إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

صرف عن محمد أو القرآن أو يصرف عن الدين أو الايمان صرفا أي صرفه الشيطان عن الهداية فصرف عن الايمان بالرسول والقرآن.

** (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) : هذا القول الكريم. هو نص الآية الكريمة الثانية .. المعنى : فالسحب الحاملات أثقال الأمطار حملا أي الماء الذي تحمله السحب. يقال : وقرت الأذن ـ توقر ـ وقرا ـ بفتح الواو بمعنى : ثقل سمعها والفعل من بابي «وعد» و «تعب» وقرها الله وقرا من باب «وعد» فالفعل يستعمل لازما ومتعديا ومن الباب نفسه أي «وعد» يقال : وقر الرجل ـ يقر فهو وقور ـ فعول بمعنى فاعل ـ والمرأة وقور أيضا مثل : صبور وشكور ومن باب «وعد» أيضا يقال : وقر الرجل بمعنى : جلس بوقار ـ بفتح الواو ـ وهو الحلم والعظمة والرزانة ويأتي «الوقار» مصدرا للفعل «وقر» بضم القاف.

** (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآيتين الكريمتين العاشرة والحادية عشرة بمعنى : قتل الكذابون الذين هم غافلون في جهل يغمرهم. و «ساهون» أصله : ساهيون فحذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعد حذف الضمة التي كانت على الياء للثقل وقال تعالى في سورة «الماعون» : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) بمعنى : غافلون غير ملتفتين إليها. وقرأ ابن مسعود لاهون. والمراد بالماعون : الزكاة. ومن معانيه أيضا : المعروف .. المطر .. الماء. وكل ما ينتفع به وقامت لفظة «المصلين» مقام ضمير (الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) في الآية الكريمة الأولى وهو مفرد إلا أن معناه الجمع لأن المراد به : الجنس. وقال تعالى : (عَنْ صَلاتِهِمْ) ولم يقل : «في صلاتهم» لأن معنى «عن» أنهم ساهون عن الصلاة سهو ترك لها وقلة التفات إليها وذلك فعل المنافق أو الفسقة أما «في صلاتهم» فمعناه : أن السهو يعتريهم فيها بوسوسة شيطان أو حديث نفس وذلك لا يكاد يخلو منه أحد. وقد أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم. وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : الحمد لله على أن لم يقل : في صلاتهم. وقيل : الغلط في اللسان والنسيان في الجنان. أي في القلب. قالت العرب : قلما يخلو إنسان من نسيان وقلم من طغيان .. وكثيرا ما يصاب المرء في لحظة من اللحظات بالسهو أو النسيان وهذا بدوره يسبب لهم حرجا ويضعهم في مواقف لا يحسدون عليها إلا أن قلة من هؤلاء عند ما يمرون بهذه يعوضونها بتصرف مناسب ينقذهم من تلك الورطة وهو ما يسمى بسرعة البديهة.

** (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين المعنى : أسباب رزقكم وهو المطر لأنه سبب الأقوات وما توعدون به في العقبى بمعنى : ما ترزقونه في الدنيا وما توعدونه له كله مقدر مكتوب في السماء أو ما توعدون به من ثواب الجنة. عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «وتحاجت الجنة والنار ـ أي تخاصمتا ـ بلسان المقال أو الحال فقالت النار : أوثرت أي اختصصت ـ بالمتكبرين والمتجبرين ـ» المتكبر : المتعاظم بما ليس فيه والمتجبر : الممنوع الذي لا يوصل إليه أو الذي لا يكترث بأمر ضعفاء الناس وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس «سموا بذلك لتواضعهم لربهم» قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي .. ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله ـ أي قدمه ـ فتقول النار : قط قط قط ـ حسبي

٥٠١

حسبي حسبي. قد اكتفيت» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الرجل والقدم في هذا الحديث ـ كما يقول الزمخشري ـ هما من الصفات المنزهة عن التكييف والتشبيه فالإيمان بها : فرض والامتناع عن الخوض فيها : واجب. فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم والخائض فيها : زائغ والمنكر : معطل والمكيف : مشبه ليس كمثله سبحانه شيء وبمعنى إن رب العزة يذللها من وضعها تحت القدم.

** (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين. المعنى : فو الله رب الكون إن قولنا : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) لحق ثابت لا شك فيه مثل نطقكم فهل تشكون في نطقكم؟ فينبغي أن لا تشكوا كذلك في أن رزقكم في السماء وما توعدون. يقال : نطق الرجل ـ ينطق ـ منطقا ـ من باب : ضرب .. بمعنى تكلم. والنطق : اسم منه قال المتنبي في المدح :

لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

قالت العرب : الكلام ذكر والجواب أنثى ولا بد من النتاج عند الازدواج. ويقال : أنطقه : أي جعله ينطق .. ويقال : نطق لسانه .. كما يقال : نطق الرجل. ونطق الكتاب : بمعنى : بين وأوضح. والمنطق ـ بكسر الميم وفتح الطاء ـ هو ما يشد به وسط الانسان ومثله : النطاق. وأطلق على «أسماء» بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ : ذات النطاقين .. قيل لأنها كانت تطاق نطاقا على نطاق وقيل كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين كان في الغار قال الأزهري : وهذا أصح القولين .. ويقال : ناطقه واستنطقه بمعنى : كلمه. وقولهم : ما له صامت ولا ناطق فالناطق : الحيوان والصامت ما سواه. وقيل : الصامت : الذهب والفضة والناطق : الإبل والغنم أي ليس له شيء .. أما المنطيق فهو البليغ .. ويطلق على المكثر من الكلام لفظ «المتفيهق» من «فهق الإناء» بمعنى : امتلأ ومنه الحديث : إنه قام إلى باب الجنة فانفهقت له» أي فانفتحت واتسعت .. ومنه اسم الفاعل «المتفيهق» أما «الفقه» فهو فهم الشيء. قال ابن فارس : وكل علم لشيء فهو فقه .. ومنه فقه الرجل يفقه ـ فقها .. من باب «تعب» إذا علم ومثله : فقه ـ من باب «ظرف» وقيل : فلان لا يفقه : أي لا يفهم. وهذا رجل نقه وفقه : أي فاهم وعالم بالفقه أو هو شديد العلم والفهم ذكي.

** (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والعشرين و «المكرمين» جمع «مكرم» وهو اسم مفعول بمعنى : مكرمين عند ربهم و «ضيف» بمعنى : ضيوف واللفظة تطلق على الواحد والجماعة لأنها في الأصل مصدر «ضافه ـ يضيفه ـ ضيفا» من باب «باع» إذا نزل عنده وجعلهم ضيفا وهم الملائكة لأنهم كانوا في صورة الضيف حيث أضافهم فظنهم آدميين. و «الضيف» هو النزيل ويقال : أضافه وضيفه أيضا : بمعنى : أنزله عليه ضيفا أي أنزله منزلة الأضياف. وقيل : الأضياف وهي جمع «ضيف» شأنها في ذلك شأن «ضيوف» و «ضيفان» فمع كون لفظة «ضيف» للمفرد وغيره إلا أنه تجوز المطابقة معها فيقال : هذا ضيف وهذه ضيفة وهؤلاء أضياف وضيوف. والآية الكريمة المذكورة تحدثنا عن ضيف إبراهيم وهم في الحقيقة أكثر من ضيف واحد فجاءت اللفظة مفردة ومعناها : الجمع .. وضيوف إبراهيم هم في الحقيقة ملائكة فظنهم وهم يدخلون عليه آدميين فقدم إليهم عجلا سمينا ولما رآهم لم يأكلوا منه خاف منهم فهدءوا روعه وبشروه باسحاق وكانوا اثني عشر ملكا وقيل : تسعة عاشرهم : جبريل ـ عليه

٥٠٢

السلام ـ وقيل : ثلاثة : جبريل وميكائيل وملك معهما. وقيل : هم بعض من جنود الله تعالى وهم كثيرون لا يعلمهم أحد أو يعرف عددهم إلا الله تعالى. إذ قال سبحانه في سورة «المدثر» : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) صدق الله العظيم. وفي هذه الآية الكريمة علمنا القرآن الكريم أدب الضيافة في قوله تعالى في الآية الكريمة السادسة والعشرين التالية.

** (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) : أي فذهب في خفية من ضيوفه لأن من أدب المضيف ـ اسم فاعل ـ أن يخفي أمره وأن يبادر بالقرى من غير أن يشعر به الضيف حذرا من أن يكفه ويعذره. قال أبو عبيد : لا يقال : راغ .. إلا ذهب على خفية. وقوله تعالى في الآية الكريمة السابقة : (فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ ..) حسن الابتداء بالنكرة لأن فيه معنى الدعاء. وجاء قوله : سلام أي عليكم سلام للدلالة على ثبات السلام كأنه قال أي قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به أخذا بأدب الله تعالى وهذا أيضا من إكرامه لهم وجاء في الحديث : «السلام تحية لملتنا وأمان لذمتنا» وقيل : السلام : هو علم الإسلام. والقول الكريم في آخر الآية الكريمة (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) هو إنكاره لهم لأنهم ليسوا من معارفه أو من جنس الناس الذين عهدهم لأن لهم حالا وشكلا خلاف الناس وشكلهم. كأنه قال : أنتم قوم غير معروفين فعرفوني من أنتم؟.

** (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والعشرين المعنى فجاءت امرأة «إبراهيم» وهي «سارة» في صرة : أي صائحة والكلمة من صر الباب أو القلم ـ يصر صريرا بمعنى : صوت .. وضج فلطمت ببسط يديها وقيل : فضربت بأطراف أصابعها جبهتها متعجبة أي كناية عن التعجب وقالت ألد وأنا عجوز كبيرة السن عاقر لم ألد قط؟ وكلمة «عجوز» تطلق على المرأة الهرمة وعلى الرجل أيضا. وقال الأزهري : يقال لامرأة الرجل ـ وإن كانت شابة ـ هي : عجوزة ويقال للزوج ـ وإن كان حدثا ـ : هو شيخها. ويقال : هذا رجل عجوز : بمعنى : عاجز وهو ـ فعول بمعنى : فاعل ـ وقال الشاعر :

أضحى يمزق أثوابي ويضربني

إذ بعد شيبتي يبغي عندي الأدبا؟

أراد الشاعر هنا بالأدب محاسن الأخلاق وهو أدب النفس ومعنى البيت : يقول : إن هذا الرجل قد صارت حاله إلى أن يعتدي علي ويهينني بتمزيق ثوبي وبضربي ؛ وإني قد كبرت فلا قدرة لي على تأديبه وردعه. وقد يكون المعنى إنه يحاول تأديبي من بعد أن جاوزت السن الذي يصلح فيه التأديب .. وهذا المعنى أظهر من المعنى الأول. وأصل نظم الكلام : أيبغي عندي الأدب بعد شيبي؟ وقال شاعر آخر يصف نفسه في حالي شبابه وشيبه :

نزل المشيب فما له تحويل

ومضى الشباب فما إليه سبيل

ولقد أراني والشباب يقودني

ورداؤه حسن علي جميل

** (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. المعنى : فأخرجنا من كان في قرية لوط ـ عليه‌السلام ـ من المؤمنين إنقاذا لهم من الهلاك فما وجدنا في قرية لوط من المسلمين إلا بيتا أو إلا بيتا من المسلمين أو على معنى غير بيت واحد من بيوت المسلمين وهو بيت لوط فقط فأهلكناها وتركنا بيت لوط. و «البيت» هو المسكن وجمعه : بيوت وأبيات وأباييت عن سيبويه مثل أقوال وأقاويل. والبيت أيضا : عيال الرجل وتضاف كلمة «بيت» إلى «الشعر» فيقال : أعجبني بيت الشعر هذا .. وهو ما يشتمل على أجزاء معلومة وتسمى : أجزاء التفعيل سمي بذلك على الاستعارة بضم الأجزاء

٥٠٣

بعضها إلى بعض على نوع خاص كما تضم أجزاء البيت في عمارته على نوع خاص وبيت العرب : هو شرفها يقال : بيت تميم في حنظلة : أي شرفها. ومن اشتقاقاته : بيت الأمر : أي دبره ليلا وبيت النية : إذا عزم عليها ليلا فهي مبيتة ـ اسم مفعول وجمعها : نيات .. ولا يقال : نوايا. وتضاف كلمة «بيت» إلى «الشعر» بفتح الشين ـ فيقال : يسكن البدو في بيوت الشعر .. ولهذا البيت قصة مع ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان وأم ابنه «يزيد» كانت بدوية الأصل فضاقت نفسها لما تسرى عليها فعذلها عن ذلك معاوية وقال لها : أنت في ملك عظيم وما تدرين قدره وكنت قبل اليوم في العباءة فقالت :

للبس عباءة وتقر عيني

أحب إلي من لبس الشفوف

كانت الشاعرة من أهل البادية وقد تزوجها معاوية ونقلها إلى الحاضرة .. فكانت تكثر الحنين إلى أهلها ويشتد بها الوجد إلى حالتها الأولى حيث تقول : إن الذي كنت فيه عند أهلي أشهى إلى نفسي وأجلب إلى السرور مما أنا فيه مع أن الذي كانت فيه هناك ـ عند أهلها ـ هو المعيشة الخشنة وقد كان لباس عباءة من صوف غليظ و «الشفوف» هي الرقاق من الثياب و «الشف» من الستور : هو ما يرى ما خلفه.

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) (١٠)

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الخراصون : نائب فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة والتنوين في المفرد. بمعنى : قتل الكذابون أصحاب هذا القول المتناقض ولعنهم الله.

(الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) (١١)

(الَّذِينَ هُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف «الخراصون». هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هم في غمرة ساهون» صلة الموصول لا محل لها.

(فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «هم». ساهون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : الذين هم غافلون في جهل غامر لهم لاهون عما أمروا به وأصل «الغمرة» الماء الكثير.

(يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) (١٢)

٥٠٤

(يَسْئَلُونَ أَيَّانَ) : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى يسألون النبي قائلين أو يسألون فيقولون فحذف المفعول به اختصارا لأنه معلوم والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به ليقولون ـ مقول القول ـ أيان : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بخبر مقدم محذوف بمعنى متى.

(يَوْمُ الدِّينِ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. الدين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والأصل في معناه : أيان وقوع يوم الدين فحذف المضاف المبتدأ «وقوع» وحل المضاف إليه «يوم» محله. بمعنى : يسألون مستهزءين متى يوم الجزاء أو متى يوم البعث الذي كذبوا به؟

(يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (١٣)

(يَوْمَ هُمْ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف دل عليه السؤال في الآية الكريمة السابقة أي يقع ويجوز أن يكون مبنيا على الفتح لاضافته إلى جملة غير معربة والجملة واقعة في جواب السؤال والمراد من «يوم» هو يوم القيامة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هم على النار يفتنون» في محل جر مضاف إليه وجاز إضافة «يوم» أي يوم القيامة وهو مستقبل إلى الجملة الاسمية لأنه محقق الوقوع فينزل منزلة الماضي.

(عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) : جار ومجرور متعلق بيفتنون بمعنى : يحرقون ويعذبون بعرضهم على النار. يفتنون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) (١٤)

(ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال والعامل فيه اسم المفعول المحذوف بتقدير : مقولا لهم. هذا القول أو تكون في محل رفع

٥٠٥

نائب فاعل على المعنى بتقدير : يقال لهم : ذوقوا فتنتكم بمعنى عذابكم. ذوقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فتنتكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(هذَا الَّذِي كُنْتُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى : هذا العقاب. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر «هذا» أو تكون «هذا» بدلا من «فتنتكم» أي في محل نصب بمعنى : ذوقوا هذا العذاب الذي فتكون كلمة «الذي» صفة ـ نعتا للموصوف المقدر وهو «العذاب» أي تكون «الذي» بدلا من «هذا» أي في محل رفع على معنى : ذوقوا فتنتكم ـ على معناها أي عذابكم ـ الذي. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «كنتم به تستعجلون» صلة الموصول لا محل لها.

(بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) : جار ومجرور متعلق بفعل «كنتم» أو بخبره. تستعجلون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : كنتم تتعجلون وقوعه وأنتم مستهزءون.

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (١٥)

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المتقين : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وهو جمع «المتقي» وهو اسم فاعل عمل فعله فيتعدى إلى المفعول به وحذف مفعوله اختصارا لأنه معلوم بمعنى إن المتقين أي المطيعين ما أمر الله به المجتنبين المعصية.

٥٠٦

(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» المحذوف. وعيون : معطوفة بالواو على «جنات» مجرورة مثلها وعلامة جرهما ـ المعطوف عليه والمعطوف ـ الكسرة المنونة أي يرتعون في جنات تجري فيها عيون من الماء العذب.

(آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) (١٦)

(آخِذِينَ ما آتاهُمْ) : حال من ضمير الغائبين في خبر «المتقين» أي يرتعون في بساتين وعيون جارية آخذين .. منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاسم الفاعلين «آخذين» آتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم والجملة الفعلية «آتاهم ربهم» صلة الموصول لا محل لها.

(رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا) : فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل بمعنى لأنهم يستحقون ذلك النعيم و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن». كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بكانوا وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف للخطاب. محسنين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «كانوا قبل ذلك محسنين» في محل رفع خبر «إن» بمعنى لأنهم كانوا قبل ذلك اليوم أي كانوا في دنياهم محسنين أعمالهم.

(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) (١٧)

٥٠٧

(كانُوا قَلِيلاً) : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. قليلا : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى كانوا يهجعون أي ينامون طائفة قليلة من الليل أو يكون صفة ـ نعتا ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف أي كانوا يهجعون هجوعا قليلا أي نوما يسيرا.

(مِنَ اللَّيْلِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قليلا» لأن «من» حرف جر بياني.

(ما يَهْجَعُونَ) : مزيدة للتوكيد. يهجعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يهجعون» في محل نصب خبر «كان» ويجوز أن تكون «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل رفع فاعلا لكلمة «قليلا» بمعنى : كانوا قل من الليل الذي يهجعون فيه لأنهم كانوا يصلون أكثر الليل فتكون جملة «يهجعون» صلة الموصول لا محل لها والراجع إلى الموصول ـ أي صلته ـ وهو الجار محذوف أي «فيه» ولا يجوز أن تكون «ما» نافية لأن «ما» النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها .. نقول : زيدا لم أضرب ولا نقول : زيدا ما ضربت ولأن التقدير على «ما» النافية يصبح المعنى «كانوا ما يهجعونه قليلا من الليل» فيه خلل من حيث المعنى أيضا فإن طلب قيام جميع الليل غير مستنثى من الهجوع وإن قل غير ثابت في الشرع ولا معهود ـ هذا ما جاء في تفسير الزمخشري ـ أما إذا جعلت «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعلا .. أي قل هجوعهم وفي هذه الحالة لا يستقيم أن يكون «من الليل» صفة لقليل ولا بيانا له ولا يستقيم أن يكون من صلة المصدر لأنه تقدم عليه.

(وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (١٨)

(وَبِالْأَسْحارِ) : الواو عاطفة. بالأسحار : جار ومجرور متعلق بيستغفرون بمعنى في آخر الليل يستغفرون الله أي قبل الفجر.

٥٠٨

(هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. يستغفرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يرجون المغفرة من الله سبحانه.

(وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (١٩)

(وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌ) : الواو عاطفة. في أموال : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. حق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى وفي أموالهم نصيب.

(لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حق» والمحروم : معطوف بالواو على «السائل» ويعرب مثله بمعنى : للمستعطي الفقير أي المتعفف والعاجز عن كسب عيشه.

(وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ) (٢٠)

(وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ) : الواو استئنافية. في الأرض : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. آيات : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(لِلْمُوقِنِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : وفي الأرض دلائل من أنواع الكائنات تدل الموحدين على قدرة الله.

(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (٢١)

(وَفِي أَنْفُسِكُمْ) : الواو عاطفة. في أنفسكم : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر اختصارا اكتفاء بذكره أول مرة في الآية الكريمة السابقة بمعنى : وفي أنفسكم آيات أي وفي تركيب أنفسكم وخلقكم دلائل وعبر على توحيد الله ووجوده سبحانه. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة الجمع.

٥٠٩

(أَفَلا تُبْصِرُونَ) : الهمزة همزة تأنيب بلفظ استفهام الفاء تزيينية. لا : نافية لا عمل لها. تبصرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : أفلا تنظرون في أنفسكم أو أفلا تتفكرون وتتأملون في دليل وجود الخالق؟

(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) (٢٢)

(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) : الواو عاطفة. في السماء : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. رزقكم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور أي أسباب رزقكم.

(وَما تُوعَدُونَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع لأنه معطوف على مرفوع وهو «رزقكم» والجملة الفعلية «توعدون» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : توعدونه أو يكون العائد ـ الصلة ـ حرف جر بتقدير : ما توعدون به في العقبى بمعنى ما ترزقونه في الدنيا وما توعدون به في الآخرة من الثواب والعقاب كله مقدر مكتوب في السماء.

(فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٢٣)

(فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : الفاء استئنافية. الواو واو القسم حرف جر. رب : مقسم به سبحانه مجرور للتعظيم بواو القسم وعلامة الجر الكسرة. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف بمعنى : فو حق رب السموات والأرض أو فو الله رب.

(إِنَّهُ لَحَقٌ) : الجملة المؤولة من «إن» مع اسمها وخبرها جواب القسم لا محل لها. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني

٥١٠

على الضم في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ حق : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : إن هذا الأمر أي ما توعدون به من البعث والجزاء والرزق لحق ثابت ..

(مِثْلَ ما أَنَّكُمْ) : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : لحق حقا مثل .. منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو يكون حالا من النكرة «حق» على خلاف القاعدة أو هو مبني على الفتح لاضافته إلى غير متمكن ـ معرب ـ ما : زائدة لا محل لها. أن : حرف مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «أن» والميم علامة جمع الذكور.

(تَنْطِقُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر مضاف إليه. بتقدير : مثل نطقكم وضمير المخاطبين ـ الكاف ـ مع الجملة الفعلية «تنطقون» صلة «أن» لا محل لها بمعنى : فهل تشكون في نطقكم؟ فينبغي أن لا تشكوا كذلك في أن رزقكم في السماء وما توعدون.

(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) (٢٤)

(هَلْ أَتاكَ) : حرف استفهام لا عمل لها. أتاك : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. بمعنى : هل علمت يا محمد بقصة ..

(حَدِيثُ ضَيْفِ) : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. ضيف : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.

(إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة. المكرمين : صفة ـ نعت ـ لضيف مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع

٥١١

مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : ضيوف إبراهيم من الملائكة المكرمين من الله تعالى؟.

(إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) (٢٥)

(إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق باسم المفعولين «المكرمين» على تفسير إكرام إبراهيم لهم أو متعلق بما في «ضيف» من معنى الفعل أو يكون اسما في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف تقديره : اذكر إذ. دخلوا : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد «إذ» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. عليه : جار ومجرور متعلق بدخلوا.

(فَقالُوا سَلاماً) : معطوفة بالفاء على «دخلوا» وتعرب إعرابها. سلاما : مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ساد مسد الفعل مستغن به عنه وأصله : نسلم عليك سلاما ويجوز أن يكون مفعول «قالوا».

(قالَ سَلامٌ) : الجملة الفعلية استئنافية لا محل لها. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لأنه اسم نكرة وجاز الابتداء بنكرة لأن فيه معنى الدعاء ولأنه معدول به إلى الرفع على الابتداء وخبره محذوف معناه : سلام عليكم .. أي فأجابهم إبراهيم : سلام عليكم والجملة الاسمية «سلام عليكم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن المعنى : فقال : سلام عليكم ويجوز أن يكون التقدير : عليكم سلام .. أي بتقديم الخبر المحذوف وتأخير المبتدأ الصريح.

(قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره : أنتم قوم مرفوع بالضمة المنونة. منكرون : صفة ـ نعت ـ لقوم مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى غير معروفين.

٥١٢

(فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) (٢٦)

(فَراغَ إِلى أَهْلِهِ) : الفاء عاطفة على محذوف. راغ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجار والمجرور «إلى أهله» متعلق براغ والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه.

(فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «راغ» وتعرب مثلها. بعجل : جار ومجرور متعلق بجاء. سمين : صفة ـ نعت ـ لعجل مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : بعجل مشوي وحذف مفعول «جاء» اختصارا أي جاء ضيوفه بعجل ..

(فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (٢٧)

(فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) : الفاء عاطفة. قربه : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بقرب.

(قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) : تعرب إعراب «قرب» والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة ترغيب بلفظ استفهام أو تكون همزة إنكار أي أنكر عليهم ترك الأكل بعد أن وضعه بين أيديهم ولم يجيبوا عن سؤاله. لا : نافية لا عمل لها. أو تكون «ألا» حرف تنبيه أو للحث على الأكل. تأكلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل ـ في محل رفع فاعل بمعنى : ألا تأكلون منه أي من الأكل؟

(فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) (٢٨)

(فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) : الفاء سببية. أوجس : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأوجس. خيفة : مفعول به

٥١٣

منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فأضمر منهم خيفة أي خاف منهم عند ما رآهم لم يأكلوا العجل وبعد ذلك صرح بخوفه.

(قالُوا لا تَخَفْ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي قالوا له لا تخف منا والجملة الفعلية «لا تخف» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا : ناهية جازمة. تخف : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الألف ـ أصله «تخاف» تخفيفا لالتقاء الساكنين بمعنى : لا تخف منا إنا رسل الله مبعوثون لنبشرك ..

(وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) : معطوفة بالواو على «قالوا» وتعرب مثلها والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بغلام : جار ومجرور متعلق ببشروا. عليم : صفة ـ نعت ـ لغلام مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : بشروه بغلام كثير العلم هو إسحاق ـ عليه‌السلام ـ

(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) (٢٩)

(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ) : الفاء سببية للاستئناف. أقبلت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين. امرأته : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى فجاءت امرأته.

(فِي صَرَّةٍ) : جار ومجرور في محل نصب حال من «امرأته» بتقدير : صارة أي صائحة.

(فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على «أقبلت امرأته» وتعربان إعرابها وفاعل «صكت» و «قالت» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. وجه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى

٥١٤

فلطمت ببسط يديها أو فضربت بأطراف أصابعها جبهتها متعجبة. والجملة الاسمية بعدها «عجوز عقيم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(عَجُوزٌ عَقِيمٌ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره : أنا. عقيم : صفة ـ نعت ـ لعجوز مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى عجوز عاقر فكيف ألد.

(قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (٣٠)

(قالُوا كَذلِكَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجملة الفعلية «قال ربك» في محل رفع خبر «كذلك» بمعنى مثل ذلك الذي قلنا وأخبرنا به قال ربك.

(قالَ رَبُّكِ) : فعل ماض مبني على الفتح. ربك : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه. والجملة الاسمية «كذلك قال ربك» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي فلا تشكي بقدرته.

(إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الحكيم العليم : خبرا المبتدأ «هو» أي خبر بعد خبر .. مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة والجملة الاسمية «هو الحكيم العليم» في محل رفع خبر «إن» ويجوز أن يكون «هو» في محل نصب تأكيدا للضمير في «إنه» فيكون «العليم الحكيم» خبرين لإن.

(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) (٣١)

(قالَ فَما خَطْبُكُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي إبراهيم. والجملة الاسمية بعده في محل نصب

٥١٥

مفعول به ـ مقول القول ـ الفاء استئنافية. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. خطبكم : خبر «ما» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) : اسم مفرد مبني على الضم في محل نصب وأصله : يا أيها حذف أداة النداء «يا» اكتفاء بالمنادى و «ها» زائدة للتنبيه. المرسلون : صفة ـ نعت ـ لأي مرفوع على لفظ «أي» لا محلها وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : فالتفت إبراهيم إلى ضيوفه وقال : فما شأنكم وما طلبكم الذي جئتم له أيها المرسلون؟

(قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) (٣٢)

(قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا) : الجملة استئنافية لا محل لها لأنها واقعة في جواب الاستفهام وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة المؤولة بعدها من «إن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» وقد أدغم بنون «إن» أو حذفت إحدى النونين تخفيفا ولكثرة الاستعمال. أرسل : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.

(إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا. مجرمين : صفة ـ نعت ـ لقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى إلى قوم كافرين هم قوم لوط ـ عليه‌السلام ـ.

(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ) (٣٣)

(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ) : اللام حرف جر للتعليل. نرسل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا

٥١٦

تقديره : نحن. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بنرسل والجملة الفعلية «نرسل» وما بعدها صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأرسلنا بمعنى : لنسقط أو لنمطر عليهم حجارة. التقدير : لإرسال بمعنى لإسقاط حجارة ..

(حِجارَةً مِنْ طِينٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من طين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حجارة» ومن : حرف جر بياني بمعنى : لنرجمهم بحجارة من طين متحجر نتيجة إجرامهم وكفرهم وأعمالهم.

(مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) (٣٤)

(مُسَوَّمَةً) : صفة ثانية لحجارة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة بمعنى : مرسلة من سيمت الماشية : أي أرسلت.

(عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بمسومة ـ اسم المفعول ـ بتأويل فعله أي معلمة .. من «السومة» وهي العلامة. وهو مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان. للمسرفين : جار ومجرور متعلق بمسومة أو بصفة محذوفة من «مسومة» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : للمتجاوزين الحدود أي للمعتدين.

(فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٣٥)

(فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ) : الفاء عاطفة. أخرج : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «كان ..» صلة الموصول لا محل لها.

٥١٧

(فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «كان» والضمير للقرية أي من كان في القرية وإن لم يجر لها ذكر إلا أنها معلومة من سياق النص الكريم. من المؤمنين : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» التقدير : حالة كونهم من المؤمنين. و «من» حرف جر بياني .. وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي أخرجنا المؤمنين من قرى قوم لوط حتى لا يهلكوا.

(فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (٣٦)

(فَما وَجَدْنا فِيها) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. وجد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بوجدنا وهو قول الملائكة للوط.

(غَيْرَ بَيْتٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بيت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(مِنَ الْمُسْلِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بوجدنا أو بصفة محذوفة من «بيت» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى فما وجدنا في قرية لوط من المسلمين إلا بيتا أو إلا بيتا من المسلمين أو على معنى «غير بيت واحد من بيوت المسلمين وهو بيت لوط فقط إلا امرأته».

(وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (٣٧)

(وَتَرَكْنا فِيها آيَةً) : الواو عاطفة على فعل مضمر ـ محذوف ـ تقديره : فأهلكنا وتركنا أي فأهلكناها تاركين فيها علامة. تركنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بتركنا. أو بحال محذوفة من «آية» لأنها صفة لها قدمت عليها. آية : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وتركنا في قرية قوم لوط علامة.

٥١٨

(لِلَّذِينَ يَخافُونَ) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتركنا ويجوز أن يتعلق بصفة محذوفة من «آية». يخافون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(الْعَذابَ الْأَلِيمَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الأليم : صفة ـ نعت ـ للعذاب منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «يخافون العذاب الأليم» صلة الموصول لا محل لها.

(وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٣٨)

(وَفِي مُوسى) : الواو عاطفة. في موسى : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر لأن ما قبله دال عليه والجملة معطوفة على الجملة الاسمية «وفي الأرض آيات» في الآية الكريمة العشرين أو على معنى وتركنا في قصة موسى أو جعلنا في قصة موسى آية أي معجزة. وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف قدرت للتعذر.

(إِذْ أَرْسَلْناهُ) : ظرف زمان مبني على السكون بمعنى «حين» في محل نصب متعلق بجعلنا أو بتركنا. أرسلناه : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم ـ ضمير الغائب في محل نصب مفعول به.

(إِلى فِرْعَوْنَ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة بمعنى أرسلناه إلى فرعون ملك مصر بحجة واضحة بينة.

(بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ضمير الغائب .. الهاء في» أرسلناه بمعنى : محتجا بحجة واضحة. مبين : صفة ـ نعت ـ لسلطان مجرور مثله وعلامة جرهما «الموصوف والصفة» الكسرة المنونة.

(فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (٣٩)

٥١٩

(فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ) : الفاء عاطفة على محذوف تقديره فجاءه فتولى .. تولى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى فأعرض عن الإيمان أو فازور وأعرض. بركنه : جار ومجرور متعلق بتولى والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : بجانبه الذي كان يتقوى به مع جنوده وقومه متكبرا عن الإيمان بما جاء به موسى.

(وَقالَ ساحِرٌ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ساحر : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو بمعنى وقال عن موسى هو ساحر والجملة الاسمية «هو ساحر» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ

(أَوْ مَجْنُونٌ) : حرف عطف للتخيير. مجنون : معطوف على «ساحر» ويعرب مثله.

(فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ) (٤٠)

(فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ) : الفاء سببية. أخذ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وجنوده : معطوف بالواو على ضمير الغائب منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى فوجهناه هو وجنوده للحاق بموسى وتعقبه لمنعه من الخروج.

(فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أخذناه» وتعرب إعرابها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. في اليم : جار ومجرور متعلق بنبذنا بمعنى فألقيناهم في البحر.

(وَهُوَ مُلِيمٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

٥٢٠