إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

(أَنْ كُنْتُمْ) : حرف مصدري. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «كنتم قوما مسرفين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي لأن كنتم ـ لكونكم ـ والجار والمجرور متعلق أو في محل نصب مفعول لأجله.

(قَوْماً مُسْرِفِينَ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مسرفين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» وعلامة نصبه الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى مسرفين على أنفسكم.

(وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) (٦)

(وَكَمْ أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. كم : خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «أرسل». أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ نَبِيٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كم» و «من» حرف جر بياني ـ من .. البيانية للاسم «كم» و «نبي» مميز «كم» مجرور لفظا بمن. التقدير : عددا كثيرا حال كونه من الأنبياء أرسلنا من قبلك يا محمد.

(فِي الْأَوَّلِينَ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد أي في الأقدمين.

(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٧)

(وَما يَأْتِيهِمْ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. يأتي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى وما أتاهم أي الحالة مستمرة.

(مِنْ نَبِيٍ) : حرف جر زائد لتأكيد ـ توكيد معنى النفي. نبي : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «يأتي».

١٤١

(إِلَّا كانُوا بِهِ) : أداة حصر لا عمل لها. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بيستهزءون.

(يَسْتَهْزِؤُنَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .. وهذا القول الكريم بمعنى : سخروا به وكذبوا رسالته.

(فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) (٨)

(فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ) : الفاء استئنافية. أهلك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أشد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(مِنْهُمْ بَطْشاً) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأشد. بطشا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والضمير «هم» يعود للقوم المسرفين.

(وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) : الواو عاطفة. مضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. مثل : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. الأولين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى وسلف في القرآن في غير موضع منه ذكر قصتهم التي سارت مثلا.

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (٩)

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. سألت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «إن سألتهم ..» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه فلا

١٤٢

محل لها من الإعراب وجواب الشرط محذوف لأن جواب القسم دل عليه أو يكون جواب القسم قد سد مسد الجوابين.

(مَنْ خَلَقَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية «خلق» وما بعدها في محل رفع خبر «من» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

(لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَ) : الجملة الفعلية جواب القسم المقدر لا محل لها. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. يقولن : فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها. خلقهن : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.

(الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) : فاعل مرفوع بالضمة وهو في الأصل صفة لفاعل «خلق» الموصوف. المعنى : خلقهن الله العزيز العليم .. و «العليم» صفة ثانية للموصوف لفظ الجلالة وهو مرفوع بالضمة.

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٠)

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة أخرى للفظ الجلالة أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

١٤٣

لكم : جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين.

(الْأَرْضَ مَهْداً) : مفعولا «جعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة ونون آخر الثاني «مهدا» لأنه نكرة. والجملة الفعلية (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) صلة الموصول لا محل لها وعدي الفعل «جعل» إلى المفعولين لأنه على معنى «صير» أما إذا أريد بالفعل «جعل» معنى «خلق» فتكون «الأرض» مفعولا به و «مهدا» حالا من «الأرض» أي يتعدى الفعل على هذا المعنى إلى مفعول واحد. والوجه أن يكون الفعل على معنى «صير».

(وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً) : الجملة الفعلية معطوفة بواو العطف على جملة (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) وتعرب إعرابها. فيها : الجار والمجرور في محل نصب لأنه في مقام مفعول «جعل» الثاني بمعنى جعل لكم الأرض فرشا وجعل لكم فيها طرقا. أو يكون الجار والمجرور على الوجه الثاني من إعراب «جعل» في محل نصب حالا مقدمة من «سبلا».

(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تهتدون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (١١)

(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) : هذا القول الكريم معطوف بالواو على (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ) الوارد في الآية السابقة ويعرب مثله.

(بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ) : جار مجرور متعلق بصفة محذوفة من «ماء» أي بمقدار معين بمعنى : مقدرا بقدر أي بقدر الحاجة. الفاء استئنافية. أنشر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. به : جار ومجرور متعلق بأنشر بمعنى : فأحيينا بالماء بمعنى بالمطر النازل من السحاب.

١٤٤

(بَلْدَةً مَيْتاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ميتا : صفة ـ نعت ـ لبلدة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة. ولم يقل : ميتة لأن «ميتا» يستوي فيه المذكر المؤنث.

(كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ بمعنى مثل ذلك أي على هذا الشكل من الإحياء تخرجون من قبوركم والجملة الفعلية «تخرجون» في محل رفع خبر المبتدأ أو تكون الكاف في محل نصب صفة ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : تخرجون خروجا من قبوركم مثل ذلك الإحياء. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. تخرجون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى على هذا النحو تخرجون من قبوركم.

(وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ) (١٢)

(وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ) : معطوف بالواو على «الذي جعل الأرض» في الآية الكريمة العاشرة ويعرب إعرابه.

(كُلَّها) : توكيد للأزواج منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ) : يعرب إعراب (وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها) الوارد في الآية الكريمة العاشرة ويعرب مثله. والأنعام : معطوفة بالواو على «الفلك» ويعرب إعرابه بمعنى : وخلق الأصناف كلها وجعل لكم من السفن والبهائم.

(ما تَرْكَبُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تركبون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها .. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما تركبونه على لفظ «ما» وعلى المعنى : التقدير ما تركبونها.

١٤٥

(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (١٣)

(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. تستووا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى لتجلسوا. على ظهره : جار ومجرور متعلق بتستووا والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه يعود على لفظ «ما» والجملة الفعلية «تستووا على ظهوره» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجعل.

(ثُمَّ تَذْكُرُوا) : حرف عطف. تذكروا : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «تستووا» وتعرب إعرابها.

(نِعْمَةَ رَبِّكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ربكم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور.

(إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ) : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتذكروا وهو هنا لحكاية الحال فلا يراد به المستقبل بمعنى : حين. استويتم : الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. عليه : جار ومجرور متعلق باستويتم وذكر الضمير في «عليه» لأنه عائد على لفظ «ما».

(وَتَقُولُوا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «تذكروا» وتعرب إعرابها وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

١٤٦

(سُبْحانَ الَّذِي) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : نسبح. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية «سخر لنا هذا» صلة الموصول لا محل لها.

(سَخَّرَ لَنا هذا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسخر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به يعود على «ما» بمعنى : ذلل لنا هذا المركوب وجملة «سبحان الذي ..» بمعنى التحميد أي الحمد لله.

(وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». له : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» و «مقرنين» خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى مطيقين. بمعنى وما كنا قادرين لتسخيره وركوبه.

(وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) (١٤)

(وَإِنَّا) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ منقلبون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : لراجعون.

(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ) (١٥)

(وَجَعَلُوا لَهُ) : الواو عاطفة. جعلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. له : جار ومجرور متعلق بجعلوا.

١٤٧

(مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) : جار ومجرور في محل نصب بمقام المفعول الثاني لجعلوا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه. جزءا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والقول متصل بقوله تعالى : ولئن سألتهم ـ أي ولئن سألتهم عن خالق السموات والأرض ليعترفن به وقد جعلوا له مع ذلك الاعتراف من عباده جزءا فوصفوه بصفات المخلوقين بمعنى : إن له ولدا وإن الملائكة بناته فجعلوهم جزءا له وبعضا منه.

(إِنَّ الْإِنْسانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الإنسان : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(لَكَفُورٌ مُبِينٌ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ كفور : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لكفور مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى : لشديد الكفر وهو من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ.

(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) (١٦)

(أَمِ اتَّخَذَ) : حرف عطف للإضراب بمعنى «بل» وكسر آخره لالتقاء الساكنين والهمزة في «أم» للانكار وهي مقدرة تجهيلا لهم وتعجيبا من شأنهم. اتخذ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى فهل اتخذ.

(مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ) : أصله : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مدغم بنون «من» ولهذا شدد مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق باتخذ. يخلق : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بنات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة الفعلية «يخلق بنات» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : مما يخلقه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «يخلق بنات» صلة حرف مصدري لا

١٤٨

محل لها و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بمن. التقدير : من خلقه. والجار والمجرور متعلق باتخذ. أو من مخلوقاته. بنات لنفسه.

(وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «اتخذ» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : واختصكم. بالبنين : جار ومجرور متعلق بأصفى وعلامة جر الاسم الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (١٧)

(وَإِذا بُشِّرَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه مبني على السكون متضمن معنى الشرط. بشر : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والجملة الفعلية «بشر أحدهم» في محل جر مضاف إليه.

(أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ) : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق ببشر. ضرب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «ضرب للرحمن مثلا» صلة الموصول لا محل لها.

(لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَ) : جار ومجرور متعلق بضرب بمعنى وإذا بشر أحد المشركين بولادة بنت له. مثلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ظل : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» بمعنى : صار مبني على الفتح.

(وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) : اسم «ظل» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. مسودا : خبر «ظل»

١٤٩

منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «ظل وجهه مسودا» جواب شرط غير جازم لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير بما ضربه للرحمن مثلا وعلى هذا التقدير تكون كلمة «مثلا» تمييزا وعلى المعنى مفعولا به ثانيا لأن المعنى بما ضربه أي بالجنس الذي جعله للرحمن مثلا أي شبها بمعنى بأنثى ولدت له أي لأحدهم.

(وَهُوَ كَظِيمٌ) : الواو حالية. والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «وجهه». هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كظيم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة وهو من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ أي ظل وجهه مسودا من الغيظ والغم وهو ممسك على غمه مخفيا إياه.

(أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (١٨)

(أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. الواو عاطفة على فعل مضمر بتقدير : أو يجعل للرحمن من الولد من ينشأ في الحلية. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بالفعل المقدر. ينشأ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «ينشأ ..» صلة الموصول لا محل لها.

(فِي الْحِلْيَةِ) : جار ومجرور متعلق بينشأ بمعنى من يربى في الزينة والنعمة أي البنات أي جعلوا له حصة منهن.

(وَهُوَ فِي الْخِصامِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. في الخصام : جار ومجرور متعلق بالخبر بمعنى وهو عاجز عن إظهار حجته في الجدال.

(غَيْرُ مُبِينٍ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة. مبين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى غير فصيح.

١٥٠

(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) (١٩)

(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ) : الواو عاطفة. جعلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الملائكة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : وسموا الملائكة ..

(الَّذِينَ هُمْ عِبادُ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ للملائكة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. عباد : خبر «هم» مرفوع بالضمة وهو مضاف والجملة الاسمية «هم عباد الرحمن» صلة الموصول لا محل لها.

(الرَّحْمنِ إِناثاً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. إناثا : مفعول به ثان منصوب بجعلوا وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وسموهم إناثا. وقيل : المعنى : واعتقدوا .. وقد تعدى إلى مفعولين أو واعتبروا ..

(أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. شهدوا : تعرب إعراب «جعلوا». خلق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى هل حضروا إيجادهم؟

(سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) : السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. تكتب : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة. شهادة : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. يسألون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى ويسالون عن هذا القول أو الشهادة يوم القيامة وفيه وعيد لهم.

(وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ) (٢٠)

١٥١

(وَقالُوا) : الواو حرف عطف. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لَوْ شاءَ) : الجملة الشرطية مع الجواب في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لو : حرف شرط غير جازم. شاء : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى : لو أراد الرحمن أي الله.

(الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ) : فاعل مرفوع بالضمة. ما : نافية لا عمل لها. عبد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «ما عبدناهم» جواب شرط غير جازم فلا محل لها من الإعراب بمعنى ما عبدنا الملائكة.

(ما لَهُمْ بِذلِكَ) : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. الباء حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالباء. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور متعلق بعلم بمعنى ما لهم بما يقولونه أو بقولهم علم أو بما يدعون من علم أي دليل علمي مقبول.

(مِنْ عِلْمٍ إِنْ) : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. علم : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر. إن : مخففة مهملة بمعنى «ما».

(هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. إلا : أداة حصر لا عمل لها. يخرصون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يكذبون.

(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) (٢١)

(أَمْ آتَيْناهُمْ) : حرف عطف بمعنى «بل» والهمزة المقدرة معناها التعجيب بلفظ استفهام أي هل أعطيناهم. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون

١٥٢

في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول .. أو بمعنى هل أنزلنا إليهم كتابا يؤيد ما قالوه ويجيز لهم عبادة الأصنام .. المراد : لا لم يقع ذلك.

(كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ) : مفعول به ثان منصوب بآتى وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من قبله : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كتابا» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه بمعنى من قبل القرآن يؤيد مذهبهم.

(فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) : الفاء سببية أو استئنافية للتعليل. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين في محل رفع مبتدأ. به : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» مستمسكون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) (٢٢)

(بَلْ قالُوا) : حرف إضراب للاستئناف. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» وحذفت إحدى النونين تخفيفا. وجدنا : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. آباء : مفعول به منصوب بالفتحة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ في محل جر مضاف إليه.

(عَلى أُمَّةٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من «الآباء» بمعنى : على طريقة أو على دين بمعنى : لا لم يأتهم كتاب يؤيد مذهبهم بل قالوا.

(وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ) : معطوف بالواو على «إنا» ويعرب إعرابه. على آثار : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «مهتدون» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير

١٥٣

الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى مهتدون في سيرنا نتبع طريقة آبائنا ونسلك طريقهم.

(مُهْتَدُونَ) : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : سائرون.

(وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (٢٣)

(وَكَذلِكَ) : الواو استئنافية. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف بتقدير ومثل ذلك أي ومثل حال الكاذبين حال مترفيهم أو مثل ذلك القول الذي ساقه المشركون قال المترفون المنعمون فتكون الجملة الفعلية «قال المترفون» في محل رفع خبر المبتدأ. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

(ما أَرْسَلْنا) : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ قَبْلِكَ) : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «نذير» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(فِي قَرْيَةٍ) : جار ومجرور متعلق بأرسل وأصله : في أهل قرية فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه «قرية» مقامه.

(مِنْ نَذِيرٍ) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. نذير : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول «أرسل».

(إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها) : أداة حصر لا عمل لها. قال : فعل ماض مبني على الفتح. مترفو : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون ـ أصله مترفون ـ للاضافة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

١٥٤

(إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابقة.

(قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (٢٤)

(قالَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة استفهام داخلة على واو عطف على معطوف محذوف بتقدير : أتتبعون آباءكم ولو جئتكم .. لو : حرف شرط غير جازم بمعنى «إن» وحذف جوابه لتقدم معناه. جئت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور بأهدى : جار ومجرور متعلق بفعل «جئت» وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر ولم ينون آخره لأنه اسم ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ـ ومن وزن الفعل بمعنى : بدين أهدى من دينكم أي أهدى إلى طريق الحق من دين آبائكم .. ويجوز أن تكون الألف في «أولم» الف إنكار بلفظ استفهام والواو حالية و «لو» مصدرية وتكون جملة «جئتكم ..» صلة حرف مصدري لا محل لها وتكون «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي حتى مع مجيء أي حتى مع مجيئكم من قبلي بدين أهدى من دين آبائكم ويكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من ضمير المخاطبين.

(مِمَّا وَجَدْتُمْ) : أصله : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مدغم بنون «من» فشدد الميم .. مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأهدى. وجدت : تعرب إعراب «جئت» والميم علامة جمع الذكور وجملة «وجدتم ..» صلة الموصول لا محل لها.

١٥٥

(عَلَيْهِ آباءَكُمْ) : جار ومجرور متعلق بوجد أو في مقام المفعول به الثاني للفعل بمعنى وجدتموهم كائنين عليه. آباءكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وجدتموهم كائنين عليه.

(قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة والجملة المؤولة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» وحذفت إحدى النونين تخفيفا الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق باسم الفاعلين «كافرون» الجملة الفعلية «أرسلتم» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور. به : جار ومجرور متعلق بأرسلتم والضمير عائد إلى الاسم الموصول «ما». كافرون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (٢٥)

(فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) : الفاء سببية. انتقم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بفعل «انتقمنا» بمعنى : فانتقمنا منهم بقلعهم .. أي إهلاكهم واستئصالهم.

١٥٦

(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ) : الفاء استئنافية. انظر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة بعدها في محل نصب مفعول به. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» المقدم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح وذكر الفعل واسمه «عاقبة» لأن «العاقبة» مؤنث غير حقيقي أو بمعنى مصير.

(عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة. المكذبين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) (٢٦)

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ) : الواو عاطفة. إذ : ظرف زمان مبني على السكون بمعنى «حين» متعلق بفعل محذوف تقديره : واذكر يا محمد حين. قال : فعل ماض مبني على الفتح أو يكون «إذ» اسما مبنيا على السكون في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف تقديره : اذكر. إبراهيم : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والجملة الفعلية «قال إبراهيم ..» في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد «إذ».

(لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ) : جار ومجرور متعلق بقال وعلامة جر الاسم الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه وقومه : معطوف بالواو على «أبيه» ويعرب إعرابه وعلامة جره الكسرة.

(إِنَّنِي بَراءٌ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». براء : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(مِمَّا تَعْبُدُونَ) : جار ومجرور متعلق ببراء وهو مكون من «من» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. تعبدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون

١٥٧

والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : مما تعبدونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعبدون» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن بتقدير : إنني ذو براء من معبودكم .. من الأصنام. أي بريء ..

(إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) (٢٧)

(إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) : أداة استثناء. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا وهو استثناء منقطع بتقدير لكن الذي فطرني وهو الله هو الذي أعبده أو يكون في محل جر بدلا من الاسم الموصول «ما» في «مما» في الآية الكريمة السابقة بمعنى : إلا الذي. والتقدير على التفسير «إنهم قالوا كانوا يعبدون الله مع أوثانهم» وأن تكون «إلا» صفة بمعنى «غير» على أن تكون «ما» في «ما تعبدون» موصوفة بتقدير : إنني براء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني. فطرني : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. النون للوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به بمعنى : خلقني.

(فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) : الفاء استئنافية تفيد التعليل. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. يهدين : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. النون نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا ومراعاة لرءوس الآيات ـ أي فواصل الآي ـ ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به والكسرة دالة على الياء المحذوفة والجملة الفعلية «سيهديني» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : سيرشدني إلى الطريق القويم والدين الحق.

(وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٢٨)

١٥٨

(وَجَعَلَها كَلِمَةً) : الواو استئنافية. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. كلمة : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وجعل إبراهيم كلمة التوحيد التي تكلم بها وهي قوله : (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي).

(باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) : صفة ـ نعت ـ لكلمة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة وقيل إن «ها» في جعلها بمعنى : جعلها الله كلمة باقية. في عقبه : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلة «باقية» بتأويل الفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه بمعنى : في ذريته.

(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «لعل» والجملة الفعلية «يرجعون» في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : لكي يرجع إلى كلمة التوحيد المشركون أو يعودون إلى الله بالتوبة فيتعظوا ..

** (وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. المعنى : ما أرسلنا من قبلك يا محمد في أهل قرية نذيرا إلا قال المترفون المنعمون ـ اسم مفعول ـ ممن أبطرتهم النعمة ونعمتهم وهم الزعماء في الأمم السابقة وحذف المضاف «أهل» وأقيم المضاف إليه «قرية» مقامه.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في الوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأبي جهل وعتبة وشيبة ـ ابني ربيعة من قريش.

** (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والعشرين أي قال لهم رسولهم أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بشيء هو أهدى لكم أو بدين أهدى لكم إلى طريق الحق من دين آبائكم فحذف الموصوف «دين» وحلت صفته «أهدى» محله.

** (بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. المعنى : بل متعت هؤلاء المعاصرين لك يا محمد من أهل مكة أو هؤلاء المشركين ومتعت آباءهم قبلهم في الدنيا ليزدادوا إثما حتى جاءهم القرآن أو كلمة التوحيد أو دعوة التوحيد ورسول مبين لهم التوحيد بالحجج والآيات وهو محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فحذف المشار إليه الصفة أو البدل «المعاصرين» كما حذف مفعول اسم الفاعل «مبين» وهو «التوحيد» كما حذف المشار إليه بعد «هذا» في الآية الكريمة التالية «قالوا هذا» أي هذا الذي جاء به محمد.

١٥٩

** (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. المعنى : هلا أنزل هذا القرآن على رجل من أهل مكة أو من أهل الطائف يكون عظيما : أي ذا وجاهة وثروة .. قال المصحف المفسر : وأما محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فهو وإن كان من أشرفهم نسبا وأرفعهم بيتا إلا أنه كان فقيرا معتزلا .. ويعنون سيدا في قومه من عظماء مكة وساداتها أو من الطائف.

** (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة الثانية والثلاثين .. المعنى أهم أي المشركون يقسمون نبوة ربك على حسب أهوائهم والمراد بقولهم في الآية الكريمة السابقة «على رجل من القريتين عظيم» هو من إحدى القريتين وحذف المضاف «احدى» وحل المضاف إليه محله بمعنى : على رجل من أهل مكة ورجل من أهل الطائف أي من رجلي القريتين و «هذا القرآن» ذكر له على وجه الاستهانة.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة ردا على المشركين الذين طلبوا جعل النبوة في أحد عظيمين ـ على حسب قولهم ـ وذكر ابن عباس : أن العرب قالوا : وإذا كان النبي بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة .. واللذان طلبهما المشركون : هما الوليد بن المغيرة من مكة وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف. فجاء قول الله تعالى ردا عليهم : أهم يقسمون النبوة حسب مزاجهم؟

(بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) (٢٩)

(بَلْ مَتَّعْتُ) : حرف إضراب للاستئناف. متعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل بمعنى : متعتهم بالمد في العمر والنعمة.

(هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به. وآباء : معطوف بالواو على «هؤلاء» بمعنى ومتعت آباءهم منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُ) : حرف غاية وابتداء. جاء : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الحق : فاعل مرفوع بالضمة أي القرآن أي فاغتروا حتى جاءهم.

(وَرَسُولٌ مُبِينٌ) : معطوف بالواو على «الحق» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لرسول مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى : ورسول موضح للتوحيد.

١٦٠