إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. وحذفت صلة الفعل بمعنى ذلك الثواب الذي يبشر به الله عباده فحذف الجار «به» صلة الفعل اختصارا لأنه معلوم.

(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة لعباده وما بعده أعرب في الآية الكريمة السابقة.

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وأصله : قول .. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. لا : نافية لا عمل لها. أسألكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور أي لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة.

(عَلَيْهِ أَجْراً) : جار ومجرور متعلق بأسأل. أجرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وجملة «لا أسألكم ..» في محل نصب مفعول به.

(إِلَّا الْمَوَدَّةَ) : أداة استثناء. المودة : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو استثناء متصل أي لا أسألكم أجرا إلا هذا وهو أن تودوا قرابتي ويجوز أن يكون استثناء منقطعا أي لا أسألكم أجرا قط ولكنني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم.

(فِي الْقُرْبى) : جار ومجرور في محل نصب حال من «المودة» بمعنى إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها و «القربى» مصدر بمعنى : القرابة أي في أهل القربى بمعنى : إلا أن تودوني في حق القربى .. وقيل : القربى : هي التقرب إلى الله وعلامة جر الاسم «القربى» الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يقترف : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون

١٠١

آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. حسنة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «يقترف حسنة» صلة الموصول «من» لا محل لها.

(نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها. نزد : فعل مضارع جواب الشرط ـ جزاؤه ـ مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت ياؤه ـ أصله : نزيد تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. له : جار ومجرور متعلق بنزد. فيها : جار ومجرور في مقام المفعول به الثاني. حسنا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. غفور شكور : خبرا «إن» خبر بعد خبر على التتابع مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٢٤)

(أَمْ يَقُولُونَ) : حرف عطف للاضراب بمعنى «بل» وهي «أم» المنقطعة. يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ومعنى الهمزة في «أم» للتوبيخ بمعنى : بل أيقول المشركون.

(افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بافترى. كذبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى اختلق على الله كذبا وادعى أي محمد النبوة.

(فَإِنْ يَشَإِ اللهُ) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. يشأ : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة.

١٠٢

(يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها من الإعراب وهو فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره وقد تعدى الفعل إلى مفعوله «قلبك» بحرف جر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على قلبك : جار ومجرور متعلق بيختم والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى إن الله يغلق قلبك على الفهم لو ارتكبت ما لا يرضيه سبحانه ويجوز أن يكون المخاطب عاما مثل «ألم تر».

(وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) : الواو استئنافية غير عاطفة. يمح : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل على الواو الساقطة كما سقطت في قوله تعالى : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) وقوله عزوجل : (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) وهي مثبتة في بعض المصاحف. وقيل : حذفت الواو على اللفظ مثل «أو لو الفضل» تكتب ولا تلفظ لالتقائها ساكنة مع لام الاسم بعدها. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. الباطل : مفعول به منصوب بالفتحة.

(وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يمح الله الباطل» وتعرب إعرابها وعلامة رفع «يحق» الضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بكلماته : جار ومجرور متعلق بيحق والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه بمعنى : بوحيه أو بقضائه أي يظهره سبحانه بوحيه أي الإسلام.

(إِنَّهُ عَلِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». عليم : خبرها مرفوع بالضمة المنونة.

(بِذاتِ الصُّدُورِ) : جار ومجرور متعلق بعليم وهو مضاف. الصدور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) (٢٥)

(وَهُوَ الَّذِي) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو».

١٠٣

(يَقْبَلُ التَّوْبَةَ) : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. التوبة : مفعول به منصوب بالفتحة.

(عَنْ عِبادِهِ) : جار ومجرور متعلق بيقبل والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية (يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) صلة الموصول لا محل لها.

(وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يقبل» وتعرب إعرابها. وعلامة رفع الفعل «يعفو» الضمة المقدرة على الواو للثقل. عن السيئات : جار ومجرور متعلق بيعفو.

(وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) : الواو عاطفة. يعلم : تعرب إعراب «يقبل» والجملة الفعلية «يعلم ..» لا محل لها لأنها معطوفة على صلة الموصول. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تفعلون : الجملة الفعلية صلة الموصول «ما» لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما تفعلونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تفعلون» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «يعلم» بتقدير : ويعلم أفعالكم من خير أو شر.

(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) (٢٦)

(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ) : الواو عاطفة. يستجيب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. وأصله : للذين فحذف اللام وتعدى الفعل بنفسه إلى المجرور ناصبا إياه على المفعولية كما حذف في قوله تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ) وأصله : كالوا لهم.

(آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في

١٠٤

محل رفع فاعل والألف فارقة. وعملوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم أي وعملوا الأعمال الصالحات أو صالح الأعمال وقيل الكلمة من الصفات التي تجري مجرى الأسماء.

(وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يستجيب» وتعرب مثلها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. من فضله : جار ومجرور متعلق بيزيد والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(وَالْكافِرُونَ) : الواو استئنافية. الكافرون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. شديد : صفة لعذاب مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) (٢٧)

(وَلَوْ بَسَطَ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ بسط : فعل ماض مبني على الفتح.

(اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ) : لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. الرزق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لعباده : جار ومجرور متعلق ببسط والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» بغوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر

١٠٥

للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في الأرض : جار ومجرور متعلق ببغوا : بمعنى : ولو وسع الله الرزق لعباده لبطروا معيشتهم وطلبوا الفساد.

(وَلكِنْ يُنَزِّلُ) : الواو زائدة. لكن : حرف عطف واستدراك غير عامل لأنه مخفف. ينزل : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) : جار ومجرور متعلق بينزل. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «ينزل» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف مفعوله اختصارا أي ما يشاء تنزيله.

(إِنَّهُ بِعِبادِهِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». بعباده : جار ومجرور متعلق بخبير والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(خَبِيرٌ بَصِيرٌ) : خبرا «إن» على التتابع ـ خبر بعد خبر ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.

(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (٢٨)

(وَهُوَ الَّذِي) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو».

(يُنَزِّلُ الْغَيْثَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الغيث : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي المطر أي والله هو الذي ينزل.

(مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا) : جار ومجرور متعلق بينزل. ما : مصدرية. قنطوا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على

١٠٦

الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. و «ما» وما تلاها في تأويل مصدر في محل جر مضاف إليه بمعنى : هو الذي نزل المطر ليغيثهم من بعد قنوطهم أي يأسهم من نزوله.

(وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «ينزل الغيث» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه بمعنى : وينشر بركات الغيث ومنافعه وما يحصل به من الخصب أو رحمته في كل شيء.

(وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) : معطوف بالواو على الضمير الأول «هو» ويعرب إعرابه. الولي الحميد : خبرا «هو» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة و «الحميد» من صيغ المبالغة حميد بمعنى محمود ـ فعيل بمعنى مفعول ـ بمعنى وهو المتولي الصالحين من عباده بالإحسان المحمود أبدا على ذلك يحمده أهل طاعته. بكل لسان.

(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) (٢٩)

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو استئنافية. من آياته : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مبتدأ مؤخر وهو مضاف. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها بمعنى : إيجاد السموات والأرض.

(وَما بَثَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع لأنه معطوف على «خلق» بمعنى ومن آياته ما بث .. أو يكون في محل جر بالإضافة بتقدير : ومن آياته خلق ما بث .. بث : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «بث فيهما ..» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير

١٠٧

محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما بثه فيهما بمعنى : ما نشره في السموات والأرض.

(فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) : جار ومجرور متعلق ببث و «ما» علامة التثنية. من دابة : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» و «من» حرف جر بياني. التقدير : حالة كونه من دابة .. أي من الكائنات الحية.

(وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. على جمع : جار ومجرور متعلق بقدير و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى على حشرهم يوم القيامة.

(إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية. يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. قدير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة ومفعول «يشاء» محذوف اختصارا بمعنى : وهو على جمعهم في أي وقت إذا شاء ذلك قادر تام القدرة.

** (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. المعنى : ومن دلائل قدرته جلت قدرته إيجاد السموات والأرض وإيجاد ما نشر وفرق فيهما من الكائنات الحية .. وحذف المبتدأ المؤخر «إيجاد» المضاف وحل المضاف إليه «ما» محله وارتفع ارتفاعه على الابتداء .. ويراد بالدابة : كل نسمة تدب على ظهر الأرض أي المقصود بها : بنو آدم أي الإنسان وغيره وقال سبحانه : فيهما .. أي في السموات والأرض والدواب في الأرض وحدها. قال الزمخشري : سبب ذكر السموات أيضا لأنه نسب الشيء إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه كما يقال : بنو تميم فيهم شاعر مجيد أو شجاع بطل وإنما هو في فخذ من أفخاذهم أو فصيلة من فصائلهم.

** (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثلاثين .. المعنى إن أراد الله سبحانه يجعل الريح المحركة للسفن الشراعية فتصير سواكن ثوابت على ظهر البحر إن في ذلك الجري فوق سطح الماء وتوقفها بمشيئة الله لدلالات على قدرته سبحانه لكل كثير الصبر كثير الشكر لأن كلمتي «صبار شكور» من صيغ المبالغة ـ فعال فعول بمعنى فاعل .. وحذف النعت أو البدل المشار إليه «الجري ..» لأن ما قبله يدل عليه. أي لكل صابر على بلاء الله شاكر لنعمائه وهما صفتا المؤمن المخلص فجعلهما سبحانه كناية للمؤمن .. و «رواكد» جمع «راكدة» وهو اسم

١٠٨

فاعلة .. يقال : ركد الماء في الحوض ـ يركد ـ ركودا وركدت الريح والسفينة أيضا بمعنى : سكن أي ثبت ولم يجر .. والفعل من باب «دخل ـ يدخل ـ دخولا» وركدت السفينة بمعنى : وقفت فلا تجري والفعل الرباعي «أركد» يتعدى إلى المفعول : نحو أركدتها : بمعنى أوقفتها. وقبل هذه الآية الكريمة : (وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) فجمعت «جارية» وهي اسم فاعلة جمع تكسير وهناك جمع آخر للفظة «جارية» وهو : جاريات ومثلها كلمة «رواكد» جمع «راكدة» جاء جمع تكسير وثمة جمع آخر لها هو راكدات أي أن للفظتين : جمعين : جمع تكسير وجمعا ملحقا بجمع المؤنث السالم والأصل في الآية الكريمة هو : السفن الجوار فحذف الموصوف «السفن» لأنه مفهوم من سياق النص الكريم وحلت الصفة «الجوار» محله أما «الأعلام» فهي جمع «علم» وهو الراية وهنا جاء بمعنى : الجبل .. ومنه المثل الشهير : نار على علم .. وفي الآية المذكورة آنفا تحرم الإطلاق فإن الريح المذكورة هنا ـ أي في هذه الآية الكريمة ـ هي نعمة ورحمة إذ بواسطتها يسير الله تعالى السفن في البحر حتى لو سكنت لركدت ـ أي لتوقفت ـ السفن. ولا ينكر أن الغالب من ورودها ـ أي الريح ـ مفردة ما ذكروه ـ أي قولهم : إن الريح لم ترد في القرآن الكريم إلا عذابا بخلاف الرياح ـ وأما اطراده فلا. وما ورد في الحديث الشريف فلأجل الغالب في الاطلاق والله أعلم. ويسمى هيجان الرياح وتصاعدها إلى السماء : زوبعة وجمعها : زوابع .. وقيل في الأمثال : إذا رأيت عاصفة فتطأمن .. بمعنى : إذا رأيت الأمر غالبا فاخضع له .. و «الزوابع» تعني أيضا : الدواهي ـ جمع داهية ـ وهي المصيبة العظيمة والأمر العظيم .. ومنه القول : أصابته دواهي الدهر : أي نوائبه .. وأصابتهم داهية دهياء : بمعنى : مصيبة شديدة ويقال أيضا : هذا رجل داهية : أي صاحب دهاء وهو الجودة في الرأي والمهارة وأصله : داه .. أي داهي .. حذفت الياء لأنه اسم منقوص نكرة وإنما قالوا : داهية فالتاء للمبالغة أي كثير الدهاء مثل «علامة» أي كثير العلم وهم دهاة. قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : لو كنت تاجرا لما اخترت شيئا على العطر إن فاتني ربحه لم يفتني ريحه. وقوله تعالى في الآية الكريمة المذكورة (فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) معناه : يبقين على ظهر الماء أو البحر .. يقال : الظهر : ضد البطن أو ما يقابل البطن واللفظة تكتب بالظاء ـ أخت الطاء ـ ويقابلها : الضهر بالضاد أخت الصاد ـ فاللفظتان متفقتان وزنا مختلفتان معنى ورسما .. فالثانية «الضهر» تعني : القمة من الشيء أي الجماد نحو : صعدت إلى ضاهر الجبل أو التل : أي صعدت إلى أعلاهما لأن «الضاهر» تعني : الضهر .. وقيل يجوز أن تطلق لفظة «الضهر» على ما يقابل بطن الحيوان .. نحو : اعتلى الفارس ضهر الحصان .. واللفظة أيضا من مسميات «السلحفاة» و «الظهر» أيضا من الدابة : هو موضع الركوب .. وفعله «ظهر» من باب «خضع» له عدة معان .. منها : ظهر الأمر : أي تبين واسم الفاعل منه هو ظاهر. وظهر الشيء ـ يظهر ـ ظهورا : بمعنى : برز ـ يبرز ـ بروزا بعد الخفاء. ومنه قيل : ظهر لي رأي : أي علمت ما لم تكن علمته .. وظهر الرجل على عدوه : بمعنى : غلبه .. وقولهم : ظهر الحمل : معناه بين وجوده. قال الفيومي : يروى أن عمر بن عبد العزيز سأل أهل العلم من النساء عن ظهور الحمل؟ فقلن : لا يتبين الولد دون ثلاثة أشهر. وجمع «الظهر» هو أظهر وظهور مثل أشهر وشهور .. أما «الظهيرة» فهي الهاجرة وذلك حين تزول الشمس وهي نصف النهار في القيظ أو عند زوال الشمس إلى العصر لأن الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قد هاجروا من شدة الحر.

١٠٩

** (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. المعنى : فما أعطيتم من شيء فهو تمتع قليل زائل وما عند الله من الثواب خير من متاع الدنيا.

** سبب نزول الآية : قال الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ نزلت هذه الآية الكريمة حين تصدق أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ بماله كله فلامه جمع. فنزل قوله تعالى في هذه الآية الكريمة.

** (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. المعنى : الذين يبتعدون عن ارتكاب كبريات الذنوب والفواحش : أي الأمور المنكرة .. يقال : فحش ـ يفحش ـ فحشا ـ بمعنى : قبح أشد القبح وهو كل شيء جاوز حده سمي فاحشا .. والفعل «فحش» نحو : فحش الشيء ـ يفحش ـ فحشا ـ مثل : قبح قبحا وزنا ومعنى وفي لغة هو من باب «قتل» وأفحش الرجل : أي أتى بالفحش وهو القول السيئ.

** (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والثلاثين .. المعنى : والذين أجابوا ربهم وأطاعوه لما دعاهم رسوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ للإيمان وأدوا الصلاة أي وأتموا الصلوات الخمس وأمرهم شورى بينهم وهي مصدر بمعنى التشاور.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في الأنصار حين دعاهم الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى الإيمان بالله فاستجابوا لربهم أي أجابوا ربهم سبحانه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة وإطاعة الرسل. قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : بني الاسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. وإقام الصلاة .. وإيتاء الزكاة .. والحج .. وصوم رمضان. وعن جرير بن عبد الله : بايعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. والنصح لكل مسلم.

** (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين .. المعنى : وجزاء سيئة أي وجزاء السيئة فعلة سيئة مثلها فحذف الموصوف «فعلة» وحلت صفته «سيئة» محله .. فمن عفا عن ظالمه وأصلح ما بينه وبين عدوه من عداوة .. فحذف مفعول «أصلح» وهو «ما» وسمي جزاء السيئة جزاء للمشاكلة والازدواج ـ أي ازدواج الكلام ـ و «سيئة» الثانية بمعنى «قصاص» أو عقوبة وليست بمعنى : سيئة كالأولى بمعنى : وجزاء فعلة سيئة أو قبيحة عقوبة مماثلة لها وسمي بذلك لمشابهة الجريمة في الصورة أو الظاهر.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة مع ما بعدها في أبي بكر الصديق وقد شتمه بعض الأنصار فرد عليه ثم أمسك ومن صنوف المشاكلة والازدواج وهو من فصيح الكلام ورد الكثير منه في القرآن الكريم كما في الآية الكريمة المذكورة آنفا وكما في قوله تعالى في سورة «آل عمران» : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) ونظيره قوله سبحانه في سورة «هود» : (فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ) أي نسخر منكم في المستقبل كما تسخرون منا الساعة وقيل : معناه : إن تستجهلونا فيما نصنع فإنا نستجهلكم فيما أنتم عليه من الكفر .. أي فأنتم أولى منا بالاستجهال سمى سخريتهم استجهالا لأن السخرية في مثل هذا المقام من باب السفه

١١٠

والجهل لأنها تعرض لسخط الله تعالى وعذابه .. وهو من إطلاق اسم المسبب على السبب .. وجاء في سورة «البقرة» قوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) والاعتداء الثاني قصاص ـ عقوبة ـ وليس بعدوان كما في جزاء سيئة سيئة مثلها.

** (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والأربعين وجاء الفعل «انتصر» والضمير ـ الهاء ـ في «ظلمه» على لفظ «من» وبصيغة الجمع في «أولئك» على معناها لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى.

** (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : حذف النعت أو البدل المشار إليه في هذا القول الوارد في الآية الكريمة الثانية والأربعين. المعنى أولئك الظالمون ..

(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) (٣٠)

(وَما أَصابَكُمْ) : الواو استئنافية. ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «ما». أصابكم : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بما والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «أصابكم» صلة الموصول لا محل لها.

(مِنْ مُصِيبَةٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من اسم الشرط. التقدير : حالة كونه من مصيبة ومن : حرف جر بياني. بمعنى : أي شيء أصابكم حالة كونه من المصائب من بلية أو شدة أو غيرهما.

(فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. الباء : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر لمبتدإ محذوف تقديره فهو بما أي فهو بسبب ما .. كسبت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أيدي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. والجملة الفعلية «كسبت أيديهم» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : كسبته أيديكم أي جنته.

١١١

(وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) : الواو استئنافية. يعفو : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه والجملة الفعلية «يعفو ..» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. المعنى : والله يعفو. عن كثير : جار ومجرور متعلق بيعفو بمعنى ويعفو عن كثير من الذنوب.

(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٣١)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثانية والعشرين من سورة «العنكبوت».

(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (٣٢)

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو عاطفة. من آياته : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة خطا اكتفاء بالكسرة بمعنى السفن الجواري فحذف الموصوف «السفن» وحلت صفته «الجواري» محله. في البحر : جار ومجرور متعلق بالجواري ـ اسم الفاعل ـ بتأويل فعله .. أو متعلق بحال محذوفة من السفن بتقدير : حالة كونها جارية في البحر.

(كَالْأَعْلامِ) : جار ومجرور متعلق بحال ثانية من السفن أو تكون الكاف اسما مبنيا على الفتح بمعنى «مثل» في محل نصب حالا وهو مضاف. الأعلام : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : مثل الجبال وهي جمع «علم» وهو الجبل.

(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (٣٣)

(إِنْ يَشَأْ) : حرف شرط جازم. يشأ : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وأصله : يشاء حذفت الألف تخفيفا ولالتقاء الساكنين.

١١٢

(يُسْكِنِ الرِّيحَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها. يسكن : تعرب إعراب «يشأ» والفعل جواب الشرط ـ جزاؤه ـ الريح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وكسر آخر الفعل لالتقاء الساكنين.

(فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ) : الفاء عاطفة للتسبيب. يظللن : معطوف على «يسكن» وهو فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بضمير الإناث في محل جزم لأنه معطوف على مجزوم ونون الإناث ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «يظل» بمعنى : فيصرن ثوابت. رواكد : خبر «يظل» منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى لا تجري.

(عَلى ظَهْرِهِ) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلات «رواكد» بتأويل فعله والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه أي على ظهر البحر وإن لم يجر له ذكر إلا أن ما قبله يفسره ويدل عليه بمعنى على سطحه أو يكون الجار والمجرور «على ظهره» متعلقا بفعل محذوف على المعنى أي متعلق بلا تجري.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف للخطاب وحذف النعت أو البدل المشار إليه لأن ما قبله يدل عليه بمعنى إن في ذلك الجري على سطح الماء أو التوقف عن الجريان لدلالات على قدرة الله تعالى.

(لَآياتٍ لِكُلِ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. آيات : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. لكل : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات».

(صَبَّارٍ شَكُورٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. شكور : صفة ـ نعت ـ لصبار مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعال .. فعول .. بمعنى فاعل ..

(أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) (٣٤)

١١٣

(أَوْ يُوبِقْهُنَ) : حرف عطف. يوبق : فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على فعل مجزوم «يسكن» في الآية الكريمة السابقة وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى أو يهلكهن أي يهلك السفن فيهلك ناسها بعد أن يرسل عليها ريحا عاصفة.

(بِما كَسَبُوا) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيوبق. كسبوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : بما اقترفوا من الذنوب. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «كسبوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء بتقدير بذنوبهم ..

(وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «يوبق» وتعرب إعرابها وعلامة جزم الفعل حذف آخره ـ حرف العلة .. الواو لأنه معتل الآخر ـ وبقيت الضمة دالة على الواو المحذوفة. وجزم الفعل «يعف» وعطف على «يوبق» وأدخل في حكم الإيباق لأن المعنى : أو إن يشأ يهلك ناسا وينج ناسا على طريق العفو عنهم. عن كثير : جار ومجرور متعلق بيعفو بمعنى وينج ناسا كثيرين بالعفو والصفح عنهم.

(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٣٥)

(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ) : الواو حرف عطف. يعلم : فعل مضارع معطوف على فعل معلل مقدر أي على تعليل محذوف تقديره : لينتقم منهم ويعلم الذين وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى ويعلم الله سبحانه الكفار. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية بعده «يجادلون ..» صلة الموصول لا محل لها.

١١٤

(يُجادِلُونَ فِي آياتِنا) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. في آيات : جار ومجرور متعلق بيجادلون و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى يجادلون في القرآن بالباطل.

(ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. محيص : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر بمعنى : ما لهم من محيد عن عقابه أو ما لهم مهرب من عذابه سبحانه.

(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٣٦)

(فَما أُوتِيتُمْ) : الفاء استئنافية. ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل «أوتي» أوتيتم : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بما. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى فما أعطيتم.

(مِنْ شَيْءٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» التقدير : أي شيء أوتيتم حالة كونه من الأشياء و «من» حرف جر بياني والجملة الفعلية «أوتيتم من شيء» صلة الموصول لا محل لها.

(فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. متاع : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو. مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف. الحياة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : فهو تمتع أي فما أعطيتموه من شيء فهو متاع أو تمتع قليل يتمتع به ثم يزول وينتهي.

١١٥

(وَما عِنْدَ اللهِ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره يجازى والجملة الفعلية يجازى به عند الله صلة الموصول لا محل لها. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة بمعنى وما عند الله سبحانه من ثواب الطاعات أو من ثواب الآخرة.

(خَيْرٌ وَأَبْقى) : خبر المبتدأ «ما» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة ونون آخر الكلمة بعد حذف ألفها طلبا للفصاحة ـ أصله أخير ـ وهذه اللفظة «أخير» ممنوعة من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ـ ومن وزن الفعل. وأبقى : معطوف بالواو على «خير» ويعرب مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : خير من متاع الدنيا وأبقى أثرا لديمومته.

(لِلَّذِينَ آمَنُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأبقى. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «آمنوا» على رب : جار ومجرور متعلق بيتوكلون. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه. يتوكلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم بمعنى : وهم على ربهم يتوكلون وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (٣٧)

(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ) : الاسم الموصول معطوف بالواو على «الذين» في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. يجتنبون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى يبتعدون عن.

١١٦

(كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الإثم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والفواحش : معطوف بالواو على «الكبائر» ويعرب مثله بمعنى كبريات الذنوب والفواحش.

(وَإِذا ما غَضِبُوا) : الواو استئنافية. إذا : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بيغفرون وقد خرج هنا عن تضمن معنى الشرط. ما : زائدة لورودها بعد «إذا» غضبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «غضبوا» في محل جر مضاف إليه.

(هُمْ يَغْفِرُونَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. يغفرون : تعرب إعراب «يجتنبون» والجملة الفعلية «يغفرون» في محل رفع خبر المبتدأ «هم» بمعنى هم الأخصاء بالغفران في حالة الغضب. أي تجاوزوا عن الذنوب وكظموا الغيظ.

(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣٨)

(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) : معطوف بالواو على «الذين آمنوا» في الآية الكريمة السادسة والثلاثين. لرب : جار ومجرور متعلق باستجابوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه .. المعنى : أجابوا ربهم وأطاعوه لما دعاهم رسوله للايمان .. المراد بهم الأنصار وهو على المعنى مفعول الفعل الذي تعدى إليه باللام.

(وَأَقامُوا الصَّلاةَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «استجابوا» وتعرب إعرابها. الصلاة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى وأتموا الصلوات الخمس. أي وأدوها.

(وَأَمْرُهُمْ شُورى) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. أمر : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. شورى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

١١٧

(بَيْنَهُمْ وَمِمَّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بشورى وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. الواو استئنافية. مما : أصلها : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مدغم بنون «من» مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بينفقون. والجملة الفعلية بعده «رزقناهم» صلة الموصول لا محل لها.

(رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. ينفقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «من» في «مما» تبعيضية وحذف مفعول «ينفقون» لأن «من» التبعيضية دالة عليه بمعنى يتصدقون بعض ما رزقناهم أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «رزقناهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن. التقدير : ومن رزقنا إياهم ينفقون أي يتصدقون والجار والمجرور متعلق بينفقون.

(وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (٣٩)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة السابعة والثلاثين. أصاب : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. البغي : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى والذين إذا نالهم الظلم أو الحيف.

(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (٤٠)

(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ) : الواو استئنافية. جزاء : مبتدأ مرفوع بالضمة. سيئة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(سَيِّئَةٌ مِثْلُها) : خبر المبتدأ «جزاء» مرفوع بالضمة المنونة. مثل : صفة ـ نعت ـ لسيئة مرفوع مثلها بالضمة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

١١٨

(فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ومجموع جملتي الشرط ـ فعل الشرط وجوابه ـ في محل رفع خبر «من» عفا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «عفا» صلة الموصول لا محل لها والفعل «عفا» في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط بمعنى عفا عن عدوه أو ظالمه. وأصلح : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «عفا» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «أصلح» الفتحة الظاهرة على آخره بمعنى وأصلح بالعفو والسماح.

(فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. أجره : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. على الله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر.

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». لا : نافية لا عمل لها. يحب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الظالمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «لا يحب الظالمين» في محل رفع خبر «إن».

(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (٤١)

(وَلَمَنِ انْتَصَرَ) : الواو عاطفة. اللام لام الابتداء والتوكيد. من انتصر : معطوف على «من عفا» الوارد في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه وكسر آخر «من» لالتقاء الساكنين وعلامة بناء الفعل «انتصر» الفتحة الظاهرة على آخره.

(بَعْدَ ظُلْمِهِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بانتصر وهو مضاف. ظلمه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ مبني على الكسر في محل

١١٩

جر مضاف إليه ثان أي انتصر لنفسه بمعنى انتقم لنفسه ممن ظلمه أي بعد ما ظلم. والكلمة مصدر أضيف إلى المفعول.

(فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم الإشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. ما : نافية لا عمل لها. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم.

(مِنْ سَبِيلٍ) : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. سبيل : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية «ما عليهم سبيل» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك» بمعنى : فأولئك لا سبيل إلى معاتبتهم أو معاقبتهم أبدا.

(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤٢)

(إِنَّمَا السَّبِيلُ) : كافة ومكفوفة. السبيل : مبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى إنما العتاب أو العقاب.

(عَلَى الَّذِينَ) : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ بمعنى : يقع أو واقع على الذين .. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى.

(يَظْلِمُونَ النَّاسَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الناس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يظلمون» وتعرب إعرابها. في الأرض : جار ومجرور متعلق بيبغون.

(بِغَيْرِ الْحَقِ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «يبغون» بمعنى : يفسدون في الأرض غير محقين أو يكون متعلقا أو صلة ليبغون بمعنى يفسدون بما ليس بحق. الحق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

١٢٠