معجم القواعد العربيّة

المؤلف:

عبد الغني الدقر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: منشورات الحميد
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١٦

اللّام الأولى ، فيكون في الميزان ثلاثة لامات اللّام الأصلية في الميزان ، ومعها لام مشدّدة بلامين.

(٢) وإن كانت ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة كرّرت ما يقابله في الميزان ، فتقول في وزن «مجّد» : «فعّل» وفي «جلبب» «فعلل» ، ولا تقل في وزن «مجّد» فعجل ، ولا في جلبب ، فعلب ، وإنما الأمر كما قدّمنا.

(٣) وإن كانت الزيادة على أصل الكلمة حرفا أو أكثر من حروف «سألتمونيها» أتيت بالمزيد نفسه في الميزان ، فتقول في وزن «فاهم» : «فاعل» وفي وزن «غفّار» : «فعّال» وفي وزن «استغفار» «استفعال» وهكذا الميزان والموزون في كل كلمة ، إلّا في باب لتّصغير فلا يتقيّدون بمقابلة الأصول ، والزوائد بالزوائد (انظر التصغير).

وإذا كان الزّائد مبدلا من تاء الافتعال يبقى الأصل ـ وهو التاء ـ في الميزان لا يتبع التّبديل العارض ، فوزن «اصطبر» افتعل لا افطعل لأنّ أصل «اصطبر» «اصتبر» وأبدلت التا طاء لمناسبة الصّاد.

وكذا المكرّر للإلحاق (انظر الإلحاق). أو غيره فإنه ينطق به من نوع ما قبله نحو : «جلبب» على وزن «فعلل» و «قطّع» على وزن «فعّل».

التّصغير :

١ ـ تعريفه :

تغيير مخصوص في بنية الكلمة.

٢ ـ فوائدة ستّ :

(١) تقليل ذات الشّيء نحو «كليب».

(٢) تحقير شأنه نحو «رجيل».

(٣) تقليل كمّيّته نحو «دريهمات».

(٤) تقريب زمانه نحو «قبيل العصر» و «بعيد الظّهر».

(٥) تقريب مسافته نحو «فويق الميل» و «تحيت البريد».

(٦) تقريب منزلته نحو «أخيّ» وزاد بعضهم على ذلك : التّعظيم نحو «دويهية» ، والتّحبّب نحو «بنيّة».

٣ ـ شروطه :

شروطه أربعة :

(أحدها) أن يكون اسما فلا يصغّر الفعل ولا الحرف ، وشذّ تصغير فعل التّعجّب نحو «ما أحيسنه».

(الثّاني) ألّا يكون متوغّلا في شبه الحرف ، فلا تصغّر المضمرات ولا «من وكيف» ونحوهما.

(الثّالث) أن يكون خاليا من صيغ التّصغير وشبهها ، فلا يصغّر نحو «كميت» لأنّه على صيغة التّصغير.

(الرّابع) أن يكون قابلا لصيغة التّصغير ، فلا تصغّر الأسماء المعظّمة

١٤١

ك «أسماء الله وأنبيائه وملائكته» ولا «جمع الكثرة» و «كلّ وبعض» ولا «أسماء الشّهور» و «الأسبوع» و «المحكي» و «غير» و «سوى» و «البارحة» و «الغد» و «الأسماء العاملة».

٤ ـ أبنيته :

أبنيته ثلاثة :

(١) «فعيل».

(٢) «فعيعل».

(٣) «فعيعيل» (١).

وذلك أنّه لا بدّ في كلّ تصغير من ثلاثة أعمال : ضمّ الحرف الأوّل ، وفتح الثّاني واجتلاب ياء ثالثة.

أمّا الأوّل وهو فعيل ، إنّما هو في الكلام على أدنى التّصغير ، ولا يكون مصغّر على أقلّ من فعيل ، وذلك نحو : «رجيل» تصغير رجل ، ونحو «قييس» تصغير قيس ، و «جميل» تصغير جمل ، و «جبيل» تصغير جبل ، وكذلك جميع ما كان على ثلاثة أحرف.

وأمّا الثّاني وهو فعيعل فإنّه ممّا يكون على أربعة أحرف وذلك نحو «جعيفر» تصغير جعفر ، و «مطيرف» تصغير طريف ، و «سبيطر» تصغير سبطر (٢) ، و «غليّم» تصغير غلام.

وأمّا الثّالث وهو فعيعيل فإنّه ممّا يكون على خمسة أحرف وكان الرّابع منه واوا أو ألفا ، أو ياء ، وذلك في نحو «مصيبيح» تصغير مصباح ، و «قنيديل» تصغير قنديل ، وفي «كريديس» تصغير كردوس (٣) وفي «قريبيس» تصغير : قربوس (٤). والتّصغير ممّا كان على خمسة أحرف ممّا ليس فيه واو أو ألف أو ياء. فنحو «سفيرج» تصغير سفرجل ، و «فريزد» تصغير فرزدق ، و «شميرد» تصغير شمردل (٥) ، و «قبيعث» تصغير قبعثرى (٦). يقول سيبويه : وإن شئت ألحقت في كلّ اسم منها ياء قبل آخر حروفه حرفا عوضا نحو «سفيريج» بدل سفيرج وهكذا.

٥ ـ المستثنى من كسر ما بعد الياء :

تقدّم أنّه يجب كسر ما بعد ياء النسب ممّا تجاوز ثلاثة الأحرف ، ويستثنى من هذه القاعدة أربع مسائل يفتح فيها ما بعد ياء النسب.

__________________

(١) الوزن بهذه الصيغ اصطلاح خاص بهذا الباب قصد به حصر الأقسام وليس جاريا على اصطلاح التصريف فإن أحيمرا ومكيرما وسفيرجا وزنها التصريفي «أفيعل ومفيعل وفعيلل» وكلها في التصغير «فعيعل».

(٢) السبطر كهزبر : الماضي الشهم.

(٣) الكردوس : القطعة العظيمة من الخيل.

(٤) القربوس : حنو السرج وهما قربوسان.

(٥) الشّمردل من الإبل : القوي السريع.

(٦) القبعثري : الجمل الضخم.

١٤٢

(إحداها) ما قبل علامة التّأنيث سواء أكانت تاء أم ألفا ك «شجرة» وحبلى فتقول في تصغيرهما «شجيرة» و «حبيلى».

(الثّانية) ما قبل ألف التّأنيث الممدودة ك «حمراء» تقول في تصغيرها «حميراء».

(الثّالثة) ما قبل أفعال ، ، ك «أجمال» و «أفراس» فتقول في التّصغير «أجيمال» و «أفيراس».

(الرّابعة) ما قبل ألف فعلان ك «سكران» و «عثمان» فتقول : «سكيران» و «عثيمان».

٦ ـ تصغير المضاعف :

وذلك قولك في مدقّ (١) : مديقّ ، وفي أصمّ : أصيّم ، ولا تغير الإدغام عن حاله كما أنّك إذ كسّرت مدقّا للجمع قلت : مداقّ ، ولو كسّرت (٢) أصمّ لقلت أصام ، فإنّما أجريت التّصغير على ذلك.

٧ ـ تصغير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته الزيادة للتأنيث :

أمّا تصغير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته الزيادة للتّأنيث فصار أربعة وذلك نحو «حبلى» و «بشرى» و «أخرى» تقول في تصغيرها : «حبيلى ، وبشيرى ، وأخيرى». وذلك أنّ هذه الألف لمّا كانت ألف تأنيث لم يكسروا الحرف بعد ياء التّصغير ، وجعلوها هنا بمنزلة هاء التّأنيث وذلك قولك في طلحة : طليحة.

وإن جاءت هذه الألف لغير التّأنيث كسرت الحرف بعد ياء التّصغير وذلك في نحو «معزى» تقول في تصغيرها : معيز ، وفي «أرطى» (٣) : أريط.

وإن كانت هذه الألف خامسة فصاعدا فكانت للتّأنيث أو لغيره حذفت وذلك قولك في : «قرقرى : قريقر» و «حبركى :

حبيرك».

٨ ـ تصغير ما فيه «ألف ونون» زائدتان : القاعدة في تصغير ما فيه «ألف ونون» زائدتان : أن الألف لا تقلب ياء فيما يأتي :

(١) في الصّفات مطلقا سواء أكان مؤنّثها خاليّا من التّاء وهو الأصل أم بالتّاء فالأولى نحو «سكران» و «جوعان». فإنّ مؤنثهما «سكرى ، وجوعى». والثّانية نحو «عريان» و «ندمان». وصميان «للشّجاع» وقطوان «للبطيء». فإنّ مؤنّثها : عريانة ، وندمانة ، وصميانة ، وقطوانة.

تقول في تصغيرها «سكيران» و «جويعان» و «عريّان» و «نديمان» و «صميّان» و «قطيّان».

__________________

(١) المدق : ما يدق به.

(٢) أي جمعتها جمع تكسير

(٣) الأرطى : شجر.

١٤٣

(٢) في الأعلام المرتجلة نحو «عثمان» و «عمران» و «سعدان» و «غطفان» و «سلمان» و «مروان» تقول في تصغيرها «عثيمان» (١) و «عميران» و «سعيدان» (٢). و «غطيفان» و «سليمان» و «مريّان».

(٣) أن تكون الألف رابعة في اسم جنس ، ليس على وزن من الأوزان الآتية : «فعلان ، فعلان ، فعلان». ك «ظربان» و «سبعان» يقال في تصغيرهما : «ظربيان وسبيعان».

(٤) أن تكون الألف خامسة في اسم جنس ، أو في حكم الخامسة (٣) ، نحو «زعفران» و «عقربان» (٤). و «أفعوان» (٥) و «صلّيان» (٦) و «عبوثران» (٧) تقول في تصغيرها : «زعيفران» و «عقيربان» و «أفيعيان» و «صليليان» و «عبيثران». فإن زادت على ذلك حذفت نحو «قرعبلانة» (٨). تقول في تصغيرها «قريعبة». وتقلب ياء لكسر ما بعد ياء التّصغير ألف إذا كانت رابعة في اسم جنس على وزن «فعلان أو فعلان أو فعلان» ك «حومان» و «سلطان» و «سرحان» تقول في تصغيرها «حويمين» و «سليطين» و «سريحين» تشبيها لها «بزلزال وقرطاس وسربال». إذ يقال في تصغيرها : زليزيل ، وقريطيس و «سريبيل».

وأمّا العلم المنقول فحكمه حكم ما نقل عنه ، فإن نقل عن صفة فحكمه حكم الصّفة ، وإن نقل عن اسم جنس فحكمه حكم اسم الجنس ، تقول في «سلطان» و «سكران» علمين «سليطين» و «سكيرين».

٩ ـ ما يستثنى من الحذف :

يستثنى من الحذف ليتوصّل إلى مثالي «فعيعل وفعيعيل» سبع مسائل (٩) :

(١) ألف التّأنيث الممدودة ك «حمراء» و «قرفصاء» تقول في تصغيرهما : «حميراء» و «قريفصاء».

(٢) تاء التّأنيث نحو «حنظلة» وتصغيرها : «حنيظلة».

(٣) ياء النّسب نحو : «عبقريّ»

__________________

(١) أما «عثمان» الذي هو اسم جنس لفرخ الحبارى ، فتصغيره : عثيمين.

(٢) أما «سعدان» لنبت ذي شوك من مراعي الإبل الجيدة ، فتصغيره : سعيدين.

(٣) وذلك بحذف بعض الأحرف التي قبلها.

(٤) ذكر العقارب.

(٥) ذكر الأفاعي وهي الحيات.

(٦) صليان : نبت.

(٧) نبات خبيث الرائحة.

(٨) اسم لدويبة عظيمة البطن.

(٩) أي إن هذه المسائل السبع لا ينظر إلى الزيادة فيها بل تصغّر كأن لم تكن.

١٤٤

وتصغيرها : «عبيقريّ».

(٤) عجز المضاف (١) نحو «عبد شمس» وتصغيرها «عبيد شمس».

(٥) عجز المركب (٢) تركيب مزج نحو : «بعلبكّ» وتصغيرها «بعيلبكّ».

(٦) علامة التّثنية نحو «مسلمين» وتصغيرها «مسيلمين» وكذا «مسيلمان».

(٧) علامة جمع التّصحيح نحو : «مسلمين» وتصغيرها «مسيلمين» وكذا «مسيلمون».

١٠ ـ حكم ثاني المصغّر إذا كان ليّنا :

ثاني الاسم المصغّر يردّ إلى أصله إذا كان ليّنا منقلبا عن غيره ، لأنّ التّصغير يردّ الأشياء إلى أصولها ، ويشمل ذلك :

ما أصله واو فانقلبت «ياء» نحو «قيمة» فتقول في تصغيرها «قويمة» أو انقلبت «ألفا» نحو : «باب» فتقول فيه «بويب».

وما أصله ياء فانقلبت واوا نحو «موقن» تقول في تصغيرها «مييقن» أو أصلها ياء فانقلبت ألفا نحو «ناب» تقول في تصغيرها «نييب».

وما أصله همزة فانقلبت ياء نحو «ذئب» فتقول في تصغيرها «ذؤيب».

وما أصله حرف صحيح غير همزة نحو «دينار» و «قيراط» فإن أصلهما «دنّار» و «قرّاط» والياء فيهما بدل من أول المثلين ، فتقول في تصغيرهما «دنينير» و «قريريط».

وإذا كان ثانيه تاء أصليّة تثبت في التّصغير وذلك نحو «بيت وشيخ وسيّد» فأحسنه أن تقول : «شييخ» وسييد ، وبييت» لأنّ التّصغير يضم أوائل الأسماء وهو لازم له كما أنّ الياء لازمة له.

ومن العرب من يقول : شييخ وبييت وسييد كراهة الياء بعد الضمة. فخرج ما ليس بليّن نحو «متعدّ» تقول في تصغيرها «متيعد» بدون رد. وإذا كان حرف لين مبدلا من همزة تلي همزة ، كألف «آدم» ففيه تقلب واوا تقول في تصغيرها «أويدم» كالألف الزّائدة في نحو «شارب» تقول «شويرب» وشذّ في «عيد» «عييد» وقياسه : عويد لأنّه من عاد يعود ، فلم يردّوا الياء لئلا يلتبس بتصغير «عود» واحد الأعواد.

١١ ـ تصغير المقلوب :

إذا صغّر اسم مقلوب صغّر على لفظه لا على أصله لعدم الحاجة نحو «جاه» من الوجاهة ، تقول في تصغيره «جويه» لا وجيه.

__________________

(١) وهو المضاف إليه في المركب الإضافي «عبد الله» فالتصغير يكون المضاف فقط.

(٢) وهو الكلمة الثانية من هذا المركب فهي أيضا لا يطرأ عليها تغيير والتغيير يتعلق بالكلمة الأولى كما هو واضح.

١٤٥

١٢ ـ تصغير ما حذف أحد أصوله :

إذا صغّر ما حذف أحد أصوله فإن بقي على ثلاثة أحرف ك «شاك» و «هار» (١) و «ميت» بالتّخفيف لم يردّ إليه شيء فتقول «شويك» و «هوير» و «مييت».

ووجب ردّ المحذوف إن بقي على حرفين فالمحذوف الفاء نحو «كل وخذ وعد» والعين نحو «مذ وقل وبع» واللام نحو «يد ودم» أو الفاء واللام نحو «قه» أو العين واللّام نحو «ره» بشرط أن تكون كلّها أعلاما ، تقول : «أكيل وأخيذ ، ووعيد» بردّ الفاء و «منيذ وقويل وببيع» برد العين ، و «يديّة ودميّ» برد اللام و «وقيّ ووشيّ» برد الفاء واللام و «روي» برد العين واللام ليمكن بناء فعيل.

وإذا سمّي بما وضع ثنائيا فإن كان ثانيه صحيحا نحو «هل وبل» لم يزد عليه شيء حتى يصغّر ، وعندئذ يجب أن يضعّف أو يزاد عليه «ياء» فيقال : «هليل» أو «هلي» و «بليل» أو «بليّ».

وإن كان معتلّا وجب التّضعيف قبل التّصغير فيقال : «لوّ وكيّ وماء». أعلاما ، وذلك لأنك زدت على الألف ألفا فالتقى ألفان ، فأبدلت الثانية همزة ، فإذا صغّرت أعطيت حكم «دوّ (٢) وحيّ» (٣) فتقول : «لويّ وكييّ ومويّ» كما تقول «دويّ وحييّ ومويّة» (٤) إلّا أن «مويّه» لامه هاء فردّ إليها.

١٣ ـ ما يحذف في التّصغير من الزّيادات على الثلاثي :

تحذف الزّيادات من بنات الثّلاثة في التّصغير كما تحذف من جمع التكسير ، وذلك قولك في مغتلم : مغيلم ، وتقول في تكسيرها : مغالم فحذفت الألف وأبدلتها ياء فصارت مغيلما للتصغير ، وإن شئت قلت : مغيليم ، فألحقت الياء عوضا عن المحذوف في الجمع كما قال بعضهم : مغاليم ، ومثلها : جوالق ، تقول في تصغيرها : جويلق ، وإن شئت قلت : جويليق عوضا كما قالوا : جواليق.

وتقول في تصغير المقدّم والمؤخّر : مقيدم ومؤيخر ، وإن شئت عوّضت الياء كما قالوا في التكسير : مقاديم ومآخير ، والمقادم والمآخر عربية جيّدة. وتقول في تصغير مذكّر : مذيكر ، وفي مقترب : مقيرب ، وإذا صغّرت مستمعا قلت : مسيمع ومسيميع. وتقول في تصغير

__________________

(١) أصلهما : شاوك ، وهاور ، فحذفت الواو على غير قياس من الشوكة ، والجرف الهار.

(٢) الدّوّ : البادية.

(٣) الحي : القبيلة.

(٤) في الماء المشروب.

١٤٦

محمارّ : محيمير ، ولا تقول محيمر ، وتقول في تصغير : حمارّة حميّرة كأنّك صغرت : حمرّة لأنّك لو كسّرتها تقول : حمارّ ، ولا تقول : حمائر.

وتقول في تصغير مغدودن : مغيدين إن حذفت الدال الآخرة ، كأنك صغّرت : مغدون ، وإن حذفت الدال الأولى قلت في تصغيرها : مغيدن. وإذا صغّرت مقعنسس (١) حذفت النون وإحدى السّينين فقلت : مقيعس ، وإن شئت قلت : مقيعيس.

وأمّا معلوّط (٢) فليس فيه إلّا معيليط. وفي تصغير عفنجج (٣) : عفيجج ، وعفيجيج وإذا صغّرت عطوّد (٤) قلت : عطيّد ، وعطيّيد ، وإذا صغّرت استبرق قلت : أبيرق.

١٤ ـ تصغير ما كان على أربعة أحرف فلحقته ألف التأنيث الممدودة. وذلك نحو «خنفساء ، وعنصلاء (٥) ، وقرملاء» (٦) ، فإذا صغّرتها قلت : خنيفساء ، وعنيصلاء ، وقريملاء ولا تحذف ألف التّأنيث لأنّ الألفين ـ الألف والهمزة ـ لمّا كانتا بمنزلة الهاء في بنات الثلاث لم تحذفا هنا.

١٥ ـ تصغير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقه ألف التأنيث المدودة :

وذلك قولك في تصغير حمراء : حميراء ، وفي صفراء : صفيراء ، وفي طرفاء : طريفاء.

وكلّ ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته زائدتان ـ الألف والهمزة ـ فكان ممدودا منصرفا فإن تصغيره كتصغير الممدود الذي همزته بدل من ياء ، وذلك نحو : علباء وحرباء تقول في تصغيرهما : عليبيّ ، وحريبيّ ، كما تقول في سقّاء سقيقيّ ، وفي مقلاء : مقيليّ.

ومن قال : غوغاء وصرف قال : غويغي ، ومن لم يصرف وأنّث فإنها عنده بمنزلة عوراء ، يقول في تصغيرها غويغاء ، وعويراء.

١٦ ـ من صيغ التّصغير ما ليس منه وإنما لدنوّه.

وذلك قولك : «هو دوين ذلك ، وهو فويق ذاك» ومن ذلك : هو أصيغر منك ـ وإنّما أردت أن تقلّل الذي بينهما من السّن ـ ومثل ذلك قولهم : قبيل الظّهر ، وبعيد العصر ، فالمراد قبل الظهر بقليل ، وبعد العصر بقليل ، وكذلك قولك : دوين ذلك : أي أقرب أو أقل.

__________________

(١) المقعنسس : الشديد.

(٢) من اعلوّط البعير : تعلّق بعنقه.

(٣) العفنجج : الضّخم الأحمق.

(٤) العطوّد : الشديد الشاق.

(٥) العنصلاء : البصل البرّي.

(٦) قرملاء : موضع.

١٤٧

وأمّا قول العرب : هو مثيل هذا ، وأميثال هذا ، فإنّما أرادوا أنّ المشبّه حقير ، كما أنّ المشبّه به حقير كما يقول سيبويه ، وأما قولهم : ما أميلحة : فلا يقاس عليه ، لأنه فعل والفعل لا يصغّر ،.

١٧ ـ تصغير ما كان على خمسة أحرف :

وذلك نحو : سفرجل ، وفرزدق ، وقبعثرى ، وشمردل (١) ، وجحمرش (٢) ، وصهصلق (٣) ، فتصغير العرب هذه الأسماء : هكذا : سفيرج ، وفريزد ، وشميرد ، وقبيعث ، وصهيصل ، وجحيمر. وإن شئت ألحقت في كلّ اسم منها ياء قبل آخر حروفه عوضا ، فتقول مثلا : سفيريج وفريزيد .... وهكذا.

وإنما صغّرت هكذا بحذف حرف منها لأنّ تكسيرها : سفارج وفرازد ، ويأتي تصغير أمثال هذه الكلمات على حسب جمعها المكسّر ، مع إبدال ألفه ياء وضمّ أوّله.

١٨ ـ ما تحذف منه الزّوائد من بنات الثّلاثة وأوّله الألفات الموصولات :

وذلك قولك : في استضراب : تضيريب ، حذفت الألف الموصولة ، وحذفت السين كما تحذفها لو كسرته للجمع حتى يصير على مثال مفاعيل ـ فتصير تضاريب ـ وإذا صغّرت الافتقار حذفت الألف ولا تحذف التاء لأنّ الزائدة إذا كانت ثانية في بنات الثّلاثة ، وكان الاسم عدّة حروفه خمسة رابعهنّ حرف لين لم يحذف منه شيء في تكسيره للجمع لأنّه يجيء على مثال مفاعيل.

فتقول في تصغير الافتقار ؛ فتيقير فإذا صغّرت انطلاق قلت : نطيليق. وإذا صغّرت : اشهيباب تحذف الألف ثم الياء كما تحذفها في التكسير فتصغيرها : شهيبيب.

١٩ ـ تكسير ما كان من الثّلاثة فيه زائدتان :

وذلك نحو : قلنسوة ، إن شئت قلت في تصغيرها : قليسيّة ، وإن شئت قلت : قلينسة كما قال بعضهم في تكسيرها : قلانس ، وقال بعضهم قلاس.

وكذلك : حبنطى (٤) ، إن شئت حذفت النون فقلت : حبيط ، وإن شئت حذفت الألف فقلت : حبينط.

ومن ذلك كوألل (٥) ـ وإن كان غير مشتق ـ إن شئت حذفت الواو وقلت : كؤيلل وكؤيليل ، وإن شئت حذفت

__________________

(١) الشمردل : الفتى السريع.

(٢) الجحمرش : العجوز الكبيرة.

(٣) الصهصلق : العجوز الصخابة.

(٤) الحبنطى : المنتفخ البطن.

(٥) الكوألل : القصير.

١٤٨

إحدى اللّامين فقلت : كويئل ، وكويئيل.

ومنه : حبارى (١) ، إن شئت قلت : حبيرى ، وإن شئت قلت : حبيّر.

وإذا صغّرت علانية أو ثمانية أو عفارية (٢) ، فأحسنه أن تقول : علينية وثمينية وعفيرية.

٢٠ ـ تصغير ما أوّله ألف الوصل وفيه زيادة من بنات الأربعة :

وذلك نحو احرنجام ، تقول في تصغيره : حريجيم ، فتحذف ألف الوصل ، ولا بدّ من تحريك ما بعدها ، وتحذف النون حتى يصير ما بقي مثل فعيعيل ، وذلك قولك في التصغير : حريجيم ، ومثله الاطمئنان تحذف ألف الوصل وإحدى النّونين فتكون طمأيين على مثال فعيعيل.

ومثله الإسلنقاء (٣) تحذف الألف والنون حتى يصير على مثال فعيعيل أي سليقيّ.

٢١ ـ ما يحذف في التصغير من زوائد بنات الأربعة.

وذلك قولك في قمحدوّة (٤) :

قميحدة لأن تكسيرها : قماحد وفي سلحفاة : سليحفة وتكسيرها : سلاحف ، وفي منجنيق : مجينيق ، لأنّ تكسيرها : مجانيق ، وفي عنكبوت : عنيكب وعنيكيب ، لأنّ تكسيرها : عناكب ، وعناكيب وفي تخربوت : تخيرب وتخيريب.

ويدلّك على زيادة التاء في عنكبوت وتخربوت (٥) والنون في منجنيق بأن العرب قد كسّرت ذلك ، وإن كان العرب لا يكسّرون ما كان على خمسة أحرف حتى يحذفوا.

٢٢ ـ تصغير ما ثبتت زيادته من بنات الثّلاثة.

وذلك نحو «تجفاف» (٦) ، وإصليت (٧) ، ويربوع ، فتقول في تصغيرها : تجيفيف ، وأصيليت ، ويريبيع. لأنّك لو كسّرتها للجمع ثبتت هذه الزّوائد.

ومثل ذلك عفريت ، وملكوت ، تقول في تصغيرهما : عفيريت ومليكيت ، لأنّك تقول في تكسيرهما : عفاريت وملاكيت. وكذلك : رعشن تقول في تكسيرها : رعاشن ، وفي تصغيرها : رعيشن ؛ وكذلك

__________________

(١) الحبارى : طائر للذكر والأنثى والواحد والجمع وألفه للتأنيث.

(٢) العفارية بالضمّ بيّن العفارة : خبيث منكر.

(٣) الاسلنقاء : النوم على الظهر.

(٤) القمحدوّة : الهنة الناشزة خلف الأذنين ومؤخّر القذال.

(٥) التخربوت : الخيار الفاره من النّوق.

(٦) تجفاف : آلة للحرب يلبسه الفرس والإنسان ليقيه في الحروب.

(٧) الأصليت : السيف الصقيل.

١٤٩

قرنوة (١) ، تقول في تصغيرها : قرينية لأنّك لو كسّرتها لقلت : قران ، ومثلها : ترقوة تكسيرها : تراق ، وتصغيرها : تريقية.

٢٣ ـ تصغير ما ذهبت منه الفاء : وذلك نحو : عدة وزنة فإنّهما من وعدت ووزنت فإنّما ذهبت الواو وهي فاء الكلمة فعل ، فإذا صغرت : أعدت ما حذفت ، تقول : وعيدة ووزينة. وكذلك شية ، تقول في تصغيرها : وشيّة ، وإن شئت قلت : أعيدة وأزينة وأشيّة ، لأنّ كلّ واو تكون مضمومة يجوز لك همزها.

وممّا ذهبت فاؤه وكان على حرفين : «كل وخذ» فإذا سميت رجلا بكل وخذ قلت في تصغيرهما : أكيل وأخيذ ، لأنّهما من «أكلت وأخذت».

٢٤ ـ تصغير ما ذهبت لأمه :

فمن ذلك : دم ، تقول في تصغيرها : دميّ ، يدلّك على أنّه من بنات الياء قولهم في الجمع : دماء.

ومن ذلك : يدّ ، تقول : يديّة ، ومثله : شفة ، تقول في تصغيرها : شفيهة ، يدلّ على حذف لام الكلمة. جمعها : شفاه.

ومن ذلك : سنة ، فمن قال أصلها : سانيت قال سنيّة ، ومن قال : أصلها : سانهت ، قال في التّصغير سنيهة. ومن ذلك فم تقول في تصغيره : فويه. والدّليل أن الذي ذهب هو اللام قولهم في جمعها : أفواه.

ومثله مويه تصغير ماء ردّوا إليه الهاء كما ردّوها في الجمع : مياه وأمواه.

٢٥ ـ تصغير ما ذهبت لامه وأوّله ألف الوصل :

من ذلك : اسم وابن ، تقول في تصغيرهما : سميّ ، وبنيّ ، والدّليل على أنّ المحذوف في اسم وابن اللام ، وأنّها الواو أو الياء ، قولهم في الجمع : أسماء ، وأبناء.

٢٦ ـ تصغير ما أبدل فيه بعض حروفه :

فمن ذلك : ميزان ، وميقات ، وميعاد وأصلهنّ : موزان من وزن ، وموقات من الوقت ، وموعاد من الوعد.

سكّنت الواو وكسر ما قبلها فقلبت ياء فصارت ميزان والباقي مثلها.

فإذا صغّرتا حذفت البدل ، ورددتها إلى أصلها : تقول في تصغير ميزان : مويزين ، وفي ميقات : موبقيت ، وفي ميعاد : مويعيد ، وكذلك فعلوا حين كسّروا للجمع فقالوا : موازين ومواعيد ومواقيت. وإذا صغّرت : الطّيّ ، قلت : طويّ ، ومثل ذلك : ريّان وطيّان تقول في تصغيرهما : رويّان وطويّان.

__________________

(١) قرنوة : نوع من العشب.

١٥٠

ومن ذلك : عطاء وقضاء ، ووشاء ، تقول في تصغيرها : عطيّ وقضيّ ووشيّ. وكذلك جميع الممدود لا يكون البدل الذي في آخره لازما أبدا.

فأمّا تصغير عيد فعييد ، ولم يقولوا : عويّد ، لأنّ جمعها أعياد.

٢٧ ـ ما يصغّر على جمعه المكسّر من الرباعي :

وذلك قولك في خاتم : خويتم ، وأصل تكسيرها : خواتم ، فأبدلت الياء بالألف ومثله في طابق : طويبق ، ودانق :

دوينق : ودرهم : دريهم.

ومن العرب من يقول : خويتيم ، ودوينيق ، ودريهيم.

٢٨ ـ تصغير كلّ اسم من شيئين ضم أحدهما للآخر :

ومثل هذا يكون تصغيره في الصّدر ، وذلك قولك في حضرموت : حضيرموت ، وفي بعلبكّ : بعيلبكّ.

وفي خمسة عشر : خميسة عشر ، وكذلك جميع ما أشبه ذلك وأمّا اثنا عشر فتقول في تصغيره : ثنيّا عشر.

٢٩ ـ تصغير المؤنّث الثّلاثي :

إذا صغّر المؤنّث الخالي من علامة التّأنيث الثّلاثيّ أصلا وحالا ك «دار ، وسنّ ، وأذن ، وعين» أو أصلا ك «يد» أو مآلا بأن صار بالتّصغير مؤنثا. كلّ هذا تلحقه التاء إن أمن اللّبس فتقول في تصغير دار : «دويرة» وفي تصغير سنّ : «سنينة» وفي أذن : «أذينة» وفي عين : «عيينة» وفي يد : «يديّة». وفي حبلى ، وسوداء : «حبيلة وسويدة». وفي سماء : «سميّة» (١).

فلا تلحق التاء نحو «شجر وبقر» لئلا يلتبسا بالمفرد ، وإنّما تقول : «شجير ، وبقير».

ولا تلحق التّاء نحو : «خمس وست» لئلا يلتبسا بالعدد المذكر.

ولا تلحق التاء نحو «زينب وسعاد» لتجاوزها الثلاثة.

وشذّ ترك التاء في تصغير «حريب وعريب ودريع ونعيل» ونحوهن مع عدم اللبس.

وشذّ وجود التاء في تصغير «وراء وأمام وقدّام» مع زيادتهن على الثلاثة ، فقد سمع «وريّئة وأميّمة وقديديمة».

٣٠ ـ تصغير الإشارة والموصول :

التّصغير من خواصّ الأسماء المتمكّنة وممّا شذّ عن هذا أربعة : اسم الإشارة

__________________

(١) أصله : سميي بثلاث ياءات الأولى :

للتصغير ، الثانية بدل المدة ، والثالثة بدل الهمزة المنقلبة عن الواو لأنه من سما يسمو ، حذفت منه الثانية لتوالي الأمثال.

١٥١

واسم الموصول ، وأفعل في التّعجب.

فأمّا اسم الإشارة فقد سمع التّصغير منه في خمس كلمات ، وذلك قولهم في هذا : هذيّا ، وفي ذاك : ذيّاك وفي تا : تيّاك ، وفي ذيّا : ذيّان ، وفي تيّا : تيّان للتثنية ، وفي ألاء : أليّاء.

أو تحلفي بربّك العليّ

أنّي أبو ذيّالك الصّبي

وقالوا في تصغير «أولى» (١) بالقصر «أوليّا» ولم يصغّروا منها غير ذلك. وأمّا اسم الموصول فقالوا في تصغير «الذي والتي». «اللّذيّا واللّتيّا» وفي تثنيتهما : «اللّذيّان واللّتيّان». وفي الجمع «اللّذيّون» رفعا و «اللّذيّين» جرّا ونصبّا ، وفي جمع «اللّتيّا» : «اللّتيّات».

٣١ ـ تصغير اسم الجمع ، وجمع القلة :

يصغّر اسم الجمع لشبهه بالواحد فيقال في ركب «ركيب» وكذلك جموع القلّة كقولك في «أجمال : أجيمال».

٣٢ ـ جمع الكثرة لا يصغّر.

جمع الكثرة لا يصغّر لأن التّصغير للقلّة ، والجمع للكثرة ، فبينما منافاة ، فعند إرادة تصغير جمع الكثرة يردّ الجمع إلى مفرده ويصغّر ثمّ يجمع بالواو والنون إن كان لمذكّر عاقل ، تقول في : «غلمان» «غليّمون» وبالألف والتاء إن كان لمؤنّث أو لمذكّر لا يعقل تقول في «جوار» و «دراهم» : «جويريات» و «دريهمات» إلّا ما له جمع قلّة ، فيجوز ردّه إليه كقولك في فتيان «فتية».

٣٣ ـ ما يصغر على غير بناء مكبّره : فمن ذلك قول العرب في مغرب الشمس :

مغيربان ، وفي العشيّ : آتيك عشيّانا. ويقول سيبويه : وسمعنا من العرب من يقول في تصغير عشيّة : عشيشية.

أمّا قولهم : آتيك أصيلالا فإنما هو أصيلان أبدلوا اللام منها.

وأمّا قولهم : آتيك عشيّانات ومغيربانات ، فإنما جعلوا ذلك الحين أجزاء.

وممّا يصغّر على غير بناء مكبّره : إنسان ، تقول في تصغيره : أنيسيان ، وفي بنون : أبيّنون ، ومثل ذلك ليلة ، تصغيرها : لييلة ، وقولهم في رجل : رويجل. ومن ذلك قولهم في صبية : أصيبية. وفي غلمة : أغيلمة.

كأنّهم صغّروا : أغلمة وأصبية.

٣٤ ـ ما جرى في الكلام مصغّرا وترك تكبيره :

وذلك قولهم : جميل وكعيت وهو

__________________

(١) بالقصر : لغة بني تميم وهي بمعنى أولاء.

١٥٢

البلبل ، وقالوا : كعتان ، وجملان فجاءوا به على التّكبير ، ولو جاءوا بجمعه على التّصغير لقالوا : جميلات وكعيّات. فليس شيء يراد به التّصغير إلّا وفيه ياء التّصغير.

ومثله : كميت : وهي حمرة مخالطها سواد ، فإنّما حقّروها لأنّها بين السّواد والحمرة.

وأمّا سكيت فهو ترخيم سكّيت. وهو الذي يجيء آخر الخيل. (انظر ترخيم التصغير).

٣٥ ـ أسماء لا تصغّر :

فمنها المضمرات ، وأسماء الاستفهام ، وأسماء الشّرط ، ولا تصّغر غير ، وكذلك : حسبك ، وأمس ، وغد ولا تصغّر أسماء شهور السّنة ، ولا تصغّر عند ، ولا عن ، ولا مع ، ولا يصغّر الاسم إذا كان بمنزلة الفعل ، ألا ترى أنّه قبيح : هو ضويرب زيدا ، وهو ضويرب زيد ، وإن كان ضارب زيد لما مضى فتصغيره جيّد. وكذلك لا يصغّر : أوّل من أمس ، والثّلاثاء ، والأربعاء ، والبارحة وأشباههنّ.

تصغير اسم الإشارة = (التصغير ٣٠).

تصغير اسم الجمع = (التصغير ٣١).

تصغير اسم الإشارة ، واسم الموصول والتعجب = (التصغير ٣٠).

تصغير الترخيم = (ترخيم التصغير).

تصغير جمع القلة = (التصغير ٣١).

تصغير جمع الكثرة = (التصغير ٣٢).

تصغير ما حذف أحد أصوله = (التصغير ١٢).

تصغير ما فيه ألف ونون = (التصغير ٨).

تصغير المقلوب = (التصغير ١١).

تصغير المؤنث الثلاثي = (التصغير ٢٩).

التّضمين : قد يشربون لفظا معنى لفظ فيعطونه حكمه ويسمّى ذلك تضمينا وفائدته : أن تؤدّي كلمة مؤدّى كلمتين ، قال تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ)(١) أي ولا تضمّوها إليها آكلين. والذي أفاد التّضمين : إلى. ومثله : (الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ)(٢). أصل الرّفث أن يتعدّى بالباء فلمّا ضمّن معنى الإفضاء عدّي ب «إلى» مثل : (وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ)(٣).

تعال :

قال الأزهري : تقول العرب في النداء للرجل : تعال بفتح اللام ، وللاثنين :

__________________

(١) الآية «٢» من سورة النساء «٤».

(٢) الآية «١٨٧» من سورة البقرة «٢».

(٣) الآية «٢١» من سورة النساء «٤».

١٥٣

تعاليا ، وللرجال : تعالوا ، وللمرأة تعالي وللنساء تعالين كلها بفتح اللام ولا يقال : تعاليت .. بهذا المبنى ولا ينهى عنه.

التّعجّب :

١ ـ تعريفه :

هو انفعال في النّفس عند شعورها بما يخفى سببه فإذا ظهر السّبب بطل العجب.

٢ ـ صيغ التّعجّب :

للتّعجّب صيغ كثيرة ، منها قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ)(١) وفي الحديث : (سبحان الله إنّ المؤمن لا ينجس).

ومن كلام العرب «لله درّه فارسا» والمبوّب له في كتب العربيّة صيغتان لا غير ولا تتصرّفان : «ما أفعله ، وأفعل به». لاطّرادهما فيه نحو «ما أجمل الصّدق» و «أكرم بصاحبه».

وبناؤه أبدا ـ كما يقول سيبويه ـ من «فعل» و «فعل» و «فعل» و «أفعل».

٣ ـ الصّيغة الأولى «ما أفعله» : هذه الصّيغة مركبة من «ما» و «أفعله» فأمّا «ما» فهي اسم إجماعا ، لأنّ في «أفعل» ضميرا يعود عليها ، كما أجمعوا على أنها مبتدأ ، لأنها مجرّدة للإسناد إليها.

ثم اختلفوا : فعند سيبويه أنّ «ما» نكرة تامّة بمعنى شيء ، وجاز الابتداء بها لتضمّنها معنى التّعجّب وما بعدها خبر ، فموضعه رفع.

وعند الأخفش : هي معرفة ناقصة. بمعنى الذي ، وما بعدها صلة فلا موضع له ، أو نكرة ناقصة وما بعدها صفة ، وعلى هذين فالخبر محذوف وجوبا (٢) تقديره : شيء عظيم.

وأمّا «أفعل» فالصحيح (٣) : أنها فعل للزومه مع ياء المتكلّم نون الوقاية نحو «ما أفقرني إلى رحمة الله». ففتحته فتحة بناء ، وما بعده مفعول به (٤).

٤ ـ الصيغة الثانية «أفعل به» : أجمعوا على فعليّة «أفعل» وأكثرهم على أن لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر ، وهو في الأصل ماض على صيغة «أفعل» بمعنى صار ذا كذا ، ثمّ غيّرت الصّيغة فقبح إسناد صيغة الأمر إلى الاسم الظاهر ، فزيدت الباء في الفاعل ليصير على صورة المفعول به ولذلك التزمت (٥).

__________________

(١) الآية «٢٨» من سورة البقرة «٢».

(٢) وليس هذا القول بالمرضي كما في الرّضي ، لأنه حذف الخبر وجوبا مع عدم ما يسّد مسّده ، وأيضا ليس في هذا التقدير معنى الإبهام اللائق في التعجب كما كان في تقدير سيبويه.

(٣) وهو قول سيبويه والكسائي.

(٤) وقال بقية الكوفيين : اسم لمجيئه مصغرا في قوله : «يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا» ففتحته فتحة إعراب.

(٥) وقال الفرّاء والزّجّاج والزّمخشري وغيرهم : لفظه الأمر والأمر ، وفيه ضمير للمخاطب ، والباء للتعدية ، فمعنى : «أجمل بالصّدق» اجعل يا مخاطب الصدق جميلا أي صفه بالجمال كيف شئت.

١٥٤

٥ ـ شروط فعلي التّعجّب :

لا يصاغ فعلا التّعجّب إلّا ممّا استكمل ثمانية شروط :

(الأوّل) أن يكون فعلا فلا يقال : ما أحمره : من الحمار ، لأنّه ليس بفعل.

(الثاني) أن يكون ثلاثيا فلا يبنيان من دحرج وضارب واستخرج إلّا «أفعل» فيجوز مطلقا (١). وقيل يمتنع مطلقا ، وقيل يجوز إن كانت الهمزة لغير نقل (٢). نحو «ما أظلم هذا الليل» و «ما أقفر هذا المكان».

(الثّالث) أن يكون متصرّفا ، فلا يبنيان من «نعم» وبئس» وغيرهما ممّا لا يتصرّف.

(الرابع) أن يكون معناه قابلا للتّفاضل ، فلا يبنيان من فني ومات.

(الخامس) أن يكون تامّا ، فلا يبنيان من ناقص من نحو «كان وظلّ وبات وصار». (السادس) أن يكون مثبتا ، فلا يبنيان من منفيّ ، سواء أكان ملازما للنّفي ، نحو «ما عاج بالدّواء» أي ما انتفع به ، أم غير ملازم ك «ما قام».

(السابع) أن لا يكون اسم فاعله على «أفعل فعلاء» فلا يبنيان من : «عرج وشهل وخضر الزّرع». لأنّ اسم الفاعل من عرج «أعرج» ومؤنثه «عرجاء» وهكذا باقي الأمثلة.

(الثامن) أن لا يكون مبنيّا للمفعول فلا يبنيان من نحو «ضرب» وبعضهم يستثني ما كان ملازما لصيغة «فعل» نحو «عنيت بحاجتك» و «زهي علينا» فيجيز «ما أعناه بحاجتك» و «ما أزهاه علينا».

فإن فقد فعل أحد هذه الشّروط ، استعنّا على التّعجّب وجوبا ب «أشدّ أو أشدد» وشبههما ، فتقول في التّعجّب من الزائد على ثلاثة «ما أشدّ دحرجته» أو «ما أكثر انطلاقه». أو «أشدد أو أعظم بهما» وكذا المنفيّ والمبنيّ للمفعول ، إلّا أنّ مصدرها يكون مؤوّلا لا صريحا نحو «ما أكثر أن لا يقوم» و «ما أعظم ما ضرب» وأشدد بهما.

وأمّا الجامد والذي لا يتفاوت معناه فلا يتعجّب منهما ألبتة.

وهناك ألفاظ جاءت عن العرب في صيغ التّعجّب لم تستكمل الشّروط ،

__________________

(١) عند سيبويه.

(٢) المراد بالنقل : نقل الفعل من اللزوم إلى التعدي ، أو من التعدي لواحد إلى التعدي لاثنين ، أو من التعدي لاثنين إلى التعدي لثلاثة وذلك بأن وضع الفعل على همزة.

١٥٥

فهذه تحفظ ولا يقاس عليها لندرتها ، من ذلك قولهم : «ما أخصره» من اختصر ، وهو خماسيّ مبنيّ للمفعول ، وقولهم «ما أهوجه وما أحمقه وما أرعنه». كأنّهم حملوها على «ما أجهله» وقولهم : «أقمن به» بنوه من قولهم «هو قمن بكذا» أي حقيق به ، وقالوا : «ما أجنّه وما أولعه» من جنّ وولع وهما مبنيّان للمفعول.

٦ ـ حذف المتعجّب منه :

يجوز حذف المتعجّب منه في مثل «ما أحسنه» إن دلّ عليه دليل كقول الشاعر :

جزى الله عنّي والجزاء بفضله

ربيعة خيرا ما أعفّ وأكرما

أي ما أعفّها وأكرمها.

وفي مثل «أحسن به» إن كان معطوفا على آخر مذكور معه مثل ذلك المحذوف نحو (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(١) ، أي بهم ، أما قول عروة بن الورد :

فذلك إن يلق المنيّة يلقها

حميدا وإن يستغن يوما فأجدر

أي «فأجدر به» فشاذ.

٧ ـ لا يتقدّم معمول على فعلي التّعجّب ، ولا يفصل بينهما :

كلّ من فعلي التّعجّب جامد لا يتصرّف نظير «تبارك وعسى» و «هب وتعلّم». ولهذا امتنع أن يتقدّم عليهما معمولهما. وأن يفصل بينهما بغير ظرف ومجرور. فلا تقول : ما الصدق أجمل ، ولا به أجمل ، ولا تقول : ما أجمل ـ يا محمّد ـ الصّدقّ ، ولا أحسن ـ لو لا بخله ـ بزيد.

أمّا الفصل بالظّرف والمجرور المتعلقين بالفعل ، فالصّحيح الجواز كقولهم : «ما أحسن بالرّجل أن يصدق» و «ما أقبح به أن يكذب» ومثله قول أوس بن حجر :

أقيم بدار الحزم ما دام حزمها

وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا

فلو تعلّق الظّرف والمجرور بمعمول فعل التّعجّب لم يجز الفصل بهما اتفاقا فلا يجوز نحو «ما أحسن بمعروف آمرا» و «ما أحسن عندك جالسا» ولا «أحسن في الدّار عندك بجالس».

٨ ـ شرط المنصوب بعد «أفعل» والمجرور بعد «أفعل» :

شرط المنصوب بعد «أفعل» والمجرور بعد «أفعل» أن يكون مختصا لتحصل به الفائدة ، فلا يجوز «ما أحسن رجلا» ولا «أحسن برجل».

٩ ـ التّنازع في التعجب :

__________________

(١) الآية «٣٨» من سورة مريم «١٩».

١٥٦

يتنازع فعلا التّعجّب تقول : «ما أحسن وما أكرم عليّا» على إعمال الثاني ، وحذف مفعول الأول ، و «ما أحسن وما أكرمه عليّا» على إعمال الأول (١).

١٠ ـ معمول التّعجب ب «كان» و «ما المصدرية» :

تقول «ما أحسن ما كان زيد» فترفع زيد ب «كان» وتجعل «ما» مع الفعل في تأويل المصدر ، التّقدير : ما أحسن كون زيد.

تعسا : مصدر منصوب ، وفعله واجب الحذف ، تقول «تعسا للخائن» أي ألزمه الله هلاكا.

تعلّم : بمعنى اعلم ، ليس لها ماض ولا مضارع ، ولا غيره ، وهي من أفعال القلوب ، وتفيد في الخبر يقينا تتعدّى إلى مفعولين. نحو قول زياد بن سيّار :

تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها

فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر

والأكثر وقوع «تعلّم» على «أنّ» وصلتها فتسدّ مسدّ المفعولين كقول زهير بن أبي سلمى :

فقلت تعلّم أنّ للصّيد غرّة (٢)

وإلّا تضيّعها فإنّك قاتله

فإن كانت أمرا من تعلّم يتعلّم تعلّم تعدّت إلى مفعول واحد.

(انظر المتعدي إلى مفعولين).

التّفضيل : (= اسم التّفضيل).

تفعال : كلّ ما جاء على زنة «تفعال». فهو بفتح «التّاء» إلّا ستّة عشر اسما فهي بكسر التّاء : منها اثنان بمعنى المصدر وهما «تبيان» و «تلقاء» والباقي أسماء منها : «تنبال» للقصير ، و «تمراد» لبيت الحمام ، و «تمساح» و «تلعاب» لكثير اللعب ، و «تكلام» لكثير الكلام ، و «تهواء» من الليل قطعة منه.

تقول بمعنى تظنّ = ظن.

التّمييز :

١ ـ تعريفه :

ما يرفع الإبهام المستقرّ عن ذات مذكورة ، نكرة بمعنى من وهو مفرد ، أو نسبة وهو الجملة ، وهاك التّفصيل.

٢ ـ الاسم المفرد المبهم :

هو أربعة أنواع :

(١) العدد : نحو «أحد عشر كوكبا» (٣). وفي بحث «العدد» الكلام عليه مفصّلا. (انظر العدد).

(٢) المقدار : وهو ما يعرف به كمّيّة

__________________

(١) شرح الكافية ج ١ ص ٧٣ ـ ٧٤.

(٢) فـ «أن» مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي تعلم وهو الأكثر.

(٣) الآية «٤» من سورة يوسف «١٢».

١٥٧

الأشياء ، وذلك : إمّا «مساحة» ك «ذراع أرضا» أو «كيل» ك «مد قمحا» و «صاع تمرا» أو «وزن» ك «رطل سمنا» ونحو قولك : «ما في السّماء موضع كفّ سحابا» و «لي مثله كتابا» و «على الأرض مثلها ماء». و «ما في النّاس مثله فارسا». ونحو : «ملء الإناء عسلا» ومنه قوله تعالى : (مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً)(١) ، وقوله تعالى : (وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً)(٢).

(٣) ما كان فرعا للتّمييز. وضابطه : كلّ فرع حصل له بالتّفريع اسم خاصّ ، يليه أصله ، بحيث يصحّ إطلاق الأصل عليه نحو «هذا باب حديدا» و «هو خاتم فضّة». وهذا النّوع يصحّ أن يعرب حالا.

أمّا النّاصب للتمييز في هذه الأنواع فهو ذلك الاسم المبهم ، وإن كان جامدا لأنّه شبيه باسم الفاعل لطلبه له في المعنى.

٣ ـ النسبة المبهمة :

نوعان :

(١) نسبة الفعل للفاعل نحو قوله تعالى : (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(٣) أصله : اشتعل شيب الرأس.

(٢) نسبة الفعل للمفعول نحو قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٤) أصله : وفجّرنا عيون الأرض. ومن مبيّن النّسبة : التّمييز الواقع بعد ما يفيد «التّعجّب» نحو «أكرم بالشّافعي قدوة» و «ما أعلمه رجلا» و «لله درّه إماما».

والواقع بعد «اسم التفضيل» نحو «أنت أطيب من غيرك نفسا» «هو أشجع الناس رجلا» و «هما خير النّاس اثنين» فرجلا واثنين انتصبا على التمييز. وشرط وجوب نصب التّفضيل للتميّيز كونه فاعلا في المعنى ، وذلك بأن يصلح جعله فاعلا ، بعد تحويل اسم التّفضيل فعلا فتقول : «أنت طابت نفسك».

أمّا إذا لم يكن فاعلا في المعنى ، فيجب جرّ التّمييز به ، وضابطه : أن يكون اسم التّفضيل بعضا من جنس التّميّيز ، بحيث يصحّ وضع لفظ «بعض» مكانه نحو «أبو حنيفة أفقه رجل» و «هند أحصن امرأة» فيصحّ أن تقول : «أبو حنيفة بعض الرّجال» و «هند بعض النّساء».

وإنّما نصب التّمييز في نحو «حاتم أكرم النّاس رجلا» لتعذّر إضافة أفعل التّفضيل مرّتين والناصب له في هذه الأنواع : ما في الجملة من فعل مقدر كما تقدّم أو شبهه نحو «خالد كريم عنصرا».

__________________

(١) الآية «٧» من سورة الزلزلة «٩٩».

(٢) الآية «١٠٩» من سورة الكهف «١٨».

(٣) الآية «٣» من سورة مريم «١٩».

(٤) الآية «١٢» من سورة القمر «٥٤».

١٥٨

٤ ـ من التمييز :

وذلك قولك : «ويحه رجلا» وأنت تريد الثناء عليه. و «لله درّه رجلا» و «حسبك به فارسا» وما أشبه ذلك. وإن شئت قلت : ويحه من رجل ، وحسبك به من فارس ، ومثل ذلك قول العباس بن مرداس :

ومرّة يحميهم إذا ما تبدّدوا

ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا (١)

فكأنّه قال : فكفى بك فارسا.

ومن ذلك قول الأعشى :

تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل

فأبرحت ربّا وأبرحت جارا (٢)

ومثله : «أكرم به رجلا».

٥ ـ التّمييز يجوز جرّه ب «من» : يجوز جرّ التّمييز ب «من» نحو «عندي قنطار من زيت» و «قنطار زيتا» إلّا في ثلاث مسائل :

(١) تمييز العدد ، نحو «له عندي عشرون درهما».

(٢) التمييز المحوّل عن المفعول نحو : «زرعت الأرض قمحا» و «ما أحسن العلم ثمرة».

(٣) ما كان فاعلا في المعنى ، سواء أكان محوّلا عن الفاعل في اللفظ ، نحو : «كرم عليّ نسبا» أم عن المبتدأ نحو «صالح أكثر صدقا» فأصله : صدق صالح أكثر بخلاف «لله درّك فارسا» فإنه وإن كان فاعلا في المعنى ، إذ المعنى : عظمت فارسا ، إلّا أنّه غير محوّل عن الفاعل صناعة ، ولا عن المبتدأ فيجوز دخول «من» عليه فتقول : «لله درّك من فارس».

٦ ـ تمييز الذّات والإضافة :

يجوز جرّ تميّيز الذّات بالإضافة نحو «اشتريت قيراط أرض» إلّا إذا كان الاسم عددا من أحد عشر إلى تسعة وتسعين ك «أربعة عشر قرشا» أو مضافا نحو قوله تعالى : (وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً)(٣) ، وقوله تعالى : (مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً)(٤)

٧ ـ تقدّم التمييز على عامله :

لا يتقدّم التمييز على عامله في تمييز الذّات ، وكذا النّسبة إذا كان العامل فعلا جامدا نحو «ما أحسن عليّا رجلا» وندر

__________________

(١) يمدح مرة بأنه إذا تبدّدت الخيل في الغارة ردّها وحماها ، ويطعنهم شزرا : الشّزر : ما كان في جانب وهو أشدّ ، وأبرحت : تبيّن فضلك كما يتبيّن البراح من الأرض ، والشاهد : فارسا وهو منصوب على التمييز.

(٢) فأبرحت ربّا وأبرحت جارا تمييز والمعنى : ظهرت وتبيّنت ربّا وجارا.

(٣) الآية «١٠٩» من سورة الكهف «١٨».

(٤) الآية «٩١» من سورة آل عمران «٣».

١٥٩

تقدّمه على المتصرّف كقول رجل من طيء :

أنفسا تطيب بنيل المنى

وداعي المنون ينادي جهارا

٨ ـ اتفاق الحال والتمييز :

يتّفق الحال والتّمييز في خمسة أمور ، وهي : أنهما اسمان ، نكرتان ، فضلتان منصوبتان ، رافعتان للإبهام.

٩ ـ افتراق الحال عن التّمييز :

تفترق الحال عن التّمييز في سبعة أمور :

(١) أن الحال يجيء جملة وظرفا ومجرورا والتمييز لا يكون إلّا اسما.

(٢) أنّ الحال قد يتوقّف معنى الكلام عليه نحو قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ)(١) وليس كذلك التمييز.

(٣) أنّ الحال مبيّنة للهيئات ، والتمييز مبيّن للذوات أو النّسب.

(٤) أن الحال تتعدّد بخلاف التّمييز :

(٥) أنّ الحال تتقدّم على عاملها إذا كان فعلا متصرّفا أو وصفا يشبهه ، ولا يجوز ذلك في التّمييز على الصحيح.

(٦) حقّ الحال الاشتقاق ، وحقّ التّمييز الجمود ، وقد يتعاكسان ، فتأتي الحال جامدة ك «هذا مالك ذهبا» ويأتي التّمييز مشتقّا نحو «لله درّه فارسا».

(٧) الحال تأتي مؤكّدة لعاملها بخلاف التمييز.

(٨) وتقدّم أنّ الحال بمعنى «في» والتّمييز بمعنى «من».

التّنازع :

١ ـ حقيقته :

التّنازع : أن يتقدّم فعلان متصرّفان أو اسمان يشبهانهما في العمل ، أو فعل متصرّف واسم يشبهه في التّصرف ويتأخّر عنهما معمول غير سببي مرفوع ، وهو مطلوب لكلّ منهما من حيث المعنى والطلب ، إمّا على جهة التّوافق في الفاعليّة لهما أو المفعوليّة أو مع التّخالف فيهما بأن يكون الأوّل على جهة الفاعليّة ، والثّاني على جهة المفعولية أو بالعكس ، والعاملان :

إمّا فعلان ، أو اسمان أو مختلفان (٢).

__________________

(١) الآية «١٦» من سورة الأنبياء «٢١».

(٢) وأمثلتها اثنا عشر مثالا : مثال الفعلين في طلب المرفوع «قام وقعد الخطيب» ومثالهما في طلب المنصوب «أكرمت واحترمته زيدا» ومثالهما في طلب أحدهما المرفوع والآخر المنصوب «قام وانتظرت زيدا» ومثالهما في طلب العكس «انتظرت وقام زيد» ومثال الاسمين في طلب المرفوع «أقائم وقاعد الخطيبان» ومثالهما من طلب المنصوب «خالد معلم ومكرم عليا» ومثال

١٦٠