معجم القواعد العربيّة

المؤلف:

عبد الغني الدقر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: منشورات الحميد
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١٦

المصدريّة الظّرفيّة وقيل «ما» نكرة موصوفة بمعنى وقت فأفادت التكرار نحو : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا)(١) ولا تدخل إلّا على الفعل الماضي ، وهي مبنيّة على الفتح في محلّ نصب على الظّرفيّة والعامل فيها جوابها وهو فعل ماض أيضا.

كم : هي اسم يقع على العدد ، وهي على قسمين :

(١) استفهاميّة بمعنى : أيّ عدد.

(٢) خبريّة بمعنى : عدد كثير ، أو هي بمعنى «ربّ».

١ ـ اشتراك «كم» الاستفهاميّة مع الخبرية وذلك في سبعة أمور :

(١) كونهما كنايتين عن عدد مجهول الجنس والمقدار.

(٢) كونهما مبنيّين على السكون.

(٣) الافتقار إلى التمييز.

(٤) جواز دخول «من» على تمييزهما ، ففي الاستفهاميّة قوله تعالى : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) ، وفي الخبرية قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ) وأنكر الرّضيّ دخول «من» على تمييز الاستفهاميّة والآية صريحة بالجواز.

(٥) جواز حذف التّمييز إذا دلّ عليه دليل.

(٦) لزوم تصدّرهما ، فلا يعمل فيهما ما قبلهما إلّا المضاف وحرف الجر.

(٧) اتّحادهما في وجوه الإعراب من جرّ ونصب ورفع.

٢ ـ افتراق كم الاستفهاميّة عن الخبريّة ، وذلك في ثمانية أمور :

(١) أنّ تمييز «كم» الاستفهاميّة مفرد منصوب نحو «كم بيتا حفظت؟» ويجوز جرّ تمييزها ب «من» مضمرة جوازا إن جرّت «كم» بحرف ، نحو «بكم دينار اشتريت عباءتك؟» وتقول : «كم أولادك؟» ليس إلّا الرفع لأنّه معرفة ، ولا يكون التّمييز معرفة.

أمّا «كم» الخبريّة فتميّز بمجرور مفرد ، أو مجموع نحو «كم مصاعب اقتحمتها» و «كم فارس غلبت» والإفراد أكثر وأبلغ.

(٢) أنّ الخبرية تختصّ بالماضي ك «ربّ» فلا يجوز «كم دور لي سأبنيها» ويجوز «كم شجرة ستغرس؟» على الاستفهام.

(٣) أنّ المتكلّم بالخبريّة لا يستدعي جوابا من مخاطبه بخلاف الاستفهاميّة.

(٤) أنّ المتكلّم بالخبريّة يتوجّه إليه

__________________

(١) الآية «٢٥» من سورة البقرة «٢».

٣٦١

التّكذيب والتّصديق.

(٥) أنّ المبدل من الخبريّة لا يقترن بهمزة الاستفهام ، تقول : «كم رجال في الدار عشرون بل ثلاثون». ويقال في الاستفهام كم مالك أعشرون ألفا أم ثلاثون؟».

(٦) يجوز أن تفصل بين «كم» الاستفهامية وبين ما عملت فيه بالظرف والجار فتقول «كم عندك كتابا» و «كم لك مالا» أمّا الخبرية ، فإن فصل بينها وبين معمولها وهو تمييزها المجرّد اختير نصبه وتنوينه ، لأنّ الخافض لا يعمل فيما فصل منه ، تقول في الظرف : «كم يوم الجمعة رجلا قد أتاني» و «كم عندك رجلا لقيته» وكذلك الجارّ والمجرور في قول الشاعر :

كم نالني منهم فضلا على عدم

إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل

(٧) إنّ الاستثناء إذا وقع بعد الاستفهاميّة يعرب بدلا من «كم» مرفوعة كانت أو منصوبة أو مجرورة ، وإذا وقع الاستثناء بعد الخبريّة فينصب على الاستثناء فقط.

(٨) «كم» الخبرية يعطف عليها ب «لا» فيقال «كم مالك لا مائة ولا مئتان» و «كم درهم عندي لا درهم ولا درهمان» لأنّ المعنى : كثير من المال ، وكثير من الدّراهم ، لا هذا المقدار ، بل أكثر منه ، ولا يجوز العطف ب «لا» في «كم» الاستفهاميّة ، لأنّ «لا» لا يعطف بها إلّا بعد موجب ، لأنّها تنفي عن الثاني ما ثبت للأوّل.

كما : مركّبة من كلمتين : «كاف» التّشبيه أو التّعليل و «ما» الاسميّة أو الحرفيّة ، فالاسمية : إمّا موصولة أو نكرة موصوفة نحو «ما عندي كما عند أخي» أي : كالذي عند أخي ، أو كشيء عند أخي ، فالمثال يحتمل الموصولة والموصوفة و «ما» الحرفيّة ثلاثة أقسام : مصدريّة ، وكافّة ، وزائدة ملغاة ، فالمصدريّة نحو «كتبت كما كتبت» أي ككتابتك والكافّة كقول زياد الأعجم :

وأعلم أنّني وأبا حميد

كما النّشوان والرّجل الحليم

أريد هجاءه وأخاف ربّي

وأعرف أنّه رجل لئيم

و «ما» الزّائدة الملغاة كقول عمرو بن برّاقة الهمذاني :

وننصر مولانا ، ونعلم أنّه

كما النّاس مجروم عليه وجارم

بجرّ «النّاس» أي كالنّاس و «ما» زائدة.

الكنية : كلّ ما صدّر بأب أو أمّ ك «أبي

٣٦٢

القاسم» و «أمّ البنين» (انظر العلم ١٢ و ١٣).

كي التّعليليّة : حرف جرّ يجرّ ثلاثة أشياء :

(١) أن المصدريّة المضمرة وصلتها ، (٢) ما الاستفهاميّة ، (٣) ما المصدريّة ، فالأوّل ، نحو «جئت كي أكرم أخي» إذا لم نقدّر اللّام بكي فـ «أكرم» منصوب بأن مضمرة بعد كي لا بكي نفسها ، وأن المضمرة وصلتها في تأويل المصدر في محل جر بكي.

وتتعين أن تكون «كي» للتّعليل إن تأخّرت عنها «اللّام» أو ظهرت «أن» «اللّام» كقول قيس الرّقيّات :

كي لتقضيني رقيّة ما

وعدتني غير مختلس

و «أن» كقول جميل :

فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

والثاني : جرّها ل «ما» الاستفهاميّة فإنّه يستفهم بها عن علة الشيء نحو «كيمه» بمعنى : لمه.

والثالث ، جرها «ما» المصدريّة مع صلتها كقول النّابغة :

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع

أي للضر والنّفع ، وقيل «ما» كافّة.

كي المصدريّة الناصبة : وهي التي ينصب بها المضارع ويؤوّل بالمصدر ، وهذه تكون لسببيّة ما قبلها فيما بعدها نحو : «علّمتك كي ترقى» وشرطها لتكون مصدريّة أن يسبقها «لام التّعليل» لفظا نحو : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ)(١) أو تقديرا كالمثال السّابق فإنّ تقديره : «علّمتك لكي ترقى» فـ «كي» وما بعدها في تأويل المصدر في محلّ جر باللّام الظاهرة في : (لِكَيْلا تَأْسَوْا) وفي محل جر باللّام المقدرة في «علمتك كي ترقى».

فإن لم نقدر اللّام فهي تعليليّة.

(انظر كي التّعليليّة).

كيت وكيت : يقال : كان من الأمر «كيت وكيت» وهي كناية عن القصّة ، أو الأحدوثة ، وفي الحديث : «بئس ما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت».

وقيل : إنّها حكاية عن الأحوال والأفعال ، وتقول «كان من الأمر كيت وكيت» (٢).

__________________

(١) الآية «٢٣» من سورة الحديد «٥٧».

(٢) كان : شأنية ، اسمها ضمير الشأن ، وخبرها : كيت وكيت ، ومن الأمر : بيان يتعلق بأعني مقدرا.

٣٦٣

كيف الاستفهاميّة :

١ ـ هي اسم مبهم غير متمكّن ، يستفهم به عن حالة الشّيء مبني على الفتح.

والاستفهام بها إمّا حقيقيّ نحو «كيف زيد؟». أو غير حقيقيّ نحو : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ)(١).

فإنّه أخرج مخرج التّعجّب.

٢ ـ إعرابها :

تقع «كيف» «خبرا» مقدّما قبل ما لا يستغني ، إمّا عن مبتدأ نحو «كيف أنت» أو خبرا مقدّما ل «كان» نحو «كيف كنت» أو مفعولا ثانيا مقدّما ل «ظنّ» وأخواتها نحو «كيف ظننت أخاك» أو مفعولا ثالثا ل «أعلم» وأخواتها نحو «كيف أعلمت فرسك» لأنّ ثاني مفعول ظنّ وثالث مفعولات أعلم خبر إنّ في الأصل ، وقد تدخل على «الباء» من حروف الجر فتكون حرف جرّ زائد تقول : «كيف بخالد» فـ «كيف» في محلّ رفع خبر مقدّم و «بخالد» الباء زائدة و «خالد» مبتدأ منع من ظهور الضّمّة فيه حرف الجرّ الزّائد ، وقد تكون في محلّ نصب مفعولا مطلقا ، وذلك في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ)(٢) وفعله «فعل ربّك» لا «ألم تر». وتقع «حالا» قبل ما يستغني ويتمّ به الكلام نحو «كيف مضى أخوك» أي على أيّ حال مضى أخوك.

كيف الشّرطيّة : تقتضي فعلين متّفقي اللّفظ والمعنى غير مجزومين نحو : «كيف تصنع أصنع» ولا يجوز «كيف تجلس أذهب» باتّفاق ، ولا «كيف تجلس أجلس». بالجزم.

كيفما : لم يذكرها سيبويه ولا المبرّد من أدوات المجازاة التي تجزم فعلين ، وقال ابن برّي : لا يجازى ب «كيف» ولا ب «كيفما» عند البصريين ، ومن الكوفيين من يجازي ب «كيفما».

__________________

(١) الآية «٢٨» من سورة البقرة «٢».

(٢) أول آية في سورة الفيل.

٣٦٤

باب اللّام

لا الحجازيّة : وهي التي تعمل عمل ليس قليلا عند الحجازيّين ، ولا تعمل عند التّميميّين ، وتحتمل أن يراد بها نفي الوحدة أو نفي الجنس.

ويشترط في إعمالها الشروط في «ما» الحجازية (١) ، ما عدا زيادة «إن» فإنّها لا تزاد بعد «لا» أصلا. والغالب في خبر «لا» أن يكون محذوفا نحو قول سعد بن مالك جدّ طرفة بن العبد :

من صدّ عن نيرانها

فأنا ابن قيس لا براح (٢)

ف «براح» اسم لا ، وخبرها محذوف ، والتقدير : لا براح لي.

وقد يذكر الخبر صريحا نحو قول الشاعر :

تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا

ولا وزر مما قضى الله واقيا

ومن شروطها ـ عند الأكثرين ـ أن يكون المعمولان نكرتين كهذا البيت : تعزّ ...

وخالف في هذا ابن جني ودليله قول النابغة :

وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا

سواها ، ولا عن حبّها متراخيّا

وعليه قول المتنبي :

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى

فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

وقد لحّن المتنبي من زعم أن لا الحجازية لا تعمل إلّا في نكرة ، وقد تزاد بقلّة الباء في خبر «لا» كقول سوادة بن قارب :

وكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

لا حرف جواب : أي تنفي الجواب ، وهذه

__________________

(١) ـ «ما» الحجازية.

(٢) «من صد» من شرطية والضمير في «نيرانها» يرجع إلى الحرب.

٣٦٥

تحذف الجمل بعدها كثيرا ، يقال : «أجاءك زيد» فتقول : «لا» والأصل : لا ، لم يجىء.

لا الزائدة : قد تأتي زائدة وتفيد التّوكيد نحو قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ)(١) أي ليعلم ، وقال الرّاجز وهو أبو النّجم :

وما ألوم البيض ألّا تسخرا

لمّا رأين الشّمط القفندرا (٢)

لا العاطفة : يعطف ب «لا» لإخراج الثّاني ممّا دخل فيه الأوّل ، ولها ثلاثة شروط :

(أ) إفراد معطوفها.

(ب) أن تسبق بإيجاب ، أو أمر ، أو نداء.

(ج) ألّا يصدق أحد معطوفيها على الآخر نحو «هذا بلد خصب لا جدب» «إلبس القميص الأبيض لا الأزرق» «يا ابن أخي لا ابن عمّي» «اشتريت ضيعة لا دارا» ولا يجوز نحو «اشتريت ضيعة لا أرضا» لأنّ الأرض تصدق على الضّيعة ، والضّيعة تصدق على الأرض.

لا عليك : «لا» نافية للجنس ، واسمها محذوف ، التّقدير : لا بأس ، و «عليك» متعلق بمحذوف خبر ، وحذف اسم «لا» الجنسية نادر.

(انظر لا النافية للجنس ٨).

لا النّافية : إذا وقعت على فعل نفته مستقبلا ، وحقّ نفيها بما وقع موجبا بالقسم ، كقولك : «ليقومنّ زيد» فتقول : «لا يقوم» وقد تنفي الماضي ، فإن نفته وجب تكرارها ، نحو «لا أكلت ولا شربت» وإذا نفت المستقبل جاز تكرارها ، نحو «زيد لا يقرأ ولا يكتب».

وقد تكون لنفي الحال ، وقد تعترض بين الخافض والمخفوض نحو «حضر بلا كتاب» وهي بالمثال بمعنى غير مجرورة بالباء ، وما بعدها مضاف إليه (٣).

أو زائدة ولكنها تفيد النفي (٤).

لا النافية للجنس (٥) :

١ ـ شروط عملها :

تعمل عمل «إنّ» بستّة شروط :

(أ) أن تكون نافية.

__________________

(١) الآية «٢٩» من سورة الحديد «٥٦».

(٢) الشمط : الشيب ، القفندر : القبيح المنظر.

(٣) وهذا عند الكوفيين بمعنى «غير» مجرورة بالباء وما بعدها مضاف إليه.

(٤) وهذا عند البصريين وهو الصواب.

(٥) وتسمى «لا» التبرئة.

٣٦٦

(ب) أن يكون المنفيّ بها الجنس (١).

(ج) أن يكون نفيه نصّا (٢).

(د) ألّا يدخل عليها جارّ (٣).

(ه) أن يكون اسمها نكرة متّصلا بها (٤).

(و) أن يكون خبرها أيضا نكرة.

٢ ـ عملها :

«لا» النّافية للجنس تعمل عمل «إنّ» ولكن تارة يكون اسمها مبنيّا على الفتح (٥) في محلّ نصب ، وتارة يكون معربا منصوبا. فالمبني على الفتح من اسم لا يكون «مفردا» نكرة أي غير مضاف ، ولا شبيه بالمضاف (٦) أو «جمع تكسير» نحو «لا طالب مقصّر» و «لا طلّاب في المدرسة» فإذا كان «جمع مؤنث سالما» يبنى على الفتح ، أو على الكسر ، وقد روي بهما قول سلامة بن جندل :

أودى الشّباب الذي مجد عواقبه

فيه نلذّ ولا لذّات للشيب (٧)

أمّا المثنّى فيبنى على ياء المثنّى ، وأمّا المجموع جمع سلامة لمذكّر فيبنى على ياء الجمع ، كقوله :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورّاد المنون تتابع (٨)

وقوله :

__________________

(١) ولو كانت لنفي الوحدة عملت عمل «ليس» نحو «لا رجل قائما بل رجلان» أمّا قولهم في المثل «قضيّة ولا أبا حسن لها» أي لا فيصل لها ، إذ هو كرّم الله وجهه كان فيصلا في الحكومات على ما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أقضاكم عليّ ، فصار اسمه كالجنس المفيد لمعنى الفيصل ، وعلى هذا يمكن وصفه بالنكرة ، وهذا كما قالوا : «لكلّ فرعون موسى» أي لكل جبّار قهّار ، فيصرف فرعون وموسى لتنكيرهما بالمعنى المذكور كما في الرضي ج ١ ص ٢٦٠.

(٢) وهو الذي يراد به النفي العام ، وقدّر فيه «من» الاستغراقية ، فإذا قلنا «لا رجل في الدار» وأنت تريد نفي الجنس لم يصح إلّا بتقدير «من» فكأن سائلا سأل : هل من رجل في الدّار؟

فيقال : «لا رجل».

(٣) وإن دخل عليها الخافض لم تعمل شيئا ، وخفضت النكرة بعدها نحو «غضبت من لا شيء ، وشذ «جئت بلا شيء» بالفتح.

(٤) وإن كان اسمها معرفة ، أو نكرة منفصلا منها أهملت ، ووجب تكرارها ، نحو «لا محمود في الدّار ولا هاشم» ونحو : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) فإنّما لم تتكرّر مع المعرفة في قولهم «لا نولك أن تفعل» من النوال والتّنويل وهو العطية ، وهو مبتدأ ، وأن تفعل سدّ مسدّ خبره لتأول «لا نولك» بلا ينبغي لك أن تفعل.

(٥) ويرى الرّضيّ : أن تقول : مبني على ما ينصب به بدل مبنيّ على الفتح ، وعنده أنّ ذاك أولى.

(٦) سيأتي قريبا تعريفه.

(٧) «أودى» ذهب «مجد» خبر مقدم عن «عواقبه» وصح الإخبار به عن الجمع لأنه مصدر.

(٨) «تعز» تصبر «إلفين» صاحبين ، «الورّاد» جمع وارد.

٣٦٧

يحشر النّاس لا بنين ولا

آباء إلا وقد عنتهم شؤون (١)

ومثل ذلك في التّثنية والجمع قولهم : «لا يدين بها لك» و «لا يدين اليوم لك» إذا جعلت لك خبرا لهما ، ويصحّ في نحو «لي ولك» أن يكونا خبرا ولو كان قاصدا للإضافة.

وتوكيدها بالّلام الزّائدة نحو قول الشّاعر وهو نهار بن توسعة اليشكري فيما جعله خبرا :

أبي الإسلام لا أب لي سواه

إذا افتخروا بقيس أو تميم

وعلّة البناء تضمّن معنى «من» الاستغراقيّة ، بدليل ظهورها في قوله :

فقام يذود النّاس عنها بسيفه

وقال ألا لا من سبيل إلى هند

وليس من المنصوب بلا النافية للجنس قولك : لا مرحبا ، ولا أهلا ولا كرامة ، ولا سقيا ، ولا رعيا ، ولا هنيئا ولا مريئا ، .. فهذه كلّها منصوبة ولكن ليس بلا ، ولكن بفعل محذوف.

ومثلها : لا سلام عليك.

وأمّا القسم الثّاني وهو المعرب المنصوب فهو أن يكون اسم «لا» مضافا أو شبيها بالمضاف (٢) ، فالمضاف نحو : «لا ناصر حق مخذول» والشّبيه بالمضاف نحو «لا كريما أصله سفيه» «لا حافظا عهده منسيّ» «لا واثق بالله مخذول» فـ «لا» في الجميع نافية للجنس ، وما بعدها اسمها وهو منصوب بها ، والمتأخّر خبرها.

ويقول سيبويه : واعلم أنّ «لا» وما عملت فيه في موضع ابتداء كما أنّك إذا قلت : هل من رجل ، فالكلام بمنزلة اسم مرفوع مبتدأ.

٣ ـ تكرار «لا» :

إذا تكرّرت «لا» بدون فصل نحو «لا حول ولا قوّة إلّا بالله» فلك في مثل هذا التركيب خمسة أوجه :

(أحدها) فتح ما بعدهما (٣) ، وهو الأصل نحو : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ)(٤)

__________________

(١) «عنتهم» أهمتهم «شؤون» جمع شأن وهي : الشواغل.

(٢) الشبيه بالمضاف : هو ما اتّصل به شيء من تمام معناه ، وهذا يصدق على المشتقات مع معمولاتها في الرفع والنصب والجر كقولك : «محمود فعله» «طالع جبلا» «خبير بما تعملون».

وأما قولهم «لا أبالك» فاللام زائدة لتأكيد معنى الإضافة (انظر لا أبالك).

(٣) ووجهه أن تجعل «لا» فيهما عاملة كما لو انفردت ، ويقدر بعدهما خبر لهما معا ، أي لا حول ولا قوة لنا ويجوز أن يقدر لكل منهما خبر.

(٤) الآية «٢٥٤» من سورة البقرة «٢».

٣٦٨

بفتحهما بقراءة ابن كثير وأبي عمرو.

(الثاني) رفع ما بعدهما (١) ، كالآية المتقدّمة في قراءة الباقين (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) وقول عبيد الراعي :

وما هجرتك حتّى قلت معلنة

لا ناقة لي في هذا ولا جمل (٢)

(الثالث) فتح الأوّل ورفع الثّاني (٣) كقول هنيّ بن أحمر الكناني :

هذا لعمركم الصّغار بعينه

لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب

وقول جرير يهجو نمير بن عامر :

بأي بلاء يا نمير بن عامر

وأنتم ذنابى لا يدين ولا صدر (٤)

(الرابع) رفع الأوّل وفتح الثاني (٥) كقول أميّة بن أبي الصّلت :

فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما فاهوا به أبدا مقيم (٦)

(الخامس) فتح الأوّل ونصب الثاني (٧). كقول أنس بن العباس بن مرداس السلمي :

لا نسب اليوم ولا خلّة

اتّسع الخرق على الرّاقع (٨)

وهو أضعف تلك الأوجه.

٤ ـ العطف على اسم «لا» من غير تكرارها :

إذا لم تتكرّر «لا» وعطفت على اسمها ، وجب فتح الأوّل وجاز في الثاني النّصب عطفا على اسم لا ، والرّفع عطفا على محلّ «لا» مع اسمها ، وامتنع

__________________

(١) ووجهه أن تجعل «لا» الأولى ملغاة لتكرّرها ، وما بعدها مرفوع بالابتداء ، أو على إعمال «لا» عمل ليس ، وعلى الوجهين فـ «لنا» خبر عن الاسمين ، إن قدّرت «لا» الثانية تكرارا للأولى ، وما بعدها معطوف ، فإن قدّرت الأولى مهملة والثّانية عاملة عمل ليس أو بالعكس فـ «لنا» خبر عن إحداهما وخبر الأخرى محذوف.

(٢) برفع ناقة وجمل ، والمعنى : ما تركتك حتّى تبرأت منّي ، وقوله «لا ناقة لي ولا جمل» مثل ضربه لبراءتها منه.

(٣) ووجهه أنّ «لا» الأولى عاملة عمل «إن» و «لا» الثانية زائدة وما بعدها معطوف على محل «لا» الأولى مع اسمها ، ويجوز عند سيبويه أن يقدّر لهما خبر واحد ، وعند غيره لا بدّ لكلّ واحد من خبر.

(٤) «بأي» متعلق بمحذوف تقديره : بأي بلاء تفتخرون وأراد «بالذّنابى» الأتباع ، والمعنى لستم برءوس بل أتباع ، لا يدين لكم ولا صدر.

(٥) ووجهه أن «لا» الأولى ملغاة ، أو عملها عمل ليس ، و «لا» الثانية عاملة عمل «إن» وتقدير الخبر في هذا الوجه كالذي قبله سواء على المذهبين.

(٦) اللغو : الباطل ، «التأثيم» من أثّمته : إذا قلت له أثمت ، والمعنى : ليس في الجنة قول باطل ولا تأثيم أحد لأحد.

(٧) وجهه أن «لا» الأولى عاملة عمل «إن» و «لا» الثانية زائدة ، وما بعدها منصوب منون بالعطف على محلّ اسم «لا» الأولى.

(٨) الخلّة : الصداقة. الخرق : الفتق.

٣٦٩

الفتح لعدم ذكر «لا» كقول رجل من بني عبد مناة يمدح مروان وابنه عبد الملك : فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا (١)

٥ ـ وصف النّكرة المبنية بمفرد :

إذا وصفت النّكرة المبنيّة بمفرد متّصل جاز فتحه لأنّهم جعلوا الموصوف والوصف بمنزلة اسم واحد ل «لا» شبيه ب «خمسة عشر» نحو : «لا تلميذ كسول لك».

وجاز نصبه مراعاة لمحلّ النكرة وهو الأكثر نحو «لا تلميذ مقصّرا لك» ، وجاز رفعه مراعاة لمحلّها مع «لا» (٢) نحو قول ذي الرّمّة :

بها العين والأرآم لا عدّ عندها

ولا كرع إلّا المغارات والرّبل

ومن ذلك أيضا قول العرب : «لا مال له قليل ولا كثير» رفعوه على الموضع ، ومثل ذلك قول العرب : «لا مثله أحد» وإن شئت حملت الكلام على «لا» فنصبت. فإن فقدت الصّفة الإفراد (٣) نحو «لا رجل قبيحا فعله محمود». أو فقدت الاتّصال نحو «لا رجل في الدّار ظريف» امتنع الفتح ، وجاز النّصب والرّفع كما تقدّم في المعطوف بدون تكرار «لا» وكما في البدل الصّالح لعمل «لا» فالعطف نحو «لا رجل وامرأة فيها» بنصب امرأة ورفعها ، والبدل الصّالح لعمل «لا» (٤) نحو «لا أحد رجلا وامرأة فيها» بنصب رجل وامرأة ورفعهما (٥) ، فإن لم يصلح البدل لعمل «لا» وجب الرّفع نحو «لا أحد زيد وخالد فيها» (٦) وكذا في المعطوف الذي لا يصلح لعمل «لا» نحو «لا امرأة فيها ولا زيد».

٦ ـ دخول همزة الاستفهام على «لا» :

إذا دخلت همزة الاستفهام على «لا» لم يتغيّر الحكم ، ثمّ تارة يكون الحرفان باقيين على معناهما وهو قليل ، كقول قيس بن الملوّح :

__________________

(١) يجوز «وابن» بالرفع ، ومعنى «ارتدى» لبس الرداء و «تأزر» لبس الإزار.

(٢) لأنهما في محلّ رفع بالابتداء ، وإنّما حكموا على محلهما بالرفع لصيرورتهما بالتّركيب كالشّيء الواحد.

(٣) بأن كانت شبيهة بالمضاف.

(٤) وهو الذي تتوفّر فيه شروط اسم «لا» فالبدل من اسم «لا» كاسمها ، والبدل دائما يكون على نيّة تكرير العامل.

(٥) ولا يجوز الفتح في المعطوف والبدل لوجود الفاصل في العطف بحرفه ، وفي البدل بعامله ، لأنّ البدل على نيّة تكرار العامل.

(٦) ذلك لأن «لا» الجنسية لا تعمل في معرفة.

٣٧٠

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي (١)

وتارة يراد بهما التّوبيخ أو الإنكار وهو الغالب كقوله :

ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته

وآذنت بمشيب بعده هرم (٢)

ومثله قول حسّان بن ثابت :

حار بن عمرو ألا أحلام تزجركم

عنّا وأنتم من الجوف الجماخير (٣)

وجاء خبر «ألا» جملة فعلية.

وتارة يراد بها التمني وهو كثير كقوله :

ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات (٤)

فعند سيبويه والخليل أن «ألا» هذه بمنزلة «أتمنّى». فلا خبر لها ، وبمنزلة «ليت» فلا يجوز مراعاة محلّها مع اسمها ، ولا إلغاؤها إذا تكرّرت ، وخالفهما المازني والمبرّد فجعلاها كالمجرّدة من همزة الاستفهام. وهذه الأقسام الثّلاثة مختصّة بالدّخول على الجملة الاسميّة.

٧ ـ حذف خبر «لا» :

يكثر حذف خبر «لا» إن دلت عليه قرينة نحو : (قالُوا : لا ضَيْرَ)(٥) أي علينا ، ونحو «لا بأس» أي عليك ، وحذف الخبر المعلوم يلتزمه التّميميّون والطّائيّون. ويجب ذكر الخبر إذا جهل نحو : «لا أحد أغير من الله عزوجل».

٨ ـ حذف اسم «لا» :

ندر من هذا الباب حذف الاسم وإبقاء الخبر ، من ذلك قولهم : «لا عليك» يريدون : لا بأس عليك ، (انظر لا عليك).

٩ ـ الخبر أو النّعت أو الحال إذا اتصل ب «لا» :

__________________

(١) «ألا» هو مجرد الاستفهام عن النفي ، والحرفان باقيان على معناهما وهو قليل «لسلمى» متعلّق بخبر محذوف تقديره : حاصل ، المعنى : إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت ، هل عدم الاصطبار ثابت لسلمى أم لها تجلّد وتثبّت ، وأدخل «إذا» الظّرفية على المضارع بدل الماضي وهو قليل.

(٢) «ألا» الهمزة للاستفهام و «لا» لنفي الجنس قصد بها التّوبيخ والإنكار «ارعواء» اسمها والخبر محذوف ، ومعناه : الانكفاف عن القبيح.

(٣) الجوف : جمع أجوف وهو الواسع الجوف ، وقال ابن الشجري : هو الذي لا رأي له ولا حزم ، والجماخير : جمع جمخور : العظيم الجسم القليل العقل.

(٤) «ألا» كلمة واحدة للتمني ، وقيل الهمزة للاستفهام دخلت على «لا» التي لنفي الجنس ولكن أريد به التمني «عمر» اسمها مبني على الفتح وجملة «ولّى» صفة له ، وكذا جملة «مستطاع رجوعه» صفة أخرى وقوله «فيرأب» بالنصب جواب التمني من رأبت الإناء إذا أصلحته ، ومعنى «أثأت» أفسدت.

(٥) الآية «٥٠» من سورة الشعراء «٢٦».

٣٧١

إذا اتصل ب «لا» خبر أو نعت أو حال وجب تكرارها فالخبر نحو : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ)(١) والنعت نحو : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ)(٢) والحال نحو «جاء محمّد لا خائفا ولا آسفا».

لا النّاهية : هي «لا» الطّلبيّة نهيا كانت نحو قوله تعالى : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ)(٣) أو دعاء نحو : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا)(٤).

وجزمها المضارع المبدوء بالهمزة أو النّون مبنيّين للفاعل نادر ، كقول النابغة :

لا أعرفن ربربا حورا مدامعها

مردّفات على أعقاب أكوار (٥)

وقول الوليد بن عقبة :

إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد

لها أبدا ما دام فيها الجراضم (٦)

ويكثر جزمهما مبنيين للمفعول نحو : «لا أخرج» و «لا نخرج» لأنّ المنهيّ غير المتكلم.

الآن : ظرف مبنيّ على الفتح في محل نصب ، رغم أنّه لا يجيء إلّا بالألف واللّام ، وسبب بنائه أنه وقع في أوّل أحواله بالألف واللّام ، وهو اسم للزّمان الحاضر ، وعند بعضهم : هو الزّمان الذي هو آخر ما مضى وأوّل ما يأتي من الأزمنة.

ألائي : (= الّاتي والّائي)

لا أبالك : وإنما ثبتت الألف مع أنّه غير مضاف في الظّاهر لأنّ أصلها ـ على قول أبي علي الفارسي ـ لا أباك أي إنّها مضافة واللّام مقحمة. وربّما قالوا «لاب لك» بحذف همزة أب ، وقالوا «لا أباك» بحذف اللام المقحمة ، وقالوا أيضا : «لا أب لك» وكل ذلك دعاء في المعنى لا محالة ، وفي اللّفظ خبر أي أنت عندي ممّن يستحقّ أن يدعى عليه بفقد أبيه ، هذا في الأصل ، ولكنّه خرّج بعد ذلك خروج المثل ، قال الخليل : معناه : لا كافل لك عن نفسك.

وقال الفرّاء : هي كلمة تفصل بها العرب كلامها.

وقد تذكر في معرض الذّم ، وفي معرض التّعجّب ، وفي معنى جدّ في أمرك وشمرّ.

وإعرابها : لا : نافية للجنس ، و «أب»

__________________

(١) الآية «٤٧» من سورة الصافات «٣٧».

(٢) الآية «٣٥» من سورة النور «٢٤».

(٣) الآية «١٣» من سورة لقمان «٣١».

(٤) الآية «٢٨٦» من سورة البقرة «٢».

(٥) الربرب : القطيع من بقر الوحش. حور : جمع حوراء ، من الحور : وهو شدة بياض بياض العين مع شدة سواد سوادها ، والأكوار : جمع كور وهو الرحل ، شبه النساء ببقر الوحش.

(٦) الجراضم : الأكول الواسع البطن.

٣٧٢

اسمها مبني على الفتح ، ومتعلّق «لك» خبر.

قال جرير :

يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم

لا يلفينّكم في سوءة عمر

وقال أبو حية النّميري :

أبالموت الذي لا بدّ أنّي

ملاق لا أباك تخوّفيني

سمع سليمان بن عبد الملك أعرابيا في سنة مجدبة يقول.

«أنزل علينا الغيث لا أبا لك».

فحمله سليمان أحسن محمل ، وقال : أشهد أن لا أب له ، ولا صاحبة ، ولا ولدا.

لا بدّ : أصل معنى لا بدّ : لا مفارقة ، لأنّ أصله في الإثبات : بدّ الأمر : فرّق وتبدّد ، فإذا نفي التّفرق بين شيئين حصل تلازم بينهما فصار أحدهما واجبا للآخر ، ومن ثمّ فسّروه بوجب.

وإعرابها : لا نافية للجنس ، وبدّ : اسمها مبنيّ على الفتح ، والخبر محذوف ، التّقدير : لنا.

لا بل : أذا ضممت «لا» إلى «بل» بعد الإيجاب والأمر فيكون معنى «لا» يرجع إلى ما قبلها من الإيجاب والأمر ، لا إلى ما بعد «بل» ، تقول «تكلّم خالد لا بل عمر» نفيت ب «لا» التّكلّم عن خالد ، وأثبته ل «عمر» ب «بل» ولو لم تأت ب «لا» لكان تكلّم خالد كالسّكوت عنه ، يحتمل أن يثبت وألّا يثبت ، وكذلك في الأمر تقول : «امنح زيدا عطاءك لا بل أخاك». أي لا تمنح زيدا بل امنح أخاك.

لات :

١ ـ أصلها وعملها :

أصل «لات» لا النّافية ، ثمّ زيدت عليها التّاء ، لتأنيث اللفظ أو للمبالغة ، وتعمل عمل ليس.

٢ ـ شرطان لعملها :

عمل «لات» واجب بشرطين :

(أ) كون معموليها اسمي زمان.

(ب) حذف أحدهما ، والغالب كونه اسمها. نحو : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) أي ليس الحين حين فرار ، فحذف الاسم المرفوع ، وذكر الخبر ، ومثله قول المنذر بن حرملة :

طلبوا صلحنا ولات أوان

فأجبنا أن ليس حين بقاء (٢)

__________________

(١) الآية «٣» من سورة ص «٣٨».

(٢) أي ليس الأوان أوان صلح ، والشاهد فيه قوله «ولات أوان» حيث وقع خبره لفظة «أوان» كالحين.

٣٧٣

وأمّا قول شمردل اللّيثي :

لهفي عليك للهفة من خائف

يبغي جوارك حين لات مجير.

فارتفاع «مجير» على الابتداء أو الفاعلية ، أيّ لات يحصل مجير ، أو لات له مجير ، و «لات» مهملة لعدم دخولها على الزّمان.

ومن القليل حذف الخبر كقراءة بعضهم شذوذا (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) برفع «حين» على أنه اسمها ، والخبر محذوف ، والتّقدير : ولات حين مناص كائنا لهم.

ألّاتي والّائي : اسما موصول بإثبات الياء فيهما ، وقد تحذف ياؤهما ، وهما لجمع المؤنّث ، وقد يتعارض الألى والّائي ، فيقع كلّ منهما ـ نزرا ـ موقع الآخر ، قال مجنون ليلى :

محا حبّها حبّ الألى كنّ قبلها

وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل

فأوقع الألى مكان الّائي أو الّاتي بدليل عود ضمير المؤنّث عليها ، وقال رجل من بني سليم :

فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللّاء قد مهدوا الحجورا

أي الذين فأوقع اللّائي مكان الألى بدليل عود ضمير جمع الذكور عليها.

لا جرم : أي لا بدّ ولا محالة ، وقيل معناها حقّا ، قال سيبويه : فأمّا قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ)(١) فإنّ جرم عملت لأنها فعل ومعناها : لقد حقّ أنّ لهم النار ، وقول المفسرين : معناها : حقّا أنّ لهم النار فـ «جرم» عملت بعد في «أنّ» وإذا قالوا «لا جرم لآتينّك» فهي بمنزلة اليمين.

وأصلها من «جرمت» أي كسبت الذّنب.

لا حبّذا : (انظر نعم وبئس).

لا سيّما : (انظر ولا سيّما).

اللّازم :

١ ـ تعريفه :

هو الذي لم يتعدّه فعله إلى مفعول نحو «ذهب زيد» و «جلس عمرو».

٢ ـ علامات الأفعال اللّازمة :

(الأول) ألّا يتّصل بالفعل هاء ضمير غير المصدر (٢) ك «خرج» لا يقال : زيد خرجه عمرو.

(الثاني) ألّا يبنى منه اسم مفعول تامّ ، فلا يقال «مخروج» من دون «به» وهذا هو نقصه.

__________________

(١) الآية «٦٢» من سورة النحل «١٦».

(٢) وذلك لأن ضمير المصدر يتصل بكل من اللازم والمتعدي فيقال «العلم علمه خالد» و «الجلوس جلسه علي».

٣٧٤

(الثالث) أن يدلّ على سجيّة (وهي كلّ وصف ملازم للذّات وليس حركة جسم) نحو «جبن وشجع».

(الرابع) أن يدلّ على عرض ، (وهو كلّ وصف غير ثابت وليس حركة جسم) نحو «مرض وكسل».

(الخامس) أن يدلّ على نظافة ك «نظف وطهر ووضوء».

(السادس) أن يدلّ على دنس نحو «نجس وقذر».

(السابع) أن يدلّ على مطاوعة (١) فاعله ، لفاعل متعدّ لواحد (٢) ، نحو «كسرت الإناء فانكسر الإناء».

(الثامن) أن يكون موازنا ل «افعللّ» بفتح اللّام الأولى وتشديد الثّانية ك «اقشعرّ واشمأزّ».

(التاسع) أن يكون موازنا ل : «افوعلّ» (٣) ك «اكوهدّ الفرخ» إذا ارتعد.

(العاشر) أن يكون موازنا ل : «افعنلل» ك «احرنجم» (٤).

(الحادي عشر) أن يكون موازنا ل «افعنلل» بزيادة أحد اللّامين ك «اقعنسس» الجمل : إذا أبى أن ينقاد.

(الثّاني عشر) أن يكون موازنا ل «افعنلى» بفتح العين وسكون النون ك «احرنبى» الدّيك ، إذا انتفش للقتال.

و «اغرندى» و «اسرندى» وكلاهما بمعنى يعلو ويغلب ، ولا ثالث لهما.

(الثّالث عشر) كونه على «فعل» أو «فعل» بالكسر ووصفها على «فعيل» نحو «ذلّ» و «قوي» :

(الرابع عشر) كونه على «أفعل» بمعنى صار ذا كذا نحو «أغدّ البعير» إذا صار ذا غدّة ، و «أحصد الزّرع» إذا صار صالحا للحصاد.

(الخامس عشر) أن يكون على وزن «استفعل» الدّالّ على التحول ك «استحجر الطين» وكقولهم في المثل : «إنّ البغاث بأرضنا يستنسر».

(السادس عشر) أن يكون على وزن «انفعل» نحو «انطلق».

(السابع عشر) أن يكون رباعيّا مزيدا نحو «تدحرج» و «احرنجم». و «اقشعرّ» و «اطمأنّ».

(الثامن عشر) أن يدلّ على لون ك «احمرّ» و «اخضرّ» و «أدم».

__________________

(١) المطاوعة : قبول الأثر.

(٢) فلو طاوع ما يتعدى فعله لاثنين ، تعدى المطاوع لواحد ك «علمته الحساب فتعلمه».

(٣) وهو ملحق ب «افعللّ».

(٤) احرنجم : اجتمع ، والنون زائدة ، واحرنجم اجتمع بعضهم إلى بعض ، ومثله وزنا ومعنى : اعرنزم واقرنبع.

٣٧٥

(التاسع عشر) أن يدل على حلية ك «دعج» و «كحل» و «سمن» و «هزل».

٣ ـ حكمه :

حكم اللّازم أن يتعدّى بالجارّ ، ويختلف الجارّ باختلاف المعنى ك : «عجبت منه» و «مررت به» و «غضبت عليه» وقد يحذف الجارّ فيتعدّى الفعل بنفسه ، وينصب المجرور ، وهو ثلاثة أقسام :

(أحدها) سماعي جائز في الكلام المنثور نحو «نصحته وشكرته وكلته ووزنته» ، والأكثر ذكر اللّام الجارّ نحو : (وَنَصَحْتُ لَكُمْ)(١) و (أَنِ اشْكُرْ لِي)(٢).

(الثّاني) سماعي خاصّ بضرورة الشعر كقول ساعدة بن جؤيّة :

لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه

فيه كما عسل الطّريق الثّعلب (٣)

قوله «كما عسل الطريق» أي في الطريق. ومثله قول المتلمّس جرير بن عبد المسيح : آليت حبّ العراق الدّهر أطعمه والحبّ يأكله في القرية السّوس (٤) أي آليت على حبّ العراق.

(الثالث) قياسي وذلك في «أنّ وأن وكي» نحو : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٥) أي بأنّه لا إله إلّا هو ، (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ)(٦) أي من أن جاءكم ، (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً)(٧) أي لكيلا إذا قدّرت «كي» مصدريّة.

لا غير : الجمهور على أنّه لا يجوز الحذف بعد ألفاظ الجحد إلّا «ليس» ، فلا يقال : «أنفقت مائة لا غير» ولكن السّماع خلافه ، ففي القاموس : قيل : وقولهم : «لا غير» لحن ، وهو غير جيّد لأنه مسموع ، قال الشاعر :

جوابا به تنجو اعتمد فوربّنا

لعن عمل أسلفت لا غير تسأل

(انظر ليس غير).

لكن : هي للاستدراك بعد النّفي ،

(١) وتكون حرف عطف بثلاثة شروط

__________________

(١) الآية «٧٩» من سورة الأعراف «٧».

(٢) الآية «١٤» من سورة لقمان «٣١».

(٣) «لدن» ناعم لين «يعسل متنه» من العسلان وهو اهتزاز الرمح «كما عسل» الكاف للتشبيه و «ما» مصدرية أي كعسلان الثعلب في الطريق.

(٤) آليت : حلفت ، المعنى : حلفت على حبّ العراق أني لا أطعمه الدهر مع أنّ الحبّ متيسّر يأكله السوس ، وقوله «أطعمه» أي لا أطعمه.

(٥) الآية «١٨» من سورة آل عمران «٣».

(٦) الآية «٦٣» من سورة الأعراف «٧».

(٧) الآية «٧» من سورة الحشر «٥٩».

٣٧٦

إفراد معطوفها ، وأن تسبق «بنفي» أو «نهي» وألّا تقترن ب «الواو» نحو «ما أكلت لحما لكن ثريدا» ونحو «لا يقم خالد لكن أحمد». ولا يجوز أن تدخل بعد إيجاب إلّا لترك قصّة إلى قصّة تامّة ، نحو قولك : «جاءني خالد لكن عبد الله لم يأت».

(٢) وقد تكون «لكن» حرف ابتداء لمجرّد إفادة الاستدراك ، وذلك إن تلتها «جملة» كقول زهير بن أبي سلمى :

إنّ ابن ورقاء لا تخشى بوادره

لكن وقائعه في الحرب تنتظر

ومن هذا قوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)(١) أصله : لكن أنا ، حذفت الألف فالتقت نونان فجاء التّشديد.

أو تلت «واوا» نحو : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ)(٢) أي ولكن كان رسول الله. أو سبقت «بإيجاب» نحو «قام عليّ لكن محمّد لم يقم».

لكنّ : معناها الاستدراك (٣) ، وإنما يستدرك بها بعد النفي نحو قولك : «ما جاء الأمير ولكنّ نائبه أتى». وقد يجوز أن يستدرك بها بعد الإيجاب ، ما كان مستغنيا نحو قولك : «حضر خالد» فتقول : لكنّ أخاه لم يحضر ، وهي من أخوات «إنّ» وأحكامها كأحكامها وإذا خفّفت تهمل وجوبا وتهمل أيضا إذا اتّصلت بها «ما» الزائدة وهي الكافّة نحو قول امرىء القيس :

ولكنّما أسعى المجد مؤثّل

وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي

(انظر إنّ وأخواتها).

اللّام : كثيرة المعاني والأقسام ، وترجع إلى قسمين : عاملة ، وغير عاملة.

والعاملة قسمان : جارّة ، وجازمة.

وغير العاملة ثمانية : لام الابتداء ، ولام البعد ، ولام التّعجّب ، ولام الجواب ، واللام الزائدة ، واللام الفارقة ، واللام المزحلقة ، ولام موطّئة للقسم ، وسيأتيك تفصيلها على ترتيب حروفها.

لام الأمر : هي اللّام الجازمة للمضارع وموضوعة للطلب وحركتها الكسر (٤) ، نحو : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ)(٥) وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها نحو :

__________________

(١) الآية «٣٨» من سورة الكهف «١٨».

(٢) الآية «٤٠» من سورة الأحزاب «٣٣».

(٣) الاستدراك : تعقيب الكلام بنفي ما يتوهّم ثبوته أو بإثبات ما يتوّهّم نفيه ، فمثال الأوّل : قولك «عليّ شجاع لكنه بخيل» دفعت ب «لكن» توهّم أنّه كريم لملازمة الكرم للشجاعة.

(٤) وسليم تفتحها وهي قبيلة عربية مشهورة.

(٥) الآية «٧» من سورة الطلاق «٦٥».

٣٧٧

(فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي)(١) وقد تسكّن بعد «ثمّ» نحو : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ)(٢) ونحو : (ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ)(٣).

والفعل المبنيّ للمجهول ، لا طريق للأمر فيه ، إلّا بالّلام ، سواء أكان للمتكلّم نحو «لأعن بحاجتك» أم للمخاطب نحو «لتعن بحاجتي» أم للغائب نحو «ليعن زيد بالأمر» وجزمها المضارع المبدوء بالهمزة أو المبدوء بالنون قليل كالحديث (قوموا فلأصلّ لكم) وقوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ)(٤) وأقلّ منه جزمها فعل الفاعل المخاطب نحو : فبذلك فلتفرحوا (٥) في قراءة ، وفي الحديث (لتأخذوا مصافّكم) والأكثر الاستغناء عن هذا بفعل الأمر ، نحو «افرحوا» و «خذوا» لأنّ أمر المخاطب أكثر فاختصار الصّيغة فيه أولى. وقد يجوز حذف لام الأمر بالشّعر مع بقاء عملها ، كأنهم شبّهوها بأن إذا أعملوها مضمرة ، وذلك كقول الشاعر :

محمد تفد نفسك كلّ نفس

إذا ما خفت من شيء تبالا (٦)

وإنّما أراد : لتفد.

وقال متمّم بن نويرة :

على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي

لك الويل حرّ الوجه أويبك من بكى (٧)

أراد : ليبك.

لام الابتداء : هي اللّام التي تفيد توكيد مضمون الجملة ، وتخليص المضارع للحال ، ولا تدخل إلّا على الاسم نحو : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً)(٨) والفعل المضارع نحو قولك «ليحبّ الله المحسنين» (٩) وتدخل على الفعل الذي لا يتصرّف نحو : (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١٠).

ومن لام الابتداء اللّام المزحلقة.

(انظر اللّام المزحلقة).

__________________

(١) الآية «١٨٦» من سورة البقرة «٢».

(٢) الآية «٢٩» من سورة الحج «٢٢».

التفث : التنظيف من الوسخ ، في التفسير : أنه أخذ من الشارب والأظفار .... إلخ.

(٣) والغريب أنّ المبرّد في المقتضب يرى أنّ إسكان لام الأمر بعد «ثم» لحن ، مع أنّ من القراء السبعة أربعة قرؤوا بتسكين اللام والباقي بتحريكها.

(٤) الآية «١٢» من سورة العنكبوت «٢٩».

(٥) الآية «٥٨» من سورة يونس «١٠». والقراءة المشهورة : (فَلْيَفْرَحُوا) بالياء.

(٦) التّبال : بمعنى الوبال وهو سوء العاقبة.

(٧) البعوضة : ماء معروف بالبادية فيها كان مقتل مالك بن نويرة.

(٨) الآية «١٣» من سورة الحشر «٥٩».

(٩) مثل له ابن مالك.

(١٠) الآية «٦٢» من سورة المائدة «٥».

٣٧٨

لام البعد : يزاد قبل كاف الخطاب في اسم الإشارة «لام» هي لام البعد مبالغة في الدّلالة على البعد. ولا تلحق من أسماء الإشارة : المثنّى ، ولا «أولئك» للجمع ، في لغة من مدّه (١) ، ولا فيما سبقته «ها» التنبهية ، والأصل في اللّام السّكون كما في «تلك» وكسرت في «ذلك» لالتقاء الساكنين.

لام التّعجّب : هي لام التّعجّب غير الجارّة نحو : «لظرف نعيمان» و «لكرم حاتم» ، بمعنى ما أظرفه ، وما أكرمه ، ولعلّ هذه اللّام هي لام الابتداء دخلت على الماضي لشبهه بالاسم لجموده.

لام التّعليل : هي للإيجاب ولام الجحود للنفي ، وينصب المضارع «بأن» مضمرة جوازا بعد لام التّعليل ، ومعنى جوازا صحّة إظهار «أن» وإضمارها بعد هذه اللّام ، تقول : «جئت لأكرمك» و «جئت لأن أكرمك» وأن وما بعدها في الإظهار والإضمار في تأويل المصدر في محل جر بلام التعليل.

اللّام الجارّة : وتجرّ الظاهر والمضمر ، وهي مكسورة مع كلّ ظاهر ، إلّا مع المستغاث المباشر ل «يا» نحو «يالله» وأمّا مع المضمر فتفتح أيضا إذا كان للمخاطب أو للغائب وإذا كان مع ياء المتكلم فتكسر للمناسبة. ولهذه اللّام نحو من ثلاثين معنى (٢) وهاك بعضها :

(١) الملك ، نحو : (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٣).

(٢) شبه الملك ، ويعبّر عنه بالاختصاص نحو : «السّرج للفرس» و «ما أحبّ محمّدا لبكر».

(٣) التعليل ، نحو :

وإنّي لتعروني لذكراك هزّة

كما انتفض العصفور بلّله القطر

(٤) الزّائدة ، وهي لمجرّد التّوكيد كقول ابن ميّادة :

وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد

__________________

(١) أمّا من قصر أداة الجمع فقال «أولا» بدل «أولاء» وهم قيس وربيعة وأسد فإنهم يأتون باللام قال شاعرهم :

أولالك قومي لم يكونوا أشابة

وهل يعظ الضّلّيل إلّا أولالك

فأداة الجمع في أول البيت وآخره «أولا» وأدخل عليها لام البعد وكاف الخطاب ومعنى الأشابة : أخلاط الناس وجمعها أشائب وبنو تميم ـ وهم ممّن يقصرون ـ لا يأتون باللام مطلقا.

(٢) ومن أراد استقصاءها فليرجع إلى كتاب «الجنى الداني» ففيه ثلاثون معنى وفي «مغني اللبيب» عشرون.

(٣) الآية «٢٨٤» من سورة البقرة «٢».

٣٧٩

(٥) تقوية العامل الذي ضعف ، إمّا بكونه فرعا في العمل نحو : (مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ)(١)(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)(٢).

وإمّا بتأخّير العامل عن المعمول نحو : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٣).

(٦) لانتهاء الغاية نحو : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)(٤).

(٧) القسم ، نحو «لله لا يؤخّر الأجل» أي تالله. وهذا قليل.

(٨) التّعجّب ، نحو «لله درّك» و «لله أنت».

(٩) الصّيرورة ، وتسمّى لام العاقبة نحو :

لدوا للموت وابنوا للخراب

فكلّكم يصير إلى ذهاب

(١٠) البعديّة ، نحو : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)(٥) أي بعده.

(١١) بمعنى على نحو : (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ)(٦) أي عليها.

لام الجحود : ويسميها سيبويه لام النّفي ، وسمّيت لام النّفي لاختصاصها به ، وهي الواقعة زائدة بعد : «كون منفيّ» (٧) فيه معنى الماضي لفظا ، وهي نفي كقولك :

كان سيفعل فتقول : ما كان ليفعل.

ومثله : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(٨) أو معنى نحو : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)(٩).

وأن المضمرة في لام الجحود لا يجوز فيها الإظهار.

وهذه اللّام حرف جرّ ، وأن المضمرة والفعل بعدها المنصوب بها في تأويل المصدر في محلّ جرّ ، وهو متعلّق بمحذوف هو خبر كان فتقدير «ما كان زيد ليفعل» ما كان زيد مريدا للفعل.

لام الجواب : وهي ثلاثة : جواب «لو» نحو : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا)(١٠) وجواب «لو لا» نحو : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)(١١).

__________________

(١) الآية «٤١» من سورة البقرة «٢».

(٢) الآية «١٦» من سورة البروج «٨٥».

(٣) الآية «٤٣» من سورة يوسف «١٢».

(٤) الآية «٢» من سورة الرعد «١٣».

(٥) الآية «٧٨» من سورة الإسراء «١٧».

(٦) الآية «١٠٧» من سورة الإسراء «١٧».

(٧) المراد من الكون المنفي : كان ويكون مع سبق نفي عليها ، والنفي : هنا هو «ما» و «لم» و «لا» و «إن» النافية.

(٨) الآية «٣٣» من سورة الأنفال «٨».

(٩) الآية «١٣٧» من سورة النساء «٤».

(١٠) الآية «٢٥» من سورة الفتح «٤٨».

(١١) الآية «٢٥١» من سورة البقرة «٢».

٣٨٠