي الفعل إلى مفعوله بحرف الجر. الخير : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

٦٣

(وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. مسه : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الشر : فاعل مرفوع بالضمة أي وإن أصابه الفقر والضيقة.

(فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. يئوس : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. قنوط : صفة ـ نعت ـ ليئوس مرفوع وعلامة رفعهما «الموصوف والصفة» الضمة المنونة بمعنى : فهو كثير اليأس والقنوط.

(وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) (٥٠)

(وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة العاشرة من سورة «هود» و «من» حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من رحمة.

(هذا لِي) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ لي : جار ومجرور في محل رفع خبر «هذا» بمعنى هذا حقي أو هذا لي لا يزول عني أي أستحقه.

(وَما أَظُنُ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. أظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

(السَّاعَةَ قائِمَةً) : مفعولا «أظن» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة بمعنى ولا أظن القيامة آتية.

(وَلَئِنْ رُجِعْتُ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. رجعت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون

٦٤

لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل وجملة «إن رجعت» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها بمعنى وإن رددت. والفعل «رجع» فعل الشرط في محل جزم بإن.

(إِلى رَبِّي) : جار ومجرور متعلق بفعل «رجعت» وعلامة الجر الكسرة الظاهرة على آخر الاسم والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : وإن أتت وأرجعت إلى ربي ..

(إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) : الجملة جواب القسم المقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سد مسد الجوابين. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لي : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» المقدر. عنده : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق باسم «إن» وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ الحسنى : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى المثوبة الحسنى وهو مؤنث «الأحسن» بمعنى وما أظن الساعة تكون فإن كانت على سبيل التوهم فإن لي عند ربي أي الله الحسنى.

(فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ) : الفاء استئنافية. اللام لام التوكيد. ننبئن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. ونون التوكيد لا محل لها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(كَفَرُوا بِما عَمِلُوا) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بننبئ. عملوا : تعرب إعراب «كفروا» والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه

٦٥

مفعول به. التقدير : بما عملوه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «عملوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : بعملهم.

(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ) : معطوفة بالواو على «ننبئن» وتعرب إعرابها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.

(مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) : جار ومجرور متعلق بنذيق. و «من» تبعيضية. وحذف مفعول «نذيقن» الثاني لدلالة «من» التبعيضية عليه بمعنى لنذيقنهم بعض عذاب غليظ. غليظ : صفة ـ نعت ـ لعذاب مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة .. أو لنذيقنهم شيئا من عذاب شديد.

(وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) (٥١)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثالثة والثمانين من سورة «الإسراء».

(فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء رابطة لجواب الشرط. ذو : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. دعاء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عريض : صفة ـ نعت ـ لدعاء مجرورة مثله بالكسرة المنونة أي كثير.

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) (٥٢)

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ـ أصله : قول ـ حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والجملة الفعلية بعده «أرأيتم» بمعنى : «أخبروني» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الألف ألف تعجب بلفظ استفهام. رأيتم : فعل ماض مبني على

٦٦

السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(إِنْ كانَ) : حرف شرط جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره : هو أي إن كان القرآن بمعنى قل لهم يا محمد أخبروني إن كان هذا القرآن.

(مِنْ عِنْدِ اللهِ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «كان». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) : حرف عطف. كفرتم : تعرب إعراب «رأيتم». به : جار ومجرور متعلق بكفرتم وجواب الشرط محذوف بتقدير : إن كان هذا القرآن من عند الله ثم كفرتم به هل أنتم أيها المشركون محقون في عملكم هذا؟ بمعنى : فما أنكرتم أن يكون حقا وقد كفرتم به. أو يكون جواب الشرط «من أضل ممن هو في شقاق بعيد» بمعنى : فمن يكون أضل منكم وأنتم في خلاف فيه شديد أي لا أحد أشد ضلالا منكم.

(مَنْ أَضَلُ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أضل : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه على وزن ـ أفعل ـ ومن وزن الفعل.

(مِمَّنْ هُوَ) : أصلها : من : حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن وقد أدغم بنون «من» والجار والمجرور متعلق بأضل. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

(فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) : جار ومجرور في محل رفع خبر «هو» والجملة الاسمية «هو في شقاق بعيد» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. بعيد : صفة ـ نعت ـ لشقاق مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : في خلاف شديد. والجملة موضوعة موضع «منكم» بيانا لحالهم وصفتهم.

٦٧

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣)

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا) : السين حرف تسويف ـ استقبال ـ نري : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول. آيات : مفعول به ثان منصوب بنري المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(فِي الْآفاقِ) : جار ومجرور متعلق بنري أو بحال محذوفة من الآيات بمعنى ساطعة في آفاق الدنيا أي في نواحيها.

(وَفِي أَنْفُسِهِمْ) : معطوف بالواو على «في الآفاق» ويعرب مثله و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ) : حرف غاية وجر. يتبين : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه الفتحة اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيتبين. وجملة «يتبين لهم أنه الحق» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بنري.

(أَنَّهُ الْحَقُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «أن». الحق : خبر «أن» مرفوع بالضمة و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «يتبين» بمعنى أن دين الإسلام هو الحق.

(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ) : الألف ألف تعجب بلفظ استفهام الواو عاطفة لفعل محذوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يكف : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة

٦٨

عليها. الباء حرف جر زائد لتوكيد النفي. ربك : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل «يكفي» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) : أعرب. و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع بدل من «ربك» على المحل لا اللفظ بتقدير أو لم يكفهم أن ربك مطلع مهيمن يستوي عنده غيبه وشهادته فيكفيهم ذلك دليلا على أنه حق وأنه من عند الله أو تكون الجملة المؤولة من «أن» وما بعدها في محل جر بدلا من «ربك» على اللفظ لا المحل. على كل : جار ومجرور متعلق بشهيد. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(شَهِيدٌ) : خبر «أن» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة ـ صيغة فعيل بمعنى فاعل ـ أي شاهد.

(أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) (٥٤)

(أَلا إِنَّهُمْ) : حرف تنبيه ـ استفتاح ـ للتوكيد لا محل له ولا عمل له. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم إن.

(فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» بمعنى في شك. من لقاء : جر ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مرية» رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه ثان.

(أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) : يعرب إعراب «إنه على كل شيء شهيد» في الآية الكريمة السابقة. ألا : أعرب وكرر للتوكيد ولقاء ربهم : أي من لقاء ربهم في الدار الآخرة إذ لا يعتقدون بالبعث.

***

٦٩

سورة الشورى

معنى السورة : الشورى : اسم من «التشاور» يقال : شاوره في الأمر واستشاره بمعنى واحد أي طلب منه المشورة أي النصيحة وهذه اللفظة «المشورة» تلفظ بسكون الشين وبضمها و «الشورى» أيضا هي الاسم من «أشار عليه» أي نصحه ودله على وجه الصواب .. وقولهم : ترك عمر الخلافة شورى : معناه : تركها متشاورا فيها .. ويقال : تشاور القوم : أي شاور بعضهم بعضا .. المصدر : تشاورا .. والاسم : الشورى .. ومن تخريجات هذه اللفظة يقال : أشار إليه بيده إشارة وشور بيده تشويرا : أي أومأ بمعنى : لوح بشيء يفهم من النطق .. فالإشارة ترادف النطق في فهم المعنى كما لو استأذنت صاحبك في شيء فأشار بيده أو رأسه أن يفعل أو لا يفعل فيقوم مقام النطق .. أما الفعل «شاور» فمعناه استشاره نحو : شاورته في كذا واستشرته .. يكون الفعلان بمعنى واحد وهما يعنيان : راجعته لأرى رأيه فيه فأشار علي بكذا .. أي أراني ما عنده فيه من المصلحة.

تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بسورة «الشورى» لورود الآية الكريمة الثامنة والثلاثين والتي يقول الله تعالى فيها : (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) صدق الله العظيم. أي والذين أطاعوا ربهم عند دعوة رسوله الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إياهم للإيمان ويعني بهم الأنصار .. وأقاموا الصلاة وهم ذوو شورى .. أي أسسوا أمرهم على مبدأ التشاور فيما بينهم فلا يبتون أمرا ما حتى يأخذ بعضهم رأي بعض في هذا الأمر .. وقوله تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) معناه : لا يستأثر أحد بشيء أو أمر دون أن يأخذ رأي غيره .. أي الأنصار أسسوا أمرهم على مبدأ التشاور فيما بينهم .. وعلى الضد ـ أي العكس ـ من ذلك : أمرهم فوضى بينهم.

فضل قراءة السورة : قال رسول الله المجتبى محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ حم عسق ـ حاميم عين سين قاف ـ كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون له صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

٧٠

إعراب آياتها

(حم) (١)

هذه الأحرف وأمثالها شرحت في سورة «يوسف».

(عسق) (٢)

هذه الرموز الالهية أيضا سبق شرحها في السورة المذكورة.

(كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٣)

(كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. المعنى : مثل ذلك الإيحاء لسائر الأنبياء يوحى إليك يا محمد أو مثل ما في هذه السورة من الآيات يوحي الله إليك وتكون الجملة الفعلية «يوحى إليك» في محل رفع خبر المبتدأ أو تكون الكاف في محل نصب صفة ـ نعتا ـ لمصدر محذوف بتقدير : يوحي الله إليك يا محمد إيحاء مثل ذلك الإيحاء أو مثل ذلك الوحي أو الكتاب. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف للخطاب. يوحي : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. إليك : جار ومجرور متعلق بالفعل «يوحي».

(وَإِلَى الَّذِينَ) : الواو حرف عطف. إلى : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بإلى والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور «إليك» ويعرب إعرابه بمعنى ويوحي إلى الذين بمعنى إلى الرسل الذين ..

(مِنْ قَبْلِكَ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره وجدوا أو كانوا والجملة الفعلية «وجدوا من قبلك» صلة الموصول لا محل لها والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى الذين سبقوك.

(اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : لفظ الجلالة فاعل «يوحي» مرفوع للتعظيم بالضمة. العزيز الحكيم : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

٧١

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (٤)

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره وجد. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها.

(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوفة بالواو على الجملة الاسمية «له ما في السموات» وتعرب إعرابها.

(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العلي العظيم : خبرا «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

** (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة .. وفيه حذف الموصوف «الرسل» لأن المعنى وإلى الرسل الذين ..

** (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة .. المعنى : يكدن «أي السموات» يتفطرن أي يتشققن من علو شأن الله وعظمته يدل عليه مجيؤه بعد «العلي العظيم» في الآية الكريمة السابقة وقيل : من دعائهم ـ أي دعاء الكافرين ـ له ولدا كقوله تعالى : «تكاد السموات ينفطرن منه» وذكر الفعل وجمع جمع مذكر سالما في «يسبحون» وهو عائد على «الملائكة» كما ذكر الضمير العائد إليهم في «ربهم» وذلك على معنى «الملائكة» لا اللفظ.

** (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة .. و «أم القرى» هي مكة .. أي لتخوف أهل أم القرى فحذف المضاف وهو «أهل» وحل المضاف إليه «أم القرى» محله مثل قوله : «واسأل القرية» بمعنى : واسأل أهل القرية .. وسميت مكة المكرمة «أم القرى» لأنها البقعة المقدسة وهي كالأم وبقية القرى تابعون لها كأولادها .. وجاء التقدير أهل أم القرى بدليل قوله : فريق في الجنة وفريق في السعير .. ومن المعلوم أن القرآن الكريم .. ذكرها بأسماء ثلاثة : هي مكة .. وبكة .. وأم القرى. قال الأصمعي : إنها مأخوذة أي «مكة» من تمكك الرجل العظم بمعنى : أخرج مخه لأنها تمك ـ أي تخرج ـ الفاجر عنها .. أما «بكة» فمعناها : جاء أو سميت كذلك لأن الناس يبك بعضهم بعضا فيها : أي يتدافعون ويتزاحمون .. ومن ذلك قول الشاعر :

إذا الشريب أخذته أكه

فخله حتى يبك بكه

يقال : بك ـ يبك ـ بكا .. من باب «رد» بمعنى : زحم والمصدر «البك» بمعنى : الدق .. ومنه القول : بك عنقه : أي دقها. وقال الجوهري : سميت مكة ببكة لازدحام الناس .. وقيل : سميت بذلك لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة .. وتطلق لفظة «بكة» على البقعة المقدسة وقيل : هي اسم بطن مكة .. وقال الفيومي : مكة التي شرفها الله تعالى قيل فيها :

٧٢

بكة على البدل وقيل : بالباء : البيت. وبالميم : ما حوله .. وقيل : بالباء : بطن مكة .. أما كلمة القريتين في قوله تعالى في سورة «الزخرف» : «على رجل من القريتين عظيم» فهي مكة والطائف.

** (ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة بمعنى : ذلك الحاكم في كل شيء هو الله ربي .. فحذف النعت أو البدل المشار إليه «الحاكم» اختصارا لأن ما قبله «فحكمه إلى الله» دال عليه.

** (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية عشرة .. وقد تباينت آراء العلماء حول كلمة «كمثله» منهم من قال : بزيادة الكاف ومنهم من نفى زيادتها وآخر قال إن المعنى : ليس كوصفه شيء أوليس مثل ذاته شيء.

** (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة بمعنى له مفاتيح خزائن السموات والأرض يوسع الرزق لمن يشاء من عباده ويضيقه على من يشاء من خلقه. فحذف المضاف إليه «خزائن» وأضيف المضاف «مقاليد» إلى المضاف إليه الثاني «السموات» كما حذف مفعول «يقدر».

(تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥)

(تَكادُ السَّماواتُ) : فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» مرفوع بالضمة. السموات : اسم «تكاد» مرفوع بالضمة.

(يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «تكاد» وهي فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بضمير الاناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. من فوق : جار ومجرور متعلق بفعل «يتفطرن» و «هن» ضمير الإناث مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى من جهتهنّ الفوقانية وقيل من فوق الأرضين.

(وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. الملائكة : مبتدأ مرفوع بالضمة. يسبحون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى ينزهونه سبحانه عن النقص وعن أن يكون له ولد.

(بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بيسبحون أو بحال محذوفة من ضمير «يسبحون» بتقدير : حامدين ربهم. رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة

٧٣

وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يسبحون» وتعرب إعرابها. اللام حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيستغفرون. في الأرض : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر والجملة الفعلية «استقر في الأرض» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : لأهل الأرض.

(أَلا إِنَّ اللهَ) : حرف تنبيه للتوكيد. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن». هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الغفور الرحيم : خبرا «هو» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (٦)

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اتخذوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي اتخذوا لهم.

(مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) : جار ومجرور متعلق باتخذوا أو بمفعول «اتخذوا» الثاني أو متعلق بحال مقدمة من «أولياء» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه. أولياء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعلاء ـ بمعنى جعلوا له شركاء وأندادا من الأصنام يعبدونها.

(اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين». الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. حفيظ : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. عليهم : جار ومجرور متعلق بحفيظ و «هم» ضمير الغائبين

٧٤

في محل جر بعلى أي رقيب أو حافظ عليهم أعمالهم ليحاسبهم عليها يوم القيامة أو رقيب على أحوالهم وأعمالهم.

(وَما أَنْتَ) : الواو عاطفة. ما : نافية بمنزلة «ليس» في لغة الحجاز «ما .. الحجازية» ونافية لا عمل لها في لغة تميم. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ.

(عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) : أعرب. الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي. وكيل : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر «أنت» على اللغة الثانية ومنصوب محلا على أنه خبر «ما» الحجازية بمعنى فلست عليهم يا محمد بموكول إليك أمرهم فالله يحاسبهم.

(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (٧)

(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا) : الواو حرف عطف. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ بمعنى ومثل ذلك الإيحاء للأنبياء السابقين أوحينا إليك وتكون الجملة الفعلية (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا) في محل رفع خبر المبتدأ أو يكون الكاف في محل نصب صفة لمصدر محذوف بتقدير : أوحينا إليك قرآنا عربيا إيحاء مثل ذلك الإيحاء للأنبياء السابقين قبلك أو يكون في محل نصب مفعول «أوحينا» و «قرآنا» حالا من المفعول به أي أوحيناه إليك وهو قرآن عربي وهي حال موطئة ـ أي موصوفة ـ بمعنى وهو قرآن عربي لا لبس فيه عليك لتفهم ما يقال لك ولا تتجاوز حد الإنذار. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. أوحى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا) : جار ومجرور متعلق بأوحينا. قرآنا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عربيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرآنا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : عربيا بلسانك.

٧٥

(لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) : اللام حرف جر للتعليل. تنذر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. القرى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر. والجملة الفعلية «تنذر أم القرى» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر «لإنذار» في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأوحينا بمعنى مكة.

(وَمَنْ حَوْلَها) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب «أم القرى» حول : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «وجد حولها» صلة الموصول لا محل لها بمعنى ومن وجد في الجهات المحيطة بها من العرب.

(وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «تنذر أم القرى» وتعرب إعرابها وعلامة جر «الجمع» الكسرة الظاهرة وتعدى الفعل إلى مفعوله بعد حذف حرف الجر وحذف مفعول «تنذر» لأن المعنى وتخوف الناس بيوم الجمع وهو يوم القيامة أي تخوفهم عاقبة إنكارهم سمي بذلك لأن الخلائق تجمع فيه وقيل : يجمع بين الأرواح والأجساد.

(لا رَيْبَ فِيهِ) : الجملة اعتراضية لا محل لها. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». ريب : اسم «لا» النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. فيه : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» بمعنى : لا شك فيه.

(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ) : خبر لمبتدإ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة والخبر المحذوف شبه جملة ـ جار ومجرور تقديره : منهم فريق وهو خبر مقدم و «فريق» مبتدأ مؤخر. في الجنة : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة

٧٦

من «فريق» ويجوز أن يكون «فريق» مبتدأ وجاز الابتداء بالنكرة لأنه موصوف على المعنى أي فريق منهم ويكون شبه الجملة ـ الجار والمجرور ـ في الجنة : في محل رفع خبر «فريق».

(وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على «فريق في الجنة» وتعرب إعرابها.

(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٨)

(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الثالثة والتسعين من سورة «النحل».

(وَلكِنْ يُدْخِلُ) : الواو زائدة. لكن : حرف مهمل لأنه مخفف للعطف والاستدراك. يدخل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : ولكنه قضى لحكمة هو يعلمها أن يدخل بعضهم في رحمته.

(مَنْ يَشاءُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يدخل» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير : من يشاؤه أو يكون المفعول به الظاهر محذوفا اختصارا لأن ما قبله يدل عليه أي يشاء إدخاله.

(فِي رَحْمَتِهِ) : جار ومجرور متعلق بيدخل والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(وَالظَّالِمُونَ) : الواو استئنافية. الظالمون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الظالمون» ما : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر

٧٧

باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. من : حرف جر زائد لتوكيد النفي. ولي : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر وعلامة جره الكسرة المنونة.

(وَلا نَصِيرٍ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. نصير : معطوف على «ولي» ويعرب إعرابه.

(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٩)

(أَمِ اتَّخَذُوا) : حرف اضراب للعطف بمعنى «بل» والهمزة فيها إنكار وكسر الميم لالتقاء الساكنين. اتخذوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى بل اتخذ المشركون.

(مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) : جار ومجرور متعلق باتخذوا ويجوز أن يكون بمقام مفعول اتخذوا الثاني والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة ويجوز أن يكون الجار والمجرور «من دونه» متعلقا بحال مقدمة من أولياء. أولياء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعلاء».

(فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقدر ـ محذوف في محل جزم. التقدير والمعنى : إن أرادوا وليا بحق فالله هو الولي ولا ولي سواه. الفاء واقعة في جواب الشرط المقدر. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ثان. الولي : خبر «هو» مرفوع بالضمة والجملة الاسمية «هو الولي» في محل رفع خبر المبتدأ الأول لفظ الجلالة.

(وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى) : الواو عاطفة. هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يحيي : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر

٧٨

فيه جوازا تقديره هو. الموتى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(وَهُوَ عَلى كُلِ) : الواو عاطفة. هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. على كل : جار ومجرور متعلق بقدير.

(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة.

(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (١٠)

(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ) : الواو استئنافية. ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «ما». اختلفتم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. فيه : جار ومجرور متعلق باختلفتم بمعنى : في شيء من أمور الدنيا والدين.

(مِنْ شَيْءٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوف من الضمير في «فيه» بتقدير : حالة كونه شيئا مختلفا فيه. و «من» حرف جر بياني.

(فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. حكمه : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. إلى الله : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ التقدير : فحكمه مردود إلى الله بمعنى : وما اختلفتم فيه أنتم والمشركون فالله يفصل فيه بينكم.

(ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الله لفظ الجلالة خبر مبتدأ محذوف تقديره هو مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. ربي : بدل من لفظ الجلالة

٧٩

أو صفة ـ نعت ـ له سبحانه مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ـ حركة أو كسرة تجانس الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه والجملة الاسمية «هو الله ربي» في محل رفع خبر «ذلكم» والميم في «ذلكم» علامة الجمع حرك بالضم للوصل ..

(عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) : جار ومجرور متعلق بتوكلت. توكلت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك .. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل بمعنى عليه سبحانه فوضت أمري في رد كيد الأعداء.

(وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) : الواو عاطفة. إليه : جار ومجرور متعلق بأنيب. أنيب : فعل مضارع مرفوع بالضمة وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا بمعنى : وإليه سبحانه أرجع في كفاية شرهم.

(فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١١)

(فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : خبر ثان للمبتدإ «ذلكم» في الآية الكريمة السابقة مرفوع بالضمة وهو مضاف أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو فاطر بمعنى : خالق. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها.

(جَعَلَ لَكُمْ) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر آخر للمبتدإ «ذلكم» أو في محل رفع صفة ـ نعت ـ لفاطر على وجه إعرابه الثاني وهو كونه خبر مبتدأ محذوف. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لكم : جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : خلق لكم.

(مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) : جار ومجرور متعلق بجعل بمعنى من جنسكم من الناس. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في

٨٠