إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

بمعنى : عابه بما فيه من السوء .. أي تكلم خلفه وهو غائب بما يغمه لو سمعه فإن كان قوله صدقا سمي غيبة وإن كان كذبا سمي بهتانا. قال النبي الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من اغتاب خرق ومن استغفر رفأ» وأصل القول من نصح الثوب : أي خاطه ومنه «التوبة النصوح» وهي التوبة الصادقة.

** (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة عشرة .. وفيه أنث الفعل «قالت» مع الفاعل المذكر «الأعراب» ومثله القول : قالت العرب أفصح من القول : قال العرب .. لأن «العرب» جيل من الناس فيكون المعنى : طائفة منهم ولهذا كان اللفظ مؤنثا.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في نفر من بني أسد بن خزيمة قدموا المدينة في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين ولم يؤمنوا في السر.

(إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٤)

(إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». ينادونك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أي إن المناداة نشأت من وراء حجراتك.

(مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) : جار ومجرور متعلق بينادون. الحجرات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة و «من» حرف جر لابتداء الغاية وأن المناداة جرت من وراء حجرات الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أي من خلف أو خارج غرفات بيتك وقت راحتك وهي جمع «حجرة» وهي القطعة المحجورة بحائط. والجملة الاسمية «أكثرهم لا يعقلون» في محل رفع خبر «إن».

(أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. لا : نافية لا عمل لها. يعقلون : تعرب إعراب «ينادون» والجملة الفعلية «لا يعقلون» في محل رفع خبر «أكثرهم» بمعنى لا يدركون خطأهم أو قبح عملهم هذا.

(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٥)

٤٤١

(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» و «أن» مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره : ثبت. التقدير لو ثبت صبرهم. صبروا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى انتظروا.

(حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ) : حرف غاية وجر تخرج : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بتخرج. والجملة الفعلية «تخرج إليهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بصبروا. التقدير : حتى خروجك إليهم.

(لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم فلا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. أي لكان الصبر لأنه يعود على ضمير فاعل الفعل المضمر بعد «لو» أو على مصدر «صبروا». خيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «خيرا» أي خيرا لهم من استعجالهم.

(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. غفور رحيم : خبرا لفظ الجلالة مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة بمعنى : يغفر لهم سوء تصرفهم لأنهم لم يتعمدوا ذلك.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِين) (٦)

٤٤٢

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) : أعرب في الآية الكريمة الأولى. إن : حرف شرط جازم. جاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. فاسق : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) : جار ومجرور متعلق بجاء بمعنى بخبر. الفاء واقعة في جواب الشرط والجملة الفعلية «تبينوا» وما بعدها جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى فتعرفوا حقيقته أو فتطلبوا بيان الأمر وانكشاف الحقيقة.

(أَنْ تُصِيبُوا) : حرف مصدري ناصب. تصيبوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «تصيبوا قوما» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب نائب عن مفعول لأجله محذوف تقديره كراهة إصابتكم قوما أي بحذف المضاف المفعول لأجله وهو «كراهة» وإقامة المضاف إليه «إصابتكم» محله.

(قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بجهالة : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير المخاطبين في «تصيبوا» التقدير : جاهلين بحقيقة الأمر وكنه القصة أي وأنتم جاهلون بحالهم المعنى : فتبينوا قبل أن تبنوا عليه عملا خشية أن تصيبوا قوما أبرياء بسوء أو مكروه. الفاء سببية عاطفة. تصبحوا : فعل مضارع ناقص معطوف على «تصيبوا» منصوب مثله وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تصبح» والألف فارقة بمعنى : فتصيروا ..

(عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتصبحوا أو بنادمين. فعلتم :

٤٤٣

الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : على ما فعلتموه أي ما فعلتم من الخطأ .. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «فعلتم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى. التقدير : على فعلكم. نادمين : خبر «تصبح» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (٧)

(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ) : الواو استئنافية. اعلموا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. فيكم : جار ومجرور متعلق بخبر «أن» المقدم و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «اعلموا» والميم علامة جمع الذكور.

(رَسُولَ اللهِ) : اسم «أن» المقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(لَوْ يُطِيعُكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من أحد الضميرين المستتر المرفوع أو البارز المجرور. لو : حرف شرط غير جازم دخلت على الفعل المضارع «يطيع» فصرف إلى معنى المضي في هذه الآية. يطيع : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى لو يطيعكم في كثير من الأمور غير الحقيقية التي تخبرونه بها.

٤٤٤

(فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ) : جار ومجرور متعلق بيطيع. من الأمر : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير».

(لَعَنِتُّمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». عنتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : لوقعتم في العنت أي المشقة والهلاك.

(وَلكِنَّ اللهَ) : الواو استدراكية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الله لفظ الجلالة : اسم «لكن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إليكم : جار ومجرور متعلق بحبب والميم علامة جمع الذكور وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين بمعنى : إلى بعضكم إلا أن صفتهم المفارقة لصفة غيرهم أغنت عن ذكر البعض وهذا من إيجازات القرآن الكريم. الإيمان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : حسن إليكم الإيمان وغرسه في قلوبكم.

(وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «حبب إليكم» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور متعلق بزين ..

(وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «حبب إليكم الإيمان» وتعرب إعرابها.

(وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) : معطوفان بواوي العطف على «الكفر» ويعربان إعرابه.

(أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. المعنى : أولئك المتبينون. هم : ضمير منفصل ـ

٤٤٥

ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ ثان وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الراشدون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم الراشدون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك».

(فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٨)

(فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً) : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فعل بكم ذينك التحبيب والتكريه تفضلا منه أو يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر من غير فعله يوضع موضع «رشدا» لأن «رشدهم» من «الراشدون» فضل من الله لكونهم موفقين فيه والفضل والنعمة بمعنى : الافضال والإنعام أي تفضل عليكم. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بصفة محذوفة من «فضلا» ونعمة : معطوفة بالواو على «فضلا» وتعرب مثلها بمعنى : ونعمة منه لكم أو وأنعم نعمة.

(وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. عليم حكيم : خبرا المبتدأ مرفوعان بالضمة المنونة.

(وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (٩)

(وَإِنْ طائِفَتانِ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. طائفتان : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده التقدير : وإن اقتتلت طائفتان لأن «إن» الشرطية لا تدخل على الجمل الاسمية فإذا وليها الاسم المرفوع كان فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور بعده وعلامة رفع «طائفتان» الألف لأنه مثنى والنون عوض من حركة المفرد.

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «طائفتين» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته اقتتلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

٤٤٦

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجاء الفعل على الجمع لأنه محمول على معنى الطائفتين دون لفظهما أي في معنى القوم والناس أو لأن الطائفة لفظها مفرد ومعناها جمع.

(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. أصلحوا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بين : مفعول فيه ـ ظرف مكان ـ منصوب على الظرفية متعلق بأصلحوا وهو مضاف. الهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه و «ما» علامة التثنية بمعنى وإن تقاتلت طائفتان فأصلحوا بينهما بالنصح والإرشاد.

(فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. بغت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. إحدى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «هما» أعرب في «بينهما» بمعنى فإن اعتدت إحداهما.

(عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا) : جار ومجرور متعلق ببغت وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. فقاتلوا : تعرب إعراب «فأصلحوا».

(الَّتِي تَبْغِي) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. والجملة الفعلية «تبغي» صلة الموصول لا محل لها.

(حَتَّى تَفِيءَ) : حرف جر للتعليل بمعنى : إلى أن وتصلح أيضا لمعنى «كي». تفيء : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والجملة الفعلية «تفيء ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بقاتلوا.

٤٤٧

(إِلى أَمْرِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتفيء. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة أي حتى ترجع إلى الحق.

(فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) : تعرب إعراب «فإن بغت» وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة. فأصلحوا بينهما : أعربت. والجملة الفعلية جواب شرط جازم مثل «فأصلحوا» الأولى. وفاعل «فاءت» ضمير مستتر جوازا تقديره : هي.

(بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا) : جار ومجرور متعلق بأصلحوا أو بحال محذوفة من ضمير «أصلحوا» بمعنى : عادلين. وأقسطوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أصلحوا» وتعرب إعرابها بمعنى وأنصفوا. وحذفت صلة «فاءت» اختصارا لأن ما قبله دال عليه أو اكتفاء بذكره أول مرة. التقدير : فإن فاءت إلى أمر الله.

(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يحب : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. المقسطين : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١٠)

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) : كافة ومكفوفة. المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. إخوة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : إخوة في الدين والعقيدة.

(فَأَصْلِحُوا بَيْنَ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. أصلحوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بأصلحوا وهو مضاف.

(أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى وهو مضاف. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على

٤٤٨

الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور ـ وأصله : أخوين حذفت النون للإضافة. والمراد بالأخوين : طائفتا الأوس والخزرج. واتقوا : معطوفة بالواو على «أصلحوا» وتعرب مثلها. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بمعنى وأصلحوا بينهما عند منازعتهما وخافوا لله.

(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. ترحمون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : لكي ترحموا.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (١١)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ) : أعرب في الآية الكريمة الأولى. لا : ناهية جازمة. يسخر : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون.

(قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. من قوم : جار ومجرور متعلق بيسخر بمعنى لا يستهزئ قوم بقوم أو بمعنى لا يستخف قوم رجال من قوم آخرين لأن «القوم» هم الرجال خاصة واختصاصهم بالرجال صريح في الآية الكريمة لأنهم القوام على النساء. و «لا» الناهية والمضارع المجزوم المقرون بها من صيغ الأمر وكذلك في «لا تلمزوا ..» «لا تجسسوا ..» و «لا يغتب ..».

(عَسى أَنْ يَكُونُوا) : الجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها وردت مورد جواب المستخبر عن العلة الموحية لما جاء النهي عنه. عسى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. أن : حرف مصدري ونصب. يكونوا : فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو

٤٤٩

ضمير متصل في محل رفع اسمها والألف فارقة. والجملة الفعلية «يكونوا خيرا منهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل : أي كونهم.

(خَيْراً مِنْهُمْ) : خبر «يكون» منصوب بالفتحة المنونة. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخير أو بصفة محذوفة من «خيرا» بمعنى : عسى أن يكون المهزوء بهم عند الله أفضل من الهازئين. و «عسى» بمعنى ربما هي هنا فعل تام.

(وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ) : معطوف بالواو على «لا يسخر قوم من قوم» ويعرب إعرابه وحذف الفعل «يسخر» اختصارا لأنه معلوم.

(عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ) : تعرب إعراب «عسى أن يكونوا خيرا منهم» ونون النسوة ـ الإناث الغائبات في «يكن» ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والفعل مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. ونون النسوة في «منهن» في محل جر بمن.

(وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تلمزوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أنفسكم : مفعول به منصوب بالفتحة والكاف ضمير المخاطبين في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لا تلمزوا» وتعرب إعرابها وأصله : «تتنابزوا» حذفت إحدى التاءين اختصارا وتخفيفا. بالألقاب : جار ومجرور متعلق بتنابزوا بمعنى لا يعب أو يطعن بعضكم بعضا ولا تتعايروا.

(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ) : فعل ماض جامد مبني على الفتح لانشاء الذم. الاسم : فاعل مرفوع بالضمة. الفسوق : المخصوص بالذم مبتدأ مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «بئس الاسم» في محل رفع خبر مقدم أو يكون «الفسوق» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو بمعنى : ساء تسمية أحد فاسقا ـ خارجا عن حدود الطاعة ـ أي كافرا.

٤٥٠

(بَعْدَ الْإِيمانِ) : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق ببئس. أو متعلق بحال محذوفة من «الاسم» بمعنى : بعد اتصافه بالإيمان. أي بعد أن يكون مؤمنا. الإيمان : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبره. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يتب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والفعل «يتب» في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط ـ أصله : يتوب ـ حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة الفعلية «لم يتب» صلة الموصول لا محل لها بمعنى ومن لم يتب عما نهى الله عنه.

(فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ ثان. الظالمون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم الظالمون» في محل رفع خبر «أولئك» وجاء الفعل «يتب» بصيغة الافراد على لفظ «من» واسم الإشارة بعده بصيغة الجمع على معنى «من».

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (١٢)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً) : أعرب في الآية الكريمة الأولى. اجتنبوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. كثيرا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

٤٥١

(مِنَ الظَّنِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثيرا» و «من» حرف جر بياني بمعنى : ابتعدوا وتجنبوا ..

(إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. بعض : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الظن : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. إثم : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلا تَجَسَّسُوا) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تجسسوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وأصله : تتجسسوا .. حذفت إحدى التاءين تخفيفا.

(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يغتب : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : يغتاب ـ حذفت الألف لالتقاء الساكنين بمعنى ولا يتجسس بعضكم على بعض ولا يذكر أحد غيره بما يكره. بعضكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. بعضا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ) : الهمزة همزة استفهام تفيد التقرير. يحب : فعل مضارع مرفوع بالضمة. أحدكم : تعرب إعراب «بعضكم».

(أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ) : حرف مصدري ناصب. يأكل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يأكل لحم ..» صلة حرف مصدري لا محل لها. لحم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «يحب».

(أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه. ميتا : حال من «اللحم» أو من «الأخ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وهو ميت. الفاء فيه أي في القول رابطة

٤٥٢

لجواب شرط محذوف لأن المعنى فقد كرهتموه وفيه معنى الشرط .. أي إن صح هذا فكرهتموه. كرهتموه : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والواو لإشباع الميم والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أي فكرهتم أكله.

(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ) : الواو عاطفة. اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة. إن : أعرب. الله : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(تَوَّابٌ رَحِيمٌ) : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة بمعنى كثير التوبة لمن يتوب عليه من عباده رحيم بالتائبين.

(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (١٣)

(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الناس : بدل من «أي» مرفوع بالضمة على لفظ أي.

(إِنَّا خَلَقْناكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) : جار ومجرور متعلق بخلقنا. وأنثى : معطوف بالواو على «ذكر» مجرور مثله وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المقدرة على الألف المقصورة لأنه ممنوع من الصرف على وزن «فعلى» مؤنث مقصور رباعي وقدرت الحركة على الألف للتعذر والجملة الفعلية «خلقناكم من ذكر

٤٥٣

وأنثى» في محل رفع خبر «إن» بمعنى من آدم وحواء أو من أب وأم وهما من أصل واحد أي آدم وحواء.

(وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «خلقناكم» وتعرب إعرابها. شعوبا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وقبائل : معطوفة بالواو على «شعوبا» منصوبة مثلها بالفتحة ولم ينون آخر اللفظة لأنها ممنوعة من الصرف.

(لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. تعارفوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة .. أصله : لتتعارفوا حذفت إحدى التاءين لتوالي التاءين تخفيفا والجملة الفعلية «تعارفوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجعلنا بمعنى خلقناكم لأجل التعارف لا لتتقاتلوا وتتعادوا وتتفاخروا بينكم بالأنساب ولكن لتتعارفوا وتتحابوا. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. أكرمكم : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. والميم علامة جمع الذكور بمعنى : فليس بعضكم أفضل من بعض بانتسابه لجنس أو قبيلة بل إن أفضلكم بالعمل الصالح.

(عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف متعلق بأكرم. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. أتقى : خبر «إن» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «كم» أعرب.

(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة.

(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٤)

٤٥٤

(قالَتِ الْأَعْرابُ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين. الأعراب : فاعل مرفوع بالضمة وقد أنث الفعل مع فاعله «الأعراب» على اللفظ لا المعنى أي بتقدير جماعة الأعراب.

(آمَنَّا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : صدقنا بما جئت به يا محمد.

(قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أصله : قول ـ حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين بمعنى قل لهم. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تؤمنوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «لم تؤمنوا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) : الواو زائدة. لكن : حرف ابتداء أو عطف للاستدراك لا عمل له مهمل لأنه مخفف. قولوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أسلمنا : تعرب إعراب «آمنا» بمعنى : قل لهم : لا تقولوا آمنا ولكن قولوا أعلنا إسلامنا ظاهرا فقط.

(وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ) : الواو حالية والجملة الفعلية بعدها في محل نصب حال من ضمير المخاطبين في «قولوا». لما : حرف نفي وجزم وقلب ـ نفيها يستمر حتى زمن التكلم ـ أي إن نفيها يستمر ويسري على الحال وما في «لما» من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد. يدخل : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الإيمان : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : ولم يدخل الايمان في قلوبكم إلى الآن.

٤٥٥

(فِي قُلُوبِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بيدخل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تطيعوا : فعل مضارع مجزوم بإن لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

(وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ) : الواو عاطفة. رسوله : مفعول به منصوب بتطيعوا وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. لا : نافية لا عمل لها. يلتكم : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء لالتقاء الساكنين لأن أصله : يليت .. من «لات ـ يليت ـ بمعنى : ينقص». وبقيت كسرة مجانسة الياء دالة على الياء المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «لا يلتكم ..» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.

(مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بيليت و «كم» أعرب في «قلوبكم» شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لا ينقصكم من أجور أعمالكم فحذف المضاف «أجور» وأقيم المضاف إليه «أعمالكم» مقامه أو يكون مفعولا مطلقا في موضع المصدر بتقدير : لا يلتكم من أعمالكم ليتا شيئا.

(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. غفور رحيم : خبرا «إن» مرفوعان بالضمة المنونة.

٤٥٦

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (١٥)

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) : كافة ومكفوفة. المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(الَّذِينَ آمَنُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للمؤمنين. آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «آمنوا ..» صلة الموصول لا محل لها.

(بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بآمنوا. الواو عاطفة. رسوله : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه والجار والمجرور متعلق بآمنوا.

(ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) : حرف عطف للتراخي. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يرتابوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «لم يرتابوا» لا محل لها من الإعراب لأنها داخلة ضمن صلة الموصول لعطفها على الجملة الفعلية «آمنوا» وقد عطفت هذه الجملة على جملة «آمنوا» بحرف التراخي على الرغم من أن عدم الارتياب يجب أن يكون مقارنا للإيمان لأنه وصف فيه لإفادة الإيمان معنى الثقة والطمأنينة إشعارا باستقرار الإيمان في الأزمنة المتراخية ولذلك تم العطف بكلمة التراخي .. و «لم يرتابوا» بمعنى : لم يشكوا في ذلك أي في شيء من الإيمان.

(وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها والجار والمجرور «بأموالهم» متعلق بجاهدوا.

(وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) : معطوف بالواو على «أموالهم» وتعرب إعرابها بمعنى وجاهدوا بأنفسهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. في سبيل : جار ومجرور متعلق بجاهدوا. الله لفظ

٤٥٧

الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة بمعنى : في طاعة الله ورضوانه.

(أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول «المؤمنون». أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الصادقون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «هم الصادقون» في محل رفع خبر «أولئك» بمعنى هم الصادقون بحق في إيمانهم لا من قالوا آمنا وهم غير مؤمنين أي ولم تؤمن قلوبهم حقيقة بل كان إيمانهم ظاهرا فقط.

(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١٦)

(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ) : سبق إعرابها. الهمزة همزة إنكار وتجهيل لهم بلفظ استفهام. تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «أتعلمون الله ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(اللهَ بِدِينِكُمْ) : لفظ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. بدين : جار ومجرور متعلق بتعلمون. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم ـ في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : قل لهم أتعلمون علي بدينكم بقولكم آمنا؟

(وَاللهُ يَعْلَمُ) : الواو استئنافية أو حالية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. يعلم : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الاسمية «الله يعلم» لا محل لها لأنها استئنافية أو تكون في محل نصب حالا.

٤٥٨

(ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره كان .. وجد .. استقر. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها. وما في الأرض : معطوفة بالواو على «ما في السموات» وتعرب مثلها.

(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) : الواو عاطفة. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. بكل : جار ومجرور متعلق بعليم. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٧)

(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. عليك : جار ومجرور متعلق بيمنون.

(أَنْ أَسْلَمُوا) : حرف مصدري. أسلموا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. و «أن» المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به بيمنون. التقدير : يمنون عليك إسلامهم أو يكون المصدر في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير بأن أسلموا أي بإسلامهم بمعنى : يعدون إسلامهم منه عليك فحذف الجار وعدي الفعل إلى مفعوله ـ المصدر ـ.

(قُلْ لا تَمُنُّوا) : سبق إعرابها. لا : ناهية جازمة. تمنوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «لا تمنوا علي إسلامكم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ

٤٥٩

(عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ) : جار ومجرور متعلق بتمنوا. إسلامكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ولا تعدوا إسلامكم علي منة أو بإسلامكم مثل «بإسلامهم».

(بَلِ اللهُ يَمُنُ) : حرف إضراب لا عمل له للاستئناف وكسر آخره لالتقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يمن : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ) : جار ومجرور متعلق بيمن. والميم علامة جمع الذكور. أن : حرف مصدري. هداكم : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «يمن» أي يمن عليكم هديكم أو يكون المصدر في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : بأن هداكم .. أي بهديكم فحذف الجار وعدي الفعل إلى المصدر.

(لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) : جار ومجرور متعلق بهدى. إن : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه أي لدلالة ما قبله عليه بمعنى : إن كنتم صادقين في ادعائكم الإيمان فلله المنة عليكم. صادقين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١٨)

٤٦٠