معجم القواعد العربيّة

المؤلف:

عبد الغني الدقر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: منشورات الحميد
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١٦

موضوعة في مكانها ، كأنّك قلت : وإذ يعدكم الله أنّ إحدى الطّائفتين لكم ، فقد أبدلت الآخر من الأوّل ، ومن ذلك قوله عزوجل : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ)(١).

ومما جاء مبدلا من هذا الباب قوله تعالى على لسان منكري البعث : (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ)(٢) فكأنه قال : أيعدكم أنّكم مخرجون إذا متّم.

٩ ـ كلمات يصحّ فيها البدل والتّوكيد والنّصب على أنها مفعول :

تقول : «ضرب عبد الله ظهره وبطنه» و «ضرب زيد الظّهر والبطن» و «قلب عمرو ظهره وبطنه» و «مطرنا سهلنا وجبلنا» و «مطرنا السّهل والجبل». فإن شئت جعلت ظهره في المثل الأوّل ، والظهر في الثاني ، وعمرو في المثل الثّالث ، وسهلنا في الرابع ، والسّهل في الخامس ـ بدلا ، وإن شئت جعلته توكيدا بمنزلة أجمعين ـ أي يصير البطن والظّهر توكيدا لعبد الله ، إذ المعنى ضرب كلّه ، كما يصير أجمعون توكيدا للقوم ـ وإن شئت نصبت ـ أي على المفعولية ـ تقول : «ضرب زيد الظّهر والبطن» و «مطرنا السّهل والجبل» و «قلب زيد ظهره وبطنه» ـ كلّها بالنصب ـ والمعنى أنّهم مطروا في السّهل والجبل وقلب على الظّهر والبطن ، ولكنهم أجازوا هذا كما أجازوا قولهم : «دخلت البيت».

وإنما معناه : دخلت في البيت والعامل فيه الفعل. ولم يجيزوه ـ أي حذف حرف الجر ـ في غير السّهل والبطن والجبل ، كما لم يجز : دخلت عبد الله فجاز هذا في ذا وحده ، كما لم يجز حذف حرف الجرّ إلّا في الأماكن في مثل : «دخلت البيت واختصّت بهذا. وزعم (٣) الخليل رحمه‌الله أنهم يقولون : «مطرنا الزّرع والضّرع».

ومما لا يصح فيه إلّا البدليّة قوله عزوجل : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٤) من استطاع أي منهم ومن : بدل بعض من الناس. ومن هذا الباب قولك : «بعت متاعك أسفله قبل أعلاه» و «اشتريت متاعك أسفله أسرع من اشترائي أعلاه». و «سقيت إبلك صغارها أحسن من سقيي كبارها» ، «ضربت النّاس بعضهم قائما وبعضهم قاعدا» فهذا لا يكون فيه إلّا النّصب ـ أي على البدلية ـ يقول سيبويه :

__________________

(١) الآية «٣١» من سورة يس «٣٦».

(٢) الآية «٣٥» من سورة المؤمنون «٢٣».

(٣) زعم هنا : بمعنى قال.

(٤) الآية «٩٧» من سورة آل عمران «٣».

١٢١

لأنّ ما ذكرت بعده ليس مبنيّا عليه فيكون مبتدأ ، ومن ذلك قولك : «مررت بمتاعك بعضه مرفوعا وبعضه مطروحا» فهذا لا يكون مرفوعا ـ أي على الابتداء ـ وجعلت مرفوعا ومطروحا حالين من بعضه ، ولم تجعله مبنيّا على المبتدأ يقول سيبويه : وإن لم تجعله حالا للمرور جاز الرفع.

١٠ ـ يجوز في البدل القطع أحيانا ولا يصحّ أحيانا.

القطع : أن تقطع البدل عن اتّباع المبدل منه في الحركات ويكون مبتدأ أو غيره ، مثال الجمع قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)(١) والأصل : وجوههم على النّصب بدلا من الذين ، ولكن أوثر في الآية القطع لأنّ المعنى بالقطع هنا أوضح وأجود.

وتقول : «رأيت متاعك بعضه فوق بعض» بعضه مبتدأ ، وفوق في موضع الخبر ويجوز أن تجعل بعضه منصوبا على أنّها بدل بعض. وفوق في موضع الحال ، وتقول : «رأيت زيدا أبوه أفضل منه» أبوه مبتدأ وأفضل خبر والجملة نعت لزيد ، يقول سيبويه : والرفع في هذا أعرف مع جواز البدلية ، ومما جاء تابعا على البدلية ـ لا على القطع ـ قول من يوثق بعربيّته ـ على ما قال سيبويه ـ «خلق الله الزّرافة يديها أطول من رجليها» فيديها بدل بعض من الزّرافة ، ويجوز فيها القطع كما قدّمنا ، ومن ذلك قول عبدة بن الطبيب :

وما كان قيس هلكه هلك واحد

ولكنّه بنيان قوم تهدّما

هلكه بدل اشتمال من قيس ، ويجوز على القطع فيكون هلكه مبتدأ وهلك خبر والجملة خبر كان ، ولكن هكذا ينشد ، ومثله قول رجل من بجيلة أو خثعم وقيل عديّ بن زيد :

ذريني إنّ أمرك لن يطاعا

وما ألفيتني حلمي مضاعا

حلمي : بدل اشتمال من ياء المتكلم من ألفيتني.

١١ ـ افتراق عطف البيان عن البدل :

يفترق عطف البيان عن البدل في أشياء منها :

(١) أنّ عطف البيان لا يكون مضمرا ولا تابعا لمضمر.

(٢) أنّه يوافق متبوعه تعريفا وتنكيرا.

(٣) أنّه لا يكون فعلا تابعا لفعل.

(٤) أنّه ليس في التّقدير من جملة أخرى.

(٥) لا ينوى إحلاله محلّ الأوّل بخلاف البدل في جميع ذلك.

بدل الاشتمال (انظر البدل ٢ ج).

__________________

(١) الآية «٦٠» من سورة الزمر «٣٩».

١٢٢

بدل بعض من كل (انظر البدل ٢ ب).

بدل كلّ من كل (انظر البدل ٢ أ).

البدل المباين (انظر البدل ٢ د).

بس بس : اسم صوت دعاء للغنم والإبل.

البضع : ومثله «البضعة» وهو ما بين الثّلاث إلى التّسع وحكمه تأنيثا وتذكيرا في الإفراد والتركيب : حكم «تسع وتسعة» تقول : «بضع سنين» و «بضعة عشر رجلا» و «بضع عشرة امرأة» ولا يستعمل فيما زاد على العشرين وأجازه بعضهم وروي في الحديث : (بضعا وثلاثين ملكا). وجعله النحاة كالمصدر فلا يجمع ولا يثنّى.

بعد : ضدّ «قبل» وهي ظرف مبهم لا يفهم معناه إلّا بالإضافة لغيره ، وهو زمان متراخ عن الزمان السابق فإن قرب منه قيل : بعيد ، وقد يكون للمكان ، وله حالتان : الإضافة إلى اسم عين فحينئذ يكون ظرف زمان ، أو إلى اسم معنى فظرف مكان.

وأحكامها الإعرابية كأحكام قبل (انظر قبل).

وقد تجيء «بعد» بمعنى «قبل» نحو : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(١). وبمعنى «مع» يقال «فلان كريم وهو بعد هذا عاقل». وعليه تأويل قوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ)(٢).

بعدك : اسم فعل منقول ، ومعناه : تأخّر ، أو حذّرته شيئا خلفه ، والكاف للخطاب.

بعد اللّتيّا والّتي :

اللّتيّا تصغير الّتي على خلاف القياس والمعنى : بعد اللّحظة الصّغيرة والكبيرة التي من فظاعة شأنها :

كيت وكيت.

حذفت الصّلة إيهاما لقصور العبارة عن الإحاطة بوصف الأمر الّذي كنيّ بهما عنه ، وفي ذلك من تفخيم الأمر ما لا يخفى ، وإعرابها : بعد ظرف زمان أو مكان «اللّتيّا». اسم موصول تصغير الّتي مضاف إليه و «الّتي» معطوف وصلتهما محذوفة وجوبا لما مرّ.

بعض : هي لفظة صيغت للدّلالة على الطّائفة ، لا على الكلّ ، وقال أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب : «أجمع أهل النّحو على أنّ البعض شيء من أشياء أو شيء من شيء». وتقع على نصف الكل ، وعلى ثلاثة أرباعه ، وعلى معظمه وتقع على الشيء كلّه ما عدا أقلّ جزء منه.

وقد بعّضت الشّيء فرّقت أجزاءه ، وتبعّض هو ، وقد تكون «بعض» بمعنى «كل» كقول الشاعر :

__________________

(١) الآية «١٠٥» من سورة الأنبياء «٢١».

(٢) الآية «١٣» من سورة القلم «٦٨».

١٢٣

«أو يعتلق بعض النفوس حمامها»

وقال أبو حاتم السّجستاني : ولا تقول العرب الكلّ ولا البعض ، وقد استعمله النّاس حتى سيبويه والأخفش في كتبهما لقلّة علمهما بهذا النحو ، فاجتنب ذلك فإنّه ليس من كلام العرب (١). و «بعض» مذكّر في الوجوه كلّها ، ويعرب حسب موقعه من الكلام ، وقد يضاف إلى مصدر من نوع الفعل فتقول : «اقرأ بعض القراءة» لا بعض الشيء ويعرب على أنّه مفعول مطلق.

بعيدات بين : في اللسان : لقيته بعيدات بين : إذا لقيته بعد حين ، وقيل : بعيدات بين : أي بعيد فراق ، وذلك إذا كان الرّجل يمسك عن إتيان صاحبه الزّمان ثم يأتيه ثم يمسك عنه ثم يأتيه ، وهو من ظروف الزّمان الّتي لا تتمكّن ولا تستعمل إلّا ظرفا ، ويقال : إنّك لتضحك بعيدات بين ، أي بين المرّة ، ثمّ المرّة في الحين.

بغتة : منها قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً)(٢)(أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً)(٣). وإعرابها : مصدر في موضع الحال أي باغتة وقيل : هو مصدر لفعل محذوف أي تبغتهم بغتة.

بكرة : تقول : «أتيته بكرة» أي باكرا بالتّنوين وهو منصوب على الظّرفيّة الزّمانيّة ، فإن أردت بكرة يوم بعينه قلت : «أتيته بكرة» وهو ممنوع من الصّرف من أجل التأنيث وأنه معرفة ، وهو من الظّروف المتصرّفة تقول : «سير عليه بكرة» فبكرة هنا نائب فاعل ل «سير».

بل الابتدائية : تأتي حرف ابتداء وهي التي تليها جملة ، ومعناها : الإضراب ، والإضراب : إمّا أن يكون معناه الإبطال نحو : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)(٤) أي بل هم عباد.

وإمّا أن يكون معناه الانتقال من غرض إلى آخر نحو : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا)(٥).

بل العاطفة : ومعناها : الإضراب عن الأول ، والإثبات للثّاني ، وتأتي حرف عطف وذلك بشرطين : إفراد معطوفها وأن

__________________

(١) قال الأزهري : النحويون أجازوا الألف واللام في «بعض وكل» وإن أباه الأصمعي.

(٢) الآية «٣١» من سورة الأنعام «٦».

(٣) الآية «٤٤» من سورة الأنعام «٦».

(٤) الآية «٢٦» من سورة الأنبياء «٢١».

(٥) الآية «١٤ ـ ١٥ ـ ١٦» من سورة الأعلى «٨٧».

١٢٤

تسبق «بإيجاب أو أمر أو نفي أو نهي» ومعناها بعد «الإيجاب والأمر» : سلب الحكم عما قبلها وجعله لما بعدها ، نحو «قرأ بكر بل عمرو» و «ليكتب صالح بل محمّد». ومعناها بعد النّفي أو النّهي» تقرير حكم ما قبلها من نفي أو نهي على حاله وجعل ضدّه لما بعدها كما أنّ «لكن» كذلك ، كقولك : «ما كنت في منزل بل بيداء» لا تقاطع الجامعة بل عمرا» ، ولا يعطف ب «بل» بعد الاستفهام فلا يقال : «أضربت أخاك بل زيدا».

ولا نحوه ، وقد تزاد قبلها «لا» لتوكيد الإضراب وهي نافية للإيجاب قبلها كقول الشاعر :

وجهك البدر لا بل الشّمس لو لم

يقض للشمس كسفة أو أفول

ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النّفي قوله :

وما هجرتك لا بل زادني شغفا

هجر وبعد تراخى لا إلى أجل

ومنع ابن درستويه زيادتها بعد النّفي والصحيح خلافه.

بله : يأتي على ثلاثة أوجه :

(أحدها) اسم فعل بمعنى «دع» وفتحه للبناء ، وما بعده منصوب على أنه مفعول به.

(الثاني) مصدر بمعنى «التّرك» وفتحه إعراب ، وما بعده مخفوض على الإضافة نحو «ليس في الكاذب خير بله الخاسر» ومعناه اترك الخاسر.

(الثالث) اسم مرادف ل «كيف» وفتحه للبناء وما بعده مرفوع (انظر اسم الفعل ٥).

بلى : حرف جواب ، وتختصّ بالنّفي وتفيد إبطاله ، سواء أكان مجرّدا نحو : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ)(١). أم مقرونا بالاستفهام ـ حقيقيّا كان نحو «أليس عليّ بآت» ـ أو توبيخا نحو قوله تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى)(٢) ـ أو تقريريّا نحو قوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا : بَلى)(٣). والفرق بين «بلى» و «نعم» : أنّ «بلى» لا تأتي إلّا بعد نفي وأن «نعم» تأتي بعد النّفي والإثبات.

فإذا قيل «ما قام زيد» فتصديقه نعم ، وتكذيبه : بلى.

البناء :

١ ـ تعريفه :

هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة.

٢ ـ المبنيّات :

(أ) الحروف كلّها مبنيّة.

__________________

(١) الآية «٧» من سورة التغابن «٦٤».

(٢) الآية «٨٠» من سورة الزخرف «٤٣».

(٣) الآية «١٧٢» من سورة الأعراف «٧».

١٢٥

(ب) الأفعال كلها مبنية إلّا المضارع الذي لم تباشره إحدى نوني التوكيد أو اتّصلت به نون الإناث.

(ج) والمبنيّ من الأسماء هو كلّ اسم أشبه الحروف بشبه من الأشباه الثلاثة : الوضعي ، والمعنوي ، والاستعمالي.

(انظر الشّبه الوضعي ، والشبه المعنوي ، والشبه الاستعمالي).

والأسماء المبنية هي : الضّمائر ، أسماء الإشارة ، أسماء الموصول ، أسماء الأصوات ، أسماء الأفعال ، أسماء الشّرط ، أسماء الاستفهام ، وبعض الظّروف مثل «إذ ، إذا ، الآن ، حيث ، أمس» ، وكلّ ذلك يبنى على ما سمع عليه.

ويطرّد البناء على الفتح فيما ركّب من الأعداد والظّروف والأحوال نحو «أرى خمسة عشر رجلا يتردّدون صباح مساء على جواري بيت بيت».

ويطّرد البناء على الضّمّ فيما قطع عن الإضافة لفظا من المبهمات كقبل وبعد وحسب ، وأول ، وأسماء الجهات ، نحو : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(١). والكسر فيما ختم «بويه» كسيبويه ووزن فعال علما لأنثى ك «حذام ورقاش» أو سبّا لها ك «يا خباث ويا كذاب». أو اسم فعل ك «نزال وقتال» (٢).

(انظر جميعا في حروفها).

٣ ـ أنواع البناء :

أنواع البناء أربعة :

(أحدها) السّكون ، وهو الأصل لأنه عدم الحركة ، ولخفّته دخل في الكلم الثّلاث : الحرف والفعل والاسم المبني ؛ ففي الحرف نحو «هل» وفي الفعل نحو «قم» وفي الاسم المبنيّ نحو «كم».

(الثاني) الفتح وهو أقرب الحركات إلى السّكون ، ولهذا دخل أيضا في الكلم الثّلاث : في الحرف نحو «سوف» وفي الفعل نحو «قام» وفي الاسم المبني نحو «أين».

(الثالث) الكسر ، ويدخل في الاسم المبني والحرف ، نحو «أمس» و «لام الجر» في نحو «المال لزيد».

(الرابع) الضّمّ ، ويدخل في الاسم والحرف أيضا نحو «منذ» فهي في لغة من جرّ بها حرف مبني على الضّمّ ، وفي

__________________

(١) الآية «٤» من سورة الروم «٣٠».

(٢) يستثنى من الأعداد المركبة «اثنا عشر ، واثنتا عشر» فإنها تعرب إعراب المثنى ، ومن أسماء الشرط والاستفهام والموصولات «أي» فإنها تعرب بالحركات ، ويجوز في «أي» الموصولة البناء على الضم إذا أضيفت ، وحذف صدر صلتها نحو «فسلّم على أيّهم أفضل» (انظر أيّ).

١٢٦

لغة من رفع بها اسم مبني على الضم.

(انظر مذ ومنذ).

البنت

(انظر ابنة).

بنون : ملحق بجمع المذكّر السّالم ويعرب إعرابه. (انظر جمع المذكّر السالم ٨).

بيت بيت : يقال : «جاري بيت بيت» أي ملاصقا ، وهو مركّب مبنيّ الجزءين على الفتح في موضع النّصب على الحال.

بيد : اسم ملازم للإضافة إلى «أنّ» وصلتها» وله معنيان :

(أحدهما): ـ وهو الأكثر ـ أن يأتي بمعنى «غير» إلّا أنّه لا يقع مرفوعا ولا مجرورا ، بل منصوبا ، ولا يقع صفة ولا استثناء متّصلا ، وإنّما يستثنى به في الانقطاع خاصّة ، ومنه الحديث (نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة ، بيد أنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا). ومثلها : ميد ، قال ثعلب : بيد ، وميد ، وغير بمعنى ، وفسّره بعضهم من أجل أني.

(الثّاني) أن يكون بمعنى «من أجل» ومنه الحديث (أنا أفصح من نطق بالضّاد بيد أنّي من قريش).

بين : ظرف بمعنى وسط ، أو هي كلمة تنصيف أو تشريك ، يضاف إلى أكثر من واحد نحو «جلست بين القوم» أي وسطهم ، وإذا أضيف إلى الواحد عطف عليه بالواو ونحو : «المنزل بين خالد وبكر» وتكريرها مع المضمر واجب ، نحو «الكتب بيني وبينك» وتكريرها مع المظهر لا يقبح خلافا لمن قال ذلك ، لورودها كثيرا في كلام العرب ، نحو : «المال بين خالد وبين عليّ» ، وإذا أضيفت إلى ظرف زمان كانت ظرف زمان نحو «أزورك بين الظّهر والعصر».

أو إلى ظرف مكان كانت ظرف مكان نحو «منزلي بين دارك ودار زيد» وإذا أخرجتها عن الظّرفيّة أعربتها كسائر الأسماء نحو : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ)(١) ، فـ «بينكم» في الآية فاعل «تقطّع» (٢).

بين بين : تقول : «هذا تمر بين بين» أي بين الجيّد والرّديء.

وهو مركّب مزجيّ مبنيّ الجزأين على الفتح ك «خمسة عشر» في موضع الحال.

بينا وبينما : أصلهما : بين مضافة إلى أوقات مضافة إلى جملة ، فحذفت الأوقات وعوّض عنها «الألف» أو «ما»

__________________

(١) الآية «٩٤» من سورة الأنعام «٦».

(٢) وهي قراءة الأكثرين ، وقراءة نافع والكسائي وحفص بالنصب على الظرف على معنى : لقد تقطع وصلكم بينكم.

١٢٧

وهما منصوبتا المحلّ ، والعامل فيهما ما تضمّنته «إذ» من معنى المفاجأة ، كقولك : «بينا أنا منطلق إذ جاءني الصّديق» أو «إذ الصّديق جاءني» والمعنى أنّه جاءني بين أوقات انطلاقي ، وقد تأتي «بينا» بدون «إذ» بعدها ، وهو فصيح عند الأصمعي ، وعليه الحديث في البخاري : (قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينا أنا نائم رأيت النّاس يعرضون عليّ ....) الحديث. وما بعد «بينا وبينما» إذا كان اسما رفع بالابتداء وما بعده خبر ، وإذا كان بعد بينا اسم ثم فعل ومثلها : بينما ، كان عاملهما محذوفا يفسّره الفعل المذكور نحو «بينما بكر يعمل في حقله إذ رآى مالا».

وإعرابهما : على الظّرفية الزّمانيّة لأنّهما ـ في الأصل ـ مضافتان إلى أوقات ، والألف أو «ما» عوض عن المضاف إليه كما تقدّم. وهو مذكّر عند معظم أهل اللغة ، والمشهور أنّه يطلق في الرّجل والمرأة

.

١٢٨

باب التّاء

تا : اسم إشارة للمفردة المؤنّثة ، وبناؤه على السكون. (انظر اسم الإشارة).

تاء التّأنيث : تكون في الفعل ساكنة ك «فهمت» ومتحرّكة ك «تفهم» ولا تكون في الاسم إلّا متحرّكة ك «فاهمة» وكلّ مؤنّث بالتّاء حكمه أن لا تحذف التاء منه إذا ثنّي ك «فاهمتين» لئلا يلتبس بالمذكر.

ولما كانت التّاء في أصل وضعها في الاسم للفرق بين المذكّر والمؤنّث في الأوصاف المشتقّة المشتركة بينهما ك «نبيه ونبيهة» و «أديب وأديبة» فلا تدخل على المختصّ بالنّساء ك «طالق وحامل ، وطامث ، ومرضع وفارك (١) وعانس» (٢). كما لا تدخل على المختص بالرجال ك «أكمر (٣) ، وآدر» (٤).

ولا تدخل على أسماء الأجناس الجامدة وشذّ : «رجل ورجلة» و «فتى وفتاة» و «غلام وغلامة» و «طفل وطفلة» و «ظبي وظبية» و «إنسان وإنسانة». ولا تدخل هذه التاء في خمسة أوزان ، ويستوي فيها المذكّر والمؤنّث :

١ ـ «فعيل» بمعنى مفعول إن تبع موصوفه ، نحو «كفّ خضيب» و «ملحفة غسيل» وشذّ «ملحفة جديدة».

فإن كان بمعنى فاعل نحو «عتيقة» و «ظريفة» كان مؤنّثه بالهاء وإن كان بمعنى مفعول ولم يذكر الموصوف نحو : «رأيت قبيلة بني فلان» كان مؤنّثه بالهاء منعا للالتباس بالمذكّر.

٢ ـ «فعول» بمعنى فاعل نحو «امرأة

__________________

(١) الفارك : المبغضة لزوجها.

(٢) العانس : البكر التي فاتها الزواج.

(٣) الأكمر : عظيم الكمرة وهي حشفة القبل للرجل.

(٤) الآدر : عظيم الخصية.

١٢٩

صبور وشكور وفخور» وقد جاء حرف شاذّ فقالوا : «هي عدوّة الله» (١) فإذا كان في تأويل مفعول لحقته التّاء نحو «الحمولة» و «الرّكوبة» و «الحلوبة» تقول : «هذا الجمل ركوبتهم وأكولتهم».

٣ ـ «مفعال» نحو «امرأة مهذار» و «مكسال» و «مبسام».

٤ ـ «مفعيل» نحو «امرأة معطير» و «مئشير» من الأشر : وهو الكبر ، و «فرس محضير» كثير الجري. وشذ فقالوا : «امرأة مسكينة» شبّهوها بفقيرة.

٥ ـ «مفعل» نحو «امرأة مغشم» و «رجل مدعس ومهذر» (٢).

وقد تكون التاء لغير التّأنيث ، فتكون للتعريب ، والتّمييز ، والعوض ، والمبالغة ، والنّسب ، (انظر جميعها في تاء التعريب ، وتاء التمييز ..... وهكذا).

تاء الجمع المكسّر الأعجميّ والعربي : تلحق هذه التاء ما كان من الأعجمية على أربعة أحرف وقد أعرب ، وجمعته جمع تكسير وذلك نحو «موزج وموازجة (٣) وصولج وصوالجة (٤) ، وكربج (٥) وكرابجة ، وطيلسان ، وطيالسة ، وجورب وجواربة. «ـ وقالوا : جوارب ـ وكيالجة ـ وقالوا : كيالج ـ». ونظيره في العربية : «صيقل وصياقلة ، وصيرف وصيارفة وقشعم (٦) وقشاعمة».

وقد جاء ملك وملائكة وقالوا : أناسية لجمع إنسان ، وكذلك إذا كسّرت الاسم وأنت تريد آل فلان أو جماعة الحيّ نحو قولك : المسامعة ، والمناذرة ، والمهالبة والأحامرة والأزارقة وقالوا : البرابرة والسّبابجة.

تاء التّمييز : هي التّاء التي تميز الواحد من جنسه كثيرا في اسم الجنس الجمعي ك «تمر» و «تمرة» و «نمل ونملة» وترد لعكس ذلك قليلا نحو «كمء وكمأة».

تاء العوض : هي التاء التي تلحق اسما حذفت فاؤه فعوّضت التّاء عنها ك «زنة» أصلها «وزن» ، أو حذفت عينه نحو «إقامة» أصلها : إقوام ، أو حذفت لامه ك «سنة» أصلها : سنو أو سنة ، بدليل جمعها على سنوات أو سنهات.

تاء القسم : من حروف الجرّ وهو مختّصّ ب «الله» (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ)(٧).

__________________

(١) قال سيبويه : شبهوا عدوّة بصديقة.

(٢) المغشم : الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد. والمدعس : الطّعّان ، المهذر : الهاذي.

(٣) الموزج : الخفّ ، فارسي معرب ، وأصله : موزه.

(٤) الصّولج : عصا يعطف طرفها يضرب بها الكرة على الدواب.

(٥) الكربج : موضع يقال له : كربك.

(٦) القشعم. المسنّ من الرجال والنسور.

(٧) الآية «٥٧» من الأنبياء «٢١».

١٣٠

والصحيح كما يقول سيبويه : أنّ العرب لا يدخلون تاء القسم في غير الله. فلا يقال : تربّ الكعبة ، ولا تربّي لأفعلن.

تاء المبالغة : هي التي تؤكّد أحيانا وزن الفاعل ك «راوية» و «نابغة» وقد تأتي لتوكيد المبالغة ك «علّامة» و «نسّابة».

تاء المضارعة : هي من حروف المضارعة «أتين» والمراد بهذا اللفظ حروفه ، وهي : الألف ، والتاء ، والياء ، والنون ، التي لا بدّ للمضارع أن يبدأ بواحدة منها ، وتكون «التّاء» إمّا علامة تأنيث ك «هند تكتب» أو حرف خطاب للمذكّر ك «أنت تعلم».

وحركة التّاء كحركة أخواتها تضمّ إذا كان ماضي الفعل رباعيّا نحو «أكرم يكرم» و «بذّر يبذّر» وإن كان ثلاثيّا أو خماسيّا أو سداسيّا تفتح الياء وأخواتها نحو «حفظ يحفظ» و «انطلق ينطلق» و «استعجل يستعجل».

تاء النّسب : هي الّتي تلحق صيغة منتهى الجموع للدّلالة على النّسب ك «أشاعرة» جمع أشعري و «قرامطة» جمع قرمطي ، أو للعوض عن «ياء» محذوفة ك «زنادقة» جمع زنديق أو للإلحاق بمفرد ك «صيارفة» (١). فإنها ملحقة بكراهية.

تان وتين : اسما إشارة ، فالأول لحالة الرّفع ولكنّه مبنيّ على الألف ، والثاني لحالتي النّصب والجرّ ولكنّه مبنيّ على الياء ، وقد تلحقهما «ها» للتنبيه ، فيقال «هاتان» و «هاتين» وقد تلحقهما «كاف الخطاب» فتبعد «ها» التّنبهيّة فتقول «تانك» و «تينك» وأيضا «تانكما وتانكم وتانكنّ» ومثلها «تينكما وتينكم وتينكنّ».

التّأسيس : هو أن يكون اللفظ المكرّر لإفادة معنى آخر لم يكن حاصلا قبله ، ويسمّى التأسيس ، ويقولون : التأكيد إعادة والتأسيس إفادة ، والإفادة أولى ، وإذا دار اللفظ بينهما حسن الحمل على التّأسيس كقوله تعالى : (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ). فإن أريد بهذا التكرار زيادة التّقرير فهو توكيد وإن أريد بقوله تعالى : (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ..) إلخ. أي في المستقبل فهذا معنى زائد عن مجرّد التّكرار وهذا هو التأسيس.

(انظر تأنيث الفعل الفاعل).

التّأنيث والتّذكير : الأشياء كلّها أصلها

__________________

(١) جمع صيرف : وهو المحتال في الأمور ، وهذه التاء في «صيارفة» خفّفت اللّفظ ، وصرفته بعد أن كان ممنوعا.

١٣١

التّذكير ، وهو أشد تمكّنا ، ثم يختصّ بعد.

١ ـ تقسيم الاسم إلى مذكّر ومؤنّث :

ينقسم الاسم إل مذكّر ومؤنّث ، فالمذكّر ك «رجل» والمؤنّث ك «فاطمة».

٢ ـ المؤنث حقيقيّ ومجازي :

المؤنّث نوعان : حقيقيّ ، وهو : ما يقابله ذكر من كل ذي روح ، ك «امرأة» و «فاضلة» و «ناقة». ومجازي ، وهو : ما عاملته العرب معاملة المؤنّثات الحقيقيّة «كالشمس ، والحرب والنّار» (١) والمدار في هذا على النّقل ، ويستدلّ على ذلك بالضّمير العائد عليه نحو : (النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٢) ، (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها)(٣) وبالإشارة إليه نحو : (هذِهِ جَهَنَّمُ)(٤). وبثبوت التّاء في تصغيره ، نحو «عيينة وأذينة» مصغّري عين ، وأذن.

أو في فعله ، نحو : (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ)(٥) وبسقوطها من عدده كقول حميد الأرقط يصف قوسا عربيّة :

أرمي عليها وهي فرع (٦) أجمع

وهي ثلاث أذرع وإصبع

٣ ـ المؤنّث : ثلاثة أقسام :

ينقسم المؤنّث إلى لفظي ، ومعنويّ ، ولفظيّ معنويّ.

فالمؤنث اللفظي : ما كان علما لمذكّر وفيه علامة من علامات التّأنيث ك «طرفة» و «كنانة» و «زكريّاء». وهذا المؤنّث اللّفظي يجب تذكير فعله وجمعه بألف وتا.

والمؤنّث المعنويّ : ما خلا من العلامة ، وكان علما لمؤنث ك «زينب» و «أم كلثوم» والمؤنّث اللّفظيّ المعنويّ : ما كان علما لمؤنّث ، وفيه علامة التّأنيث : ك «صفيّة» و «سعدى» و «خنساء».

٤ ـ علامات التأنيث :

علامات التأنيث ـ على قول الفراء ـ خمس عشرة علامة ، ثمان في الأسماء : الهاء ، والألف الممدودة والمقصورة ، وتاء الجمع ، في نحو «الهندات» ، والكسرة في «أنت» والنون في «أنتنّ» و «هنّ»

__________________

(١) والمشهور أن المؤنث المجازي يصحّ تذكيره وتأنيثه ؛ والصواب أن يقال : أن هذا مقيّد بالمسند إلى المؤنث المجازي ويكون المسند فعلا أو شبهه نحو «طلع الشمس» و «أطالع الشمس» ولا يجوز : «هذا الشمس» ولا «هو الشمس» أفاده ابن هشام.

(٢) الآية «٧٢» من سورة الحج «٢٢».

(٣) الآية «٤» من سورة محمد «٤٧».

(٤) الآية «٦٣» من سورة يس «٣٦».

(٥) الآية «٩٤» من سورة يوسف «١٢».

(٦) يقال : قوس فرع : إذا عملت من طرف الغصن لا من جذعه.

١٣٢

والتاء في «أخت» و «بنت» والياء في «هذي».

وأربع في الأفعال : التاء السّاكنة في مثل «قامت» والياء في «تفعلين» والكسرة في نحو «قمت» والنون في «فعلن».

وثلاث في الأدوات : «التاء في «ربّة» و «ثمّة» و «لات» ، والتّاء في «هيهات» والهاء والألف في نحو «إنّها هند».

وأشهر علامات التّأنيث في الأسماء : التّاء وألف التّأنيث ، ولكلّ بحث مستقل.

(انظر في حرفهما).

٥ ـ أسماء الأجناس :

كلّ أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير حملا على الجنس ، والتّأنيث حملا على الجماعة نحو (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ)(١) و (أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(٢).

٦ ـ اسم الجمع :

كلّ اسم جمع لآدميّ فإنه يذكّر ويؤنث ك «القوم» كما في قوله تعالى : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ)(٣) وقوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ)(٤).

وأمّا لغير الآدميّ فلازم التّأنيث نحو «الإبل» و «الخيل» و «الغنم» وكذا اسم الجنس الجمعي.

(انظر في حرفه).

٧ ـ تأنيث الجموع :

كلّ جمع مؤنّث ويصحّ تذكيره ، إلّا ما كان بالواو والنّون فيمن يعقل فيجب تذكيره ، تقول : «جاء الرجال والنساء» و «جاءت الرّجال والنساء» و «حضر المعلّمون».

٨ ـ تأنيث الأعضاء وتذكيرها :

كل عضو بإزائه عضو من أعضاء الإنسان فهو مؤنّث ، الخدّ والجنب ، والحاجب ، والعضد ، ـ وبنو تميم يذكّرونه ، وأهل تهامة يؤنّثونه ـ وكلّ عضو فرد من الأعضاء فهو مذكّر ، إلّا الكبد ، والكرش ، والطّحال. وكلّ عضو في الإنسان أوّل اسمه كاف فهو مؤنّث نحو «كتف و «كعب».

٩ ـ تأنيث الأسنان أو تذكيرها الأسنان كلّها مؤنّثة إلّا الأضراس والأنياب.

١٠ ـ تذكير الظّروف وتأنيثها :

الظّروف كلّها مذكّرة إلّا «قدّام» و «وراء» فإنّهما شاذّان.

١١ ـ حكم اجتماع المذكّر والمؤنث :

إذا اجتمع المذكّر والمؤنّث غلّب حكم المذكّر إلّا في موضعين :

__________________

(١) الآية «٧» من سورة الحاقة «٦٩».

(٢) الآية «٢٠» من سورة القمر «٥٤».

(٣) الآية «٦٦» من سورة الأنعام «٦».

(٤) الآية «١٠٥» من سورة الشعراء «٢٦».

١٣٣

(أحدهما) «ضبعان» تثنية «ضبع» وهي مختصّة بالإناث ، فأجريت التّثنية على لفظ المؤنّث لا على لفظ المذكّر.

(الثاني) التّاريخ ، فإنّه باللّيالي دون الأيّام مراعاة للأسبق.

وتغليب المذكّر على المؤنّث إنّما يكون : بالتّثنية ، والجمع ، وفي عود الضمير وفي الوصف ، وفي العدد.

١٢ ـ تأنيث «فعيل» وتذكيره :

إذا كان «فعيل» بمعنى فاعل لحقته تاء التّأنيث ، مثل «قدير» و «قديرة» و «كريم» و «كريمة».

وإذا كان «فعيل» بمعنى «مفعول» يجب تذكيره نحو «عين كحيل» و «كفّ خضيب» وإذا أفردت الصفة في هذا الباب أدخلت تاء التّأنيث ، ليعلم أنّها صفة لمؤنّث نحو «رأينا جريحة».

١٣ ـ تسمية المذكر بما فيه ألف التأنيث الممدودة والمقصورة :

فإن سمّيت رجلا بشيء فيه ألف التّأنيث الممدودة فأردت جمعه بالواو والنون قلت في حمراء ـ اسم رجل ـ إذا جمعته «حمراوون» و «صفراوون» وما كان مثل «حبلى وسكرى» «حبلون» و «سكرون».

١٤ ـ ما يستوي فيه المذكر والمؤنث :

(انظر تاء التأنيث).

١٥ ـ تبيين بعض الأسماء في التذكير أو التأنيث :

حروف الهجاء تذكّر وتؤنّث.

الإبل : مؤنثة.

أتان : مؤنثة.

إنسان : يقع للمذكّر والمؤنّث.

بعير : يقع للمذكر والمؤنث.

حرب : مؤنثة.

دار : مؤنّثة.

ذراع : مؤنثة.

رباب : مذكّر.

ربعة : يقع للمذكّر والمؤنّث على لفظ واحد.

سحاب : مذكر.

الشاء : أصله التأنيث وإن وقع على مذكّر.

الشّخص : مذكّر.

شمال : مؤنّثة.

شمس : مؤنّثة.

صناع : مؤنثة.

عقاب : مؤنّثة.

عقرب : مؤنّثة.

عناق : مؤنّثة.

عنكبوت : مؤنّثة.

العين : مؤنّثة.

الغنم : مؤنّثة.

الفرس : يقع على المذكّر والمؤنّث.

١٣٤

قدر : مؤنّثة.

قفا : يذكّر ويؤنث.

كراع : مؤنّثة.

اللّسان : يذكّر ويؤنّث.

بعل : تذكر وتؤنث النّفس : يذكّر ويؤنّث وتصغيرها نفيسة ، وهي في القرآن مؤنّثة.

الروح : الأكثر تذكيره ، وقد يؤنث وعند ابن الأعرابي : مذكر فقط.

النار : مؤنّثة ، وتذكّر قليلا.

ناب : مؤنّثة.

تبّا له : من تبّ يتبّ كضرب : خاب وخسر ، وهي منصوبة على المصدر ، بإضمار فعل واجب الحذف.

تجاه : تقول : «جلست تجاه المسجد» أي مقابله وهي ظرف مكان منصوب.

تحت : ظرف مكان مبهم نقيض فوق ، من أسماء الجهات ، وله أحكام.

(انظر قبل).

التحذير :

١ ـ تعريفه :

هو تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه.

٢ ـ قسماه :

(١) ما يكون بلفظ «إيّاك» وفروعه وهذا عامله محذوف وجوبا سواء أكان معطوفا عليه أم موصولا ب «من» أو متكرّرا نحو «إيّاك والتّواني» (١). ونحو «إيّاك من التواني» (٢).

وأمّا نحو قوله :

فإيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب

فعلى تقدير «من» محذوفة للضّرورة. أي «من المراء» ويجوز في هذا أن تقول : «إيّاك أن تفعل كذا» لصلاحيّته لتقدير «من» (٣). ولا تكون «إيّا» في هذا الباب لمتكلّم ، وشذّ قول عمر (رض) «لتذكّ لكم الأسل والرّماح والسّهام ، و «إيّاي» وأن يحذف أحدكم الأرنب».

ولا تكون لغائب ، وشذّ قول بعض العرب «إذا بلغ الرجل السّتّين فإيّاه وإيّا الشّواب».

(٢) أن يذكر «المحذّر» بغير لفظ «إيّا» أو يقتصر على ذكر «المحذّر منه» وإنّما يجب الحذف إن كرّرت أو عطفت ،

__________________

(١) أصله : احذر تلاقي نفسك والتواني ، فحذف الفعل وفاعله ، ثم المضاف الأول ، وهو «تلاقي» وأنيب عنه «نفسك» ، ثم حذف المضاف الثاني ، وهو نفس وأنيب عنه الكاف فانتصب وانفصل.

(٢) أصله : باعد نفسك من التواني ، حذف الفعل والفاعل والمضاف ، فانتصب الضمير وانفصل.

(٣) وخالف في الجواز : الجواليقي في شرح أدب الكاتب انظر (إياك وأن تفعل).

١٣٥

فالأول نحو «نفسك نفسك» و «الأسد الأسد» والثاني نحو : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(١). وفي غير ذلك يجوز إظهار العامل كقول جرير يهجو عمر بن لجأ التميمي :

خلّ الطريق لمن يبني المنار به

وأبرز ببرزة حيث اضطّرك القدر (٢)

التّحضيض : الحثّ على أمر بشدّة وأدواته : «هلّا ، وألّا ، ولو لا وألا» إن دخلت على مضارع ، وإن دخلت على الماضي فهي للتّنديم (انظر في أحرفها وأن المصدريّة).

تحوّل : تعمل عمل «كان» لأنها بمعنى صار ، تقول «تحوّل التراب لبنا».

(انظر كان وأخواتها ٢ تعليق).

تخذ : من أفعال التّحويل وتتعدّى إلى مفعولين ، نحو قول أبي جندب بن مرّة الهذلي :

تخذت غراز إثرهم دليلا

وفرّوا في الحجاز ليعجزوني (٣)

(انظر المتعدي إلى مفعولين).

التّرخيم : ثلاثة أنواع :

١ ـ ترخيم التّصغير.

٢ ـ ترخيم الضّرورة.

٣ ـ ترخيم النداء.

(انظر في أحرفها).

(١) ترخيم التّصغير :

١ ـ حقيقته :

تصغير الاسم بتجريده من الزّوائد (٤) ، فإن كانت أصوله ثلاثة صغّر على «فعيل» وإن كان أربعة ضغّر على «فعيعل» فتقول في معطف «عطيف» وفي أزهر «زهير» وفي حامد «حميد» وتقول في قرطاس وعصفور «قريطس وعصيفر».

(٢) ـ المؤنّث وتصغير الترخيم :

إذا كان المصغّر تصغير التّرخيم ثلاثيّ الأصول ، ومسمّاه مؤنّث لحقته التّاء ، فتقول في سوداء ، وحبلى وسعاد : «سويدة» و «حبيلة» و «سعيدة» وإذا صغّر تصغير ترخيم الأوصاف الخاصّة بالمؤنّث نحو : حائض وطالق ، قلت : «حييض» و «طليق».

__________________

(١) الآية «١٣» من سورة الشمس «٩١».

(٢) المنار : حدود الأرض ، البرزة : الأرض الواسعة ، وباء «ببرزة» بمعنى في ، المعنى : اترك سبيل الهدى لمن يطلبه ، وأبرز منه إلى طريق الضلال إذا اضطرك القدر.

(٣) «غراز» آخره زاي ، اسم واد وهو المفعول الأول ل «تخذت» و «دليلا» مفعول ثان.

(٤) أي الزّوائد الصّالحة للبقاء في تصغير غير الترخيم ليخرج نحو «متدحرج» و «محرنجم» لامتناع بقاء الزّيادة فيهما لإخلاله بالزنة عند تصغير غير الترخيم فلا يسمّى تصغيرها على «دحيرج» و «حريجم» تصغير ترخيم.

١٣٦

(٢) ترخيم الضّرورة :

يجوز ترخيم غير المنادى ـ وهو ترخيم الضّرورة ـ بثلاثة شروط :

١ ـ أن يكون ذلك في الضّرورة.

٢ ـ أن يصلح الاسم للنداء ، فلا يجوز في نحو «الغلام» لوجود «أل» لأنّ ما فيه أل لا يصلح للنداء إلّا بواسطة «أيّها».

٣ ـ أن يكون إما زائدا على الثلاثة ، أو مختوما بتاء التّأنيث فالأوّل كقول امرىء القيس :

لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر (١)

أراد ابن مالك ، والثاني كقول الأسود بن يعفر :

وهذا ردائي عنده يستعيره

ليسلبني حقّي أمال بن حنظل

ولا يمتنع الترخيم في الضرورة على لغة من ينتظر بدليل قول جرير :

ألا أضحت حبالكم رماما (٢)

وأضحت منك شاسعة أماما

أراد : أمامة ، وفهم من عدم اشتراط التّعريف في ترخيم الضّرورة أنه يجيء في النّكرات كقوله : «ليس حيّ على المنون بخال» أي بخالد.

(٣) ترخيم النّداء :

١ ـ تعريفه :

هو حذف آخر الكلمة حقيقة أو تنزيلا في النّداء ، على وجه مخصوص.

٢ ـ شروطه :

شروط ترخيم النّداء : أن يكون المنادى معرفة ، غير مستغاث ، ولا مندوب ، ولا ذي إضافة ، ولا ذي إسناد ، ولا مختصّ بالنّداء ، فلا ترخّم النّكرة غير المقصودة ، كقول الأعمى «يا رجلا خذ بيدي» ، ولا قولك «يا لخالد» ولا «وا خالداه» ولا «يا أمير البلاد» ولا «يا جاد المولى» ولا «يافل».

٣ ـ الاسم القابل للترخيم قسمان :

(أ) مختوم «بتاء التّأنيث» التي تقلب عند الوقف هاء.

(ب) مجرّد منها :

فالأوّل : وهو المختوم ب «تاء التأنيث» فيرخّم بحذف التاء فقط ، سواء أكان علما أم لا ، ثلاثيّا ، أم زائدا على الثّلاثة ، نحو قول امرىء القيس :

أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

الأصل : أفاطمة ، وقول العجّاج يخاطب امرأته :

جاري لا تستنكري عذيري

سعيي وإشفاقي على بعيري

__________________

(١) الخصر : البرد.

(٢) جمع رمة : وهي القطعة البالية من الحبل.

١٣٧

الأصل : يا جارية.

والثاني : وهو المجرّد من تاء التّأنيث ، فلا يرخّم إلّا أن يكون : علما زائدا على ثلاثة ك «جعفر» و «سعاد» فلا يرخّم غير العلم ، وأمّا قول الشّاعر :

صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين

فضرورة ، ولا يرخّم ما لم يزد على ثلاثة سواء أكان ساكن الوسط ك «دعد» أم متحرّكة ك «سبأ».

٤ ـ ما يحذف للترخيم :

المحذوف للترخيم إمّا «حرف» أو «حرفان» أو «كلمة» أو «كلمة وحرف».

فأمّا الحرف وهو الغالب ، فنحو «يا جعف» و «يا سعا» و «يا مال» في ترخيم : جعفر ، وسعاد ، ومالك.

وأما الحرفان ، فذلك إذا كان الذي قبل الآخر حرف علّة ، ساكنا ، زائدا ، مكمّلا أربعة فصاعدا ، مسبوقا بحركة مجانسة ، ظاهرة ، أو مقدّرة تقول مثلا في أسماء «يا أسم» وفي مروان «يا مرو» وفي منصور يا «منص» وفي «شملال» «يا شمل» وفي قنديل «يا قند» وفي مصطفون علما «يا مصطف» ومن ذلك قول الفرزدق يخاطب مروان بن عبد الملك :

يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة

ترجو الحباء وربّها لم ييأس

وقول لبيد :

يا أسم صبرا على ما كان من حدث

إنّ الحوادث ملقيّ ومنتظر

ويحذف من المركّبات الكلمة الثّانية ، وذلك في مثل «حضرموت» و «معدي كرب» و «بختنصّر» ومثل رجل اسمه «خمسة عشر» ومثل «عمرويه» وتقول في ترخيمها : يا حضر ، يا معدي ، يا بخت ، ويا خمسة اقبل ، وفي الوقف تبين الهاء ، ومثلها : في اثنا عشر ، تقول في ترخيمها : يا اثن.

٥ ـ حركة آخر المرخّم :

الأكثر أن ينوى المحذوف ، فلا تغيّر حركة ما بقي ، لأنّ المحذوف في نيّة الملفوظ ، وتسمّى لغة «من ينتظر» تقول في جعفر «يا جعف» بالفتح ، وفي حارث «يا حار» بالكسر ، وفي منصور «يا منص» بالضم ، وفي هرقل «يا هرق» بالسكون ، وفي ثمود وعلاوة ، وكروان أعلاما «يا ثمو» و «يا علا» و «يا كرو».

ومثله في ملاحظة المحذوف قول القطامي :

قفي قبل التّفرّق يا ضباعا

ولا يك موقف منك الوداعا

أصل ضباعا : ضباعة ، وقال هدبة أو زيادة بن زيد العذري :

١٣٨

عوجي علينا واربعي يا فاطما».

ويجوز ألّا ينوى المحذوف ، فيجعل آخر الباقي بعد الحذف كأنّه آخر الاسم في أصل الوضع ، وتسمّى لغة من لا ينتظر ، فتقول «يا جعف» و «يا حار» و «يا هرق» بالضم فيهنّ ، وكذلك تقول «يا منص» بضمّة حادثة للبناء. وتقول «ياثمي» ترخيم «يا ثمود» بإبدال الضّمة «كسرة» و «الواو» «ياء» إذ ليس في العربيّة اسم معرب آخره واو لازمة مضموم ما قبلها ، وتقول «يا علاء» ترخيم علاوة ـ على لغة من لا ينتظر ـ بإبدال الواو همزة لتطرّفها إثر ألف زائدة كما في كساء ، وتقول «يا كرا» ترخيم من لا ينتظر ل «كروان» بإبدال الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها كما في العصا.

وعلى هذا ـ أي لغة من لا ينتظر ـ قول عنترة العبسي :

يدعون عنتر والرماح كأنّها

أشطان بئر في لبان الأدهم

ويجوز : عنتر بفتح الراء كما تقدم.

٦ ـ اختصاص ما فيه «التاء» بأحكام منها :

(١) أنّه لا يشترط لترخيمه علميّة ولا زيادة على الثّلاثة كما مرّ.

(٢) أنه إذا حذفت منه التّاء ، لم يستتبع حذفها حذف حرف قبلها فتقول في «عقنباة» وهي صفة للعقاب ، وهو ذو المخالب الحداد : «يا عقبنا».

(٣) أنّه لا يرخّم إلّا على نية المحذوف أي لغة من ينتظر خوف الالتباس بالمذكّر الذي لا ترخيم فيه ، تقول في ترخيم «مسلمة» و «حارثة» و «حفصة» ـ «يا مسلم ويا حارث ويا حفص» بالفتح ، فإن لم يخف لبس جازت اللّغة الأخرى لغة من لا ينتظر كما في «همزة» و «مسلمة» علم رجل.

(٤) أنّ نداءه مرخّما أكثر من ندائه تامّا كقول امرىء القيس : أفاطم مهلا .... البيت ، كما يشاركه في الحكم الأخير «مالك وعامر وحارث» فترخيمهنّ أكثر من تركه لكثرة استعمالهن.

ترك :

١ ـ من أفعال التّصيير تتعدّى إلى مفعولين ، نحو قوله تعالى : (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ)(١).

وعلى هذا قول الشاعر وهو فرعان بن الأعرف :

وربّيته حتّى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه

__________________

(١) الآية «٩٩» من سورة الكهف «١٨».

١٣٩

(٢) وقد تأتي بمعنى فارق فتتعدّى لواحد نحو «تركت الكاذب» (انظر ظنّ وأخواتها).

التّركيب المزجي : هو أن يجعل الاسمان اسما واحدا ، لا بإضافة ولا بإسناد ، بل ينزّل عجزه من صدره منزلة تاء التأنيث ك «بعلبكّ» و «بختنصّر» وله أبحاث في (انظر الممنوع من الصرف). و «النّسب» و «التصغير».

التشبيه بالمفعول به : إذا قلت «دخلت البيت» و «سكنت الدار» و «ذهبت الشام» فكل واحد من البيت ، والدار ، والشام منصوب على التشبيه بالمفعول به ، لإجراء القاصر فيها مجرى المتعدي (١).

التّصريف :

١ ـ تعريفه :

علم بأصول يعرف بها أحوال الكلمة العربية بمالها من صحّة وإعلال ، وقلب وإبدال ، وأصالة وزيادة ، وحذف ، وإدغام ، وبما يعرض لآخرهما ممّا ليس بإعراب ولا بناء.

٢ ـ موضوعه :

الأفعال المتصرّفة ، والأسماء المتمكنة.

فتصريف الأفعال يكون باشتقاق بعضها من بعض ؛ وتصريف الأسماء يكون بتثنيتها وجمعها ونسبتها وتصغيرها وغير ذلك.

وليس من موضوعات فنّ الصرف :

الأفعال الجامدة ، ولا الأسماء المبنية مثل «كيف ومتى ومن» ولا الحروف.

٣ ـ الميزان الصّرفي :

هو لفظ «فعل» يؤتى به لبيان أحوال أبنية الكلم في ثمانية أمور : وهي الحركات ، والسّكنات ، والأصول ، والزوائد ، والتقديم ، والتأخير ، والحذف وعدمه ، ولما كان أكثر المفردات العربية ثلاثيا اعتبر الصّرفيّون أنّ أصول الكلمات ثلاثة أحرف ، وقابلوها عند الوزن بالفاء ، فالعين ، فاللام ، التي هي «فعل» فيقولون مثلا في وزن «نظر» «فعل» وفي وزن «فرح» «فعل» وفي وزن «سمع» «فعل» وهكذا ، وسمّوا الحرف الأوّل : فاء الكلمة ، والثاني : عين الكلمة ، والثالث : لام الكلمة ، وأمّا في الزّيادة على ثلاثة حروف فله أحوال إليك تفصيلها :

(١) فإن كانت الزّيادة في الكلمة على الثّلاث من أصل وضع الكلمة زدت في الميزان «لاما» أو لامين» على أحرف «فعل» فتقول في الرّباعي ك «جعفر» : «فعلل» وكذلك «دحرج» وتقول في الخماسي ك «سفرجل» : «فعلّل» بتشديد

__________________

(١) كما في الخضري (١٩٧).

١٤٠