وسَخ الأسنان من ترك السِّواك.
لمط : أهمله الليث.
وروَى ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اللَّمْطُ : الاضطرابُ.
أبو عُبيد عن أبي زيد : الْتَمَط فلانٌ بحقِّي الْتِمَاطاً : إذا ذهب به.
لطم : الليثُ : اللطْمُ : ضَربُ الخدِّ وصفحاتِ الجَسد ببَسْط اليَد ، والفِعلُ لَطَم يَلْطم لطْماً. قال : واللَّطِيمُ ـ بلا فِعْل ـ من الخيل الّذي يأخذ خَدّيه بياض.
وقال أبو عُبيدة : إذا رجعت غَرّةُ الفَرس في أحد شِقّي وجهه إلى أحد الْخدّين فهو لَطِيم.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أنه أنشده لِعاهان بن كعب بن عَمْرو بن سعْد :
إذا اصْطَكّت بضَيْق حُجْرتاها |
تلاقِي العَسْجَدِيةُ واللَّطيم |
قال : العَسْجَدِيةُ : إبلٌ منسوبةٌ إلى فَحْل كريم يقال له عَسْجَدِ.
وقال أبو العباس : قال الأصمعيّ : العَسْجَدِيةُ : إبلٌ منسوبة إلى سُوقٍ يكون فيها العَسْجَد وهو الذهب.
قال : واللَّطِيمُ منسوبٌ إلى سوقٍ يكون أكثرُ بَزها اللَّطِيم ، وهو جمعُ اللطيمة.
قال : وقال ابن الأعرابيّ : اللطيمُ : الفصيلُ إذا قوي على الرُّكوب لُطِمَ خدُّه عند عين الشمس.
ثم يقال : أغْرُبْ فيصير ذلك الفصِيل مؤدَّبا ، ويُسَمَّى لَطِيماً.
قال : واللَّطِيمةُ والزَّوْمَلة : العِيرُ عليها أحمالها.
قال : ويقال للإبل : اللَّطِيمةُ والعِيرُ والزّوْملة وهي العِير كان عليها حِمل أو لم يكن ، ولا تُسمَّى لَطِيمةً ولا زَوْملةً ، حتى يكون عليها أحمالها.
وقال الليث : اللَّطِيمةُ : سوقٌ فيها أوْعيَةٌ من العِطْر ونحوه من البياعات.
وأنشد :
* يطوف بها وسْطَ اللَّطِيمة بائعُ*
وقال في قول ذي الرُّمة :
* لَطَائم المِسْك يحوِيها وتنتهب*
يعني أوعية المِسْك.
قال : وكلُّ سوقٍ يُحمل إليها غيرُ الميرة فهي اللَّطِيمة ـ من حُرّ البياعات غير ما يؤكل والميرةُ لما يؤكل.
وقال أبو سعيد : اللَّطِيمةُ : العَنْبرةُ التي لُطِمَت بالمسك فَفُتقت به حتى نَشِبت رائحتُها وهي اللَّطمِيَّة.
ومنه قولُ أبي ذُؤيب :
كأنّ عليها بالةً لَطميّةً |
لها من خلال الدَّأْيتيْن أريجُ |
وقال : أراد بالبال الرائحةَ والشمّة ، مأخوذة ، من بلوته ، أي : شممتَه ، وأصلها بَلوة ، فقدم الواو وصيّرها ألفا ، كقولهم : قاع وقعا.
قال : واللَّطِيمةُ في قول النابغة : السُّوق ، سُمّيت لَطِيمةً لتصافق الأيدي فيها.
قال : وأما لَطَائم المسك في قول ذي الرمة : فهي الغوالي المُعنبرة ، ولا تُسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها.
وقيل : اللطْمُ : الإلصاق ، يقال : لَطَمْت الشيء بالشيء : إذا ألزقته. ومنه لطمُ الوجه.
وقال ابن مقبل :
كأن ما بين جنبيه ومنكبه |
من جوزه ومَقط القُنب مَلْطُوم |
|
بتُرس أعجَم لم تنخَر مناقبه |
مما تخيَّرُ في أوطانها الروم |
أي : ألصق به ترس هذه صفته.
وقال أبو زيد : من العرب من يقول في اضطَموا : الْطَمُوا ، يجعلون الضاد لاما ، وكذلك يقولون : اضجع والتطجع.
وقال ابن السكيت : اللَّطِيمةُ : عيرٌ فيها طيب.
قال : وقال أبو عبيدة : اللَّطِيمة التي تحمل بزَّ التجار والطِّيب ، والعَسْجَدِية : رِكابُ الملوك التي تحمل الدِّق ، والدقُ : الكثيرُ الثمن ، وليس بجافٍ.
وقال أبو عَمرو : سُوق فيها بَزٌ وطِيب.
ويقال : أعظم لَطِيمة ومسك.
قال ابن حبيب : المَلاطمُ : الخدود.
واحدها مِلْطم.
وأنشد :
* خَصِمون نَفاعون بِيضُ المَلاطم *
وقال ابن الأعرابيّ : اللطْمُ : إنضاجُ الخبزة.
سَلمة عن الفراء : اللَّطِيمة : سوقُ العطارين ، واللَّطِيمةُ : العيرِ تحمل البَزّ والطِّيب.
ملط : قال اللّيث : الأَمْلطُ : الرَّجلُ الّذي لا شَعر على جسده كلّه إلّا الرأس واللّحية ؛ والفعلُ مَلِطَ مَلَطاً ومُلْطةً. وكان الأحنفُ بن قيس أَمْلَط. والمَلِطُ : السَّخْلة. قال : والمِلْطُ : الرَّجلُ الذي لا يُرفع له شيء إلا ألْمَأ عليه فذهبَ به سَرِقةً واستحلالا ؛ والجميع المُلُوطُ والأملاطُ ؛ يقال : هذا مِلْطٌ من المُلوط. والفِعْلُ مَلَطَ مُلوطا.
قال الأصمعيّ : قولهم فلان مِلْطٌ ، المِلْطُ : الّذي لا يُعرف له نَسبٌ ولا أبٌ ، من قولك : أَمْلَط ريش الطائر : إذا سقط عنه.
قال : والمَليط : الجَدْي أوّل ما تضعه العنز ، وكذلك من الضأن. وسَهْمٌ أَمْلط وأنزط : لا ريش عليه. ويقال : أمْلَطَت الناقة وأمْلَصت : إذا ألقت ولدها ، فهي مِمْلَاط ومملاص ، والولدُ مَلِيط ومميص.
والمَلّاطُ : الّذي يَملُط الطين ، يقال : مَلَطت مَلَطا.
أبو عُبيد عن الأصمعيّ : المِلَاط هو الطين الّذي يُجعل بين سافَي البِناء.
وقال الليث : المِلَاطان : جانِبَا السَّنام مما يلي مُقَدّمه. وقال غيره : المِلَاطان : الجنبان ، سُمّيَا بذلك لأنهما كأنهما قد مُلِطَ اللّحم عنهما مَلْطاً ، أي : نُزع. وابْنَا مِلاط : العَضُدان ، لأنهما يَليان الجنبيْن ، وجمعُ المِلاط مُلُط. وقال القَطِرانُ السَّعدِيّ :
وجَوْن أعانته الضُّلوع بزَفْرةٍ |
إلى مُلُطٍ بانت وبان خَصِيلُها |
يقول : بان مِرفقاها عن جنبِها فليس بها حازٌّ ولا ناكت. وقيل للعَضُد مِلاط ، لأنه سُمّيَ باسم الجَنْب.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : ابْنَا مِلاط : العَضُدان ، وقال الرّاجز يصف بعيرا :
كِلَا مِلاطَيْه إذا تَعطّفَا |
بانا فما راعى برَاع أَجْوَفا |
فالمِلاطان ههنا العَضُدان لأنهما المايران ، كما قال الراجز :
عَوْجاء فيها مَيَل غيرُ حَرَدْ |
تُقَطّع العِيسَ إذا طال النّجُدْ |
|
كِلَا مِلاطيْها عن الزَّوْر أَبَدْ |
وقال النَّضر : المِلاطان ما عن يمين الكِركِرة وشمالها. وابنا مِلاطَي البَعير : هما العَضُدان.
أبو عبيد عن الواقدي قال : المِلْطى مقصور ، ويقال المِلْطَاة بالهاء : القِشرَة الرقيقة التي بين عَظْم الرأس ولحمه.
وقال شمر : يقال : شَجّه حتى رأيت المِلْطَى ، وشَجّةُ المِلْطى مقصور.
وقال الليث : تقديرُ المَلْطَاء أنه ممدود مذكَّر وهو بوزن الحرْباء.
وشمر عن ابن الأعرابيّ أنه ذكر الشّجاج ، فلما ذَكر الباضعة قال : ثم المُلْطئة وهي التي تخرق اللحم حتى تَدْنُو من العظم.
قال : وغيره يقول : الملطَى.
قلت : وقول ابن الأعرابيّ يدل على أن الميم من الملطى ميمُ مِفْعل ، وأنها ليست بأصلية كأنها من لَطَيْتُ بالشيء : إذا لَصِقت به. ويقال : مالَط فلانٌ فلانا إذا قال : هذا نصف بيت ، وأتمّه الآخر بيتا.
يقال : مَلّط له تَملِيطاً.
وروى إسحاق بن الفرج عن الأصمعيّ : بِعتُه المَلَسَى والمَلَطَى ، وهو البَيْع بلا عُهدة.
طمل : قال الليث : الطِّمْلُ : الرجل الفاحشُ البذيء ، الّذي لا يُبالي ما أتى وما قيل له : وأنه لَمِلْطٌ طملٌ ، والجميع طُمول.
وقال لبيد :
أطاعُوا في الغَواية كلُ طِمْل |
يَجُرّ المُخْزِيات ولا يبالي |
عمرو عن أبيه قال : الطِّمْل : اللص.
وقال ابن الأعرابيّ : الطِّمْلُ : الذئب.
والطملُ : الماء الكَدِر. والطملُ : الثوب الّذي أُشبع صَبغه. والطملُ : النَّصيب.
وانْطمل فلانٌ : إذا شارك اللصوص.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : السهمُ
الطَّمِيلُ والمطمول : المُلَطَّخُ بالدم.
وقال : المُطْمَل : الملطوخ بقيح أو دَمِ أو غير ذلك ، وقال :
فكيف أبيتُ الليلَ وابنةُ مالكٍ |
بزينتها لمّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها |
يقول أبوها مالك ثأري ، أي : قتل لي حميما وأنا أطلبه بدمه فيقول : كيف يأخذني النوم ولم تُسْبَ هي ولم يؤخذ أبوها ، ولم يُقطّع قِلادتها وهي طميلها.
وإنما سُمّيت القِلادة طَمِيلا لأنها تُطمل بالطِّيب ، أي : تُلطّخ.
أبو عبيد عن الفراء : صار المارد كَلَّة وطملة وتُرْمُطة ، كلُّه الطينُ الرقيق قال : والطملُ : السَّيْرُ العنيف ، يقال : طَمَلت الإبل أطمُلها طَمْلا ، وكذلك القروح.
سلمة عن الفرّاء : الطِّملالُ : اللص.
والطملالُ : الذؤب.
مطل : قال الليثُ : المَطْلُ : مدافعتُك الدَّين ، يقال : ماطَلَنِي بحقي ومَطَلَنِي بحقي ، وهو مطُول ومطّال.
وفي الحديث : «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلم» قال : والمطل أيضا مَدُّ المطال حديدةَ البَيْضة التي تُذاب للسيوف ، ثم تحمى وتُضرب ، وتمد وتُربَّع ، يقال : مطلها المطال ثم طبَعها بعد المطل فيجعلها صفيحة.
والمطيلةُ : اسمُ الحديدة التي تُمطَل من البَيْضة ومن الزَّندة.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : المطلُ : الطُّول.
أبو عبيد عن الفراء : الممطُول : المضروب طولا.
قلت : أراد الحديد أو السيف الّذي ضُرب طولا كما ذكره الليث. والمطْلُ في الحق مأخوذٌ منه ، وهو تطويل العِدَة التي يضربها الغريم للطالب.
والماطِلِيّةُ : إبلٌ منسوبةٌ إلى فَحْل ، وقال أبو وَجْزة السَّعديُّ :
* كفَحل الهَجان الماطلِيِ المُرَفّلِ*
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : المِمْطَلُ : اللص. والممطل : مِيقَعةُ الحداد.
المطمل : الذئب والمطمل : مكتب ثياب العرائس بالذهب ، انتهى.
باب الطاء والنون
ط ن ف
طنف ـ طفن ـ نطف ـ نفط ـ فطن : مستعملات.
طنف : ابن شميل : يقال : طنّف فلان للظِّنّة ، أي : قارف لها ، يقال : طنَّف للأمر فاعلوه.
وقال الليث : الطِّنفُ : نفس التهمة ، يقال : رجل مُطنَّف ، أي : مُتهم. وطنّفته ، أي : اتهمته. وفلانٌ يطنّف بهذه السرقة.
وإنه لطَنفٌ بهذا الأمر ، أي مُتهم.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطُّنُفُ :
[السيور](١) وأنشد قول الأفوه الأودي :
* كأن أطرافها لما اجتلى الطَّنفُ *
وقال الأصمعيّ : الطُّنفُ : شاخصٌ يخرج من الجبل فيتقدم كأنه جَناح.
قلت : ومن هذا يقال : طنَّف فلانٌ جَدار جاره وجِدار داره : إذا فوقه شجرا أو شوكا يَصفُ تسلّقه لمجاوزة أطراف العيدان المشوِّكة رأسه.
قال ابن الأعرابيّ : يقال للجناح يُشْرع فوق باب الدار. طنف أيضا ، شبّه بطنف الجبل.
وقال أبو ذُؤيب يصف خَلِيّة عَسَل في طُنف الجبل :
فما ضَرَبٌ بيضاءُ يأوي مليكُها |
إلى طُنُف أعيَا بِراقٍ ونازلِ |
أبو عُبيد عن الأصمعيّ : الطَّنَف والطُّنُف جميعا : السَّقيفة تُشرَع فوق باب الدار ، وهي الكُنّة وجمعها الكنَّات.
طفن : ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : الطَّفْنُ : الحبس ، يقال : خَلِّ عن ذلك المَطْفُون.
قال : والطَّفَانينُ : الحَبْسُ والتَّخَلُّف.
وقال المُفَضَّل : الطَّفْنُ : الموتُ : يقال : طَفَن إذا مات ، وأنشد :
ألْقى رُحَى الزَّوْر عليه فطَحَنْ |
قَذْفا وفَرثا تحتَه حتى طَفَنَ |
اللّيث : الطَّفَانِيَةُ : نَعتُ سوء في الرجل والمرأة.
نفط : أبو عبيد عن أبي الجراح والكسائي : نزب الظبي نزيبا ، ونفطَ يَنْفِظُ نفيطا : إذا صوّت.
أبو عبيد من أمثالهم : ما لَه عافِطة ولا نافِطة ، فالعافطة : من دُبُرها ، والنافطة : من أنفها.
ابن السكيت عن الأصمعيّ : ما له عافطة ولا نافطة ، فالعافطة : الضائنة ، والنافطة : الماعزة.
وقال : وقال غيره من الأعراب : العافطة : الماعزة إذا عَطِسَت.
وقال الليث عن أبي الدُّقيش : العافطةُ : النعجةُ ، والنّافطةُ : العنز.
وقال غيره : العافطةُ : الأمَة ، والنافطة : الشاة.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : العَفْطُ : الحُصَاص للشاة والنّفْطُ : عُطاسُها.
أبو عُبيد عن أبي زيد : إذا كان بين الجلد واللحم ماءٌ قيل : نَفِطت تَنْفَط نَفَطا ونَفِيطا.
وقال أبو عمرو : رَغْوَةٌ نافِطةٌ : ذاتُ نَفّاطاتٍ ، وأنشد :
* وحَلَبٌ فيه رُغا نَوافِطُ*
وقال الليث : النَّفْطَةُ : بَثْرةٌ تخرج في اليَدِ من العمل ملأى ماء.
__________________
(١) من «اللسان» (٩ / ٢٢٤) (ط ن ف).
قال : والنَّفْط والنِّفْط لغتان : حلابة جبل في قعر بئر توقد به النار.
والنَّفاطات : ضَرْبٌ من السُّرَج يُستصبَح بها.
قال : والنّفاطات : أدَوَاتٌ تعمل من النحاس يُرمى فيها بالنّفط والنار. والنّفاطةُ أيضا : الموضع الّذي يُستخرج منه النفط.
فطن : قال الليث : يقال : رجل فَطِنٌ بيِّنُ الفِطنة ، والفَطَن وقد فَطَن لهذا يَفْطُن فِطنةً ، فهو فاطنٌ له. فأما الفَطِنُ فذُو فِطْنة للأشياء ، ولا يمتنع كلُّ فعلٍ من النُّعوت من أن يقال : قد فَعُل وفَطُن ، أي : صار فَطِنا إلّا القليل.
قال : وفطّنْتُه لهذا الأمر تفطِينا.
وقال اللحياني : رجلٌ فَطِن وفَطُن وفَطُون وفَطونة وفَطين.
قال : ويقال : فَطِنْتُ له وبه وإليه فِطْنَةً وفَطانةً وفِطانة ؛ ويقال : ليس له فُطْنٌ ، أي : فِطْنَة.
نطف : أبو زيد : النَّطْفُ : الرّجُل المُريب.
سلمة عن الفراء : النَّطْف والوَحْرُ : العَيْب.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : مرَّ بنا قومٌ نَطِفون وَحِرُون نجسون كفّار.
الليث : النّطْفُ : التَّلَطُّخ بالعَيب ، وقال الكميت :
فدع ما ليس منك ولسْتَ منه |
هما رِدْفَين من نَطَف قريبُ |
قال : «ردفين» على أنهما اجتمعا عليه مترادفين فنصَبهما على الحال. وفلان يُنطف بسوء أي يلطخ. وفلانٌ يُنْطف بفجور ، أي : يُقذف به.
قال : والنَّطْف : عَقْرُ الجُرح ، يقال : أنطَف الجرح.
أبو عُبيد عن الأصمعيّ قال : البَعِيرُ : النَّطْفُ : الّذي قد أشرفَتْ دَبَرتُه على الجَوْف ، يقال : نَطف نَطفا ، وكذلك الّذي أشرفت شَجّته على الدماغ.
أبو عُبيد عن أبي عمرو قال : النَّطَفُ : الفُرْطة ، الواحدة نَطفة.
وقال الليث : النُّطف : اللؤلؤ ، الواحدة نَطفة ، وهي الصافية اللّون.
قال : وقال بعضهم : يقال للواحدة نُطفة وجمعها نُطَف ، شُبّهت بقطرة الماء.
ووَصِيفة مُنَطَّفة ، أي : مُقَرَّطة بتُومَتَى قُرْط.
وليلة نَطُوف : تمطر حتى الصَّباح.
وقال العجاج :
* كأنّ ذا فَدّامةٍ مُنطَفَّا*
وقال الأعشى :
يَسْعى بها ذو زجاجات له نُطَفٌ |
مُقلَّص أسفلَ السِّربال مُعْتَمِل |
أبو عُبيد عن أبي زيد : يقال في القِربة نُطفةٌ من ماء مثلُ الجُرْعة. قال : ولا فعل للنُّطفة.
قلت : والعرب تقول للمويهة القليلة : نُطفة ، وللماء الكثير نُطفة. ورأيت أعرابيّا شَرب من رَكِيّة يقال لها : شَفِيّة ، وكانت غزيرةَ الماء فقال : والله إنها لنطفة باردة.
وقال ذو الرُّمة فجعل الخمر نُطفةً :
* تَقطع ماءِ المُزْن في نُطفِ الخمرِ*
وسَمّى الله جلّ وعزّ المَنِيَ نطفةً فقال : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧)) [القيامة : ٣٧].
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا يزالُ الإسلام يزيد وأهلُه حتّى يسيرَ الراكب بين النُّطفتيْن لا يخشى إلا جورا».
أراد بالنطفتين : بحرَ المَشْرِق وبحرَ المغرب ؛ فأمّا بحر المشرق فإنه ينقطع عند نواحي البصرة ، وأمّا بحر المغرب فمنقطعه عند القُلْزم.
وقال بعضهم : أراد بالنطفتين ماءَ الفُرات وماء البحر الّذي يلي جُدّة وما والاها ؛ فكأنه صلىاللهعليهوسلم أراد أن الرجل يسير في أرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في طريقه غير الضلال والجَوْر عن الطريق.
وقال أبو زيد : نَطف فلان يَنطف نَطفا : إذا بَشِم. والنّطفُ : القَطز ، يقال : نَطف الماءُ يَنْطفُ نَطفا ونَطفانا : إذا قَطر ، ومن هذا قيل للقُبَيْط ناطف ؛ لأنه يَنْطف قبل استضرابه ، أي : يَقطر قبل خُثورته ، وجعل الجَعْدِيُّ الخمر ناطفا فقال :
وبات فريق ينضحُون كأنما |
سُقُوا ناطفا من أذرِعاتٍ مُفَلْفَلا |
وفي الحديث : قَطَعنا إليهم النُّطفة، أي : البحر وماه.
وقال الليث : التَّنطُّف : التعَزُّز.
وقال ابن الأعرابيّ : مَرَّ بنا قومٌ نَطِفون نَضِفُون صقارون ، أي : نجسون كفار.
ط ن ب
طنب ـ طبن ـ نطب ـ نبط ـ بطن ـ بنط : مستعملات.
بنط : أما بنط فهو مهمل ، فإذا فُصل بين الباء والنون بياءٍ كان مستعملا ، يقول أهلُ اليَمن للنساج : البِيَنطُ ، وعلى وزنه البِيَطْر ، وقد مرَّ تفسيره.
طنب : قال الليث : الطُّنْبُ : حَبلُ الخِباء والسُّرادق ونحوهما. وأطنابُ الشجر : عروقٌ تتَشعّب من أُرومتها. وأطنابُ الجسد : عَصب تصل المفاصل والعظام وتشدّها.
وقال شمر : يقال : هو جارِي مطانِبِي ، أي : طُنْبُ بيته إلى طُنْب بيتي.
أبو عُبيد عن أبي زياد والكلابي : الأواخِيُّ : الأطناب ، واحدتها أَخِيّة.
والأطنابُ : المبالغة في مدح أو ذَمِّ ، والإكثار فيه.
وقال الأصمعيّ : الإطنابةُ : السَّيرُ الّذي على رأس الوَتَر من القَوس.
وقال الليث : هو سَير يوصل بوتر القَوس العربيّة ، ثم يُدار على كُظْرها. وقَوْسٌ مُطَنَّبةٌ.
وقال النَّمِر بن تَوْلب :
كأنّ امرأ في الناس كنتَ ابنَ أُمَّه |
على فَلَجٍ من بطن دَجلة مُطْنِبِ |
على فَلَج ، أي : على نَهْر مُطْنِب : بعيد الذهاب ، يعني هذا النهر ، ومنه : أطنب في كلامه : إذا أبعد ، يقول : من كنت أخاه فإنما هو على بحر من البحور من الخصب والسَّعة.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المُطْنِبُ : المدّاحُ لكل أحد. والمِطْنَبُ : المِصفاة.
وقال غيره : الإطنابةُ : سَيرُ الحِزام المعقود إلى الإبزيم ، وجمعه الأطانيب.
وقال سلامة :
حتى استغثن بماء الملح ضاحِيَةً |
يرْكُضْنَ قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأطانيبِ |
وقيل : عقدُ الأطانيب : الألبابُ والحُزُم إذا استرخت ، وحيلٌ أطانيبُ : يتبَعُ بعضُها بعضا ، ومنه قول الفَرَزدق :
وقد رأى مُصْعَبٌ في ساطعٍ سَبِطٍ |
منها سوابِقُ غاراتٍ أطانيبِ |
يقال : رأيت إطْنابةً من خيل وطير. وفرسٌ أطنبُ : إذا كان طويلَ القَرَى ، وهو عيب ، ومنه قول النابغة :
لقد لَحِقْتُ بأولَى الخيل يَحْمِلُني |
كبْداءُ لا شَنَجٌ فيها ولا طَنَبُ |
وجيشٌ مِطْنَابٌ : بعيدُ ما بين الطَّرَفين ، لا يكاد ينقطع ، قال الطَّرِمّاح :
عَمِّي الّذي صَبَح الحَلائبَ غُدْوَةً |
من نَهْرَوان بجَحْفَل مِطْنابِ |
وقال أبو عمرو : التَّطنيبُ : أن تُعلِّق السقاءَ من عمود البيت ثم تَمخَضه.
والمَطْنَبُ : حبلُ العاتق ، وجمعه مَطانِب.
وقال امرؤ القيس :
وإذ هي سَوداءُ مثلُ الفَحيم |
تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكَبا |
ويقال للشمس إذا تَقَضَّبَتْ عند طلوعها : لها أطناب ، وهي أشعَّةٌ تمتدّ كأنها القُضُب.
وفي حديث عمر : أن الأشْعث تزوّج امرأةً على حكمها ، فردّها إلى أطناب بيتها، يعني ردّها إلى مهر مثلها من نسائِها.
والأطناب : الطوال من حِبَال الأخْبية ، والأُصُرُ : القِصارُ ، واحدُها إصار.
وقال أبو زيد : الأطنابُ : ما شَدُّوا به البيت من الحبال بين الأرض والطرائق.
والأصر إلى الكسر.
طبن : قال الليث : طَبِنَ فلانٌ لفلان يَطْبَن طَبانةً وطَبَنا : إذا فَطِنَ له فهو طَبِن.
شمر : قال أبو زيد : طَبِنتُ به أطبَنُ طَبَنا ،
وطَبَنتُ أَطْبَن طبانةً ، وهو الخَدْع.
قال : وقال أبو عُبيدة : الطَّبانة والتَّبانة واحدٌ ، وهما شدة الفِطْنة.
وقال اللحياني : هي الطّبانة والطبانية ، والتّبانة والتَّبانية ، واللّقانة واللَّقانية ، واللَّحانةُ واللَّحانية ، معنى هذه الحروف واحد. ورجلٌ طَبِنٌ تَبِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ.
وفي الحديث : أن حبشيّا زُوِّج روميّةً فطَبِنَ لها غلام رومي فجاءت بولد كأنه وزغة.
قال شمر : طَبِنَ لها غلام ، أي : خيّبها وخَدَعها ، وأنشد :
فقلت لها بل أنت حَنّةُ حَوقَلٍ |
جَرَى بالفِرَى بيني وبينكِ طابِنُ |
أي : رفيقٌ بذلك ، داهٍ خِبٌّ عالم به.
أبو عُبيد : ما أدري أيُ الطبن هو ، كقولك : ما أدري أي الناس هو.
وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابيّ : الطبَن لعبة يقال لها السُّدَّر ، وأنشد :
* يَبتْنَ يلعَبْنَ حوَالَي الطَّبَنْ *
وقال الليث : الطّبنُ : خطّةٌ يخطها الصبيان يلعبون بها مستديرةٌ يسمونها الرحا.
ويقال : الطِّبْر ، وأنشد :
من ذكر أطلالٍ ورَسْمٍ ضاحِي |
كالطِّبن في مختلَفِ الرِّياح |
ورواه بعضهم كالطَّبْل.
اللحياني : اطمأنّ قلبُه ، واطبأنَ ، وطامَن له ظهره ، وطابَنَه ، وهي الطُّمأنينة والطُبَأنينة.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الطُّبْنَةُ : صوتُ الطُّنبور ، ويقال للطنبور : طُبْنٌ.
وأنشد :
فإنّك منّا بيْن خيلٍ مُغيرةٍ |
وخَصم كعُورِ الطُّبْن لا يَتَغَيَّبُ |
نطب : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : النَّطَابُ : حبلُ العاتِق ، وأنشد :
نحن ضَربناه على نِطابه |
قُلْنَا به قُلْنا به قُلْنَا به |
قلنا به ، أي : قتلناه ، قال : والمِنْطَبَةُ والمِنْطَبُ : المِصْفاةُ ، وخُرُوق المِصفاة تُدْعَى النَّواطب ، وأنشد :
* ذِي نَواطِبَ وابتزالِ*
عمرو عن أبيه : النَّطْبُ : نَقْرُ الأُذن ؛ يقال : أنْطب أُذنَه ، وأنقر ، وبَلّط أُذُنه بمعنًى واحد.
نبط : قال اللّيث : النَّبَطُ : الماء الّذي يَنْبُطُ من قَعر البئر إذا حُفرت ؛ وقد نَبَط ماؤها يَنْبِط نَبْطا ونُبوطا وأنبطنا الماء ، أي : استنبطناه وانتهينا إليه. قال : وكذلك ما يتحلّب من الجبل كأنه عَرَقٌ يخرج من أعراض الصخر ؛ يقال لذلك الماء : النَّبَط.
أبو عُبيد عن أبي عمرو : حَفَر فأثلجَ إذا بلغ الطين ، فإذا بلغ الماء قيل : أنبط ،
فإذا كَثُر الماءُ قيل : أماهَ وأمْهَى ، فإذا بلغ الرّملَ قيل : أسْهب.
وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال للرجل : إذا كان يَعِدُ ولا يُنْجِزُ : فلانٌ قريبُ الثّرَى ، بعيدُ النَّبَط.
وقال غيره : يقال فلانٌ لا يُنالُ نَبَطُه ، إذا وُصف بالعِزّ والمَنَعة حتى لا يجد عدوّه سبيلا إلى أن يَتهَضّمه فيما تحت يده ، وقال الشاعر :
قريبٌ ثَراه ما ينالُ عَدُوُّه |
له نَبَطا آبِي الهَوانِ قَطُوبُ |
أبو عُبيد عن أبي زيد في شيات المعزى قال : النَّبطاءُ : البيضاءُ الجنبيْن. وقال أبو عُبيدة : إذا كان الفرس أبيضَ البطن فهو أنبط ، وقال ذو الرُّمة يَصِف الصبح :
كمِثل الحِصان الأنْبطِ البَطْن قائما |
تمايل عنه الجُلُّ فاللّوْنُ أشقرُ |
وقال الليث : النَّبَطُ والنُّبْطةُ : بياضٌ تحت إبط الفرس ، ورُبّما عَرُض حتى يَغْشَى البطن والصدر. قال : وشاةٌ نَبطاءُ : مُوَشّحةٌ ، أو نَبطاء مُحْوَرّة ، فإذا كانت بيضاء فهي نَبطاء بسوادٍ ، وإن كانت سوداء فهي نَبطاء ببياض. قال : والنَّبَطُ والنَّبِيطُ كالحَبَش والحَبِيش في التقدير. قال : والنِّسبة نَبَطِيّ ، وهو اسم جِيل ينزلون السَّواد ، والجميع الأنباط. قالوا : وعِلَلُ الأنْباط : هو الكامان المُذاب يُجعل لَزوقا للجرح.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال رجل نُبَاطِي وبِنَاطي ، ولا تقل بَنَطِيّ.
وقال غيره : تَنَبّط فلان : إذا انتمى إلى النبط. واسْتنبط الفقيه : إذا استخرج الفِقَه الباطنَ باجتهاده وفَهْمِه. وقال الله تعالى : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء : ٨٣] ، وقال الزَّجاج : معنى يَسْتَنْبِطُونَهُ في اللغة : يستخرجونه ، وأصله من النَّبَط ، وهو الماء الّذي يخرج من البئر أوّلَ ما تُحفر ، يقال من ذلك : أنبط في غَضْراء ، أي : استنبط الماء من طين حُرّ قال : والنَّبَطُ إنما سُمُّوا نَبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين. ووعْسَاءُ النُّبيط ويقال : النُّمِيْط رَمْلةٌ معروفة بالدَّهْناء.
بطن : البَطْنُ : بَطْنُ الإنسان معروف ، وهي ثلاثة أبْطُن إلى العشر ، وبطونٌ كثيرة لما فوق العشر ، وتصغيرُ البَطْن : بُطَيْن.
والبُطَيْنُ : نجمٌ من منازل القمر بين الشَرطَيْن والثُّرَيا وأكثرُ ما جاء مصغّرا عن العرب وهو بطن بُرج الحَمَلُ والشرطَان قرناه.
أبو حاتم عن الأصمعيّ : بَطَن فلان بفلان يبْطُن به بُطونا : إذا كان خاصا به ، داخلا في أمره. ويقال : إن فلانا لذو بِطانة بفلان ، أي : ذو علم بداخلة أمره.
ويقال : أنت أبْطنتَ فلانا دوني ، أي جعلتَه أخَصَّ بك مني ، وهو مُبْطَن : إذا أدخله في أمره وخُصّ به دون غيره ، وصار من أهل دَخْلَتِه وقال الله جلّ وعزّ :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) [آل عمران : ١١٨].
قال الزجاج : البِطَانةُ : الدُّخلاء الذين يُنبسط إليهم ويُستبطنون ، يقال : فلان بِطانةٌ لفلان ، أي : مُداخِلٌ له مؤانس.
والمعنى : أن المؤمنين نهُوا أن يَتّخذوا المنافقين خاصّتهم ، ويُفضوا إليهم بأسرارهم.
وقال الأصمعيّ : يقال : أبطن فلان السّيفَ كَشّه : إذا جعله تحت خَصْره.
ويقال : بطّن فلان ثَوْبه تَبْطينا وهي البِطَانة والظِّهارة ، قال الله تعالى : (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) [الرحمن : ٥٤].
قال الفراء في قوله : (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) [الرحمن : ٥٤] قد تكون البِطانة ظِهارة ، والظِّهارة بطانة ، وذلك أن كل واحد فيها قد يكون وجها. وقد تقول العرب : هذا ظَهْرُ السماء لظاهرها الّذي تراه.
وقال غير الفراء : البِطَانةُ : ما بَطَن من الثوب وكان من شَأْن الناس إخفاؤه.
والظِّهارةُ : ما ظهر وكان من شأن الناس إبداؤه وإنما يجوز ما قاله الفراء في ذي الوجهين المتساويين ، إذ وَلى كلّ واحد منهما قوما لحائط يَلِي أحدُ صَفْحيه قوما ، والصَّفْحُ الآخَرُ قوما آخرين ، فكلُّ وجه من الحائط ظهرٌ لمن يَليه ، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْرٌ وبَطْنٌ ، وكذلك وَجْها الجبل وما شاكله. فأما الثّوبُ فلا يجوز أن تكون بِطانتهُ ظهارة ، وظهارتهُ بِطانة ، ويجوز أن يُجعل ما يلينا من وجه السماء والكواكب ظهرا وبَطنا ، وكذلك ما يَلينا من سُقوفِ البيت.
وقال الأصمعيّ : يقال : ضَرب فلان البعيرَ فَبَطن له : إذا ضربه تحت البَطْن ، وأنشد :
إذا ضَربت مُوقَرا فابْطُنْ له |
تحت قُصَيْرَاه ودونَ الجُلّهْ |
ويقال : بَطَنه الداء ، وهو يَبْطُنه : إذا دَخله بُطونا. والبَطْنُ من الأرض : الغامض الداخل ، والجميع البُطْنان. ويقال : شأوٌ بَطين ، أي : بعيد.
وأنشد :
وبَصْبَص بين أدَاني الغَضَى |
وبين عُنَيزةَ شَأْوا بَطينَا |
أبو عبيد عن الأصمعيّ : بُطَانُ الريش : ما كان تحت العَسِيب ، وظُهْرانُه : ما كان فوق العَسِيب.
ويقال : رَأَسَ سهمه بظُهران. ولم يَرِشْه ببُطْنان ، لأن ظُهرانَ الرِّيش أَوْفَى وأتم ، وبطنانُ الريش قصارٌ ، وواحد البُطْنان بَطْن ، وواحد الظُّهران ظهر. والعَسِيبُ : قضيبُ الريش في وَسَطه.
وقال غيره عن الأصمعيّ : بَطِنَ الرجلُ يَبْطَن بطَنا وبِطْنةً : إذا عَظُم بَطْنُه.
وقال القُلاخ :
ولم تَضَع أولادَها من البَطَنْ |
ولم تُصِبه نَعْسَةٌ على غَدَنْ |
ويقال : ثَقُلت عليه البِطْنة : وهي الكِظة.
ويقال : ليس للبِطْنة خيرٌ من خَمصة تتبعها ، أراد بالخَمصة : الجوْعة.
ويقال : مات فلان بالبَطَن. وأتى فلان الوادِيَ فتبطّنه ، أي : دخل بطنَه.
والبِطَانُ : الحِزامُ الّذي يلي البَطْن.
ويقال للذي لا يزال ضَخم البَطْن : مِبطان ، فإذا قالوا : رجلٌ مُبطَّنٌ فمعناه أنه خميص البَطن.
قال مُتَمّم بن نُويْرة :
* فتًى غيرَ مِبطان العشيات أرْوَعا*
الحرانيُّ عن ابن السكِّيت : رجلٌ مُبَطَّن : خميصُ البطن. وامرأة مُبَطَّنة.
وقال ذو الرُّمة :
رَخِيماتُ الكلامِ مُبَطّناتٌ |
جواعل في البُرى قَصَبا خِدالا |
ورجلٌ بَطين : عظيم البطن. ورجلٌ مبطونٌ : يشتكي بطنَه.
وفي الحديث : «المبطون شهيدٌ» : إذا مات بالبطن. ورجلٌ بَطن : لا يهمه إلا بَطنُه.
ورجل مِبطانٌ : إذا كان لا يزال ضخم البطن من كثرة الأكل.
ومن أمثال العرب التي تُضرب للأمر إذا اشتد : التَقَتْ حَلْقتا البِطان. ومن صفات الله جلّ وعزّ : «الظَّاهِرُ وَالْباطِنُ» تأويلها : ما روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم في تمجيد الرّب : «اللهم أنت الظّاهرُ فليس فوقك شيء ، وأنت الباطنُ فليس دُونَك شيء».
وقيل معناه : أنه علم السرائر والخفيات.
كما علم كلَّ ما هو ظاهر للخلق.
وقال الليث : الباطِنةُ من البَصرة والكوفة : مجتمَع الدُّور والأسواق في قصبتها.
والضاحيةُ : ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزا.
ويقال : بَطْنُ الراحة ، وظَهر الكف.
ويقال : باطنُ الإبط ، ولا يقال بطنُ الإبط. وباطنُ الخف : الّذي يليه الرِّجْل.
والنِّعمةُ الباطنةُ : الَّتي قد خَصّت.
والظاهرةُ : التي قد عَمّت.
والبِطْنةُ : امتلاءُ البَطْن وهي الأَشَر من كثرة المال أيضا.
ورُويَ عن إبراهيم النَّخَعِيّ أنه كان يُبَطِّن لحيته ويأخذ من جوانبها.
قال شمر : معنى يُبَطِّنُ لحيته ، أي : يأخذ من تحت الحنك والذّقَن الشعرَ.
وقال ابن شميل : بُطْنانُ الأرض : ما تَواطَأ في بطون الأرض سهلِها وحَزْنِها ورياضِها ، وهي قرار الماء ومُستنْقعُه ، وهو البواطن والبطون.
يقال : أخذ فلانٌ باطنا من الأرض ، وهي : أبطأ جُفوفا من غيرها. ورجلٌ بِطين الكُرْز : إذا كان يخبأ زاده في السّفر ويأكل زاد صاحبه.
وقال رُؤبة يَذمّ رجلا :
* أو كُرّزُ يمْشي بَطينَ الكرَّزْ*
ويقال : ألْقت المرأة ذا بَطنِها ، أي :
وَلدت. وألْقت الدَّجاجةُ ذا بَطنِها : إذا باضت.
وقال الليث : لحافٌ مَبْطون ومُبَطن.
ويقال : أنت أبْطَنُ بهذا الأمر ، أي : أخْبرُ بباطنه. وتبطنْتُ الأمر ، أي : عَلِمت باطنَه. وتبطنْتُ الواديَ ، أي : دَخلْت بطنَه وجولْتُ فيه.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : البِطَانُ للقَتَب خاصّةً ، وجمعُه أبطنة والحِزامُ للسّرج.
قال : وقال أبو زيد والكسائي : أبطنتُ البعير : إذا شَددت بِطانه.
وقال ذو الرمة في بيت له :
أو مُقحمٌ أضعفَ الإبطانَ خَادجُه |
بالأمْس فاستأخر العِدْلان والقَتَبُ |
شبّه الظليم بحمل أدعج أضعف حَادجُه شَدَّ بطانه عليه فاسترخى ، فشبّه استرخاء عِكْمَيه عليه باسترخاء جناحيِ الظليم.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : بَطَنت البعيرَ أبطنه : شَددتَ بِطانة.
قلت : وقد أنكر أبو الهيثم هذا الحرف على الأصمعيّ : بَطَنت وقال : لا يجوز إلا أبطنت ؛ واحتج ببيت ذي الرُّمة ، قلت : وبَطَنت لغةٌ أيضا.
ابن شُميل : يقال : بُطِن حَملُ البعيرِ وواضَعَه حتى يَتضع ، أي : حتى يسترخي على بطنه ويتمكن الحملُ منه. ويقال :
تبطّن الرجل جاريتَه : إذا باشرها ولَمَسها.
وقال امرؤ القيس :
* ولم أتبطن كاعبا ذاتَ خَلْخال*
وقال شمر : تبطنها : إذا باشر بطنُه بطنَها في قوله :
* إذا أَخُو لذّة الدنيا تبطنها*
وقال أبو عبيدة : في باطن وظيفَي الفرس أَبطَنان ، وهما عِرقان استبطنا الذراع حتى انغمسا في عَصَب الوَظيف.
ويقال : استبطن الفَحْلُ الشَّوْلَ : إذا ضربها كلَّها فلُقحت ، كأنه أودع نُطفَته بطونها.
ومنه قول الكميت :
وخَبَّ السَّفا واستبطنَ الفَحْلُ والتَقَتْ |
بأمْعَزها بُقْعُ الجنادبِ تَرْتَكلْ |
ط ن م
طمن ـ طنم ـ نمط ـ نطم : مستعملة.
أمَّا نطم وطنم فإن الليث أهملهما.
[نطم] : وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : النطْمةُ : النّقْرة من الدِّيل وغيره ، وهي النطْبَة بالباء أيضا.
[طنم] : وأما الطَنمة : فصوت العُود المُطرِب.
[طمن] : قال اللَّيث : اطمأن قلبه : إذا سكَن.
واطمأنت نفسُه.
وقيل في تفسير قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)) [الفجر : ٢٧] ، هي التي قد اطمأنت بالإيمان وأخبتت لربّها.
وقوله تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَ قَلْبِي) [البقرة : ٢٦٠] ، أي : ليسكن إلى المعاينة
بعد الإيمان بالغيب. والاسمُ : الطُّمأنينة.
ويقال : طامن ظَهره : إذا حناه ، بغير همز ؛ لأن الهمزة التي حلت في اطمأن إنما حلَّت فيها حِذارَ الجمع بين الساكنين.
ومنهم من يقول : طأمن ، بالهمزة التي لزمت اطمأن.
نمط : رُوِيَ عن عليّ رضياللهعنه أنه قال : خيرُ هذه الأمة النَّمطُ الأوْسط ، يَلحق بهم التالي ويَرجع إليهم الغالي.
قال أبو عبيدة في النَّمط : هو الطريقة.
يقال : الزم هذا النَّمط.
قال : والنمط أيضا : الضَّرب من الضُّروب والنَّوْعُ من الأنواع.
يقال : ليس هذا من ذلك النمط ، أي : من ذاك النوع.
يقال هذا في المتاع والعلم وغير ذلك.
والمعنى الّذي أرادَه عليُّ أنه كَرِه الغُلُو والتَّقصير كما جاء في الأحاديث الأُخر.
قلت : والنمط عند العرب والزَّوْج : ضروبُ الثّياب المُصَبَّغة ، ولا يكادون يقولون : نمط ولا زَوْجٌ إلا لما كان ذا لوْنٍ من حُمرة أو خُضرة أو صُفرة ، فأما البياضُ فلا يقال له نمط ، ويُجمع أنماطا.
وقال الليث : النمط : طِهارةُ الفراش.
ووَعْسَاءُ النُّميط والنُّبيط معروفةٌ ، تُنبِت ضُروبا من النبات.
ذكرها ذو الرُّمة فقال :
فأضْحتْ بوَعْساء النَميط كأنها |
ذُرَا الأَثل من وادي القُرَى ونخيلُها |
[باب الطاء والفاء]
ط ف ب : مهمل.
ط ف م
استعمل من وجوهه : فطم.
فطم : قال الليث : فطَمْتُ الصّبيَّ ، وفطمتْه أمُّه تَفْطِمه : إذا فصلته عن رَضاعها.
وغلامٌ فَطِيم ومفْطُوم. وفَطَمت فلانا عن عادته.
وقال غيره : أصل الفَطْم القطعُ وفَطْمُ الصّبيّ فصله عن ثَدْي أمّه ورَضاعِها ، وتُسَمَّى المرأة فاطمة وفطَام وفطيمة.
وفي الحديث : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ في بُرد سِيَرَاء : «اقطعه خُمُرا واقسمه بين الفواطم».
قال القُتيبي : إحداهنّ فاطمة بنتُ رسول الله صلىاللهعليهوسلم. والثانية فاطمة بنتُ أسد ابن هاشم ، أمُّ علي بن أبي طالب ، وكانت أسلمت ، وهي أول هاشمية وَلدت لهاشمي.
قال : ولا أعرف الثالثة.
قلت : والثالثة فاطمة بنتُ عتبة بن ربيعة ، وكانت هاجرت وبايعت النبي صلىاللهعليهوسلم.
ومن الفواطم : فاطمة بنتُ حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، رضياللهعنه ، ولعلها الثالثة ، لأنها من أهل البيت عليهمالسلام.
[باب الطاء والباء مع الميم]
ط ب م
بطم : الليث : البُطُم : شجرُ الحبة الخضْراء ، والواحدة بُطْمة ، ويقال بالتشديد.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البُطم والضَّرْو : حَبةُ الخضراء.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : البُطَّم ـ مُثقل ـ : الحبة الخضراء.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المنهج العام لكتاب تهذيب اللغة
١ ـ يتَّبع مخارج الحروف. وتأليفها :
ع ح ه خ غ / ق ك / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ي.
وقد نظمها أبو الفرج سلمة بن عبد الله المعافري في قوله :
يا سَائِلِي عَنْ حُرُوفِ العَيْنِ دُوْنَكَهَا |
في رُتْبَةٍ ضَمَهَّا وَزْنٌ وإِحْصَاءُ |
|
العَيْنُ والحَاءُ ثُمَّ الهَاءُ والخَاءُ |
والغَيْنُ والقَافُ ثُمَّ الكَافُ أَكْفَاءُ |
|
والجيْمُ والشِّيْنُ ثُمَّ الضَّادُ يَتْبَعُهَا |
صَادٌ وسِيْنٌ وَزايٌ بَعْدَهَا طَاءُ |
|
والدَّالُ والتَّاءُ ثُمَّ الظَّاءُ مُتَّصِلٌ |
بِالظَّاءِ ذَالٌ وثَاءٌ بَعْدَهَا رَاءٌ |
|
واللَّامُ والنُّوْنُ ثُمَّ الفَاءُ والبَاءُ |
والمِيْمُ والوَاوُ والمَهْمُوزُ واليَاءُ |
٢ ـ يجري نظام أبواب الكتاب على الوجه التالي :
أولا : المضاعف.
ثانيا : أبواب الثلاثي الصحيح.
ثالثا : أبواب الثلاثي المعتل.
رابعا : أبواب اللفيف.
خامسا : الرباعي مرتبا على أبوابه.
سادسا : الخماسي بدون أبواب.
فهرس الأبواب اللغوية للجزء الثالث عشر من تهذيب اللغة
أبواب السين والنون............................................................ ٥
باب السين والنون مع الفاء..................................................... ٥
باب السين والنون مع الباء.................................................... ١١
باب السين والنون مع الميم.................................................... ١٣
باب السين والباء والميم معهما................................................. ١٨
هذه أبواب الثلاثي المعتل من حرف السين...................................... ١٩
أهملت السين مع الزاي قلم تأتلفا.............................................. ١٩
باب السين مع الطاء......................................................... ١٩
باب السين والدال........................................................... ٢٣
باب السين والتاء............................................................ ٣٢
باب السين والراء............................................................ ٣٤
باب السين واللام............................................................ ٤٧
باب السين والنون........................................................... ٥٣
باب السين والفاء............................................................ ٦٣
باب السين والباء............................................................ ٦٧
باب السين والميم............................................................ ٧٥
باب اللفيف من حرف السّين................................................. ٨٤
أبواب رباعي السين......................................................... ١٠٠
باب السين والطاء.......................................................... ١٠٠
باب السين والدال.......................................................... ١٠٣
باب السين والثاء........................................................... ١٠٦
باب السين والراء ـ والسين واللام............................................. ١٠٦
كتاب الزاي............................................................... ١١١
أبواب المضاعف من حرف الزاي............................................. ١١١
باب الزاي والطاء........................................................... ١١١
باب الزاي والتاء........................................................... ١١١
باب الزاي والراء............................................................ ١١١
باب الزاي واللام........................................................... ١١٤
باب الزاي والنون........................................................... ١١٧
باب الزاي والفاء........................................................... ١١٨
باب الزاي والباء........................................................... ١١٩
باب الزاي والميم............................................................ ١٢١
أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الزاي....................................... ١٢٤
أبواب الزاي والطاء......................................................... ١٢٤
باب الزاي والدال.......................................................... ١٢٥
باب الزاي والتاء........................................................... ١٢٨
والزاي قد أهملت مع الظاء ومع الذال ومع الثاء إلى آخر الحروف................. ١٢٩
أبواب الزاي والراء.......................................................... ١٢٩
أبواب الزاي واللام.......................................................... ١٤٤
أبواب الزاي والنون......................................................... ١٥٣
باب الزاي والباء مع الميم.................................................... ١٥٩
أبواب الثلاثي المعتل من حرف الزاي.......................................... ١٦١
باب الزاي والطاء........................................................... ١٦١
باب الزاي والتاء........................................................... ١٦٢
أُهملت الزاي مع الظاء، وأُهملت مع الذال ومع الثاء............................. ١٦٣
باب الزاي والراء............................................................ ١٦٣