إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

** (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة وفيه شبه سبحانه وتعالى الكافرين بأنهم يأكلون غافلين غير مفكرين في العاقبة كما تأكل البهائم في معالفها غافلة عما ينتظرها والنار محل إقامة لهم .. فالمؤمن يقل حرصه وشرهه على الطعام ويبارك الله له فيشبع بالقليل .. ووردت في حديث لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لفظة «معى» مذكرة .. والحديث هو «المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء» المعنى : لأن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويتوقى الحرام والشبهة والكافر لا يبالي ما أكل ومن أين أكل وكيف أكل ـ ويؤكد هذا الحديث الشريف قوله تعالى في الآية المذكورة آنفا .. وجاءت لفظة «معى» وجمعها : أمعاء .. مذكرة لأن من معانيها المصير وجمعه مصران فالتقدير في مصير واحد وسبعة مصران ومن هذا المعنى من الصواب أن نقول أجريت لفلان عملية استئصال المصير الأعور ـ أي الزائدة الدودية ـ ولا نقول : المصران الأعور .. كما هو شائع لأن لفظة «مصران» جمع «مصير» وجمع الجمع : مصارين. وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : ما عاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ طعاما قط. أي لا يقول : مالح .. غير ناضج .. إلخ إن اشتهاه أكله. وإن كرهه تركه كان قدم له ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ضب فرفع يده عنه وقال : لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه. أي أجد نفسي تكرهه. وهذا من حسن الأدب كما قال ابن بطال. لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره وكل مأذون فيه من جهة الشرع لا عيب فيه وكذلك أكل من معه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من هذا الضب. يروى أن أول من فطر الناس من جيرانه في شهر رمضان المبارك هو عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو أول من حمل الطعام على رءوس الناس لكثرته. وقيل : لم يغص أحد في اللبن قط. قال الشاعر :

وساغ لي الشراب وكنت قبلا

أكاد أغص بالماء الفرات

** سبب نزول الآية : قال قتادة : نزلت الآية الكريمة الحادية عشرة يوم أحد والنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في الشعب إذ صاح المشركون : يوم بيوم .. لنا العزى ولا عزى لكم. فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : قولوا الله مولانا ولا مولى لكم.

(ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) (٣)

(ذلِكَ بِأَنَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الباء حرف جر و «أن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» التقدير : ذلك الأمر وهو إضلال أعمال أحد الفريقين وتكفير سيئات الثاني كائن أو مستحق بسبب اتباع هؤلاء الباطل وهؤلاء الحق. أو يكون «ذلك» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره الأمر ذلك بهذا السبب فيكون محل الجار والمجرور المؤول في محل نصب مفعولا لأجله.

٣٤١

(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «أن». كفروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. والجملة الفعلية «كفروا» صلة الموصول لا محل لها.

(اتَّبَعُوا الْباطِلَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن». اتبعوا : تعرب إعراب «كفروا» الباطل : مفعول به منصوب بالفتحة.

(وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَ) : هذا القول الكريم معطوف بالواو على «أن الذين كفروا اتبعوا الباطل» ويعرب مثله مع الفارق في المعنى.

(مِنْ رَبِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الحق» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. أي القرآن المنزل من الله.

(كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ) : الكاف اسم مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. وخبره الجملة الفعلية «يضرب الله للناس أمثالهم» في محل رفع أو يكون الكاف في محل نصب صفة لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف أو نائبا عنه. التقدير : يضرب الله للناس ضربا مثل ذلك الضرب بمعنى : يبين الله للناس بيانا لأحوال الكافرين والمؤمنين مثل ذلك البيان. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. يضرب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة بمعنى : يبين. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) : جار ومجرور متعلق بيضرب بمعنى لأجل الناس. أمثال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه يعود على الناس أو على المذكورين من الفريقين على معنى أنه يضرب أمثالهم لأجل الناس. أي يبين أحوال المؤمنين والكافرين.

(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) (٤)

٣٤٢

(فَإِذا لَقِيتُمُ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط. لقيتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين.

(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «لقيتم الذين كفروا» في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد الظرف «إذا» ولقيتم : من اللقاء وهو الحرب. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَضَرْبَ الرِّقابِ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. ضرب : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف وقد حذف عامله لأنه وقع بدلا من اللفظ بالفعل وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف وأصله : فاضربوا الرقاب ضربا فحذف الفعل وقدم المصدر «ضربا» فأنيب منابه مضافا إلى المفعول .. وفيه اختصار مع إعطاء معنى التوكيد بمعنى : فاقتلوهم. الرقاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ) : حرف غاية وابتداء. إذا : أعرب. أثخنتموهم : تعرب إعراب «لقيتم» والواو لاشباع الميم.

(فَشُدُّوا الْوَثاقَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. شدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الوثاق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : فإذا أكثرتم قتلهم وأغلظتموه فأسروهم.

(فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ) : الفاء استئنافية. إما : حرف تفصيل لا عمل له ومعناه هنا : التخيير. منا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعله المضمر بتقدير : فإما

٣٤٣

تمنون منا أو ثم منوا عليهم منا. وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بعد : ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل نصب بمعنى : ثم منوا عليهم بعد إطلاقهم وهو تفصيل لما تقدم من قوله : فشدوا الوثاق وقد حذف الفعل لدلالة المصدر عليه.

(وَإِمَّا فِداءً) : معطوف بالواو على «إما منا» ويعرب إعرابه بمعنى : وإما تفدون فداء أو خذوا منهم الفدية.

(حَتَّى تَضَعَ) : حرف جر بمعنى : إلى أن. تضع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه الفتحة.

(الْحَرْبُ أَوْزارَها) : فاعل مرفوع بالضمة. أوزار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية «تضع الحرب أوزارها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بتفدون.

(ذلِكَ وَلَوْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر ذلك أو يكون في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف تقديره : افعلوا ذلك الأمر أو الحكم أو يكون مبتدأ محذوف الخبر التقدير : ذلك الحكم هو حكم قتال الكفار المعتدين. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم بمعنى ولو شاء ..

(يَشاءُ اللهُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله : لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». انتصر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. منهم : جار ومجرور متعلق بانتصر و «هم» ضمير الغائبين المتصل في محل جر مضاف إليه أي لانتقم.

٣٤٤

(وَلكِنْ لِيَبْلُوَا) : الواو زائدة. لكن : حرف استدراك لا عمل له لأنه مخفف. اللام حرف جر للتعليل. يبلو : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يبلو بعضكم ..» صلة حرف مصدري. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف. التقدير : ولكن أمركم بالقتال ليبلو بعضكم ..

(بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. ببعض : جار ومجرور متعلق بيبلو بمعنى ليبلو المؤمنين بالكافرين ..

(وَالَّذِينَ قُتِلُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. قتلوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة.

(فِي سَبِيلِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بقتلوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة والجملة الفعلية «قتلوا في سبيل الله» صلة الموصول لا محل لها.

(فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «الذين» الفاء واقعة في جواب «الذين» المتضمن معنى الشرط أي بمعنى «من» لن : حرف نصب ونفي واستقبال. يضل : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أعمال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : فلن يضيع أعمالهم.

(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) (٥)

(سَيَهْدِيهِمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «الذين قتلوا» في الآية الكريمة السابقة. السين حرف تسويف ـ استقبال للقريب .. يهدي :

٣٤٥

فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به بمعنى سيهديهم الله إليه أو سيهدي من بقي حيا إلى طريق الجنة.

(وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يهدي» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة على آخره. بال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. بمعنى : وسيصلح الله تعالى حالهم وشأنهم أي حال الذين قتلوا في سبيله سبحانه فيتجاوز عن سيئاتهم.

(وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) (٦)

(وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ) : تعرب إعراب «ويصلح بالهم» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول حرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. و «الجنة» مفعول «يدخل» الثاني. الأصل : ويدخلهم إلى الجنة فلما حذف حرف الجر انتصب المجرور مفعولا به للفعل «يدخل» أي عدي إليه مباشرة.

(عَرَّفَها لَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الجنة» أو تكون لا محل لها لأنها صلة موصول محذوف. التقدير : الجنة التي عرفها لهم وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين المتصل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بعرف.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) (٧)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «أي» أو عطف بيان لها أي لأي. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو

٣٤٦

الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أي آمنوا بالله ورسوله.

(إِنْ تَنْصُرُوا) : حرف شرط جازم. تنصروا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى إن تنصروا دين الله ورسوله بالدفاع عنه.

(اللهَ يَنْصُرْكُمْ) : لفظ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. ينصركم : فعل مضارع مجزوم بإن لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «ينصركم» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها بمعنى ينصركم على عدوكم ويفتح لكم.

(وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «ينصركم» وتعرب إعرابها. أقدامكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ويثبت أقدامكم في مواطن الحرب.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (٨)

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو حرف عطف. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية «تعسا لهم» في محل رفع خبر «الذين» على تأويل : فقضى الله تعسا لهم» ويجوز أن يكون «الذين» في محل نصب مفعولا به بالفعل الذي يفسره «تعسا» بتقدير : أتعس الله الذين كفروا. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَتَعْساً لَهُمْ) : الفاء واقعة في جواب «الذين» المتضمن معنى «من» الشرطية. تعسا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف من جنس

٣٤٧

المصدر أي أتعسهم الله تعسا. أو يكون مفعولا به بفعل محذوف تقديره فقضى الله تعسا لهم. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «تعسا».

(وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على الجملة الفعلية التي نصب «تعسا» بفعلها على معنى فقال لهم تعسا أو فقضى تعسا لهم وأضل أعمالهم أي وأحبط أعمالهم. أضل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. أعمال : مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (٩)

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا) : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى : ذلك الإضلال. اللام للبعد والكاف للخطاب. الباء حرف جر و «أن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن». كرهوا : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «أن» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع متعلق بخبر «ذلك» التقدير : ذلك الاضلال كائن بسبب كراهتهم. أو ذلك الإهلاك ..

(ما أَنْزَلَ اللهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «أنزل الله» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما أنزله الله أي القرآن وما أنزل الله فيه من الأحكام.

(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) : الفاء سببية. أحبط : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أعمال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

٣٤٨

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها) (١٠)

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا) : الهمزة همزة تأنيب وتقرير بلفظ استفهام. الفاء عاطفة على محذوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يسيروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى ألم يسيحوا ..

(فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) : جار ومجرور متعلق بيسيروا. فينظروا : معطوفة بالفاء على جملة «يسيروا» وتعرب إعرابها.

(كَيْفَ كانَ) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل «ينظر». كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» المقدم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح بمعنى فيتأكدوا بأنفسهم كيف كان مصير الذين سبقوهم.

(عاقِبَةُ الَّذِينَ) : اسم «كان» مرفوع بالضمة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(مِنْ قَبْلِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقروا .. مضوا .. كانوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «مضوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى فيروا آثار المدمر من عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم من الأمم المتجبرة.

(دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ) : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بدمر وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله يدل عليه بمعنى : دمر ما اختص بهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم بمعنى استأصل ذلك المختص بهم من أهليهم وأنفسهم وأموالهم.

(وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها) : الواو استئنافية. للكافرين : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين

٣٤٩

المفرد وحركته. أمثال : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه يعود للعاقبة المذكورة أو للهلكة لأن التدمير يدل عليها.

(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) (١١)

(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الباء حرف جر أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ. التقدير : ذلك التدمير واقع بسبب أن الله.

(مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) : خبر «أن» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : ناصر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَأَنَّ الْكافِرِينَ) : الواو عاطفة. أن : اعرب. الكافرين : اسم «أن» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(لا مَوْلى لَهُمْ) : الجملة في محل رفع خبر «أن». لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن» مولى : اسم «لا» مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف بمعنى لا ناصر لهم.

(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) (١٢)

(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يدخل : فعل مضارع مرفوع

٣٥٠

بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يدخل الذين» في محل رفع خبر «إن».

(الَّذِينَ آمَنُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي بالله ورسوله.

(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. جنات : مفعول به ثان للفعل «يدخل» يعرب إعراب الصالحات.

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» التقدير : تجري الأنهار كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة أي من تحت بساتينها وغرفها.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : تعرب إعراب «آمنوا».

(يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياما قلائل. ويأكلون : معطوفة بالواو على «يتمتعون» وتعرب مثلها.

(كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) : الكاف حرف جر. ما : مصدرية. تأكل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الأنعام : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «تأكل الأنعام» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «ما» المصدرية وما بعدها

٣٥١

بتأويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف. التقدير : يأكلون أكلا مثل أكل الأنعام.

(وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من الكافرين. النار : مبتدأ مرفوع بالضمة. مثوى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف قبل تنوينها ونونت الكلمة لأنها اسم مقصور مذكر نكرة. لهم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مثوى» و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.

(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) (١٣)

(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) : الواو استئنافية. كأين : اسم بمعنى «كم» الخبرية وهي كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ لأن الفعل بعدها استوفى مفعوله. من : حرف جر بياني. قرية : تمييز «كأين» مجرور بمن. والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من «كأين» والمراد بالقرية : أهل قرية بدليل «أهلكناهم» فحذف المضاف «أهل» وأقيم المضاف إليه «قرية» مقامه بتقدير : وكم من قوم هم أشد قوة من قومك الذين أخرجوك ..

(هِيَ أَشَدُّ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ـ نعت ـ لقرية. هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أشد : خبر «هي» مرفوع بالضمة.

(قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ) : تمييز منصوب بالفتحة المنونة. من قريتك : جار ومجرور متعلق بأشد والكاف ضمير المخاطب المتصل في محل جر مضاف إليه.

(الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للقرية ـ قريتك ـ أخرجتك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى أخرجك قومها والقرية هي «مكة» و «أخرجوك» بمعنى كانوا سببا في خروجك.

٣٥٢

(أَهْلَكْناهُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كأين» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(فَلا ناصِرَ لَهُمْ) : الفاء استئنافية. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». ناصر : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب اسمها وخبرها محذوف وجوبا تقديره : موجود. لهم : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.

(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) (١٤)

(أَفَمَنْ كانَ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «كان على بينة» صلة الموصول لا محل لها.

(عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بخبر «كان». من ربه : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بينة» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى على حجة ظاهرة من ربه.

(كَمَنْ زُيِّنَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ «من» من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. زين : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والجملة الفعلية «زين له سوء عمله» صلة الموصول لا محل لها.

(لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) : جار ومجرور متعلق بزين. سوء : نائب فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. عمله : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى من زين الشيطان له سوء عمله.

٣٥٣

(وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) : الواو عاطفة. اتبعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أهواء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

** (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة. المعنى : كم من أهل قرية هم أشد قوة من أهل قريتك أي من قومك الذين أخرجوك أو كانوا سببا في خروجك من مكة أهلكناهم فلا ناصر ينصرهم وحذف المضاف «أهل» الذي لا بد من تقديره بسبب قوله : أهلكناهم فلا ناصر لهم.

** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : لما خرج رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ تلقاء الغار نظر إلى مكة فقال أنت أحب بلاد الله إلي ولو لا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.

** (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : أفمن كان على حجة ظاهرة من ربه وهي القرآن كمن زين أي حسن الشيطان له قبيح عمله كعبادة الأوثان واتبع هواه الباطل في عبادة الأصنام وجاء الفعل للمجموع في «اتبعوا» والضمير أيضا في «أهوائهم» محمولا على معنى «من» لا لفظها وفي الفعل «كان» والضمائر في «ربه» و «له» و «عمله» محمولا على لفظ «من» لا معناها لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى.

** (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الخامسة عشرة .. المعنى والتقدير : أمثل الجنة أي صفة الجنة العجيبة الشأن .. وفي القول الكريم تأويل لا يخلو من الطلاوة ذكره الزمخشري أدرجه هنا للاستمتاع والفائدة .. التقدير : أمثل الجنة وهو كلام في صورة الإثبات ومعنى النفي والإنكار ودخوله في حيز كلام مصدر بحرف الإنكار وانخراطه في سلكه لانطوائه تحت حكمه وهو قوله تعالى في الآية الكريمة السابقة : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) بتقدير : أمثل الجنة كمن هو خالد في النار؟ حرف الإنكار زيادة تصوير المكابرة من يسوي بين المتمسك بالبينة والتابع لهواه وأنه بمنزلة من يثبت التسوية بين الجنة التي تجري فيها تلك الأنهار وبين النار التي يسقى أهلها الماء الحميم.

** (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة عشرة .. المعنى : ومن الكفار منافقون يستمعون إلى كلامك يا محمد حتى إذا خرجوا من مجلسك الذي تعظ فيه وتخطب سألوا صحابتك مستهزءين ما ذا قال النبي الساعة أي قبل قليل. وبعد حذف المضاف «كلام» أوصل حرف الجر «إلى» إلى المضاف إليه ـ ضمير المخاطب ـ الكاف ـ فصار : إليك .. وجاء الفعل «يستمع» بصيغة الإفراد على لفظ «من» لا معناها وبصيغة الجمع في «خرجوا .. قالوا .. أولئك» على معنى «من» لا لفظها لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى .. أما لفظة «آنفا» فتعني الزمن الماضي القريب وهو ظرف بمعنى وقتا مؤتنفا أي مبتدأ فيه منذ أقرب وقت أي أول وقت يقرب منا أي منذ ساعة وهو مأخوذ من قولهم : أنف الشيء لما تقدم منه مستعار من

٣٥٤

الجارحة ـ العضو .. أي الأنف ـ واللفظة «آنفا» منصوبة على الظرفية ولا تضاف أو تعرف بالألف واللام أي من الصحيح أن يقال : إن الموضوع المذكور آنفا .. أو قبل هذا الوقت أفصح من قولنا : إن الموضوع آنف الذكر أو الآنف الذكر لأن لفظة «المذكور» تكون صفة للموضوع ولأن لفظة «آنفا» يجب أن تكون نكرة منونة. ويقال : أنف الرجل من الشيء يأنف ـ أنفا .. والاسم «الأنفة» بمعنى : استنكف وترفع وتنزه عنه فهو أنوف ـ فعول بمعنى فاعل. والفعل من باب «طرب» وهو أنف أيضا وهذه اللفظة تطلق على البعير الذي يشكو أنفه من البرة أي الحلقة وجاء في الحديث : «المؤمن كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ» نقله الجوهري وذلك للوجع الذي به فهو ذلول ـ فعول بمعنى مفعول ـ منقاد. ومثل «آنفا» سالفا. وعلى ذكر «الأنف» يقال : دس فلان أنفه في الشيء .. كناية عن معنى : أدخله فيه وأخفاه .. من أسماء الأنف : المعطس ـ بفتح الميم وكسر الطاء ـ و «المنخر» بفتح الميم وكسرها وفتح الخاء وكسرها .. وهو حاسة الشم أو عضو حاسة الشم. و «الأنفة» عزة النفس .. ويقال : مات الرجل حتف أنفه : أي موتا طبيعيا.

** (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) : المعنى : أغلق الله قلوبهم عن الفهم والإدراك والطبع على الشيء والختم عليه بمعنى واحد والشيء لا يختم إلا بعد إغلاقه.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في شأن المنافقين الذين كانوا يسمعون كلام النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلا يعونه ـ أي يدركونه أو يفهمونه ـ فإذا خرجوا سألوا المؤمنين : ما ذا قال آنفا؟

** (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة العشرين و «أولى لهم» على وزن ـ أفعل ـ من الولي : وهو القريب ومعناه : فويل لهم أي الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه وفي الكلمة وعيد وتهديد وهي لفظة تهديد عند العرب معناها : فهلاك قريب الحصول لهم .. أي أصابهم الله بالمكروه واللفظة مشتقة من «الولى» وهو القريب فيكون دعاء عليهم بأن يقرب منهم المكروه أو مشتقة من «آل» فيكون دعاء عليهم بأن يؤول أمرهم إلى المكروه.

** (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والعشرين .. المعنى : فإذا جد الأمر .. والعزم والجد لأصحاب الأمر وإنما يسندان إلى الأمر إسنادا مجازيا بمعنى : فإذا عزم أصحاب الأمر مثل قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي من عزم أصحاب الأمور.

** (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين وفيه نقل الكلام من الغيبة في الآية الكريمة السابقة «فلو صدقوا الله ..» إلى الخطاب «عسيتم .. توليتم .. تفسدوا .. تقطعوا أرحامكم» على طريقة الالتفات ـ وهو ضرب من ضروب البلاغة العربية ـ ليكون أبلغ في التوكيد بمعنى : هل يتوقع منكم؟

** (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين وفيه حذف النعت أو البدل المشار إليه أي «أولئك» المفسدون الظالمون المتخلفون عن الجهاد المقطعون الأرحام هم الذين لعنهم الله فأصم آذانهم عن استماع الحق.

(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) (١٥)

٣٥٥

(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الجنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للجنة والجملة الفعلية بعده «وعد المتقون فيها» صلة الموصول لا محل لها.

(وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. المتقون : نائب فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى التي وعد الله بها المتقين.

(فِيها أَنْهارٌ) : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. أنهار : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية «فيها أنهار» لا محل لها من الإعراب لأنها داخلة في حكم الصلة كالتكرير لها بتقدير : التي فيها أنهار ويجوز أن تكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي فيها أنهار ويجوز أن تكون في محل نصب حالا بتقدير مستقرة فيها أنهار.

(مِنْ ماءٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أنهار» بمعنى : جارية من ماء و «من» حرف جر بياني لبيان جنس الأنهار وتمييز له. ماء : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : فيها أنهار هي ماء ..

(غَيْرِ آسِنٍ) : صفة ـ نعت ـ لماء مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. آسن : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة بمعنى غير متغير طعمه.

(وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «فيها أنهار من ماء» وتعرب إعرابها.

(لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للبن. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يتغير : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره. طعمه : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ) : تعرب إعراب «وأنهار من لبن» لذة : صفة ـ نعت ـ لخمر بمعنى : لذيذة مجرورة مثلها وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ

٣٥٦

الكسرة المنونة أو تكون «لذة» وصفا بالمصدر أي ذات لذة. مؤنث «لذ» أي لذيذ.

(لِلشَّارِبِينَ) : جار ومجرور متعلق بلذة .. بتأويل فعله «لذت» أو بصفة محذوفة من «لذة» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد «الشارب» وهو اسم فاعل.

(وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) : معطوفة على جملة «أنهار من ماء غير آسن» وتعرب إعرابها. وعلامة جر الصفة «مصفى» الكسرة المنونة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها ونونت لأن الاسم منقوص نكرة مذكر.

(وَلَهُمْ فِيها) : الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من المبتدأ المؤخر لأنه صفة له قدمت عليه.

(مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) : حرف جر زائد. كل : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر. الثمرات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. ويجوز أن يكون الجار والمجرور «من كل الثمرات» متعلقا بصفة محذوفة لمبتدإ مؤخر محذوف اختصارا لأن ما بعده يدل عليه. التقدير : فيها ثمر من كل الثمرات.

(وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) : معطوف بالواو على «ثمر من كل الثمرات» أي فيها ثمر من كل الثمرات وفيها مغفرة من ربهم أو بمعنى : ولهم مغفرة من ربهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(كَمَنْ هُوَ خالِدٌ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ «مثل الجنة» من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خالد : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. والجملة الاسمية «هو خالد في النار» صلة الموصول لا محل لها. المعنى : أمثل

٣٥٧

أهل الجنة على هذه الصفات كمثل جزاء من هو خالد في النار. الجواب : لا .. لا يستوي الفريقان.

(فِي النَّارِ وَسُقُوا) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «خالد» الواو عاطفة. سقوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة.

(ماءً حَمِيماً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. حميما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ماء» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ماء شديد الحرارة.

(فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) : الفاء عاطفة للتسبيب. قطع : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو لشدة حرارته وغليانه. أمعاء : مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) (١٦)

(وَمِنْهُمْ مَنْ) : الواو استئنافية. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر والجملة الفعلية بعده «يستمع إليك» صلة الموصول لا محل لها.

(يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إليك : جار ومجرور متعلق بيستمع.

(حَتَّى إِذا خَرَجُوا) : حرف غاية وابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط ـ غير جازمة ـ خافض لشرطه متعلق بجوابه. خرجوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

٣٥٨

(مِنْ عِنْدِكَ) : جار ومجرور متعلق بخرجوا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والجار والمجرور «خرجوا من عندك» في محل جر مضاف إليه بمعنى : تركوك.

(قالُوا لِلَّذِينَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وتعرب إعراب «خرجوا» اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقالوا والجملة الفعلية بعدها «أوتوا العلم» صلة الموصول لا محل لها.

(أُوتُوا الْعِلْمَ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهم صحابة الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(ما ذا قالَ آنِفاً) : الجملة في محل نصب مفعول به بقالوا ـ مقول القول ـ ما ذا : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «قال». قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. آنفا : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بقال وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ما ذا قال محمد منذ ساعة!؟

(أُولئِكَ الَّذِينَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر المبتدأ «أولئك».

(طَبَعَ اللهُ) : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «طبع الله» صلة الموصول لا محل لها.

(عَلى قُلُوبِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بطبع و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى أغلقها عن الفهم والإدراك.

٣٥٩

(وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) : الواو عاطفة. اتبعوا : تعرب إعراب «خرجوا» أهواء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «اتبعوا أهواءهم» لا محل لها لأنها داخلة في حكم الصلة.

(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (١٧)

(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) : الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اهتدوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المقصورة المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة.

(زادَهُمْ هُدىً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول لأن المعنى أعطاهم الله هدى بالتوفيق. هدى : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها لأنها اسم مقصور ثلاثي نكرة.

(وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «زادهم هدى» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «آتى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «هم» في «تقواهم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه أي يبين لهم ما يخافون به الله.

(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١٨)

(فَهَلْ يَنْظُرُونَ) : الفاء استئنافية. هل : حرف استفهام لا عمل له يفيد النفي هنا بمعنى : ما. ينظرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : ما ينتظرون. المراد بهم : أهل مكة.

٣٦٠