قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دلائل الصدق لنهج الحق [ ج ٥ ]

دلائل الصدق لنهج الحق [ ج ٥ ]

76/426
*

وأقول :

ـ مع أنّ الدليل مفسّر للمراد فيقدّم على الظهور ـ إنّا نمنع ظهورها بما ذكره ، بل ظاهرها الخصوص ؛ إذ ليس كلّ مؤمن متّبعا على الإطلاق ، فتكون « من » للتبعيض لا للبيان.

وحينئذ ، فينبغي إرادة أمير المؤمنين عليه‌السلام خاصّة ، حتّى لو لم ترد الرواية بإرادته ؛ إذ لا اتّباع على الإطلاق من غيره.

وحينئذ ، فتدلّ الآية على إمامته ؛ لأنّ الاتّباع المطلق يقتضي العصمة ، وهي شرط الإمامة ، ولا عصمة لغيره بالإجماع.

على أنّ الله سبحانه لمّا قرنه بنفسه المقدّسة ، وأخبر عنه ـ لا غيره من المسلمين ـ بأنّه حسبه ، دلّنا على فضله وامتيازه على كلّ أحد ، فيكون هو الإمام.

والمراد : حسبك الله ناصرا (١) ، وعليّ متّبعا ، فلا تذهب نفسك حسرات على من لم يتّبعك.

ويحتمل ـ كما هو الأقرب ـ أن يكون المراد : إنّهما حسبه في النصرة ، ولا يلزم الشرك كما زعم ابن تيميّة (٢) ؛ لأنّه كقوله تعالى : ( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ... ) (٣) (٤).

__________________

(١) انظر : لسان العرب ٣ / ١٦٣ مادّة « حسب ».

(٢) منهاج السنّة ٧ / ٢٠١ ـ ٢١١.

(٣) سورة التحريم ٦٦ : ٤.

(٤) انظر : تفسير الدرّ المنثور ٨ / ٢٢٤.