إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

الجلالة : خبر المبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هو وجملة «هو الله» في محل رفع خبر المبتدأ «ربنا».

(ثُمَّ اسْتَقامُوا) : حرف عطف يفيد التراخي أي تراخي الاستقامة عن الإقرار. استقاموا : معطوفة على «قالوا» وتعرب مثلها.

(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتتنزل وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ و «الملائكة» فاعل مرفوع بالضمة بمعنى تتنزل الملائكة عند الموت بالبشرى.

(أَلَّا تَخافُوا) : أصلها : أن : بمعنى «أي» وهي حرف تفسير لا عمل له و «لا» ناهية جازمة. تخافوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة «لا تخافوا» تفسيرية لا محل لها أو تكون «أن» مخففة من الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستتر تقديره : أنه وأصله بأنه فتكون الجملة الفعلية «لا تخافوا» في محل رفع خبر أن المخففة و «أن» مع اسمها وخبرها في محل نصب بنزع الخافض.

(وَلا تَحْزَنُوا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «تخافوا» وتعرب إعرابها و «لا» زائدة للتوكيد.

(وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي تقول لهم الملائكة .. أبشروا : الواو عاطفة. أبشروا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. بالجنة : جار ومجرور متعلق بأبشروا.

(الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للجنة. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على

٤١

الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. توعدون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «كنتم توعدون» صلة الموصول لا محل لها بمعنى التي وعدتموها في الدنيا. والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به أو يكون العائد ـ الصلة ـ جارا ومجرورا بمعنى : توعدونها أو وعدتم بها.

(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) (٣١)

(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ) : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ أي هو قول الملائكة مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. أولياؤكم : خبر «نحن» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أولياء». الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر والجملة الاسمية «نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا» في محل نصب مفعول به .. ـ مقول القول ـ أي تقول لهم الملائكة هذا القول .. أي نحن أنصاركم في الآخرة أيضا.

(وَفِي الْآخِرَةِ) : معطوف بالواو على «في الحياة الدنيا» التقدير : في الحياة فحذف الموصوف «الحياة» اختصارا وأقيمت الصفة «الآخرة» مقامه.

(وَلَكُمْ فِيها) : الواو عاطفة. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. والميم علامة جمع الذكور. فيها : جار ومجرور متعلق بتشتهي.

(ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. تشتهي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. أنفس : فاعل مرفوع بالضمة. و «كم» أعرب في «أوليائكم» والجملة الفعلية

٤٢

«تشتهي أنفسكم» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به أي ما تشتهيه أنفسكم.

(وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) : الواو عاطفة. لكم فيها ما : أعرب والجار والمجرور «فيها» متعلق بتدعون بمعنى ما تطلبون أو ما تتمنون. تدعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تدعون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به بتقدير : ما تدعونه أي ترجونه.

(نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (٣٢)

(نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) : حال من ضمير المخاطبين في «تدعون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : نازلين مكرمين أو يكون مفعولا مطلقا ـ مصدرا ـ منصوبا بفعل محذوف تقديره : انزلوا نزلا .. بمعنى ما يهيأ للنزيل لأن «النزيل» هو الضيف. من غفور : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نزلا» بمعنى نزلا معدا من رب غفور رحيم فيكون «غفور» صفة لموصوف لم يذكر اختصارا لأنه معلوم وهو «رب». رحيم : صفة ثانية للموصوف «رب» وعلامة جر الصفتين الكسرة المنونة.

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (٣٣)

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً) : الواو استئنافية. من : اسم استفهام يفيد النفي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى لا أحد أحسن قولا. أحسن : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. قولا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(مِمَّنْ دَعا) : أصلها : من : حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأحسن. دعا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وجملة «دعا إلى الله» صلة الموصول لا محل لها وفاعل «دعا» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

٤٣

(إِلَى اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بدعا بمعنى إلى توحيد الله وحده لا شريك له أو عبادة الله أو دين الله.

(وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «دعا» وتعربان إعرابها وعلامة نصب الفعلين : «عمل .. قال» الفتحة الظاهرة على آخره. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وعمل عملا صالحا. فحذف الموصوف «عملا» وحلت الصفة «صالحا» محله.

(إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : أنا من المسلمين أي من المنقادين لأمر الله. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن» والنون نون الوقاية لا محل لها. من المسلمين : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» بمعنى مسلم من المسلمين أو واحد من المسلمين وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (٣٤)

(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. تستوي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. الحسنة : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى لا تتساوى الفعلة الحسنة.

(وَلَا السَّيِّئَةُ) : معطوفة بالواو على «الحسنة وتعرب مثلها» و «لا» زائدة للتأكيد أي والفعلة السيئة فهما متفاوتتان.

(ادْفَعْ بِالَّتِي) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى فخذ. الباء حرف جر. التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بادفع. والجملة الفعلية «ادفع» استئنافية لا محل لها أو تكون جواب شرط محذوف مقدر

٤٤

بمعنى : فإذا اعترضتك حسنتان فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك بمعنى ادفع بالخصلة التي .. وحذف مفعول «ادفع» لأنه معلوم أي فادفع بالخصلة التي هي أحسن الخصلة السيئة.

(هِيَ أَحْسَنُ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أحسن : خبر «هي» مرفوع بالضمة بمعنى بالتي هي أحسن من الحسنة الثانية ولم ينون آخر «أحسن» لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل.

(فَإِذَا الَّذِي) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة ـ فجائية ـ لا محل لها. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر مقدم وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. وبينه : معطوف بالواو على «بينك» ويعرب إعرابه والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. عداوة : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة.

(كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الذي» أو يكون خبر «الذي» محذوفا لدلالته على مطلق الوجود وتقديره موجود لأن الاسم الموصول وقع بعد «إذا» الفجائية فتكون الجملة الفعلية في محل نصب حالا بمعنى فاجعله أو فنجعله كأنه ولي حميم. كأنه : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» يفيد التشبيه والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «كأن». ولي : خبرها مرفوع بالضمة المنونة. حميم : صفة ـ نعت ـ لولي مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى ناصر أو صديق قريب لك.

(وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (٣٥)

٤٥

(وَما يُلَقَّاها) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. يلقى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم أي لا يوفق لهذه الحكمة.

(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) : أداة حصر لا عمل لها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل. صبروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو) : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها. ذو : فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف.

(حَظٍّ عَظِيمٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت لحظ مجرور مثله بالكسرة المنونة.

(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٦)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة المائتين من سورة «الأعراف» و «هو» ضمير فصل أو عماد لا محل له أو يكون ضميرا منفصلا مبنيا على الفتح في محل رفع مبتدأ. و «السميع العليم» خبراه والجملة الاسمية «هو السميع العليم» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : وإن صرفك الشيطان بوسواسه عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن فالتجئ إلى الله من شر الشيطان ولا تطعه.

(وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (٣٧)

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو استئنافية. من آياته : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(اللَّيْلُ وَالنَّهارُ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. والنهار : معطوف بالواو على «الليل» ويعرب إعرابه بمعنى ومن دلائل عظمته سبحانه تعاقب الليل

٤٦

والنهار أو خلق الليل بظلامه للسكون والنهار بضيائه للعمل وبعد حذف المضاف المبتدأ «تعاقب .. خلق ..» أقيم المضاف إليه «الليل» مقامه وارتفع ارتفاعه على الابتداء ومثله النهار.

(وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) : معطوفان بواوي العطف على «الليل والنهار» ويعربان إعرابهما بمعنى الأول بضيائها والثاني بنوره.

(لا تَسْجُدُوا) : ناهية جازمة. تسجدوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ) : جار ومجرور متعلق بتسجدوا. الواو عاطفة. لا : زائدة للتأكيد. للقمر : جار ومجرور يعرب إعراب للشمس أو يكون التقدير ولا تسجدوا للقمر بتكرار العامل الذي حذف اكتفاء بذكره أول مرة بمعنى فلا تسجدوا لهما لأنهما من مخلوقات الله وليسا شريكين لله جلت قدرته ولا شريك له.

(وَاسْجُدُوا لِلَّهِ) : الواو استئنافية. اسجدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق باسجدوا.

(الَّذِي خَلَقَهُنَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة. خلقهن : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به وهو ضمير مبهم أو يعود لليل والنهار والشمس والقمر لأن حكم جماعة ما لا يعقل حكم المؤنث أو الإناث ولما قال سبحانه : ومن آياته .. كن في معنى «الآيات» فقيل : خلقهن.

(إِنْ كُنْتُمْ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن.

٤٧

التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.

(إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان. إيا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم والهاء حرف يعود عليه سبحانه. ويجوز أن تكون الكلمة «إياه» كلها مبنية على الضم في محل نصب مفعولا به مقدما. تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجواب الشرط «إن» محذوف لتقدم معناه.

(فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) (٣٨)

(فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم وكسر آخره لالتقاء الساكنين. استكبروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والفعل «استكبر» فعل الشرط في محل جزم بإن بمعنى فإن تكبروا عن السجود.

(فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) : الفاء واقعة في جواب الشرط. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أي الملائكة والجملة الاسمية «فالذين ..» مع خبره جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. عند : ظرف مكانة ومنزلة وكرامة منصوب على الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره يكرمون وهو مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان والجملة الفعلية «يكرمون عند ربك» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(يُسَبِّحُونَ لَهُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. له : جار ومجرور متعلق بيسبحون بمعنى : ينزهونه.

٤٨

(بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : جار ومجرور متعلق بيسبحون. والنهار : معطوف بالواو على «الليل» ويعرب مثله.

(وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يسأمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يسأمون» في محل رفع خبر «هم» ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور «بالليل والنهار» بحال محذوفة من ضمير «يسبحون» بتقدير : قائمين بالليل ..

(وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣٩)

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو عاطفة. من آياته : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(أَنَّكَ تَرَى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «أن». ترى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة الفعلية «ترى الأرض خاشعة» في محل رفع خبر «أن» و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر.

(الْأَرْضَ خاشِعَةً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. خاشعة : حال من «الأرض» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَإِذا أَنْزَلْنا) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ أنزلنا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

٤٩

(عَلَيْهَا الْماءَ) : جار ومجرور متعلق بفعل «أنزلنا». الماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي. بمعنى : تحركت. وربت : معطوفة بالواو على «اهتزت» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وحذفت الألف لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة.

(إِنَّ الَّذِي أَحْياها) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» والجملة الفعلية «أحيا» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(لَمُحْيِ الْمَوْتى) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ محيي : خبر «إن» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وهي اسم فاعل أضيف إلى معموله. الموتى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(إِنَّهُ عَلى كُلِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». على كل : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» أي باسم الفاعل «قدير».

(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «ن» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة وهو من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ.

** (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة التاسعة والثلاثين .. المعنى : ومن دلائل قدرته أنك ترى الأرض قحفة يابسة لا نبات فيها فإذا أنزلنا عليها المطر تحركت ونمت وانتفخت بالنبات أي زادت ونمت بظهور النبات على سطحها .. يقال : ربا الشيء ـ يربو ـ ربوا ـ من باب «عدا» بمعنى : زاد ومنه الرابية وهو ما ارتفع من الأرض وكذا الربوة ـ ثلاثية الراء .. أي بضمها وفتحها وكسرها .. وفي القول الكريم تصوير للأرض الميتة بصورة الحي المتحرك. واستعير الخشوع وهو التذلل لحال الأرض ..

٥٠

** (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأربعين المعنى : أفمن يلقى في جهنم لكفره وعصيانه خير أم من يأتي آمنا من عذاب الله يوم القيامة لإيمانه بالله ورسوله. و «خير» أصله : أخير فحذف الألف طلبا للفصاحة و «أخير» ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل وبعد حذف ألفه نون آخره .. وقيل في أمثال العرب خل من قل خيره لك في الناس غيره .. ومثل لفظة «خير» في حذف الألف كلمة «شر» وأصله أيضا : أشر وحذف ألفه أفصح من إبقائها .. وقيل : خير الغنى القنوع وشر الفقر الخضوع المراد بالقنوع : السؤال والتذلل للمسألة وهو مصدر الفعل «قنع» والفقير : هو من لا مال له ولا كسب يكفيه كمن يحتاج إلى عشرة ويكسب ثلثها ويقابله في الحاجة بصورة أقل : المسكين وهو من يقدر على مال أو كسب ولا يكفيه كمن يحتاج إلى عشرة وعنده سبعة. وعن «القنوع» قال لبيد :

فمنهم سعيد آخذ بنصيبه

ومنهم شقي بالمعيشة قانع

وقال أهل العلم : القنوع : بمعنى الرضا .. و «القانع» هو الراضي.

** (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والأربعين. المعنى : ولو جعلنا القرآن بغير لغة العرب لقال المشركون من العرب : هلا بينت آياته ولخصت بلسان نفقهه ولقالوا أيضا منكرين : أقرآن أعجمي ورسول عربي أو المرسل إليه عربي يقال : أعجم الكلام أو الكتاب : أي أزال إبهامه وعجمته ـ بضم العين ـ وهو عدم الإفصاح نحو : أزلت عجمة الكتاب : بمعنى : أعربته أو أعجمت الحرف : أي أزلت عجمته بما يميزه عن غيره بالنقط والشكل إذا استعجم : أي إذا استبهم .. و «المعجم» بضم الميم وفتح الجيم هو مصدر ميمي يعنى بمفردات اللغة أو هو كتاب اللغة الذي اصطلح على تسميته القاموس وجمع الأول : معجمات .. وجمع الثاني : قواميس واللفظتان تكادان تكونان بمعنى واحد .. فالمعجم شرح معناه. أما القاموس : فهو كتاب لغة مرادف كلمة «معجم» من قمس الشيء في الماء : بمعنى : غاص .. وسمي «القاموس» كناية بذلك لاتساعه وبعد غوره لأن من معانيه أيضا : البحر .. ومنه قاموس البحر : أي وسطه ومعظمه .. أو أبعده غورا : أي قعرا ومن هذه اللفظة كنوا الإنسان المتعمق النظر بقولهم : فلان بعيد الغور وعرفت غوره : أي حقيقته .. والمقصود بالتقعر هو التعمق وهذه الصفة تطلق على نوع أو مستوى من اللغات فقد قيل : للغة مستويات .. منها لغة الأدب : وهي لغة ذاتية ولغة العلم : وهي لغة تتسم بالجفاف أي اليبس .. وثمة ـ وهناك ـ لغة المكاتبات الرسمية .. أما لغة الصحافة فهي لغة تتميز بالوضوح والسلاسة بعيدا عن الذاتية والتقعر والجفاف. وعلم اللغة ـ كما تقول المراجع ـ هو معرفة أوضاع المفردات .. وقد يطلق هذا العلم على جميع أقسام العلوم العربية أما كتب اللغة فهي المعجمات .. أي ما يعرفونه بالقواميس ـ جمع قاموس ـ وأهل اللغة : هم العاملون بها. وعن «العجمة» قال الفيومي : العجمة في اللسان هي لكنة ـ بضم اللام ـ وعدم فصاحة وعجم ـ بضم الجيم ـ عجمة فهو أعجم والمرأة عجماء وهو أعجمي ـ على النسبة للتوكيد ـ بمعنى : غير فصيح وإن كان عربيا وعلى هذا فلو قيل لعربي : يا أعجمي لم يكن قذفا لأنه نسبه إلى العجمة وهي موجودة في العرب وكأنه قال : يا غير فصيح .. أما العجم ـ بفتح العين والجيم ـ فهم خلاف العرب.

٥١

** (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) : المعنى : أولئك بعيدون عن الإيمان به بعدهم عمن ينادى من مكان بعيد فلا يسمع .. ويجمع «مكان» جمع قلة على «أمكنة» بمعنى : مواضع .. وجمع كثرة على أماكن .. والمكان : بصيغة «مفعل» من الكون .. ومنه القول : هذا الشيء مكان هذا : بمعنى : بدله .. وفلان من العلم بمكان : أي له في العلم مقدرة ومنزلة. أما «المكانة» وجمعها : مكانات : فمعناها المنزلة ورفعة الشأن. ويقال : فلان يفتش الأمكنة باحثا عن فلان بمعنى سأل عنه. وعلى ذكر هذا المثل يقال يفتش عن فلان أفصح من قولنا : فلان يفتش على فلان لأن الفعل «فتش» يعدى بعن ويعدى بنفسه نحو فتشت الشيء : أي تحريته وتصفحته أما فتشت عن الشيء : فمعناه : سألت عنه واستقصيت في الطلب واسم الفاعل هو المفتش ـ بكسر التاء ـ وهو الذي يعهد إليه بالتفتيش.

** (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. المعنى لا يمل الإنسان من دعاء الخير .. وقد أضيف المصدر «دعاء» إلى مفعوله «الخير» بغير ذكر الفاعل. فإن دعاء مضاف إلى مفعوله وهو الخير ويكون المصدر قد فارق فعله وجواز حذف فاعله أي فاعل الدعاء إذ لم يقل من دعائه الخير .. أما «يئوس قنوط» فهما من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ أي كثير اليأس والقنوط .. وجاءت المبالغة في التعبير من جهة بناء فعول ومن جهة التكرير لأن الكلمتين بمعنى واحد.

** (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والخمسين .. المعنى : وإذا أنعمنا على الإنسان انصرف عن شكر المنعم وتكبر وتجبر وتباعد عن قبول الحق وإذا أصابه الضر والفقر أقبل على دوام الدعاء وأخذ في الابتهال والتضرع وقد استعير العرض لكثرة الدعاء .. و «نأى» بمعنى : بعد .. يقال : نأى عن الشيء ـ ينأى ـ نأيا .. من باب «نفع» وأنأيته عنه : بمعنى : أبعدته عنه وانتوى : أي نوى .. ومنه يقال : انتوى القوم منزلا بموضع كذا : بمعنى قصدوه. و «البعد» ضد القرب .. مأخوذ من بعد الشيء ـ يبعد ـ بعدا فهو بعيد. وما أنت عنا ببعيد وما أنتم منا ببعيد .. يستوي فيه الواحد والجمع والفعل «بعد» عكس «قرب» يقرب فهو قريب ويكون الفعل الرباعي «أبعد» لازما ومتعديا كما قال ابن قتيبة. فالفعل اللازم بمعنى : تباعد نحو : أبعد الرجل عن المنزل .. والفعل المتعدي : أبعدته عن المنزل .. أما استبعدته فمعناه : عددته بعيدا. ويقال : بعدا له : أي دعاء عليه بمعنى أبعده الله .. واسم الفاعل من الفعل «نأى» هو ناء : أي بعيد. قال الشاعر طرفة بن العبد وهو يجمع بين النأي والبعد لضرب من التوكيد : متى أدن منه ينأ عني ويبعد .. وقد جمع شاعر آخر بين اللفظتين في قوله :

أمقطوعة منك الحبائل يا ليلى

ومبعدة عنا فمهلا بنا مهلا

سهرنا وما معذورة أنت عندنا

لقد هدنا من فرط نأيك ما أبلى

تعالي إلينا إن وصلك نعمة

ألا إنما المحبوب من أسعد الوصلا

** (مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثانية والخمسين .. المعنى : من يكون أضل منكم وأنتم في خلاف شديد والجملة موضوعة موضع «منكم» بيانا لحالهم وصفتهم. أي لا أحد أشد ضلالا منكم. يقال : ضل الرجل الطريق وضل عنه ـ يضل ـ ضلالا وضلالة .. من باب «ضرب» بمعنى : زل عنه فلم يهتد إليه فهو ضال ـ اسم فاعل ـ قال الفيومي : هذه لغة نجد وهي الفصحى وبها جاء القرآن في قوله تعالى في سورة «سبأ» : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) وفي لغة لأهل العالية : الفعل من باب «تعب».

٥٢

** (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) : جاء هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والخمسين .. المعنى : سنري هؤلاء الكفار دلائل صدق آياتنا في أقطار السموات والأرض وفي كل النواحي وهي جمع «أفق» وفي خلق أنفسهم .. وبعد حذف المضاف «خلق» حل المضاف إليه «أنفسهم» محله وقيل : المعنى : وفي مجتمعهم.

(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٤٠)

(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» والجملة الفعلية «يلحدون» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(فِي آياتِنا) : جار ومجرور متعلق بيلحدون و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع .. مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن». لا : نافية لا عمل لها. يخفون : تعرب إعراب «يلحدون». على : حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيخفون.

(أَفَمَنْ يُلْقى) : الهمزة همزة استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يلقى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يلقى في النار» صلة الموصول لا محل لها.

(فِي النَّارِ خَيْرٌ) : جار ومجرور متعلق بيلقى. خير : خبر «من» مرفوع بالضمة المنونة.

(أَمْ مَنْ يَأْتِي) : حرف عطف. من : معطوف على «من» ويعرب إعرابه. يأتي : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة

٥٣

المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وخبر «من» محذوف اختصارا لأن ما قبله دال عليه بتقدير : أم من يأتي آمنا خير؟

(آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) : حال من ضمير «يأتي» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. يوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيأتي وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. شئتم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما شئتموه أو يكون مفعوله المحذوف صريحا بمعنى : ما شئتم عمله. أو يكون الاسم الموصول «ما» في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : بما والجار والمجرور متعلق باعملوا.

(إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق ببصير. تعملون : تعرب إعراب «يلحدون». بصير : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما تعملونه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر «بعملكم» في محل جر بالباء.

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ) (٤١)

(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» والجملة الفعلية بعده «كفروا بالذكر»

٥٤

صلة الموصول لا محل لها وخبر «إن» محذوف تقديره : لجاهلون أغبياء لأنهم كفروا بأعظم معجز أنزله الله سبحانه عليهم أو يكون خبر «إن» جملة فعلية في محل رفع تقديرها : سيجازون بكفرهم أو يكون الخبر الجملة الفعلية «لا يأتيه الباطل ..» في الآية الكريمة التالية.

(كَفَرُوا بِالذِّكْرِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بالذكر : جار ومجرور متعلق بكفروا أي بالقرآن والجملة «إن الذين كفروا بالذكر» بدل من جملة «إن الذين يلحدون في آياتنا» الواردة في الآية الكريمة السابقة لأنهم لكفرهم به طعنوا فيه وحرفوا تأويله.

(لَمَّا جاءَهُمْ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بكفروا. جاء : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. كتاب : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. عزيز : صفة ـ نعت ـ لكتاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (٤٢)

(لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» في الآية الكريمة السابقة أو صفة ـ نعت ـ للموصوف «كتاب». لا : نافية لا عمل لها. يأتيه : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والهاء ضمير متصل يعود على «كتاب» مبني على الكسر في محل نصب مفعول به مقدم. الباطل : فاعل مرفوع بالضمة.

(مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) : جار ومجرور متعلق بيأتي. يديه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان وحذفت النون أصله : يدين ـ للإضافة.

٥٥

(وَلا مِنْ خَلْفِهِ) : الواو حرف عطف. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. من خلفه : جار ومجرور متعلق بيأتي لأنه معطوف على «من بين يديه» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه بمعنى من أي جهة من جهاته.

(تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) : صفة ـ نعت ـ لكتاب أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو تنزيل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة. من حكيم : جار ومجرور متعلق بتنزيل أو بصفة محذوفة من موصوف غير مذكور لأنه معلوم أي من إله حكيم حميد و «حميد» صفة ثانية لإله مجرور وعلامة جر الصفتين الكسرة المنونة وهما من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ.

(ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) (٤٣)

(ما يُقالُ لَكَ) : نافية لا عمل لها. يقال : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة. لك : جار ومجرور متعلق بيقال بمعنى ما يقول لك كفار قومك أي كفار قريش من وصفك بالسحر والكذب والجنون ..

(إِلَّا ما قَدْ) : أداة حصر لا عمل لها. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل بمعنى إلا مثل ما قد .. فحذف المضاف نائب الفاعل «مثل» وحل محله المضاف إليه الاسم الموصول «ما». قد : حرف تحقيق.

(قِيلَ لِلرُّسُلِ) : الجملة الفعلية «قد قيل للرسل ..» صلة الموصول لا محل لها. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. للرسل : جار ومجرور متعلق بقيل ونائب الفاعل المستتر يعود على «ما» أو على «مثل» بمعنى قيل مثله للرسل. ويجوز أن تكون «إن» وما في حيزها من اسمها وخبرها «إن ربك لذو مغفرة» في محل رفع نائب فاعل ـ مقول القول ـ على معنى : ما يقول لك الله إلا مثل ما قال للرسل من قبلك : إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم. وعلى التقدير الأول يكون المعنى ما يقول لك يا محمد كفار قومك إلا مثل ما قال للرسل كفار قومهم من الكلمات المؤذية والمطاعن في الكتب المنزلة.

٥٦

(مِنْ قَبْلِكَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الرسل» التقدير حال كونهم من قبلك و «من» حرف جر بياني والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. أي ما قالته الأمم للرسل الذين سبقوك.

(إِنَّ رَبَّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف أعرب في «قبلك».

(لَذُو مَغْفِرَةٍ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ ذو : خبر «إن» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. مغفرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة فاصبر على الأذى كما صبروا إن ربك لذو مغفرة للمؤمنين التائبين.

(وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) : معطوف بالواو على «ذو مغفرة» ويعرب مثله. أليم : صفة ـ نعت ـ لعقاب مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى لذو مغفرة ورحمة لأنبيائه وذو عقاب أليم لأعدائه.

(وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٤٤)

(وَلَوْ جَعَلْناهُ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول.

(قُرْآناً أَعْجَمِيًّا) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أعجميا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرآنا» منصوب مثله.

(لَقالُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب الشرط. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو

٥٧

الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي المشركون العرب.

(لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لو لا : حرف تحضيض بمعنى : هلا. فصلت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. آياته : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

(ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام بمعنى : لأنكروا وقالوا أقرآن أعجمي ورسول عربي .. أعجمي : خبر مبتدأ محذوف تقديره : أهو قرآن أو كلام أعجمي ورسول عربي. وحذف الخبر الموصوف «قرآن» وأقيمت صفته «أعجمي» مقامه كما حذف الموصوف «رسول» وحلت صفته «عربي» محله لأن «وعربي» معطوف بالواو على «أعجمي» وحذف الموصوف لأن ما قبله يدل عليه والكلمتان مرفوعتان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.

(قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وأصله : قول .. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بالخبر والجملة الاسمية «هو للذين آمنوا هدى» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول والجملة الفعلية بعده «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها أي قل لهم هو ..

(آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ) : تعرب إعراب «قالوا». هدى : خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها ونونت الألف لأنه اسم مقصور نكرة ثلاثي. وشفاء : معطوف بالواو على «هدى» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة الظاهرة على آخره بمعنى هو أي القرآن إرشاد إلى الحق وشفاء لما في الصدور من الشك.

٥٨

(وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) : الواو عاطفة. الذين : معطوف على «الذين» الأول وهو في محل جر مثله بمعنى هو للذين آمنوا هدى وشفاء وهو للذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وفيه عطف على عاملين. أو يكون الاسم الموصول «الذين» في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الاسمية «في آذانهم وقر» في محل رفع. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يؤمنون» صلة الموصول لا محل لها.

(فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ) : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. وقر : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى في آذانهم ثقل عن سماع القرآن وفهم معانيه.

(وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) : الواو عاطفة. هو عمى : يعرب إعرابه «هو هدى». على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بالخبر بمعنى : عمى عن رؤية الحق أي القرآن على قلوبهم معمى لا يفهمونه لتعاميهم ..

(أُولئِكَ يُنادَوْنَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. ينادون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أولئك» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) : جار ومجرور متعلق بينادون. بعيد : صفة ـ نعت ـ لمكان مجرور مثله وعلامة جرهما الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة بمعنى بعيدون عن الإيمان به. وهم متعامون عن آيات الله.

(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (٤٥)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة العاشرة بعد المائة من سورة «هود».

٥٩

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) (٤٦)

(مَنْ عَمِلَ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عمل : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من».

(صالِحاً فَلِنَفْسِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو صفة لموصوف محذوف مفعول «عمل» حلت الصفة «صالحا» محله بتقدير : من عمل عملا صالحا وهو من الصفات الغالبة التي تجري مجرى الأسماء. الفاء واقعة في جواب الشرط. لنفسه : جار ومجرور في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : فنفعه أو فعمله لنفسه أي فنفسه نفع. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه والجملة الاسمية «فنفعه لنفسه» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

(وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على «من عمل صالحا فلنفسه» وتعرب إعرابها بمعنى ومن أساء فإساءته على نفسه أي فنفسه ضر بمعنى : ومن أساء عمله فإساءته على نفسه.

(وَما رَبُّكَ) : الواو استئنافية. ما : نافية تعمل عمل «ليس» عند أهل الحجاز «ما .. الحجازية» ونافية لا عمل لها عند بني تميم. ربك : اسم «ما» الحجازية ومبتدأ على اللغة الثانية مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) : الباء حرف جر زائد واقع على الخبر المنفي توكيدا للنفي. ظلام : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» الحجازية ومرفوع محلا على أنه خبر «ربك» على اللغة الثانية. للعبيد : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «ظلام» بمعنى لا يعذب غير المسيء.

(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) (٤٧)

٦٠