تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة - ج ١

سلطان محمّد الجنابذي [ سلطان علي شاه ]

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة - ج ١

المؤلف:

سلطان محمّد الجنابذي [ سلطان علي شاه ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣١

(وَعَلى جُنُوبِهِمْ) قد مرّ بيان للذّكر واقسامه وشطر من الاخبار في اوّل البقرة عند قوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ،) وفي هذه الآية دلالة على حسن ذكر الله على كلّ حال ولا بأس بذكر الله في كلّ حال وفي خبر : لا بأس بذكر الله وأنت تبول ، وفي خبر عن النّبىّ (ص): من احبّ ان يرتع في رياض الجنّة فليكثر ذكر الله ، وفي خبر : ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل في الغازين ، وفي خبر عن النّبىّ (ص) يقول الله تعالى : انا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكت به شفتاه ، وفي خبر : ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله تعالى من ذكر الله ، قالوا : يا رسول الله (ص) ولا الجهاد في سبيل الله؟ ـ قال (ص) ولا الجهاد في سبيل الله ولا ان تضرب بسيفك حتّى تقطّع ، ثمّ تضرب به حتّى تقطّع ثلاثا ، وفي حديث قدسيّ : يا موسى (ع) لو انّ السّماوات السّبع وعامريهن عندي والأرضين السّبع في كفّة ولا اله الّا الله في كفّة مالت بهنّ ، وفي قدسيّ آخر : إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بى جعلت همّه ولذّته في ذكرى ، وإذا جعلت همّه ولذّته في ذكرى عشقنى عشقته ، وإذا عشقته رفعت الحجاب بيني وبينه ، لا يسهو إذا سهى النّاس ، أولئك كلامهم كلام الأنبياء ، أولئك الإبدال حقّا ، أولئك الّذين إذا أردت باهل الأرض عقوبة أو عذابا ذكرتهم فيهم فصرفته بهم عنهم ، وفي قدسيّ آخر : ايّما عبد اطّلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسّك بذكرى تولّيت سياسته وكنت جليسه ومحادثه ، ونسب الى أمير المؤمنين (ع) انّه قال : انّ الله يتجلّى على عباده الذّاكرين عند الذّكر وعند تلاوة القرآن من غير ان يروه ويريهم نفسه من غير ان يتجلّى لهم لانّه اعزّ من ان يرى وأظهر من ان يخفى فتفرّدوا بالله سبحانه واستأنسوا بذكره ، ونسب اليه (ع) في هذه الآية انّه قال : الصّحيح يصلّى قائما والمريض يصلّى جالسا ، وعلى جنوبهم الّذى يكون أضعف من المريض الّذى يصلّى جالسا.

بيان الفكر ومراتبه

(وَيَتَفَكَّرُونَ) الفكر والتّفكّر والنّظر هو الانتقال من المعلوم الحاضر الى المجهول كما انّ الفقه هو العلم الدّينىّ الّذى ينتقل منه الى علم آخر والعلم عندهم ليس الّا بهذا المعنى كما انّ الفكر عندهم هو السّير من المبادى المعلومة الى المقاصد المطلوبة للإنسان اى المقاصد النّافعة في الآخرة ، والفكر بهذا المعنى من اجلّ العبادات وأعظم القربات وفي مدحه بهذا المعنى ورد اخبار كثيرة ؛ منها : تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة ، ولهذا الفكر مراتب ودرجات بحسب اختلاف أحوال الأشخاص فمنها التّفكّر في حال الخربة المنظورة والانتقال منها الى فناء بانيها وساكنيها ، ومنه الى فناء نفس المتفكّر الّتى هي مماثلة البانين والسّاكنين ، ومنه الى اعداد النّفس للبقاء بعد الفناء ، ومنه الى لزوم التّوسّل بمن يستعلم منه كيفيّة ذلك الاعداد ، ومنها التّفكّر في خلق بدنه الّذى هو مركب روحه وكيفيّة ارتباط اجزائه واتّصال أركانه بحيث ينتفع منه الإنسان بأبلغ وجه ، ومنها التّفكّر في نفسه وتعلّقها ببدنه بحيث تؤثّر في بدنه وتتأثّر منه مع الانتقال منه الى المصالح والحكم المودعة في انتضاد نفسه وبدنه وقواهما واجزائهما ورجوعها الى غاية هي استكمال نفسه وبدنه وهما السّماء والأرض في عالمه الصّغير ، ومنها ان يتفكّروا (فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) في العالم الكبير وكيفيّة ارتباطهما وتأثير السّماوات في الأرض وتأثّر الأرض منها ، وفي وضعهما ووضع كواكب السّماء واختلافها في الصّغر والكبر والضوء ، وفي الحركة بالبطوء والسّرعة والمناطق والشّرقيّة والغربيّة والاستقامة والرّجوع والوقوف ، وفي وضع الأرض بالنّسبة الى مناطق الكواكب بحيث يلزمه طلوعها وغروبها وتعاقب الليالي والايّام وتخالفهما بالكيفيّة والزّيادة والنّقيصة وتعاقب الفصول الاربعة وفي انتفاع

٣٢١

الإنسان بتلك الأوضاع ، وفي انّ كلّا من هذه الحكم ودقائق الصّنع في السّماوات والأرض راجع الى الإنسان ونافع له ، وفي انّ الإنسان الّذى هو غاية الكلّ لا بقاء له ببدنه وحيوته الحيوانيّة وانّ الغاية ليست انتفاع الإنسان من حيث حيوته الحيوانيّة الفانية فلا بدّ ان يكون المقصود غير هذه الحيوة وان يكون بعد هذه الحيوة حيوة أشرف وأتمّ وأكمل من هذه الحيوة أو عذاب أتمّ وأبقى واشدّ من هذا العذاب فيتضرّع عليه تعالى ويلتجئ اليه ويسأله ان يحفظه من عذاب ما بعد هذه الحيوة وان يوصله الى حيوة أتمّ ويقول (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا) المخلوق من السّماوات والأرض وما فيهما (باطِلاً) غير منته الى غاية وغير مندرج فيه حكم ومصالح كما يقوله الدّهرىّ والطّبيعىّ ، ومنها التّفكّر في اعماله وأقواله وانّها من اىّ مصدر صدرت والى اىّ غاية ترجع فيحترز ممّا يصدر من مصدر غير إلهيّ أو يرجع الى غاية غير انسانيّة ، ومنها التّفكّر في خطراته وخيالاته وانّها من اىّ مصدر والى اىّ غاية ، ومنها التّفكّر في صفاته وأخلاقه وانّها من اىّ دار ، ومنها التّفكّر في آيات الله ونعمه في السّماوات والأراضي في العالم الصّغير والكبير ، ومنها التّفكّر في صفاته الاضافيّة وخصوصا جبّاريّته تعالى وانّه ما أخذ من موجودات هذا العالم شيئا الا واعطى خيرا منها أو مثلها ، وانّه ما ينسخ من آية أو ينسها يأت بخير منها أو مثلها كما يشاهد من حال الإنسان من اوّل تكوّنه من مادّة الغذاء ووصوله الى الانسانيّة وانسلاخه كلّ آن من لباس وصورة وتصوّره بصورة أكمل وأشرف الى أوان بلوغه ورشده ، ومنها التّفكّر في الذّكر المأخوذ من صاحب الاجازة وفيما يستعقبه من الواردات والاستبصارات والوجدانيّات الذّوقيّات والمشاهدات واليه أشار المولوىّ قدس‌سره بقوله :

فكر آن باشد كه بگشايد رهى

راه آن باشد كه پيش آيد شهى

ومنها التّفكّر في الفكر المصطلح للصّوفيّة وهو تمثّل شيخ السّالك عنده من قوّة اشتغاله بذكره بحيث لا يرى فيما يرى غيره وبحيث يطّلع تدريجا على تصرّفاته في ملكه وفي ملك العالم الكبير ، وهذا الفكر هو غاية الغايات ونهاية الطّلبات وهو السّكينة القرينة بالنّصر والتّأييد وهو الرّيح الفائحة من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان وهو الامام الظّاهر في العالم الصّغير وأشرقت الأرض بنور ربّها اشارة اليه ويوم تبدّل الأرض غير الأرض بظهوره ، واليه أشار الشّيخ الكامل قدس‌سره بقوله :

كرد شهنشاه عشق در حرم دل ظهور

قد ز ميان برفراشت رأيت الله نور

والمنظور من قوله تعالى : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) هذه المعيّة ، وابتغوا اليه الوسيلة حقيقتها هذه الوسيلة ، وكيف مدّ الظّلّ بيانه هذا الظّلّ.

كيف مدّ الظّل نقش اولياست

كو دليل نور خورشيد خداست

دامن أو گير زو تر بيگمان

تا رهى از آفت آخر زمان

اندر اين وادي مرو بى اين دليل

لا احبّ الآفلين گو چون خليل

وإذا وصل السّالكون الى شيخهم يقولون حالا وقالا (سُبْحانَكَ) اللهمّ من معرفة أمثالنا ووصول أشباهنا الى ساحة جلالك وعمّا يتصوّره المتصوّرون ويظهر عليهم عالم الظّلمة والنّور ويذوقون ويشاهدون آلام دار الفتنة والغرور ، ولذّات نعيم الجنان وراحات دار السّرور ، ويعرفون انّ الإنسان برزخ بين الجحيم والجنان «ف» يستعيذون بربّهم من النّيران ويقولون (فَقِنا عَذابَ النَّارِ) منادين لربّهم متضرّعين عليه بقولهم

٣٢٢

(رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) اعترافا بانّ إدخال النّار ليس الّا بحكمه (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) وضعوا الظّاهر موضع المضمر اشعارا بانّ فعله تعالى ليس جزافا وليس إدخال الدّاخلين في النّار الّا لظلمهم وذلك أيضا سبب انتفاء النّصرة عنهم ، ويجوز ان يكون هذه الجملة من كلام الله معترضة أو معطوفة على قولهم ثمّ يستبصرون بمساويهم اللّازمة لذواتهم من انانيّاتهم ولوازمها فيستظهرون بالايمان الّذين به يغفر الذّنوب ويستر ويذكرونه مقدّمة لسؤال المغفرة منادين لربّهم مستغيثين به (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً) من وجودنا هو العقل الّذى يدعونا الى التّسليم والانقياد ومناديا من خارج وجودنا هو نبىّ عصرنا وخليفته (يُنادِي) عبادك (لِلْإِيمانِ) لأجل الايمان أو الى الايمان (أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ) «ف» أجبناه و (فَآمَنَّا) بك والتجأنا إليك وحصّلنا مادّة الغفران الّتى هي الايمان (رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) واستر علينا وعلى غيرنا آثامنا الّتى لها تبعات ومشاهدتها وتذكرتها تستتبع عقوبة وألما (وَكَفِّرْ) اى أزل (عَنَّا سَيِّئاتِنا) جمع السيّئة من ساء بمعنى قبح والفرق بين الذّنب والسيّئة بالشدّة والضّعف فانّ الذّنب هو السيّئة الّتى هي بنفسها توذي الانسانيّة ولها تبعة وعقوبة هي أيضا تؤذي والسيّئة هي الذّنب الّذى هو بنفسه يؤذى الانسانيّة من دون تبعة له ولذلك نسب الغفران الى الذّنوب والتّكفير الّذى هو بمعنى الازالة الى السيّئات ، ويستعمل كلّ في كلّ (وَ) بعد غفران ذنوبنا وتكفير سيّئاتنا (تَوَفَّنا) اى خذ بجميع فعليّاتنا (مَعَ الْأَبْرارِ) ظرف مستقرّ حال عن المفعول أو ظرف لغو متعلّق بتوفّنا ، والأبرار جمع البرّ بمعنى المحسن الى الخلق مقابل المسيء إليهم ، أو بمعنى المحسن في حاله وهو المراد هاهنا كما سيأتى الاشارة اليه ، ثمّ التجأوا اليه بعد ما سألوه التّوفّى والافناء التامّ ونادوه متضرّعين اليه وسألوه البقاء التّامّ بعد الفناء وقالوا : (رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا) من الاستخلاف في الأرض والبقاء بخلافتك والتّمكين في الدّين وتبديل الخوف بالأمن كما قلت : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ) قالا ولا حالا ولا شهودا بى شيئا (عَلى رُسُلِكَ) هذه الكلمة مجملة محتاجة الى تقدير مضاف فهو امّا متعلّق بوعدتنا فالتّقدير آتنا ما وعدتنا على السنة رسلك أو متعلّق بآتنا فالتّقدير آتنا ما وعدتنا على طريقة رسلك ، اى طريقة إعطاء رسلك من كمال البقاء في الكثرات بحيث لا تهمل شيئا من حقوق الكثرات ومن لحاظ التّوحيد بحيث لا يشغلنا شأن التّوحيد عن شأن التّكثير ولا شأن التّكثير عن شأن التّوحيد ، وانّما سألوه ما وعده تعالى والحال أنّه لا خلف لوعده خوفا من تقصيرهم فيما يعدّهم لوعده فالسّؤال لجبران التّقصير في الاعداد لا لمحض التعبّد كما قاله مفسّروا العامّة (وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) لا تفضحنا ببقاء نقيصة حتّى يظهر تلك النّقيصة فنفتضح بها (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) استيناف في مقام التّعليل ، أو جواب للسّؤال عن حاله تعالى مع العباد.

اعلم انّ الإنسان ما لم يصر بذاته وأفعاله ذا لبّ بتلقيح التّوبة والبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة بقبول الولاية ، كان كاللّوز والجوز والفستق الخاليات من اللّب ولا اعتداد به ولا قرب له عند الله ولو أجهد نفسه في عبادة الله بقيام اللّيل وصيام النّهار طول عمره لأكبّه الله في النّار ، وإذا صار ذا لبّ بقبول الولاية وقبول

٣٢٣

الدّعوة الباطنة صار متذكّرا لله على كلّ حال ومتفكّرا في خلق نفسه وفي الفانيات من الأرض والارضىّ والسّماء والسّماوىّ فينظر فيكون نظره عبرة ، ويتكلّم فيكون كلامه حكمة ، ويسكت فيكون سكوته فكرة بقدر مرتبته في الايمان ، فينظر الى آلام الدّنيا مثلا ويعتبر وينتقل الى آلام الآخرة وشدّتها فيستعيذ منها ويتوب الى الله ممّا يجرّها بحسب حاله وان كان لا يقول بلسانه ، ثمّ ينظر الى لبّه ولطيفة ايمانه الّتى هي نازلة ولىّ امره فيستظهر بها ويستغفر لذنوبه الّتى هي حاصلة له من نسبة الصّفات الى نفسه ويسأله تكفير سيّئاته الّتى هي حاصلة له من نسبة الصّفات الى نفسه ، ثمّ يسأله ان يتوفّاه ويأخذ جميع فعليّاته بحيث لا يبقى له نسبة فعليّة الى ذاته ولا نسبة ذاته الى ذاته حتّى يحصل له الفناء التّامّ عن أفعاله وصفاته وذاته ، ثمّ يسأله بلسان غير منسوب اليه البقاء بعد الفناء على نحو بقاء الرّسل بحفظ الوحدة في الكثرة وهذه آخرة مراتب السّالك وهي الرّبوبيّة بعد العبوديّة ، وكلّ ذلك بلسان حاله سواء كان قرينا بلسان القال أو لم يكن وسواء كان باستشعاره أم بغير استشعاره ، فالآية مشيرة الى مراتب السّير لانّ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ) الى قوله (فَآمَنَّا) اشارة الى السّير من الخلق الى الحقّ ، وقوله (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) الى قوله (وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ) اشارة الى السّير من الحقّ الى الحقّ بمراتبه من توحيد الأفعال والصّفات والذّات والى السّير في الحقّ ، وقوله : (آتِنا ما وَعَدْتَنا) الى قوله (لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) اشارة الى السّير بالحقّ في الخلق ، ولكون الآية اشارة الى مراتب الإنسان في الكمال كرّر النّداء وكرّر ربّنا بحسب المراتب وتفاوت ظهور الرّبّ وتفاوت حال السّالك وكان المنادي والمنادي في كلّ مرتبة غير المنادي والمنادي في المرتبة السّابقة ولذلك ورد عن النّبىّ (ص) ويل لمن لاكها بين فكيّه ولم يتأمّل ما فيها ، وروى : من حزنه امر فقال خمس مرّات : ربّنا ؛ أنجاه الله ممّا يخاف (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي) اى بانىّ (لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) فأعطاكم من الوقاية والمغفرة والتّكفير والتّوفية والإيتاء بقدر استعدادكم بأعمالكم (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : ان كان لا يضيع الله عمل عامل فما بال الرّجال يذكرون في الدّنيا بالمدائح مثل الهجرة وغيرها دون النّساء؟ ـ فقال : بعضكم من بعض فمديحة الرّجال مديحة للنّساء أيضا أو جواب لسؤال مذكور على ما روى انّ امّ سلمة قالت : يا رسول الله (ص) ما بال الرّجال يذكرون في الهجرة دون النّساء؟ ـ ومعنى كون بعضهم من بعض انّ بعضهم ناش من بعض بالتّوالد ، الرّجال ناشون من النّساء ، والنّساء من الرّجال ، أو بعضهم من سنخ بعض ، أو من مادّة بعض ، فلفظة من ابتدائيّة أو تبعيضيّة ، ولم يكتف تعالى شأنه بالجواب الاجمالىّ وأتى بالتّفصيل في الاجابة بطريق عطف التّفصيل على الإجمال فقال : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا) من الأوطان الصّوريّة المانعة من اقامة العبادة وإظهار الدّين الى مدينة الرّسول (ص) طلبا للدّين أو للتّمكّن من إظهار الدّين والعبادة ، أو الى بلد اىّ بلد كان يطلب فيه الدّين ، أو يتمكّن فيه من إظهار الدّين ، أو اقامة مراسمه ، أو هاجروا من دار الشّرك الباطنىّ الّتى هي النّفس الامّارة ثمّ اللوّامة لانّ المهاجر الحقيقىّ من هجر السيّئات الّتى أصلها النّفس الامّارة (وَأُخْرِجُوا) الواو بمعنى أو ، أو هو عطف في معنى التّعليل (مِنْ دِيارِهِمْ) الصّوريّة والمعنويّة وهو متنازع فيه لهاجروا واخرجوا (وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) اى سبيل المدينة أو سبيل الرّسول (ص) ، أو سبيل تحصيل الدّين ، واضافه الى نفسه تشريفا له ، أو المراد من السّبيل نفس الدّين أو الرّسول (ص) أو طريق القلب والولاية فانّها سبيل الله حقيقة (وَقاتَلُوا) بالجهاد الصّورىّ أو بالجهاد المعنوىّ (وَقُتِلُوا) من حيوتهم الحيوانيّة

٣٢٤

بأسياف الأعداء الظّاهرة أو من انانيّاتهم (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) لازيلنّ عنهم انانيّاتهم ولوازم انانيّاتهم من السّيّئات القالبيّة (وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) اى من تحت أشجارها أو عماراتها أو قطعها.

اعلم انّ إضافات الحقّ الاوّل تعالى ليست اعتباريّة بل إضافات حقيقيّة اشراقيّة يعبّر عنها بالأنهار وكلّ مرتبة من العاليات محلّ لظهور إضافاته فيها وبروزها منها الى غيرها ، وجهتها الّتى تلى الحقّ الواجب تعالى عالية ومحيطة بالجهة الّتى تلى الخلق ، وبروز إضافاته تعالى الى الخلق من الجهة الّتى تلى الخلق فصحّ ان يقال : انّ الأنهار الجارية الى الخلق جارية من تحت تلك المراتب الّتى هي الجنان بوجه (ثَواباً) اى جزاء مفعول مطلق من غير لفظ الفعل أو مفعول له أو التّقدير إدخال ثواب أو هو حال من الفاعل أو المفعول اى حالكونهم مجزيّين (مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) عطف أو حال فيه تحسين للثّواب الّذى من عند الله تشريفا لهم ؛ روى انّ الآية نزلت في علىّ (ع) حين هاجر من مكّة ومعه الفواطم ، فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول الله (ص) وفاطمة بنت الزّبير وقد قارع الفرسان من قريش حين جاؤا من عقبه ليمنعوه فسار ظاهرا قاهرا حتّى نزل ضجنان فلزم بها يوما وليلة ولحق به نفر من ضعفاء المؤمنين وفيهم امّ أيمن مولاة رسول الله (ص) وكان يصلّى ليلته تلك هو والفواطم ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم فلم يزالوا كذلك حتّى طلع الفجر فصلّى بهم صلوة الفجر ثمّ سار لوجهه فجعل هو وهنّ يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون الله عزوجل ويرغبون اليه كذلك حتّى قدم المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ) الى قوله (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) ؛ الذّكر علىّ (ع) والأنثى الفواطم ، وتلك الآيات بل جميع الآيات القرآنيّة ان كان نزولها خاصّا فهي جارية في كلّ من اتّصف بالصّفات المذكورة فيها (لا يَغُرَّنَّكَ) مقطوع عن سابقه ودفع لتوهّم نشأ من قوله (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) من انّه كيف لا يضاع عمل العاملين والحال انّ المؤمنين مع كمال طاعتهم في ضيق من العيش وبلاء كثير والكافرون والمنافقون مع عدم طاعتهم في سعة من العيش وراحة من البلاء والخطاب خاصّ بالنّبىّ (ص) على طريق ايّاك اعنى واسمعي يا جارة ، أو عامّ لكلّ من يتأتّى منه الخطاب ، وروى انّ بعضهم تفوّهوا بهذا الوهم بعد ما كانوا يرون المشركين في رخاء ولين عيش فيقولون : أعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع فنزل لا يغرنّك (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) التقلّب كناية عن سعتهم وراحتهم وتجاراتهم الرّابحة وتمكّنهم ممّا أرادوا ، ذلك التقلّب (مَتاعٌ قَلِيلٌ) جواب سؤال محذوف في مقام التّعليل وخبر مبتدء محذوف أو مبتدء خبر محذوف اى فيه متاع قليل والمتاع بمعناه المصدرىّ أو بمعنى ما به التّمتّع وقلّته عبارة عن قلّة ما به التّمتّع في الدّنيا أو عن قلّة مدّة التّمتّع فيها ، فانّ جميع الدّنيا في جنب الآخرة مثل ما يجعل أحد إصبعه في اليمّ كما في الخبر ، ومدّة الدّنيا في جنب الدّهر ليست الّا مثل ذلك (ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) ولا مدى له ولا شدّة مثل شدّته (وَبِئْسَ الْمِهادُ) جهنّم والمهاد كالمهد ما يهيّئ للصّبىّ وراحته ونومه واستعماله هنا للتّهكّم (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ) استدراك ممّا استفيد من قوله (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فانّه يستفاد منه انّ الكفّار متنعّمون دون المؤمنين فقال لكنّ المؤمنين لهم جنّات (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) من غير زوال (نُزُلاً) تشريفا لهم والنّزل ما يعدّ للنّازل من طعام وشراب وصلة مثلا

٣٢٥

لان يكون حاضرا عند نزوله (مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) ممّا يتقلّب فيه الفجّار ، وضع الظّاهر موضع المضمر اشارة الى مديحة اخرى لهم (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) عطف باعتبار المعنى فانّه كما قيل : نزلت آية (لا يَغُرَّنَّكَ) (الى آخرها) في غبطة المسلمين لليهود حيث رأوهم متقلّبين متنعّمين وتوهّموا من ضعفهم انّ لهم خيرا فقال الله : لا يغرنّكم تقلّبهم فانّ ذلك التقلّب متاع قليل وله عاقبة سيّئة فكأنّه قال : انّ بعض أهل الكتاب لمن يكفر بالله ولهم جهنّم وانّ منهم (لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) من الكتاب والشّريعة (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ) من كتابيهم وشرائعهم (خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) مثل الكفّار منهم ومثل منافقي أمّة محمّد (ص) فهو تعريض بالكفّار من أهل الكتاب وبالمنافقين من أهل الإسلام (أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ) اضافة الأجر إليهم تفخيم للأجر كأنّه لا يمكن معرفته الّا بالاضافة إليهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) تفخيم آخر لهم وتعريض بالكفّار والمنافقين (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : انّ للكفّار جزاء بقدر استحقاقهم وبحسب أعمالهم وللمؤمنين جزاء بقدر استعدادهم وأعمالهم ، والنّفوس البشريّة غير متناهية فكيف يحاسب تلك النّفوس وأعمالها وجزاءها؟ ـ فقال : (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) لانّه لا يشغله حساب عن حساب ولا يشذّ عن عمله شيء ولا يغيب عنه شيء فيحاسب الكلّ دفعة واحدة في طرفة عين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بالايمان العامّ والبيعة العامّة النبويّة أو بالايمان الخاصّ والبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة (اصْبِرُوا) الصّبر حبس النّفس ومنعها عن مقتضاها ، ولمّا كانت مقتضيات النّفس بحسب قواها الدّاخلة ووارداتها الخارجة مختلفة صار أقسام الصّبر مختلفة بحسب المتعلّق وقد جعل الصّبر في الاخبار ثلاثة أقسام : أحدها الصّبر عن المعاصي وهو حبس النّفس عن مقتضى قواها الشّهويّة والغضبيّة والشّيطانيّة من غير اذن وإباحة من الله ، وثانيها الصّبر على الطّاعات وهو حبس النّفس عن الخروج عن مقام التّسليم والانقياد فانّ النّفس بقوّتها الشّيطانيّة تقتضي الاستبداد والانانيّة ، وثالثها الصّبر على المصائب وهو حبس النّفس عن الجزع حين ورود الأمر الغير الملائم عليها لانّها تقتضي الجزع والاضطراب والالتجاء الى غيرها والتماس الدّفع منه عند ورود المنافى عليها إذا لم تتمكّن من دفعه أو من الانتقام له إذا كان ممّا ينتقم له ولمّا كانت الآيات ذوات وجوه بحسب اللّفظ وبحسب المعنى وكانت الائمّة (ع) يفسّرون الآيات بالوجوه المناسبة لمقامات الكلام بحسب أحوال الأشخاص فسّروا الآية بوجوه مختلفة كما سنشير إليها (وَصابِرُوا) من المصابرة بمعنى حمل كلّ واحد كلّا على الصّبر على المصائب أو على الطّاعات أو عن المعاصي أو بمعنى المغالبة في الصّبر اى صابروا عدوّكم في الغزاء فانّكم اولى بالصّبر والثّبات في الجهاد منهم حيث ترجون من الله ما لا يرجون ، أو صابروهم على التّقيّة ، أو على الفتنة ، وقد أشير الى كلّ في الخبر كما فسّر اصبروا في الخبر بالصّبر على الفرائض والصّبر على المصائب ، وعلى الدّين ، وعن المعاصي ، بحسب اختلاف أحوال السّائلين والمخاطبين وكثرة وجوه القرآن وجواز ارادة كلّ منها بحسب اقتضاء المقام كما أشرنا اليه (وَرابِطُوا) المرابطة في الظّاهر ملازمة ثغر العدوّ أو ان يربط كلّ من الفريقين خيولهم في ثغره أو المراد بها الاتّصال بالإمام بالبيعة الخاصّة الولويّة ، أو بالتبعيّة والانقياد في الأحكام ، أو الاتّصال بملكوت الامام ، أو المراد انتظار الصّلوة بعد الصّلوة كما أشير الى كلّ في الاخبار ، وقد فسّرت المرابطة في اخبار كثيرة بالمرابطة على الامام مع اختلاف يسير في اللّفظ ، وقد استشهد الصّوفيّة بأمثال هذه الآية على ما قالوه انّ السّالك

٣٢٦

ينبغي ان يجاهد في الرّياضات والذّكر والفكر المأخوذة من صاحب الاجازة في الشّريعة أو الطّريقة بحيث يصفو مرآة قلبه من غبار الكثرات ويتجلّى فيها صورة شيخة ولا يغيب عنه ويسمّون هذا الاتّصال والتّجلّى بالمرابطة والحضور والفكر كما يسمّون ذلك المتجلّى بالسّكينة ويقولون : انّ السّالك ما لم يتّصل بملكوت شيخة كان سالكا الى الطّريق لا الى الله ، فاذا اتّصل بملكوت شيخة وصل الى الطّريق وصار سالكا الى الله على الطّريق ، وقبل هذا الاتّصال يكون العبادة منه كلفة وعناء وكرها وبعد الوصول تصير لذّة وراحة وطوعا ؛ وقول المولوىّ قدس‌سره:

جهد كن تا نور تو رخشان شود

تا سلوك وخدمتت آسان شود

اشارة الى هذا الظّهور والتّجلّى ، وبهذا الاتّصال تصدق المعيّة مع الصّادقين الّتى امر الله بها في قوله تعالى: (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) وهذا الظّاهر هو الوسيلة الّتى امر الله بابتغائها بقوله : (ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) وبهذا يتبدّل (الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) ، (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) و (تُحَدِّثُ أَخْبارَها) وتبلى سرائرها وهذا الظّاهر هو النّور السّاعى بين أيديهم وبأيمانهم ، روى عن سيّد السّاجدين (ع) انّ الآية نزلت في العبّاس وفينا ولم يكن الرّباط الّذى أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط (وَاتَّقُوا اللهَ) اى سخطه وعذابه في ترك ما أمرتم به من الصّبر والمصابرة والمرابطة ، واتّقوا الله بعد المرابطة في الغفلة أو الاعراض عن المتجلّى لانّه من يكفر بعد فيعذّبه الله عذابا لا يعذّبه أحدا من العالمين (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) قد مضى انّ الترجّى من الله واجب وانّه يجرى في وعده على عادة الكبار من النّاس.

٣٢٧
٣٢٨

فهرست السّور والمطالب

عنوان

صفحه

عنوان

صفحة

خطبة

الفصل الاول ـ في حقيقة العلم والجهل المشابه للعلم

١

٣

الفصل الرابع عشر ـ في ان القرآن نزل تمامه ف الأئمة

الاثنى عشر(ع) بوجه ونزل فيهم وفي اعدائهم بوجه نزللاثاً ، ثلث فيهم وفي اعدائهم ، وثلث سنن وامثال وثلث فرائض واحكام بوجه او ثلث فيهم وفي احبّائهم وثلث في اعدائهم وثلث سنّة ومثل بوجه ، نزل ارباعاً ، ربع فيهم وربع في عدوّهم وربع سنن وامثال وربع فرائض واحكام بوجه وقد ورد الاشعار لكلّ في الاخبار

٢٠

الفصل الثاني ـ في شرافة هذا العلم وخساسة الجهل

٤

سورة الفاتحة

٢٣

الفصل الثالث ـ في انّ العلم كلما ازداد ضعفت الانانية والجهل كلما ازداد الانانية

٥

تفسير ـ بسم الله الرحمن الرحيم

٢٥

الفصل الرابع ـ في تلازم العلم والعمل واقتضاء العلم الحيرة والخشية والعزلة

٦

سورة البقرة ـ تحقيق مراتب الوجود وانّه حقيقة واحدة مشكّكة

٣٧

الفصل الخامس ـ في فضل قراءة القرآن وفضل توسل به بايّ نحو كان

٧

تحقيق معنى بسيط الحقيقة كل الاشياء

٣٧

الفصل السادس ـ في آداب القراءة وكيفيتها ومراتب القراء

٨

تحقيق جريان الحروف المقطعه على لسان المشلخ عن هذا البنيان

٣٨

الفصل السابع ـ في جواز تفسيرآات القرآن واحبار المعصومن (ع) والنظرفها والتأمل في مفاهيمها والتفكر في معانيها والمراد بها والتدبر في مقاصدها والغايات المؤول اليها واستعلام تنزيلها او استنباط تأويلها لقدر استعداد المفسّر النّاظر

١٢

معنى تأويل القرآن وبطونه

٣٨

الفصل الثامن ـ في الفرق بين الظهر والبطن والتنزيل والتأويل والمحكم والمتشابه والنّاسخ والمنسوخ والعام والخاصّ

١٣

في الوجوه المحتملة في اعراب فواتح السور وعدم اعرابها

٣٩

الفصل التاسع ـ في تحقيق التفسيربالراي الذي ورد حرمته ومدمته في الاخبار

١٥

تحقيق كون جميع الكتب المدونه حقّه وباطله صور الكتاب الحقيقي الذي هو حقيقة القرآن

٤٥

الفصل العاشر ـ في أنّ علم القرآن بتمام مراتبة منحصر في محمد (ص) واوصيائه الاثنى عشر وليس لغيرهم الا لقدرمقامه

١٦

تحقيق الكتاب ومصاديقة

٤٦

الفصل الهادي عشر ـ في تحقيق ان القرآن ذووچوه

١٧

تحقيق معنى الكلام

٤٦

الفصل الثان عشر ـ ف جواز نزول القرآن بوجوه مختلفة في الفاظة

٢٨

الفرق بين الكتاب والكلام

٤٦

الفصل الثالث عشر ـ في وقوع الزيادة والنقيصة والتقديم والتأخير والتحريف والتّعيير في القرآن الذي بين اظهرالذي بتلاوته وامتثال اوامره ونواهيه واقامه احكامه وحدوده

١٩

تحقيق ان االانسان ما لم يخرج من اسرنفسه لا يدرك من القرآن الا اللفط والعبارة

٤٧

تحقيق معنى الهداية

٤٨

تحقيق معنى التقوى ومراتبها

٤٨

بيان سرظهور بعض الشطحيات من السلاك

٤٩

تحقيق قوله تعالى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات

٥٠

تحقيق الايمان ومراتبه

٥٠

٣٢٩

عنوان

صفحه

عنوان

صفحة

تحقيق الصلوة ومراتبها

٥١

تحقيق الولي والنصير

١٣٤

تحقيق استمرارالصلوة والزكوة للانسان تكوينا

٥٢

تحقيق الظلم

١٣٧

بيان الكفر واقسامه

٥٤

تحقيق المسجد

١٣٨

تحقيق مراتب القلب اطلاقه وتحقيق ختم القلب والبصر

٥٤

تحقيق ابتلاء ابراهيم (ع) بكلمات

١٤٢

بيان اشتراء الضلالة بالهدي

٦٠

تحقيق مراتب الخلق من النّبوّة والرّسالة والخلّة والامامة

١٤٣

تحقيق الرّعد والبرق والسحاب والمطر

٦٢

الجزء الثاني

١٤٩

تحقيق معني من دون الله

٦٥

تحقيق الذكر ومراتبه وفضائله

١٥٤

الاشارة الى وجوه اعجاز القرآن

٦٥

بيان خطوات الشيطان

١٦٢

بان قطع ما امرالله به ان وصل

٦٩

تحقيق القول على الله بما لا يعلمه

١٦٢

تحقق افساد ف الآرض

٦٩

تحقيق نزول الكتاب جملة ونجوما

١٧٢

تحقق تکرار الاحاء والامانة للانسان

٧٠

تحقيق كون القرآن بينّات من الهدى

١٧٢

تحقيق خلق جمع الاشياء حتي السموم وذوات السموم لنفع الانسان

٧١

تحقيق قربه تعالى

١٧٣

تحقيق ماده الملك واقسام الملائكة

٧٢

تحقيق اجابته تعالى وعدم اجابته للعباد

١٧٤

تحقيق كيفية قول الله وامره للملائكة

٧٣

تحقيق اتيان البيون من الابواب ومنع الاتيان من الظهور

١٧٧

تحقيق معنى التسبيح والتقديس والفرق بينهما

٧٤

تحقيق الافساد في الارض واهلاك الحرث والنسل

١٨٦

تحقيق معنى الاسم وبيان تعليم آدم (ع) الاسماء كلها وبيان اللطائف مندرجه في الآية الشريفة

٧٥

تحقيق معنى الرجّوع الامورالى الله تعالى

١٨٩

تحقيق مراتب العالم وكيفية خلق الاجنة والشياطين

٧٨

تحقيق مراتب كمال الانسان

١٩٤

تحقيق توبه العبد

٨٢

تحقيق الوليّ والنّبّي والرّسول والامام (ع)

١٩٤

تحقيق توبه الرب في توبة العبد

٨٣

بيان حرمة شرب دخان الافيون

١٩٦

تحقيق بيان اختلاف الفقرتين من قوله فلاخوف عليهم ولا هم يحزنزن

٨٣

تحقيق تكيّف النّفوس من مجاورها

١٩٨

تحقيق وتفصيل لاشتراء الثمن القليل بالآيات

٨٧

تحقيق النعّمة ومراتبها بحسب مراتب الانسان

٢٠٤

تحقيق الامربالمعروف وموارده

٩٠

بيان حكمة عدّة النساء

٢٠٧

تحقيق الوالدين ونسبة الروحانية

١٠٨

بيان الصلوة الوسطى

٢٠٩

حكاية ملك سليمان وكونه في خاتمة ورمز ذلك

١٢٠

بيان قرض الله وتحقيقه

٢١٢

تحقيق السحر

١٢١

بيان التابوت والسكينة

٢١٤

حكاية هاروت وماروت ورموزها

١٢٢

بيان التابوت والسكينة الجزء الثالث

٢١٤

تحقيق العلم ومصاديقه وحقيقته

١٢٤

تحقيق الجبر والقدر والامريين الامرين وتحقيق بعض المطالب

٢١٨

بيان النسخ واقسامه

١٣٠

بيان الاحاطة بماشاءالله من علمه

٢٢٢

٣٣٠

عنوان

صفحه

عنوان

صفحة

تحقيق الامتساك بالعروة الوثقى وبيان العروة الوثقى

٢٢٣

تحقيق التواء الكتاب باللسان المضاف الى النفس

٢٧٦

بيان ابتغاة مرضاة الله بحيث با يخل باخلاص العمل

٢٣١

تحقيق اصناف الناس بحسب طلب الدين والبقاء عليه والارتداد منه

٢٨٠

بيان الحكمة ومراتبها

٢٣٣

الجزء الرابع

٢٨٢

بيان الخبط من مس الشيطان

٢٣٦

تحقيق كون البيت اول بيت وضع وكونه مأمنا

٢٨٣

سورة آل عمرآن

٢٤٥

تفسيرحجة الوداع وغديرخم

٢٨٦

بان المحکم والمتشابه

٢٤٧

تحقيق حبل الله وحبل الناس

٢٨٨

بان صيرورة الانسان ذالب

٢٤٨

وجه التعبيرعن ارض الجنة بارض السموات والارض

٢٩٩

كيفية شهادة الله بانه الا اله الا هو

٢٥١

تحقيق مراتب الناي في القصاص وتركه

٢٩٩

تحقيق تسبيح الرب وتسبيح اسم الرب

٢٦١

تحقيق الاشراك بالله باذنه وبرهانه

٣٠٦

تحقيق كون الانسان فطري التعلق واقتضاء ذلك الايتمام بامر

٢٦٤

تحقيق كون المؤمنين درجات وذوي درجات

٣١١

تفصيل حال عيسى (ع) واخذه وصلبه

٢٦٦

بيان الفكر ومراتبه

٣٢١

تحقيق شرافة من كان مع محمد (ص) في المباهلة

٢٦٩

٣٣١