تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

وسَخ الأسنان من ترك السِّواك.

لمط : أهمله الليث.

وروَى ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اللَّمْطُ : الاضطرابُ.

أبو عُبيد عن أبي زيد : الْتَمَط فلانٌ بحقِّي الْتِمَاطاً : إذا ذهب به.

لطم : الليثُ : اللطْمُ : ضَربُ الخدِّ وصفحاتِ الجَسد ببَسْط اليَد ، والفِعلُ لَطَم يَلْطم لطْماً. قال : واللَّطِيمُ ـ بلا فِعْل ـ من الخيل الّذي يأخذ خَدّيه بياض.

وقال أبو عُبيدة : إذا رجعت غَرّةُ الفَرس في أحد شِقّي وجهه إلى أحد الْخدّين فهو لَطِيم.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أنه أنشده لِعاهان بن كعب بن عَمْرو بن سعْد :

إذا اصْطَكّت بضَيْق حُجْرتاها

تلاقِي العَسْجَدِيةُ واللَّطيم

قال : العَسْجَدِيةُ : إبلٌ منسوبةٌ إلى فَحْل كريم يقال له عَسْجَدِ.

وقال أبو العباس : قال الأصمعيّ : العَسْجَدِيةُ : إبلٌ منسوبة إلى سُوقٍ يكون فيها العَسْجَد وهو الذهب.

قال : واللَّطِيمُ منسوبٌ إلى سوقٍ يكون أكثرُ بَزها اللَّطِيم ، وهو جمعُ اللطيمة.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : اللطيمُ : الفصيلُ إذا قوي على الرُّكوب لُطِمَ خدُّه عند عين الشمس.

ثم يقال : أغْرُبْ فيصير ذلك الفصِيل مؤدَّبا ، ويُسَمَّى لَطِيماً.

قال : واللَّطِيمةُ والزَّوْمَلة : العِيرُ عليها أحمالها.

قال : ويقال للإبل : اللَّطِيمةُ والعِيرُ والزّوْملة وهي العِير كان عليها حِمل أو لم يكن ، ولا تُسمَّى لَطِيمةً ولا زَوْملةً ، حتى يكون عليها أحمالها.

وقال الليث : اللَّطِيمةُ : سوقٌ فيها أوْعيَةٌ من العِطْر ونحوه من البياعات.

وأنشد :

* يطوف بها وسْطَ اللَّطِيمة بائعُ*

وقال في قول ذي الرُّمة :

* لَطَائم المِسْك يحوِيها وتنتهب*

يعني أوعية المِسْك.

قال : وكلُّ سوقٍ يُحمل إليها غيرُ الميرة فهي اللَّطِيمة ـ من حُرّ البياعات غير ما يؤكل والميرةُ لما يؤكل.

وقال أبو سعيد : اللَّطِيمةُ : العَنْبرةُ التي لُطِمَت بالمسك فَفُتقت به حتى نَشِبت رائحتُها وهي اللَّطمِيَّة.

ومنه قولُ أبي ذُؤيب :

كأنّ عليها بالةً لَطميّةً

لها من خلال الدَّأْيتيْن أريجُ

وقال : أراد بالبال الرائحةَ والشمّة ، مأخوذة ، من بلوته ، أي : شممتَه ، وأصلها بَلوة ، فقدم الواو وصيّرها ألفا ، كقولهم : قاع وقعا.

٢٤١

قال : واللَّطِيمةُ في قول النابغة : السُّوق ، سُمّيت لَطِيمةً لتصافق الأيدي فيها.

قال : وأما لَطَائم المسك في قول ذي الرمة : فهي الغوالي المُعنبرة ، ولا تُسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها.

وقيل : اللطْمُ : الإلصاق ، يقال : لَطَمْت الشيء بالشيء : إذا ألزقته. ومنه لطمُ الوجه.

وقال ابن مقبل :

كأن ما بين جنبيه ومنكبه

من جوزه ومَقط القُنب مَلْطُوم

بتُرس أعجَم لم تنخَر مناقبه

مما تخيَّرُ في أوطانها الروم

أي : ألصق به ترس هذه صفته.

وقال أبو زيد : من العرب من يقول في اضطَموا : الْطَمُوا ، يجعلون الضاد لاما ، وكذلك يقولون : اضجع والتطجع.

وقال ابن السكيت : اللَّطِيمةُ : عيرٌ فيها طيب.

قال : وقال أبو عبيدة : اللَّطِيمة التي تحمل بزَّ التجار والطِّيب ، والعَسْجَدِية : رِكابُ الملوك التي تحمل الدِّق ، والدقُ : الكثيرُ الثمن ، وليس بجافٍ.

وقال أبو عَمرو : سُوق فيها بَزٌ وطِيب.

ويقال : أعظم لَطِيمة ومسك.

قال ابن حبيب : المَلاطمُ : الخدود.

واحدها مِلْطم.

وأنشد :

* خَصِمون نَفاعون بِيضُ المَلاطم *

وقال ابن الأعرابيّ : اللطْمُ : إنضاجُ الخبزة.

سَلمة عن الفراء : اللَّطِيمة : سوقُ العطارين ، واللَّطِيمةُ : العيرِ تحمل البَزّ والطِّيب.

ملط : قال اللّيث : الأَمْلطُ : الرَّجلُ الّذي لا شَعر على جسده كلّه إلّا الرأس واللّحية ؛ والفعلُ مَلِطَ مَلَطاً ومُلْطةً. وكان الأحنفُ بن قيس أَمْلَط. والمَلِطُ : السَّخْلة. قال : والمِلْطُ : الرَّجلُ الذي لا يُرفع له شيء إلا ألْمَأ عليه فذهبَ به سَرِقةً واستحلالا ؛ والجميع المُلُوطُ والأملاطُ ؛ يقال : هذا مِلْطٌ من المُلوط. والفِعْلُ مَلَطَ مُلوطا.

قال الأصمعيّ : قولهم فلان مِلْطٌ ، المِلْطُ : الّذي لا يُعرف له نَسبٌ ولا أبٌ ، من قولك : أَمْلَط ريش الطائر : إذا سقط عنه.

قال : والمَليط : الجَدْي أوّل ما تضعه العنز ، وكذلك من الضأن. وسَهْمٌ أَمْلط وأنزط : لا ريش عليه. ويقال : أمْلَطَت الناقة وأمْلَصت : إذا ألقت ولدها ، فهي مِمْلَاط ومملاص ، والولدُ مَلِيط ومميص.

والمَلّاطُ : الّذي يَملُط الطين ، يقال : مَلَطت مَلَطا.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : المِلَاط هو الطين الّذي يُجعل بين سافَي البِناء.

٢٤٢

وقال الليث : المِلَاطان : جانِبَا السَّنام مما يلي مُقَدّمه. وقال غيره : المِلَاطان : الجنبان ، سُمّيَا بذلك لأنهما كأنهما قد مُلِطَ اللّحم عنهما مَلْطاً ، أي : نُزع. وابْنَا مِلاط : العَضُدان ، لأنهما يَليان الجنبيْن ، وجمعُ المِلاط مُلُط. وقال القَطِرانُ السَّعدِيّ :

وجَوْن أعانته الضُّلوع بزَفْرةٍ

إلى مُلُطٍ بانت وبان خَصِيلُها

يقول : بان مِرفقاها عن جنبِها فليس بها حازٌّ ولا ناكت. وقيل للعَضُد مِلاط ، لأنه سُمّيَ باسم الجَنْب.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : ابْنَا مِلاط : العَضُدان ، وقال الرّاجز يصف بعيرا :

كِلَا مِلاطَيْه إذا تَعطّفَا

بانا فما راعى برَاع أَجْوَفا

فالمِلاطان ههنا العَضُدان لأنهما المايران ، كما قال الراجز :

عَوْجاء فيها مَيَل غيرُ حَرَدْ

تُقَطّع العِيسَ إذا طال النّجُدْ

كِلَا مِلاطيْها عن الزَّوْر أَبَدْ

وقال النَّضر : المِلاطان ما عن يمين الكِركِرة وشمالها. وابنا مِلاطَي البَعير : هما العَضُدان.

أبو عبيد عن الواقدي قال : المِلْطى مقصور ، ويقال المِلْطَاة بالهاء : القِشرَة الرقيقة التي بين عَظْم الرأس ولحمه.

وقال شمر : يقال : شَجّه حتى رأيت المِلْطَى ، وشَجّةُ المِلْطى مقصور.

وقال الليث : تقديرُ المَلْطَاء أنه ممدود مذكَّر وهو بوزن الحرْباء.

وشمر عن ابن الأعرابيّ أنه ذكر الشّجاج ، فلما ذَكر الباضعة قال : ثم المُلْطئة وهي التي تخرق اللحم حتى تَدْنُو من العظم.

قال : وغيره يقول : الملطَى.

قلت : وقول ابن الأعرابيّ يدل على أن الميم من الملطى ميمُ مِفْعل ، وأنها ليست بأصلية كأنها من لَطَيْتُ بالشيء : إذا لَصِقت به. ويقال : مالَط فلانٌ فلانا إذا قال : هذا نصف بيت ، وأتمّه الآخر بيتا.

يقال : مَلّط له تَملِيطاً.

وروى إسحاق بن الفرج عن الأصمعيّ : بِعتُه المَلَسَى والمَلَطَى ، وهو البَيْع بلا عُهدة.

طمل : قال الليث : الطِّمْلُ : الرجل الفاحشُ البذيء ، الّذي لا يُبالي ما أتى وما قيل له : وأنه لَمِلْطٌ طملٌ ، والجميع طُمول.

وقال لبيد :

أطاعُوا في الغَواية كلُ طِمْل

يَجُرّ المُخْزِيات ولا يبالي

عمرو عن أبيه قال : الطِّمْل : اللص.

وقال ابن الأعرابيّ : الطِّمْلُ : الذئب.

والطملُ : الماء الكَدِر. والطملُ : الثوب الّذي أُشبع صَبغه. والطملُ : النَّصيب.

وانْطمل فلانٌ : إذا شارك اللصوص.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : السهمُ

٢٤٣

الطَّمِيلُ والمطمول : المُلَطَّخُ بالدم.

وقال : المُطْمَل : الملطوخ بقيح أو دَمِ أو غير ذلك ، وقال :

فكيف أبيتُ الليلَ وابنةُ مالكٍ

بزينتها لمّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها

يقول أبوها مالك ثأري ، أي : قتل لي حميما وأنا أطلبه بدمه فيقول : كيف يأخذني النوم ولم تُسْبَ هي ولم يؤخذ أبوها ، ولم يُقطّع قِلادتها وهي طميلها.

وإنما سُمّيت القِلادة طَمِيلا لأنها تُطمل بالطِّيب ، أي : تُلطّخ.

أبو عبيد عن الفراء : صار المارد كَلَّة وطملة وتُرْمُطة ، كلُّه الطينُ الرقيق قال : والطملُ : السَّيْرُ العنيف ، يقال : طَمَلت الإبل أطمُلها طَمْلا ، وكذلك القروح.

سلمة عن الفرّاء : الطِّملالُ : اللص.

والطملالُ : الذؤب.

مطل : قال الليثُ : المَطْلُ : مدافعتُك الدَّين ، يقال : ماطَلَنِي بحقي ومَطَلَنِي بحقي ، وهو مطُول ومطّال.

وفي الحديث : «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلم» قال : والمطل أيضا مَدُّ المطال حديدةَ البَيْضة التي تُذاب للسيوف ، ثم تحمى وتُضرب ، وتمد وتُربَّع ، يقال : مطلها المطال ثم طبَعها بعد المطل فيجعلها صفيحة.

والمطيلةُ : اسمُ الحديدة التي تُمطَل من البَيْضة ومن الزَّندة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : المطلُ : الطُّول.

أبو عبيد عن الفراء : الممطُول : المضروب طولا.

قلت : أراد الحديد أو السيف الّذي ضُرب طولا كما ذكره الليث. والمطْلُ في الحق مأخوذٌ منه ، وهو تطويل العِدَة التي يضربها الغريم للطالب.

والماطِلِيّةُ : إبلٌ منسوبةٌ إلى فَحْل ، وقال أبو وَجْزة السَّعديُّ :

* كفَحل الهَجان الماطلِيِ المُرَفّلِ*

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : المِمْطَلُ : اللص. والممطل : مِيقَعةُ الحداد.

المطمل : الذئب والمطمل : مكتب ثياب العرائس بالذهب ، انتهى.

باب الطاء والنون

ط ن ف

طنف ـ طفن ـ نطف ـ نفط ـ فطن : مستعملات.

طنف : ابن شميل : يقال : طنّف فلان للظِّنّة ، أي : قارف لها ، يقال : طنَّف للأمر فاعلوه.

وقال الليث : الطِّنفُ : نفس التهمة ، يقال : رجل مُطنَّف ، أي : مُتهم. وطنّفته ، أي : اتهمته. وفلانٌ يطنّف بهذه السرقة.

وإنه لطَنفٌ بهذا الأمر ، أي مُتهم.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطُّنُفُ :

٢٤٤

[السيور](١) وأنشد قول الأفوه الأودي :

* كأن أطرافها لما اجتلى الطَّنفُ *

وقال الأصمعيّ : الطُّنفُ : شاخصٌ يخرج من الجبل فيتقدم كأنه جَناح.

قلت : ومن هذا يقال : طنَّف فلانٌ جَدار جاره وجِدار داره : إذا فوقه شجرا أو شوكا يَصفُ تسلّقه لمجاوزة أطراف العيدان المشوِّكة رأسه.

قال ابن الأعرابيّ : يقال للجناح يُشْرع فوق باب الدار. طنف أيضا ، شبّه بطنف الجبل.

وقال أبو ذُؤيب يصف خَلِيّة عَسَل في طُنف الجبل :

فما ضَرَبٌ بيضاءُ يأوي مليكُها

إلى طُنُف أعيَا بِراقٍ ونازلِ

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : الطَّنَف والطُّنُف جميعا : السَّقيفة تُشرَع فوق باب الدار ، وهي الكُنّة وجمعها الكنَّات.

طفن : ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : الطَّفْنُ : الحبس ، يقال : خَلِّ عن ذلك المَطْفُون.

قال : والطَّفَانينُ : الحَبْسُ والتَّخَلُّف.

وقال المُفَضَّل : الطَّفْنُ : الموتُ : يقال : طَفَن إذا مات ، وأنشد :

ألْقى رُحَى الزَّوْر عليه فطَحَنْ

قَذْفا وفَرثا تحتَه حتى طَفَنَ

اللّيث : الطَّفَانِيَةُ : نَعتُ سوء في الرجل والمرأة.

نفط : أبو عبيد عن أبي الجراح والكسائي : نزب الظبي نزيبا ، ونفطَ يَنْفِظُ نفيطا : إذا صوّت.

أبو عبيد من أمثالهم : ما لَه عافِطة ولا نافِطة ، فالعافطة : من دُبُرها ، والنافطة : من أنفها.

ابن السكيت عن الأصمعيّ : ما له عافطة ولا نافطة ، فالعافطة : الضائنة ، والنافطة : الماعزة.

وقال : وقال غيره من الأعراب : العافطة : الماعزة إذا عَطِسَت.

وقال الليث عن أبي الدُّقيش : العافطةُ : النعجةُ ، والنّافطةُ : العنز.

وقال غيره : العافطةُ : الأمَة ، والنافطة : الشاة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : العَفْطُ : الحُصَاص للشاة والنّفْطُ : عُطاسُها.

أبو عُبيد عن أبي زيد : إذا كان بين الجلد واللحم ماءٌ قيل : نَفِطت تَنْفَط نَفَطا ونَفِيطا.

وقال أبو عمرو : رَغْوَةٌ نافِطةٌ : ذاتُ نَفّاطاتٍ ، وأنشد :

* وحَلَبٌ فيه رُغا نَوافِطُ*

وقال الليث : النَّفْطَةُ : بَثْرةٌ تخرج في اليَدِ من العمل ملأى ماء.

__________________

(١) من «اللسان» (٩ / ٢٢٤) (ط ن ف).

٢٤٥

قال : والنَّفْط والنِّفْط لغتان : حلابة جبل في قعر بئر توقد به النار.

والنَّفاطات : ضَرْبٌ من السُّرَج يُستصبَح بها.

قال : والنّفاطات : أدَوَاتٌ تعمل من النحاس يُرمى فيها بالنّفط والنار. والنّفاطةُ أيضا : الموضع الّذي يُستخرج منه النفط.

فطن : قال الليث : يقال : رجل فَطِنٌ بيِّنُ الفِطنة ، والفَطَن وقد فَطَن لهذا يَفْطُن فِطنةً ، فهو فاطنٌ له. فأما الفَطِنُ فذُو فِطْنة للأشياء ، ولا يمتنع كلُّ فعلٍ من النُّعوت من أن يقال : قد فَعُل وفَطُن ، أي : صار فَطِنا إلّا القليل.

قال : وفطّنْتُه لهذا الأمر تفطِينا.

وقال اللحياني : رجلٌ فَطِن وفَطُن وفَطُون وفَطونة وفَطين.

قال : ويقال : فَطِنْتُ له وبه وإليه فِطْنَةً وفَطانةً وفِطانة ؛ ويقال : ليس له فُطْنٌ ، أي : فِطْنَة.

نطف : أبو زيد : النَّطْفُ : الرّجُل المُريب.

سلمة عن الفراء : النَّطْف والوَحْرُ : العَيْب.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : مرَّ بنا قومٌ نَطِفون وَحِرُون نجسون كفّار.

الليث : النّطْفُ : التَّلَطُّخ بالعَيب ، وقال الكميت :

فدع ما ليس منك ولسْتَ منه

هما رِدْفَين من نَطَف قريبُ

قال : «ردفين» على أنهما اجتمعا عليه مترادفين فنصَبهما على الحال. وفلان يُنطف بسوء أي يلطخ. وفلانٌ يُنْطف بفجور ، أي : يُقذف به.

قال : والنَّطْف : عَقْرُ الجُرح ، يقال : أنطَف الجرح.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ قال : البَعِيرُ : النَّطْفُ : الّذي قد أشرفَتْ دَبَرتُه على الجَوْف ، يقال : نَطف نَطفا ، وكذلك الّذي أشرفت شَجّته على الدماغ.

أبو عُبيد عن أبي عمرو قال : النَّطَفُ : الفُرْطة ، الواحدة نَطفة.

وقال الليث : النُّطف : اللؤلؤ ، الواحدة نَطفة ، وهي الصافية اللّون.

قال : وقال بعضهم : يقال للواحدة نُطفة وجمعها نُطَف ، شُبّهت بقطرة الماء.

ووَصِيفة مُنَطَّفة ، أي : مُقَرَّطة بتُومَتَى قُرْط.

وليلة نَطُوف : تمطر حتى الصَّباح.

وقال العجاج :

* كأنّ ذا فَدّامةٍ مُنطَفَّا*

وقال الأعشى :

يَسْعى بها ذو زجاجات له نُطَفٌ

مُقلَّص أسفلَ السِّربال مُعْتَمِل

أبو عُبيد عن أبي زيد : يقال في القِربة نُطفةٌ من ماء مثلُ الجُرْعة. قال : ولا فعل للنُّطفة.

٢٤٦

قلت : والعرب تقول للمويهة القليلة : نُطفة ، وللماء الكثير نُطفة. ورأيت أعرابيّا شَرب من رَكِيّة يقال لها : شَفِيّة ، وكانت غزيرةَ الماء فقال : والله إنها لنطفة باردة.

وقال ذو الرُّمة فجعل الخمر نُطفةً :

* تَقطع ماءِ المُزْن في نُطفِ الخمرِ*

وسَمّى الله جلّ وعزّ المَنِيَ نطفةً فقال : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧)) [القيامة : ٣٧].

وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا يزالُ الإسلام يزيد وأهلُه حتّى يسيرَ الراكب بين النُّطفتيْن لا يخشى إلا جورا».

أراد بالنطفتين : بحرَ المَشْرِق وبحرَ المغرب ؛ فأمّا بحر المشرق فإنه ينقطع عند نواحي البصرة ، وأمّا بحر المغرب فمنقطعه عند القُلْزم.

وقال بعضهم : أراد بالنطفتين ماءَ الفُرات وماء البحر الّذي يلي جُدّة وما والاها ؛ فكأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أراد أن الرجل يسير في أرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في طريقه غير الضلال والجَوْر عن الطريق.

وقال أبو زيد : نَطف فلان يَنطف نَطفا : إذا بَشِم. والنّطفُ : القَطز ، يقال : نَطف الماءُ يَنْطفُ نَطفا ونَطفانا : إذا قَطر ، ومن هذا قيل للقُبَيْط ناطف ؛ لأنه يَنْطف قبل استضرابه ، أي : يَقطر قبل خُثورته ، وجعل الجَعْدِيُّ الخمر ناطفا فقال :

وبات فريق ينضحُون كأنما

سُقُوا ناطفا من أذرِعاتٍ مُفَلْفَلا

وفي الحديث : قَطَعنا إليهم النُّطفة، أي : البحر وماه.

وقال الليث : التَّنطُّف : التعَزُّز.

وقال ابن الأعرابيّ : مَرَّ بنا قومٌ نَطِفون نَضِفُون صقارون ، أي : نجسون كفار.

ط ن ب

طنب ـ طبن ـ نطب ـ نبط ـ بطن ـ بنط : مستعملات.

بنط : أما بنط فهو مهمل ، فإذا فُصل بين الباء والنون بياءٍ كان مستعملا ، يقول أهلُ اليَمن للنساج : البِيَنطُ ، وعلى وزنه البِيَطْر ، وقد مرَّ تفسيره.

طنب : قال الليث : الطُّنْبُ : حَبلُ الخِباء والسُّرادق ونحوهما. وأطنابُ الشجر : عروقٌ تتَشعّب من أُرومتها. وأطنابُ الجسد : عَصب تصل المفاصل والعظام وتشدّها.

وقال شمر : يقال : هو جارِي مطانِبِي ، أي : طُنْبُ بيته إلى طُنْب بيتي.

أبو عُبيد عن أبي زياد والكلابي : الأواخِيُّ : الأطناب ، واحدتها أَخِيّة.

والأطنابُ : المبالغة في مدح أو ذَمِّ ، والإكثار فيه.

وقال الأصمعيّ : الإطنابةُ : السَّيرُ الّذي على رأس الوَتَر من القَوس.

٢٤٧

وقال الليث : هو سَير يوصل بوتر القَوس العربيّة ، ثم يُدار على كُظْرها. وقَوْسٌ مُطَنَّبةٌ.

وقال النَّمِر بن تَوْلب :

كأنّ امرأ في الناس كنتَ ابنَ أُمَّه

على فَلَجٍ من بطن دَجلة مُطْنِبِ

على فَلَج ، أي : على نَهْر مُطْنِب : بعيد الذهاب ، يعني هذا النهر ، ومنه : أطنب في كلامه : إذا أبعد ، يقول : من كنت أخاه فإنما هو على بحر من البحور من الخصب والسَّعة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المُطْنِبُ : المدّاحُ لكل أحد. والمِطْنَبُ : المِصفاة.

وقال غيره : الإطنابةُ : سَيرُ الحِزام المعقود إلى الإبزيم ، وجمعه الأطانيب.

وقال سلامة :

حتى استغثن بماء الملح ضاحِيَةً

يرْكُضْنَ قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأطانيبِ

وقيل : عقدُ الأطانيب : الألبابُ والحُزُم إذا استرخت ، وحيلٌ أطانيبُ : يتبَعُ بعضُها بعضا ، ومنه قول الفَرَزدق :

وقد رأى مُصْعَبٌ في ساطعٍ سَبِطٍ

منها سوابِقُ غاراتٍ أطانيبِ

يقال : رأيت إطْنابةً من خيل وطير. وفرسٌ أطنبُ : إذا كان طويلَ القَرَى ، وهو عيب ، ومنه قول النابغة :

لقد لَحِقْتُ بأولَى الخيل يَحْمِلُني

كبْداءُ لا شَنَجٌ فيها ولا طَنَبُ

وجيشٌ مِطْنَابٌ : بعيدُ ما بين الطَّرَفين ، لا يكاد ينقطع ، قال الطَّرِمّاح :

عَمِّي الّذي صَبَح الحَلائبَ غُدْوَةً

من نَهْرَوان بجَحْفَل مِطْنابِ

وقال أبو عمرو : التَّطنيبُ : أن تُعلِّق السقاءَ من عمود البيت ثم تَمخَضه.

والمَطْنَبُ : حبلُ العاتق ، وجمعه مَطانِب.

وقال امرؤ القيس :

وإذ هي سَوداءُ مثلُ الفَحيم

تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكَبا

ويقال للشمس إذا تَقَضَّبَتْ عند طلوعها : لها أطناب ، وهي أشعَّةٌ تمتدّ كأنها القُضُب.

وفي حديث عمر : أن الأشْعث تزوّج امرأةً على حكمها ، فردّها إلى أطناب بيتها، يعني ردّها إلى مهر مثلها من نسائِها.

والأطناب : الطوال من حِبَال الأخْبية ، والأُصُرُ : القِصارُ ، واحدُها إصار.

وقال أبو زيد : الأطنابُ : ما شَدُّوا به البيت من الحبال بين الأرض والطرائق.

والأصر إلى الكسر.

طبن : قال الليث : طَبِنَ فلانٌ لفلان يَطْبَن طَبانةً وطَبَنا : إذا فَطِنَ له فهو طَبِن.

شمر : قال أبو زيد : طَبِنتُ به أطبَنُ طَبَنا ،

٢٤٨

وطَبَنتُ أَطْبَن طبانةً ، وهو الخَدْع.

قال : وقال أبو عُبيدة : الطَّبانة والتَّبانة واحدٌ ، وهما شدة الفِطْنة.

وقال اللحياني : هي الطّبانة والطبانية ، والتّبانة والتَّبانية ، واللّقانة واللَّقانية ، واللَّحانةُ واللَّحانية ، معنى هذه الحروف واحد. ورجلٌ طَبِنٌ تَبِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ.

وفي الحديث : أن حبشيّا زُوِّج روميّةً فطَبِنَ لها غلام رومي فجاءت بولد كأنه وزغة.

قال شمر : طَبِنَ لها غلام ، أي : خيّبها وخَدَعها ، وأنشد :

فقلت لها بل أنت حَنّةُ حَوقَلٍ

جَرَى بالفِرَى بيني وبينكِ طابِنُ

أي : رفيقٌ بذلك ، داهٍ خِبٌّ عالم به.

أبو عُبيد : ما أدري أيُ الطبن هو ، كقولك : ما أدري أي الناس هو.

وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابيّ : الطبَن لعبة يقال لها السُّدَّر ، وأنشد :

* يَبتْنَ يلعَبْنَ حوَالَي الطَّبَنْ *

وقال الليث : الطّبنُ : خطّةٌ يخطها الصبيان يلعبون بها مستديرةٌ يسمونها الرحا.

ويقال : الطِّبْر ، وأنشد :

من ذكر أطلالٍ ورَسْمٍ ضاحِي

كالطِّبن في مختلَفِ الرِّياح

ورواه بعضهم كالطَّبْل.

اللحياني : اطمأنّ قلبُه ، واطبأنَ ، وطامَن له ظهره ، وطابَنَه ، وهي الطُّمأنينة والطُبَأنينة.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الطُّبْنَةُ : صوتُ الطُّنبور ، ويقال للطنبور : طُبْنٌ.

وأنشد :

فإنّك منّا بيْن خيلٍ مُغيرةٍ

وخَصم كعُورِ الطُّبْن لا يَتَغَيَّبُ

نطب : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : النَّطَابُ : حبلُ العاتِق ، وأنشد :

نحن ضَربناه على نِطابه

قُلْنَا به قُلْنا به قُلْنَا به

قلنا به ، أي : قتلناه ، قال : والمِنْطَبَةُ والمِنْطَبُ : المِصْفاةُ ، وخُرُوق المِصفاة تُدْعَى النَّواطب ، وأنشد :

* ذِي نَواطِبَ وابتزالِ*

عمرو عن أبيه : النَّطْبُ : نَقْرُ الأُذن ؛ يقال : أنْطب أُذنَه ، وأنقر ، وبَلّط أُذُنه بمعنًى واحد.

نبط : قال اللّيث : النَّبَطُ : الماء الّذي يَنْبُطُ من قَعر البئر إذا حُفرت ؛ وقد نَبَط ماؤها يَنْبِط نَبْطا ونُبوطا وأنبطنا الماء ، أي : استنبطناه وانتهينا إليه. قال : وكذلك ما يتحلّب من الجبل كأنه عَرَقٌ يخرج من أعراض الصخر ؛ يقال لذلك الماء : النَّبَط.

أبو عُبيد عن أبي عمرو : حَفَر فأثلجَ إذا بلغ الطين ، فإذا بلغ الماء قيل : أنبط ،

٢٤٩

فإذا كَثُر الماءُ قيل : أماهَ وأمْهَى ، فإذا بلغ الرّملَ قيل : أسْهب.

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال للرجل : إذا كان يَعِدُ ولا يُنْجِزُ : فلانٌ قريبُ الثّرَى ، بعيدُ النَّبَط.

وقال غيره : يقال فلانٌ لا يُنالُ نَبَطُه ، إذا وُصف بالعِزّ والمَنَعة حتى لا يجد عدوّه سبيلا إلى أن يَتهَضّمه فيما تحت يده ، وقال الشاعر :

قريبٌ ثَراه ما ينالُ عَدُوُّه

له نَبَطا آبِي الهَوانِ قَطُوبُ

أبو عُبيد عن أبي زيد في شيات المعزى قال : النَّبطاءُ : البيضاءُ الجنبيْن. وقال أبو عُبيدة : إذا كان الفرس أبيضَ البطن فهو أنبط ، وقال ذو الرُّمة يَصِف الصبح :

كمِثل الحِصان الأنْبطِ البَطْن قائما

تمايل عنه الجُلُّ فاللّوْنُ أشقرُ

وقال الليث : النَّبَطُ والنُّبْطةُ : بياضٌ تحت إبط الفرس ، ورُبّما عَرُض حتى يَغْشَى البطن والصدر. قال : وشاةٌ نَبطاءُ : مُوَشّحةٌ ، أو نَبطاء مُحْوَرّة ، فإذا كانت بيضاء فهي نَبطاء بسوادٍ ، وإن كانت سوداء فهي نَبطاء ببياض. قال : والنَّبَطُ والنَّبِيطُ كالحَبَش والحَبِيش في التقدير. قال : والنِّسبة نَبَطِيّ ، وهو اسم جِيل ينزلون السَّواد ، والجميع الأنباط. قالوا : وعِلَلُ الأنْباط : هو الكامان المُذاب يُجعل لَزوقا للجرح.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال رجل نُبَاطِي وبِنَاطي ، ولا تقل بَنَطِيّ.

وقال غيره : تَنَبّط فلان : إذا انتمى إلى النبط. واسْتنبط الفقيه : إذا استخرج الفِقَه الباطنَ باجتهاده وفَهْمِه. وقال الله تعالى : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء : ٨٣] ، وقال الزَّجاج : معنى يَسْتَنْبِطُونَهُ في اللغة : يستخرجونه ، وأصله من النَّبَط ، وهو الماء الّذي يخرج من البئر أوّلَ ما تُحفر ، يقال من ذلك : أنبط في غَضْراء ، أي : استنبط الماء من طين حُرّ قال : والنَّبَطُ إنما سُمُّوا نَبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين. ووعْسَاءُ النُّبيط ويقال : النُّمِيْط رَمْلةٌ معروفة بالدَّهْناء.

بطن : البَطْنُ : بَطْنُ الإنسان معروف ، وهي ثلاثة أبْطُن إلى العشر ، وبطونٌ كثيرة لما فوق العشر ، وتصغيرُ البَطْن : بُطَيْن.

والبُطَيْنُ : نجمٌ من منازل القمر بين الشَرطَيْن والثُّرَيا وأكثرُ ما جاء مصغّرا عن العرب وهو بطن بُرج الحَمَلُ والشرطَان قرناه.

أبو حاتم عن الأصمعيّ : بَطَن فلان بفلان يبْطُن به بُطونا : إذا كان خاصا به ، داخلا في أمره. ويقال : إن فلانا لذو بِطانة بفلان ، أي : ذو علم بداخلة أمره.

ويقال : أنت أبْطنتَ فلانا دوني ، أي جعلتَه أخَصَّ بك مني ، وهو مُبْطَن : إذا أدخله في أمره وخُصّ به دون غيره ، وصار من أهل دَخْلَتِه وقال الله جلّ وعزّ :

٢٥٠

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) [آل عمران : ١١٨].

قال الزجاج : البِطَانةُ : الدُّخلاء الذين يُنبسط إليهم ويُستبطنون ، يقال : فلان بِطانةٌ لفلان ، أي : مُداخِلٌ له مؤانس.

والمعنى : أن المؤمنين نهُوا أن يَتّخذوا المنافقين خاصّتهم ، ويُفضوا إليهم بأسرارهم.

وقال الأصمعيّ : يقال : أبطن فلان السّيفَ كَشّه : إذا جعله تحت خَصْره.

ويقال : بطّن فلان ثَوْبه تَبْطينا وهي البِطَانة والظِّهارة ، قال الله تعالى : (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) [الرحمن : ٥٤].

قال الفراء في قوله : (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) [الرحمن : ٥٤] قد تكون البِطانة ظِهارة ، والظِّهارة بطانة ، وذلك أن كل واحد فيها قد يكون وجها. وقد تقول العرب : هذا ظَهْرُ السماء لظاهرها الّذي تراه.

وقال غير الفراء : البِطَانةُ : ما بَطَن من الثوب وكان من شَأْن الناس إخفاؤه.

والظِّهارةُ : ما ظهر وكان من شأن الناس إبداؤه وإنما يجوز ما قاله الفراء في ذي الوجهين المتساويين ، إذ وَلى كلّ واحد منهما قوما لحائط يَلِي أحدُ صَفْحيه قوما ، والصَّفْحُ الآخَرُ قوما آخرين ، فكلُّ وجه من الحائط ظهرٌ لمن يَليه ، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْرٌ وبَطْنٌ ، وكذلك وَجْها الجبل وما شاكله. فأما الثّوبُ فلا يجوز أن تكون بِطانتهُ ظهارة ، وظهارتهُ بِطانة ، ويجوز أن يُجعل ما يلينا من وجه السماء والكواكب ظهرا وبَطنا ، وكذلك ما يَلينا من سُقوفِ البيت.

وقال الأصمعيّ : يقال : ضَرب فلان البعيرَ فَبَطن له : إذا ضربه تحت البَطْن ، وأنشد :

إذا ضَربت مُوقَرا فابْطُنْ له

تحت قُصَيْرَاه ودونَ الجُلّهْ

ويقال : بَطَنه الداء ، وهو يَبْطُنه : إذا دَخله بُطونا. والبَطْنُ من الأرض : الغامض الداخل ، والجميع البُطْنان. ويقال : شأوٌ بَطين ، أي : بعيد.

وأنشد :

وبَصْبَص بين أدَاني الغَضَى

وبين عُنَيزةَ شَأْوا بَطينَا

أبو عبيد عن الأصمعيّ : بُطَانُ الريش : ما كان تحت العَسِيب ، وظُهْرانُه : ما كان فوق العَسِيب.

ويقال : رَأَسَ سهمه بظُهران. ولم يَرِشْه ببُطْنان ، لأن ظُهرانَ الرِّيش أَوْفَى وأتم ، وبطنانُ الريش قصارٌ ، وواحد البُطْنان بَطْن ، وواحد الظُّهران ظهر. والعَسِيبُ : قضيبُ الريش في وَسَطه.

وقال غيره عن الأصمعيّ : بَطِنَ الرجلُ يَبْطَن بطَنا وبِطْنةً : إذا عَظُم بَطْنُه.

وقال القُلاخ :

ولم تَضَع أولادَها من البَطَنْ

ولم تُصِبه نَعْسَةٌ على غَدَنْ

٢٥١

ويقال : ثَقُلت عليه البِطْنة : وهي الكِظة.

ويقال : ليس للبِطْنة خيرٌ من خَمصة تتبعها ، أراد بالخَمصة : الجوْعة.

ويقال : مات فلان بالبَطَن. وأتى فلان الوادِيَ فتبطّنه ، أي : دخل بطنَه.

والبِطَانُ : الحِزامُ الّذي يلي البَطْن.

ويقال للذي لا يزال ضَخم البَطْن : مِبطان ، فإذا قالوا : رجلٌ مُبطَّنٌ فمعناه أنه خميص البَطن.

قال مُتَمّم بن نُويْرة :

* فتًى غيرَ مِبطان العشيات أرْوَعا*

الحرانيُّ عن ابن السكِّيت : رجلٌ مُبَطَّن : خميصُ البطن. وامرأة مُبَطَّنة.

وقال ذو الرُّمة :

رَخِيماتُ الكلامِ مُبَطّناتٌ

جواعل في البُرى قَصَبا خِدالا

ورجلٌ بَطين : عظيم البطن. ورجلٌ مبطونٌ : يشتكي بطنَه.

وفي الحديث : «المبطون شهيدٌ» : إذا مات بالبطن. ورجلٌ بَطن : لا يهمه إلا بَطنُه.

ورجل مِبطانٌ : إذا كان لا يزال ضخم البطن من كثرة الأكل.

ومن أمثال العرب التي تُضرب للأمر إذا اشتد : التَقَتْ حَلْقتا البِطان. ومن صفات الله جلّ وعزّ : «الظَّاهِرُ وَالْباطِنُ» تأويلها : ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تمجيد الرّب : «اللهم أنت الظّاهرُ فليس فوقك شيء ، وأنت الباطنُ فليس دُونَك شيء».

وقيل معناه : أنه علم السرائر والخفيات.

كما علم كلَّ ما هو ظاهر للخلق.

وقال الليث : الباطِنةُ من البَصرة والكوفة : مجتمَع الدُّور والأسواق في قصبتها.

والضاحيةُ : ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزا.

ويقال : بَطْنُ الراحة ، وظَهر الكف.

ويقال : باطنُ الإبط ، ولا يقال بطنُ الإبط. وباطنُ الخف : الّذي يليه الرِّجْل.

والنِّعمةُ الباطنةُ : الَّتي قد خَصّت.

والظاهرةُ : التي قد عَمّت.

والبِطْنةُ : امتلاءُ البَطْن وهي الأَشَر من كثرة المال أيضا.

ورُويَ عن إبراهيم النَّخَعِيّ أنه كان يُبَطِّن لحيته ويأخذ من جوانبها.

قال شمر : معنى يُبَطِّنُ لحيته ، أي : يأخذ من تحت الحنك والذّقَن الشعرَ.

وقال ابن شميل : بُطْنانُ الأرض : ما تَواطَأ في بطون الأرض سهلِها وحَزْنِها ورياضِها ، وهي قرار الماء ومُستنْقعُه ، وهو البواطن والبطون.

يقال : أخذ فلانٌ باطنا من الأرض ، وهي : أبطأ جُفوفا من غيرها. ورجلٌ بِطين الكُرْز : إذا كان يخبأ زاده في السّفر ويأكل زاد صاحبه.

وقال رُؤبة يَذمّ رجلا :

* أو كُرّزُ يمْشي بَطينَ الكرَّزْ*

ويقال : ألْقت المرأة ذا بَطنِها ، أي :

٢٥٢

وَلدت. وألْقت الدَّجاجةُ ذا بَطنِها : إذا باضت.

وقال الليث : لحافٌ مَبْطون ومُبَطن.

ويقال : أنت أبْطَنُ بهذا الأمر ، أي : أخْبرُ بباطنه. وتبطنْتُ الأمر ، أي : عَلِمت باطنَه. وتبطنْتُ الواديَ ، أي : دَخلْت بطنَه وجولْتُ فيه.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : البِطَانُ للقَتَب خاصّةً ، وجمعُه أبطنة والحِزامُ للسّرج.

قال : وقال أبو زيد والكسائي : أبطنتُ البعير : إذا شَددت بِطانه.

وقال ذو الرمة في بيت له :

أو مُقحمٌ أضعفَ الإبطانَ خَادجُه

بالأمْس فاستأخر العِدْلان والقَتَبُ

شبّه الظليم بحمل أدعج أضعف حَادجُه شَدَّ بطانه عليه فاسترخى ، فشبّه استرخاء عِكْمَيه عليه باسترخاء جناحيِ الظليم.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : بَطَنت البعيرَ أبطنه : شَددتَ بِطانة.

قلت : وقد أنكر أبو الهيثم هذا الحرف على الأصمعيّ : بَطَنت وقال : لا يجوز إلا أبطنت ؛ واحتج ببيت ذي الرُّمة ، قلت : وبَطَنت لغةٌ أيضا.

ابن شُميل : يقال : بُطِن حَملُ البعيرِ وواضَعَه حتى يَتضع ، أي : حتى يسترخي على بطنه ويتمكن الحملُ منه. ويقال :

تبطّن الرجل جاريتَه : إذا باشرها ولَمَسها.

وقال امرؤ القيس :

* ولم أتبطن كاعبا ذاتَ خَلْخال*

وقال شمر : تبطنها : إذا باشر بطنُه بطنَها في قوله :

* إذا أَخُو لذّة الدنيا تبطنها*

وقال أبو عبيدة : في باطن وظيفَي الفرس أَبطَنان ، وهما عِرقان استبطنا الذراع حتى انغمسا في عَصَب الوَظيف.

ويقال : استبطن الفَحْلُ الشَّوْلَ : إذا ضربها كلَّها فلُقحت ، كأنه أودع نُطفَته بطونها.

ومنه قول الكميت :

وخَبَّ السَّفا واستبطنَ الفَحْلُ والتَقَتْ

بأمْعَزها بُقْعُ الجنادبِ تَرْتَكلْ

ط ن م

طمن ـ طنم ـ نمط ـ نطم : مستعملة.

أمَّا نطم وطنم فإن الليث أهملهما.

[نطم] : وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : النطْمةُ : النّقْرة من الدِّيل وغيره ، وهي النطْبَة بالباء أيضا.

[طنم] : وأما الطَنمة : فصوت العُود المُطرِب.

[طمن] : قال اللَّيث : اطمأن قلبه : إذا سكَن.

واطمأنت نفسُه.

وقيل في تفسير قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)) [الفجر : ٢٧] ، هي التي قد اطمأنت بالإيمان وأخبتت لربّها.

وقوله تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَ قَلْبِي) [البقرة : ٢٦٠] ، أي : ليسكن إلى المعاينة

٢٥٣

بعد الإيمان بالغيب. والاسمُ : الطُّمأنينة.

ويقال : طامن ظَهره : إذا حناه ، بغير همز ؛ لأن الهمزة التي حلت في اطمأن إنما حلَّت فيها حِذارَ الجمع بين الساكنين.

ومنهم من يقول : طأمن ، بالهمزة التي لزمت اطمأن.

نمط : رُوِيَ عن عليّ رضي‌الله‌عنه أنه قال : خيرُ هذه الأمة النَّمطُ الأوْسط ، يَلحق بهم التالي ويَرجع إليهم الغالي.

قال أبو عبيدة في النَّمط : هو الطريقة.

يقال : الزم هذا النَّمط.

قال : والنمط أيضا : الضَّرب من الضُّروب والنَّوْعُ من الأنواع.

يقال : ليس هذا من ذلك النمط ، أي : من ذاك النوع.

يقال هذا في المتاع والعلم وغير ذلك.

والمعنى الّذي أرادَه عليُّ أنه كَرِه الغُلُو والتَّقصير كما جاء في الأحاديث الأُخر.

قلت : والنمط عند العرب والزَّوْج : ضروبُ الثّياب المُصَبَّغة ، ولا يكادون يقولون : نمط ولا زَوْجٌ إلا لما كان ذا لوْنٍ من حُمرة أو خُضرة أو صُفرة ، فأما البياضُ فلا يقال له نمط ، ويُجمع أنماطا.

وقال الليث : النمط : طِهارةُ الفراش.

ووَعْسَاءُ النُّميط والنُّبيط معروفةٌ ، تُنبِت ضُروبا من النبات.

ذكرها ذو الرُّمة فقال :

فأضْحتْ بوَعْساء النَميط كأنها

ذُرَا الأَثل من وادي القُرَى ونخيلُها

[باب الطاء والفاء]

ط ف ب : مهمل.

ط ف م

استعمل من وجوهه : فطم.

فطم : قال الليث : فطَمْتُ الصّبيَّ ، وفطمتْه أمُّه تَفْطِمه : إذا فصلته عن رَضاعها.

وغلامٌ فَطِيم ومفْطُوم. وفَطَمت فلانا عن عادته.

وقال غيره : أصل الفَطْم القطعُ وفَطْمُ الصّبيّ فصله عن ثَدْي أمّه ورَضاعِها ، وتُسَمَّى المرأة فاطمة وفطَام وفطيمة.

وفي الحديث : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ في بُرد سِيَرَاء : «اقطعه خُمُرا واقسمه بين الفواطم».

قال القُتيبي : إحداهنّ فاطمة بنتُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. والثانية فاطمة بنتُ أسد ابن هاشم ، أمُّ علي بن أبي طالب ، وكانت أسلمت ، وهي أول هاشمية وَلدت لهاشمي.

قال : ولا أعرف الثالثة.

قلت : والثالثة فاطمة بنتُ عتبة بن ربيعة ، وكانت هاجرت وبايعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومن الفواطم : فاطمة بنتُ حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، رضي‌الله‌عنه ، ولعلها الثالثة ، لأنها من أهل البيت عليهم‌السلام.

٢٥٤

[باب الطاء والباء مع الميم]

ط ب م

بطم : الليث : البُطُم : شجرُ الحبة الخضْراء ، والواحدة بُطْمة ، ويقال بالتشديد.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البُطم والضَّرْو : حَبةُ الخضراء.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : البُطَّم ـ مُثقل ـ : الحبة الخضراء.

٢٥٥
٢٥٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

المنهج العام لكتاب تهذيب اللغة

١ ـ يتَّبع مخارج الحروف. وتأليفها :

ع ح ه خ غ / ق ك / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ي.

وقد نظمها أبو الفرج سلمة بن عبد الله المعافري في قوله :

يا سَائِلِي عَنْ حُرُوفِ العَيْنِ دُوْنَكَهَا

في رُتْبَةٍ ضَمَهَّا وَزْنٌ وإِحْصَاءُ

العَيْنُ والحَاءُ ثُمَّ الهَاءُ والخَاءُ

والغَيْنُ والقَافُ ثُمَّ الكَافُ أَكْفَاءُ

والجيْمُ والشِّيْنُ ثُمَّ الضَّادُ يَتْبَعُهَا

صَادٌ وسِيْنٌ وَزايٌ بَعْدَهَا طَاءُ

والدَّالُ والتَّاءُ ثُمَّ الظَّاءُ مُتَّصِلٌ

بِالظَّاءِ ذَالٌ وثَاءٌ بَعْدَهَا رَاءٌ

واللَّامُ والنُّوْنُ ثُمَّ الفَاءُ والبَاءُ

والمِيْمُ والوَاوُ والمَهْمُوزُ واليَاءُ

٢ ـ يجري نظام أبواب الكتاب على الوجه التالي :

أولا : المضاعف.

ثانيا : أبواب الثلاثي الصحيح.

ثالثا : أبواب الثلاثي المعتل.

رابعا : أبواب اللفيف.

خامسا : الرباعي مرتبا على أبوابه.

سادسا : الخماسي بدون أبواب.

٢٥٧
٢٥٨

فهرس الأبواب اللغوية للجزء الثالث عشر من تهذيب اللغة

أبواب السين والنون............................................................ ٥

باب السين والنون مع الفاء..................................................... ٥

باب السين والنون مع الباء.................................................... ١١

باب السين والنون مع الميم.................................................... ١٣

باب السين والباء والميم معهما................................................. ١٨

هذه أبواب الثلاثي المعتل من حرف السين...................................... ١٩

أهملت السين مع الزاي قلم تأتلفا.............................................. ١٩

باب السين مع الطاء......................................................... ١٩

باب السين والدال........................................................... ٢٣

باب السين والتاء............................................................ ٣٢

باب السين والراء............................................................ ٣٤

باب السين واللام............................................................ ٤٧

باب السين والنون........................................................... ٥٣

باب السين والفاء............................................................ ٦٣

باب السين والباء............................................................ ٦٧

باب السين والميم............................................................ ٧٥

باب اللفيف من حرف السّين................................................. ٨٤

أبواب رباعي السين......................................................... ١٠٠

باب السين والطاء.......................................................... ١٠٠

باب السين والدال.......................................................... ١٠٣

باب السين والثاء........................................................... ١٠٦

٢٥٩

باب السين والراء ـ والسين واللام............................................. ١٠٦

كتاب الزاي............................................................... ١١١

أبواب المضاعف من حرف الزاي............................................. ١١١

باب الزاي والطاء........................................................... ١١١

باب الزاي والتاء........................................................... ١١١

باب الزاي والراء............................................................ ١١١

باب الزاي واللام........................................................... ١١٤

باب الزاي والنون........................................................... ١١٧

باب الزاي والفاء........................................................... ١١٨

باب الزاي والباء........................................................... ١١٩

باب الزاي والميم............................................................ ١٢١

أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الزاي....................................... ١٢٤

أبواب الزاي والطاء......................................................... ١٢٤

باب الزاي والدال.......................................................... ١٢٥

باب الزاي والتاء........................................................... ١٢٨

والزاي قد أهملت مع الظاء ومع الذال ومع الثاء إلى آخر الحروف................. ١٢٩

أبواب الزاي والراء.......................................................... ١٢٩

أبواب الزاي واللام.......................................................... ١٤٤

أبواب الزاي والنون......................................................... ١٥٣

باب الزاي والباء مع الميم.................................................... ١٥٩

أبواب الثلاثي المعتل من حرف الزاي.......................................... ١٦١

باب الزاي والطاء........................................................... ١٦١

باب الزاي والتاء........................................................... ١٦٢

أُهملت الزاي مع الظاء، وأُهملت مع الذال ومع الثاء............................. ١٦٣

باب الزاي والراء............................................................ ١٦٣

٢٦٠