معجم قرى جبل عامل - ج ٢

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ٢

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٨
الجزء ١ الجزء ٢

وقد أنشئ فيها بعد الاحتلال مكتب ابتدائي [مدرسة].

أصل الإسم : يحتمل الإسم عدة تفسيرات : hata بالسريانية قرية الأخت ، وقد يكون hatta : جسر خشبي ، أو آراميا من جذر «حتّ» ومن معانيه الخوف والهلع. وقد يكون hette : الحنطة والقمح (١) ، ويحتمل أن يكون تحريف حتي إسم شعب غير سامي :

موقعها : ترتفع ٣٧٥ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء صيدا ، على مسافة ١٣ كلم منها شرقا بميلة إلى الجنوب مؤلفة من قسمين : المنطقة الشرقية (الكروم) قديمة. والغربية (فيصوف) مساحة أراضيها ١٣٠ هكتارا.

فيها مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٣ م ، ومجلس اختياري ، وثانوية رسمية ومدرستان رسميتان ونادي ثقافي رياضي ، ودار حضانة للانعاش الاجتماعي ، وفيها مقام النبي ناصر وهو مقام قديم العهد.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ ب ١٣٢٥ نسمة (٢) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٢٥٠٠ نسمة (٣) وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ م ب ٢٢٨٨ نسمة (٤) ، ويقدر عددهم اليوم بحوالي ثلاثة آلاف نسمة.

انتاجها الزراعي : زيتون ، حمضيات ومشمش وعنب. مصادر مياهها ، نبع الطاسة وعيون محلية كثيرة ، عين الضيعة ، نبع الدواوير ، نبع المحاور نبع أبو جامع ، عين ناصر.

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ١٤٧.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صيدا ، رقمها ٦٧.

(٣) اعرف لبنان ، ٨ : ٣٩٠.

(٤) مجلة الباحث ، ص ٣٧.

٢٠١

كفر حونة : [Kfar Hunah]

كفر حونة (حاء مهملة مضمومة وواو ساكنة ونون مفتوحة بعدها هاء.

من أعمال جزين ، تبلغ نفوسها زهاء ٩٠٠ نحو الثلث من المسلمين الشيعيين ، والباقون من طائفتي الروم الكاثوليك والموارنة ، وينتسب إليها من علماء المائة الحادية عشر للهجرة [السابع عشر للميلاد] السيد إسماعيل بن محمد الموسوي العاملي الكفرحوني.

أصل الإسم : ahune [سريانية] : قرية الأخوة الصغار. وقد يكون مشتقا من جذر «حون» ومعناه الشفقة والرحمة مثل «حنّ» (١) وقيل إنها من السريانية حقل الخرشف (٢).

موقعها : ترتفع ١٠٥٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء جزين ، على مسافة ٨ كلم منها جنوبا. وتتبعها مزرعة العرقوب ، مساحة أرضها ١٣٢١ هكتارا.

شيء من تاريخها : البلدة قديمة ، وكان يسكنها قسم من مشايخ آل برو ، من حكام جبل الريحان في عهد فخر الدين الثاني ، ومنهم الشيخ هاشم ابن برو الذي قتل حسين اليازجي سنة ١٠٢٧ ه‍ / ١٦١٧ م (٣). وكانت القرية من أعمال جزين في عهد المتصرفية ولا تزال. فيها مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٤ ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ومدرسة خاصة للراهبات المخلصيات ، وفيها نادي ثقافي رياضي ، وجمعية خيرية.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ١٤١٥ نسمة (٤) ، وقدرهم

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ١٤٨.

(٢) إبراهيم الأسود : دليل لبنان ، ص ٤٢٠.

(٣) الصفدي : لبنان في عهد الأمير فخر الدين ، ص ٦٢ ؛ أبو شقرا : الحركات في لبنان ، ص ١٥٢.

(٤) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء جزين رقمها (٥٦).

٢٠٢

مرهج نفس العام ب ٥٠٠٠ نسمة (١) وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٦٤١١ نسمة (٢) ويقدر عددهم اليوم بحوالي ٦٠٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : تفاح وعنب وتبغ وحبوب ، وفواكه متنوعة.

مصادر مياهها : نبع الطاسة ، ونبع الفوار في خراجها ، وعيون محلية كثيرة أهمها : عين الضيعة وعين تغلب وعين الدبانة وعين كفر ثنمة وعين الجبل وعين شق العجوز ، نبع دير المزيرعة ، وعين الدفلاية. وعلى بعد ٣ كلم من كفر حونة بحيرة اصطناعية مساحتها ٣٠٠ ألف متر مربع. وفيها عدد من المنتزهات.

كفر دجان : [Kafar Dajjan]

[ويقال كفر دجال : Kfar Dajjal].

كفر دجان (دال مفتوحة وجيم مشددة مفتوحة بعدها ألف ونون). لعلها محرفة عن داجون اسم صنم مشهور عند الفلسطينيين كانوا يعبدونه في (غزة) (٣).

وكانت هيئة هذا الصنم عبارة عن رأس انسان ويدي إنسان وجسم سمكة ، والأرجح أن هذه النسبة مأخوذة من داج بمعنى سمكة كبيرة. روبنصون يزعم ان التسمية مشتقة من لفظة (داجان) العبرانية بمعنى حنطة ، أي داجون كان إله الزراعة ، فكان يهلك الفيران من الزرع وبقية الحشرات المفسدة (٤).

__________________

(١) اعرف لبنان ٨ : ٤١١.

(٢) مجلة الباحث ، ص ٤٥.

(٣) قاموس الكتاب المقدس داجان.

(٤) نفس المصدر السابق.

٢٠٣

ويرجح صاحب قاموس الكتاب المقدس بسكنى الفلسطينيين بجانب البحر وأشغالهم البحرية ، قول من زعم أن داجون هو إله السمك (١).

مزدرع يقوم على هضبة منه بعض البيوت يقيم فيها الزارعون من القرى المجاورة ، واليوم يسكنها بعض فلاحي الأرض.

كانت ملكا لآل الفضل من الصعبية ، ثم انتقلت أخيرا إلى بعض وجهاء صور من المسيحيين. هي عن النبطية غربا بميلة إلى الجنوب ، على بعد ساعتين ، ويتصل خراجها بخراج الجوهرية من قاقعية الجسر (اطلب قاقعية) وهي من أعمال صيدا.

أصل الإسم : استفاض الشيخ سليمان بأصل التسمية ، أما إذا كانت الإسم دجال ، فهو الكذاب والمخادع والدجال ، في العربية والسريانية ، أما في الأشورية والعبرية ، فهو من جذر دجل ويفيد الالتفات والرؤية (٢).

موقعها : ترتفع ٤٢٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال مركز النبطية ، على مسافة ٦ كلم منها جنوبا بميلة إلى الغرب. مساحة أرضها ١٧٧ هكتارا.

هي اليوم مزدرع واسع ، فيها غابة من أشجار الزيتون ، وهي مهملة اليوم ، والأبنية التي كانت قائمة على الهضبة خراب. اشتراها آل شاهين من النبطية ، ثم بيعت.

إنتاجها الزراعي : زيتون وحبوب وتبغ ، مصادر مياهها نبع الطاسة.

كفر دونين : [Kfar Dunin]

كفر دونين (بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وكسر النون ، وسكون المثناة التحتية ، فنون آخره تلفظ ساكنة).

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) أنيس فريحة ، ص ١٤٩.

٢٠٤

من أعمال تبنين على بعد ساعتين منها شمالا غربيا.

يبلغ عدد سكانها المسلمين الشيعيين (٣٥٠).

أصل الإسم : «تحريف d ـ yawnin أي قرية الحمام ، على اعتبار الدال اسم موصول بمعنى الذي ، أو التي وحرف إضافة. وقد تكون الدال من الجذر ، وفي هذه الحال يكون الإسم تحريف daynin الحكام والقضاة» (١).

موقعها : ترتفع حوالي ٦٠٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء بنت جبيل على مساحة ٢٢ كلم منها شمالا غربيا ، وعلى مسافة ٨ كلم من تبنين شمالا غربيا ، وعلى مسافة ٤ كلم من جويا شرقا. مساحة أرضها ٢١٥ هكتارا.

شيء من تاريخها : البلدة قديمة ، لكن سكان القرية انتقلوا من موقعها القديم منطقة «مسرقين» إلى موقعها الحالي.

فيها مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٣ م ، ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ونادي ثقافي ، وجمعية خيرية.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ١٣٩٩ نسمة (٢) وقدرهم مرهج نفس العام بح ٢٥٠٠ نسمة (٣) وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٢٧٠٢ (٤) ، ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ثلاثة آلاف نسمة.

إنتاجها الزراعي : تبغ وحبوب.

مصادر مياهها : مشروع الليطاني ، وعيون محلية (عين الضيعة ، وعين القميز وعين التين وعين ميتون وبئر ارتوازية).

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ١٤٩.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء بنت جبيل ، رقمها (٣٤).

(٣) اعرف لبنان ، ٨ : ٤٣١.

(٤) مجلة الباحث ، ص ٤٠.

٢٠٥

كفر رمان : [Kfar Rumman]

على ميل من النبطية شرقا [شمالا شرقيا] وهي من أملاك يوسف بك الزين ، وله فيها دار ، هي مقره الثاني بعد مقر صيدا. تبلغ نفوسها حسب الإحصاء الأخير سبعمائة نفس.

والموقعة التي حدثت سنة ١١٨٥ ه‍ / ١٧٧١ م بين الأمير يوسف الشهابي والعامليين ، وتعرف عند بعض مؤرخيها بحادثة الجرمق ، أو الزهراني ، وعند البعض الآخر بحادثة النبطية (١) ، تعرف عند العامليين بحادثة كفر رمان ، فتابعناهم على التسمية بهذا التعليق ؛ وسببها عند من أرخوها من غير العامليين أن الشيعة لما كان ميلهم إلى الأمير منصور الشهابي والي الجبل الذي انتزع الولاية منه بالمكيدة ابن أخيه الأمير يوسف. وخلع عليه خلعتها درويش باشا ، والي صيدا ، بإيعاز والده عثمان باشا والي دمشق ، لم يرقهم ذلك ونبذوا إطاعة درويش باشا ، وامتدت أيديهم إلى الأطراف وأظهروا الشحناء على الأمير يوسف ، وظاهرهم على ذلك حليفهم الشيخ ظاهر العمر الزيداني ، فغاظه ذلك ، وشجعه عثمان باشا على غزو الشيعة ، فجمع الجموع من لبنان ، واستنجد بخاله الأمير اسماعيل أمير حاصبيا الذي ناله منهم الأذى باعتدائهم على أطراف ولايته لقتالهم ، ونهض من دير القمر بجحفل جرار يبلغ زهاء العشرين ألفا فرسانا ومشاة على رواية الأمير حيدر (٢) والشدياق (٣) وثلاثين ألفا على رواية القس روفائيل كرامة (٤) ، وسار في شهر ربيع الأول (أول تشرين الأول) بالعسكر قاصدا قرية جبع الحلاوة ، وفي مروره أحرق قرى اقليم التفاح إلى أن بلغ القرية المذكورة فأحرقها

__________________

(١) تاريخ الأمير حيدر ، ص ٨٠٩ ـ ٨١٠ ؛ الشدياق : أخبار الأعيان ، : ٣٣٠ : ...

(٢) تاريخ الأمير حيدر ، ص ٨٠٩.

(٣) أخبار الأعيان في جبل لبنان ، ٢ : ٣٣٠.

(٤) عيسى اسكندر المعلوف ، دواني القطوف ، ص ٢٠٨.

٢٠٦

وقطع أشجارها وهدم ابنيتها وبات هناك ليلتين ، وسار إلى ينبوع المأذنة وبات هناك ، فحضر إليه كتاب من خاله الأمير إسماعيل أنه قادم إليه بعساكره ، وأنه أتاه كتاب من المتاولة على يد الشيخ علي ظاهر يسألونه العفو عنهم ، وأنهم يقدمون إليه كل ما يريده منهم ، وسأله الأمير اسماعيل أن يتأخر إلى حين وصوله ، فأبت مشايخ البلاد ، فمشى بعسكره ، وكان عسكر المتاولة مجتمعا في النبطية ، وعدده ثلاثة آلاف ، وعندهم الشيخ علي الظاهر ، وفي وصول الأمير إلى قرية كفر رمان أحرقها ، وتوجه إلى النبطية ، فلقي شرذمة من عسكر المتاولة تبلغ خمس مائة فارس ، ووقع بينهم القتال فانكسر عسكر الأمير كسرة هائلة لم يعهد لها مثيل في هذه البلاد ، حتى أن كثيرا من العسكر مات تعبا وعطشا ، ومنهم من اختلت عقولهم فلم ينتبهوا إلى أنفسهم ، ومنهم من ألقوا ثيابهم وأسلحتهم غنيمة للعدو يشتغل بها عنهم ، ومات في تلك الموقعة من عسكر الأمير أكثر من ألف وخمسمائة قتيل ، ولو وصل إليهم باقي عسكر المتاولة لما سلم منهم أحد. واتفق في ذلك الوقت وصول الشيخ كليب نكد ومعه جماعة من رجال المناصف ، فناوشهم في وعرة هناك وشغلهم عن العسكر المنهزم ، ثم وصل الأمير إسماعيل فأبعد المتاولة عن الشيخ كليب ، وارتفع القتال ، ولو لا ذلك لم ترجع المتاولة لأنهم كانوا كالغنم بين أيدي الذئاب. وذهب الأمير إسماعيل والشيخ كليب إلى حاصبيا ، واستمرت الهزيمة على الأمير يوسف وعسكره إلى أن دخلوا جبل لبنان ، فخاف درويش باشا وفر إلى دمشق ، وكان في جيش الأمير يوسف عدد كبير من المعلوفيين ، وفي دواني القطوف (١) والأعيان (٢) أن السبب في هذا الإنكسار هو ارتداد بعض المشايخ الجنبلاطيين والأمراء على أعقابهم في إبان المعترك ، وأن لبعض هؤلاء

__________________

(١) عيسى اسكندر المعلوف : دواني القطوف ، ص ٢٠٨.

(٢) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ، ٢ : ٣٣٠.

٢٠٧

هوى مع المتاولة ، وأن الرجال الجنبلاطيين فروا تبعا لإرادة زعيمهم الشيخ علي الذي كان محافظا هو ورجاله العقال على صيدا ، وأنه كان يحب آل منكر ، وأنه أرسل رسالة إلى احزابه في العسكر يسرّ إليهم بالهزيمة ، عند حصول المصاف ، نكاية بالشيخ عبد السلام العماد الذي كان يحرض الأمير على قتالهم. وأما الأمير حيدر فإنه بعد أن ذكر سبب الحادثة وتفصيل الموقعة عقبها تعقيب مستضعف رواية اسناد الإنهزام إلى من ذكر فقد قال : «وقيل إنه كان لا يخلو الشيخ علي والأمير منصور من مداخلة بوسيلة ما مع المتاولة. وقيل إن الشيخ عبد السلام العماد كان مع الأمير يوسف ، وكان يميل إلى الأمير منصور ، ويريد حط شأن الأمير يوسف ، وأنه متى وقعت الواقعة ينكسر قدامهم فيتبعه العسكر ، وهكذا كان) (١).

وأما رواتها العامليون فقد رواها بعضهم كما يلي : (وفي آخر سنة (١١٨٥) ركبت الدروز ، وكان أميرهم الأمير يوسف الشهابي ، فأخذ صيدا وأحرق الغازية ، وطلع إلى سربا وكان بها نحو أربعين نفسا فلم يقتحمهم وارتد إلى جبع فأقام بها يومين وقطع فيها أشجارا كثيرة وتوجه إلى النبطية فالتقاه الشيخ ناصيف والشيخ علي الفارس بعسكرهما ، فكسروا عسكره ، وذبحوهم إلى أن وصلوا إلى جرجوع ، وكان القتلى من المتاولة أربعين رجلا ، ومن عسكر الأمير يوسف ما ينيف على ثلاثة آلاف نفس). ورواها آخر فقال : «وفي هذه السنة (١١٨٥) ركب الأمير يوسف على بلاد المتاولة من صيدا إلى جبع ، وصارت الوقعة في كفر رمان إلى جرجوع ، وقتل من عسكر الأمير ثلاثة آلاف» (٢).

وقال ثالث : «ووصل (الأمير يوسف) إلى النبطية فطلع عليه علي

__________________

(١) حيدر الشهابي : الغرر الحسان ، ص ٨١٠.

(٢) جبل عامل في قرنين ، العرفان م ٥ ، ج ١ ، ص ٢٢.

٢٠٨

الفارس في مائة خيال فأسره ، وجاء ناصيف وبقية المشايخ وأعملوا في عسكره الذبح إلى جرجوع ، فقتل من عسكر المتاولة أربعين نفسا ، ومن عسكر الأمير ما ينيف على ثلاثة آلاف». ورواها رابع عازيا السبب إلى اعتراض جماعة الدروز طريق رجلين من قرية كفر رمان كانا راجعين من قرية نيحة ، ذهبا إليها ليبتاعا منها عنبا فسلبوهما ألبستهما وما يحملان من مال ، وأتلفوا عنبهما وغادروهما بين كروم نيحة مثخنين بالجراح وعادا إلى قريتيهما راكبين على بغلتيهما بعد عناء شديد ، وبعد يومين ماتا فحملهما أولياؤهما إلى قلعة الشقيف مقر الشيخين علي الفارس وحيدر الفارس الصعبيين ، فراسلا بأمرهما الأمير يوسف الشهابي طالبين منه إرسال الغرماء ، فلما ماطلهما في الجواب عارضا عليهما دية القتيلين أبياها واقتصا لهما بقتل أربعة رجال من كروم نيحة حملت جثثهم إلى الأمير فاستشاط غضبا ، وتحفز للانتقام من جبل عامل ، وبعد اجتماع رأي من فاوضهم من أعيان اللبنانيين الذين جمعهم لهذا الغرض ، بث رسله في لبنان وحوران ووادي التيم حتى حمص وحماة يستنفرون الزعماء لقتال العامليين ، فالتف حواليه ، على هذه الرواية ، تسعون ألفا ـ ولا نشك أن في ذلك مبالغة ـ ومشى الأمير يوسف بهذا الجيش الكثيف إلى جبل عامل قاصدا النبطية ، فنمي الخبر إلى علي الفارس وأخيه حيدر الفارس اللذين تركا على قلعة الشقيف خمسين فارسا لحراستها وحراسة النساء ، وكتبا بالخبر إلى الشيخ ناصيف النصار حاكم بلاد بشارة ، وإلى حليف العامليين الشيخ ظاهر العمر يستنفرانهما لدفع هجوم الأمير يوسف ، وجاءا إلى النبطية بفرسانهما ، وهم خمسمائة فارس ، وبألف راجل ، وبلغ قسم عظيم من جيش الأمير النبطية في اليوم الثاني ، قبل وصول نجدة ناصيف وظاهر العمر ، وضربت خيمة الأمير يوسف على جبانتها ، فتولى علي الفارس قيادة الفرسان وأخوه حيدر الفارس قيادة الرجالة واتفقا أن تجمع الرجالة في

٢٠٩

خان النبطية ، وأن يوصد عليهم بابه ، وأن لا يشترك منها أحد في هجوم يتولاه علي الفارس بفرسانه على حين غرة من العدو ليوقع فيهم الفشل وتتولى بعد ذلك الرجالة مناجزة قتالهم لتشغلهم. إلى أن تأتيهم النجدة ، فكان بهذا التدبير ما أراده ، فإن الأمير يوسف لم يلو أن فر وقد رأى فرسان علي الفارس محدقة بمضربه فتبعه جيشه منهزما حتى بلغ كفر رمان فتحصن بزيتونها الكثيف ، وحجز الليل بين الجيشين اللذين استعر فيهما القتل ، وجعل فيه الشيخان جيشهما عشر فرق ، كل فرقة منه على هضبة من الهضاب المحدقة بالقرية تضرم نيران الحرب لإيهام العدو في كثرة جيشهما الذي يملأ الفضاء الرحب صدى تهليله وتكبيره إلى صبيحة اليوم التالي الذي اشتبك فيه الجيشان ، فحاول الأمير يوسف الخروج بعساكره عن متاريسه والفرار به ، فما راعه إلا وصول نجدة الشيخ ناصيف عند منتصف النهار ، وهي تبلغ أحد عشر ألفا بين راجل وفارس ، وجموع العدو ظلت متحصنة في متاريسها وفي أشجار الزيتون ، فهاجمتهم جموع المتاولة وأعملت فيهم السيف ، وجاءت نجدة الشيخ ظاهر العمر في عصر ذلك اليوم ، وهي تبلغ خمسة آلاف فارس وراجل ، وانضمت إلى جموع المتاولة ، فزاد القتال استفحالا إلى أن حجز الظلام بينهم ، وأحاطت بهم الفرق على نحو الليلة الأولى ، إلى ضحى اليوم الثالث ، فلما رأوا أن لا قبل لهم بمواصلة القتال ، وقد نهكهم الجوع والعطش ، وأخذ منهم الخوف مأخذه ارتدوا منهزمين مشتتين ، وتبعهم المتاولة وجيش حليفهم ظاهر العمر حتى بلغوا العرقوب على مقربة من الجرمق ونبع المأذنة ، ويقال إن الشيخ ناصيف أدرك الأمير يوسف في العرقوب وكان بينهما قيد رمح فلم يقتله بل ألبسه فروه مقلوبا ، علامة ظفره به وعفوه عنه.

أما القتلى في هذه المعركة فحسبك دليلا على كثرتها أن أربعمائة زوج قتلوا فيها (وفي دواني القطوف ، والمتناقل على ألسنة الشيوخ أنه قتل مائتا

٢١٠

زوج أخوين في تلك المعركة من لبنان من المعلوفيين) (١). وقد نظم وصف هذه الموقعة الشاعر الزجلي شناعة ، شاعر الشيخ ظاهر العمر ، في قصيدة زجلية طويلة ، جمعت تفاصيلها وفيها يقول مؤيدا هذه الرواية ، من أن عدد جيش الأمير يوسف كان تسعين ألفا ، وهذا موضع الحاجة منها :

مثل مير الشوف يوسف يوم صال

عا عرب صاليم علوادي نزل

في جيوش عدادها تسعين ألف

أو تزيد عداد خوفا ان نزل

جاهلين الحرب ما يدروا الزمان

مؤمنين الدهر وصروف النكل

شايلين المكر معهم في جراب

حيث أن العلم دزونه قبل

واعقبوا الجموع يبغون المراد

عن كفر رمان فاتن بالعجل (٢).

وجاء في بعض المخطوطات ؛ وفي سنة ١١٨٥ صارت وقعة النبطية مع الأمير يوسف والصعبية والبشارية وكسروه ، وكان قدوم الأمير يوسف وعساكره من الجبل يوم الإثنين ١٢ رجب فوصلوا إلى قرية جبع ، وأضرموا فيها النار ، وأحرقوا القرى المجاورة لها ثم قدموا النبطية بعساكرهم البالغة ثلاثين ألفا ، فتلاقى الفريقان وكان من رؤساء عساكر الشيعة في تلك الحادثة علي الفارس وناصيف ، والنصرة كانت للشيعة ، وتفرقت عساكر الأمير يوسف عباديد بكل تنوفة ، وقتل من عسكره عدد لا يحصى (٣)(٤).

__________________

(١) عيسى اسكندر المعلوف : دواني القطوف ، ص ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(٢) انظر القصيدة في العرفان م ٢٠ ، ص ٣٢٣ ؛ وانظر جبل عامل في التاريخ ص ٢٢٣ ـ ٢٢٧.

(٣) الركيني : جبل مد في قرن. العرفان م ٢٨ ج ١ ، ص ٥٥.

(٤) ومن أبرز من تحدث عن هذه المعركة أيضا : أبو شقرا : الحركات في لبنان ، ص ١٥٣ ـ ١٥٥. ولكنه جعل الموقعة سنة ١١٧١ ه‍ / ١٧٥٧ م وانظر محمد تقي آل الفقيه جبل عامل في التاريخ ، ص ٢١٧ ـ ٢٢٧ ؛ وانظر ، محمد جابر آل صفا : تاريخ جبل عامل ، ص ١٢٩ ؛ وانظر الشيخ علي الزين : للبحث عن تاريخنا في لبنان ، ص ٥١٩ ـ ٥٤٥. وهي تعليقات مفيدة.

٢١١

أصل الإسم : رمان ، اسم الشجر المعروف ، أو قرية رمّون أو رمّانا ، rummana [سريانية] ، وقد كان شجر الرمان ، وعلى وجه التدقيق زهره الجميل ، الجلنار ، رمز هذا الإله السامي القديم. ورمون أو رمانا كان إله العاصفة والبرق والرعد (ربما اسم مشتق في رعم (غم) ثم إله النبت والخصب» (١).

فيكون الإسم : قرية الرمان ، أو قرية الإله رمّون.

موقعها : ترتفع ٤٥٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء النبطية ، وعلى مسافة ٣ كلم منها شمالا شرقيا. مساحة أرضها ١٢٠٠ هكتارا.

شيء من تاريخها : قال الشيخ سليمان سنة ١٩٣٤ م ، عنها : «أخذت مكانا عمرانيا بهمة الزعيم يوسف بك الزين ، وزادها تحسينا جره إليها قسما كبيرا من ينبوع عين الطاسة (٢). فشاركت النبطية في الإزدهار ، ولكن فشا فيها اليوم داء [؟] نرجو لها منه السلامة» (٣).

والبلدة قديمة ، وفيها آثار تدل على قدمها : منها : قلعة دير عجلون (٤) ، وبرج كفر رمان (٥) والسويداء (٦) ، وبرج الميذنة (٧) ، وتتبعها طهّرة (٨).

وقد شهدت البلدة تطورا عمرانيا وحضاريا ، ولكنها منذ العام ١٩٨٥ م ومن شهر حزيران بالتحديد بدأت تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية ومن

__________________

(١) أنيس فريحة ص ١٤٩.

(٢) سنة ١٣٤٣ ه‍ / ١٩٢٧ م.

(٣) العرفان م ٢٥ ج ٦ ، ص ٥٧٣.

(٤) انظر دير عجلون.

(٥) انظر برج كفر رمان.

(٦) انظر السويداء.

(٧) انظر الميذنة.

(٨) انظر طهرة.

٢١٢

عملاء إسرائيل ، فدمر قسم كبير من ابنيتها ، وأتلفت المزروعات ، وهجرها قسم كبير من سكانها.

فيها : مجلس اختياري ، ومدرستان رسميتان ، وثلاثة نواد ثقافية ورياضية : «نادي النهضة الرياضي ونادي التحرر الاجتماعي ، ونادي كفر رمان الرياضي الثقافي الاجتماعي ، وجمعية خيرية.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ٢١١٥ نسمة (١) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٧٠٠٠ نسمة (٢) ، وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٤٥٧٧ نسمة (٣) وعددهم اليوم أكثر من تسعة آلاف نسمة ، لكن المقيمين فيها لا يتجاوزون الألفي نسمة. بسبب القصف.

إنتاجها الزراعي : تبغ ، حمضيات ، خضار ، مصادر مياهها : نبع الطاسة وعدد من الينابيع عين الضيعة (العين) نبع الحمة ، نبع شقحة ، نبع أم عقيل وغيرها.

وإليها ينسب الرمانيون الذين في العراق ودمشق وجبل عامل (٤).

كفر شلال : [Kfar Shallal]

كفر شلال (بشين مفتوحة ، ولام مشددة بعدها ألف ،. ثم لام).

من قرى التفاح ، تتبع مركز صيدا ، وهي منها إلى الشرق على بعد ثلاث ساعات تقريبا ، يفصل بينها وبين كفر بيت (اطلب كفر بيت) واد إلى الشرق ، قائمة على هضبة.

__________________

(١) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء النبطية ، رقمها ٤٦.

(٢) اعرف لبنان ، ٨ : ٤٣٨.

(٣) مجلة الباحث ، ص ٤٧.

(٤) خطط جبل عامل ، ص ٣٤٧.

٢١٣

يبلغ عدد سكانها المسيحيين (١١٩) كلهم مارونيون إلا بضعة نفر من الروم الكاثوليك.

أصل الإسم : بلفظ شلال مسقط المياه ، والعامة تكسر الشين. فتكون القرية قرية الشلال (؟). وقال فريحة : «shellal [بالسريانية] : الغنيمة والاسلاب ، وما يكتسب من الغزو والحرب. وأرجح أن يكون الإسم تحريف shlila اسم مفعول مؤنث بمعنى المنهوبة المسلوبة المغزية ، أو shallala الغازي والناهب» (١).

موقعها : ترتفع ٣٥٠ مترا عن سطح البحر ، من اعمال قضاء صيدا ، على مسافة ١٦ كلم منها شرقا بميلة إلى الجنوب. مساحة أرضها ٩٣ هكتارا.

شيء من تاريخها : في القرية آثار تدل على قدمها منها الآبار القديمة. وكانت القرية سنة ١٢٧٥ ه‍ / ١٨٥٣ مقسمة إلى قسمين قسم يتبع قضاء صيدا ، من ولاية بيروت ، والقسم الثاني يتبع ناحية جزين (٢). وفي عهد المتصرفية كانت تتبع جزين ، ومع تكبير لبنان ألحقت بصيدا ، ولا تزال.

فيها مجلس اختياري ، ونادي ثقافي رياضي.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ ب ٤٠٠ نسمة (٣) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٤٥٠ نسمة (٤) ، وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٥١٢ نسمة (٥) ، ويقدر عددهم اليوم بحوالي ٦٠٠ نسمة.

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ١٥٠.

(٢) أبو شقرا الحركات في لبنان ص ٧٥.

(٣) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صيدا ، رقمها ٦٤.

(٤) اعرف لبنان ، ٨ : ٤٦٤.

(٥) مجلة الباحث ، ص ٣٧.

٢١٤

إنتاجها الزراعي : تبغ ، حنطة ، كرمة. مصادر مياهها : مشروع نبع الطاسة ، وعيون محلية : (عين كفر شلال) عين جرنايا ، عين بلاط ، ونبع المشرح).

كفر صير : [Kfar Sir] بصاد مهملة مكسورة ، ثم مثناة تحتية ساكنة ، فراء.

من أعمال الشقيف ، وهي من النبطية إلى الجنوب الغربي على بعد ساعتين. سكانها ٣٨٠ ، وفيها مدرسة فتحت في عهد الاحتلال.

أصل الإسم : صير بالفينيقية القديمة sir تعني : (١) رسول مبعوث (؟) (٢) الصنم والتمثال (٣) المحور والنقطة التي يدار عليها. وصير في السريانية sira إسم مفعول مؤنث ومعناه منقوش مصور ، محفور. وقد يكون سير وفي الفينيقية القديمة sir وتعني : (١) جرة (يقابلها زير) ، (٢) شوكة أو شصّ ، وفي الآرامية القديمة تعني القمة والرأس ، وتعني أيضا الشكوك والجربان. أما sira السريانية فدخيلة من الإغريقية seira ومعناها الحبل والجديلة والسلسلة ، ومن معانيها أيضا التراب الناعم والغبار والزغب. وقد يكون كما في العامية اللبنانية «صيره» وهي حظيرة للغنم والماعز» (١) والقرية شرقي قرية أخرى تحمل اسم صير الغربية ، وكأن كفر صير هي صير الشرقية.

موقعها : ترتفع ٣٨٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء النبطية ، على مسافة ١١ كلم منها جنوبا غربيا ، وجنوبي قرية القصيبة ، وغربي قرية القاقعية ، وتكاد تشكل مع القريتين قرية كبيرة لاتصال المباني بينها مساحة أرضها ١٠٢٨ هكتارا.

في القرية مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٣ ، ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ، ومدرسة خاصة ابتدائية ، ونادي ثقافي رياضي ، وجمعيات خيرية.

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ٩٣ ، سير ، وص ١٥١ كفر صير.

٢١٥

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ ب ٢٢٥٠ نسمة (١) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٢٥٠٠ نسمة (٢) ، وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٢٩٢١ نسمة ، ويقدر عددهم اليوم بحوالي أربعة آلاف نسمة.

إنتاجها الزراعي : تبغ وحبوب ، وزيتون.

مصادر مياهها : مشروع نبع الطاسة ، وعيون محلية (النبعة ، عين الجوزة ، عين المنصورة ، عين ديوسي ، عين الصغيرة ، وعين الخنادق.

كفر عيما :

انظر كفعم.

كفر فالوس : Kfar Falus

لم يذكرها الشيخ سليمان ، كما لم يذكرها الأمين.

أصل الإسم : «لا أثر لجذر فلس» أرجح أنه تصحيف Pasula [السريانية] : الذي يقتلع الحجارة (مقلعجي) ونحات الحجارة. وقد يكون من palusha : الثاقب والناقب والسارق (؟) وقد يكون في الإسم بقيةPhallus (الذّكر) عبادة الأعضاء التناسلية ، أو fallis وهي عملية بيزنطية الفلس» (٣).

موقعها : ترتفع ٤٥٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال اقليم التفاح في عهد المتصرفية ، وهي من أعمال مركز جزين ، على مسافة ١٧ كلم منها غربا ، وعلى مسافة ١٤ كلم من صيدا شرقا.

__________________

(١) دليل المدن والقرى قضاء النبطية ، رقمها ٤٥.

(٢) اعرف لبنان ٨ : ٤٩١.

(٣) أنيس فريحة ، ص ١٥٢.

٢١٦

فيها : مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٤ م ، ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ، ومدرسة خاصة (المؤاساة المهنية). وفيها مستشفى حديث انشأه رفيق الحريري دمره الإسرائيليون وعملاؤهم في حزيران ١٩٨٥ وسلبوا المعدات الطبية ، وفيها معمل نسيج أنشأه الحريري أيضا ، ونهب كالمستشفى. ولا تزال البلدة تتعرض للتدمير ...

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ١٨٠ نسمة (١) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٥٠٠ نسمة (٢) ، وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ ب ٨٧٦ نسمة (٣) ويقدر عددهم اليوم بحوالي الألف نسمة ومعظمهم مهجرون منها.

إنتاجها الزراعي : تبغ وزيتون ، وحبوب ، وفيها مزرعة لتربية الدواجن.

مصادر مياهها : مشروع نبع الطاسة ، وينابيع محلية ، العين عين الريحانة ، نبع النصب ، نبعة الخنازير ، نبعة العصافير ، ونبع كرم سعد ، ونبعة يطميش.

كفر فيلا : [Kfar Fila]

كفر فيلا (بفاء مكسورة ، ومثناة تحتية ساكنة ، ولام وألف).

كانت من أعمال التفاح ، وهي من قاعدته (جبع) على بعد نصف ساعة غربا ، واقعة على ربوة في سفح الجبل ، وهي كثيرة المياه. وبعد تشكيلات (إده) وإلغاء ناحية جبع ألحقت بالنبطية ، وهي منها إلى الشمال على بعد ثلاث ساعات ونصف ساعة يبلغ عدد سكانها المسلمين الشيعيين (٢٥٣).

أصل الإسم : «ila [سريانية] : الفيل. ولكنني أميل إلى اعتباره آراميا :

__________________

(١) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء جزين رقمها ٥٩.

(٢) اعرف لبنان ، ٩ : ١١.

(٣) مجلة الباحث ، ص ٤٥.

٢١٧

Fila ومعناه شقّ وانفراج بين جبلين (من جذر سامي مشترك ثنائية «فل» شقّ)» (١).

موقعها : ترتفع ٥١٠ أمتار عن سطح البحر ، من أعمال قضاء النبطية ، على مسافة ٢٠ كلم منها شمالا ، وعلى مسافة ٤ كلم من جباع غربا ، أراضيها ٣٢٠ هكتارا فيها : مجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ، تشهد نهضة عمرانية وثقافية.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ ب ٥٨٦ نسمة (٢) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٨٠٠ نسمة (٣) وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ١٠٧٣ م نسمة (٤) ، ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ١٣٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : حبوب ، خضار (بطاطا وبصل أبيض ، وتبغ).

مصادر مياهها : نبع الطاسة ، وعدد من الينابيع المحلية ...

كفر كلا : [Kfar Kila]

كفر كلا (بكسر أولها [بلفظ جمع كلوة]).

من أعمال مرجعيون على بعد ساعة ونصف ساعة من قاعدتها الجديدة جنوبا غربا.

وهي واقعة في سفح هضبة ، ويقوم في أعلاها مزار (العويذي) ويقال هو تحريف (ابن الغويدي) (٥) تلميذ الإمام الشيخ زين الدين الشهيد الثاني. ولأهلها عناية في الغرس ، ويجود فيها الزيتون.

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ١٥٢.

(٢) دليل المدن والقرى ، قضاء النبطية ، رقمها ٤١.

(٣) اعرف لبنان ، ٩ : ١٥.

(٤) مجلة الباحث ، ص ٤٧.

(٥) ابن العودي ، مؤلف بغية المريد في أحوال الشيخ زين الدين الشهيد.

٢١٨

وفيها مياه جارية ، ويتصل خراجها بخراج المطلة (المستعمرة الصهيونية) التي انسلخت عن الجديدة بعد الاحتلال (١) ، فكانت مما ألحقت بفلسطين (اطلب المطلة) يبلغ عدد سكانها المسلمين الشيعيين زهاء (٧٠٠).

أصل الإسم : Kelle وهي جمع Kellta : الستر والسجف وما يتقى به من البعوض : الناموسية [الكلة]. ولكننا نرجح Kalle (بالفتح) ومعناها العرائس. وفي الآراميةKalla : العروس والكنة» (٢).

موقعها : ترتفع ٨٠٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء مرجعيون ، على مسافة ١٢ كلم منها جنوبا بميلة إلى الغرب. مساحتها ٢٧٥ هكتارا.

شيء من تاريخها : «كانت مركز حكومة مرجعيون قبل نقلها إلى الجديدة» (٣) وكان نصفها للسيد محمد الأمين (٤). وقد تعرضت القرية منذ قيام اسرائيل في فلسطين لمختلف أعمال التخريب والتدمير والاعتداءات شبه اليومية ، ثم احتلتها إسرائيل ولا تزال.

فيها مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٢ م ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ، قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ٢٥٥٠ نسمة (٥) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٤٠٠٠ نسمة (٦) وقدرهم على فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٣٩٣٢ (٧) ويقدر عددهم اليوم بحوالي ٤٥٠٠ نسمة ، وقسم كبير منهم مهجرون منها.

__________________

(١) في ٢٦ كانون الأول ١٩٢٠.

(٢) أنيس فريحة ، ص ١٥٣

(٣) خطط جبل عامل ، ص ٣٤٨.

(٤) نفس المصدر السابق.

(٥) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء مرجعيون ، رقمها ٢٨.

(٦) اعرف لبنان ، ٩ : ٢٦.

(٧) مجلة الباحث ، ص ٤٢.

٢١٩

إنتاجها الزراعي : زيتون ، حبوب ، تبغ ، خضار. مصادر مياهها : مشروع الليطاني ، (معطل) وينابيع محلية (عين الجديدة ، عين شواق ، عين أبو عساف ، عين قبيي وآبار ارتوازية).

كفر ملكى : [Kfar Milka]

كفر ملكى (بكسر الميم وسكون اللام وفتح الكاف ، بعدها ألف ساكنة).

كانت من أعمال التفاح ، وبعد إلغاء ناحيتها ألحقت بالنبطية ، وهي من جبع غربا على بعد ساعة [١٠ كلم] ومن النبطية شمالا على بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة [٢٦ كلم] سكانها ٤٠٠ نسمة.

أصل الإسم : «malke [سريانية] : أمراء وأسياد وملاك. ولكن الكسرة على الميم تجعلني أميل إلى اعتبار الاسم melke جمع melka النصيحة والمشورة» (١).

موقعها : ترتفع ٤٠٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء صيدا ، على مسافة ١٥ كلم منها جنوبا شرقيا ، وغربي جباع. مساحتها ٣٨٤ هكتارا.

شيء من تاريخها : كانت القرية من أعمال اقليم التفاح ، ثم ألحقت بالنبطية عام ١٩٣٠ ثم ألحقت بصيدا.

فيها مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦١ ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ، ونادي الاخاء الثقافي الرياضي ، ومستوصف مجاني.

وفي القرية نهضة ثقافية وعمرانية.

__________________

(١) أنيس فريحة ، ص ١٥٣.

٢٢٠