تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

كان أسر قيس بن العيزارة حين أسرته فَهم ، فأخذ ثابت بن عامر سلاحه فلبس سيفه يجره على الحصى فوقره ، لأنه كان قصيرا.

ويقال : ابتَزَّ الرجلُ جارِيتَه من ثِيابها : إذا جَرَّدها ، ومنه قولُ امرىء القيس :

إذا ما الضَّجيع ابتزَّها مِن ثيابِها

تمِيل عليه هَوْنةً غيرَ مِتْفالِ

والبُزابزُ : الرجل الشديدُ القويّ وإن لم يكن شجاعا.

وقال أبو عمرو : رجل بَزْبَزٌ وبُزابِز.

والبَزْبَزةُ : شِدّة السَّوْق ، وأنشد :

ثم اعْتَلاها قَزَحا وارْتَهَزا

وساقَها ثمَّ سِياقا بَزْبَزا

قال : والبَزْبزة : معالَجة الشيء وإصلاحه ، يقال للشيء الّذي أجيد صنعتُه : قد بَزْبَزْتُه ، وأَنشَد :

وما يَستوِي هِلْبَاجَةٌ متَنفِّجٌ

وذو شُطَبٍ قد بَزْبَزته البَزابزُ

يقول : ما يستوِي رجلٌ ثقيلٌ ضَخْم كأنه لَبنٌ خاثرٌ ورجلٌ خفيفٌ ماضٍ في الأمور ، كأنه سَيْف ذو شُطب قد سَوّاه الصانعُ وصَقَله.

وقال أبو عمرو : البَزْباز : قَصَبة من حديدٍ على فَمِ الكِير تنفخُ النارَ.

وأَنشدَ :

إيها خُثَيْمُ حرّك البَزْبازَا

إنّ لنا مجالسا كِنازا

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البَزْبَز : الغلامُ الخفيف الرُّوح. قال : والبِزِّيزَى السِّلاح ، وبَزْبَز الرجلُ وعَبَّدَ : إذا انهزَم وفَرّ.

وقال أبو عمرو : البَزَز : السِّلاحُ التامُّ.

[باب الزاي والميم]

ز م

زم. مز : [مستعملان].

زم : قال الليث : زَمَ : فِعْلٌ من الزِّمام ، تقول : زَمَمْتُ الناقَة أزمّها زَما.

قال : والعُصْفورُ تزمُ بصَوْتٍ له ضعيف ، والعِظامُ من الزَّنابير يَفْعلن ذلك.

قال : والذِّئب يأخذ السَّخْلَة فيَحمِلها ويَذهَب بها زاما ، أي : رافعا بها رأسَه ، تقول : قد ازدَمَ سَخْلةً فذَهَب بها.

وقال أبو عُبيد : الزَّمُ : التقدُّم ، وقد زَمَ يزِمّ : إذا تقدَّم.

وأَنشَد :

* أَن اخضَرَّ أو أَنْ زَمَ بالأنْف بازِلُهْ*

وزَمَ الرجلُ بأَنْفه : إذا شَمَخ ، فهو زَامٌ.

وقال اللّيث : زَمزَم العِلْجُ إذا تكَلَّف الكلامَ عند الأكل وهو مطبقٌ فَمَه.

ومن أمثالهم : حَوْلَ الصِّلِّيَان الزَّمْزمة ؛ والصِّلِّيانُ من أفْضل المَرعَى ، يُضرَب مَثَلا للرجل يَحُوم حَوْلَ الشيء ولا يُظهِرُ مَرامَه. وأَصلُ الزَّمْزَمة : صوتُ المَجوسيُ

١٢١

وقد حَجا ؛ يقال : زَمْزَمَ وزَهْزَمَ ؛ وقال الأعشى :

* له زَهزَمٌ كالغَنّ*

فالمعنى في المَثَل : أن ما تسمع من الأصوات والجَلَب لطلب ما يُؤكَل ويتمتّع به.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَمزم : إذا حفظ الشيء. ومزمز : إذا تعتع إنسانا. قال : مزمّ وزام وازدم كله : إذا تكبر.

أبو عبيد عن أبي زيد : الزمزِمة من الناس : الخمسون ونحوها.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : هي زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ ، وهي الشُّباعةُ ، وهَزْمَةُ المَلِكِ ، ورَكْضَةُ جبريلَ لبئر زمزَم الّتي عند الكعبة.

والرّعدُ يُزمزِم ثم يُهَدْهِد ؛ وقال الراجز :

تَهِدُّ بين السَّحْر والغَلاصمِ

هَدّا كهَدِّ الرَّعدِ ذي الزَّمازِمِ

ابن السكّيت : الزَّمّ مَصدَرُ زَمَمْتُ البعيرَ : إذا عَلّقتَ عليه الزَّمام.

قال : وحَكَى ابنُ الأعرابيّ عن بعض الأعراب : لا والّذي وَجْهِي زَمَم بَيْتِه ما كان كذا وكذا ، أي : قُبالتَه.

وقال غيرُه : أمرٌ زَمَم وأَمَمٌ وصَدَرٌ ، أي : مُقارب.

والإِزْمِيم : الهِلال إذا دَقّ في آخِر الشهر واستَقْوَس ، قال ذو الرُّمة :

قد أَقطَع الخَرْقَ بالخَرْقاءِ لاهِيةً

كأنما آلُها في الآلِ إزْمِيمُ

شَبَّه شخصَها فيما شَخَص من الآل بهلالٍ دقّ كالعُرْجون لضُمْرِها. ويقال : مائة من الإبل زُمْزُوم ، مِثل الجُرْجور ، وقال الراجز :

* زُمْزومُها جِلَّتُها الخِيارُ*

أبو عبيدة : فرس مُزَمْزِم في صوتِه : إذا اضطرب فيه.

وزَمازِمُ النار : أصواتُ لَهَبِها ؛ وقال أبو صخر الهُذَليّ :

* زَمازِمُ فَوّارٍ من النّار شاصِب*

والعَرب تَحكِي عَزِيف الجِنّ باللّيل في الفَلَوات بزِيزِيم ، قال رؤبة :

* تَسمَع للجِنّ به زِيزِيمَا*

ويقال : ازدَمّ الشيءَ إليه : إذا مَدّه إليه.

مز : قال الليث : المِزُّ : اسمُ الشيءِ المَزِيز ، والفعل مَزَّ يَمَزّ ، وهو الّذي يقع مَوقِعا في بلاغته وكثرته وجَوْدته.

قال ابن الأعرابي : المِزُّ : الفَضْل ، يقال : هذا شيءٌ له مِزٌّ على هذا أي فَضْل. وهذا أَمَزُّ من هذا ، أي : أَفضَل. وشَيءٌ مَزِيز : فاضِلٌ.

وقال اللّيث : المُزُّ من الرُّمّان : ما كان طعمُه بين حُموضةٍ وحَلاوة.

قال : والمُزّة : الخَمْرة اللَّذيذة الطعْم ، وهي المُزَّاء ، جُعِل ذلك اسما لها ، ولو كان نعتا لقلتَ مُزَّى.

١٢٢

وقال ابنُ عُرْس في جُنَيد بنِ عبد الرحمن المُزِّي :

لا تَحسَبَن الحربَ نَوْمَ الضُّحَى

وشُرْبَكَ المُزّاءَ بالباردِ

فلمّا بلغه ذلك قال : كذَب عليّ! واللهِ ما شربتُها قطّ.

قال : والمُزّاء : من أسماء الخمر ؛ تكون فُعّالا من المزية وهو المفضلة تكون من أمزيت فلانا على فلان ؛ أي : فضلته.

أبو عبيد : المُزّاءُ : ضَرْبٌ من الشّراب يُسكِر.

وقال الأخطل :

بئس الصُّحاةُ وبئسَ الشُّرْبُ شرْبُهُم

إذا جَرى فيهُم المُزّاءُ والسَكَرُ

وقال شمر : قال بعضُهم : المُزّة : الخمرُ الّتي فيها مَزازة ؛ وهي طَعمٌ بين الحلَاوة والحموضة ؛ وأَنشدَ :

مُزّة قبلَ مَزْجِها فإذا ما

مُزِجَتْ لَذَّ طعمُها من يَذُوقُ

قال : وحَكى أبو زيد عن الكلابيّين : شرابكم مُزٌّ وقد مَزَّ شَرابُكم أقبحَ المزَازة والمُزوزة ، وذلك إذا اشتدت حُموضته.

وقال أبو سعيد : المَزّة ـ بفتح الميم ـ : الخمرُ ؛ وأنشد قولَ الأعشى :

* وقَهوةً مُزّةً رَاوُوقُها خَضِلُ*

وأنشد قولَ حسّان :

كأنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزّة

حديثةُ العهدِ بفضِّ الخِتَام

أبو عُبيد عن أبي عمرو : التمزُّز : شربُ الشراب قليلا قليلا ، وهو أقلُّ من التمزُّز ، والمزّة من الرضاع مثل المصَّة.

قال طاوس : المزة الواحدة تُحرِّم ، والمزْمَزة والبزبزةُ : التحريكُ الشديد.

وقال الأصمعيّ : مَزْمَز فلانٌ فلانا : إذا حَرّكه وهي المَزْمَزَة.

قال : ومَصْمَص إناءه : إذا حرّكه وفيه الماءُ ليغسِلَه.

* * *

١٢٣

أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الزاي

أبواب الزاي والطاء

ز ط د ، ز ط ت ، ز ط ظ ، ز ط ذ ز ط ث : مهملات.

ز ط ر

طرز. رطز. زرط. طزر : [مستعملات].

طرز : قال الليث : الطِّراز معروف ، وهو الموضعُ الذي تُنسج فيه الثياب الجياد.

وقال غيرُه : الطِّرَاز مُعَرَّب ، وأصلُه التقدير المستوِي بالفارسية ، جُعلت التّاء طاءً ، وقد جاءَ في الشِّعر العربيّ ، قال حسّان يَمدَح قوما :

* بِيضُ الوجوهِ من الطِّرازِ الأوّلِ*

وروَى ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ قال :

الطَّرْز : الشَّكل ، يقال : هذا طِرْزُ هذا ، أي : شَكله.

قال : ويقال للرّجل إذا تكلّم بشيءٍ هذا من طرازه ، أي من استنباطِه.

طزر : قال الليث : الطَّزَرُ : هو النَّبْتُ الصَّيْفي.

قلتُ : هذا معرّب وأصله تَزَر.

روى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنّه قال : الطَّزْرُ الدَّفع باللَّكْز.

يقال : طزَره طَزْرا : إذا دفعه.

رطز : أهملَه الليث.

وقال أبو عمرو في كتاب «الياقوتة» : الرَّطْزُ : الضعيف.

قال : وشَعْرٌ رَطَزٌ ، أي : ضعيف.

زرط : يقال : سَرَطَ الماء وزَرَطه وزرَدَه ، وهو الزَّرّاط والسَّرَّاط.

وروَى أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو أنه قرأ : الزَّرَاطَ بالزّاي خالصة ، ونحو ذلك روَى عُبيد بن عقيل عن أبي عمرو.

وروى الكسائي عن حمزَة : الزِّرَاطَ بالزاي ، خالصةً وكذلك روى بن أبي مُجالد عن عاصم ، وسائر الرُّواة رووْا عن أبي عمرو (الصِّراطَ) بالصاد.

قال ابن مجاهد : قرأ ابن كثير : (الصِّراطَ) بالصاد ، واختلف عنه. وقرأ بالصاد نافع وأبو عمرٍو وابن عامر وعاصم والكسائي.

قال غيره : وقرأ يعقوب الحضرمي : (السراط) بالسين.

ز ط ل

أهمل ، إلّا ما قال ابن دُريد : الزَّلْط :

١٢٤

المشْي السَّريع.

ز ط ن

استعمل من وجوهه : طنَزَ ـ زنَط.

الطَّنز : السُّخرية.

وفي «نوادر الأعراب» : هؤلاء قومٌ مَدْنَقَةٌ ودُنّاق ومَطْنَزَة : إذا كانوا لا خير فيهم ، هيّنةً أنفسُهم عليهم.

زنط : قال ابن دريد : تزانَط القومُ : إذا تزاحَموا.

ز ط ف

أهمل ، إلا ما قاله ابن دُريد.

فطزَ : إذا مات ، مثل : فَطَس.

ز ط ب

طبز ـ زبط : مستعملان.

طبز : أهمله الليث ، ورَوَى عمرو عن أبيه قال : الطِّبْزُ : رُكْنُ الجبل. والطِّبْزُ : الجَمل : ذو السَّنامَين الهائج.

وقال غيره : طبز فلانٌ جاريته طبْزا : إذا جامعَها.

زبط : أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : الزَّبْطُ : صياحُ البطة.

وروَى سلمة عن الفرّاء : الزَّبِيط صِياح البطة.

ز ط م

مطز : أهمله الليث وقال ابن دريد : المَطْز : النِّكاح.

أبواب الزاي والدال

زدت. زدظ. زدذ. زدث : أهملت وجوهها.

ز د ر

زرد. درز. دزر. زدر : مستعملة.

زرد : قال الليث : الزَّرد : حِلَقُ الدِّرع والمِغْفر.

سلمة عن الفراء : الزَّرْدةُ : حلقة الدِّرع ، والسَّرْد : ثقبها.

أبو عبيد عن الكسائي : سرطت الطعام وزردته ، وازدردته. أزْرُده زَردا وازدرده ازدرادا.

وقال غيره : يقال لفَلْهم المرأة : الزَّرَدان ، وله معنيان : أحدهما أنه ضِيق الخاتم ، يَزْرُد الأيْرَ إذا أولجه أي يخنُقُه ، ويقال : زرَد فلانٌ فلانا يَزْرُدُه زرْدا : إذا خنقه.

والمعنى الثاني : أنه سُمِّي زَرَداناً لازدراده الذَّكر إذا أُولج فيه.

وقالت خَلِعَةٌ من نساء العرب إنَّ هَني لزرَدان مُعتدل.

وقال بعضهم : سمّيَ الفلْهم زردانا لأنه يزدرد الذكَر ، أي : يخنقه لضيقه.

يقال : زَرَدت فلانا أزدرده : إذا خنقته فهو مزرود. كأنك خنقت مُزْدَرَدَه ، وهو حَلقهُ.

درز : قال الليث : الدَّرْزُ : دَرْزُ الثّوب ونحوه ، وهو معرب ، والجميعُ الدُّروز.

١٢٥

رَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنّه قال : الدَّرْز : نعيمُ الدّنيا ولذاتُها ، ويقال للدنيا : أمُ دَرْز.

قال : ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ ـ بالدال والذال ـ إذا تمكَّنَ من نعيم الدنيا.

قال : والعربُ تقول للدَّعِيّ : هو ابن دَرْزة وابنُ تُرْنى ، وذلك إذا كان ابن أَمَةٍ تُساعِي فجاءت به من المُساعاة ، ولا يُعرَف له أب.

ويقال : هؤلاء أولادُ دَرْزة. وأولادُ فَرْتَنَى للسفِلة والسُّقاط ، قاله المبرد.

دزر : أهمَلَه الليث.

ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الدَّزْرُ : الدفع ، يقال : دَزَره ودَسَرَه ودَفَعه بمعنًى واحد.

زدر : قرأ بعضُهم : «يومئذٍ يَزْدُرُ الناسُ أشتاتا» ، وسائرُ القراء قرأوا : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ) وهو الحقّ.

وقال ابن الأعرابيّ : يقال : جاءَ فلانٌ بَضرِب أَزْدَرَيه وأسْدَرَيْه ، إذا جاء فارغا.

ز د ل : مهمل.

ز د ن

استُعمِل من وجوهه : زند.

زند : قال اللّيث : الزَّنْدُ والزَّنْدة : خَشَبتان يُستقدَح بهما ، فالسُّفلى زَنْدة ، والزَّنْدان : عَظْما الساعِد ، أحدُهما أرقُّ من الآخَر ، فطَرفُ الزندِ الّذي يلِي الإبهامَ هو الكُوع ، وطَرف الزَّند الّذي يلي الخنْصِرَ الكُرْسُوع ، والرُّسْغُ مجتمعَ الزَّنْدَين ، ومِن عندِهما تُقطَعَ يَدُ السارق. ورجلٌ مُزَند : إذا كان بخيلا مُمْسكا.

وقال اللّيث : يقال للدَّعِيّ : مُزَنَّد.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : زَنَدَ الرجلُ : إذا كَذَب ، وزَنَد : إذا بَخل ، وزَنَد : إذا عاقَب فوق ما لَه.

قال : وأخبَرَني عمرو عن أبيه أنه قال : يقال : ما يُزْندُك أحدٌ على فَضْل زَبد ، ولا يَزْندُك ولا يُزَنِّدك ولا يُحبك ولا يحزك ولا يَشفك ، أي : لا يَزِيدُك.

وقال أبو عبيدة : يقال للدُّرْجة التي تدَسّ في حياء الناقة إذا ظئرتْ على وَلدِ غيرها : الزَّنْدُ والنُّدْأةُ.

وقال ابن شُميل : وزُنِّدت الناقةُ : إذا كان في حيائها قَرَنٌ ، فثَقَبوا حياءَها من كلّ ناحية ثم جَعلوا في تلك الثّقب سُيُورا وعَقَدُوها عَقْدا شديدا ، فذلك الزنيد.

وقال أَوسُ بن حَجَر :

أَبَنِي لُبَيْنَى إنّ أُمَّكُمُ

دَحَقَتْ فَخَرق ثَفْرَها الزَّنْدُ

ويقال : تَزنَّد الرجلُ : إذا ضاق صدره ؛ قال عديّ :

إذا أنت فاكَهْت الرجال فلا تلغ

وقل مثل ما قالوا ولا تتزيّد

ورجل مزنّد : سريع الغضب.

١٢٦

ز د ف

فزد. زفد. زدف : مستعملة.

فزد : أبو عبيد عن الأصمعيّ : تقول العَرَب لمن يَصِل إلى طَرَفٍ مِن حاجَتِه وهو يطلب نهايَتها : لَم يحْرَمْ مَنْ فُزْدَ لَهُ ، وبعضُهم يقول : مَنْ فُصْدَ له ؛ وهو الأصل ، فقُلِبت الصاد زايا ، فيقال له : اقنَعْ بما رُزِقْتَ منها ، فإنّك غيرُ محروم ؛ وأصلُ قولهم : مَنْ فُزْدَ له ، أو فُصْدَ له : فُصِدَ له ، ثم سُكِّنت الصاد فقيل : فُصْدَ ؛ لأنّه أخفّ ، وأصلُه من الفَصد ، وهو أَن يؤخذ مَصِيرٌ فيُلقَم عِرقا مفصودا في يد البعير حتّى يمتلىء دَما ، ثم يُشوَى ويُؤكلَ ، وكان هذا من مآكل العرب في الجاهليّة ، فلمّا نزل تحريم الدّم تَرَكوه.

زفد : في «نوادر الأعراب» : يقال : صَمَّمتُ الفرسَ الشعيرَ فانصَمّ سمنا ، وحَشَوْتُه إيّاه ، وزَفَدْتُه إِيّاه ، وزَكَتُّه إِيّاه ، ومعناه كلّه المِلء.

زدف : يقال : أَسْدَفَ عليه السِّتر ، وأَزْدَفَ عليه السِّتْر.

ز د ب

استُعمِل من وجوهه : زبد.

زبد : اللّيث : أَزْبَدَ البحرُ إزْبادا فهو مُزْبِد.

وتَزَبَّدَ الإنسان : إذا غَضِب فظَهر على صِماغَيْه زَبَدَتان ، والزُّبْدُ : زُبْد السَّمن ، قَبلَ يُسْلأ ، والقِطْعة منه زُبْدة ، وهو ما خَلَص من اللّبن إذا مُخِض ، وإذا أَخذَ الرجلُ صفوَ الشيء قيل : قد تَزَبّده ، ومن أمثالهم : قد صَرّح المَحْضُ عن الزَّبَد ، يَعنُون بالزَّبَد رغْوَةَ اللّبن ، والصَّريحُ : اللبنُ المَحْض الّذي تحت الرّغوة ، يُضرَب مَثلا للصِّدق الّذي تتبين حقيقتُه بعد الشّك فيه.

ويقال : ارتجنَتِ الزُّبدةُ إذا اختلَطَت باللّبن فلم تخلَص منه ، وإذا خَلَصت الزُّبدة فقد ذهب الارتجال ، يُضرب هذا مَثَلا للأمر الذي يَلتبِس فلا يُهتدَى لوجه الصواب فيه.

والزَّبدُ : زبدُ الجمَل الهائج ، وهو لُغامُه الأبيضُ الذي يجتمِع على مَشافره إذا هاج. وللبحرِ زَبدٌ : إذا ثارَ مَوْجُه. وزَبدُ اللّبن : رغْوَته.

وفي الحديث : أنّ رجلا من المشركين أهدَى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم هديّة فَردَّها وقال : «إنا لا نقبَل زَبْدَ المشركين».

أبو عبيد عن الأصمعيّ : يقال : زَبدْتُ فلانا أزْبِدُه : إذا أعطيتَه ، فإِن أطعمته زُبْدا قلتَ : أَزبُدُهُ زَبْدا ـ بضم الباء ـ من أَزْبُده.

أبو عمرو : تزبّدَ فلانٌ يَمينا فهو متزبِّد : إذا حَلف بها ؛ وأَنشد :

تزَبَّدها حَذّاءَ يَعلمُ أنّه

هو الكاذبُ الآتي الأمورَ البُجارِيَا

قال : الحَذّاء : الأُمور المنكَرة. وتَزَبَّدها : ابتَلَعها ابتلاعَ الزُّبدة ، ونحوٌ منه قولهم :

١٢٧

جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة.

والزُّبّاد : نبتٌ معروف ، والزُّبّاد : الزُّبد ، ومنه قولهم : اختَلَط الخاثِرُ بالزُّبّاد ، وذلك إذا ارتَجَن ، يُضرَب مَثلا لاختلاط الحقّ بالباطل.

وزُبَيد : قبيلةٌ من قبائل اليَمن. وزَبِيد : مدينةٌ من مُدُن اليَمَن. وزُبَيْدة : لقبُ امرأة ، قيل لها : زُبَيدة لنَعْمة كانت في بَدَنها ، وهي أمّ الأمين محمد. ويقال : زَبّدَتِ المرأةُ قُطْنَها : إذا نَتَفَته وجوّدَتّه لَتغزِلَه.

ز د م

مزد : يقال : ما وَجَدْنا لها العامَ مَصْدَةً ولا مَزْدَة ، أي : لم نَجِد لها بَرْدا.

باب الزاي والتاء

ز ت ظ ـ ز ت ذ ـ ز ت ث : أهملت وجوهها.

ز ت ر

استعمل من وجوهها : ترز. زرت.

ترز : قال الليث : ترَز الرجلُ : إذا مات ويَبِس ، والتّارِزُ : اليابس بلا رُوح.

وقال أبو ذُؤَيْب :

فَكَبَا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ

بالخَبْتِ إِلا أنّه هو أَبْرَعُ

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : تَرِز الرجل : إذا ماتَ ، بكسر الراء. وتَرِزَ الماءُ : إذا جَمَد.

قلتُ : وغيرُه يجيز تَرَز ـ بالفتح ـ إذا هَلَك.

زرت : أهمَلَه الليث.

وقال غيرُه : زَرَدَه وزَرَتَه : إذا خَنَقَهُ.

[ز ت ل]

لتز : أهمله الليث. وقال ابن دريد : اللَّتْز : الدَّفْع ، وقد لَتَزَه لَتْزا : إذا دَفَعه.

ز ت ن

زتن : الزَّيْتون : معروف ، والنون فيه زائدة ، ومِثلُه قَيْعُون أصلُه القَيْع ، وكذلك الزَّيْتون : شَجرةُ الزَّيت وهو الدّهن.

ز ت ف

استُعمل من وجوهه : زفت.

زفت : قال الليث : الزِّفْتُ : القِير. ويقال لبعض أوعيةِ الخَمْر : المزَفَّت ، وهو المقيَّر بالزِّفت. ونَهَى النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الانتباذ في الوِعَاء المزفَّت ، والزِّفتُ غيرُ القِيرِ الذي تُقَيَّرُ به السُّفُن ، وهو شيءٌ لَزِج أسوَدُ يُمَتَّن به الزِّقاق للخَمْر والخَلّ. وقِيرُ السُّفنِ. يُيَبّس عليها ، وزِفْتُ الزِّقاق لا ييْبَس.

وفي «النَّوادر» : زَفَتَ فلانٌ في أُذُن فلانٍ الحديث زَفْتا ، وكَتَّه في أُذُنه كَتّا بمعنًى.

١٢٨

ز ت ب : مهمل.

ز ت م

استعمل من وجوهه : زمت ـ متز.

زمت : قال الليث : الزَّمِيت : السَّاكت.

ورجل متزمِّت وزِمِّيت ، وفيه زَماتَةٌ.

وقال ابن بُزُرج : الزُّمَّتُ : طائر أسوَد يتلوّن في الشمس ألوانا ، أحمرُ المِنقار والرِّجْلين دُونَ الغُداف شيئا. ويقال :

ازْمَأَتَ يَزْمَئِتُ ازمِئْتاتا : فهو مُزمئت : إذا تلوَّن ألوانا متغايرة.

وقال ابن الأعرابي : رجلٌ زَمِيت وزِمِّيت : إذا تَوَقَّر في مَجلِسه.

وفي حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان مِن أَزْمَتِهم في المَجْلس، أي : من أَرْزَنِهِمْ وأَوْقَرِهم ، وأنشد غيره في الزِّمِّيت بمعنى الساكت :

والقبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ

ليس لمن ضُمّنه تربيت

متز : أهمَله الليث.

وقال ابن دُرَيد : مَتزَ فلانٌ بسَلْحِه : إذا رَمَى به ، ومَتَس بسَلْحِه مِثْله ولم أسمعهما لغيره.

والزاي قد أهملت مع الظاء ومع الذال ومع الثاء إلى آخر الحروف.

باب الزاي والراء

ز ر ل : مهمل.

ز ر ن

نزر. رزن. زنر. رنز. نرز (١) [مستعملة].

نزر : أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيّ : النَّزْرُ : الإِلْحاح في السؤال.

وفي الحديث : أنّ عُمَر رضي‌الله‌عنه كان يساير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سَفَر فسأله عن شيء فلم يُجِبه ، ثم عاد فسأَله فَلم يُجِبه ، فقال لنفسه كالمبكِّت لها : ثَكِلَتْك أمُّك يا بنَ الخَطَّاب. نَزَرْتَ برسول الله مرارا لا يُجيبُك.

قلت : ومعناه أنّك أَلححْتَ عليه في المسألة إلحاحا أدَّبك بسكوته عنك ، وقال كثيّر :

لَا أَنْزُر النَّائلَ الخَليلَ إذا

ما اعْتَلَ نَزْرُ الظُّئُور لَم تَرمِ

أراد لم تَرْأم ، فحذف الهجرة ويقال : أعطاه عطاءً نَزْرا ، وعطاءً مَنْزورا : إذا أَلحَ

__________________

(١) سقط شرح هذه المادة في المطبوعة. وفي «اللسان» (نرز): «النَّرزُ : فِعلٌ مماتٌ وهو الاستخفاء من فزع ، وبه سمي الرجل نرذَةَ ونارِزة ، ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إلا هذا ، وليس بصحيح.

ابن الأعرابي : نَرْزٌ موضع ، قال : وأما النَّريزِيُّ الحاسب فلا أدري إلى أَي شيء نسب» ا. ه.

١٢٩

عليه فيه. وعطاءً غَير مَنْزور : إذا لم يُلِحّ عليه فيه ، بل أعطاه عَفْوا ؛ ومنه قولُه :

فَخذْ عَفْوَ ما آتاك لا تَنْزُرَنَّه

فعندَ بُلوغِ الكدْرِ رَنقُ المشَارِبِ

وقال اللّيث : نَزُر الشيءُ يَنزُر نَزارةً ونزرا وهو نَزْر ، وعَطاءٌ مَنْزور : قليل.

وامرأةٌ نَزُرٌ : قليلة الوَلَد ، ونِسْوة نُزُر.

وقال أبو زيد : رَجُل نَزْر ونِزر ونزيرُ نَزرُ نَزارةً. إذا كان قَليل الخير ، وأَنزَره الله ، وهو رجل منْزور.

ويقال لكلّ شيء يقلّ : نَزُور ؛ ومنه قول زيد بنِ عَدِيّ :

أو كَماءِ المَثْمُودِ بعدِ جَمامٍ

رَذِمِ الدَّمْعِ لا يئوب نَزُورَا

وجائز أن يكون النَّزُور بمعنى المَنْزور ، فَعولٌ بمعنى مفعول.

وجائز أن يكون النزور من الإبل التي لا تكاد تلقح إلا وهي كارهة. ناقة نزور بينة النزار. والنَّزور أيضا : القليلة اللبن ؛ وقد نزرت نزرا. قال : والناتق إذا وجدت مَسَّ الفحل لَقحت. وقد نتقت تنتق : إذا حملت. قال شمر : قال عدة من الكلابيين : النزور : الاستعجال والاستحثاث ؛ يقال : نزره إذا أعجله.

ويقال : ما جئت إلا نزرا ، أي : بطيئا.

النضر : النزور : القليل الكلام لا يتكلم حتى تنزره. والنزور : الناقة التي مات ولدها وهي ترأم ولد غيرها فلا يجيء لبنها إلّا نزرا. قال الأصمعي : نزر فلان فلانا : إذا استخرج ما عنده قليلا قليلا.

وتنزّر : إذا انتسب إلى نزار بن معد.

رزن : شمر : قال الأصمعيّ : الرُّزون : أماكنُ مرتفِعةٌ يكون فيها الماء ، واحدها رَزْن ، قال : ويقال : الرَّزْن : المكانُ الصُّلْب فيه طُمَأنينة يُمسِك الماء ؛ وقال أبو ذُؤَيب في الرُّزُون :

حتى إذا جَزَرَتْ مِياهُ رُزُونِه

وبأيِّ حَزِّ مُلاوَةٍ يتقطَّعُ

وقال ابن شميل : الرَّزْن : مكانٌ مُشرِف غليظ إلى جَنْبِه ، ويكون منفرِدا وحدَه ، ويَقُودُ على وَجْه الأرض للدعوة حجارةً ليس فيها من الطِّين شيء لا ينبت وظهرُه مُسْتوٍ ؛ ويقال : شيءٌ رزينٌ وقَدْ رَزَنْتُه بيَدِي : إذا ثَقَلْته. وامرأةٌ رَزانٌ : إذا كانت ذات وقارٍ وعَفاف. ورجلٌ رَزِين ؛ وقد تَرزَّنَ الرجلُ في مجلِسه : إذا توقَّر فيه.

ويقال للكوَّة النافذة : الرَّوْزَن ، وأحسبه معرّبا وهي الرَّوازِن ، تكلّمت بها العرب.

وتجمَع الرِّزن أَرْزانا. قال الأصمعيّ فيما رَوَى عنه ابنُ السكّيت : الأَرْزان جمع رِزْن ، وأَنشَد لساعدة :

* ظَلَّتْ صُوافِنَ بالأرْزانِ صادِيَةً*

الليث : الأرزن : شجر تتخذ منه عِصِيٌّ صلبة ؛ وأنشد :

* ونبعةٍ تَكْسِرُ صُلْبَ الأَرْزَنِ *

زنر : أبو عمرو : الزَّنانِيرُ : الحَصَى الصِّغار.

١٣٠

وقال أبو زبيد :

تَحِنُّ لِلظِّمْءِ ممّا قد أَلمَّ بها

بالهَجْلِ منها كأصوات الزنانِيرِ

وقال الليث : واحدُ زَنانير الحَصى : زُنَّيْرة وزُنّارَة. والزُّنّار : ما يَلبَسُه الذِّمِّيُّ يَشُده على وَسَطه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَنَرْتُ القِرْبَةَ : إذا ملأتَها ، وزَمَرْتها مِثله.

قال : وامرأةٌ مُزَنَّرَة : طويلةٌ عظيمةُ الجسم.

وفي «النوادر» : زَنَّرَ فلانٌ عينَه إليّ : إذا شَدَّ إليه النَّظَر.

(وقال اللّيث : الأَرْزَن : شجرٌ تُتَّخَذ منه عِصِيٌّ صُلْبَة ؛ وأَنْشَد :

* ونَبْعَةٍ تَكْسِرُ صُلْبَ الأَرْزَنِ (١) *

[رنز] : التَّنَزُّر : الانتسابُ إلى نِزارِ بنِ مَعد) (٢). والرُّنْز لغةٌ في الرُّزّ.

ز ر ف

زفر. زرف. فرز. فزر. رزف. رفز.

فرز : قال أبو عُبيد : فرَزتُ الشيءَ : قسَمْتُه ، وكذلك أَفْرَزْته والفريز : النصيب. قال شمر : سهمٌ مُفْرزٌ ومفروز : معزول ؛ كتبتُه من نسخة الأيادي. والفِرزِ : الفرد. وفي الحديث : «من أخذ شفعا فهو له ، ومن أخذ فِرزا فهو له» ؛ هذا ذكره الليث.

قلت : لا أعرف الفِرز بمعنى الفَرْد ؛ إنّما الفِرْز ما فُرِزَ من النَّصيب المَفْروز لصاحبه ، واحدا كان أو اثنين.

وقال أبو عمرو : الفَرْز : فُرْجَة بين جَبَلين.

وقال غيرُه : هو موضع مطمئنّ من رَبْوَتَيْن ؛ وقال رؤبة :

* كم جاوَزَتْ مِنْ حَدَبٍ وفَرْزِ*

فزر : أبو عبيد عن أبي زيد : الفِزْرُ من الضَّأْن : ما بين العَشَرَة إلى الأربعين.

قال شمر : الصّبة ما بين العشر إلى الأربعين من المعزى.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الفِزْرُ : ابن البَبْر ، وبنْتُه الفِزْرَة. قال : أُنْثَاهُ الفَزارة ، والبَبْرُ يقال له : الْهَدَبَّس. قال أبو عمر :

وأَنشدنا المبرّد :

ولقد رأيتُ هَدَبَّسا وفَزارةً

والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَهُ كالضَّيْوَنِ

قال أبو عمرو : سألتُ أبا العبّاس عن البيتِ فلم يَعْرِفه ، وهذه الحروف ذَكَرها اللّيث في كتابه ، وهي كلُّها صحيحة.

أَقْرَأَنا المنذريُّ لأبي عُبَيد فيما قَرأ عَلَى ابن الهيثم ، قال ابن الكلبيّ : من أمثالهم في ترك الشيء : لا أفعل ذلك مِعْزَى الفِزْر ، قال : والفِزْر هو سعدُ بنُ زيد مناةَ

__________________

(١) تكرار ، تقدم في مادة (رزن).

(٢) تكرار ، تقدم في مادة (نزر).

١٣١

ابن تميم. قال : وكان وَافَى الموسمَ بمِعزَى فأنهَبَهَا هناك ، فتفرّقتْ في البلاد ، فمعناهم في مِعْزَى الْفِزْرِ أن يقولوا : حتى تَجتمعَ تلك ، وهي لا تَجتمِع الدَّهرَ كلَّه.

قال ابنُ الكلبيّ : إنَّما سُمِّيَ الفِزْرُ لأنّه قال : من أَخَذَ منها واحدةً فهي له ، لا يُؤخذ منها فِزْر وهو الاثنان.

قال أبو عُبيد : وقال أبو عُبيدة نحوَ هذا الحديث ، وإلّا أنّه قال : الفِزْر هو الجَدْي نفسُه.

وقال المنذريّ : قال أبو الهيثم : لا أعرِفُ قولَ ابن الكلبيّ هذا.

قلتُ أَنا : وما رأيتُ أحدا يَعْرِفه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الفَزْرُ : الفَسْخ والفَزَر : ريح الحَدَبة. ويقال : فَزَرْتُ الجُلَّة وأَفْزَرْتها وفَزَّرتَها : إذا فَتَّتَّها.

أبو عُبَيد عن أبي عَمْرو : رجلٌ أَفْزَر : هو الّذي في ظَهْرِه عُجْرة عظيمة.

شمر : الفَزْرُ : الكَسْر.

قال : وكنت بالبادية فرأيتُ قِبابا مضروبة فقلت لأعرابيّ : لِمَنْ هذه القِباب؟ فقال : لبني فَزارة فَزَرَ اللهُ ظهورَهم. فقلت : ما تَعني به؟ فقال : كَسَرَ الله.

وقال اللّيث : الفُزُور : الشُّقوق والصُّدوع.

وتَفزَّرَ الثوبُ وتَفَزَّر الحائِطُ : إذا تَشَقَّق.

قال ؛ والفِزْرُ : هَنَةٌ كنَبْخَةٍ تَخْرُج في مَعْرِز الفَخِذ دُوَيْنَ مُنتهَى العانة كغُدَّةٍ من قرحةٍ تخرج باليد أو جِراحة.

وقال ابن شُمَيل : الفازِر : الطريقُ تَعلُو النِّجَافَ والقُورَ فتَفْرِزُها كأنّها تَخُدُّ في رؤوسِها خُدُودا ، تقول : أَخذْنا الفازِرَ ، وأَخذنا في طريقٍ فازِر ، وهو طريقٌ أَثَّرَ في رؤوس الجبال وفَقَرها. ويقال : فَزَرْتُ أنفَ فلانٍ فزرا ، أي : ضربته بشيء فشققته ، فهو مَفْزُورُ الأنْف.

وفي الحديث : كان سَعْدٌ مَفْزُورَ الأنْف.

وقال بعضُ أهلِ اللُّغة : الفَرْزُ قريبٌ من الفَزْرِ ، تقول : فَرَزْتُ الشيْءَ من الشيْء ، أي : فصلته. وتكلَّمَ فلانٌ بكلامٍ فارِزٍ ، أي : فَصَلَ به بين أمرين. قال : ولسانٌ فارِزٌ : بيِّنٌ فاصل ، وأنشَد :

إنِّي إذا ما نَشَرَ المُنَاشِرُ

فرَّجَ عن عِرْضِي لِسَانٌ فارِزُ

ويقال : فرزت الشيءَ من الشيء ، وأفرزته لغتان جيدتان جاء بهما أبو عُبيد في باب فعلت وأفعلت بمعنى واحد.

وقال أبو زيد : قال القُشَيْرِيّ : يُقال للقُرْصَةِ : فِرْزَة ، وهي النَّوْبَة.

وقال اللّيث : الفارِزة : طريقةٌ تأخذ في رَمْلة في دَكادِكَ ليِّنة ، كأنّها صَدْع من الأرض مُنقاد طويلٌ خِلْقَة ؛ والفِرزانُ معروف ، فرزان الشّطرنج ، وجمعه فرازين.

زرف ـ رزف : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَرَف يَزرِف زُرُوفا ، وزَرَف يَزرِف زَرِيفا : إذا دناه منه ، وقال لَبيد :

١٣٢

بالغُراباتِ فَزَرّافاتِها

فبِخِنزِيرٍ فأطرافِ حُبَلْ

أي : ما دنا منها.

قال : وأزْرَفَ وأَزلَف : إذا تَقدَّم. وأَزْرَف : إذا اشتَرَى الزَّرافة. قال : وهي الزُّرافة والزَّرافة ، والفتحُ والتخفيف أفصَحُها.

وقال اللّيث : الزرافة : اشْتُرقا وبَلَنْق.

أبو عبيد عن القَنانيّ : أتَوني بزَرّافتهم : يعني بجَماعتهم.

وقال : وغيرُه القَنانيّ مخفّف الزرافة ، والتّخفيف أجوَد ، ولا أحفَظُ التشديد عن غيره.

وقال ابن الأعرابيّ : أَزْرَف وأرْزَف : إذا تقدم.

وروى عنه : رَزَفَ.

أبو العبّاس : زَرَفتُ إليه وأزْرَفْتُ : إذا تقدّمت إليه ، وأنشَد :

* تُضَحِّي رُوَيْدا وتُمسِي زَرِيفَا*

وقال أبو عبيد فيما أقرأني الإياديّ له : زَرَفَتِ الناقةُ : أسرَعتْ. وأزْرَفْتها أنا : أَخْبَيْتُها في السَّير. ورواه الصرّام عن شمر : زَرَفَت وأزرَفْتُها ، الزاي قبل الراء.

وقال اللّيث : ناقةٌ زَرُوف : طويلةُ الرِّجلين واسعةُ الخَطْو. قال : وأَزْرَف القومُ إزْرافا : إذا أُعجلوا في هزيمة أو نحوها.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : زَرِف الجُرحُ يَزرَفُ زَرَفانا : إذا انتَقَض ونُكِس.

وقال غيرُه : خِمْسٌ مُزَرِّف : مُتْعِبٌ ، وقال مُلَيْح :

* يَسيرُ بها للقَومِ خِمْسٌ مُزَرِّف *

زفر : قال اللّيث : الزَّفْر والزَّفير : أن يَملأ الرجلُ صَدرَه غَمّا ثم يَزْفِرُ به. والشَّهِيق : مَدُّ النَّفَس ثم يَرْمِي به.

وقال الفرّاء في قول الله تعالى : (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) [هود : ١٠٦] ، الزَّفير : أوّل نَهِيق الحمار وشبهِه ، والشَّهِيقُ آخرُه.

وقال الزّجاج : الزَّفِير من شَديد الأَنين وقَبيحِه. والشَّهِيق : الأنينُ الشديدُ المرتفع جدّا.

وقال اللّيث : المزفورُ من الدّوابُ : الشديدُ تلاحم المفَاصِل. وتقول : ما أشَدّ زَفْرَةَ هذا البعير ، أي : هو مَزْفُور الحَلق.

وقال أبو عُبيدة : يقال للفَرسِ : إنه لعظيمُ الزُّفْرة ، أي : عظيمُ الجوف ، وقال الجَعْدِيّ :

خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ وَلَمْ

يَرْجِع إلى دِقّةٍ ولا هَضَمِ

يقول : كأنَّه زافِرٌ أبدا من عظم جَوْفه ، فكأنَّه زَفَرَ فَخِيطَ على ذلك.

وقال ابن السكّيت في قول الرّاعي يصف إبلا :

حُوزيةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتها

طَيَّ القَنَاطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا

فيه قولان : أحدُهما : كأنّها زَفَرَتْ ثم خَلِقتْ على ذلك ، والقول الآخَر : الزَّفْرَة : الوَسَط ، والقَناطِرُ الأزَج.

شمر : الزُّفَر من الرِّجال : القَوِيُّ على

١٣٣

الحمالاتِ ، يقال : زفَر وازْدَفَر : إذا حمل.

وقال الكُمَيت :

رِئابُ الصُّدوع غِياثُ المَضو

عِ لأمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

وفي الحديث : أنّ امرأةً كانت تَزْفِر القِرَب يومَ خَيْبر تسقي الناسَ، أي : تَحمِل القِرب المملوءَة ماءً.

وقال الليث : الزِّفْر : القِرْبة. والزّافر : الّذي يُعِين على حَمْل القِرْبة ، وأَنشَد :

يا بنِ الّتي كانت زمانا في النَّعَمْ

تَحمِل زَفْرا وتَؤُولُ بالغَنَمْ

وقال آخر :

إذا عَزَبوا في الشاءِ عَنّا رأَيتَهمْ

مَداليجَ بالأزْفارِ مِثْلَ العَواتِقِ

والزَّوافِر : الإماء اللّواتي يَزْفِرْن القِرَب.

أبو عبيد عن أبي عمرو قال : زافرةُ القومِ أنصارُهم.

سلَمَة عن الفرّاء : جاءنا فلان ومعه زافِرَتُه ، يعني رَهْطَه وقومَه.

أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : ما دُونَ الرِّيش من السَّهم فهو الزّافرة ، وما دُون ذلك إلى وَسَطه فهو المَتْن.

وقال ابن شُمَيل : زافرةُ السهم أَسفلُ من النِّصف بقليل إلى النَّصل.

أبو الهيثم : الزافرة الكاهل وما يليه. وزفر يزفر : إذا استقى فحمل.

وقال أبو عمرو : الزِّفْر : السِّقاء الّذي يَحمِل الراعي فيه ماءَه ، ويقال : للجَمَل الضَّخْم : زَفَر ، وللأسَدَ : زُفَر ، وللرّجل الجَواد : زُفَر.

وقال أبو عُبيدة في جُؤْجُؤ الفَرَس : المُزْدَفَر ، وهو الموضع الّذي يَزْفِر منه ، وأَنشَد :

ولَوْحُ ذِرَاعَيْنِ في برْكَةٍ

إلى جُؤجؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ

رفز : أهمَلَه الليث.

وقرأت في بعض الكُتب شعرا لا أَدرِي ما صحّته :

وبلدة للدّاءُ فيها غامِر

مَيْتٌ بها العِرْق الصحيحُ الرّافِزُ

هكذا قيّده كاتبُه ، وفسّره : رَفَزَ العِرْق إذا ضَرَب. وإن عِرْقه لرَفّاز ، أي : نَبَّاض.

قلت : لا أعرف الرَّفّاز بمعنى النَّبّاض ؛ ولعلّه راقِزٌ بالقاف بمعنى راقِص.

ز ر ب

زرب ـ زبر ـ برز ـ ربز ـ بزر ـ رزب : مستعملات.

بزر : قال الليث : البَزْر : كلُّ حَب يُنثَر للنَّبات ، تقول : بزَرْتُه وبَذَرتُه.

أبو عبيد عن الأمويّ : بَزرْتهُ بالعَصَا بَزْرا : إذا ضَربتَه بها.

ابن نجدة عن أبي زيد : يقال للعَصَا : البَيْزارةُ والقَصيدةُ.

وقال اللّيث : المبْزَرُ : مِثلُ خَشَبة القَصّارِين

١٣٤

تُبزَر به الثّياب في الماء.

قال : والبَيْزارُ : الّذي يَحمِل البازيّ.

قلتُ : وغيرُه يقول : البازِيار ، وكلاهُمَا دخيل. والبُزُور : الحُبُوب الّتي فيها صِغَر ، مثل حُبُوب البَقْل وما أَشبَهها.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المبْزورُ : الرجلُ الكثيرُ الوَلَدِ ، يقال : ما أكثَر بَزْرَه ، أي : وَلَده. وعزَّةٌ بَزَرَى : ذاتُ عَدَد كثير وأنشدَ :

أَبَتْ لي عِزّةٌ بَزَرَى بزوخ

إذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ

قال : بَزَرَى عددٌ كثير ، وأَنشَد :

قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعا ذَا لُهًى

وعَدَدا فَخْما وعِزّا بَزَرَى

قال : والبَزَرى لَقب لبني أبي بكر بن كلاب ، وتبزَّر الرجلُ : إذا انتمى إليهم.

وقال القَتّال الكِلابيّ :

إذا ما تَجَعْفَرتُمْ علينا فإنّنا

بَنُو البَزَرَى من عِزّةٍ تَتَبزّرُ

قال : والبَزْراء : المرأةُ الكثيرةُ الوَلَد.

والزَّبْراءُ : الصُّلْبة على السَّير.

والبَزْر : المُخاط. والبَزْرُ : الأَوْلاد.

زبر : قال الليث : الزَّبْر : طيُّ البِئْر ، تقول : زَبَرْتُها ، أي : طَوَيتُها.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : إذا لم يكن للرجل رأيٌ قيل : ما لَه زَبْر وجُولٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الزَّبْرُ : الصَّبْر ، يقال : ما لَه صَبْرٌ ولا زَبْر.

وأخبَرَني المُنذِريّ عن أبي الهَيْثَم يقال للرجل الّذي لا عَقَل له ولا رَأْي له زَبْر وجُول ولا زبْرَ له ولا جُول.

قال : وأصلُ الزَّبْر طَيُّ البئر إذا طُوِيت تماسكتْ واستَحكمتْ.

قال : والزَّبْر : الزَّجْر ، لأنّ من زَبَرْتَه عن الغَيّ فقد أحكَمْتَه ، كزَبْر البِئْر بالطَّي.

قال : وأخبَرَني الحَرّاني عن ابن السكّيت قال أبو عبيدة : زَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه : إذا كتَبْتَه.

قال : وقال الأصمعي : زَبَرْتُ الكتابَ : كتبتُه ، وذَبَرْتُه : قَرأْتُه.

وقال أعرابيّ : إني لأعرِف تَزْبِرَتي ، أي : كتابتي.

وقال اللّيث : الزَّبُور : الكتاب ، وكلُّ كتابِ زَبُور ، وقال الله جَلَّ وعزّ : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) [الأنبياء :

١٠٥].

ورُوِي عن أبي هُرَيرة أنّه قال : الزَّبور : ما أُنزِل على داود (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) من بَعْدَ التوراة.

وقرأ سَعِيد بنُ جُبَير : (ولقد كتبنا في الزُّبور) بضم الزاي.

وقال : الزُبُور : التّوراة والإنجيل والقرآن.

قال : والذِّكر : الّذي في السماء.

وقيل : الزَّبور فَعولٌ بمعنى مفعول ، كأنه زُبِر ، أي : كُتِب.

١٣٥

وقال ابن كناسة : من كواكب الأسَد : الخراتانِ ، وهما كوكبان بينهما قَدْرُ سَوْط ، وهما كتفا الأسد ، وهما زُبْرةُ الأسد ، وهي كلُّها يمانية ، وأصلُ الزُّبرة : الشَّعر الذي بين كتفَي الأسد.

وقال الليث : الزُّبْرة : شعْرٌ مجتمعٌ على موضع الكاهل من الأسد ، وفي مِرْفَقَيْهِ ، وكلُّ شعر يكون كذلك مجتمعا فهو زُبْره.

قال : وزُبْرَة الحديد : قطعةٌ ضخمةٌ منه.

وقال الفرّاء في قوله : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً) [المؤمنون : ٥٣] ، من قرأ بفتح الباء أراد قِطعا ، مثل قوله : (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) [الكهف : ٩٦].

قال : والمعنى في زُبُر وزُبَر واحد ، والله أعلم.

وقال الزّجّاج : ومن قرأ زُبُراً أراد كُتُبا ، جمع زبور ومن قرأ زُبَرا ، أراد قِطَعا ، جمع زُبْرة ، وإنما أراد تفرَّقوا في دينهم.

وقال الليث : الأزْبَرُ : الضخمُ زُبْرة الكاهل ، والأنثى زَبْرَاء ، وكان للأحنف خادمٌ تسمَّى زَبْرَاء ، فكانت إذا غضِبتْ قال الأحنف : هاجتْ زَبْرَاء ، فذهبَتْ مثلا حتى قيل لكل من هاج غضبُه : هاجت زَبْرَاؤُه.

وقال ابن السكيت : هو زِئْبِر الثَّوب. وقد قيل : زِئْبُرُ بضم الباء ، ولا يقال زِئْبَر وقد زأْبَرَ الثّوبُ فهو مُزَأْبَر.

وقال الليث : الزِّئبُرُ ـ بضم الباء ـ زِئْبُر الخزِّ والقَطيفة والثوب ونحوه ؛ ومنه اشتُق ازبِئْرَار الهِرِّ : إذا وفَى شَعرُه وكَثُرَ ، وقال المرَّار :

فهْوَ وَرْدُ اللّون في ازْبِئْرَارِه

وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرّ

أبو زيد : ازبأَرَّ الوبَر والنبات : إذا نَبَتَ.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الزِّبِرُّ من الرجال : الشديد.

وقال أبو محمد الفَقْعَسِيّ :

* أكون ثَمّ أسدا زِبِرّا*

وزُبْرة الأسَد : منزلٌ من منازل القَمر ، وقد مَرَّ تفسيره.

سَلمة عن الفرّاء : الزَّبير : الدّاهية.

والزّبير : الحمأَة. وأَنشد :

* تُلاقي من آلِ الزُّبيْرِ الزَّبِيرَا*

وقال ابن الأعرابيّ : ازْبَرَّ الرجلُ : إذا عَظمَ جسمُه ، وازْبَر : إذا شَجُع.

أبو عُبَيد عن أبي زيد : أَخذ الشيء بزَغْبَرِه : إذا أخذه كله ، فلم يدعْ منه شيئا ، وكذلك أخذَه بزَوْبَرِه وبزأبره.

وقال ابن حبيب : الزَّوْبر : الداهية في قول الفَرَزْدَق :

إذا قال غاوٍ من مَعَدٍّ قصيدةً

بها جَرَبٌ قامت عليَ بزَوْبَرَا

أي : قامت عليَّ بداهيَة.

وقال غيره : معناه : أَنها تُنسَب إليَّ كلُّها ولم أَقُلْها.

١٣٦

ربز : روَى شَمر في كتابه حديثا لعبد الله بن بُسْر أنه قال : جاءَ رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى داري فوضعْنا له قطيفةً رَبيزَةً.

قال شمر : حدثني أبو محمد عن المظفّر أنه قال : كَبْشٌ ربيز ، أي : ضخم ، وقد رَبُزَ كَبْشُكَ ربازةً ، أي : ضَخْم. وقد أَرْبَزْته أنا إرْبازا.

قال شمر : وقال أبو عَدْنان : الرَّبيز : الرجلُ الظريف الكيس.

وقال أبو زيد : الرَّبيز والزَّميز من الرجال : العاقل الثّخين. وقد رَبُزَ ربازَة ، ورَمُز رمازةً بمعنى واحد.

وقال غيره : فلانٌ رَبيز ورَمِيز : إذا كان كثيرا في فنِّه ، وهو مُرْتَبزٌ ومُرْتمز.

زرب ـ رزب : أبو عُبَيد عن الكسائي : الزُّرِيبةُ : حظيرةٌ من خَشب تُعمل للغنم ، يقال منه : زَرَبْتُها أَزْرُبُها زَرْبا.

قال : وقال أبو عمرو : الزَّرْبُ : المَدْخَل ، ومنه زَرْبُ الغَنَم.

وقال غيره : انْزَرَب في الزَّرْب انْزِرابا : إذا دَخَل فيه.

وقال ابن الأعرابي : الزِّرْب : مَسِيل الماء. والزَّرْبُ : الحَظِيرة.

قال : وزَرِب الماءُ وسَرِب : إذا سالَ.

وقال ابن السكّيت : زَرِيبةُ السَّبع : موضعهُ الّذي يَكتنُّ فيه.

وقال الليْث : الزَّرِبُ : موضعُ الغَنَم ، يسمَّى زَرْبا وزَرِيبة.

قال : والزَّرْبُ : قُتْرة الرّامي ، قال رُؤبةُ :

* في الزَّرْب لو يَمضَغُ شَرْبا ما بَصَقْ*

وقال الزّجّاج في قوله جلّ وعزّ : (وَزَرابِيُ مَبْثُوثَةٌ (١٦)) [الغاشية : ١٦] ، الزَّرابيّ : البُسُطُ واحدتُها زَرْبِيَّة.

وقال الفرّاء : هي الطَّنافِس لها خَمْل رَقيق.

وأخبَرَني ابن رزين عن محمّد بنِ عمرو عَن الشاه المؤرّج أنه قال في قول الله جلّ وعزّ : (وَزَرابِيُ مَبْثُوثَةٌ (١٦)) قال : زَرابيّ النَّبت إذا اصفَرَّ واحمَرَّ وفيه خُضْرة وقد ازْرَبَ ، فلمّا رأَوا الألْوان في البُسُط والفُرُش والقُطُف شَبَّهوها بزَرابيِ النَّبْت ، وكذلك العَبْقَرِيّ من الثِّياب والفُرُش.

وعن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أنه قال : ويل للعرب من شر اقترب. ويل للزَّرْبيّة.

قيل : وما الزربيّة؟ قال : الذين يدخلون على الأمراء ، فإذا قالوا شرا أو قالوا شيئا قالوا صَدَقَ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الزِّرْيابُ : الذَّهب.

والزِّريابُ : الأصفَر من كل شيء. قال : ويقال للمِيزابِ : المِزْرابُ والمِرْزابُ.

وقال اللّيث : المِرْزابُ لغة المِيزابُ.

وقال ابن السكّيت : هو المِيزَابُ ، وجمعُه المَآزِيب ولا يقال المِزْرَاب ونحو ذلك قال الفرّاء وأبو حاتم.

وقال اللّيث : المِرْزَابَة : شِبه عُصَيَّةٍ من

١٣٧

حَديد ، والإرْزَبَّة لغةٌ فيها إذا قالوها بالميم خفّفوا الباء ، وأَنشَدَ :

* ضَرْبك بالمِرْزَبَة العُودَ النَّخِرْ*

قلتُ : ونحو ذلك رَوى أبو عبيد عن الفرّاء.

وكذلك قال ابنُ السكّيت مثله في المرزبة والإرزبة. أبو عبيد عن الأصمعيّ : رجلٌ أرْزَبٌ : إذا كان قصيرا غليظا.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : رجلٌ أرْزَبٌ : كبير ، ورجلٌ قِرْشَبٌّ : سَيّءُ الحال.

وقال أيضا : الإرْزَبُ : العظيمُ الجِسم الأحمقُ ، وأَنشَد الأصمعيّ :

* كَزُّ المُحَيَّا أُنَّحٌ أرْزَبُّ*

برز : في حديث أمّ مَعبد الخُزاعية : أنها كانت امرأة برزة تَختبىء بفناء قُبتها.

قال أبو عُبيد : البَرْزَةُ من النِّساء : الجليلةُ التي تظهَر للناس ويجلس إليها القومُ.

وأخبرَني المنذريُّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : قال الزُّبَيْرِيّ : البرزةُ من النساء التي ليستْ بالمُتزايلة ولا المُحْزَمِّقة [المُخْرَمِّقَة].

قال : والمتزايلة : التي تُزايلك بوجهها تستُره عنك وتنكَبُّ إلى الأرض.

قال : والمحْزَمِّقة[المُخْرَمِّقَة] : التي لا تتكلم إذا كُلِّمت.

الليث : رجلٌ بَرْز طاهرُ الخُلُق عفيف.

وامرأةٌ برْزة : موثوقٌ برأيها وعفافِها ، وقال العجاج :

* بَرْزٌ وذُو العفافة البَرْزِيُ *

ويقال : برزٌ ، أي : هو منكشف الشأن ظاهره.

قال : والبَرازُ : المكانُ الفضاء من الأرض البعيدُ الواسع ، وإذا خرج الإنسانُ إلى ذلك الموضع قيل : قد برَز. وإذا تسابقت الخيلُ قيل لسابقها : قد برَّز عليها ، وإذا قيل مخفَّف فمعناه ظهرَ بعدَ الخفاء ، وإنما قيل في التَغوُّط : تَبرَّز فلانٌ كنايةً أي خرج إلى بَرازٍ من الأرض.

والمبارزة : الحرب. والبِرازُ : أُخذ من هذا ، تبارزَ القِرْنان.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أبرز الرجلُ : إذا عزم على السَّفر.

وبرزَ : إذ ظهر بعد خموله. وبرز : إذا خرج إلى البِراز وهو الغائط.

وقال في قول الله تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) [الكهف : ٤٧] ، أي : ظاهرة بلا جبل ولا تلّ ولا رمل.

أبو عبيد عن أبي عمرو : المبْرُوز من أبرَزْت ، قال لبيد :

أو مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألواحه

الناطقُ المَبروزُ والمختومُ

وقال ابن هانىء : أبرزتُ الكتابَ : أخرجته ، فهو مَبْروز.

وقد أعطَوْه كتابا مَبْروزا ، وهو المنْشور ، وقد برزته برزا.

١٣٨

وقال الفرّاء : إنّما أجازوا المَبْرُوزَ وهو من أَبرَزْت لأن يَبرُز لفظه واحد من الفعلين.

وقال أبو حاتم في بيت لَبيد إنما هو :

* النّاطقُ المُبْرَزُ*

مُزاحَف ، فغيّره الرُّواة فِرارا من الزِّحاف.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : الإبرِيزُ : الحَلْيُ الصافي من الذهب ، وأَبرَزَ إذا اتَّخَذ الإبْرِيزَ.

وعن أبي أمامة رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إن الله ليُجرّب أحدَكم بالبلاءَ كما يُجرّب أحدُكم ذهبَه بالنار! فمنه ما يخرج كالذهب الإبريز ) ، فذلك الذي نجاه الله من السيئات. ومنهم من يخرج من الذهب دُون ذلك ، وهو الذي يشك بعض الشك ، ومنهم من يخرج كالذهب الأموه ، فذلك الذي أُفْتِن».

قال شمر : الإبريز من الذهب : الخالص ، وهو الإبرزي والعِقيانُ والعسجدُ. وقال النابغة :

مزيّنة بالإبرزي وجوها بأرضع

الثّدي والمُرْشفاتِ الحواضِنِ

ز ر م

رمز ـ زرم ـ زمَز ـ رزم ـ مرز ـ مزر : مستعملات.

زرم : في الحديث : «أنَّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتِي بالحَسَن بن علي رضي‌الله‌عنهما فوُضع في حِجْره فبَال عليه ، فأُخذ فقال : لا تُزْرِموا ابني ، ثم دعا بماءٍ فصَبّه عليه».

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : الإزرامُ : القطع ، يقال للرجل إذا قطع بوله : قد أزرمْتَ بَوْلَكَ. وأَزرمه غيرُه ، أي : قطعه.

وزَرِمَ البول نفسه إذا انقطع. وقال عَدِيّ بن زيد :

أو كماء لثمودَ بعد جمام

زرِم الدَّمعِ لا يَئُوب نزورَا

قال : فالزَّرِم القليل المنقطع.

قال الليث : الزَّرم من السَّنانير والكلاب : ما يبقي جَعْرُه في دُبُرِه ، والفعل منه زَرِم ، وكذلك السِّنَّوْرُ يسمى أزْرم.

ويقال : زرمَ البيعُ : إذا انقطع.

ثعلب عن ابن الأعرابي : رجلٌ زرِم : وهو الذَّليل القليلُ الرَّهْط ، قال الأخطل :

لولا بلاءُكُم في غيرِ واحدةٍ

إذا لقُمْتُ مقامَ الخائف الزَّرِم

أبو عمرو : الزرمُ : الناقة التي يقع بولها قليلا قليلا ، يقال لها إذا فعلت ذلك : قد أوزغت وأوسغت وشلشلت وأنعصت وأزرمت.

أبو عبيد عن الأصمعي : الزَّرم : المضيق عليه.

__________________

(١) في المطبوع : «كالإبز» وكذلك فيه الحديث : «عن أبي أسامة» ، والمثبت من «اللسان» (٥ / ٣١١) (ب ر ز).

١٣٩

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : المزْرَئِمُ : المنقبض ، الزايُ قبلَ الراء.

قال أبو عبيد : والمرْزَئِمُ : المقشعِرُّ المجتمع الراء قبل الزاي.

قلت : الصواب : «المزرئم» الزاي قبل الراء : كذا رواه ابن جعلة. شك أبو بكر في «المقشعر المجتمع» أنه مزرئم أو مزدنم.

وقال أبو زيد في كتاب «الهمز» : ارزَأَمَ الرجلُ فهو مُرْزَئِمٌ : إذا غضب.

وقال الأصمعيّ : المُرْمَئزُّ : اللازمُ مكانَه لا يَبرَح.

رزم : أبو عبيد عن أبي زيد : الرّازمُ : البعيرُ الّذي لا يتحرّك هُزالا ، وقد رَزَم يَرْزُم رُزاما. والرازخُ نحوَه.

قال : ويقال : أَرْزَمَت الناقةُ أرْزاما : وهو صوتٌ تُخرِجه من حَلْقها ، لا تَفتَح به فاها ، والاسم منه الرَّزمة ، وذلك على ولدِها حين ترْأَمُه ، والحَنينُ أشدُّ من الرِّزَمة.

وقال أبو عبيد : والإرزام : صوتُ الرّعد ، وأنشَد :

* وعَشِيّةٍ مُتجاوِبٍ إرْزامُها*

شَبّه رَزَمة الرّعد برزَمة الناقة.

اللّيث : الرِّزْمةُ من الثياب : ما شُدَّ في ثوبٍ واحد ، يقال : رَزَّمْت الثيابَ تَرْزيما.

ورُوِي عَنْ عمرَ أنّه قال : إذا أَكلْتم فرازِمُوا.

رُوِي عن الأصمعيّ أنه قال : المُرازَمة في الطّعام المعاقَبة ، يأكل يوما لَحما ، ويوما عَسَلا ، ويوما لَبَنا ، وما أشبَه ذلك لا يُداوِم على شيء واحد. وأصلُه في الإبل إذا رَعَت مرّة حَمْضا ، ومَرّة خُلّة فقد رازمَتْ.

وقال الراعي يخاطب ناقتَه :

كلِي الحَمْضَ عامَ المُقْحِمين ورازِمِي

إلى قابِلٍ ثم اعذِرِي بعدَ قابِلِ

أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنّه سئل عن قوله : إذا أكلتم فرازِمُوا ، فقال معناه : اخلِطوا الأكلَ بالشُّكْر ، وقولوا بين اللُّقَم : الحمد لله.

وقيل : المُرازَمة : أن تأكل اللّين واليابس ، والحلوَ والحامضَ ، والجَشَب والمأدوم ، فكأنّه قال : كلوا سائغا مع جَشِب غير سائغ.

أبو عبيد عن الكسائيّ : رازَمَ القومُ دارَهمْ : إذا أَطالوا المُقامَ بها.

ابن الأنباري : الرِّزْمة معناها في كلام العرب : التي فيها ضروب من ثياب وأخلاط.

قولهم : رازم في أكله : إذا خلط بعضا ببعض.

وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه أنه أعطى رجلا ثلاث جزائر ـ وجعل غرائر عليهن

١٤٠