تفسير الشهيد زيد بن علي (ع)

تفسير الشهيد زيد بن علي (ع)

المؤلف:


المحقق: الدكتور حسن محمّد تقي الحكيم
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: الدار العالميّة للكتب والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٣

درجة الوضوح في النسخة المصورة عنها الموجودة عندي لأن اختلاف الألوان يظهر في درجة وضوح الكلمات. وهذه المخطوطة منسوخة بخط النسخ.

في هذه النسخة خرم ضم قسما من سورة إبراهيم وكل سور الحجر والنحل والكهف ومريم وقسما من سورة طه. كما أن السور الست الأخيرة من القرآن مكتوبة بخط مختلف في المخطوطة ، مما يدلل على أن ناسخا آخر أضافها. وذكر الناسخ في آخر المخطوط «تم كتاب التفسير له عليه‌السلام وإن كان في أوساطه أوراق قد تقاربت فلعل الله ييسر نسخة نخطها منها حتى تتم الفائدة بذلك إن شاء الله تعالى».

ولم يذكر في آخر المخطوطة اسم الناسخ لها ولا اسم الناسخ الذي أكمل بعض نواقصها وكذلك لم تذكر سنة النسخ لكننا نستطيع أن نخمن ذلك بعد قراءة للهوامش التي عليها وقراءة ما ورد بعدها من إجازات. فقد جاء في هامش صفحة ٤٧ من المخطوطة ما نصّه : «وفي الهامش بخط الامام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (١) سلام الله عليه ما لفظه» أي أن هذه النسخة مكتوبة على أخرى كانت عند عبد الله بن حمزة وإذا ما علمنا أنه توفي سنة ٦١٤ ه‍ أي أن النسخة التي بين أيدينا مكتوبة بعد هذا التاريخ. وذكر محمد بن الحسن أنه شاهد إجازة في النسخة التي وصلت إليه لحسن بن محمد الصغاني (٢) المتوفى سنة ٦٥٠ ه‍ ولعل النسخة التي كانت عند عبد الله بن حمزة قد وصلت إليه ، وكذلك نستنتج أن هذه النسخة منقولة عن نسخة أخرى بعد هذا التاريخ وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن النسخة التي بين أيدينا قد أجازها يوسف بن عثمان (٣) إلى تلميذه محمد بن الحسن بن إسماعيل في شهر شوال من سنة عشرين وثمانمائة هجرية أي أنها مكتوبة قبل هذا التاريخ. وقد ذكر سزكين أنها مستنسخة في سنة ثمانمائة وخمسين للهجرة ولم يذكر لنا مصدر هذا التاريخ. كما أننا نستطيع أن نصل إلى أن يوسف بن عثمان هو الذي أكمل بعض نواقصها لأنه ذكر في إجازته أن له شروحا وهوامش وتعليقات على الكتب التي أجاز لتلميذه بروايتها وهذا الكتاب من ضمنها كما يساعد ذلك تشابه الخط بين الإجازة وما أكمل من بعض النواقص.

__________________

(١) هو عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة يسمى بالامام المنصور أحد أئمة الزيدية في البحث ومن علمائهم وشعرائهم بويع له سنة ٥٩٣ ه‍ واستولى على صنعاء وذمار ولد سنة ٥٦١ ه‍ وتوفي سنة ٦١٤ ه‍. له عدة مؤلفات انظر الوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٢ ـ ١٥٥ والأعلام للزركلي ٤ / ٨٣.

(٢) هو حسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي الصغاني كان عالما لغويا وفقيها ومحدثا ولد بالهند في سنة ٥٧٧ ه‍ وجاء إلى بغداد ثم رحل إلى اليمن وله عدة مؤلفات مهمة توفي في سنة ٦٥٠ انظر ترجمته في الاعلام للزركلي ٢ / ٢١٤.

(٣) هو يوسف بن أحمد بن عثمان الزيدي اليماني له عدة مصنفات وكان عالما يفد إليه الطلاب للانتفاع من علمه توفي سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة انظر ترجمته في البدر الطالع ٢ / ٣٥٠.

٦١

وقد جعلت هذه النسخة أما واعتمدت عليها أكثر من غيرها في التحقيق لقدمها ولقراءة العلماء لها.

ويوجد على صفحة العنوان : «من دعائه في الستر عليه يوم القيامة اللهم افرش لي مهاد كرامتك ، وأوردني مشرع رحمتك ، وأحلني بحبوحة جنتك ، ولا تسعني الرد عليك ولا تخزني بالخيبة منك ، ولا تقارضني بما اجترمت ، ولا تقايسني بما اكتسبته ، ولا تبرز مكنوني ، ولا تكشف مستوري ، ولا تحمل على ميزان الإنصاف عملي ، ولا تغلق عليّ عيون ... خبري. أخف عليهم ما يكون عليّ عارا ، وأطوعهم ما يلحقني عندك شنارا ، شرّف روحي برضوانك ، وأكمل كرامتي بغفرانك ، وانظمني في أصحاب اليمين ، ووجهني في مسالك الآمنين ، واجعلني في فوج الفائزين ، واعمر لي مجالس الصالحين يا رب العالمين».

وفيها أيضا : «ومن دعائه في ذكر الدّين والفقر اللهم إني أسألك العافية من دين يخلق به وجهي ، ويتشعب به ذهني ، ويطول لممارسته شغلي ، وأعوذ بك من هم الدّين ومكره ، وشغل الدّين وشهرته. أعوذ بك من ذلته في الحياة ومن تبعته بعد الوفاة ؛ فاجرني منه بوسع فاضل ، وكفاف واصل». وذكر الدعاء بطوله.

وفيها أيضا : «الجزء الأول من تفسير غريب القرآن المجيد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام رواية أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي عنه رضي الله عنه رواية الشيخ الإمام العالم الزاهد الفقيه أبي جعفر محمد بن منصور بن يزيد المقري رضي الله عنه هو شيخ الزيدية في الكوفة رحمهم‌الله وروي عن أحمد بن عيسى ، والقاسم بن إبراهيم والحسن بن حي ، وعبد الله بن موسى ، وعن محمد بن علي ، وزيد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وعن علماء أهل البيت عليهم‌السلام».

وتوجد هوامش على الصفحة الأخيرة وهي : «حدثني أبو القاسم علي بن محمد النخعي قال حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي جدي أبو أمي قال عدهن في يدي نصر بن مزاحم ، وقال نصر بن مزاحم عدهن في يدي أبو خالد ، وقال أبو خالد عدهن في يدي زيد بن علي عليهما‌السلام ، وقال زيد بن علي عليهما‌السلام عدهن في يدي علي بن الحسين عليهما‌السلام ، وقال علي بن الحسين عليه‌السلام عدهن في يدي الحسين بن علي عليه‌السلام ، قال الحسين بن علي عليه‌السلام عدهن في يدي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة ، وقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام عدهن في يدي رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) عدهن في يدي جبريل عليه‌السلام. وقال جبريل عليه‌السلام هكذا نزلت بهن من عند ربي العزة عزوجل اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل

٦٢

إبراهيم إنك حميد مجيد. وتحنن على محمد وعلى ال محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم إنك حميد مجيد. وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. قال أبو خالد رحمه‌الله تعالى عدهن بأصابع الكف مضمومة واحدة واحدة مع الإبهام».

وفي الهامش أيضا يوجد الآتي : «انتهت مطالعته بعد المجموع ليلة الخميس لعلها غرة شهر شوال سنة ١٢٨٠» وبعد ذلك يوجد إمضاء لم يتضح منه الاسم.

٢ ـ النسخة الثانية : من المخطوطة وقد رمزت لها بالحرف (ى) وهي نسخة في مكتبة ييل في أمريكا برقم (٤٧١) والنسخة مكتوبة بالخط الواضح الجميل ، (النستعليقي) تحتوي على مائة وسبع وخمسين ورقة قياس (١٥* ٢٠ سم). ويوجد في الصفحة الواحدة سبعة عشر سطرا يحتوي السطر على تسع كلمات. والنسخة كاملة ويوجد في آخر النسخة تاريخ الانتهاء من كتابتها وذلك في «ليلة يوم الثلاثاء لعله ٢ ربيع الآخر من شهور سنة تسع وسبعين بعد الألف ختمها الله تعالى بخير رسم سيدنا العلي الأجل الأكمل بدر الدين محمد بن جعفر الآسي حفظه الله تعالى». ولم تسعفني كتب التراجم في التعرف على مستوى الناسخ العلمي ، وما مقدار الدقة في عمله. ولم يضبط الناسخ الحروف بالشكل وكذا تعمد عدم وضع النقاط على بعض الحروف معتمدا في ذلك على قدرة القارىء ولم أجد صعوبة في قراءتها لجودة الخط. ويبدو أنها مكتوبة بلونين من الحبر ولعلهما الأحمر والأسود لاختلاف درجة وضوح بعض الكلمات فيكتب وقوله في بداية تفسير كل آية باللون الأحمر وكذا اسم زيد بن علي. لا توجد هوامش على هذه المخطوطة. وتبدأ نسخة العنوان في ب «كتاب تفسير غريب كتاب الله العظيم لخليفة الهادي إلى السراط المستقيم إمام الأئمة على الاطلاق وحجة الله على العباد وسيد الأمة بالاتفاق الإمام الأعظم الشهيد المشهود له ولشيعته بالجنة على لسان النبي (ص) أمير المؤمنين أبي الحسين المنزه عن الشين زيد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه وسلامه وعليهم أجمعين». كما يوجد على هامش هذه الصفحة «مؤرخ سنة ١١٩٨» والكتابة غير واضحة ولعلها تمليك للنسخة. وتوجد في آخر ورقة في الكتاب عبارة وصلى الله على محمد وآله وسلّم.

٣ ـ النسخة الثالثة : من المخطوطة وقد رمزت لها بالحرف (م) وهي نسخة المكتبة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء في اليمن ٥٨ تفسير. وتوجد صورة عليها في مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة رقم (٣٥١٠٥ ب) وهذه النسخة مكتوبة بخط جميل واضح ونوعه (نسخي) كاملة من أي نقص ومنقطة الحروف وغير مضبوطة بالشكل. عدد أوراقها اثنتان وستون. استعمل في الكتابة لونان من المداد الأحمر والأسود. والصفحة الواحدة قياس (٥ ، ١٥* ٥ ، ٩ سم) تحتوي الصفحة الواحدة على ٢٥ سطرا يضم كل سطر ما معدله ١٢ كلمة فرغ ناسخها الذي يوجد اسمه عليها في «صبح يوم الأحد لعله حادي عشر شهر ربيع الأول سنة ١٢٤١ ه‍».

٦٣

يوجد في صفحة العنوان «الجزء الأول من تفسير غريب القران المجيد عن الإمام الشهيد الفقيد السعيد حبيب رسول الله (ص) أبي الحسين المنزه عن كل شين الولي ابن الولي ابن الولي ابن الولي زيد بن علي بن الحسين بن علي صلوات الله على روحه وآبائه وأبنائه رواية أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي عن رواية الشيخ الإمام العالم الزاهد الفقيه أبي جعفر محمد بن منصور بن يزيد المقري رضي الله عنه وأرضاه هو شيخ الزيدية بالكوفة رحمهم‌الله تعالى وروي عن أحمد بن عيسى ، والقاسم بن إبراهيم الرسي ، والحسن بن يحيى ، وعبد الله بن موسى ، وعن محمد بن علي ، وزيد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وعن علماء آل محمد عليهم‌السلام (ص) وشرف وكرم ومجد وعظم وتحنن وترحم».

يوجد هامش في صفحة العنوان غير واضح ولعله تمليك للنسخة. كما توجد فيها عبارة «منقول من مسجد الحيمي إلى مكتبة الجامع المقدس بصنعاء».

ويوجد في هامش آخر صفحة من هذه النسخة «قرأ هذا الكتاب الجليل ... قاسم بن حسين أبو طالب مع التصليح للنسخة حسب الإمكان في شهر ربيع الأول سنة ١٣٢٧». وجدت عبارة في الصفحة التي كتبت فيها المكتبة المتوكلية عليها معلومات الكتاب أن النسخة هذه معارضة على نسخ أقدم منها وهذا ما يعطيها أهمية مضافة.

* * *

عملي في التحقيق :

حاولت أن أخرج نص الكتاب على أقرب صورة وضعها بها المؤلف وبذلت في ذلك أقصى ما امتلكه من جهد واستعنت بالخطوات الآتية :

١ ـ قمت بمقابلة النسخ التي عثرت عليها ووضعت ما وجدته أصوب الأقوال في الأصل وأشرت إلى اختلاف النسخ في الهامش مدللا على كل نسخة برمزها.

٢ ـ بذلت غاية الجهد في إصلاح التصحيف والتحريف في نسخ المخطوطة ووضعت ما وجدته منها في الهامش.

٣ ـ اتبعت في كتابة الآيات القرآنية فقط الرسم القرآني المعروف وأما سائر الكتاب فبالخط المتعارف عليه حاليا كما وضعت علامات الترقيم الحديثة للمساعدة على فهم الكتاب.

٤ ـ لما كانت نسخ الكتاب غير مضبوطة بالشكل قمت بالآتي :

أ ـ ضبطت بالشكل الكلمات التي فسر بها زيد الآيات القرآنية وراعيت في ضبط الكلمات المشكلة المعاجم العربية.

ب ـ ضبطت بالشكل الآيات القرآنية الكريمة بما يوافق رواية حفص عن عاصم أي القراءة الشائعة حاليا.

ج ـ إذا وجدت قراءة لزيد في ثنايا الكتب ضبطت الآيات بالشكل وفقها ، بشرط عدم

٦٤

مخالفتها لكتابة نسخ الكتاب هذا ، وإذا كانت كذلك ضبطت الآيات وفق رواية حفص عن عاصم وأشرت إلى قراءة زيد في الهامش.

٥ ـ تقيدت تماما بما وجدته في مخطوطات الكتاب وإذا رأيت أن الكلام لا يستقيم إلّا بإضافة كلمة أو كلمتين أضفتها إلى الأصل ووضعتها بين قوسين معقوفين [] للدلالة على أن الذي في داخلها من عملي أنا وليس في أصل المخطوطة وذلك حرصا على الدقة والضبط العلمي.

٦ ـ بذلت أقصى ما استطعت من وسع في سبيل أن أعزو الآراء التي ذكرها زيد إلى قائليها لأنه ذكرها مجردة عنهم فراجعت في سبيل ذلك كل كتب التفسير التي تعنى بالمأثور ـ التي تمكنت من الحصول عليها في المكتبات المختلفة ـ وكذلك الكتب الأخرى التي تذكر أسماء أصحاب الآراء وما زاد في صعوبة ما أنا فيه قدم كتاب زيد وعدم وجود كتب في التفسير تقريبا أو الغريب أقدم منه قد تم طبعها ومعروفة حاليا.

٧ ـ حاولت جمع كل المخطوطات التي عرفت أن زيدا قد ألّفها من التي تمت إلى بيان معاني الآيات القرآنية بصلة لمعرفة أسلوبه في الكتابة من جهة ولتوثيق الآراء التي ذكرها في هذا الكتاب من جهة أخرى ووضعت ذلك في الهوامش.

٨ ـ استقصيت بقدر الإمكان الأقوال الخاصة بالتفسير العائدة لزيد المبثوثة في الكتب المختلفة ووضعتها في الهامش.

٩ ـ استخرجت ما وجدته لزيد من قراءات في الكتب المختلفة ـ قراءات وتفسير ولغة ـ ووضعته في الهامش لأن في ذلك فوائد في ضبط تشكيل الآيات وبيان بعض معاني الآيات.

١٠ ـ خرّجت جميع الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة وعرفت بالأعلام بشكل موجز.

١١ ـ حاولت أن استشهد على كل رأي قاله زيد بالرجوع إلى الكتب المتخصصة فيه فرجعت مثلا في المعاني إلى المعاجم وكتب الغريب وفي الكلمات المترادفة إلى معاجم المعاني وفي المتضادات إلى كتب الأضداد ، وهكذا بالنسبة للآراء الأخرى مع الإشارة إلى اختلاف الآراء أو اتفاقها معه في الهامش.

١٢ ـ أرى أن مهمة المحقق العمل بكل ما في وسعه لإحياء النص القديم وفق ما كتبه به مؤلفه وليس غير ذلك. أي ليس مهمة المحقق أن ينقد الكتاب في كل صغيرة وكبيرة ، وعلى ذلك لم أحاول الحديث عن كل قضية يثيرها زيد ، وإنما اقتصرت في ذلك على القضايا الهامة فقط.

١٣ ـ اتبعت طريقة الإكثار من الإشارة لأسماء المراجع مع التقليل من النقل عنها لمنع

٦٥

إطالة الهوامش بأشياء لا يحتاجها القارىء المتخصص لأنه لا يقنع بما يكتب في الهامش عادة لكنه يستفيد عند الرجوع إلى مظان هذه الآراء في الكتب التي بينت أماكنها فيها ، وأكون بذلك قد وفرت له جهدا كبيرا. وإن القارىء العادي لا يهتم بالهوامش عادة فلا ينتفع بما يكتب فيها في حالة الإطالة.

١٤ ـ أعددت مقدمة عرّفت فيها بحياة المؤلف وأهمية الكتاب ، وأثره في غيره كما أعددت فهارس مختلفة للكتاب لتيسير الاستفادة من مختلف القضايا الموجودة فيه.

* * *

فيما يأتي صور لصفحات العنوان والأولى والأخيرة لمخطوطات هذا الكتاب :

٦٦

٦٧

٦٨

٦٩

٧٠

٧١
٧٢

٧٣

٧٤

٧٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١)

سورة الفاتحة (١)

حدّثنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السّائب. قال : حدّثنا أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي عليهما‌السلام. أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال : (بِسْمِ اللهِ) (١) هو تعظيم لله (٢) (الرَّحْمنِ) بما خلق من الأرض في الأرض ، والسّماء في السّماء (٣).(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤) (٢) فقال : الجن عالم والإنس عالم ، وسوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم (٥). من الملائكة

__________________

(١) لا توجد سورة الفاتحة في ى م. وقال زيد بن علي في مخطوطة أخرى «إنما تسمى أيضا أم الكتاب لأنه يبدأ بها في أول القرآن فتعاد ويقرأ بها في كل ركعة قبل قراءة ما يقرأ به من السور» تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن لزيد بن علي ١ وانظر تفسير الطبري ١ / ٣٦.

(٢) انظر تفسير الطبري ١ / ٣٨ ـ ٤٠.

(٣) قال زيد بن علي في كتابه تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن «الرحمن مجازه ذو الرحمة ، وكانت العرب لا تعرف الرحمن في أسماء الله تعالى ولا تسمي الله تعالى به وكان أهل الكتاب يعلمون أنه من أسماء الله تعالى. فلما أنزله الله تعالى على نبيه (ص). قالت قريش وما الرحمن ... ولا ندعوه بما لا نعرف فقال الله تبارك وتعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ...) والرحمن المنان».

(٤) قرأ زيد بن علي (الحمد) بالكسر انظر المحتسب لابن جني ١ / ٣٧ ومجمع البيان للطبرسي ١ / ٢١ والمحرر الوجيز لابن عطية ١ / ١٠٢ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١ / ١٣٦ والبحر المحيط لأبي حيان ١ / ١٩ وروي أيضا أنه قرأ الحمد لله بنصب الدال. انظر شواذ القراءة للكرماني ١٤ والبحر المحيط لأبي حيان ١ / ١٩ ومعجم القراءات القرآنية ١ / ٥. وقرأ أيضا (ربّ) بالفتح أنظر الكشاف للزمخشري ١ / ٥٣ وشواذ القراءة للكرماني ١٤ والبحر المحيط لأبي حيان ١ / ١٩ وروح المعاني للآلوسي ١ / ٧٠ ومعجم القراءات القرآنية ١ / ٥.

(٥) قال زيد بن علي «قد روينا عن النبي (ص). أنه قال : لله أربعة عشر ألف عالم الجن والإنس منها عالم واحد» تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن ١.

٧٦

على الأرض في كل زاوية (١) منها أربعة آلاف وخمسمائة عالم خلقهم لعبادته تبارك وتعالى (٢).

وقوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٤) يوم الحساب والجزاء (٣).

وقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٤) (٦) فالهداية : التثبيت. والهداية : البيان (٥). وهو قوله عزوجل : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (٦). والصّراط : الطريق. والمستقيم : الواضح البيّن.

وقوله تعالى : (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (٧) هم اليهود والنصارى (٧).

* * *

__________________

(١) في جميع النسخ ذوابة وهو تحريف. انظر تفسير الطبري ١ / ٤٩ والدر المنثور للسيوطي ١ / ١٣.

(٢) نقل الطبري عن أبي العالية في قوله ((رَبِّ الْعالَمِينَ)) «قال : الإنس عالم والجن عالم ، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم ، أو أربعة عشر ألف عالم ـ هو يشك ـ من الملائكة على الأرض. وللأرض أربع زوايا ، في كل زاوية ثلاثة آلاف عالم ، وخمسمائة عالم. خلقهم لعبادته» تفسير الطبري ١ / ٤٩. ونقل السيوطي هذا الأثر نفسه وذكر أنه ثمانية عشر ألف عالم. انظر الدر المنثور ١ / ١٣.

(٣) انظر تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن لزيد بن علي ٢ وتفسير الطبري ١ / ٥٢ ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٢٣.

(٤) روى الكرماني عن زيد أنه قرأ «اهدنا صراطا مستقيما بالتنوين من غير لام التعريف» شواذ القراءة ١٦ وانظر البحر المحيط لأبي حيان ١ / ٢٦ وروح المعاني للآلوسي ١ / ٨٨ ومعجم القراءات ١ / ١٧.

(٥) ذكر زيد بن علي أن للهداية من الله معنيين هما : الدلالة والبيان ، والعصمة والهداية. وأما من النبي (ص) والمؤمنين فلها معنى واحد وهو الدلالة والبيان. انظر تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن لزيد بن علي ١٣ والأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان ١ / ٨٩ ـ ٩٥.

(٦) سورة فصلت ٤١ / ١٧.

(٧) انظر تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن لزيد بن علي ٣ وتفسير الطبري ١ / ٦٢ ـ ٦٥.

٧٧

(٢)

سورة البقرة

قوله تعالى : (الم) (١) معناه أنا الله أعلم ، ويقال هو اسم من أسماء القرآن (١).

وقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ) (٢) معناه هذا الكتاب (٢).

وقوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ) (٢) معناه لا شكّ فيه (٣). والرّيب أيضا : السّوء.

وقوله تعالى : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (٢) فالهدى (٤) : البيان. والمتّقون : المطيعون الخاشعون.

وقوله تعالى : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٥) والمفلح : المصيب للخير الظّافر به.

والاسم الفلاح ، والفلاح : الخير (٥) والفلاح : التّقى ، والمفلح : المتّقي (٦).

وقوله تعالى : (عَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (٧) (٧) أي غطاء وستر (٨).

__________________

(١) ذهب إليه مجاهد وقتادة وابن جريح. انظر تفسير الطبري ١ / ٦٧ والتبيان للطوسي ١ / ٤٧ والدر المنثور للسيوطي ١ / ٢٢ ـ ٢٣. وذكرت التفاسير آراء أخرى تبين معاني الحروف في فواتح السور. ينظر إليها في تفسير الطبري ١ / ٦٧ والتبيان للطوسي ١ / ٤٧ ـ ٤٨ ومجمع البيان للطبرسي ١ / ٣٢ ـ ٣٣ والبرهان في علوم القرآن للزركشي ١ / ١٧٤ ـ ١٧٦ والدر المنثور للسيوطي ١ / ٢٢ ـ ٢٣.

(٢) تأتي ذلك بمعنى هذا انظر معاني القرآن للفراء ١ / ١٠ ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٢٨.

(٣) انظر غريب القرآن للسجستاني ٣٩.

(٤) في م ى : والهدى.

(٥) في ب ى : الخمر وهو تحريف.

(٦) سقطت كلمة «المتقي» من ى ب وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣٠.

(٧) قرأ زيد بن علي غشاوة بضم الغين. انظر شواذ القراءة للكرماني ١٨ ـ ١٩ وكتاب الشوارد للصغاني ٢ والبحر المحيط لأبي حيان ١ / ٤٩ ومعجم القراءات القرآنية ١ / ٢٢. وقال الصغاني «إن الغشاوة : لغة في الغشاوة. والغشاوة» الشوارد ١ ـ ٢.

(٨) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣١ وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤٠.

٧٨

وقوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (١٠) أي شكّ ونفاق (١).

وقوله تعالى : (عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٠) [أي] موجع.

وقوله تعالى : (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) (٢) (١٤) وهو كلّ غاو ، ومترد من الجّن والإنس ، والدوابّ. واحدهم : شيطان (٣).

وقوله تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (١٥) أي يجهلهم. (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٤) (١٥) أي يمهلهم (٥). والطّغيان : الضّلالة. يعمهون : أي يتردّدون (٦).

وقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) (١٦) أي استحبوا الضّلالة على الهدى. ويقال آمنوا ثمّ كفروا (٧).

وقوله تعالى : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) (١٩) فالصيّب : المطر. وجمعه صيائب (٨).

وقوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) (٢٢) أي مهادا (٩).

وقوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) (١٠) (٢٢) أي أضدادا ، وواحدها ندّ ونديد (١١).

__________________

(١) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣٢ وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤١.

(٢) سقطت (خَلَوْا إِلى) من ب.

(٣) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤١.

(٤) جاء في الكشاف للزمخشري «قرأ زيد بن علي رضي الله عنه في طغيانهم بالكسر وهما لغتان كلقيان ولقيان» ١ / ١٨٩. وانظر شواذ القراءة للكرماني ٢٠ والبحر المحيط لأبي حيان ١ / ٧٠ ومعجم القراءات ١ / ٢٩.

(٥) في ب يجهلهم وهو تحريف.

(٦) قال : ابن قتيبة يترددون أي يركبون رءوسهم. انظر تفسير غريب القرآن ٤١.

(٧) ذهب إلى ذلك مجاهد انظر تفسير مجاهد ١ / ٧٠ وتفسير الطبري ١ / ١٠٦ ، والدر المنثور للسيوطي ١ / ٣٢ ونقل الطبرسي أن الكلبي ومقاتل ذهبا إليه أيضا. انظر مجمع البيان ١ / ٥٣.

(٨) قال الخليل : الصوب : المطر ، والصيب سحاب ذو مطر أنظر العين (صوب) ٧ / ١٦٦ وانظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس ٣ / ٣١٨ والقاموس المحيط للفيروز ابادي ١ / ٩٧ وجاء في اللسان عن أبي إسحاق الصيب المطر وعن الليث الصوب المطر. انظر ٢ / ٢٢ وذهب ابن قتيبة إلى أن الصيب المطر. أنظر تفسير غريب القرآن ٤٢ وقال النحاس إن جمع صيب صيايب. انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١ / ٢١٦.

(٩) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣٤ وغريب القرآن للسجستاني ١٥٧.

(١٠) ذكر أبو حيان في البحر المحيط أن زيد بن علي قرأ «ندا على التوحيد وهو مفرد في سياق النهي فالمراد به العموم» ١ / ٩٩. وانظر معجم القراءات القرآنية ١ / ٣٧.

(١١) في ب واحدها ند وند وقال ابن قتيبة أندادا أي شركاء وأمثالا يقال هذا ند هذا وند يده. انظر تفسير غريب القرآن ٤٣ وغريب القرآن للسجستاني ٤.

٧٩

وقوله تعالى : (مُتَشابِهاً) (٢٥) أي يشبه بعضه بعضا في اللون ، والطّعم. ويقال : متشابها في اللون ، ومختلفا في الطّعم (١).

وقوله تعالى : (لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) (٢) (٢٥) أي لا يحضن ، ولا ينفسن ولا يعرقن ، ولا يمتخطن (٣).

وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) (٢٦) أي فما دونها في الصّغر. وهذا من الأضداد. يقال (٤) ما هو أكبر ، لما هو أصغر (٥).

وقوله تعالى : (وَنُقَدِّسُ لَكَ) (٣٠) والتّقديس : التّطهير (٦). ويقال : التّقديس : الصّلاة (٧).

وقوله تعالى : (نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) (٨) (٣٠) معناه نصلي لك.

وقوله تعالى : (وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (٩) (٣٣) أي ما كان يكتمه إبليس في نفسه.

وقوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) (٣٤) أي اجعلوه قبلة والسّجود لله تعالى. ويقال : سجدة تحية (١٠). ويقال : سجدة عبادة (١١). والسّجود : الخضوع.

__________________

(١) ذهب إليه ابن عباس كما في تنوير المقياس للفيروز آبادي ١ / ١٥ وذهب إليه أيضا كل من مجاهد انظر تفسير الطبري ١ / ١٣٥ والدر المنثور للسيوطي ١ / ٣٨ ومقاتل بن سليمان أنظر تفسير مقاتل ٢٧ وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ٤٤.

(٢) جاء في الكشاف للزمخشري «وقرأ زيد بن علي مطهرات» ١ / ٢٦٢ وانظر التفسير الكبير لفخر الدين الرازي ٢ / ١٣٠ والبحر المحيط لأبي حيان ١ / ١١٧ ومعجم القراءات القرآنية ١ / ٣٩ وفي شواذ القراءة للكرماني أنه قرأ (مطهرة بتخفيف الطاء والهاء) ٢٢.

(٣) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤٤.

(٤) في ى م : ويقال.

(٥) يرى قطرب أنه يجوز ذلك في الصفات كأن تقول هذا قليل وفوقه أي جاوزه في القلة ولا يجوز في الأسماء فلا يصح أن تقول فوق النملة إذا أردت أصغر منها. انظر الأضداد ٢٧١ ـ ٢٧٢ وقال ابن السكيت إنها من الأضداد أنظر الأضداد ١٠١ ومثله ذهب ابن الأنباري في كتابه الأضداد ٢١٧ وانظر معاني القرآن للأخفش ١ / ٥٣.

(٦) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣٦ ، وغريب القرآن للسجستاني ٢٠٥.

(٧) ذهب إليه كل من قتادة انظر تفسير الطبري ١ / ١٦٧. وابن مسعود أنظر الدر المنثور للسيوطي ١ / ٤٦.

(٨) في جميع النسخ ((نُقَدِّسُ لَكَ)) وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ / ٣٦.

(٩) في ى (ويعلم ما تبدون وما تكتمون) وفي م (يعلم ما تبدون وما تكتمون).

(١٠) ذهب إليه ابن عباس كما في تنوير المقياس للفيروز ابادي ٧ وذهب إليه قتادة ، انظر مجمع البيان للطبرسي ١ / ٨١ والتبيان للطوسي ١ / ١٥٠ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١ / ٢٩٣.

(١١) يشير زيد بن علي إلى كيفية السجود. وذهب الجمهور إلى أن الله أمرهم أن يضعوا الجباه على الأرض

٨٠